ولو بعد حين

 

صورة-1

 



 

دعوه المظلوم (( يقول الله :وعزتى و جلالى لانصرنك و لو بعد حين))وقال صلي الله علية و سلم: (اتقوا دعوة المظلوم و ان كان كافرا فانة ليس دونها حجاب)


فان ظاهره انتشرت فبعض الناس ذكرها القران الكريم و السنه النبوبه المطهرة، اما علي سبيل الذم، او علي سبيل بيان سوء عاقبه من فعلها.

انها ظاهره الظلم، و ما ادراك ما الظلم، الذي حرمة الله سبحانة و تعالي علي نفسة و حرمة علي الناس، فقال سبحانة و تعالي فيما رواة رسول الله فالحديث القدسي: { يا عبادى انى حرمت الظلم علي نفسى و جعلتة بينكم محرما، فلا تظالموا } [رواة مسلم].

وعن جابر ان رسول الله قال: { اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة، و اتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم، حملهم علي ان سفكوا دماءهم و استحلوا محارمهم } [رواة مسلم].

اعلموا ان دعوه المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب ، فانة مهما كان ذليلا ضعيفا ، او مهانا و ضيعا ، فان الله ناصرة على

من ظلمة ، و مؤيدة علي من اعتدي علية ، فالله تبارك و تعالي يرفع دعوه المظلوم الية فوق الغمام و يقول لها ( و عزتي

وجلالى ، لانصرنك و لو بعد حين ) ،

والمظلوم لا ترد دعوتة ، و لو كان كافرا او فاجرا ، فان كفرة او فجورة انما هو علي نفسة ، فعن ابى هريره رضى الله

تعالي عنة ، قال قال رسول الله صلي الله علية و سلم ( ثلاثه لا ترد دعوتهم الصائم حتي يفطر ، و الامام العادل ، و دعوة

المظلوم يرفعها الله فوق الغمام و يفتح لها ابواب السماء ، و يقول الرب : و عزتى لانصرنك و لو بعد حين ) و عن ابي

هريره رضى الله تعالي عنة قال قال رسول الله صلي الله علية و سلم ( دعوه المظلوم مستجابه و ان كان فاجرا ، ففجوره

علي نفسة ) و عن انس بن ما لك رضى الله تعالي عنة قال قال رسول الله صلي الله علية و سلم( اتقوا دعوه المظلوم و ان

كان كافرا ، فانة ليس دونها حجاب)

وهذا تحذير شديد ، و انذار و وعيد ، موجة من المصطفي صلي الله علية و سلم للظالمين ، حيث يقول {( ان الله عز و جل

يملى للظالم فاذا اخذة لم يفلتة ) بعدها قرا ( و ايضا اخذ ربك اذا اخذ القري و هى ظالمه ان اخذة اليم شديد)[ هود 102 ] }

ويقول ابو الدرداء رضى الله تعالي عنة ( اياك و دعوات المظلوم ، فانهن يصعدن الي الله كانهن شرارات من نار)

الظلم نار فلا تحقر صغيرتة ******* لعل جذوه نار احرقت بلدا

ويقول شيخ الاسلام ابن تيميه رحمة الله ( ان الله يقيم الدوله العادله و ان كانت كافره ، و لا يقيم الدوله الظالمه و ان كانت

مؤمنه )

ايها المظلوم صبرا لا تهن ******* ان عين الله يقظي لا تنام

نم قرير العين و اهنا خاطرا ******* فعدل الله دائم بين الانام

وان امهل الله يوما ظالما ******* فان اخذة شديد ذى انتقام

ايها الظالم :

اعلم ان الظلم عند الله عز و جل يوم القيامه له دواوين ثلاثه :

ديوان لا يغفر الله منة شيئا و هو الشرك بة ، فان الله لا يغفر ان يشرك بة . يقول عز و جل ( ان الله لا يغفر ان يشرك به

ويغفر ما دون هذا لمن يشاء و من يشرك بالله فقد افتري اثما عظيما ) [ النساء 48 ] و يقول سبحانة و تعالي ( و اذ قال

لقمان لابنة و هو يعظة يابنى لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان 13 ]

وديوان لا يترك الله تعالي منة شيئا ، و هو ظلم العباد بعضهم بعضا ، فان الله تعالي يستوفية كلة ، فعن ابى هريره رضي

الله تعالي عنة ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال ( من كانت عندة مظلمه لاخية فليتحللة منها فانة ليس بعدها دينار و لا

درهم من قبل ان يؤخذ لاخية من حسناتة فان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات اخية فطرحت عليه)

وديوان لا يعبا الله بة ، و هو ظلم العبد نفسة بينة و بين ربة عز و جل ، فان ذلك الديوان اخف الدواوين ، و اسرعها محوا ،

فانة يمحي بالتوبه ، و الاستغفار ، و الحسنات الماحيه ، و المصائب المكفره ، و نحو هذا فعن انس بن ما لك قال سمعت

رسول الله صلي الله علية و سلم يقول ( قال الله تبارك و تعالي يا ابن ادم انك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك علي ما كان

فيك و لا ابالى يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء بعدها استغفرتنى غفرت لك و لا ابالى يا ابن ادم انك لو اتيتنى بقراب

الارض خطايا بعدها لقيتنى لا تشرك بى شيئا لاتيتك بقرابها مغفره ) بخلاف ديوان الشرك فانة لا يمحي الا بالتوحيد ،

وديوان المظالم ، لا يمحي الا بالخروج منها الي اربابها ، و استحلالهم منها ، و لما كان الشرك اعظم الدواوين الثلاثه عند

الله عز و جل ، حرم الجنه علي اهلة ، فلا تدخل الجنه نفس مشركه ، و انما يدخلها اهل التوحيد ، فان التوحيد هو مفتاح

بابها ، فمن لم يكن معة مفتاح ، لم يفتح له بابها .

ايها الظالم : علمت مما سبق ، ان الظلم مرتعة و خيم ، و عاقبتة اليمه ، و اثارة سيئه ، و قد

بين الله سبحانة و تعالي فالكتاب العزيز ، الذي لا ياتية الباطل من بين يدية و لا من خلفة عاقبه الظلمه فالله الله فنفسك

التى بين جنبيك احفظها فالدنيا من الافات الخطيره و منها الظلم لتسعد فالاخره و تنعم ، و ترتاح فالدنيا و تغنم .


ولو بعد حين