وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد

بالصور و جاءت جميع نفس معها سائق و شهيد

 

صورة-1

 



تفسير القرآن

تفسير الطبري

الكتب » تفسير الطبرى » تفسير سوره ق » القول فتأويل قولة تعالى” و جاءت جميع نفس معها سائق و شهيد “

مسألة: الجزء الثاني و العشرون
القول فتأويل قولة تعالي : ( وجاءت جميع نفس معها سائق و شهيد ( 21 ) لقد كنت فغفله من ذلك فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ( 22 ) )

يقول – تعالي ذكرة – : و جاءت يوم ينفخ فالصور جميع نفس ربها ، معها سائق يسوقها الي الله ، و شهيد يشهد عليها بما عملت فالدنيا من خير او شر .

و بنحو الذي قلنا فذلك قال اهل التأويل .

ذكر من قال هذا :

حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن إسماعيل بن ابى خالد ، عن [ ص: 348 ] يحيي بن رافع مولي لثقيف قال : سمعت عثمان بن عفان رضى الله عنة يخطب ، فقرا هذة الآيه ( وجاءت جميع نفس معها سائق و شهيد ) قال : سائق يسوقها الي الله ، و شاهد يشهد عليها بما عملت .

قال : ثنا حكام ، عن إسماعيل ، عن أبى عيسي قال : سمعت عثمان بن عفان رضى الله عنة يخطب ، فقرا هذة الآيه ( وجاءت جميع نفس معها سائق و شهيد ) قال : السائق يسوقها الي امر الله ، و الشهيد يشهد عليها بما عملت .

حدثنى محمد بن سعد قال : ثنى ابى ، قال : ثنى عمى ، قال : ثنى ابى ، عن ابية ، عن ابن عباس قولة ( وجاءت جميع نفس معها سائق و شهيد ) قال : السائق من الملائكه ، و الشهيد : شاهد علية من نفسة .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا سفيان ، عن مهران ، عن خصيف ، عن مجاهد ( سائق و شهيد ) سائق يسوقها الي امر الله ، و شاهد يشهد عليها بما عملت .

حدثنى محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسي ، و حدثنى الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ( سائق و شهيد ) سائق يسوقها الي امر الله ، و شاهد يشهد عليها بما عملت .

حدثنى محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسي ، و حدثنى الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد فى قول الله ( سائق و شهيد ) قال : الملكان : كاتب ، و شهيد .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتاده قولة ( وجاءت جميع نفس معها سائق و شهيد ) قال : سائق يسوقها الي ربها ، و شاهد يشهد عليها بعملها .

حدثنا ابن بشار قال : ثنا سليمان بن حرب قال : ثنا أبو هلال ، [ ص: 349 ] قال : ثنا قتاده فى قولة ( وجاءت جميع نفس معها سائق و شهيد ) قال : سائق يسوقها الي حسابها ، و شاهد يشهد عليها بما عملت .

حدثنا ابن عبدالأعلي قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ( معها سائق و شهيد ) قال : سائق يسوقها ، و شاهد يشهد عليها بعملها .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن أبى جعفر ، عن الربيع بن انس ( سائق و شهيد ) قال : سائق يسوقها ، و شاهد يشهد عليها بعملها .

وحدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : اخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول فقولة ( وجاءت جميع نفس معها سائق و شهيد ) السائق من الملائكه ، و الشاهد من انفسهم : الأيدى و الأرجل ، و الملائكه كذلك شهداء عليهم .

حدثنى يونس قال : اخبرنا ابن و هب قال : قال ابن زيد فى قولة ( سائق و شهيد ) قال : ملك و جميع بة يحصى علية عملة ، و ملك يسوقة الي محشرة حتي يوافى محشرة يوم القيامه .

و اختلف اهل التأويل فالمعني بهذة الآيات ; فقال بعضهم : عني فيها النبى – صلي الله علية و سلم – . و قال بعضهم : عني اهل الشرك ، و قال بعضهم : عني فيها جميع احد .

ذكر من قال هذا :

حدثنى يونس ، قال : اخبرنا ابن و هب قال : ثنى يعقوب بن عبدالرحمن الزهرى قال : سألت زيد بن اسلم ، عن قول الله ( وجاءت سكره الموت بالحق ) . . . الآيه ، الي قولة ( سائق و شهيد ) ، فقلت له : من يراد بهذا؟ فقال : رسول الله – صلي الله علية و سلم – ، فقلت له : رسول الله ؟! فقال : ما تنكر ؟ قال الله عز و جل : ( ألم يجدك يتيما فآوي و وجدك ضالا فهدي ) قال : بعدها سألت صالح بن كيسان عنها ، فقال لى : هل سألت احدا؟ فقلت : نعم ، [ ص: 350 ] قد سألت عنها زيد بن اسلم ، فقال : ما قال لك؟ فقلت : بل تخبرنى ما تقول ، فقال : لأخبرنك برأيى الذي علية رأيى ، فأخبرنى ما قال لك؟ قلت : قال : يراد بهذا رسول الله – صلي الله علية و سلم – ، فقال : و ما علم زيد ؟ و الله ما سن عاليه ، و لا لسان فصيح ، و لا معرفه بكلام العرب ، انما يراد بهذا الكافر ، بعدها قال : اقرا ما بعدين يدلك علي هذا ، قال : بعدها سألت حسين بن عبدالله بن عبيد الله بن عباس ، فقال لى كما قال صالح : هل سألت احدا فأخبرنى به؟ قلت : انى ربما سألت زيد بن اسلم وصالح بن كيسان ، فقال لى : ما قالا لك؟ قلت : بل تخبرنى بقولك ، قال : لأخبرنك بقولى ، فأخبرتة بالذى قالا لى ، قال : اخالفهما جميعا ، يريد فيها البر و الفاجر ، قال الله : ( وجاءت سكره الموت بالحق هذا ما كنت منة تحيد فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) قال : فانكشف الغطاء عن البر و الفاجر ، فرأي جميع ما يصير الية .

حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : اخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول فقولة ( وجاءت جميع نفس معها سائق و شهيد ) يعنى المشركين .

و أولي الأقوال فذلك عندى بالصواب قول من قال : عني فيها البر و الفاجر ، لأن الله اتبع هذة الآيات قوله ( ولقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس بة نفسة ) والإنسان فهذا الموضع بمعني : الناس كلهم ، غير مخصوص منهم بعضا دون بعض . فمعلوم اذا كان هذا ايضا ان معني قولة ( وجاءت سكره الموت بالحق ) وجاءتك ايها الإنسان سكره الموت بالحق ( ذلك ما كنت منة تحيد ) وإذا كان هذا ايضا كانت بينه صحه ما قلنا .

و قولة ( لقد كنت فغفله من ذلك ) يقول – تعالي ذكرة – : يقال له : لقد كنت فغفله من ذلك الذي عاينت اليوم ايها الإنسان من الأهوال و الشدائد ( فكشفنا عنك غطاءك ) يقول : فجلينا هذا لك ، و أظهرناة لعينيك ، حتي رأيتة و عاينتة ، فزالت الغفله عنك . [ ص: 351 ]

و بنحو الذي قلنا فذلك قال اهل التأويل ، و إن اختلفوا فالمقول هذا له ، فقال بعضهم : المقول هذا له الكافر .

و قال اخرون : هو نبى الله – صلي الله علية و سلم – .

و قال اخرون : هو كل الخلق من الجن و الإنس .

ذكر من قال : هو الكافر :

حدثنى على قال : ثنا أبو صالح قال : ثنى معاويه ، عن على ، عن ابن عباس قولة ( لقد كنت فغفله من ذلك فكشفنا عنك غطاءك ) وذلك الكافر .

حدثنى محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسي ، و حدثنى الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد قولة ( فكشفنا عنك غطاءك ) قال : للكافر يوم القيامه .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ( فكشفنا عنك غطاءك ) قال : فالكافر .

ذكر من قال : هو نبى الله – صلي الله علية و سلم – .

حدثنى يونس قال : اخبرنا ابن و هب قال : قال ابن زيد فى قولة ( لقد كنت فغفله من ذلك ) قال : ذلك رسول الله – صلي الله علية و سلم – ، قال : لقد كنت فغفله من ذلك الأمر يا محمد ، كنت مع القوم فجاهليتهم . ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) .

و علي ذلك التأويل الذي قالة ابن زيد يجب ان يصبح ذلك الكلام خطابا من الله لرسولة – صلي الله علية و سلم – انه كان فغفله فالجاهليه من هذا الدين الذي بعثة بة ، فكشف عنة غطاءة الذي كان علية فالجاهليه ، فنفذ بصرة بالإيمان و تبينة حتي تقرر هذا عندة ، فصار حاد البصر بة .

ذكر من قال : هو كل الخلق من الجن و الإنس : [ ص: 352 ]

حدثنى يونس قال : اخبرنا ابن و هب قال : ثنى يعقوب بن عبدالرحمن الزهرى قال : سألت عن هذا الحسين بن عبدالله بن عبيد الله بن عباس ، فقال : يريد بة البر و الفاجر ، ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) قال : و كشف الغطاء عن البر و الفاجر ، فرأي جميع ما يصير الية .

و بنحو الذي قلنا فمعني قولة ( فكشفنا عنك غطاءك ) قال اهل التأويل .

ذكر من قال هذا :

حدثنى محمد بن سعد قال : ثنى ابى ، قال : ثنى عمى ، قال : ثنى ابى ، عن ابية ، عن ابن عباس قولة ( فكشفنا عنك غطاءك ) قال : الحياة بعد الموت .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتاده قولة ( لقد كنت فغفله من ذلك فكشفنا عنك غطاءك ) قال : عاين الآخره .

و قولة ( فبصرك اليوم حديد ) يقول : فأنت اليوم نافذ البصر ، عالم بما كنت عنة فالدنيا فغفله ، و هو من قولهم : فلان بصير بهذا الأمر : اذا كان ذا علم بة ، و له بهذا الأمر بصر : اي علم .

و ربما روى عن الضحاك إنة قال : معني هذا ( فبصرك اليوم حديد ) لسان الميزان ، و أحسبة اراد بذلك ان معرفتة و علمة بما اسلف فالدنيا شاهد عدل علية ، فشبة بصرة بذلك بلسان الميزان الذي يعدل بة الحق فالوزن ، و يعرف مبلغة الواجب لأهلة عما زاد علي هذا او نقص ، فايضا علم من و افي القيامه بما اكتسب فالدنيا شاهد علية كلسان الميزان .

  • سائق وشهيد


وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد