صورة-1
فالغيبة: هى ذكرك اخاك بما فية مما يكره، سواء كان هذا فدينه، اوبدنه، اودنياه، اوما يمت الية بصله كالزوجة، و الولد، و نحوهما، سواء كان هذا بلفظ، اوكتابة، اورمز، اواشارة.
والبهت: ذكرك اخاك بما ليس فية مما يكره.
والنميمة: نقل الكلام من شخص الي احدث بغرض الافساد.
وكل هذا من احرم الحرام، و من الكبائر العظام.
الادله علي تحريم هذا من الكتاب و السنه و الاثار
قال تعالى: “ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخية ميتا فكرهتموه”.1
وقال: “ويل لكل همزه لمزة”.2
وقال: “هماز مشاء بنميم”.3
وفى الصحيح عن ابى هريره يرفعة الي الرسول صلي الله علية و سلم: “اتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله و رسولة اعلم؛ قال: ذكرك اخاك بما يكره؛ قيل: افرايت ان كان فاخى ما اقول؟ قال: ان كان فية ما تقول فقد اغتبته، و ان لم يكن فية ما تقول فقد بهته”.4
وعن انس قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “لما عرج بى مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون و جوههم و صدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين ياكلون لحوم الناس و يقعون فاعراضهم”.5
وعن سعيد بن زيد عن النبى صلي الله علية و سلم قال: “ان من اربي الربا الاستطاله فعرض المسلم بغير حق”6
وعن عائشه رضى الله عنها قالت: قلت للنبى صلي الله علية و سلم: “حسبك من صفيه هكذا و كذا”، قال بعض الرواة: تعنى قصيرة،7 فقال: “لقد قلت كلمه لو مزجت بماء البحر لمزجته”.8
وفى الصحيح: كان رجل يرفع الي عثمان حديث حذيفة، فقال حذيفة: سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول: “لا يدخل الجنه فتان”، يعنى نمام.9
وروى عنة صلي الله علية و سلم: “يا معشر من امن بلسانه، و لم يدخل الايمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم، فانة من يتبع عورات المسلمين يتبع الله عورته، و من يتبع الله عورتة يفضحة و هو فبيته”.
وقال صلي الله علية و سلم: “شراركم ايها الناس المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الاحبة، الباغون لاهل البر العثرات”.
وكان بين سعد و خالد كلام، فذهب رجل يقع فخالد عند سعد، فقال سعد: مه، ان ما بيننا لم يبلغ ديننا.
وقال رجل للحسن البصري: انك تغتابني؟ فقال: ما بلغ قدرك عندى ان احكمك فحسناتي.
وقال ابن المبارك: لو كنت مغتابا احدا لاغتبت و الدى لانهما احق بحسناتي.
والغيبه كما تكون باللسان، و اليد، و الاشارة، تكون بالقلب بسوء الظن، فاذا ظننت لا تتبع ظنك بعمل.
فضل من رد عن عرض شيخة او اخيه
من حق المسلم علي المسلم ان لا يغتابة و لا يبهته، فاذا سمع احدا و قع فية رد عنة و اسكته، فقد روى عنة صلي الله علية و سلم: “من رد عن عرض اخية رد الله عن و جهة النار يوم القيامة”10، و كذلك: “ما من امرئ يخذل مسلما فموضع تنتهك فية حرمتة و ينتقص فية من عرضة الا خذلة الله فموضع يحب فية نصره”.
المستمع شريك القائل
القائل و المستمع للغيبه سواء، قال عتبه بن ابى سفيان لابنة عمرو: “يا بنى نزة نفسك عن الخنا، كما تنزة لسانك عن البذا، فان المستمع شريك القائل”.
كفاره الغيبة
الغيبه من الكبائر، و ليس لها كفاره الا التوبه النصوح، و هى من حقوق الادميين، فلا تصح التوبه منها الا باربعه شروط، هي:
1. الاقلاع عنها فالحال.
2. الندم علي ما مضي منك.
3. و العزم علي ان لا تعود.
4. و استسماح من اغتبتة اجمالا او تفصيلا، و ان لم تستطع، او كان ربما ما ت اوغاب تكثر له من الدعاء و الاستغفار.
لا تمكن احدا ان يغتاب عندك احدا
اخى الكريم نزة سمعك و مجلسك عن سماع الغيبه و النميمة، لتكون سليم القلب مع اخوانك المسلمين، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “لا يبلغنى احد عن اصحابى شيئا فانى احب ان اخرج اليكم و انا سليم القلب”.11
قال ابن عباس: قال لى ابي: “انى اري امير المؤمنين يعنى عمر يدنيك و يقربك، فاحفظ عنى ثلاثا: اياك ان يجرب عليك كذبة، و اياك ان تفشى له سرا، و اياك ان تغتاب عندة احدا”.
روي الاوزاعى ان عمر بن عبدالعزيز قال لجلسائه: “من صحبنى منكم فليصحبنى بخمس خصال: يدلنى من العدل الي ما لا اهتدى اليه، و يصبح لى علي الخير عونا، و يبلغنى حاجه من لا يستطيع ابلاغها، و لا يغتاب عندى احدا، و يؤدى الامانه التي حملها بينى و بين الناس، فاذا كان هذا فحيهلا، و الا فقد خرج عن صحبتى و الدخول علي”.
- كيف اتخلص من الغيبه