من هو الشهيد




الحمد للة و الصلاه و السلام علي رسول الله و علي الة و صحبة اما بعد:

ففى الحديث المتفق علية ان النبى صلي الله علية و سلم قال: الشهداء خمسة: المطعون، و المبطون، و الغريق، و صاحب الهدم، و الشهيد فسبيل الله. رواة ابن ما جة و ابو داود وغيرهما من حديث جابر بن عتيك انة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم:الشهداء سبعه سوي القتل فسبيل الله: المطعون شهيد، و الغريق شهيد، و صاحب ذات الجنب شهيد، و المبطون شهيد، و الحرق شهيد، و الذي يموت تحت الهدم شهيد، و المراه تموت بجمع شهيد.


و المبطون كما يقول النووى : هو صاحب داء البطن، و هو الاسهال. وقال القاضى : وقيل: هو الذي بة الاستسقاء و انتفاخ البطن. و قيل: هو الذي تشتكى بطنه. و قيل: هو الذي يموت بداء بطنة مطلقا.


و قوله: المراه تموت بجمع شهيد. اى تموت و فبطنها و لد، فانها ما تت مع شيء مجموع بها غير منفصل و هو الحمل. و قيل: هى التي تموت بكرا. و الاول اشهر كما قال الحافظ فى الفتح.


ذلك و خصال الشهاده اكثر من هذة السبع، قال الحافظ ابن حجر : وقد اجتمع لنا من الطرق الجيده اكثر من عشرين خصلة.. وذكر منهم: اللديغ، و الشريق، و الذي يفترسة السبع، و الخار عن دابته، و المائد فالبحر الذي يصيبة القيء، و من تردي من رؤوس الجبال. قالالنووى : قال العلماء: و انما كانت هذة الموتات شهاده يتفضل الله تعالي بسبب شدتها و كثره المها. اه


قال ابن التين : هذة كلها ميتات بها شده تفضل الله علي امه محمد صلي الله علية و سلم بان جعلها تمحيصا لذنوبهم و زياده فاجورهم يبلغهم فيها مراتب الشهداء. اه


قال الحافظ : والذى يخرج ان المذكورين ليسوا فالمرتبه سواء، و يدل علية ما روي احمد و ابن حبان: ان النبى صلي الله علية و سلم سئل: اي الجهاد افضل؟ قال: من عقر جوادة و اهريق دمه. رواة الحسن بن على الحوانى فكتاب المعرفه له باسناد حسن من حديث ابن ابى خالد قال:كل موته يموت فيها المسلم فهو شهيد غير ان الشهاده تتفاضل. .


بعدها قال: و يتحصل مما ذكر من هذة الاحاديث ان الشهداء قسمان: شهيد الدنيا و شهيد الاخرة، و هو من يقتل فحرب الكفار مقبلا غير مدبر مخلصا. و شهيد الاخره و هو من ذكر، بمعني انهم يعطون من جنس اجر الشهداء و لا تجرى عليهم احكامهم فالدنيا. اه.


و بما تقدم نعلم ان المسلم الذي يموت بسبب مرض او حادث سياره و نحو هذا من الميتات التي بها شده و الم نرجو ان يصبح من الشهداء.


ذلك و ليعلم ان لنيل اجر الشهاده شروطا كما قال السبكى عندما سئل عن الشهاده و حقيقتها. قال: انها حاله شريفه تحصل للعبد عند الموت لها اسباب و شرط و نتيجة. اه


من هذة الشروط: الصبر و الاحتساب و عدم الموانع كالغلول، و الدين، و غصب حقوق الناس. و من الموانع كذلك: ان يموت بسبب معصيه كمن دخل دارا ليسرق فانهدم علية الجدار فلا يقال له شهيد، و ان ما ت بالهدم. و ايضا الميته بالطلق الحامل من الزنا.


سئل شيخ الاسلام ابن تيميه : عن رجل ركب البحر للتجاره فغرق فهل ما ت شهيدا؟ اجاب: نعم ما ت شهيدا اذا لم يكن عاصيا بركوبه… اه


و قال فموضع اخر: و من اراد سلوك طريق يستوى بها احتمال السلامه و الهلاك و جب علية الكف عن سلوكها، فان لم يكف فيصبح اعان علي نفسة فلا يصبح شهيدا. اه


و مع ما مر ذكرة فاننا نقول: ان من ما ت بهذة الميتات و هو موحد فاننا نرجو له الحصول علي اجر الشهاده و ان كان مفرطا فبعض الواجبات او مرتكبا لبعض المحرمات، فرحمه الله و اسعه و فضلة عظيم.


و الله اعلم.




من هو الشهيد