وصف الجنه

بالصور و صف الجنه

 

صورة-1

 






الحمد للة و الصلاه و السلام علي رسول الله و علي الة و صحبة و من و الاه…


عجائب الخيرات, ما لا عين رأت,ولا اذن سمعت, و لا خطر علي قلب بشر- ليشمر عن ساعد الجد المؤمنون طمعا فنعيمة و عطائه, و يرجع الي سبيلة الغافلون رغبه فرحمتة و جنانه. قال رسول الله -صلي الله عليه و سلم- قال تعالي : )أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت, و لا اذن سمعت, و لا خطر علي قلب بشر( (البخارى و مسلم) و اقرؤوا ان شئتم فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قره اعين جزاء بما كانوا يعملون( [السجده 17] .


و تعال معى ,تعال معي..لنوقظ.. قلبا غافلا بلمسه بارده هادئة.. من التفكر فالاء الله و نعمة فجنات عدن. تعال معي.. نتعرف علي نساء الجنة.. و نلمح شيئا من جمالهن و حسنهن, و رقتهن و حور عيونهن.. فرب متفكر فحور الجنه صرعة تفكيره..فلم يزل يتقلب بين منازل التوبه و التقرب الي الله حتي لاقاة الله بهن فنعيمة المقيم و أنعم بة من لقي .

هل عرفت نعيم الجنه :

لقد عرفنا الله الجنة.. ترغيبا فيها.. و بين لنا بعضا من نعيمها و أخفي عنا بعضا, زياده فالترغيب و التشويق. لذا فإن نعيم الجنه مهما و صف, لا تدركة العقول لأن بها من الخير ما لا يخطر علىبال و لا يعرفة احد بحال. فهل عرفت الجنة؟!


انها دار خلود و بقاء.. لا بها بأس و لا شقاء, و لا احزان و لا بكاء.. لا تنقضى لذاتها و لا تنتهى مسراتها.. جميع ما بها يذهل العقل و يسحر الفكر.. و يسكر الرشد.. و يصرع اللب..


هى جنه طابت و طاب نعيمها ××× فنعيمها باق و ليس بفان


هى نور يتلألأ, و ريحانه تهتز.وقصر مشيد و نهر مطرد..وفاكهه نضيجة.. و زوجه حسناء جميلة.. و حلل كثيره فمقام ابدا, فحبره و نضرة,فى دور عاليه سليمه بهيه تتراءي لأهلها كما يتراءي الكوكب الدرى الغائر فالأفق.


عن ابى هريره -رضى الله عنه- قال:” قلت يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قال: من الماء قلت ما بناء الجنة؟ قال: لبنه من الفضة, و لبنه من ذهب, ملاطها [الملاط: الطين ]المسك الأذفر, و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت, و تربتها, الزعفران, من دخلها ينعم لا يبأس, و يخلد لا يموت, لا تبلي ثيابهم, و لا يفني شبابهم “(الترمذى و احمد و صححة الألبانى )


فيا لها من لذة: و يالة من نعيم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين بها و أزواج مطهره و رضوان من الله و الله بصير بالعباد( [ ال عمران] و جنات عدن زخرفت بعدها ازلفت ××× لقوم علي التقوي دواما تبتلوا


فيها جميع ما تهوي النفوس و تشتهى ××× و قره عين ليس عنها تحول

أخي.. هل يعقل ان يدرك عقل المرء ذلك النعيم بعدها يزهد فيه؟‍ ذلك داعى الخير يناديك.. و يحرك فيك نشاط التنافس و المسارعة..) و سارعوا الي مغفره من ربكم و جنه عرضها السموات و الأرض اعدت للمتقين( [ ال عمران 133 ] فسارع الي المغفره و الملك العظيم.فقد دعاك البشير..

يا طالب الدنيا الدنيه انها ××× شرك الردي و قراره الأقذار


دار متي ما اضحكت فيومها ××× ابكت غدا تبا لها من دار

فاللبيب من باع الدنيا بالآخرة. قال تعالي و للآخره خير لك من الأولى( [ الضحى4] و الكيس من صنع السعاده بيدة فبحث عن طريق الجنه فسلكة و إنما طريقها توحيد الله و اتباع رسولة -صلي الله علية و سلم- و أداء الفرائض و الواجبات و البعد عن الفواحش و الكبائر و المحرمات و التقرب الي الله بالنوافل و صالح الطاعات, و الإنابه و التوبه الي الله فالظلمات و الخلوات و الاستغفار من الخطايا و الزلات و التنور بنور العلم و سليم الفهم و العمل بذلك و ملازمه الإخلاص و الصدق مع الله, فإن السالك لهذا الطريق لا يخيب ظنة و لا يعرقل سيرة و لا يضيع سعيه…


قال تعالي و العصر (*) ان الإنسان لفى خسر (*) الا الذين امنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ( [ العصر

أبواب الجنة


عندما يفزع الناس يوم القيامه يأتون الي النبى صلي الله علية و سلم، فيقولون: يا محمد، انت رسول الله و خاتم الأنبياء، و ربما غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر، اشفع لنا الي ربك، الا تري ما نحن فيه! يقول النبى صلي الله علية و سلم: فأنطلق، فآتى تحت العرش، فأخر ساجدا لربي، بعدها يفتح الله على من محامدة و حسن الثناء علية شيئا لم يفتحة علي احد قبلي، بعدها يقال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، و اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب امتي، يا رب امتي، يا رب امتي، فيقول: يا محمد، ادخل من امتك من لا حساب علية من الباب الأيمن من ابواب الجنة، و هم شركاء الناس فيما سوي هذا من الأبواب، بعدها قال: و الذي نفسى بيده، ما بين المصراعين من مصاريع الجنه كما بين مكه و هجر، و كما بين مكه و بصرى. و إن للجنه لثمانيه ابواب، ما منهما بابان الا يسير الراكب بينهما سبعين عاما، و منها باب تدخل منة امه محمد صلي الله علية و سلم، عرضة مسيره الراكب المجود ثلاثا، بعدها انهم ليضغطون علية حتي تكاد مناكبهم تزول.


و هى موزعة: فمن كان من اهل الصلاه دعى من باب الصلاة، و من كان من اهل الجهاد دعى من باب الجهاد، و من كان من اهل الصدقه دعى من باب الصدقة، و من كان من اهل الصيام دعى من باب الريان، و ربما يدعي المؤمن من هذة الأبواب كلها. و عزه الله و جلاله، لو كان العبد المؤمن فالدنيا اقطع اليدين و الرجلين، و سحب علي و جهة منذ يوم خلقة الله الي يوم القيامة، و وقف علي احد هذة الأبواب، لكان كأنة ما رأي بؤسا قط.


و لما كانت الجنات درجات، بعضها فوق بعض، كانت ابوابها كذلك، و باب الجنه العاليه فوق باب الجنه التي تحتها، و كلما علت الجنه اتسعت، فعاليها اوسع مما دونه، و سعه الباب بحسب سعه الجنة، فمنها ما بين مصراعية مسيره اربعين عاما، و منها ما بين مصراعية مسيره سبعين عاما، و منها ما بين مصراعية كما بين مكه و هجر، و منها ما بين مصراعية كما بين مكه و بصرى، و منها ما عرضة مسيره الراكب المجود ثلاثا. يري ظاهرها من باطنها، و باطنها من ظاهرها، تتكلم و تكلم، و تفهم ما يقال لها، انفتحى انغلقي.

أول من يدخل الجنة


يقول النبى صلي الله علية و سلم: { انا اول من يدخل الجنه يوم القيامه و لا فخر، و آتى باب الجنه فآخذ بحلقتها، فيقولون: من هذا؟ فأقول: انا محمد. فيفتحون لي، فأدخل، فأجد الجبار مستقبلي، فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، و تكلم يسمع منك، و قل يقبل منك، و اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: امتى امتى يا رب، فيقول: اذهب الي امتك، فمن و جدت فقلبة مثقال حبه من شعير من الإيمان فأدخلة الجنة، فأذهب، فمن و جدت فقلبة مثقال هذا ادخلتهم الجنة. فأجد الجبار مستقبلي، فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، و تكلم يسمع منك، و قل يقبل منك، و اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: امتى امتى يا رب، فيقول: اذهب الي امتك، فمن و جدت فقلبة مثقال حبه من خردل من الإيمان فأدخلة الجنة، فأذهب، فمن و جدت فقلبة مثقال هذا ادخلتهم الجنة.


و فرغ من حساب الناس، و أدخل من بقى من امتى فالنار مع اهل النار. فيقول اهل النار: ما اغني عنكم انكم كنتم تعبدون الله و لا تشركون بة شيئا. فيقول الجبار: فبعزتى لأعتقنهم من النار. فيرسل اليهم، فيخرجون من النار و ربما امتحشوا، فيدخلون فنهر الحياة، فينبتون فية كما تنبت الحبه فغثاء السيل، و يكتب بين اعينهم (هؤلاء عتقاء الله)، فيذهب بهم فيدخلون الجنة. فيقول لهم اهل الجنة: هؤلاء الجهنميون. فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاء الجبار}. و بشرنى ان اول من يدخل الجنه من امتى سبعون الفا، مع جميع الف سبعون الفا ليس عليهم حساب. و أعطانى الكوثر، فهو نهر من الجنة، يسيل فحوضي، و أعطانى انى اول الأنبياء ادخل الجنة.


و أبو بكر اول من يدخل الجنه من امه محمد صلي الله علية و سلم، و المملوك اذا اطاع الله و أطاع سيده، و الفقراء و المهاجرون الذين تسد بهم الثغور، و يتقي بهم المكاره، و يموت احدهم و حاجتة فصدرة لا يستطيع لها قضاء، يدخلون الجنه قبل الأغنياء بنصف يوم؛ و هذا خمس ما ئه عام. فيقول الله عز و جل لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم. فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك، و خيرتك من خلقك، افتأمرنا ان نأتى هؤلاء فنسلم عليهم! قال: انهم كانوا عبادا يعبدونى لا يشركون بى شيئا، و تسد بهم الثغور، و يتقي بهم المكاره، و يموت احدهم و حاجتة فصدرة لا يستطيع لها قضاء. فتأتيهم الملائكه عند ذلك، فيدخلون عليهم من جميع باب، و يقولون: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار).


و إن اول زمره يدخلون الجنه علي صوره القمر ليله البدر، و الذين يلونهم علي اشد كوكب درى فالسماء اضاءة، يتلقي جميع و احد منهم سبعون الف خادم كأنهم اللؤلؤ، لا يبولون و لا يتغوطون، و لا يمتخطون و لا يتفلون، امشاطهم الذهب، و رشحهم المسك، و مجامرهم الألوة، و أزواجهم الحور العين، اخلاقهم علي خلق رجل و احد، علي صوره ابيهم ادم؛ ستون ذراعا فالسماء، لكل رجل منهم زوجتان اثنتان، يري مخ ساقهما من و راء اللحم، و ما فالجنه اعزب.


و الذي نفس محمد بيده، انه ليرجوا ان تكون امتة نص اهل الجنة، و ذاك ان الجنه لا يدخلها الا نفس مسلمة، و ما نحن من اهل الشرك الا كالشعره البيضاء فجلد الثور الأسود، او الشعره السوداء فجلد الثور الأحمر.

عدد الجنات و أسماؤها


لما خلق الله عز و جل الجنات يوم خلقها و فضل بعضها علي بعض، جعلها سبع جنات، دار الخلد، و دار السلام، و جنه عدن، و هى قصبه الجنة، و هى مشرفه علي الجنان كلها، و هى دار الرحمن تبارك و تعالى، ليس كمثلة شيء ، و لا يشبة شيء، و لباب جنات عدن مصراعان: من زمرد و زبرجد من نور، كما بين المشرق و المغرب، و جنه المأوى، و جنه الخلد، و جنه الفردوس، و جنه النعيم، سبع جنات خلقها الله عز و جل من النور كلها، مدائنها و قصورها، و بيوتها و شرفها، و أبوابها و درجها، و أعلاها و أسفلها، و آنيتها و حليها، و كل اصناف ما بها من الثمار المتدلية، و الأنهار المطرزه بألوان الأشربة، و الخيام المشرفة، و الأشجار الناضره بألوان الفاكهة، و الرياحين العبقة، و الأزهار الزاهرة، و المنازل البهية

صفه اهل الجنة


فيدخلها اهل الجنة، جردا مردا مكحلين، ابناء ثلاثين، او ثلاث و ثلاثين، عليهم التيجان، و إن ادني لؤلؤه منها لتضيء ما بين المشرق و المغرب، و لو ان ما يقل ظفر مما فالجنه بدا، لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات و الأرض، و لو ان رجلا من اهل الجنه اطلع فبدا سواره، لطمس ضوؤة ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم.


و إذا فتحت الجنه ابوابها دخلت اول زمره علي صوره القمر ليله البدر، و الذين يلونهم كأشد كوكب درى فالسماء اضاءة، قلوبهم علي قلب و احد، لا اختلاف بينهم و لا تباغض، يسبحون الله بكره و عشيا، لا يسقمون بها و لا يموتون، و لا ينزفون، و لا يبولون، و لا يتغوطون، و لا يمنون، و لا يمتخطون، و لا يتفلون، انيتهم من الذهب و الفضة، و أمشاطهم الذهب، و مجامرهم الألوة، و رشحهم المسك، ازواجهم الحور العين، اخلاقهم علي خلق رجل و احد، علي صوره ابيهم ادم، ستون ذراعا فالسماء، و بجمال يوسف، و قلب ايوب، و عمر عيسى، و خلق محمد، عليهم جميعا الصلاه و السلام.


لكل و احد منهم زوجتان من الحور العين، علي جميع زوجه سبعون حلة، يري مخ سوقهما من و راء لحومهما و حللهما، كما يري الشراب الأحمر فالزجاجه البيضاء.


**وصف الجنه بالتفصيل كأنك تراها بعينك

درجات اهل الجنة


و يصعد فدرجاتها، و فالجنه ما ئه درجة، اعدها الله عز و جل للمجاهدين فسبيله، بين جميع درجتين كما بين السماء و الأرض، و ما بين جميع درجتين ما ئه عام، لو ان العالمين اجتمعوا فاحداهن لوسعتهم، افضلها الفردوس؛ فهى و سط الجنة، و أعلي الجنة، و فوقها عرش الرحمن عز و جل، و منة تفجر انهار الجنة. و أعلاها الوسيلة، فإنها درجه فاعلي الجنة، لا ينالها الا رجل و احد، نرجو ان يصبح نبينا محمد صلي الله علية و سلم هو ذاك الرجل.


و أدني درجات الجنه من له من الجنه مسيره خمسمائه عام، و يزوج خمسمائه حوراء، و أربعه الاف بكر، و ثمانيه الاف بيت، و إنة ليعانق الزوجه عمر الدنيا فلا يتأخر و احد منها عن صاحبه، و إنة لتوضع المائده بين يدية فلا ينقضى شبعة عمر الدنيا، و إنة ليوضع الإناء علي فية فلا ينقضى رية عمر الدنيا، و إنة ليأتية ملك بين اصبعية ما ئه حلة، تحيه من ربة تبارك و تعالى، فيلقيها علي بدنه، فيقول العبد: الحمد لله، و تبارك ربى و تعالى، فما عجبت كإعجابى بهذة الهدية. فيقول الملك: اعجبتك؟ فيقول: نعم، فيبادر الملك ادني شجره من جنه الخلد، فيقول: انا رسول ربك اليك، تكونى لولى الله ما احب، فتتلون له علي ما يشتهي.


و يؤتي بقارئ القرآن، فيعطي الملك بيمينه، و الخلد بشماله، و يوضع علي رأسة تاج الوقار، و يكسي و الداة حلتين، لا يقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ و لدكما القرآن، بعدها يقال له: اقرا و اصعد فدرج الجنه و غرفها، فهو فصعود ما دام يقرا او يرتل.


و إن الرجل من اهل عليين ليشرف علي اهل الجنة، فتضيء الجنه لوجهه، كأنها كوكب دري، و إن من تحتهم يراهم كما يري النجم الطالع فافق السماء.


و فالجنه ملوك، و ملكها رجل ضعيف مستضعف، ذو طمرين، لا يؤبة له، لو اقسم علي الله لأبره. يشمون رائحه الجنة، حتي قبل دخولها، جميع حسب درجته، فمنهم من يشم رائحتها من مسافه الف عام، و منهم من يشم رائحتها من مسافه خمسمائه عام، و من مسافه ما ئه عام، و من مسافه سبعين عاما، و من مسافه اربعين عاما، جميع حسب عمله.


الشهداء


و بها الشهداء، و هم اربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان، لقى العدو فصدق الله فقتل، فذلك الذي ينظر الناس الية هكذا، و رفع رسول الله صلي الله علية و سلم رأسة حتي سقطت قلنسوته. و الثاني رجل مؤمن، لقى العدو فكأنما يضرب ظهرة بشوك الطلح، جاءة سهم غرب فقتله، فذاك فالدرجه الثانية. و الثالث رجل مؤمن، خلط عملا صالحا و آخر سيئا، لقى العدو فصدق الله عز و جل حتي قتل، فذاك فالدرجه الثالثة. و الرابع رجل مؤمن، اسرف علي نفسة اسرافا كثيرا، لقى العدو فصدق الله حتي قتل، فذاك فالدرجه الرابعة.


و القتلي ثلاثة: مؤمن جاهد بنفسة و ما له فسبيل الله، اذا لقى العدو قاتل حتي يقتل، فذلك الشهيد الممتحن، فخيمه الله تحت عرشه، لا يفضلة النبيون الا بدرجه النبوة. و مؤمن خلط عملا صالحا و آخر سيئا، جاهد بنفسة و ما له فسبيل الله، اذا لقى العدو قاتل حتي قتل، ذاك فية ممصمصة، محت ذنوبة و خطاياه، ان السيف محاء للخطايا، و يدخل الجنه من اي ابواب الجنه شاء. و منافق جاهد بنفسة و ما له، فإذا لقى العدو قاتل حتي قتل، فذاك فالنار، ان السيف لا يمحو النفاق.


و الشهداء علي بارق نهر بباب الجنة، فقبه خضراء، يظهر عليهم رزقهم من الجنه بكره و عشيا، ارواحهم فطائر خضر تعلق من ثمر الجنة، او نسمه تعلق فثمر الجنه او شجرها، قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا فسبيل الله امواتا، بل احياء عند ربهم يرزقون)، ارواحهم فطير خضر تسرح فالجنه حيث شاءت، و تأوى الي قناديل ملعقه بالعرش، فاطلع اليهم ربك اطلاعة، فقال: هل تستزيدون شيئا فأزيدكم؟ قالوا: ربنا و ما نستزيد و نحن فالجنه نسرح حيث شئنا، بعدها اطلع اليهم الثانية، فقال: هل تستزيدون شيئا فأزيدكم؟ فلما رأوا انهم لم يتركوا قالوا: تعيد ارواحنا فاجسادنا حتي نرجع الي الدنيا، فنقتل فسبيلك مره اخرى.


و يؤتي بالشهيد من اهل الجنة، فيقول له الله عز و جل: يا ابن ادم، كيف و جدت منزلك؟ فيقول: اي رب خير منزل، فيقول: سل و تمن، فيقول: اسألك ان تردنى الي الدنيا، فأقتل فسبيلك عشر مرات، لما يري من فضل الشهادة، و ما من احد يدخل الجنه يحب ان يرجع الي الدنيا، و أن له ما علي الأرض من شيء، غير الشهيد، فإنة يتمني ان يرجع فيقتل عشر مرات، لما يري من الكرامة.


و للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له فاول دفعة، و يري مقعدة من الجنة، و يجار من عذاب القبر، و يأمن من الفزع الأكبر، و يوضع علي رأسة تاج الوقار، الياقوته منها خير من الدنيا و ما فيها، و يزوج اثنتين و سبعين زوجه من الحور العين، و يشفع فسبعين من اقاربه.


و عسقلان احد العروسين، يبعث منها يوم القيامه سبعون الفا لا حساب عليهم، و يبعث منها خمسون الفا شهداء، و فودا الي الله عز و جل، و فيها صفوف الشهداء، رؤوسهم مقطعه فايديهم، تثج اوداجهم دما، يقولون: ربنا اتنا ما و عدتنا علي رسلك انك لا تخلف الميعاد، فيقول: صدق عبيدي، اغسلوهم بنهر البيضة، فيخرجون منها نقيا بيضا، فيسرحون فالجنه حيث شاءوا.


لم لا، و نحن نعلم ان من قاتل فسبيل الله عز و جل فواق ناقه و جبت له الجنة، و من سأل الله القتل من عند نفسة صادقا بعدها ما ت او قتل فلة اجر شهيد، و من جرح جرحا فسبيل الله او نكب نكبه فإنها تجيء يوم القيامه كأغزر ما كانت، لونها كالزعفران، و ريحها كالمسك، و من جرح جرحا فسبيل الله فعلية طابع الشهداء.


و هم الذين قصدهم الله عز و جل فقوله: (ونفخ فالصور فصعق من فالسماوات و من فالأرض الا من شاء الله)، فهم الذين شاء الله الا يصعقوا، حيث يبعثهم الله متقلدين اسيافهم حول عرشه، فتأتيهم ملائكه من المحشر بنجائب من ياقوت، ازمتها الدر الأبيض، برحال الذهب، اعناقها السندس و الإستبرق، و نمارقها الين من الحرير، مد خطاها مد ابصار الرجال، يسيرون فالجنه علي خيول، يقولون عند طول النزهة: انطلقوا بنا ننظر كيف يقضى الله بين خلقه، فيضحك الله اليهم، و إذا ضحك الله الي عبد فموطن فلا حساب عليه.

غرف الجنة

وإن اهل الجنه ليتراءون اهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدرى الغابر فالأفق، من المشرق او المغرب، لتفاضل ما بينهم، و إن فالجنه لغرفا يري بطونها من ظهورها، و ظهورها من بطونها.


و إن المتحابين فالله فالدنيا هم فالجنه علي عمود من ياقوته حمراء، فرأس العمود سبعون الف غرفة، يشرفون علي اهل الجنة، اذا اطلع احدهم ملا حسنة بيوت اهل الجنه نورا، كما تملا الشمس بيوت اهل الدنيا، فيقول اهل الجنة: اخرجوا بنا ننظر الي المتحابين فالله، فيخرجون، فينظرون فو جوههم كالقمر ليله البدر، عليهم ثياب خضر، مكتوب فجباههم بالنور: هؤلاء المتحابون فالله.


خيام الجنة


و يسكنون فخيمه الجنة، و هى من لؤلؤه مجوفة، فرسخ ففرسخ، لها اربعه الاف مصراع من ذهب، و لها سبعون بابا، كلها من درة، طولها فالسماء ستون ميلا، و عرضها ستون ميلا، فكل زاويه منها اهلون، حور مقصورات فالخيام، ما يرون الآخرين، و لا يري بعضهم بعضا، يطوف عليهم المؤمنون، و يتكئون بها علي سرر مصفوفة، بعضها الي جانب بعض، و علي سرر موضونة، متكئين عليها متقابلين.


و يذهبون الي خيراتهم، و لكل مسلم فالجنه خيرة، و لكل خيره خيمة، و لكل خيمه اربعه ابواب، يدخل عليها جميع يوم من جميع باب تحفه و هديه و كرامة، لم تكن قبل ذلك، لا مزجات و لا زفرات، و لا بخرات و لا طماحات، حور عين، كأنهن بيض مكنون.

أنهار الجنة

وتأتى -يا عبدالله- انهار الجنه و بحارها، فتري بحر الماء، و بحر العسل، و بحر اللبن، و بحر الخمر، فتشرب منها، و تنعم بها. بعدها تشقق الأنهار، سيحان و جيحان، و الفرات و النيل، جميع من انهار الجنة، و هذة الأنهار تشخب من جنه عدن، بعدها تصدع بعد هذا انهارا، فتتمتع بمناظرها الخلابة، و تشرب من ما ئها العذب.

وتذهب الي رياض الجنة، و فرياضها نهر من انهارها، هو اصل انهار الجنه كلها، اظهرة الله عز و جل حيث ما اراد. و بها نهر النيل، و هو نهر العسل فالجنة، و نهر دجلة، و هو نهر اللبن فالجنة، و الفرات، و هو نهر الخمر فالجنة، و سيحان و جيحان، و هما نهرا الماء فالجنة، تطوف عليها و احدا و احدا، فتحملق بعينيك فجمالها، و تتعجب من لذه مذاقها، و كأنك فحلم. بعدها تأتى نهرا يقال له “البيدخ”، علية قباب من ياقوت، تحتة حور ناشئات، تنطلق اليه، فتتصفح تلك الجواري، فإذا اعجبت بجاريه منها تمس معصمها فتتبعك.


– نهر الكوثر :


و تأتى الي نهر الكوثر، و هو نهر فو سط الجنة، حافتاة من ذهب، يجرى علي الدر و الياقوت، تربتة اطيب من ريح المسك، و طعمة احلي من العسل، و ما ؤة اشد بياضا من الثلج و اللبن. و الذي نفسى بيده، لآنيتة اكثر من عدد نجوم السماء و كواكبها فليله مظلمه مصحية، من شرب منها شربه لم يظما احدث ما عليه. عرضة كطوله، كما بين عمان الي ايلة، او كما بين الكوفه الي الحجر الأسود، او كما بين ايله الي صنعاء. فية ميزابان ينثعبان من الجنة، احدهما من و رق، و الآخر من ذهب، من شرب منة لم يظما حتي يدخل الجنة، فية اباريق عدد نجوم السماء، حافتاة قباب الدر المجوف، و قباب اللؤلؤ و الذهب، طينة مسك اذفر، علية قصر من لؤلؤ و زبرجد، مجراة علي جنادل الدر و الياقوت و اللؤلؤ، حالة المسك، و رضراضة التوم، نبتة قضبان الذهب، ثمرة الوان الجوهر، و ما ؤة اشد بياضا من اللبن، و أحلي من العسل، اذا شربت منة مشربا لم تظما بعدة ابدا.


شجر الجنه و ثمارها

وتسير بين اشجار الجنه الكثيرة، و ثمارها الوافرة، فتري سدره المنتهى، و هى شجره يسير الراكب الجواد المضمر السريع فظلها ما ئه عام لا يقطعها، نضد الله شوكها، فجعل مكان جميع شوكه ثمرة، و إنها لتنبت ثمرا، تفتق الثمره منها عن اثنين و سبعين لونا من طعام، ما بها لون يشبة الآخر، و بها فراش الذهب، كأن ثمارها القلال.


و تري شجره اخري علي ساق، قدر ما يسير الراكب المجد فظلها ما ئه عام، يظهر اليها اهل الجنه و أهل الغرف و غيرهم، فيتحدثون فظلها، فيشتهى بعضهم و يذكر لهو الدنيا، فيرسل الله ريحا من الجنة، فتحرك تلك الشجره بكل لهو كان فالدنيا. و تمر علي شجره جذوعها من ذهب، و فروعها من زبرجد و لؤلؤ، فتهب لها ريح فتصطفق، فما سمع السامعون بصوت الذ منه.


و تصل الي شجره يظهر من اعلاها حلل، و من اسفلها خيل من ذهب، مسرجه ملجمه من در و ياقوت، لا تروث و لا تبول، لها اجنحة، خطوها مد بصرها، فتركبها، فتطير بك حيث تشاء، فيقول الذين اسفل منك درجة: يا رب، بم بلغ عبادك هذة الكرامة؟ فيقال لهم: كانوا يصلون فالليل و كنتم تنامون، و كانوا يصومون و كنتم تأكلون، و كانوا ينفقون و كنتم تبخلون، و كانوا يقاتلون و كنتم تجبنون.


و تري عنب الجنة، عظم العنقود منها مسيره شهر للغراب الأبقع، الذي لا يقع و لا ينثنى و لا يفتر، و هو كما بين صنعاء و عمان، الحبه فية بحجم جلد تيس كبير، و هى كفيله بأن تشبع عشيره بأكملها. و تتبصر فالنخل، و جذوع نخل الجنه من زمرد اخضر، و كربها ذهب احمر، و سعفها كسوه لأهل الجنة، منها مقطعاتهم و حللهم، و ثمرها امثال القلال و الدلاء، اشد بياضا من اللبن، و أحلي من العسل، و ألين من الزبد، ليس بها عجم، و إن طول الثمره من ثمارها اثنا عشر ذراعا.


و تلذ بالنظر الي رمان الجنة، فتأتيه، و الرمانه من رمان الجنه يجتمع حولها بشر كثير، يأكلون منها، فإن جري علي ذكر احدهم شيء يريدة و جدة فموضع يدة حيث يأكل. و ما فالجنه شجره الا و ساقها من ذهب، و أصولها اللؤلؤ و الذهب، و أعلاة الثمر، و إن اهل الجنه ليأكلون من ثمار الجنه قياما و قعودا و مضجعين، متي شاءوا، و من اي شجره ارادوا، فثمار الجنه لا مقطوعه و لا ممنوعة.


– شجره طوبي :


و بينما انت بين اشجارها، تنتقل من شجره الي شجرة، و لا تكاد تصدق ما تراة عيناك؛ لشده جمالها، لا تأتي شجره الا و تأكل من ثمارها، و تتمتع بجمالها، و تجلس فظلها، و بينما انت تمشى بينها، و تسير تحت اغصانها، اذا بك امام شجره كثيرا ما سمعت عنها فالدنيا، فاشتد شوقك لها؛ انها شجره طوبى، و هى شجره فالجنة، تشبة شجره بالشام تدعي الجوزة، تنبت علي ساق و احد، و ينفرش اعلاها، عظم اصلها لو ارتحلت جذعه من الإبل ما احاطت بأصلها حتي تنكسر ترقوتها هرما، و لو يسير الراكب فظلها ما ئه عام لم يقطعها. بطحاؤها ياقوت احمر، و زمرد اخضر، و ترابها مسك ابيض، و وحلها عنبر اشهب، و كثبانها كافور اصفر، و بسرها زمرد اخضر، و ثمرها حلل صفر، و سقيها و صمغها زنجبيل و عسل، و عبقها زعفران مبهج، و ورقها برود اخضر، و زهرها رياض صفر، و أقتابها سندس و إستبرق، و حشيشها زعفران، و الألنجوج يتأجج من غير و قود، يتفجر من اصلها انهار السلسبيل و المعين و الرحيق، و ظلها مجالس اهل الجنة، مكان يألفونه، و متحدث يجمعهم.


ثياب اهل الجنه تظهر من اكمامها، و ما من احد يدخل الجنه الا انطلق بة الي طوبى، فتفتح له اكمامها، فيأخذ من اي هذا شاء: ان شاء ابيض، و إن شاء احمر، و إن شاء اخضر، و إن شاء اصفر، و إن شاء اسود، كشقائق النعمان، و أرق و أحسن.


– سدره المنتهي :

وايضا سدره المنتهى، و هى شجره فالجنة، بها الوان لا ندرى ما هي، و بها حبايل اللؤلؤ، ترابها المسك، نبقها كالجرار، و كقلال هجر، و ورقها كاذان الفيلة، يغشاها من امر الله ما يغشاها، فتتحول الي ياقوت او زمرد او نحو ذلك، يظهر من ساقها نهران ظاهران، و نهران باطنان، الباطنان فالجنة، و الظاهران النيل و الفرات.

صفه الجنة

فالجنه -ورب الكعبة- نور يتلألأ، و ريحانه تهتز، و قصر مشيد، و نهر مطرد، و فاكهه كثيره نضيجة، و زوجه حسناء جميلة، و حلل كثيرة، و مقام ابد فحبره و نضرة، فدور عاليه سليمه بهية. بناؤها لبنه من فضة، و لبنه من ذهب، و ملاطها المسك الأذفر، و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت، و تربتها الزعفران، من دخلها ينعم لا يبأس، و يخلد لا يموت، لا تبلي ثيابه، و لا يفني شبابه.


و هى دار غرسها الله بيده، و جعلها مقرا لأحبابه، و ملأها من رحمتة و كرامتة و رضوانه، و وصف نعيمها بالفوز العظيم، و ملكها بالملك الكبير، و أودعها كل الخير بحذافيره، و طهرها من جميع عيب و آفه و نقص.


فإن سألت عن ارضها و تربتها فهى المسك و الزعفران. و إن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن. و إن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر. و إن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ و الجوهر. و إن سألت عن بنائها فلبنه من فضه و لبنه من ذهب. و إن سألت عن اشجارها فما بها من شجره الا و ساقها من ذهب و فضة، لا من الحطب و الخشب. و إن سألت عن ثمرها فأمثال القلال، الين من الزبد، و أحلي من العسل. و إن سألت عن و رقها فأحسن ما يصبح من رقائق الحلل.


و إن سألت عن انهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه، و أنهار من خمر لذه للشاربين، و أنهار من عسل مصفى. و إن سألت عن طعامهم ففاكهه مما يتخيرون، و لحم طير مما يشتهون. و إن سألت عن شرابهم فالتسنيم و الزنجبيل و الكافور. و إن سألت عن انيتهم فآنيه الذهب و الفضة، فصفاء القوارير. و إن سألت عن سعه ابوابها فبين المصراعين مسيره اربعين من الأعوام، و ليأتين علية يوم و هو كظيظ من الزحام.


و إن سألت عن تصفيق الرياح لأشجارها فإنها تنعم بالطرب لمن يسمعها. و إن سألت عن ظلها ففى ظل الشجره الواحده يسير الراكب المجد السريع ما ئه عام لا يقطعها. و إن سألت عن سعتها فأدني اهلها يسير فملكة و سررة و قصورة و بساتينة مسيره الفى عام. و إن سألت عن خيامها و قبابها فالخيمه الواحده من دره مجوفة، طولها ستون ميلا. و إن سألت عن علاليها و جوسقها فهى غرف من فوقها غرف مبنية، تجرى من تحتها الأنهار. و إن سألت عن ارتفاعها فانظر الي الكوكب الطالع او الغارب فالأفق، الذي لا تكاد تنالة الأبصار.


و إن سألت عن لباس اهلها فهو الحرير و الذهب. و إن سألت عن فرشها فبطائنها من استبرق، مفروشه فاعلي الرتب. و إن سألت عن ارائكها فهى الأسره عليها البشخانات، مزرره بأزرار الذهب. و إن سألت عن و جوة اهلها و حسنهم فعلي صوره القمر. و إن سألت عن اعمارهم فأبناء ثلاث و ثلاثين، علي صوره ادم علية السلام. و إن سألت عن سماعهم فغناء ازواجهم من الحور العين، و أحلي منة سماع الملائكه و النبيين، و أحلي منهما خطاب رب العالمين. و إن سألت عن مطاياهم التي يتزاورون عليها فنجائب مما شاء الله، تسير بهم حيث شاءوا. و إن سألت عن حليهم و شارتهم فأساور الذهب و اللؤلؤ، و علي رؤوسهم ملابس التيجان. و إن سألت عن غلمانهم فولدان مخلدون، كأنهم لؤلؤ مكنون.


ارضها بيضاء، و تربتها درمكه بيضاء، مسك خالص، عرصتها صخور الكافور، و ربما احاط بة المسك ككثبان الرمل، بها انهار مطردة، فيجتمع بها اهلها، ادناهم و آخرهم، فيتعارفون، فيبعث الله ريح الرحمة، فتهيج عليهم ريح المسك، و إنها لتشم من مسيره ما ئه عام، فترجع يا اخى الي زوجتك و ربما ازددت حسنا و طيبا، فتقول لك: لقد خرجت من عندى و أنا بك معجبة، و أنا بك الآن اشد اعجابا. و بينما المؤمنون ذات يوم يتحدثون فظل شجره طوبي اذ جاءتهم الملائكه بنجائب مزمومه بسلاسل من ذهب، كأن و جوهها المصابيح نضاره و حسنا، و برها خز احمر، و عبقرى ابيض، مختلطان، الحمره بالبياض، و البياض بالحمرة، لم ينظر الناظرون الي مثلة حسنا و بهاء، ذللا من غير محنة، نجب من غير رياضة، رحالها من الياقوت الأخضر، ملبسه بالعبقرى و الأرجوان، و لجمها ذهب، و كسوتها سندس و إستبرق، فأناخوا اليهم تلك الرواحل، و حيوهم بالسلام من عند الرب السلام، و قالوا لهم: اجيبوا ربكم جل جلاله، فإنة يستزيركم فزوروه، و ليسلم عليكم و تسلموا عليه، و ينظر اليكم و تنظروا اليه، و يكلمكم و تكلموه، و يحييكم و تحيوه، و يزيدكم من فضله، فإنة ذو الرحمه الواسعة، و ذو فضل عظيم.


فننظر الية و ينظر الينا، لا نضار فرؤيته، فيأخذ ربنا عز و جل بيدة غرفه من الماء، فينضح و جوهنا بها، و ما تخطئ و جة احدنا منها قطرة، فتدع و جوهنا كالريطه البيضاء، فنطلع علي حوض الرسول صلي الله علية و سلم، و ما يبسط و احد منا يدة الا و ضع عليها قدح يطهرة من الطوف و البول و الأذى. و تحبس الشمس و القمر، و لا نري منهما و احدا، فنبصر بمثل بصرنا فالدنيا، و هذا قبل طلوع الشمس، فيوم اشرقت الأرض.


و نطلع فالجنه علي بحر اللبن، و بحر العسل، و بحر الخمر، و أنهار من عسل مصفى، و أنهار من كأس، ما فيها من صداع و لا ندامة، و أنهار من لبن لم يتغير طعمه، و ماء غير اسن، و بفاكهه ما نعلم، و خير من مثلة معه. و أزواج مطهرة، صالحات مصلحات، نلذ بهن كلذاتنا فالدنيا، و يلذذن بنا. و إن لنا ما بين المشرق و المغرب، نحل منها حيث شئنا.

رواحل الجنة

فيتحول جميع رجل منا علي راحلته، بعدها يسير بنا صفا و احدا معتدلا، الرجل الي جنب اخية عن يمينه، لا يفوت ركبه ناقه ركبه صاحبتها، و لا تعدوا اذن ناقه اذن صاحبتها، نمر بالشجره من اشجار الجنه فتميل لنا عن طريقنا كراهيه ان يفرق بيننا، فإذا و قفنا بالجبار تبارك و تعالي اسفر لنا عن و جهة الكريم، و تجلي لنا فعظمتة العظيمة، فنسلم عليه، فيرحب بنا، و سلامنا و تحيتنا ان نقول: ربنا انت السلام، و منك السلام، و لك حق الجلال و الإكرام. فيقول لنا الرب جل جلاله: عبادي، عليكم السلام مني، و عليكم رحمتى و محبتي، مرحبا و أهلا بعبادي، الذين اطاعونى بالغيب، و الذين حفظوا و صيتي، و رعوا عهدي، و كانوا منى علي جميع حال مشفقين. فنقول: و عزتك و جلالك، و عظمتك و علو مكانك، ما قدرناك حق قدرك، و لا ادينا اليك جميع حقك، فأذن لنا بالسجود لك. فيقول لنا ربنا عز و جل: انى ربما رفعت عنكم مؤنه العبادة، فهذا حين ارحت لكم ابدانكم، و ذلك حين افضيتم الي روحى و رحمتي، و جنتى و كرامتي، و مبلغ الوعد و عدتكم، فاسألونى ما شئتم، و تمنوا على اعطكم امانيكم، فإنى لن اجزيكم اليوم بقدر اعمالكم، و لكن اجزيكم بقدر رحمتى و كرامتى و رأفتي، و عزى و جلالى و علو مكاني، و عظمه شأني، فاسألونى ما شئتم. فما نزال فالأماني، حتي ان المقصر فامنيتة يقول: ربنا تنافس اهل الدنيا فدنياهم، و فخر بعضهم الي بعض، فاجعل حظى من الجنه جميع شيء كان فية اهل الدنيا، من يوم خلقتها الي يوم افنيتها، فإنا رفضناها و زهدنا فيها، و صغرت فاعيننا، تشاغلا بأمرك، و إعظاما لك، و إجلالا و إعزازا.


اكرام الله تعالى


فيقول لنا ربنا: لقد قصرتم فامنيتكم، و رضيتم بدون حظكم، و بأقل من حقكم، فقد اوجبت لكم ما سألتم و تمنيتم حتي تعرفة انفسكم، و ألحقت بكم ما قصرت عنة امانيكم، فانظروا الي ما اعددت لكم، و إلي ما لا تبلغة امانيكم، و لم يخطر علي قلوبكم. فنؤتي ذلك، فنقول: ربنا انت احق بالأمن و الرحمة، و لو و كلتنا الي انفسنا و أمانينا لضيعنا حظنا. و إذا بقباب فالرفيع الأعلي ربما نصبت، و غرف من الدر و المرجان ربما رفعت، ابوابها من ذهب، و منابرها من نور، و سررها من ياقوت، و فرشها سندس و إستبرق، يفور من اعراصها و أفواهها ما ء، نور شعاع الشمس عندة كنور الكوكب الدري، فإذا هم بقصور شامخه فاعلا عليين، من الياقوت، يزهر نورها، و لولا اكرام الله تعالي لعبادة لامتنعت الأبصار من شده صفائها، و عتق جوهرها، فما كان منها ابيض فمن الياقوت الأبيض، مفروشا بالحرير الأبيض، و ما كان منها احمر فمن الياقوت الأحمر، مفروشا بالعبقرى الأحمر، و ما كان منها اخضر فمن الياقوت الأخضر، مفروشا بالسندس الأخضر، و ما كان منها اصفر فمن الياقوت الأصفر، مفروشا بالأرجوان الأصفر. مبوبه بالذهب الأحمر و الفضه البيضاء، قواعدها من جوهر، و أركانها من ذهب، و شفوفها قباب من لؤلؤ، و بروجها غرف من مرجان.


و بينما انت فمنزلك، اذ اتاك رسول من الله عز و جل، فقال للآذن: استأذن لرسول الله علي و لى الله، فيدخل الآذن، فيقول لك: يا و لى الله، ذلك رسول من الله يستأذن عليك، فتقول: ائذن له، فيأذن له، فيدخل عليك، فيضع بين يديك تحفة، فيقول: يا و لى الله، ان ربك يقرا عليك السلام، و يأمرك ان تأكل من هذه، فتأكل منها، فتجد منها طعم جميع ثمره فالجنة.


خيول الجنة


و بينما انت كذلك، اذا خيول مقربه من الياقوت الأحمر، مصنوع بها الروح، بجنبها الولدان المخلدون، و بيد جميع و ليد حكمه خيل من تلك الخيول، علي جميع اربعه منها مرتبه من مراتب الجنه كالرحالة، اسفلها سرير من ياقوتة، و علي جميع سرير منها قبه من ذهب مفرغة، فكل قبه منها فراش من فرش الجنة، ليس فالجنه لون حسن الا و هو فيها، و لا ريحه طيبه الا عبق بها، ينفذ ضوء و جوههما غلظ القبة، حتي يظن من ينظر اليها انها من دون القبة، يتبين مخها فعظامها كما يتبين السلك الأبيض فالياقوته الصافية، بعدها يأمرك الله عز و جل فتتحول فمركبتك مع صاحبتك، فتعانقك و تقبلك، و تمنيك بكرامه الله عز و جل. و القبه اما لؤلؤة، و إما زمردة، و إما ياقوتة، و إما درة. و إذا فقبه من تلك القصور منابر من نور، عليها ملائكه قعود، ينتظرونكم ليهنئوكم و يحيوكم، فيتحول جميع و احد منكم علي مركبه تزف تلك الخيول، و بجنبها الولدان المخلدون، تشيعكم الملائكه المقربون، يقطعون بكم رياض الجنة، فلما رفعتم الي قصوركم نهضت الملائكه فاعراضكم فاستنزلوكم و صافحوكم، و شبكوا ايديهم فايديكم، بعدها اجلسوكم بينهم، بعدها اقبلتم علي الضحك و المداعبه حتي علت اصواتكم

 

  • سراير يتكئون أهل ألجنة
  • قصر في الجنة


وصف الجنه