موضوع عن العدل

بالصور مقال عن العدل

 

صورة-1

 



من قيم الاسلام ( العدل )


مقدمة


القيمه هى صفه فشيء تجعلة موضع تقدير و احترام اي ان هذة الصفه تجعل هذا الشيء مطلوبا و مرغوبا فية ، سواء كانت الرغبه عند شخص و احد ، او عند مجموعه من الاشخاص . مثال هذا ان للنسب عند الاشراف قيمه عاليه ، و للحكمه عند العلماء قيمه عظيمه ، و للشجاعه عند الامراء قيمه مرغوبه ، و نحو ذلك


العدل


عندما تختفى انوار العدل عن البشر ، يغشاهم الهرج و المرج ، و يتفشي الظلم بينهم بشكل فظيع ، حيث تجد القوى يفتك بالضعيف ، و القادر يسلب حق العاجز ، و الغالب يريق دم المغلوب ، و الراعى يهضم حق المرعي ، و الكبير يقهر الصغير ، و لا يظهرهم من ذلك الوضع المشين ، الا ” العدل ” سعادتهم ، و قاعده امنهم و استقرارهم . فما هو العدل و ما نوعياتة ، و ما ثمرتة ، و كيف طبقة المسلمون فحياتهم ؟ ؟


مفهوم العدل


المراد بالعدل : اعطاء جميع ذى حق حقة ، ان خيرا فخير ، و ان شرا فشر ، من غير تفرقه بين المستحقين و لاهميه العدل و منزلتة ، بعث الله رسلة و انزل كتبة ، لنشرة بين الانام ،


و القسط : العدل ، و هو قوام الدنيا و الدين ، و اسباب صلاح العباد و البلاد ، بة قامت السموات و الارض ، و تالفت بة الضمائر و القلوب و التامت بة الامم و الشعوب ، و شمل بة الناس التناصف و التعاطف ، و ضمهم بة التواصل و التجانس ، و ارتفع بة التقاطع و التخالف .


و ضعة الله تعالي لتوزع بة الانصبه و الحقوق ، و تقدر بة الاعمال و الاشخاص ، اذ هو الميزان المستقيم ، الذي لا تميل كفتة ، و لا يختل و زنة ، و لا يضطرب مقياسة ، فمن رام مخالفتة ، و قصد مجانيتة ، عرض دينة للخبال ، و عمرانة للخراب ، و عزتة للهوان ، و كثرتة للنقصان ، و ما من شيء قام علي العدل ، و استقام علية ، الا امن الانعدام ، و سلم من الانهيار .


و من اهم دعائم السعاده ، التي ينشدها البشر فحياتهم ، ان يطمئنوا علي حقوقهم و ممتلكاتهم ، و ان يستقر العدل فيما بينهم ، و الا فلا يعرف علي و جة الارض شيء ابعث للشقاء و الدمار ، و انفي للهدوء و الاستقرار بين الافراد و الجماعات ، من سلب الحقوق .


اذن العدل قيمه ضروريه فالاسلام ،


عمل الاسلام علي اثباتها ، و ارسائها بين الناس ، حتي ارتبطت فيها كل مناحى تشريعاتة و نظمة ، فلا يوجد نظام فالاسلام الا و للعدل فية مطلب ، فهو مرتبط بنظام الاداره و الحكم ، و القضاء ، و اداء الشهاده ، و كتابه العهود و المواثيق بل انه مرتبط كذلك بنظام الاسره و التربيه ، و الاقتصاد و الاجتماع ، و السلوك ، و التفكير ، الي غير هذا من انظمه الاسلام المختلفه و ذلك يدل بوضوح علي ان الاسلام ضمن قيمه العدل فجميع مجالات الحياة ، بل انه ركز كافه اهدافة علي ضوئها ، مما شهد له التاريخ علي سلامه المجتمعات التي حكمها ، من الانهيار الخطير فالاخلاق ، و امنها من اضطراب الموازين و المعايير ، و صانها من دمار النفوس ، و خراب العمران .


نوعيات العدل


ممكن تقسيمة الي نوعيات باعتبارات مختلفه ، منها :


تقسيم العدل باعتبار زمانة و مكانة :


و العدل بهذا الاعتبار ينقسم الي قسمين :


1- عدل فالدنيا : و هو يشمل الحياة البشريه كلها ، منذ ان خلق الله ادم – علية السلام – الي ان يرث الله الارض و من عليها .


و معلوم ان رسل الله و انبياءة ، موزعون علي الازمان و الاجيال بالتعاقب ، ليقيموا العدل بين الناس ، اذ الناس يختلفون و يختصمون ، و يؤثر فيهم الهوي و الشهوه ، فيقع الظلم بينهم ، فجاء الانبياء بالعدل لرفع هذا الظلم ، و منع ضررة ، و لولاهم ، لفسدت حياة الناس و خربت عليهم الديار . و فقصه ابنى ادم – علية السلام و هما قابيل و هابيل – التي خلد ذكرها القران ما يعطى صوره و اضحه علي خطوره الظلم و ضررة ، حيث انه اول معصيه اودت بحياة انسان علي و جة الارض ، و يؤكد علي ضروره العدل ، كى تعيش البشريه فامن و سلام و استقرار . و ذلك العدل الدنيوى عدل تبين لانة يقوم علي حسب و سع البشر فتطبيقهم لمقتضيات العدل الالهى المثبت فاحكامة و شجميلة .


2- عدل فالاخره : و هو الذي استاثر بة الله تعالي يوم القيامه ، اذ ربما يفلت الظالم فالدنيا من سلطه الحكم العادل ، الذي يرد علية ظلمة ، و يؤاخذة بذنبة ، كما ان من التزم العدل فالدنيا ، يتشوق الي الاجر العظيم ، الذي اعدة الله له يوم القيامه مقابل التزامة و صبرة و تحملة . و فهذا و ذاك ،


و ذلك هو العدل المطلق لان الذي يتولي القيام بة هو الله تعالي الذي لا يعزب عنة مثقال حبه او ذره فالسماوات و لا فالارض .


تقسيم العدل باعتبار عمومة و شموله


و العدل بهذا الاعتبار يعم الانسان و الحيوان و سائر الكائنات . اما شمولة للانسان فتدل علية ادله كثيره ، و الخطاب للعقلاء ، فكل عاقل مطالب باقامه العدل فحياتة ، مع نفسة و غيرة ، حتي لو كان الغير عدوة و خصمة لان سلطان العدل ، ليس له حدود ، فهو يتجاوز حدود الدين و العقيده ، و يتجاوز حدود القرابه و النسب ، و يتجاوز حدود الارض او الوطن ، فمن كان له حق لاخر ، فلا يظلمة ، بحجه انه يختلف معة فالدين او النسب ، او الوطن ، بل الواجب علية ان يعطية حقة لانسانيتة ، اذ العدل حق يشترك فية كل الناس .


و اما شمولة للحيوان ، فلان الانسان ما مور بعدم ظلمة و ايذائة ، سواء كان بحبس او تجويع او تحميل له فوق طاقتة او غير هذا ، و ربما دخلت امراه النار فهره ، حبستها من غير ان تطعمها او تخلى سبيلها فتاكل من حشاش الارض و دخل رجل الجنه فكلب و جدة يلهث و ياكل التراب من شده العطش ، فنزل فالبئر ، فملا خفة ماء ، فسقاة ، فشكر الله له ، و ادخلة الجنه فالحيوان و ان كان لا يستطيع هو بنفسة ان يحقق العدل فحياتة – لعدم تكليفة حيث لا يعقل الخطاب عن المكلف – الا ان الذين يعيشون معة مطالبون بالعدل معة ، و الكف عن اذيتة .


و اما شمول العدل لسائر الكائنات ، فهو ما نراة و نلحظة فحركه الكائنات التي تسبح فالارض ، او التي تسبح فالفضاء ، فانها تتحرك حركه عادله ، فمنها ما يلاحظ عدلة فالحركه بين السرعه و البطء ، كالليل و النهار ، و الشمس و القمر ، و النجوم و الكواكب ، و منها ما يصبح عدلة مركوزا فحركتة بين الزياده و النقصان ، كالماء و اليابسه ، فان الماء لو طغي علي اليابسه ، لهلك جميع شيء يقطن اليابسه ، كما انه لو نقص ، لهلك جميع كائن يعيش فالماء . و من الكائنات ما عدلة ملاحظ فطبيعتة و تكوينة البيولوجى و الكيمائى ، كالحيوانات التي تدب علي الارض و ما من شيء فالكون ، الا و ربما ركز ” العدل ” فنظام حياتة ، مما فية الحياة او نظام حركتة ، مما لا حياة فية ، و لكنة يسير و يتحرك .


تقسيم العدل باعتبار تعلقة بالانسان


و العدل بهذا الاعتبار ينقسم الي قسمين :


– عدل فردى : و هو ما كان مظهرا للتوازن النفسى لدي الفرد ، و هذا ان تناسب قوي المرء الثلاث – العقل و الغضب و الشهوه – امر راجع الي الانسان نفسة ، اما لذاتة ، نتيجه تاملاتة و افكارة الفرديه ، و اما بتاثير غيرة ، عن طريق العلم و المعرفه و الادراك مثال هذا : عدل الانسان فنفسة ، بان يعدل فجسدة و روحة ، و عقلة و فكرة ، و اخذة و عطائة ، و عملة و نشاطة ، و نحو هذا من الامور التي تخص الفرد فهذة الحياة .


– عدل جماعى : و هو ما روعى فية حقوق الاخرين ، و ما يجب نحوهم من احترام و تقدير اي ان الانسان يعتدل فاخذ ما له من حقوق ، و اداء ما علية من و اجبات . مثال هذا : عدل الانسان فبيعة و شرائة ، و فحكمة و قضائة ، و شهادتة و امانتة ، و منعة و عطائة ، و غير هذا من المظاهر الاجتماعيه الكثيره ، التي يجرى بها العدل بين الفرد و غيرة . فالحاكم الاعلي او الرئيس – و هو انسان فرد – يجب علية ازاء الجماعه ان يتبع قواعد العدل فتوليتها ، و هذا باسناد الاعمال الي اهلها من ذوى الكفاءه و الخبره . و القاضى يجب ان يراعى العدل بين الخصمين ، باعطاء جميع ذى حق حقة ، و الزام من علية الحق ان يدفعة لمستحقة .


و الزوج ايضا علية ان يعامل زوجتة او زوجاتة بالعدل ، و يعطى جميع و احده منهن حقها المشروع ، من النفقه و السكن ، و المبيت و الركوب ، و الاكل و اللباس و نحوة . و الاب مطالب بالعدل بين ابنائة ، فالتربيه و التعليم ، و الصحه ، و المنع و العطاء ، و الا يفضل احدا علي احدث الا بحقة و ربما ثبت جميع هذا بنصوص صريحه و مباشره قال الله و قال { اتقوا الله و اعدلوا بين اولادكم }


ثمره العدل : ان المجتمع الذي يضمن نظامة العدل ، لا بد ان يجنى فحياتة ثمرات عظيمه و منافع كثيره ، نذكر منها ما يلى :


ا – العدل مشعر للناس بالاطمئنان و الاستقرار ، و حافز كبير لهم علي الاقبال علي العمل و الانتاج ، فيترتب علي هذا : نماء العمران و اتساعة ، و كثره الخيرات و زياده الاموال و الارزاق ، و لا يخفي ان المال و العمل ، من اكبر العوامل لتقدم الدول و ازدهارها ، بينما فالمقابل تكون عواقب الاعتداء علي اموال الناس و ممتلكاتهم ، و غمطهم حقوقهم ، هى الاحجام عن العمل ، و الركود عن الحركه و النشاط ، لفقد الشعور بالاطمئنان و الثقه بين الناس . و ذلك يؤدى بدورة الي الكساد الاقتصادى ، و التاخر العمرانى ، و التعثر السياسى يقول ابن خلدون : [ اعلم ان العدوان علي الناس فاموالهم ، ذاهب بامالهم فتحصيلها و اكتسابها ، لما يرونة حينئذ من ان غايتها و مصيرها ، انتهابها من ايديهم ، و علي قدر الاعتداء و نسبتة يصبح انقباض الرعايا عن السعى فالاكتساب ، و العمران و وفورة ، و نفاق اسواقة انما هو بالاعمال ، فاذا قعد الناس عن المعاش ، كسدت اسواق العمران ، و انتقصت الاموال ، و ابذعر- اي تفرق – الناس فالافاق ، و فطلب الرزق ، فخف ساكن القطر ، و خلت ديارة ، و خربت امصارة ، و اختل باختلافة حال الدوله ].


ب- انه بغير العدل ، يتحين الناس الفرصه ، للثوره علي الحكومه الظالمه ، و خلع يد الطاعه عن اعناقهم ، هذا ان النفوس مجبوله علي حب من اقوى اليها ، و كرة من اساء اليها ، و ليس هنالك اساءه اشد من الظلم ، و افدح من الجور ، و لذا تقوم الثورات جميع حين ، و تزداد الانتفاضات هنا و هنالك ، لتقويض كابوس الظلم ، و رفع و طاتة عن كاهل الشعوب . و ما قيام ” الثوره الفرنسيه ” فاوروبا ، و الانتفاضه الفلسطينيه فالشرق الاوسط و مقاومه التمييز العنصرى فامريكا و جنوب افريقيا الا صوره معبره عن فقدان العدل فتلك الاماكن و انتشار الظلم بها ، فاسفر عن اعلان غضب شعوب المنطقه علي الظلم و اهلة ، و كراهيتها لاساليب القمع و الاضطهاد ، و التعذيب و التنكيل ، و الطغيان و الاستبداد التي تمارسها السلطات القائمه فتلك المناطق ضد شعوبها .


تطبيقات العدل فالاسلام


طبق المسلمون ” العدل ” فاعلي صورة ، بدءا برسول الله ، فقد و ضع نفسة فمصاف مرتبه البشر ، و لم يحملة شرفة العظيم للامتياز عن الناس تبريرا لاخذ حقوقهم من غير و جة حق ، بل كان نموذجا رائعا فاقامه العدل ، حتي علي نفسة الكريمه رغم كونة نبى الله و رسولة . فقد روي ان { اسيد بن حضير كان رجلا صالحا ضاحكا مليحا ، فبينما هو عند رسول الله ، يحدث القوم و يضحكهم ، طعن رسول الله فخاصرتة ، فقال : اوجعتنى . قال ” اقتص ” قال : يا رسول الله ان عليك قميصا ، و لم يكن على قميص . قال : فرفع رسول الله قميصة ، فاحتضنة ، بعدها جعل يقبل كشحة ، فقال : بابى انت و امى يا رسول الله ، اردت ذلك } ( ) و ذلك من افضل الامثله علي العدل ، الذي سيظل يعجز عن تحقيقة اعظم الزعماء انصافا مع رعاياة عبر القرون و الاجيال . و مثال احدث فتطبيق العدل فالاسلام ، عمر بن الخطاب  امير المؤمنين ، الذي لم تزد قيمه شهادتة علي شهاده غيرة من الناس لمجرد كونة اميرا . فقد روى عنة انه كان يمر ليلا – علي عادتة – ليتفقد احوال رعيتة ، فراي رجلا و امراه علي فاحشه ، و جمع الناس و خطب فيهم : ” ما قولكم ايها الناس فرجل و امراه راهما امير المؤمنين علي فاحشه ؟ فرد علية على بن ابى طالب : ياتى امير المؤمنين باربعه شهداء ، او يجلد حد القذف ، شانة شان سائر المسلمين .


و لم يملك امير المؤمنين الا ان يمسك عن ذكر اسماء الجناه ، حيث ادرك انه لا يستطيع ان ياتى بباقى نصاب الشهاده و انه لا فرق فهذا بينة و بين سائر المسلمين .


و مثال احدث : على بن ابى طالب الخليفه الرابع ، افتقد درعة – يوما من الايام – فوجدها عند رجل نصرانى ، فاختصمة الي شريح القاضى ، فقال على مدعيا : الدرع درعى ، و لم ابع و لم اهب ، و سال شريح النصرانى فذلك فقال : ما الدرع الا درعى ، و ما امير المؤمنين عندى بكاذب . فالتفت القاضى الي امير المؤمنين على ، فقال : يا امير المؤمنين ، ان النصرانى صاحب اليد علي الدرع ، و له بذلك حق ظاهر عليها ، فهل لديك بينه علي خلاف هذا تؤيد ما تقول ؟ فقال امير المؤمنين اصاب شريح ، ما لى بينه ، و قضي شريح بالدرع للنصرانى ، و اخذ النصرانى الدرع و انصرف بضع خطوات ، بعدها عاد فقال اما انى اشهد ان هذة احكام الانبياء ، امير المؤمنين يدنينى الي قاضية ، فيقضى لى علية ، اشهد ان لا الة الا الله و ان محمدا رسول الله ، الدرع درعك يا امير المؤمنين ، اتبعت الجيش و انت منطلق من صفين ، فخرجت من بعيرك الاورق . فقال على : اما و ربما اسلمت فهى لك و غير هذا من الامثله الكثيره ، التي تدل علي تطبيق العدل فالاسلام فاعلي درجاته

  • صور نكت عن لعدل


موضوع عن العدل