ما حكم عيد الميلاد

بالصور ما حكم عيد الميلاد

 

صورة-1

 



فإن الاحتفال بمناسبه اعياد الميلاد، عاده دخيله علي المسلمين، ففعلها تقليد لأعداء الله تعالي و تشبة بهم، و من تشبة بقوم فهو منهم، فلا يجوز الاحتفال فيها بأى نوع من نوعيات الاحتفال، سواء كان خفيفا او كبيرا، لما فذلك من التشبة بالمشركين الذين امرنا الله تعالي بمخالفتهم و الابتعاد عن اتباع ما سنوة من سنن.

وواجب علي المسلمين تحرى الحق و الصواب فعاداتهم و تقاليدهم بأن تكون منضبطه بضوابط الشرع الحكيم، لا بالتقليد الأعمي للأمم الكافرة، و ربما ثبت فسنن ابى داود بسند صحيح عن ابن عمر رضى الله عنهما ان النبى صلي الله علية و سلم قال: و من تشبة بقوم فهو منهم.

وقد ثبت عن عائشه رضى الله عنها ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال: من اخر فامرنا ذلك ما ليس منة فهو رد. اي ان اي امر يحدث فهذا الدين و لم يكن علي هدى سيد المرسلين فهو امر مردود علي صاحبه، و أعياد الميلاد لم تكن من هدى النبى صلي الله علية و سلم و لا صحابتة الكرام، و لا عرفت كهذة الأعياد الا بعد القرون الثلاثه الفاضله مما يدل علي انها محرمه و ليس لها اصل فالإسلام، و بدلا من ان يحتفل الإنسان بعيد مولدة كان الأولي بة ان يتذكر انه كلما مر علية يوم من ايامة فإنما هو يقترب من النهايه اي الموت، فما بالك اذا كان الذي مر عاما كاملا!! فلتكن له عبره بانقضاء الأيام و السنين و الشهور و الأعوام.

واعلم ان النبى صلي الله علية و سلم ربما ربي الأمه علي مخالفه الكفار فالعبادات و العادات، فقد ربانا علي خلاف عاداتهم فالأكل و الذبح و المعامله بين الزوجين، ففى الصحيحين عن ابن عمر عن النبى صلي الله علية و سلم قال: خالفوا المشركين.

وقد روي ابو داود عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل علي عهد رسول الله صلي الله علية و سلم ان ينحر ابلا ببوانة، فأتي النبى صلي الله علية و سلم فقال: انى نذرت ان انحر ابلا ببوانة، فقال النبى صلي الله علية و سلم: هل كان بها و ثن من اوثان الجاهليه يعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان بها عيد من اعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلي الله علية و سلم: اوف بنذرك، فإنة لا و فاء لنذر فمعصيه الله، و لا فيما لا يملك ابن ادم. قال الشيخ الألباني: صحيح.

وفى حديث الصحيحين انه صلي الله علية و سلم قال: ما انهر الدم و ذكر اسم الله فكل؛ ليس السن و الظفر، و سأحدثك: اما السن فعظم، و أما الظفر فمدي الحبشة. و فصحيح مسلم عن انس: ان اليهود كانوا اذا حاضت المرأه فيهم لم يؤاكلوها و لم يجامعوهن فالبيوت! فسأل اصحاب النبى صلي الله علية و سلم فأنزل الله تعالى: و يسألونك عن المحيض قل هو اذي فاعتزلوا النساء فالمحيض و لا تقربوهن حتي يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين. فقال رسول الله صلي الله علية و سلم: اصنعوا جميع شيء الا النكاح. فبلغ هذا اليهود، فقالوا: ما يريد ذلك الرجل ان يدع من امرنا شيئا الا خالفنا فيه.

وقد ثبت ان اتباعهم من علامات الساعة. ففى الصحيحين عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذه بالقذه حتي لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود و النصارى؟ قال: فمن.

وروي البخارى فصحيحة عن ابى هريره رضى الله عنة عن النبى صلي الله علية و سلم: لا تقوم الساعه حتي تأخذ امتى مأخذ القرون شبرا بشبر و ذراعا بذراع، فقيل: يا رسول الله، كفارس و الروم؟ قال: و من الناس الا اولئك.

وقال شيخ الإسلام فاقتضاء الصراط المستقيم: بعدها ان الصراط المستقيم هو امور باطنه فالقلب من اعتقادات و إرادات و غير هذا من امور ظاهره من اقوال و أفعال ربما تكون عبادات و ربما تكون كذلك عادات فالاكل و اللباس و النكاح و المسكن و الاجتماع و الافتراق و السفر و الإقامه و الركوب و غير ذلك.

وهذة الأمور الباطنه و الظاهره بينهما و لا بد ارتباط و مناسبة، فإن ما يقوم بالقلب من الشعور و الحال يوجب امورا ظاهرة، و ما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعورا و أحوالا، و ربما بعث الله عبدة و رسولة محمدا صلي الله علية و سلم بالحكمه و التي هى سنته، و هى الشرعه و المنهاج الذي شرعة له، فكان من هذة الحكمه ان شرع له من الأعمال و الأقوال ما يباين سبيل المغضوب عليهم و الضالين، و أمر بمخالفتهم فالهدى الظاهر و إن لم يخرج لعديد من الخلق فذلك مفسده لأمور:

منها: ان المشاركه فالهدى الظاهر تورث تناسبا و تشاكلا بين المتشابهين يقود الي الموافقه فالأخلاق و الأعمال و ذلك امر محسوس، فإن اللابس لثياب اهل العلم مثلا يجد من نفسة نوع انضمام اليهم، و اللابس لثياب الجند المقاتله مثلا يجد فنفسة نوع تخلق بأخلاقهم و يصير طبعة مقتضيا لذا الا ان يمنعة من هذا ما نع.

ومنها: ان المخالفه فالهدى الظاهر توجب مباينه و مفارقه توجب الانقطاع عن موجبات الغضب و أسباب الضلال و الانعطاف الي اهل الهدي و الرضوان، و تحقق ما قطع للة من الموالاه بين جندة المفلحين و أعدائة الخاسرين، و كلما كان القلب اتم حياة و أعرف بالإسلام الذي هو الإسلام -لست اعنى مجرد الوسم بة ظاهرا او باطنا بمجرد الاعتقادات التقليديه من حيث الجملة- كان احساسة بمفارقه اليهود و النصاري باطنا او ظاهرا اتم، و بعدة عن اخلاقهم الموجوده فبعض المسلمين اشد.

ومنها: ان مشاركتهم فالهدى الظاهر توجب الاختلاط الظاهر حتي يرتفع التمييز ظاهرا بين المهديين المرضيين و بين المغضوب عليهم و الضالين، الي غير هذا من الأسباب الحكمية.

هذا اذا لم يكن هذا الهدى الظاهر الا مباحا محضا لو تجرد عن مشابهتهم، فأما ان كان من موجبات كفرهم فإنة يصبح شعبه من شعب الكفر فموافقتهم فية موافقه فنوع من نوعيات ضلالهم و معاصيهم، فهذا اصل ينبغى ان يتفطن له. و الله اعلم. انتهى.

وقد اورد رحمة الله كثيرا من الأدله فتأكيد مخالفتهم، و يتعين الاطلاع للزياده من الاستفاده فالموضوع، نسأل الله ان يمسكنا بدينة و يبعدنا عن اتباع العادات و الأهواء.

والله اعلم.


ما حكم عيد الميلاد