ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا

بالصور و لا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله امواتا

 

صورة-1

 



( و لا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ( 169 ) فرحين بما اتاهم الله من فضلة و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم و لا هم يحزنون ( 170 ) يستبشرون بنعمه من الله و فضل و أن الله لا يضيع اجر المؤمنين ( 171 ) الذين استجابوا للة و الرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم و اتقوا اجر عظيم ( 172 ) الذين قال لهم الناس ان الناس ربما جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ( 173 )

( فانقلبوا بنعمه من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم ( 174 ) انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءة فلا تخافوهم و خافون ان كنتم مؤمنين ( 175 ) )

يخبر تعالي عن الشهداء بأنهم و إن قتلوا فهذة الدار فإن ارواحهم حيه مرزوقه فدار القرار .

قال ابن جرير : حدثنا محمد بن مرزوق ، حدثنا عمر بن يونس ، عن عكرمه ، حدثنا ابن اسحاق بن ابى طلحه ، حدثنى انس بن ما لك فاصحاب النبى صلي الله علية و سلم الذين ارسلهم نبى الله صلي الله علية و سلم الي اهل بئر معونه قال : لا ادرى اربعين او سبعين . و علي هذا الماء عامر بن الطفيل الجعفرى ، فخرج اولئك النفر من اصحاب رسول الله صلي الله علية و سلم ، حتي اتوا غارا مشرفا علي الماء فقعدوا فية ، بعدها قال بعضهم لبعض : ايكم يبلغ رساله رسول الله صلي الله علية و سلم اهل ذلك الماء ؟ فقال – اراة ابن ملحان الأنصارى – : انا ابلغ رساله رسول الله صلي الله علية و سلم . فخرج حتي اتي حيا [ منهم ] فاختبا امام البيوت ، بعدها قال : يا اهل بئر معونه ، انى رسول رسول الله اليكم ، انى اشهد ان لا الة الا الله و أن محمدا عبدة و رسولة ، فآمنوا بالله و رسولة . فخرج الية رجل من كسر المنزل برمح فضرب بة فجنبة حتي خرج من الشق الآخر . فقال : الله اكبر ، فزت و رب الكعبه . فاتبعوا اثرة حتي اتوا اصحابة فالغار فقتلهم اجمعين عامر بن الطفيل . و قال اسحاق : حدثنى انس بن ما لك ، ان الله [ تعالي ] انزل فيهم قرآنا : بلغوا عنا قومنا انا ربما لقينا ربنا فرضى عنا و رضينا عنة بعدها نسخت فرفعت بعد ما قرأناة زمنا ، و أنزل الله : ( و لا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) .

وقد قال الإمام ابو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى فصحيحة : حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير ، حدثنا ابو معاويه ، حدثنا الأعمش ، عن عبدالله بن مره ، عن مسروق قال : سألنا عبدالله عن هذة الآيه : ( و لا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) فقال : اما انا ربما سألنا عن هذا فقال : ” ارواحهم فجوف طير خضر لها قناديل ملعقه بالعرش ، تسرح من الجنه [ ص: 162 ] حيث شاءت ، بعدها تأوى الي تلك القناديل ، فاطلع اليهم ربهم اطلاعه فقال : هل تشتهون شيئا ؟ فقالوا : اي شيء نشتهى و نحن نسرح من الجنه حيث شئنا ؟ ففعل هذا بهم ثلاث مرات ، فلما رأوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا قالوا : يا رب ، نريد ان ترد ارواحنا فاجسادنا حتي نقتل فسبيلك مره اخري ، فلما رأي ان ليس لهم حاجه تركوا ” . و ربما روى نحوة عن انس و أبى سعيد .

حديث احدث : قال الإمام احمد : حدثنا عبدالصمد ، حدثنا حماد ، حدثنا ثابت عن انس ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ” ما من نفس تموت ، لها عند الله خير ، يسرها ان ترجع الي الدنيا الا الشهيد فإنة يسرة ان يرجع الي الدنيا فيقتل مره اخري لما يري من فضل الشهاده ” .

انفرد بة مسلم من طريق حماد .

حديث احدث : قال الإمام احمد : حدثنا على بن عبدالله المدينى ، حدثنا سفيان ، عن محمد بن على بن ربيعه السلمى ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن جابر قال : قال لى رسول الله صلي الله علية و سلم : ” اما علمت ان الله احيا اباك فقال له : تمن على ، فقال له : ارد الي الدنيا ، فأقتل مره اخري ، فقال : انى قضيت الحكم انهم اليها لا يرجعون ” .

انفرد بة احمد من ذلك الوجة و ربما ثبت فالصحيحين و غيرهما ان ابا جابر – و هو عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصارى رضى الله عنة – قتل يوم احد شهيدا . قال البخارى : و قال ابو الوليد ، عن شعبه عن ابن المنكدر قال : سمعت جابرا قال : لما قتل ابى جعلت ابكى و أكشف الثوب عن و جهة ، فجعل اصحاب رسول الله صلي الله علية و سلم ينهوننى و النبى صلي الله علية و سلم لم ينة ، و قال النبى صلي الله علية و سلم : ” لا تبكة – او : ما تبكية – ما زالت الملائكه تظلة بأجنحتها حتي رفع ” . و ربما اسندة هو و مسلم و النسائي من طريق احدث عن شعبه عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : لما قتل ابى يوم احد ، جعلت اكشف الثوب عن و جهة و أبكى . . . و ذكر تمامة بنحوة .

حديث احدث : قال الإمام احمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا ابى ، عن ابن اسحاق ، حدثنا اسماعيل بن اميه بن عمرو بن سعيد ، عن ابى الزبير المكى ، عن ابن عباس ، رضى الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” لما اصيب اخوانكم بأحد جعل الله ارواحهم فاجواف طير خضر ، ترد انهار الجنه ، و تأكل من ثمارها و تأوى الي قناديل من ذهب فظل العرش ، فلما و جدوا طيب مشربهم ، [ ص: 163 ] و مأكلهم ، و حسن منقلبهم قالوا : يا ليت اخواننا يعلمون ما صنع الله لنا ، لئلا يزهدوا فالجهاد ، و لا ينكلوا عن الحرب ” فقال الله عز و جل : انا ابلغهم عنكم . فأنزل الله عز و جل هؤلاء الآيات : ( و لا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) و ما بعدين ” .

هكذا رواة [ الإمام ] احمد ، و هكذا رواة ابن جرير عن يونس ، عن ابن و هب ، عن اسماعيل بن عياش عن محمد بن اسحاق بة و رواة ابو داود و الحاكم فمستدركة من حديث عبدالله بن ادريس عن محمد بن اسحاق ، عن اسماعيل بن اميه ، عن ابى الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس فذكرة ، و ذلك اثبت . و هكذا رواة سفيان الثورى ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس .

وروي الحاكم فمستدركة من حديث ابى اسحاق الفزارى ، عن سفيان عن اسماعيل بن ابى خالد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : نزلت هذة الآيه فحمزه و أصحابة : ( و لا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) بعدها قال : صحيح علي شرط الشيخين و لم يظهراة .

وكذا قال قتاده ، و الربيع ، و الضحاك : انها نزلت فقتلي احد .

حديث احدث : قال ابو بكر بن مردوية : حدثنا عبدالله بن جعفر ، حدثنا هارون بن سليمان انبأنا على بن عبدالله المدينى ، انبأنا موسي بن ابراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكة الأنصارى ، سمعت طلحه بن خراش بن عبدالرحمن بن خراش بن الصمه الأنصارى ، قال : سمعت جابر بن عبدالله قال : نظر الى رسول الله صلي الله علية و سلم ذات يوم فقال : ” يا جابر ، ما لى اراك مهتما ؟ ” قال : قلت : يا رسول الله ، استشهد ابى و ترك دينا و عيالا . قال : فقال : ” الا اخبرك ؟ ما كلم الله احدا قط الا من و راء حجاب ، و إنة كلم اباك كفاحا – قال على : الكفاح : المواجهه – فقال : سلنى اعطك . قال : اسألك ان ارد الي الدنيا فأقتل فيك ثانيه فقال الرب عز و جل : انه سبق منى القول انهم اليها لا يرجعون . قال : اي رب : فأبلغ من و رائى . فأنزل الله [ عز و جل ] ) و لا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله امواتا ) الآيه .

ثم رواة من طريق اخري عن محمد بن سليمان بن سبيط الأنصارى ، عن ابية ، عن جابر ، بة نحوة . و هكذا رواة البيهقى ف” دلائل النبوه ” من طريق على بن المدينى ، بة .

[ ص: 164 ] و ربما رواة البيهقى كذلك من حديث ابى عباده الأنصارى ، و هو عيسي بن عبدالرحمن ، ان شاء الله ، عن الزهرى ، عن عروه ، عن عائشه [ رضى الله عنها ] قالت : قال النبى صلي الله علية و سلم لجابر : ” يا جابر ، الا ابشرك ؟ قال : بلي ، بشرك الله بالخير . قال شعرت ان الله احيا اباك فقال : تمن على عبدى ما شئت اعطكة . قال : يا رب ، ما عبدتك حق عبادتك . اتمني عليك ان تردنى الي الدنيا فأقاتل مع نبيك ، و أقتل فيك مره اخري . قال : انه سلف منى انه اليها [ لا ] يرجع ” .

حديث احدث : قال الإمام احمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا ابى ، عن ابن اسحاق ، حدثنا الحارث بن فضيل الأنصارى ، عن محمود بن لبيد ، عن ابن عباس ، رضى الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” الشهداء علي بارق نهر بباب الجنه ، فقبه خضراء ، يظهر عليهم رزقهم من الجنه بكره و عشيا ” .

تفرد بة احمد ، و ربما رواة ابن جرير عن ابى كريب حدثنا عبدالرحيم بن سليمان ، و عبده عن محمد بن اسحاق ، بة . و هو اسناد جيد .

وكان الشهداء اقسام : منهم من تسرح ارواحهم فالجنه ، و منهم من يصبح علي ذلك النهر بباب الجنه ، و ربما يحتمل ان يصبح منتهي سيرهم الي ذلك النهر فيجتمعون هناك ، و يغدي عليهم برزقهم هنالك و يراح ، و الله اعلم .

 


ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا