صورة-1
و ذلك نصف القصة:
ذهب احدهم الي احد الشيوخ الصالحين، و ساله: كيف اري الرسول – صلي الله علية و سلم؟
فقال له الشيخ: بسيطة، تستطيع ان تري الرسول لو اتبعت الاتي، كما اقول لك بالضبط.
فقال له: و كيف ذلك؟
قال الشيخ: اذهب اليوم الي بيتك، و تغد و جبه سمك و اكثر من الملح، و لا تشرب الماء ابدا، و عند العشاء ايضا و جبه سمك و اكثر الملح فيها، و اياك بعدها اياك ان تشرب الماء، فاذا شربت الماء لم تر شيئا، بعدة تنام.
فقال له الرجل: فقط هكذا؟
قال له: نعم فقط هكذا، و لكن يجب ان تقاوم رغبتك فشرب الماء، و بعدين تنام.
فذهب الرجل الي بيته، و تغدي سمكا، و تعشي سمكا، و اكثر من الملح، و بدا يشعر بالعطش، فتذكر كلام الشيخ، و قاوم شعورة بالعطش، و قام الي الفراش و هو يشعر بالعطش الشديد، و يحدث نفسة بالشرب، و لكنة يخشي ان لا يري النبى علية الصلاه و السلام و امضي الليل كلة يتقلب فالفراش يقاوم شعورة بالعطش، حتي غلبة النوم، و عند الصباح استيقظ و ذهب الي الشيخ.
فبداة الشيخ بالسؤال: هل رايت الرسول صلي الله علية و سلم فمنامك؟
فقال الرجل: لا، لم اره.
فقال الشيخ: و ما ذا رايت؟
قال الرجل: لقد رايت نفسى اشرب الماء، و اسبح فانهار من الماء، و رايت السماء تمطر ما ء، و الارض تنبع ما ء، و رايتنى اسبح و اشرب من الماء فكل مكان، و الماء يتدفق من جميع مكان حولي، و بت طول الليل و انا احلم بالماء، و لم ار الرسول صلي الله علية و سلم كما اخبرتني.
فقال له الشيخ: لو بت ليلتك تفكر فرسول الله، كما كنت تفكر فالماء، و تعلق قلبك برسول الله، كما تعلق قلبك البارحه بالماء – لكنت رايت رسول الله صلي الله علية و سلم.
يا بني، اذا اردت ان تري رسول الله صلي الله علية و سلم فيجب ان يشغل الرسول علية الصلاه و السلام جميع تفكيرك و قلبك و نفسك، حتي لا تفكر، و لا تري شيئا سوي رسول الله، عندها يكرمك الله برؤيه رسولة صلي الله علية و سلم.
كذا نستطيع ان نري رسول الله صلي الله علية و سلم و ربما قال علية الصلاه و السلام: “من رانى فالمنام، فسيرانى فاليقظة؛ فان الشيطان لا يتمثل بي”، او كما قال علية اروع الصلاه و التسليم و من اراد ان يصبح الرسول صلي الله علية و سلم هو ما يشغل تفكيره، فعلية اولا ان يزكى و يطهر نفسة من كل العيوب، و يقرا سيرته، و يكثر من ذكرة و الصلاه علية علية اروع الصلاه و السلام و يشغل و قتة كلة فذكرة و الصلاه عليه، علية اروع الصلاه و السلام.
و يجاهد نفسة بان يصلى علية جميع يوم علي الاقل 100 مرة، باى صيغه كانت فاى و قت، و يكثر من الصلاه علية علية الصلاه و السلام فيوم الجمعة.
ارجو منكم ارسال هذة الرساله الي جميع من تعرفون؛ عسي الله ان يكرم كاتبها و راسلها، و موصلها و مبلغها رؤيه رسول الله صلي الله علية و سلم فالمنام و اليقظة، فالحياة قبل الممات، و يجمعنا بة و اياكم فدار الفردوس، فمقعد صدق عند مليك مقتدر، و احدث دعوانا: ان الحمد للة رب العالمين.
الاجابة:
الحمد لله، و الصلاه و السلام علي رسول الله، و علي الة و صحبة و من و الاه، اما بعد:
فالرساله المذكوره فالسؤال يفوح من الفاظها الركة، فضلا عن المخالفات التي سنبينها، مما يدل علي ان من كتبها و نشرها ليس من اهل العلم.
ولتعلمي: انه لا يوجد كيفية فالشرع يسلكها من يريد ان يري النبى صلي الله علية و سلم كما ينبغى للمسلم الا يشغل نفسة بالرؤي و الاحلام؛ و انما علية باتباع سنه النبى صلي الله علية و سلم فيرجي لمن اكثر من اتباعة ان يراة اكثر، فهذا الذي ينبغى للمسلم الحرص عليه، و السعى لتحصيله؛ كما قال صلي الله علية و سلم: “احرص علي ما ينفعك، و استعن بالله و لا تعجز” (رواة مسلم من حديث ابى هريرة).
اما رؤيه النبى صلي الله علية و سلم يقظه فالدنيا بعد موته، كما ذكرت فتلك الرساله – فمستحيلة، و ربما جزم المحققون من اهل العلم بعدم امكانها؛ لان الموتي لا يظهرون من قبورهم الا يوم القيامة؛ قال الله تعالى: {ثم انكم بعد هذا لميتون . بعدها انكم يوم القيامه تبعثون} [المؤمنون: 15 – 16].
قال ابن حزم ف“مراتب الاجماع”: “واتفقوا ان محمدا -علية السلام – و كل اصحابة لا يرجعون الي الدنيا؛ الا حين يبعثون مع كل الناس”. اه.
وقال الخادمى ف“بريقه محمودية”: “رؤيه شخصة صلي الله علية و سلم بعين الراس بعد موته، و رؤيتة تعالي فالدنيا بعين الراس – غير ممكن، و الاول: عقلي؛ اذ الموتي ما داموا ايضا لا يتصور منهم ذلك”. اه.
ومما تقدم يتبين: انه لا يجوز المشاركه فنشر تلك الرسالة؛ بل الاولي ان يشغل المرء نفسة بما ينفعه: من اتباع سنه المصطفى، و نشرها بين الناس، و الدعوه الي الله تعالى،، و الله اعلم.
