صورة-1
فى سياق ما ذكر الله سبحانة و تعالي من مكيده المشركين و مكرهم برسول الله صلي الله علية و سلم حينما تامروا علي قتلة و ترصدوا له ينتظرون خروجة – علية الصلاه و السلام – فاخرجة الله من بينهم و لم يشعروا به، و ذهب هو و ابو بكر الصديق رضى الله عنة و اختبيا فالغار (فى غار ثور) قبيل الهجره الي المدينه بعدها ان الله سبحانة و تعالي صرف انظارهم حينما و صلوا الي الغار، و النبى صلي الله علية و سلم مختبئ فية هو و صاحبه، و وقفوا علية و لم يروه.
حتي ان ابا بكر الصديق رضى الله عنة قال للنبى صلي الله علية و سلم: يا رسول الله لو نظر احدهم الي موضع قدمة لابصرنا، فقال له النبى صلي الله علية و سلم : (يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) [رواة الامام البخارى ف”صحيحه” (4/189، 190) من حديث ابى بكر الصديق رضى الله عنه] فانزل الله جل و علا: {الا تنصروة فقد نصرة الله اذ اخرجة الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما فالغار اذ يقول لصاحبة لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينتة علية و ايدة بجنود لم تروها و جعل كلمه الذين كفروا السفلي و كلمه الله هى العليا و الله عزيز حكيم} [سوره التوبة: ايه 40].
هذا هو المكر الذي مكرة الله جل و علا لرسولة صلي الله علية و سلم بان اخرجة من بين اعدائة و لم يشعروا بة مع حرصهم علي قتلة و ابادتة بعدها انهم خرجوا فطلبه، و وقفوا علي المكان الذي هو فيه، و لم يروة لان الله صرفهم عنة كما قال تعالى: {واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يظهروك و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين} [سوره الانفال: ايه 30].
وهذا المكر المضاف الي الله جل و علا و المسند الية ليس كمكر المخلوقين، لان مكر المخلوقين مذموم، و اما المكر المضاف الي الله سبحانة و تعالي فانة محمود، لان مكر المخلوقين معناة الخداع و التضليل، و ايصال الاذي الي من لا يستحقه، اما المكر من الله جل و علا فانة محمود؛ لانة ايصال للعقوبه لمن يستحقها فهو عدل و رحمة.