يقدم الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة نصائح مهمة للعروس
المقبلة على الزواج، خصوصا أن مجتمعاتنا الشرقية لا تعطى الفتيات الفرصة للتعرف على كيفية التعامل
مع الزوج وتخطى رهبة العلاقة الخاصة فى بداية الزواج. ويقول أول شىء يجب أن يعلمه
العروسين أن ليلة الزفاف هى ليلة عادية جدا، وأن ما حولها من هالة وتضخيم لأحداثها
هو نوع من المبالغة، وأهم نقطة فيها هو الهدوء، العروسين لابد أن يتحليا بالهدوء فى
هذه الليلة، فيجب أن يفهم العروسان أننا بصدد لقاء طبيعى بين زوجين متحابين، فإذا تركا
الأمر لمشاعرهما الطبيعية، ولتتابع الأحداث دون أى توتر أو تكلف فإن النتيجة الطبيعية المؤكدة هى
تمام اللقاء بحب دون الانشغال بأى خوف أو نقد من الأهل أو الأقارب! ولا تنس
الدعاء وذكر الله. فإن من هدى النبى – صلى الله عليه وسلم – فى هذه
الليلة أن يبدا الزوج بالدعاء فيضع يده على رأس زوجته ويقول (اللهم إنى أسألك من
خيرها ومن خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلت عليه)،
ثم يصلى بها ركعتين، وهذا يجعل الطمأنينة والهدوء يسود جو هذه الليلة.
وحتى يسهل الأمر على الزوجين لابد أن يراجع كل من الطرفين التركيب التشريحى للأعضاء التناسلية
للمرأة والرجل، وهو الموضوع الذى يدرس لطلبة الإعدادى فى مادة العلوم، ولكنه (يترك للطالب فى
معظم الأوقات لقراءته خوفا من الإحراج للمدرس وللطلبة)، وذلك لأن الجهل هو أول الطريق للفشل
والخوف من المجهول وكثيرا ما نجد من فشلوا هم من ليس لهم أية قراءات أو
معلومات عن الصحة الإنجابية م درايتهم بالصفة التشريحية، حيث أنه فى الغالب يذهب إلى مكان
خاطئ فيلقى مقاومة، وتشعر الزوجة بآلام شديدة لا علاقة لها بالعملية الجنسية ذاتها، ولابد أن
يعرف الطرفان الوظائف الفسيولوجية لأعضائه وأعضاء الطرف الآخر، حيث يجهل كثير من الشباب الدورة الشهرية،
وأسباب حدوثها، وفترة الإخصاب والتبويض، وفترة الأمان، وكذلك الفتاة لا بد أن تعلم ما هو
الانتصاب والقذف وكيف ومتى يحدث.
ويؤكد الدكتور الحديدى من المهم أن تعرف الفتاة المقبلة على الزواج أنه لا ألم ولا
نزيف بالشكل الشائع فى الثقافة المتداولة، لأن مسألة الألم والنزيف أكثر ما يقلق البنات فى
هذه الليلة.. سواء لأنها سمعت ذلك من زميلاتها اللاتى سبقنها فى الزواج، ويردن أن يضفن
جوا من الإثارة على أحداث الليلة فتتحدث عن الألم الذى شعرت به، أو تكون الوقائع
التى حدثت لبعض جاراتها أو مثيلاتها لا يقاس عليها، حيث تكون هناك أسباب مرضية غير
طبيعية هى التى أدت إلى حدوث النزيف الحاد أو الألم غير المحتمل.. أما فى الحالات
الطبيعية فلا ألم ولا نزيف، وكذلك بالنسبة للعريس لابد من تصحيح ما يعتقد به معظم
الشباب من مبالغات وأقاويل عن ليلة الزفاف، وهنا يجب أن يتعلم الشاب ماهية غشاء البكارة؟
وما كمية الدم المتوقعة، وكيف يكون شكله، فلا بد أن يعلم أنه غشاء رقيق يتغذى
ببعض الشعيرات الدموية، وعند تمزقه يؤدى إلى تمزق جزئى مع انفجار بعض هذه الشعيرات الدموية
الدقيقة، وعليه تكون كمية الدماء المتوقعة نقطة أو نقطتين.
ولابد من التشديد على الحوار والتفاهم فى هذا الموضوع لأهميتها البالغة، فيجب أن يتعود الزوجان
قبل وبعد وأثناء اللقاء التحدث فى هذا الموضوع، بمعنى أن يسأل كل طرف عما يسعده
ويثيره، ويسأله أن كان له طلبات خاصة فى هذه المسألة.. خاصة الزوجة التى تحتاج من
الزوج أن يتفهم حالتها.. ويحتاج الأمر إلى تفاهم وحوار حتى يصل الزوجان إلى الشكل والوقت
المناسب لكل منهما.
ويجب على العريس عدم التعجل فى هذه الليلة، خاصة أن العروس يجب أن تأخذ وقتها
الكافى خصوصا فى أيام الزواج الأولى، حيث لم تتعود المرأة بعد على الممارسة الجنسية، وتغلب
عليها مشاعر التوتر والاضطراب، وربما الخجل أو الألم أكثر ولكن بعد فترة تعتاد الأمر. لأن
الآلام فى بدايتها سواء العضوية أو النفسية تجعلها تحمل ذكريات سيئة للعملية الجنسية، قد تصل
إلى النفور التام منها مع الوقت. وهذا أمر يتعلمه الطرفان بحيث يتعرف كل طرف على
ما يحب ويسعد الطرف الآخر.
وأخيرا لابد من التأكيد على أن شفاء الجهل بالسؤال فلا مانع من نسأل الأهل (مصدر
ثقة) أو المتخصص، حتى نكشف الغموض عن أى شىء قبل الزواج بأسبوع حتى يصلا سويا
إلى تصور لهذه الليلة، وما يحدث فيها دون مشاكل.