مقال عن بر الوالدين قصير جدا

بالصور موضوع عن بر الوالدين قصير جدا

 

صورة-1

 



لقد اوصانا الله و رسولة الكريم علي اطاعه و الدينا و العطف عليهم لأنهم عانوا معنا كثيرا حتي اصبحنا بهذا العمر فلولا تربيتهم لنا و عطفهم علينا لما و صلنا لهذة المرحله التي نحن فيها الآن . فقد جاء دورنا الآن لكى نجزيهم العرفان الذي قدموة لنا منذ صغرنا . قال تعالي فكتابه: “وقضي ربك الا تعبدوا الا اياة و بالوالدين احسانا”


ان للوالدين مقاما و شأنا يعجز الإنسان عن دركه، و مهما جهد القلم فاحصاء فضلهما فإنة يبقي قاصرا منحسرا عن تصوير جلالهما و حقهما علي الأبناء، و كيف لا يصبح هذا و هما اسباب و جودهم، و عماد حياتهم و ركن البقاء لهم.


لقد بذل الوالدان جميع ما امكنهما علي المستويين المادى و المعنوى لرعايه ابنائهما و تربيتهم، و تحملا فسبيل هذا اشد المتاعب و الصعاب و الإرهاق النفسى و الجسدى و ذلك البذل لا ممكن لشخص ان يعطية بالمستوي الذي يعطية الوالدان.


و لهذا فقط اعتبر الإسلام عطاءهما عملا جليلا مقدسا استوجبا علية الشكر و عرفان الرائع و أوجب لهما حقوقا علي الأبناء لم يوجبها لأحد علي احد اطلاقا، حتي ان الله تعالي قرن طاعتهما و الإحسان اليهما بعبادتة و توحيدة بشكل مباشر فقال: “واعبدوا الله و لا تشركوا بة شيئا و بالوالدين احسانا”(2).


لأن الفضل علي الإنسان بعد الله هو للوالدين، و الشكر علي الرعايه و العطاء يصبح لهما بعد شكر الله و حمده، “ووصينا الإنسان بوالديه… ان اشكر لى و لوالديك الى المصير”(1).


و ربما اعتبر القران العقوق للوالدين و الخروج عن طاعتهما و مرضاتهما معصيه و تجبرا حيث جاء ذكر يحيي ابن زكريا بالقول: “وبرا بوالدية و لم يكن جبارا عصيا”(2).


و فرساله الحقوق المباركه نجد حق الأم علي لسان الإمام على بن الحسين (ع) بأفضل تعبير و أكمل بيان، فيختصر عظمه الأم و شموخ مقامها فكلمات، و يصور عطاها بأدق تصوير و تفصيل فيقول ?: “فحق امك ان تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احد احدا، و أطعمتك من ثمره قلبها ما لا يطعم احد احدا، و أنها و قتك بسمعها و بصرها و يدها و رجلها و شعرها و بشرها و كل جوارحها مستبشره بذلك فرحه موبله (كثيره عطاياها )، محتمله لما فية مكروهها و ألمها و ثقلها و غمها، حتي دفعتها عنك يد القدره و أخرجتك الي الأرض فرضيت ان تشبع و تجوع هي، و تكسوك و تعرى، و ترويك و تظمأ، و تظللك و تضحى، و تنعمك ببؤسها، و تلذذك بالنوم بأرقها، و كان بطنها لك و عاء، و حجرها لك حواء، و ثديها لك سقاءا، و نفسها لك و قاءا، تباشر حر الدنيا و بردها لك دونك، فتشكرها علي قدر هذا و لا تقدر علية الا بعون الله و توفيقه”.


و تبرز هنا، اهميه حق الأم من اثناء التفصيل و البيان الذي تقدم بة الإمام ? بحيث جعلة اكبر الحقوق فرسالتة المباركة، و أكثر فبيانه، و حث علي برها و وصي الولد بالشكر لهما كما هى الوصيه الإلهية: “ووصينا الإنسان بوالدية حملتة امة و هنا علي و هن… ان اشكر لى و لوالديك الى المصير”(2).


و ايضا كانت و صيه النبي(ص) لرجل اتاة فقال: يا رسول الله من ابر؟


قال (ص): “أمك”.


قال: من؟ بعدها من؟


قال (ص): “أمك”.


قال: بعدها من؟


قال (ص): “أمك”.


قال: بعدها من؟


قال (ص): “أباك”.


حق الأب:


و لا يقل حق الأب اهميه و جلالا عن حق الأم، فهو يمثل الأصل و الابن هو الفرع، و ربما امضي حياتة و شبابة و أفني عمرة بكد و اجتهاد للحفاظ علي اسرتة و تأمين الحياة الهانئه لأولاده، فتعب و خاطر و اقتحم المشقات و الصعاب فهذا السبيل، و فذلك يقول الإمام زين العابدين ?: “وأما حق ابيك فتعلم انه اصلك و إنك فرعه، و إنك لولاة لم تكن، فمهما رأيت فنفسك مما يعجبك فاعلم ان اباك اصل النعمه عليك فيه، و احمد الله و اشكرة علي قدر هذا و لا قوه الا بالله”.


و علي الإنسان ان يدرك جيدا كيف يتعاطي مع و الدة كى لا يصبح عاقا و هو غافل عن ذلك، فعلية تعظيمة و احترامة و استشعار الخضوع و الاستكانه فحضرتة فقد جاء فحديث عن الإمام الباقر ?: “إن ابى نظر الي رجل و معة ابنة يمشي، و الابن متكيء علي ذراع الأب، قال: فما كلمة ابى حتي فارق الدنيا”.

بر الوالدين بعد الموت:


لا يقتصر بر الوالدين علي حياتهما بحيث اذا انقطعا من الدنيا انقطع ذكرهما، بل ان من و اجبات الأبناء احياء امرهما و ذكرهما من اثناء زياره قبريهما و قراءه الفاتحه لروحيهما و التصدق عنهما، و إقامه مجالس العزاء لهما علي الدوام.


كما ان عليهم حق البر لهما فجمله امور ذكرها رسول الله (ص) لرجل من اصحابة فقال: يا رسول الله هل بقى لأبوى شي‏ء من البر ابرهما بة بعد و فاتهما؟


قال رسول (ص) : “نعم، الصلاه عليهما، و الاستغفار لهما، و إنقاذ عهدهما، و إكرام صديقهما، و صله الرحم التي لا توصل الا بهما”.


و فحديث للإمام الصادق ?: “يصلى عنهما، و يتصدق عنهما، و يحج‏ عنهما، و يصوم عنهما، فيصبح الذي صنع لهما و له ايضا فيزيدة الله ببرة و صلاتة خيرا كثيرا”.

حد العقوق:


ان نكران الجميل، و عدم مكافأه الإحسان ليعتبران من قبائح الأخلاق، و كلما عظم الرائع و الإحسان كان جحودهما اكثر جرما و أفظع اثما، و من ذلك المقياس نقف علي خطر الجريمه التي يرتكبها العاق لوالديه، حتي عد العقوق من الكبائر الموجبه لدخول النار لأن العاق حيث ضميرة مضحمل فلا ايمان له و لا خير فقلبة و لا انسانيه لديه.


و لذا حذر الإسلام من عقوق الوالدين لما له من دلالات و نتائج كما عبر النبى الأكرم (ص): “كن بارا و اقتصر علي الجنة، و إن كنت عاقا فاقتصر علي النار”.


و ربما حدد تعالي المستوي الأدني لعقوق الوالدين فكتابة المجيد حيث يقول جل و علا: “إما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما”(1).


و عن ذلك الحد يقول رسول الله (ص): “لو علم الله شيئا هو ادني من اف لنهي عنه، و هو من ادني العقوق”.


اذن فلا رخصه لولد ان يقول هذة الكلمه من اقوال و أفعال كمن ينظر اليهما بحده مثلا و إلي هذا يشير الإمام الصادق ? فقوله: “من ينظر الي ابوية نظر ما قت و هما ظالمان له لم يقبل الله تعالي له صلاة”.

حد الطاعة:


لقد رسم الله تعالي للإنسان حدود الطاعه لوالدية عندما قرن عبادتة و توحيدة و تنزيهة عن الشرك بالإحسان اليهما و الطاعه لهما، و ربما جعل رضاة من رضاهما، و وصل طاعتة بطاعتهما فقال عز من قائل: “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”(2).


و إلي هذا اشار النبى (ص) عندما قال: “بر الوالدين اروع من الصلاه و الصوم و الحج و العمره و الجهاد فسبيل الله”.


و فتفسير الاية: “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”(3).


يقول الإمام الصادق ?: “لا تمل عينيك من النظر اليهما الا برحمه و رقة، و لا ترفع صوتك فوق اصواتهما، و لا يدك فوق ايديهما، و لا تقدم قدامهما”.


و فالمقابل بين الله تعالي الحد الذي تقف عندة طاعه الوالدين فاياتة الكريمة: “وإن جاهداك علي ان تشرك بى ما ليس لك بة علم فلا تطعهما و صاحبهما فالدنيا معروفا”(4).


فعندما يصل الأمر الي معصيه الله و الشرك بة يتوقف الإنسان عند ذلك الحد فلا يطيعهما فيما امرا لأنة بحسب الحديث المعصوم: “لا طاعه لمخلوق فمعصيه الخالق”.


و لكن ذلك الأمر متوقف فقط علي ما يشكل معصيه الله دون باقى الأمور لأن سياق الايه يستمر بالتوضيح: “وصاحبهما فالدنيا معروفا”(1).


فلا يعصيهما فباقى الأمور.


و فكلام لجابر قال: سمعت رجلا يقول لأبى عبدالله ?: “إن لى ابوين مخالفين فقال: برهما كما تبر المسلمين ممن يتولانا”.


فطاعه الوالدين و برهما و اجب سواء كانا مؤمنين ام لا، فإن من الأمور التي لم يجعل الله بها رخصة: “بر الوالدين برين كانا او فاجرين”.

حقوق اخرى:


الدعاء و الوصية:


لقد و رد فالقران الكريم حقين من حقوق الوالدين:


الأول: هو الدعاء لهما و يبدو هذا علي لسان اكثر من نبى يدعو لوالدية كما هو من و صايا الله تعالي للإنسان حيث قال تعالي علي لسان نبى الله نوح ?: “رب اغفر لى و لوالدى و لمن دخل بيتى مؤمنا”(2).


و علي لسان ابراهيم ?: “ربنا اغفر لى و لوالدى و للمؤمنين”(3).


الثاني: هو الوصيه حيث يقول تعالى: “كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصيه للوالدين و للأقربين بالمعروف حقا علي المتقين”(4).


فالوصيه حق علي المؤمن و أول ما تؤدي للوالدين بحسب البيان القراني، و هذا للدلاله علي اهميه بر الوالدين و وصلهما علي الإنسان فحال حياتة و بعد مماتة من اثناء التركه الماديه من اموال و أرزاق، كما لا يبخل عليهما بالنصيحه و الإرشاد الي ما فية صلاحهما، و لا ينسي طلب السماح منهما لتقصيرة تجاههما فالحياة الدنيا.

  • موضوع عن بر الوالدين
  • موضوع قصير عن بر الوالدين
  • رضا الوالدين وعطاياهم


مقال عن بر الوالدين قصير جدا