هل الاستغفار يحقق الامنيات

بالصور هل الاستغفار يحقق الامنيات

 

صورة-1

 



الله امرنا بالتوبه اليه، و الاستغفار من ذنوبنا، فايات كثيره من كتابة الكريم، و سمي نفسة و وصفها بالغفار و غافر الذنب و ذى المغفرة، و أثني علي المستغفرين و وعدهم بجزيل الثواب، و جميع هذا يدلنا علي اهميه الاستغفار، و فضيلته، و حاجتنا الية .


و ربما قص الله علينا عن انبيائة انهم يستغفرون ربهم، و يتوبون اليه، فذكر عن الأبوين ادم و حواء عليهما السلام انهما قالا : { قالا ربنا ظلمنا انفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين } [ الأعراف23 ] .


و ذكر لنا عن نوح علية السلام انه قال : { و إلا تغفر لى و ترحمنى اكن من الخاسرين } [ هود47 ] ، و قال كذلك : { رب اغفر لى و لوالدى و لمن دخل بيتى مؤمنا و للمؤمنين و المؤمنات و لا تزد الظالمين الا تبارا } [ نوح28 ] .


و ذكر عن موسي علية السلام انه قال : { قال رب انى ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له انه هو الغفور الرحيم } [ القصص16 ] ، و ذكر عن موسي انه طلب المغفره له و لأخية هارون عليهما السلام فقال : { قال رب اغفر لى و لأخى و أدخلنا فرحمتك و أنت ارحم الراحمين } [ الأعراف151 ] .


و ذكر عن نبية داود علية السلام انه قال : { فاستغفر ربة و خر راكعا و أناب } [ ص24 ] .


و ذكر عن نبية سليمان علية السلام انه قال : { قال رب اغفر لى و هب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى انك انت الوهاب } [ ص35 ] .


و أمر خاتم رسلة نبينا محمدا صلي الله علية و سلم بالاستغفار بقولة : { فاعلم انه لا الة الا الله و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات و الله يعلم متقلبكم و مثواكم } [ محمد19 ] .


و أمرنا نحن معاشر العبيد بالاستغفار فقال : { فاستقيموا الية و استغفروة و ويل للمشركين } [ فصلت6 ] .

ثمار الاستغفار و فائدة :


للاستغفار فائدة عظيمه ، و ثمار جمه ، منها :


اولا / من فائدة الاستغفار :


انه اسباب لمغفره الذنوب ، و تكفير السيئات :


قال تعالي : { و من يعمل سوءا او يظلم نفسة بعدها يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } [ النساء110 ] .


و عن ابي ذر رضى الله عنة ، عن النبى صلي الله علية و سلم فيما روي عن الله تبارك و تعالي انه قال : ” يا عبادى انى حرمت الظلم علي نفسى و جعلتة بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادى كلكم ضال الا من هديتة ، فاستهدونى اهدكم ، يا عبادى كلكم جائع الا من اطعمتة ، فاستطعمونى اطعمكم ، يا عبادى كلكم عار الا من كسوتة ، فاستكسونى اكسكم ، يا عبادى انكم تخطئون بالليل و النهار ، و أنا اغفر الذنوب جميعا ، فاستغفرونى اغفر لكم ، يا عبادى انكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى ، و لن تبلغوا نفعى فتنفعونى ، يا عبادى لو ان اولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا علي اتقي قلب رجل و احد منكم ، ما زاد هذا فملكى شيئا ، يا عبادى لو ان اولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا علي افجر قلب رجل و احد ، ما نقص هذا من ملكى شيئا ، يا عبادى لو ان اولكم و آخركم و إنسكم و جنكم قاموا فصعيد و احد فسألونى ، فأعطيت جميع انسان مسألتة ، ما نقص هذا مما عندى الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر ، يا عبادى انما هى اعمالكم احصيها لكم ، بعدها اوفيكم اياها ، فمن و جد خيرا فليحمد الله ، و من و جد غير هذا فلا يلومن الا نفسة ” [ اخرجة مسلم ،وقال سعيد _ احد رواه الحديث _ : كان ابو ادريس الخولاني اذا حدث بهذا الحديث جثا علي ركبتية ] .


و عن ابي ذر رضى الله عنة ، عن النبى صلي الله علية و سلم فيما يروي عن ربة عز و جل انه قال : ” يا ابن ادم انك ما دعوتنى و رجوتنى ، فإنى سأغفر لك علي ما كان فيك ، و لو لقيتنى بقراب الأرض خطايا ، للقيتك بقرابها مغفره ، و لو عملت من الخطايا حتي تبلغ عنان السماء ما لم تشرك بى شيئا بعدها استغفرتنى لغفرت لك بعدها لا ابالي ” [ اخرجة احمد ].


و عن انس بن ما لك رضى الله عنة قال : سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول : قال الله : ” يا ابن ادم انك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك علي ما كان فيك و لا ابالي ، يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء بعدها استغفرتنى غفرت لك و لا ابالي ، يا ابن ادم انك لو اتيتنى بقراب الأرض خطايا ، بعدها لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفره ” [ اخرجة الترمذى و غيرة ] .


و عن ابي هريره رضى الله عنة ، ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ” ينزل ربنا تبارك و تعالي جميع ليله الي السماء الدنيا ، حين يبقي ثلث الليل الآخر يقول : من يدعونى فأستجيب له ، من يسألنى فأعطية ، من يستغفرنى فأغفر له ” [ رواة و البخارى و مسلم ] .


و عن ابي سعيد و أبي هريره رضى الله عنهما قالا : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” ان الله يمهل حتي اذا ذهب ثلث الليل الأول ، نزل الي السماء الدنيا فيقول : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من سائل ؟ هل من داع ؟ حتي ينفجر الفجر ” .


——————————————–


ثانيا / من ثمار الاستغفار :


انه امان من العقوبه و العذاب :


قال الله تعالي : { و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون } [ الأنفال33 ] .


و عن ابي موسي الأشعرى رضى الله عنة قال : ” امانان كانا علي عهد رسول الله صلي الله علية و سلم ، رفع احدهما _ و هو النبى صلي الله علية و سلم _ و بقي الآخر : { و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون } .


فأما النبى صلي الله علية و سلم فقد مضي ، و الاستغفار كائن فيكم الي يوم القيامه .


و أخرج ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن سعيد بن جبير قال : الاستغفار علي نحوين : احدهما فالقول ، و الآخر فالعمل .


فأما استغفار القول : فإن الله يقول : { و لو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول } .


و أما استغفار العمل : فإن الله يقول : { و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون } ، فعني بذلك ان يعملوا عمل الغفران ، و لقد علمت ان اناسا سيدخلون النار و هم يستغفرون الله بألسنتهم ، ممن يدعى بالإسلام و من سائر الملل .


——————————————–


ثالثا / من فائدة الاستغفار :


انه اسباب لتفريج الهموم ، و جلب الأرزاق ، و الخروج من المضائق :


ففى سنن ابى داود و ابن ما جه ، و مسند الإمام احمد و حسنة العلامه الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمة الله تعالي ، عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” من لزم الاستغفار ، جعل الله له من جميع هم فرجا ، و من جميع ضيق مخرجا ، و رزقة من حيث لا يحتسب ” .


عبارات قليله ذات تأثيرات عجيبه ، فالله سبحانة يرضي من عبادة بالقليل ، و يجزيهم علية بالعديد ، فأكثروا من الاستغفار ، اكثروا من الاستغفار ، و الهجوا بألسنتكم للة الواحد القهار ، و اعلموا ان فضائل الاستغفار لا تكون الا للمستغفرين الله حقا و صدقا ، فليس الاستغفار اقوال ترددها الألسن ، و كلمات تكررها الأفواة ، انما الاستغفار الحق ما تواطا علية القلب و اللسان ، و ندم صاحبة علي ما بدر منة من ذنوب و آثام ، و عزم علي ترك سفية الأحلام و الأوهام ، فهذة اركان التوبه النصوح التي امر الله تعالي فيها العباد ، و وعد عليها بتكفير الخطيئات ، و الفوز بنعيم الجنات ، فقال عز شأنة : { يٰأيها ٱلذين ءامنوا توبوا الي ٱللة توبه نصوحا عسىٰ ربكم ان يكفر عنكم سيئٰتكم و يدخلكم جنٰت تجري من تحتها ٱلأنهٰر } .


فمن استغفر بلسانة ، و قلبة مصر علي معصيتة ، فاستغفارة يحتاج الي استغفار ، قال الفضيل بن عياض رحمة الله : ” استغفار بلا اقلاع ، توبه الكذابين ” ، و قال بعض العلماء : ” من لم يكن ثمره استغفارة تصحيح توبتة فهو كاذب ، و المستغفر من الذنب و هو مقيم علية كالمستهزئ بربة ” .


فحذارى ان تتخذوا ربكم هزوا ، و دينكم لعبا ، فقد قال الله جل و علا : { و إذا علم من اياتنا شيئا اتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين } [ الجاثية9 ] .


——————————————–


رابعا / من ثمار الاستغفار :


انه اسباب لنزول الغيث و توفر المياة ، و القوه فالأرض :


قال تعالي عن هود علية السلام انه قال لقومة : { و يا قوم استغفروا ربكم بعدها توبوا الية يرسل السماء عليكم مدرارا و يزدكم قوه الي قوتكم و لا تتولوا مجرمين } [ هود52 ] .


فانظروا الي عظيم رحمه الله بنا ، و مزيد فضلة علينا ، ان رتب علي الاستغفار عظيم الجزاء ، و سابغ الفضل و العطاء .


——————————————–


خامسا / من فائدة الاستغفار :


ان كثره الاستغفار و التوبه من سبب تنزل الرحمات الإلهيه ، و الألطاف الربانيه ، و الفلاح فالدنيا و الآخره :


كما قال سبحانة : ” لولا تستغفرون ٱللة لعلكم ترحمون ” [ النمل 46 ] .


و قال عز و جل : ” و توبوا الي ٱللة جميعا اية ٱلمؤمنون لعلكم تفلحون ” ، فرتب المولي جل و علا ، الرحمه و الفلاح ، و النجاه و الصلاح ، علي مداومه الاستغفار و التوبه من الذنوب .


——————————————–

سادسا / من ثمار الاستغفار :


ان كثره الاستغفار فالأمه جماعات و فرادي ، اسباب لدفع البلاء و النقم عن العباد و البلاد ، و رفع الفتن و المحن عن الأمم و الأفراد ، لاسيما اذا صدر هذا عن قلوب موقنه ، مخلصه للة مؤمنه :


قال الله عز و جل : { و ما كان ٱللة معذبهم و هم يستغفرون } ، قال تعالي : { و من يعمل سوءا او يظلم نفسة بعدها يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } [ النساء110 ] .


——————————————–


سابعا / من فائدة الاستغفار :


انه اسباب لنزول الغيث المدرار ، و حصول البركه فالأرزاق و الثمار ، و كثره النسل و النماء ، و كثره النعم فالفيافى و القفار :


كما قال سبحانة حكايه عن نوح علية السلام : ” فقلت ٱستغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل ٱلسماء عليكم مدرارا * و يمددكم بأموٰل و بنين و يجعل لكم جنٰت و يجعل لكم انهارا ” [ نوح ] .


——————————————–


ثامنا / من فائدة الاستغفار :


اغاظه الشيطان :


ففى الحديث يقول صلي الله علية و سلم : ” ان الشيطان قال : و عزتك يا رب لا ابرح اغوى عبادك ، ما دامت ارواحهم فاجسادهم ” ، فقال الرب تبارك و تعالي : ” و عزتى و جلالى ، لا ازال اغفر لهم ، ما استغفرونى ” [ اخرجة الحاكم ، و البيهقى فالأسماء ، و انظر السلسله الصحيحه 104 ] ، و جاء عن بعض السلف قولة : ان احدكم لعلة يضنى شيطانة كما يضنى احدكم بعيرة .


——————————————–


تاسعا / من ثمار الاستغفار :


ان المستغفرين يمتعهم ربهم متاعا حسنا ، و يرزقهم رزقا رغيدا ، و عيشا هنيئا ، فيهنئون بعيشه طيبه ، و ينعمون بحياة سعيده ، و يسبغ عليهم سبحانة مزيدا من فضلة و إنعامة :


قال تعالي : ” و أن ٱستغفروا ربكم بعدها توبوا الية يمتعكم متاعا حسنا الىٰ اجل مسمي و يؤت جميع ذى فضل فضلة ” .


——————————————–


عاشرا / من فائدة الاستغفار :


ان المستغفرين اقل الناس و أخفهم اوزارا :


عن عبدالله بن بسر رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” طوبي لمن و جد فصحيفتة استغفارا كثيرا ” [ رواة ابن ما جه ، و قال المنذرى فالترغيب بإسناد صحيح ، و هكذا قال الألبانى ] ، قيل لبعض السلف : كيف انت فدينك ؟ قال : امزقة بالمعاصى ، و أرقعة بالاستغفار .


يقول بن القيم رحمة الله : سألت شيخ الإسلام ابن تيمية فقلت : يسأل بعض الناس : ايما انفع للعبد التسبيح او الاستغفار ؟ فقال : ” اذا كان الثوب نقيا فالبخور و ماء الورد انفع له ، و إن كان دنسا فالصابون و الماء انفع له ” [ الوابل الصيب ص : 124] ============================================


مشروعيه الاستغفار :


الاستغفار مشروع فكل و قت ، و هنالك اوقات و أحوال مخصوصه يصبح للاستغفار بها مزيد فضل ، و كثير اجر ، فيستحب الاستغفار بعد العبادات ، ليصبح كفاره لما يقع بها من خلل او تقصير ، اذن تتأكد مشروعيه الاستغفار فالأوقات الاتيه :


1- بعد الفراغ من الصلوات الخمس :


فقد كان النبى صلي الله علية و سلم اذا سلم من الصلاه المفروضه يستغفر الله ثلاثا ؛ لأن العبد عرضه لأن يقع منة نقص فصلاتة بسبب غفله او سهو .


2- فختام صلاه الليل :


قال تعالي عن المتقين : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * و بالأسحار هم يستغفرون } [ الذاريات 17-18 ] .


و قال تعالي : { الصابرين و الصادقين و القانتين و المنفقين و المستغفرين بالأسحار } [ ال عمران17 ] .


3- بعد الإفاضه من عرفه و الفراغ من الوقوف فيها :


قال تعالي : { بعدها افيضوا من حيث افاض الناس و استغفروا الله ان الله غفور رحيم } [ البقرة199 ] .


4- فختم المجالس و نهايتها :


حيث امر النبى صلي الله علية و سلم عندما يقوم الإنسان من المجلس ان يقول كفاره المجلس ، عن ابي هريره رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” من جلس فمجلس فكثر فية لغطة فقال قبل ان يقوم من مجلسة هذا : سبحانك اللهم و بحمدك اشهد ان لا الة الا انت استغفرك و أتوب اليك ، الا غفر له ما كان فمجلسة هذا ” [ اخرجة الترمذى و غيرة ، و قال : ذلك حديث حسن غريب صحيح ] ، فإن كان مجلس خير كان كالطابع علية ، و إن كان غير هذا كان كفاره له .


5- فختام العمر ، و فحال كبر السن :


فقد قال الله تعالي لنبية صلي الله علية و سلم عند اقتراب اجلة : : { اذا جاء نصر الله و الفتح * و رأيت الناس يدخلون فدين الله افواجا * فسبح بحمد ربك و استغفرة انه كان توابا } [ سوره النصر 1-3 ] .


فقد جعل الله فتح مكه ، و دخول الناس فدين الله افواجا ، علامه علي قرب اجل النبى صلي الله علية و سلم ، و أمرة عند هذا بالاستغفار .


فينبغى لكم ايها المسلمون ملازمه الاستغفار فكل و قت ، و الإكثار منة ليلا و نهارا لتحوزوا علي فضائلة ، و تنالوا خيراتة ، و تنهلوا من معينة ، فقد كان نبينا صلي الله علية و سلم يكثر من الاستغفار ، و ربما غفر الله له ما تقدم من ذنبة و ما تأخر ، فكيف بنا ، و نحن لا ندرى ايغفر لنا ام لا ؟ .


عن الأغر المزني – و كانت له صحبه – ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ” انه ليغان علي قلبى ، و إنى لأستغفر الله فاليوم ما ئه مره ” [ رواة مسلم ] .


و قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” يا ايها الناس توبوا الي الله فإنى اتوب فاليوم الية ما ئه مره ” [ اخرجة مسلم ] .


و فسنن ابن ما جه بسند جيد عن عبدالله بن بسر رضى الله عنة يقول : قال النبى صلي الله علية و سلم : ” طوبي لمن و جد فصحيفتة استغفارا كثيرا ” .


============================================


دواعى الاستغفار و التوبه :


التوبه و اجبه علي العبد فكل حين و فكل و قت ، لأن العبد لا ينفك عن اقتراف الأخطاء ، فهو بحاجه ما سه الي التوبه و الاستغفار ، بالليل و النهار ، و لو فرضنا انه سلم من الوقوع فالخطا فهو مطالب بالاستغفار ، لما ينتابة من قصور فشكر نعمه الله تعالي ، و ما يصيبة من خلل فعبادتة ، فهو بحاجه للاستغفار دائما و أبدا حتي يلقي ربة تعالي .


لكن هنالك احوال يتأكد بها الاستغفار ، و تجب بها التوبه فورا ، و لا ينبغى التسويف بها او التأخير ، لأن العبد قد اخترمتة المنيه ، و أدركة الموت و هو لم يتب من ذنبة ، و لم يستغفر من خطيئتة ، و لم يقلع عن معصيتة ، فعلية البدار و عدم التأخر ، فمن دواعى الاستغفار فمثل هذة الحال ما يلى :


اولا / عند ارتكاب الفاحشه :


قال تعالي : { و الذين اذا فعلوا فاحشه او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب الا الله و لم يصروا علي ما فعلوا و هم يعلمون * اولئك جزآؤهم مغفره من ربهم و جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين بها و نعم اجر العاملين } [ ال عمران 135-136 ] .


فأتبع السيئه بحسنه تمحها ، و تب فورا من ذنبك ، و أقلع عنة ، و اعزم علي ان لا تعود الية ابدا ، لتحظي بالمغفره من الله عز و جل غفار الذنوب ، ستار العيوب .


——————————————–


ثانيا / عند الظلم :


اما بظلم الآخرين ، او باقتراف اثم او معصيه فحق النفس .


قال تعالي : { و ما ارسلنا من رسول الا ليطاع بإذن الله و لو انهم اذ ظلموا انفسهم جآؤوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [ النساء64 ] .


و قال تعالي : { و من يعمل سوءا او يظلم نفسة بعدها يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } [ النساء110 ] .


و قال تعالي : { و يستعجلونك بالسيئه قبل الحسنه و ربما خلت من قبلهم المثلات و إن ربك لذو مغفره للناس علي ظلمهم و إن ربك لشديد العقاب } [ الرعد6 ] .


——————————————–


ثالثا / ما دون الشرك الأكبر :


قال تعالي : { ان الله لا يغفر ان يشرك بة و يغفر ما دون هذا لمن يشاء و من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } [ النساء116 ] .


و من اشرك بالله ، و عبد معة غيرة ، بعدها تاب الي الله و أناب ، فهذا كما قال تعالي : { و لما سقط فايديهم و رأوا انهم ربما ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا و يغفر لنا لنكونن من الخاسرين } [ الأعراف149 ] .


——————————————–


رابعا / عند الاستسقاء :


لا يستسقي بمثل الاستغفار ، و التوبه للواحد القهار ، و ربما مر بنا النصوص الداله علي هذا و منها :


اخرج البخارى فصحيحة قال : خرج عبدالله بن يزيد الأنصاري و خرج معة البراء بن عازب و زيد بن ارقم رضى الله عنهم فاستسقي ، فقام بهم علي رجلية علي غير منبر فاستغفر ، بعدها صلي ركعتين يجهر بالقراءه و لم يؤذن ، و لم يقم .


============================================


سبب مغفره الذنوب :


هنالك سبب من اجلها يغفر الله ذنوب العبد و لو كانت كزبد البحر ، بل لو كان فارا من الزحف ، و معلوم ان الفرار من الزحف من السبع الموبقات ، و لكن هنالك سبب لو فعلها العبد لحظى بالمغفره من الله تبارك و تعالي ، و منها :


اولا / تقوي الله عز و جل :


قال تعالي : { يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا و يكفر عنكم سيئاتكم و يغفر لكم و الله ذو الفضل العظيم } [ الأنفال29 ] .


——————————————–


ثانيا / اتباع النبى صلي الله علية و سلم :


قال تعالي : { قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم } [ ال عمران31 ] .


و قال تعالي : { يا قومنا اجيبوا داعى الله و آمنوا بة يغفر لكم من ذنوبكم و يجركم من عذاب اليم } [ الأحقاف31 ] .


يا قومنا اجيبوا رسول الله محمدا صلي الله علية و سلم الي ما يدعوكم الية , و صدقوة و اعملوا بما جاءكم بة , يغفر الله لكم من ذنوبكم و ينقذكم من عذاب مؤلم موجع .


——————————————–


ثالثا / عده امور طيبه :


قال تعالي : { سارعوا الي مغفره من ربكم و جنه عرضها السماوات و الأرض اعدت للمتقين * الذين ينفقون فالسراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين * و الذين اذا فعلوا فاحشه او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب الا الله و لم يصروا علي ما فعلوا و هم يعلمون * اولئك جزآؤهم مغفره من ربهم و جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين بها و نعم اجر العاملين } [ ال عمران 133-136 ] .


و قال تعالي : { ان المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات و القانتين و القانتات و الصادقين و الصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الصائمين و الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات اعد الله لهم مغفره و أجرا عظيما } [ الأحزاب35 ] .


——————————————–


رابعا / القتل فسبيل الله :


قال تعالي : { و لئن قتلتم فسبيل الله او متم لمغفره من الله و رحمه خير مما يجمعون } [ ال عمران157 ] .


و قال تعالي : { لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير اولى الضرر و المجاهدون فسبيل الله بأموالهم و أنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم و أنفسهم علي القاعدين درجه و كلا و عد الله الحسني و فضل الله المجاهدين علي القاعدين اجرا عظيما } [ النساء 95 ] .


——————————————–


خامسا / كثره الاستغفار :


قال تعالي : { و استغفر الله ان الله كان غفورا رحيما } [ النساء106 ] .


——————————————–


سادسا / تحقيق الإيمان و عمل الصالحات :


قال تعالي : { و عد الله الذين امنوا و عملوا الصالحات لهم مغفره و أجر عظيم } [ المائدة9 ] .


قال تعالي : { فالذين امنوا و عملوا الصالحات لهم مغفره و رزق كريم } [ الحج50 ] .


سؤال : من هم المؤمنون ؟


الجواب : هم الذين ذكرهم الله تعالي فبدايه سوره الأنفال ، فقولة عز و جل : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للة و الرسول فاتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسولة ان كنتم مؤمنين * انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله و جلت قلوبهم و إذا تليت عليهم اياتة زادتهم ايمانا و علي ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاه و مما رزقناهم ينفقون * اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم و مغفره و رزق كريم } [ الأنفال 1-4 ] .


——————————————–


سابعا / الصبر و عمل الصالحات :


ما اعظم الصبر ، و ما احلى ثمارة ، فالصبر له اجر لا يوصف ، اجر الصبر بغير حساب ، قال تعالي : { الا الذين صبروا و عملوا الصالحات اولئك لهم مغفره و أجر كبير } [ هود11 ] .


و قال تعالي فاجر الصبر : { قل يا عباد الذين امنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا فهذة الدنيا حسنه و أرض الله و اسعه انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب } [ الزمر10 ] .


و الصبر نوعيات ثلاثه :


صبر علي طاعه الله ، و صبر عن معاص الله ، و صبر علي اقدار الله .


فمن حقق هذة الأنواع الثلاثه فقد فاز فوزا عظيما .


——————————————–


ثامنا / التجاوز عن الآخرين :


قال تعالي : { و لا يأتل اولوا الفضل منكم و السعه ان يؤتوا اولى القربي و المساكين و المهاجرين فسبيل الله و ليعفوا و ليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم و الله غفور رحيم } [ النور22 ] .


——————————————–


تاسعا / قول الحق :


قال تعالي : { يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا * يصلح لكم اعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسولة فقد فاز فوزا عظيما } الأحزاب70-71


] .


من صدق الله و رسولة ، و عمل بشرعة و طاعتة ، و اجتنب معصيتة ؛ خوفا من العقاب , و قال فجميع احوالة و شؤونة قولا مستقيما موافقا للصواب ، خاليا من الكذب و الباطل ، و اتقي الله و قال قولا سديدا ، اصلح الله له اعمالة , و غفر ذنوبة ، و من يطع الله و رسولة فيما امر و نهي فقد فاز بالكرامه العظمي فالدنيا و الآخره .


——————————————–


عاشرا / اتباع القرآن ، و خشيه الله تعالي بالغيب :


قال تعالي : { انما تنذر من اتبع الذكر و خشى الرحمن بالغيب فبشرة بمغفره و أجر كريم } [ يس11 ] .


انما ينفع تحذيرك من امن بالقرآن , و اتبع ما فية من احكام الله , و خاف الرحمن , حيث لا يراة احد الا الله , فبشرة بمغفره من الله لذنوبة , و ثواب منة فالآخره علي اعمالة الصالحه , و هو دخولة الجنه .


——————————————–


حادى عشر / عدم القنوط من رحمه الله :


قال تعالي : { قل يا عبادى الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم } [ الزمر53 ] .


الله عز و جل يقول لنبية صلي الله علية و سلم قل لعبادى الذين تمادوا فالمعاصى , و أسرفوا علي انفسهم بإتيان ما تدعوهم الية نفوسهم من الذنوب : لا تيئسوا من رحمه الله ؛ لكثره ذنوبكم , ان الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها و رجع عنها مهما كانت ، و مهما عظمت , انه هو الغفور لذنوب التائبين من عبادة , الرحيم بهم .


============================================


صيغ الاستغفار :


و رد الاستغفار بصيغ متعدده ، و المختار منها عن شداد بن اوس رضى الله عنة : عن النبى صلي الله علية و سلم قال : ” سيد الاستغفار ان تقول : اللهم انت ربى لا الة الا انت ، خلقتنى و أنا عبدك ، و أنا علي عهدك و وعدك ما استطعت ، اعوذ بك من شر ما صنعت ، ابوء لك بنعمتك على ، و أبوء لك بذنبى ، فاغفر لى فإنة لا يغفر الذنوب الا انت ” قال : من قالها من النهار موقنا فيها فمات من يومة قبل ان يمسى فهو من اهل الجنه ، و من قالها من الليل و هو موقن فيها فمات قبل ان يكون فهو من اهل الجنه ” [ متفق علية ] .


و أخرج الترمذى و أبو داود من حديث بلال بن يسار بن زيد مولي النبى صلي الله علية و سلم قال : سمعت ابى يحدثنية عن جدى ، انه سمع رسول الله صلي الله علية و سلم يقول : ” من قال : استغفر الله الذي لا الة الا هو الحى القيوم و أتوب الية ، غفر له و إن كان ربما فر من الزحف ” [ اخرجة الترمذى ، و أبو داود ، و أحمد ، و قال الألبانى رحمة الله : صحيح لغيرة ] .


و أخرج البخارى فصحيحة من حديث ابى موسي رضى الله عنة ، عن النبى صلي الله علية و سلم ، انه كان يدعو بهذا الدعاء : ” رب اغفر لى خطيئتى و جهلى و إسرافى فامرى كلة ، و ما انت اعلم بة منى ، اللهم اغفر لى خطاياى و عمدى و جهلى و هزلى ، و جميع هذا عندى ، اللهم اغفر لى ما قدمت ، و ما اخرت ، و ما اسررت ، و ما اعلنت ، انت المقدم و أنت المؤخر ، و أنت علي جميع شيء قدير ” .


و أخرج مسلم فصحيحة من حديث عائشه رضى الله عنها قالت : قلت يا رسول الله : ابن جدعان كان فالجاهليه يصل الرحم ، و يطعم المسكين ، فهل ذاك نافعة ؟ قال : ” لا ينفعة ! انه لم يقل يوما : رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين ” .


و أخرج البخارى و غيرة من حديث عباده بن الصامت رضى الله عنة : عن رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ” من تعار من الليل ، فقال : لا الة الا الله و حدة لا شريك له ، له الملك و له الحمد ، و هو علي جميع شيء قدير ، و سبحان الله ، و الحمد للة ، و لا الة الا الله ، و الله اكبر ، و لا حول و لا قوه الا بالله ، بعدها قال : رب اغفر لى ، او دعا استجيب له ، فإن توضا بعدها صلي ، قبلت صلاتة ” .


و أخرج الترمذى و اللفظ له و صححة الألبانى ، من حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : كان يعد لرسول الله صلي الله علية و سلم فالمجلس الواحد ما ئه مره من قبل ان يقوم : ” رب اغفر لى ، و تب على انك انت التواب الغفور ” ، و لفظ ابى داود : ” رب اغفر لى و تب على انك انت التواب الرحيم ” [ رواة احمد و الترمذى و أبو داود و ابن ما جة ] .


و إذا كانت صيغ الاستغفار السابقه مطلوبه فإن بعض صيغة منهى عنها ، ففى الصحيحين و اللفظ للبخارى عن ابى هريره رضى الله عنة : ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ” لا يقولن احدكم : اللهم اغفر لى ان شئت ، اللهم ارحمنى ان شئت ، ليعزم المسأله فإنة لا مكرة له ” .


الفاظ الاستغفار :


هنالك الفاظ كثيره للاستغفار ، و ردت فالسنه النبويه منها :


1 / استغفر الله الذي لا الة الا هو و أتوب الية .


2 / رب اغفر لى و تب على انك انت التواب الرحيم .


3 / سبحان الله و بحمدة ، استغفر الله و أتوب الية .


4 / استغفر الله ، استغفر الله .


5 / اللهم اغفر لى .


6 / غفرانك ، غفرانك .


7 / استغفر الله الذي لا الة الا هو الحى القيوم ، و أتوب الية .

  • كثرة الاستغفار يحقق الامنيات
  • تحقيق الامنيات بالصلاه علي الرسول صلي الله عليه و سلم
  • كثرة الاستغفار ماذا يحقق عالم حوا
  • ولقد علمت اناس يدخلون النار وهم يستغفرون


هل الاستغفار يحقق الامنيات