من اهوال يوم القيامة

 

صورة-1

 



اهوال يوم القيامه و المراحل التي يمر فيها الانسان من الموت و حتي منزلتة
اقتضت حكمه الله تعالي ان يجعل الدنيا دار عمل، فاذا انتهي الناس من الاعمال اقيم لهم بعد موتهم يوم يحاسبون و يجازون فية باعمالهم، و هذا اليوم هو اليوم الاخر، و تبدا مشاهدة من لحظات فراق الدنيا، فحينئذ يعلم العبد ما هو مقبل علية من امره، و ربما اخبرنا الله تعالي و اخبرنا رسولة صل الله علية و سلم عن اليوم الاخر باخبار مليئه بالاحداث و المشاهد و الصور المفزعة، و لا شك ان هذا كلة حادث، و سيعقبة الجزاء الاخير علي العمل، فاهل الصلاح الي جنه النعيم و الرضوان، و اهل الشقاء الي الجحيم و النيران.
تميز القران و السنه بتفصيل احوال يوم القيامة واهواله
الحمد لله، نحمدة و نستعينة و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا، من يهدة الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادى له، و اشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له و اشهد ان محمدا عبدة و رسوله. اما بعد: فحديثنا فهذة الوريقات بعنوان: (احوال و اهوال)، و ذلك المقال نحتاج الية فهذا الزمان؛ لان الفتن تنوعت طرائقها، و امتحان القلوب تعددت مداخله، فظل عولمه ما ديه طاغيه تريد ان تهلك الحرث و النسل، و ان تدخل الي البيوت و القلوب لتغيرها و تفسد ما بقى بها من خير و ايمان و طاعه للة سبحانة و تعالى. كان المصطفي صل الله علية و الة و سلم يعلم اصحابة ان يتعرفوا علي تلك الاحوال و الاهوال، و جاء فكتاب الله تبارك و تعالي و فسنه المصطفي علية الصلاه و السلام التفصيلات الكاملة التي لا توجد فغيرهما، فاذا جئت الي التوراه و الي الانجيل و ما يتبعهما من الكتاب المقدس عند اليهود و النصاري لا تجد الحديث عن هذة الاحوال و الاهوال الا حديثا هو نزر قليل، و من بعدها راينا فعالم اليوم -وخاصه عند النصاري و هم الكثره الغالبه اليوم -راينا ما ديه طاغيه تخرج اثارها مشرقا و مغربا. اما نحن المسلمين فقد اكرمنا ربنا سبحانة و تعالي و انعم علينا بالاسلام الذي جاءت فية تفاصيل تلك الاحوال و الاهوال و كانما نراها راى العين، لمن القي السمع و هو شهيد. و ما يصبح لمثلى و انا العبد الفقير المذنب المقصر ان انقل اليك بعضا من هذة الاحوال و الاهوال، و اسال الله تبارك و تعالي ان يجعلنى و اياك فتلك الاحوال و الاهوال من العاملين الفرحين المسرورين الفائزين. ايها الاخ المسلم! سنتحدث ان شاء الله تعالي عن بعض من مظاهر هذة الاحوال و الاهوال، و لكن ينبغى ان يستقر فنفس جميع و احد منا و هو يقرا عرضا مختصرا عن بعضها و احداثها استشعار حقائق تلك الاهوال و الاحوال، و يصور نفسة و كانة هذا الذي تتحدث عنة الحادثة، او تشرح حالة الاية، او يبين امرة حديث المصطفي صلي الله علية و الة و سلم. اظنك عرفت المقصود بالاحوال و الاهوال، فانها -والله- ما زال يعيشها و يعيش احداثا منها اناس من ابائنا و امهاتنا و اخواننا و اقرب الناس الينا، فان بعض الاحداث من تلك الاحوال و الاهوال عاشها من سبقنا، و لكن بقينا نحن و بقيت فالاحوال و الاهوال احداث قادمه سيقدم عليها كل العباد. و سنقف و قفات قصيره و لمحات؛ لان الاحوال و الاهوال يطول بعرضها المقام، و لذلك سننتخب منها انتخابا، و نسال الله تبارك و تعالي ان يوقظ قلوبنا جميعا، و ان يرزقنا الاخلاص فالاقوال و الاعمال و النيات. سنتحدث عن احوال و اهوال حول الموت والقبور و يوم القيامة والجنه و النار، فهل تحركت القلوب لتلك الحقائق التي لا شك بها كما انكم تنطقون. ……
الموت و اهواله
تعال نقف -ايها الاخ-ايتها الاخت- مع بعض تلك الاحوال و الاهوال، و نبداها بذلك الامر الذي كتبة الله علي كل الخلائق، انه الموت الحق الذي لا شك فيه، و الدليل الذي نشاهدة جميع يوم باعيننا، نودع فية اناسا كثيرين من الاحباب و الاصحاب، بل حتي من الاعداء؛ لان سنه الله سبحانة و تعالي فية ان الله كتبة علي الجميع فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعه و لا يستقدمون [الاعراف:34]. ……


لحظات الوفاة
واول حدث من احداث الموت هو ان الانسان اذا جاءه الموت فقبل قبض روحة تحضر ملائكه الموت، فملائكة الموت تاتى المؤمن فصوره حسنه جميلة، و تاتى الكافر و المنافق فصور فظيعه مخيفة. ففى حديث البراء بن عازب عند ابى داود و غيرة -وهو حديث صحيح- يقول فية الصادق المصدوق صل الله علية و الة و سلم: (ان العبد المؤمن اذا كان فانقطاع من الدنيا و اقبال من الاخره نزل الية ملائكه من السماء بيض الوجوة كان و جوههم الشمس، معهم كفن من اكفان الجنه و حنوط -وهو الطيب و ما يتبعة مما يوضع بين الاكفان- من حنوط الجنة، حتي يجلسوا منة مد بصره)، و ذلك كلة قبل الموت عند حضور موت المؤمن، و ذلك دليلة قول الله تبارك و تعالي ان الذين قالوا ربنا الله بعدها استقاموا تتنزل عليهم الملائكه الا تخافوا و لا تحزنوا و ابشروا بالجنه التي كنتم توعدون [فصلت:30]، انها حالة الموت يبشر فيها المؤمن بالله سبحانة و تعالى، و يا لها من حاله ما اطيبها للمؤمن و ان كان اهلة و احبابة من و رائة فالم شديد، لكن شتان بين الحالتين، اولاد و احباب يبكون، و الميت مبتسم يستقبل الملائكه بهذة الاشكال الطيبة، انه فرح مسرور فلحظه هى من اشد اللحظات التي تمر علي الانسان.قال صل الله علية و الة و سلم: (ثم يجيء ملك الموت علية السلام حتي يجلس عند راسة فيقول: يا ايتها النفس الطيبه -وفى رواية: يا ايتها النفس المطمئنة- اخرجى الي مغفره من الله و رضوان. قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطره من فالسقاء فياخذها)، هذة حاله للمؤمن الصادق. اخى فالله! تعال الي حاله مقابله لها، هى من الاهوال الفظيعة، يقول الصادق المصدوق فنفس الحديث: (وان العبد الكافر -وفى رواية: الفاجر- اذا كان فانقطاع من الدنيا و اقبال من الاخره ، نزل الية من السماء ملائكه غلاظ شداد سود الوجوه، معهم المسوح)، و المسوح هى ما يلبس من الشعر من الملابس و الاكسيه الغليظة، تلك التي يلبسها البعض تقشفا؛ قال: (معهم المسوح من النار، فيجلسون منة مد البصر، بعدها يجيء ملك الموت حتي يجلس عند راسه، فيقول: يا ايتها النفس الخبيثة! اخرجى الي سخط من الله و غضب، قال: فتفرق فجسده)، يعنى ان الروح يصيبها الرعب من ذلك الخطاب الرهيب فتنكص الي الجسد لا تريد ان تظهر؛ لانها انما تقبل علي غضب من الله، قال: (فتفرق فجسدة فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، قال: فتتقطع معها العروق و العصب)، يعنى ان ملك الموت ينزع هذة الروح الخبيثه نزعا من اعماق العروق و العصب، و يا لها من رحله لهذة الروح حين تظهر ذلك المخرج الذي و صفة لنا رسولنا صلي الله علية و الة و سلم.ومصداق حضور الملائكه سود الوجوة قول الله تبارك و تعالى: و لو تري اذ يتوفي الذين كفروا الملائكه يضربون و جوههم و ادبارهم و ذوقوا عذاب الحريق *ذلك بما قدمت ايديكم و ان الله ليس بظلام للعبيد [الانفال:50-51].
حالات الناس فالسكرات
حاله اخري هى سكرات الموت، و يكفى فبيان سكرات الموت ان سيد المرسلين صل الله علية و الة و سلم لما جاءه الموت كانت عندة ركوه بها ما ء، فكان صل الله علية و الة و سلم يدخل يدة فالركوه و يمسح فيها جبينة و يقول: (لا الة الا الله، ان للموت لسكرات)، و اذا كان ذلك رسول الله صلي الله علية و سلم فكيف بحال من عداه، بعدها كيف بنا نحن المساكين المذنبين! و من هنا فان اعظم من يعانى من السكرات الكفار، فانهم يعانون من السكرات اشدها، و تلك عقوبات تكون لهؤلاء معجلة؛ لانهم كفروا بالله و بيوم الحساب. و فحال السكرات تكون للناس حالتان: الحاله الاولى: الكافر و العاصى يتمنيان الرجعة، قال الله تعالى: حتي اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون *لعلى اعمل صالحا فيما تركت [المؤمنون:99-100]، فالكافر يتمني العوده ليسلم و يؤمن بالله، و اما العاصى فانة يتمني العوده ليتوب مما فرط فية من الذنوب و المعاصى فحياتة الدنيا. اما الحاله الثانية: فان المؤمن يفرح بلقاء ربه، و كيف لا يفرح و الملائكه تتنزل علية بتلك الصور المشرقه تبشره؟ روي البخارى عن عباده بن الصامت رضى الله عنة عن رسول الله صل الله علية و الة و سلم انه قال: (من احب لقاء الله احب الله لقاءه، و من كرة لقاء الله كرة الله لقاءه). انه حديث مؤثر فالنفس؛ لاننا جميعا نكره الموت ونفر من الموت، فهل نحن جميعا من الصنف الثاني؟ لا. لقد كانت بصائر اصحاب رسول الله صل الله علية و الة و سلم علي نور من ربها، فعندما قال المصطفي ذلك الحديث قالت عائشه رضى الله عنها: يا رسول الله! انا لنكرة الموت. تعني: ما الصنيع؟ فاذا كنت تقول: (من احب لقاء الله احب الله لقاءة و من كرة لقاء الله كرة الله لقاءه) فاننا نكره الموت بالطبيعه و الجبلة، فقال المصطفي علية الصلاه و السلام موضحا و مفرجا للهموم: (ليس كذلك، و لكن المؤمن اذا حضره الموت بشر برضوان الله و كرامته، فليس شيء احب الية مما امامه، فاحب لقاء الله و احب الله لقاءه)، و علية فالموت هو عنوان اللقاء، و اللقاء انما يصبح يوم القيامة، فالمؤمن يبشر بالرضوان فيفرح و يستبشر فيحب ما امامة و يفرح به، فاذا احب لقاء الله احب الله لقاءه؛ قال: (واما الكافر اذا حضر بشر بعذاب الله و عقوبتة فليس شيء اكرة مما امامه، فكرة لقاء الله فكرة الله لقاءه). و روي ابو سعيد الخدرى -كما فصحيح البخارى – ان النبى صل الله علية و سلم قال: (ان الجنازه اذا احتملها الرجال ان كانت صالحه قالت: قدموني. و ان كانت غير صالحه قالت لاهلها -واهلها فالغالب هم حمله نعشها-: يا و يلها اين يذهبون بها؟ يسمع صوتها جميع شيء الا الانسان، و لو سمع الانسان لصعق)، انها حالة الموت وسكرات الموت، فاين تختار يا عبدالله و يا امه الله؟ حالتان للموت لا ثالثه لهما، حاله البشري و السعادة، و حاله البؤس و الشقاء، اما المشمرون فمساله سكرات الموت، فقد روي الترمذى فحديث حسن عن ابى هريره رضى الله عنة عن النبى صل الله علية و سلم انه قال: (الشهيد لا يجد الم القتل الا كما يجد احدكم الم القرصة) انها المجازاة، قدم نفسة لربة تبارك و تعالي فاعاضة الله الا يصبح معة من السكرات الا الم القرصة، فنسال الله تبارك و تعالي ان يجعلنا و اياكم ممن يرزق الشهاده فسبيله.
حالات الناس فحسن الخاتمه و سوئها
وفى لحظة الموت تبرز حالتان كبريان ينقسم اليهما الناس: الاولي منهما: حسن الخاتمة. و الثانية: سوء الخاتمة. و ابدا بسوء الخاتمة، اسال الله ان يعافنى و اياكم منها. سوء الخاتمه -ايها الاخ فالله- ان ياتي الموت الانسان و هو غير مستعد له، و اعظم ما يصبح من سوء الخاتمة الموت وهو علي ضلاله و كفر و نفاق، او علي معصية، نسال الله السلامه و العافية، فسوء الخاتمه علي درجتين: اعلاهما و اخطرهما: ان يموت علي شرك او كفر، او يموت جاحدا او شاكا فدين الاسلام، او تاركا للصلاه و نحو ذلك، فهذة خاتمه عنوانها هو الخسران المبين. و حاله اخري دونها: و هى ان يموت علي الاسلام، لكن يموت مصرا علي المعاصى غير تائب، فهذا له الحسره بحسب ذلك، و حسبك بانسان يموت و هو علي مسكر، او علي عقوق و الدين، او ذاهب لخني و فجور، او يردد اغنيه ما جنة، او غير هذا من احوال سوء الخاتمة، نسال الله السلامه و العافية. و سوء الخاتمه لها سبب يجب ان يقف عندها جميع مسلم، و منها فساد الاعتقاد، و الاصرار علي المعاصي، و سلوك طريق اهل الاعوجاج، و التعلق بالدنيا و عبادتها، و نسيان الاخرة، و مرافقه اصحاب السوء الذين ربما يموت الانسان و هو معهم. اما الحاله الاخرى: فهى حسن الخاتمة التي تكون للمؤمنين الموفقين، و كم سمعنا من احوال الصالحين الطيبة، هذا الصالح الذي اقوى الله له الختام فاستعد لما امامة بتوبه لربة سبحانة و تعالى، فذاك يموت فسبيل الله، و احدث يموت مهاجرا الي الله و رسوله، و ثالث يموت و هو ذاهب الي الحج او راجع منه، و رابع يموت و هو ذاهب الي الدعوه الي الله سبحانة و تعالى. و ربما اخبرت عن مجموعه من الاخيار ذهبوا الي الدعوه الي الله سبحانة و تعالي فاقصي هذة البلاد، و بينما هم مسافرون لخطبه الجمعه و القاء بعض الدروس اذا بالحادث ياتى فيموت اثنان منهم و يصاب الثالث، اسال الله تبارك و تعالي ان يتغمد الميتين برحمه منة و فضل، و ان يرزق الثالث الشفاء العاجل، انها علامه -فيما نحسبهم و الله حسيبهم- علي حسن الخاتمة. حال يموت بها مؤمن و هو يصلى للة رب العالمين، رجل خطب الجمعه بعدها لما صلي بالناس ما ت فالسجود فالركعه الثانية، و احدث جلس يصلى لصلاه الظهر و بينما هو يصلى اذا بة فالركعه الثالثه يسجد السجود الاخير، انها من علامات حسن الخاتمة، و احدث ينتظر الصلاه فتذهب الروح الي ربها سبحانة و تعالي و هو يسبح للة رب العالمين. احوال طيبه مباركة، احوال خيرة، ما اسعد اصحابها ايها الاخ فالله! اما الاستعداد لحسن الخاتمه فمن و فقة الله تبارك و تعالي لذا فليبادر الي مسيره جديدة، و الي توبه نصوح قبل ان ياتية الموت، و لا بد انه ات اذا جاء اجلهم فلا يستاخرون ساعه و لا يستقدمون [يونس:49] .
اهوال القبور و احوالها
ثانيا: القبور اهوالها و احوالها: ما ت الميت و احتملة اهله، ما ت الميت و سارع بحملة اهله، فاحب الناس الية يسارعون فنقلة الي ظلمه القبر، هل رايت حاله اعجب من هذة الحاله ايها الاخ فالله؟! هل رايت حاله اعجب من ان يسارع الي انزالة فظلمه القبر احب الناس اليه؟! هل تدبرت هذة الحال و تصورة انك انت صاحب الحال؟ القبر حقيقه لا شك فيها، لكن تعال لنقف عند بعض اهوالها و احوالها: القبر مظلم، و ربما ثبت عن رسول الله صلي الله علية و سلم فالحديث الصحيح انه علية الصلاه و السلام سمع بامراه كانت تقم المسجد انها ما تت، و لم يعلموة بموتها، فسال عنها، بعدها ذهب الي قبرها فصلي عليها بعد دفنها، بعدها قال علية الصلاه و السلام: (ان هذة القبور مليئه ظلمه علي اهلها، و ان الله عز و جل منورها لهم بصلاتى عليهم)، فصلي الله علي ذلك النبى الكريم الذي يسال عن امه سوداء ما تت لم يعرف بموتها الا القليل. ظلمه القبر هي التي اقضت مضاجع الصالحين، كان عثمان بن عفان رضى الله عنة اذا و قف علي قبر يبكى حتي يبل لحيته، فقيل له: يا امير المؤمنين! تذكر الجنه و النار و لا تبكي، و تذكر القبر فتبكي؟! فقال رضى الله عنه: انى سمعت رسول الله صلي الله علية و الة و سلم يقول: (القبر اول منازل الاخرة، فان نجا منة فما بعدة ايسر منه، و ان لم ينج منة فما بعدة اشد منه). قال رضى الله عنه: و سمعت رسول الله صل الله علية و سلم يقول: (ما رايت منظرا قط الا و القبر افظع منه) رواة الترمذى و ابن ما جه ، و هو حديث صحيح. ظلمه القبر و منظر القبر حقيقه ستكون داخلها -اخى فالله- قرب الزمان او بعد، فاعد لذا المقام مقالا، فسيدخل الانسان فقبره، فالمؤمنون يدخلون القبور، بل سيد المرسلين صلي الله علية و سلم دفنة احبابة فالقبر و اهالوا علية التراب، و لما رجعوا قالت فاطمه رضى الله عنها: كيف سمحت لكم نفوسكم ان تحثوا علي رسول الله صلي الله علية و سلم التراب؟! ذلك القبر يدفن فية ايضا الكفار؛ لان غالب الكفار يستعملون القبور الا النادر منهم، بعدها ان القبر حاله برزخيه لا ينفك عنها من دفن و من لم يدفن، و لذلك فان من اهوال القبر ضمه القبر، روي النسائي و غيرة -وهو حديث صحيح- فقصه موت سعد بن معاذ رضى الله عنة الذي اهتز عرش الرحمن لموتة انه قال: (لقد ضم ضمه بعدها فرج عنه) ، و قال علية الصلاه و السلام: (لو نجا احد من ضمه القبر لنجا سعد بن معاذ) ، و ربما ثبت عنة صلي الله علية و سلم انه قال: (ان للقبر ضغطه لو كان احد ناجيا منها نجا منها سعد بن معاذ) رواة الامام احمد ، فهل ينجو منها احد؟ عن انس مرفوعا ان النبى صل الله علية و سلم قال: (لو افلت احد من ضمه القبر لنجا ذلك الصبي)، فما موقعك -يا عبدالله- اذا و ضعت فالقبر و ضمك القبر ضمة، هل تراك ناجيا بعد ذلك؟! و فالقبر فتنه القبر و سؤال الملكين، فلا ينجو من السؤال احد، تسال الاسئله الكبرى: من ربك؟ و ما دينك؟ و من نبيك؟ فالناس علي حالتين: مجيب يتحول القبر بعدة الي روضه من رياض الجنة، يفتح له فية مد بصره، و يفتح له باب الي الجنة، فياتية من روحها و طيبها و ريحانها. و احدث لا يجيب علي الاسئله الواضحه و ضوح الشمس، فيضرب بمطرقه من حديد فيصرخ صرخه يسمعها كل المخلوقات الا الثقلين، و لو سمعناها ما تدافنا، كما قال صلي الله علية و سلم. و هنا -ايها الاخ- يصبح عذاب القبر و نعيمه، حالتان من حالات القبر تستمران مع عباد الله الي يوم يبعثون، فالكفار يتحول القبر عليهم الي حفره من حفر نار جهنم النار يعرضون عليها غدوا و عشيا و يوم تقوم الساعه ادخلوا ال فرعون اشد العذاب [غافر:46]، الكفار فلهيب النار، و ان كنا اذا نظرنا الي القبر لا نري شيئا، فهو عذاب برزخي، اما المؤمنون الصادقون فما اطيب مقعدهم! احباب الميت يرجعون الي بيوتهم اسفين حزينين، و الواحد منهم قد رجع من الباب الاخر فرحا انه نجا من الموت، و لكنة لم يعلم ان اخاة الذي ما ت علي الايمان و الطاعه اقوى حالا و اطيب منزلا من قصرة المعمور، حاله حقيقيه لا شك بها و هى ان قبر المؤمن يتحول الي روضه من رياض الجنة. …… القى اعجابك هنا ليصلك جميع جديد …

 

  • تنزل أحدأث ألقيأمه جديد فدي
  • اهوال يوم القيامة بتفصيل
  • من أهوال يوم القيامة


من اهوال يوم القيامة