الامنيات والاحلام

 

صورة-1

 



لقد اوضح النبى صلي الله علية و سلم اهميه الامنيات و اثرها البالغ، فعن ابى هريره رضى الله عنة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: ” اذا تمني احدكم فلينظر ما يتمني فانة لا يدرى ما يكتب له “. ( رواة احمد)

وقد تحدي الله تعالي اليهود بالامنيات فقال: ” قل يا ايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء للة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين. و لا يتمنونة ابدا بما قدمت ايديهم و الله عليم بالظالمين”.

ومن خطوره الامنيه انها سلاح من اسلحه الشيطان حيث يقول تعالي ذاكرا مقوله الشيطان: ” و لاضلنهم و لامنينهم و لامرنهم فليبتكن اذان الانعام و لامرنهم فليغيرن خلق الله، و من يتخذ الشيطان و ليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا. يعدهم و يمنيهم و ما يعدهم الشيطان الا غرورا “. ( النساء، الايتان 119-120)

كما ان الامنيه تقوم مقام النيه و هذا لقول الرسول صلي الله علية و سلم فيما يروية ابو كبشه الانمارى رضى الله عنة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: ” كهذة الامه كاربعه نفر، رجل اتاة الله ما لا و علما فهو يعمل بة فما له و ينفقة فحقه، و رجل اتاة الله علما و لم يؤتة ما لا فهو يقول: لو كان لى كما ل ذلك عملت فية كالذى يعمل، قال رسول الله صلي الله علية و سلم: ” فهما فالاجر سواء، و رجل اتاة الله ما لا و لم يؤتة علما فهو يتخبط فية و ينفقة فغير حقه، و رجل لم يؤتة الله ما لا و لا علما فهو يقول: لو كان لى كما ل ذلك عملت فية كالذى يعمل، قال رسول الله صلي الله علية و سلم: ” فهما فالوزر سواء “.

وجلس عمر بن الخطاب رضى الله عنة مع بعض اصحابة فمجلس من مجالس الاحلام و الامال الساميه فقال لهم: تمنوا، فقال احدهم: اتمني ان يصبح عندى ملء ذلك الوادى ذهبا فانفقة فسبيل الله، و قال الاخر: اتمني ان يصبح عندى ملء ذلك الوادى خيلا اتصدق فيها فسبيل الله، فقال عمر رضى الله عنه: اتمني ان يصبح عندى ملء هذة الغرفه رجالا كابى عبيده بن الجراح و سالم بن مولي ابى حذيفة.

يقول الدكتور يوسف القرضاوى ملعقا علي هذة الرواية: رحم الله عمر الملهم، لقد كان خبيرا بما تقوم بة الحضارات الحقة، و تنهض بة الرسالات الكبيرة، و تحيا بة الامم الهامدة.

ان السؤال الذي يطرح نفسة فهذا المقام هو : لماذا اتمني ؟ و جواب هذا يكمن فمسائل عدة، لعل من اهمها امرين: اما الامر الاول فهو ان الانسان فتطلع دائم الي ما هو اروع و اقوى و لذلك يقول الرسول صلي الله علية و سلم: ” يهرم ابن ادم و يشب معة اثنان الحرص علي المال و الحرص علي العمر”. و يقول اسحاق بن خليل:

لولا مواعيد امال اعيش فيها لمت يا اهل ذلك الحى من زمن

واما الامر الثاني فهو ان التمنى يخرج ما فالنفس من علو او هبوط، و من صلاح او فساد، فقل لى ما تتمني اقل لك من انت فالقلوب الطاهره و النفوس العاليه تتمني الخير للناس جميعا فهذا عبدالله بن عباس رضى الله عنهما يقول: ” ان فثلاث خصال: انى لاتى علي الايه من كتاب الله فلوددت ان كل الناس يعلمون ما اعلم و انى لاسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل فحكمة فافرح و لعلى لا اقاضى الية ابدا، و انى لاسمع الغيث ربما اصاب البلد من بلاد المسلمين فافرح و ما لى بة سائمه “.

ومن الاهميه هنا ان ندرك ايضا ان الامنيات و الاحلام ليستا نهايه المطاف بل هما بدايه الطريق و لذلك ينبغى ان يتبعهما عمل و جد و اجتهاد، و الا فستصبح هذة الامنيات و تلك الاحلام مخدر لا خير فيهما.

ولذا يقول على بن ابى طالب رضى الله عنة لابنة الحسين رضى الله عنه: ” اياك و الاتكال علي المني فانها بضائع النوكى”.

ويقول فرانسيس بيكون: ” الامل افطار جيد، لكنة عشاء سيء “.

ويقول المثل التركي: ” من يتكل علي الامل يمت جوعا “.

ويقول الشاعر:

ولا تكن عبدالمني فالمني رؤوس اموال المفاليس

كما و يحسن بالمرء ان يبادر فالاهتمام بامنياتة و احلامه، و ان يرفع من قيمتهما اذا ما اراد صناعه التاثير و هندسه الحياة، و هذا حتي لا يمضى الوقت و تمر الايام و ينقضى العمر و عندها يعض اصابع الندم علي ما فات، و يتمني ان يفعل شيئا مؤثرا و لكن يوم لا ينفع الندم و لا تجدى الامنية.

وهذا التابعى الجليل يونس بن عبيد ( الذي لقى انس بن ما لك رضى الله عنه) لما كان علي فراش الموت بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: قدماى لم تغبر فسبيل الله عز و جل”.

واستمع الان الي ما سطرة كتاب الله تعالي من حال اولئك الذين فرطوا فدنياهم و اخروا الامنيات الساميه الي يوم لا يجدون لها نفعا و لا يرجون لها ثوابا، يقول الله تعالى: ” حتي اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون. لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمه هو قائلها و من و رائهم برزخ الي يوم يبعثون”.

قال قتاده ملعقا علي هذة الاية: ” و الله ما تمني ان يرجع الي اهل و لا الي عشيرة، و لا بان يجمع الدنيا و يقضى الشهوات، و لكن تمني ان يرجع فيعمل بطاعه الله عز و جل، فرحم الله امرا عمل فيما يتمناة الكافر اذ راي العذاب”.


الامنيات والاحلام