كيف اتخلص من الغيبة

الحمد للة رب العالمين، و الصلاه و السلام علي اشرف الانبياء و المرسلين، نبينا محمد و علي الة و صحبة اجمعين و بعد:هذا الثالوث من اكبر الكبائر، و من اقبح القبائح، و ارذل الرذائل، لانة مرعي اللئام، و سمه السفله من الانام، و هو ما حق للحسنات، و مولد البغضاء بين الناس.

فالغيبة: هى ذكرك اخاك بما فية مما يكره، سواء كان هذا فدينه، اوبدنه، اودنياه، اوما يمت الية بصله كالزوجة، و الولد، و نحوهما، سواء كان هذا بلفظ، اوكتابة، اورمز، اواشارة.

والبهت: ذكرك اخاك بما ليس فية مما يكره.

والنميمة: نقل الكلام من شخص الي احدث بغرض الافساد.

وكل هذا من احرم الحرام، و من الكبائر العظام.

الادله علي تحريم هذا من الكتاب و السنه و الاثار


قال تعالى: “ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخية ميتا فكرهتموه”.1

وقال: “ويل لكل همزه لمزة”.2

وقال: “هماز مشاء بنميم”.3

وفى الصحيح عن ابى هريره يرفعة الي الرسول صلي الله علية و سلم: “اتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله و رسولة اعلم؛ قال: ذكرك اخاك بما يكره؛ قيل: افرايت ان كان فاخى ما اقول؟ قال: ان كان فية ما تقول فقد اغتبته، و ان لم يكن فية ما تقول فقد بهته”.4

وعن انس قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “لما عرج بى مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون و جوههم و صدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين ياكلون لحوم الناس و يقعون فاعراضهم”.5

وعن سعيد بن زيد عن النبى صلي الله علية و سلم قال: “ان من اربي الربا الاستطاله فعرض المسلم بغير حق”6

وعن عائشه رضى الله عنها قالت: قلت للنبى صلي الله علية و سلم: “حسبك من صفيه هكذا و كذا”، قال بعض الرواة: تعنى قصيرة،7 فقال: “لقد قلت كلمه لو مزجت بماء البحر لمزجته”.8

وفى الصحيح: كان رجل يرفع الي عثمان حديث حذيفة، فقال حذيفة: سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول: “لا يدخل الجنه فتان”، يعنى نمام.9

وروى عنة صلي الله علية و سلم: “يا معشر من امن بلسانه، و لم يدخل الايمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم، فانة من يتبع عورات المسلمين يتبع الله عورته، و من يتبع الله عورتة يفضحة و هو فبيته”.

وقال صلي الله علية و سلم: “شراركم ايها الناس المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الاحبة، الباغون لاهل البر العثرات”.

وكان بين سعد و خالد كلام، فذهب رجل يقع فخالد عند سعد، فقال سعد: مه، ان ما بيننا لم يبلغ ديننا.

وقال رجل للحسن البصري: انك تغتابني؟ فقال: ما بلغ قدرك عندى ان احكمك فحسناتي.

وقال ابن المبارك: لو كنت مغتابا احدا لاغتبت و الدى لانهما احق بحسناتي.

والغيبه كما تكون باللسان، و اليد، و الاشارة، تكون بالقلب بسوء الظن، فاذا ظننت لا تتبع ظنك بعمل.

فضل من رد عن عرض شيخة او اخيه


من حق المسلم علي المسلم ان لا يغتابة و لا يبهته، فاذا سمع احدا و قع فية رد عنة و اسكته، فقد روى عنة صلي الله علية و سلم: “من رد عن عرض اخية رد الله عن و جهة النار يوم القيامة”10، و كذلك: “ما من امرئ يخذل مسلما فموضع تنتهك فية حرمتة و ينتقص فية من عرضة الا خذلة الله فموضع يحب فية نصره”.

المستمع شريك القائل


القائل و المستمع للغيبه سواء، قال عتبه بن ابى سفيان لابنة عمرو: “يا بنى نزة نفسك عن الخنا، كما تنزة لسانك عن البذا، فان المستمع شريك القائل”.

كفاره الغيبة


الغيبه من الكبائر، و ليس لها كفاره الا التوبه النصوح، و هى من حقوق الادميين، فلا تصح التوبه منها الا باربعه شروط، هي:

1. الاقلاع عنها فالحال.

2. الندم علي ما مضي منك.

3. و العزم علي ان لا تعود.

4. و استسماح من اغتبتة اجمالا او تفصيلا، و ان لم تستطع، او كان ربما ما ت اوغاب تكثر له من الدعاء و الاستغفار.

لا تمكن احدا ان يغتاب عندك احدا


اخى الكريم نزة سمعك و مجلسك عن سماع الغيبه و النميمة، لتكون سليم القلب مع اخوانك المسلمين، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “لا يبلغنى احد عن اصحابى شيئا فانى احب ان اخرج اليكم و انا سليم القلب”.11

قال ابن عباس: قال لى ابي: “انى اري امير المؤمنين يعنى عمر يدنيك و يقربك، فاحفظ عنى ثلاثا: اياك ان يجرب عليك كذبة، و اياك ان تفشى له سرا، و اياك ان تغتاب عندة احدا”.

روي الاوزاعى ان عمر بن عبدالعزيز قال لجلسائه: “من صحبنى منكم فليصحبنى بخمس خصال: يدلنى من العدل الي ما لا اهتدى اليه، و يصبح لى علي الخير عونا، و يبلغنى حاجه من لا يستطيع ابلاغها، و لا يغتاب عندى احدا، و يؤدى الامانه التي حملها بينى و بين الناس، فاذا كان هذا فحيهلا، و الا فقد خرج عن صحبتى و الدخول علي”.

  • كيف اتخلص من الغيبه


كيف اتخلص من الغيبة