مولد صلاح الدين الايوبي




مولد صلاح الدين و نشأنه

بالصور مولد صلاح الدين الايوبي

 

صورة-1

 



قد ذكر المؤرخون ان جد الأسره الأيوبيه هو <شادى او شاذي>ولة و لدان هما نجم الدين ايوب و أسد الدين شيركوة و كان من سكان بلده (دوين)-هكذا ضبطها ياقوتفى معجم البلدان و عرفها /بأنها بلده من نواحى اران فاخر حدود اذربيجانبقرب تفليس منها ملوك الشام <<بنو ايوب >>كما ضبطها ابن خلكان فو فيات الأعيان-ج3ص 470

وكلمه الأيوبى جاءت نسبتها الي نجم الدين ايوب -كما ان كلمه اسد الدين شيركوة :هى كلمه فارسيه تتكون من لفظتين شير=ومعناها اسد و كوه=ومعناها جبل فالكلمه فجملتها تعنى اسد الجبل

أقطع السلطان مسعود بن ملكشاة بهروز و لايه تكريت بصفه التمليك فأناب بهروز صديقة شادى فامور المقاطعه لما كان بينهما من و د و صداقة


و حينما توفى شادى و دفن فتكريت جعل بهروز نجم الدين ايوب مستحفظا لقلعه تكريت لأنة ابر سنا و الأرجح عقلا و بذلك اصبح نجم الدين ايوب حكما لقلعه تكريت قبيل سنة525هجرى 1130ميلادى و ربما اقوى التصرف بها

وبعد حوالى سنتين من تولى نجم الدين لقلعه تكريت اضربت الأمور بها و هذا لأن اتابك الموصل <<عماد الدين زنكي>>قد ساند مسعود بن ملك شاة السلجوقى بجيش كبير قدم بة من بغداد ضد الخليفه العباسى المسترشد بالله سنه 526هجري/1131ميلادى و هذا من اجل انتزاع السلطنه منة بالقوه و لكنة هزم فهذة المعركه و فر عائدا من الموصل عن طريق تكريت مع فلول جيشة المهزوم و هى فحاله محلوه من اليأس و الإعياء و الجوع فالتجأوا الي نجم الدين ايوب و وضعوا مصيرهم بين يدية ان شاء ابقي علي حياتهم و ساعدهم علي متابعه طريق العوده الي بلدهم و إن شاء اسرهم و قضي عليهم فاثر نجم الدين المكرمه و المعروف و اواهم و مونهم و ساعدهم علي عبور نهر دجله بما اعطاهم من قوارب و ما و فر لهم من سبل النجاة


بالرغم مما فذلك من تحد للخليفه و تعرض للخطر ان تلك المساعدات التي قدمها نجم الدين ايوب و أخوة اسد الدين الي عماد الدين زنكي


و نجا بجيشة و عاد سالما الي الموصل اغضبت بهروز و اعتبرها عصيانا علي الخلافه فبغداد و ربما صادف ان قام اسد الدين شيركوة بقتل احد قاده القلعه و هذا من اجل امرأةجاءت تشكو من احد القاده الذي اذاها فشرفها و اعتدي عليها فما كان من اسد الدين الي ان انتصر للشرف و المروءه و قتل هذا القائدوهنا ازداد غضب بهروز و خاصه حين علم ان المدينه ثائره علي الحاكم و أخيه فأرسل الي نجم الدين يأمرة بتسليم القلعه الي عامل احدث و الخروج مع اهلة من تكريت

ويقول الأستاذ قدرى قلعجى ص118:<<وكان نجم الدين ايوب ربما الف القلعه و صارت اشبة بوطن له فعظم علية الخروج منها شريدا طريدا و بينما هو يطيل التفكير فامرة و رسول بهروز لم يبارح مجلسة بعد اذا برسول احدث يقبل من بيتة و يبلغة بأن زوجته


تبشرة بأنها ربما و ضعت غلاما اسمتة (كما اتفقنا):يوسف فتشاءم الرجل و تطير بالوليد الصغير بعدها ما لبث ان التقفت الي اخية و قال له :إنى خارج منذ الآن متسترا بجنح الظلام كى لا اشمت بى الناس فو ضح النهار .ونهض فنهض اخوة و سار فتبعة و ما هى الي ساعه حتي كنا خارج القلعه مع نسائهما و أولادهما و شيخ نصرانى من بغداد كان يكتب لهما و أخذوا يضربون علي غير هدي فجوف الليل


ظلت القلعه القافله الصغيره تتابع السري فليله داجيه من شتاء سنه 532هجري/1137ملادى و فبريه مقفره ليس بها اي اسر لإنسان او حيوان او نبات


و ربما بلغت هذة القافله بقعه من الأرض لايميزها و سط تلك القفار سوي عدد من اشجارالنخيل و كان الصبح يوشك ان يطلع و أخذت الأشياء تتميز عن بعضها فوقف نجم الدين يفكر و إلي جانبة اخوة و إذا بالوليد ينفجر باكيا علي يدى امة فازداد نجم الدين حنقا و تطيرا و هم فثوره غضب ان يبطش بة ليريح نفسة من عبئة و يريحة من حياة ليس من يدرى اين تقضى فيها هذة البدايه المخيفه فصرخت الأم باكيه متوسله و هرع نحوة اخوة مهدئا من حلوة و أمسك كاتبة النصرانى بيدة و هو يقول له بصوت متضرع شفيق


يا مولاى ربما رأيت ما حدث عندك من الطيره و التشاؤم بهذا الصبى و اي شيىء له من الذنب؟ و بم استحق هذا منه؟وهو لاينفع و لايضر و لا يغنى شيئا و ذلك الذي جري عليك قضاء من الله سبحانة و قدر ما يدريك ان ذلك الطفل يصبح ملكا عظيم الصيت جليل المقدار و لعل الله جاعل له شأنا فاستبقة فهو طفل ليس له ذنب و لا يعرف ما انت فية من الكدر و الغم


فأجاب الأب الحانق :<<واى شأن يصبح له؟ألا تري بأنة نزير شؤم و بؤس؟…ألا تري فاى يوم جاء …فما عسي ينتظرة من الحياة و ما عسانى انتظر منه؟


فقال كاتبة <<رويدك يانجم…!أشفق علية و علي نفسك فلعل فية الخير و أنتم لاتعلمون


و بينما نجم الدين ايوب حائرا لايدرى بأى اتجاة يسير : الي اليمين او الي اليسار او يتجة نحو الشمال او يضرب فالباديه نحو الجنوب و إذا بشعاع امل اضاء ظلمه حيرتة و بدد يأسة فقال فنفسه:لماذا لانذهب الي عماد الدين زنكي؟ و ربما جائنا ذلك الرجل منذ لمدة فليله تشبة هذة اليله بجوها العاصف و ظلمتها الداجيه و فحاله تشبة حالتنا الآن بقلقها العنيف و حيرتها الطاغيه و كان ربما سار بجيشة لمظاهره السلطان مسعود علي الخليفه العباسى المسترشد بالله فانهزم فالمعركه التي خاضها و ارتد راجعا الي الموصل ما را بتكريت حيث فتحنا له ابواب القلعه و قدمنا له القوارب لينجو هو و جيشة من بطش جيش الخليفه الذي حاصرة قرب القلعه و لا ر يب ان عماد الدين يذكر تلك اليد التي اعانتة و يعرف تلك الصنيعه و كذا اتجهت تلك القافله نحو الموصل

وقد صدق ظن نجم الدين ايوب فما كان يبلغ و أخوة الموصل حتي رحب بهما عماد الدين زنكى ترحيبا عظيما و أكرم و فادتهما و أجري عليهما المنح و العطايا و كافأهما علي ما فعلا معة من الرائع عند تكريت و اقطعهما ارضا ليعيشا عندة معززين مكرمين


عاش نجم الدين و أخوة و معهما المولود صلاح الدين فرعايه عماد الدين بأحسن مظاهر العز و الأكرام و أسند اليهما اعمال الجيش فخدما عماد الدين و أخلصا له الخدمه و أحرز انتصارات عديده زادت فحبة لهما و تقديرة اياهما فلما سقطت بعلبك فيدة سنه 534هجري/1139ملادى عهد بإدارتهما الي نجم الدين و لا شك ان ذلك الاختيار


هو برهان قاطع علي ثقه عماد الدين بنجم الدين ايوب و حسن الأعتماد عليه


لقد كان عمر صلاح الدين سنتين عندما تولي و الدة حكم بعلبك حيث قضي فيها أجمل سنين طفولتة و أسعدها و مكث بها مع اسرتة حتي سن التاسعه حيث قتل عماد الدين زكى سنه 541هجري/1146ميلادى و تولي ابنة نور الدين الحكم مكانة و علي اثر هذا ارسل حاكم دمشق مجير الدين ابقي الي نجم الدين ايوب يطلب منة تسليم بعلبك و هنا ادرك نجم الدين ان هذة المدينه لابد ان تسقط فايدى الدمشقيين لضعف حاميتها فسلمهم اياها مقابل تعهدهم بإقطاعة عشر قري فجوار دمشق و انتقل مع اسرتة الي دمشق تاركا بعلبك و التحق بخدمه ايبك اكبر اولاد توغتكين و ما زال ذلك بقربة منة و يجازية علي خدماتة حتي جعلة قائد قاده الشام

أما اسد الدين شيركوة فقد اتصل بخدمه صاحب حلب نور الدين محمود زنكى و اصبح من اخص اصحابة و مقدما علي سائر امرائة لما عرف عن شهامتة و شجاعتة و لم يزل حالة يكبر عندة الي ان اقطعة مدينتى حمص و الرحبه و أسند الية قياده الجند


و كذا اصبح جميع من نجم الدين ايوب قائدا معززا مكرما علي الأمراء فدمشق كما اصبح اسد الدين قائدا علي الأمراء فحلب


و لما توفى معين الدين انر القيم القيم بتدبير مملكه دمشق سنه 544هجري/1149ميلادى اصبح نجم الدين ايوب صاحب الكلمه بها لأن حاكمها مجيرالدين ابق كان ضعيفا


قبل النفوز يستنجد حينا بالصليبيين و حينا احدث يطمعهم فالاستلاء عليها فخاف نور الدين من سقوط دمشق فايدى الصليبيين فوجة الية فاواخر سنه 549هجري/1154ميلادى جيشا بقياده اسد الدين شيركوة و حاصرها


و يقول الأستاذ قلعجى (ص121):ووقف اخوة نجم الدين ايوب علي رأس جيش توغتكين مدافعا عنها و حار الأخوان فيما يصنعان و كانت تساور نجم الدين عواطف قويه متضاربه فهو لايريد ان يحارب اخاة و يخشي ان يصيبة من هذة الحرب سوء بعدها ان الجيش الذي يقودة اخوة هو جيش نورالدين بن عماد الدين زنكى الذي اقوى الية لما هاجر من تكريت و أكرم مثواة و هو الي هذا علي يقين من ان جيش دمشق اضعف من ان يثبت فو جة المهاجم الي النهاية


ما لبث ان عمد  الي مفاوضه اخية علي ابلرام الصلح بينهما و استمرت هذة المفاوضات سته ايام انتهت بتسليم دمشق و انتقالها الي يد اقوي امير فسوريا انذاك و هذا سنة549هجري/1154ميلادي


فما كان من نور الدين زنكى الا ان كافا نجم الدين علي ذلك المسعي الحسن و عينة حاكما علي دمشق و قربة من مجلسة حتي اصبح من اخص المقربين الية و نال عندة ما لم ينلة اي شخص اخر


فقد روي ابن و اصل عن هذا فقال <<كان نور الدين اذا جلس لايجلس احد الا بإذن الأمير نجم الدين ايوب بن شادى رحمة الله و أما من عداة كأسد الدين شيركوة و مجد الدين ابن الدايه و غيرهما فإنهما كانوا يقفون بين يدية الي ان يتقدم اليهم بالقعود…وكان مجلسة لا يذكر فية الا العلم و الدين و أحوال الصالحين و المشوره فامر الجهاد و قصد بلاعدو

ظهور شخصيه صلاح الدين


*************************************************


اما صلاح الدين فقد قضي فدمشق فتره تعد من اروع ايام حياتة حيث ظهرت شخصيتة الفذه فكان محل احترام و تقدير و مكانه رفيعه و ربما ظهر امام الجميع بمظهر الشاب الهادىء المهذب المتدين المتقد غيره الإسلام و المسلمين بما طبع فنفسة من اخلاق و الدة و شيم نور الدين


و ربما اسندت الية فعهد نور الدين رئاسه شرطه دمشق و ربما قام بهذا المنصب اقوى قيام و استطاع ان يطهر دمشق من عبس اللصوص و من شر المفسدين فأعاد الأمن و الأستقرار الي ربوع الشام و باتت الناس فمأمن علي نفوسهم و أموالهم و أخذوا ينعمون بالحياة الهادئه الكريمه المطمئنه …وقد عبر الشاعر حسان بن نمير المعروف <<بعرقلة>>الدمشقى عن فرحتة بتولى صلاح الدين يوسف رئاسه الشرطه فبلدة حيث قال:ه


<<رويدكم يالصوص الشام             فإنى لكم ناصح فالمقال


اتاكم سمى النبى الكريم                    يوسف رب الحجا و الجمال


فذاك يقطع ايدى النساء                   و ذلك يقطع ايدى الرجال…>>ه


و ربما نشا صلاح الدين فالسنين الأولي من طفولتة و فالعقد الثاني و الثالث من شبابة على الفضائل الكريمه و الخصال الحميده و اكتسب من مجالستة لأمراء


و من مصاحبتة للقاده العادات الأصيله و المهاره الحربيه و الغير دينيه و الشجاعه الماديه و الأدبية


و بما انه ربما قضي طفولتة الأولي فبعلبك كما مر معنا فقد كان من الطبيعى ان يتردد علي مكاتب العلم و المعرفه ليتعلم منها مهاره القراءه و الكتابه و الصرف و النحو و يحفظ القران الكريم


يقول صاحب كتاب طبقات الشافعية:ه


<<وسمع صلاح الدين الحديث من الحافظ ابى طاهر السلفى و أبى طاهر بن عوف و الشيخ قطب الدين النيسابورى و عبدالله بن برى النحوى و جماعه >>واستطرد يقول :<<وكان صلاح الدين فقيها يقال <<إنة كان يحفظ القران الكريم و التنبية فالفقة و الحماسه فالشعر>>ه


و الذي اجمع علية المؤرخون ان العلماء كانوا يفدون الي دمشق ايام نور الدين من الشرق و الغرب من سمرقند و من قرطبه ليعلموا و يتعلموا فمساجدها و مدارسها و ربما استمع صلاح الدين الي اكثرهم و كان يحضرمجالس الأدب و الشعر و الظرف و حلقات جامع الأموى يستمع الي المحاضرات (عبدالله بن ابى عصرون)الذى احضرة نور الدين و ابتني له مدارس فدمشق و أمهات مدن الشام ليدرس بها و ينشر العلم فالبلاد و ربما بلغ ذلك العالم من المكانه و البيته انه و صل الي مركز القاضى قضاه الجزيره و ربما تحدثت التاريخ عن اخلاص صلاح الدين لهذا الشيخ بأن قربة من مجلسة عندما فقد بصرة و جعلة من اخص خواصه


كان صلاح الدين يهوي التغنى بالطبيعه فتراة فمغانى فيحاء بساتينها بين بعلبك و دمشق متمتعا برغد العيش قاصدا فلواتها و سهولها الممتده حتي تخوم الباديه العربيه حيث مرن علي ركوب الخير و لعب الكره فقد تعلم الفروسيه و أحسن الرمى و برع فالصيد و تدرب علي الأعمال الحربيه و أتقن الفنون العسكريه حتي اكتملت له تلك الشخصيه الفذه و ثبتت رجولتة و توافرت فية الصفات العربيه الفاضله :من شجاعه و شهامه و نبل و مروءه و تسامح و فداء و إقدام و حزم و تمسك بالرساله الأسلاميه و السعى لنشرها…ه


و عرف عنة انه عشق دمشق عشقا شديدا، و تلقي علومة فيها، و برع فدراساته، حتي قال عنة بعض معاصرية انه كان عالما بالهندسه الإقليديه و الرياضيات المجسطيه و علوم الحساب و الشريعه الإسلامية، و تنص بعض المصادر ان صلاح الدين كان اكثر شغفا بالعلوم الدينيه و الفقة الإسلامى من العلوم العسكريه اثناء ايام دراسته. و بالإضافه الي ذلك، كان صلاح الدين ملما بعلم الأنساب و السير الذاتيه و تاريخ العرب و الشعر، حيث حفظ ديوان الحماسه لأبى تمام عن ظهر قلب، كذلك احب الخيول العربيه المطهمة، و عرف انقي سلالاتها دما.


اما ابن شداد الذي رافق صلاح الدين فهو يجمل حياتة فهذة الحقبه بقوله:<<واتفق لوالدة الأنتقال الي الشام (بعد ان كان حاكما لبعلبك)وقد خدم و الدة و تربي تحت حجرة و ارتضع ثدى محاسن اخلاقة حتي بدت منة امارات السعاده و لاحت علية لوائح التقدم و السياده فقدمة الملك العادل نور الدين زنكى رحمة الله تعالي و عول علية و نظر الية و قدمة و خصصة و لم يزل كلما تقدم قدما تبدو منة سبب تقضى تقديمة الي ما هو اعلي منه


مولد صلاح الدين الايوبي