صورة-1
الدنيا , ما تت امى .. فمات العالم , ما تت امى فمات الناس .
سكت الصوت الذي كان يترنم بتسابيح الملكوت , و هاجر الطائر الذي كان يغرد بصوت السماء .
فقدت المعانى سيدها , و فارقت السعاده اسبابها .
ما تت امى .. فحطت الرحمه ادواتها و ارتحلت , انهدم السقف , و تمزق الثوب و تعري الجسد .
ما تت امى .. و تركت لى الحياة ليله عزاء طويله , فلم تعد النجوم علي الأرض الا مصابيح مأتم اقيم بليل , و لم يعد للحياة معني الا ان تكون القبر , و لم يعد للقبر معني الا ان يصبح الحياة, لو كنت املك من عمرى شيئا لأعطيت امى ما يجعلنى لا افارقها ساعه , هى ابتسامه الزمن و إلياذه التاريخ , طبيبه نفسى , و روح روحى , ما تت المرأه التي علمتنى الرجولة.
ما تت .. فأصبحت احيا ببعض نفس و بعض روح و بعض عقل .
سبحان ربى الذي جعل من قلب الأم دنيا من خلقة هو , و أسكن بها معان من سرة هو .
يد لا تعرف الا العطاء , و قلب لا يعرف الا الحب و الصفح و الغفران , و وجة لا يعرف الا الإقبال و الابتسام , سهوله جميع صعب , و يسر جميع عسير .
ما تت امى .. فلم يعد بعدين قلب يضخ الحب و العفو بلا حساب , و لا صدر يحتوى فينفث عطر الأمن و الأمان بلا مقابل , و لا و جة يعرف بإشراق من نور الله . هى المعني الذي صنعة الله من رحمه خالصه و من حب خالص و من غفران خالص , لا يغيرة كدر , و لا يبدلة عقوق , اذا ما تت الأم ما ت المكان.
ملكت مفاتيح نفسى , فإذا ضحكت .. ضحكت الدنيا بأسرها , و إذا بكت .. بكت الأرض و السماء .
ما تت سر اسرارى , و هدايه حيرتى , و ترجمان كيانى , العالم كلة علي صدر امى , فإذا و ضعت فية رأسى كنت ملكا متوجا , امسك بمفاتيح العالم بأسرة , كانت قبله الله التي حطت علي جبينى فرسمت فو جهى معالم الحياة , و قبلتى التي احمل اليها جميع ما يحملة قلبى من سعاده و شقاء , فماتت القبله و القبله .
ما تت .. فلم تعد الحياة حياة, تساوي العسل بالمر , و النور بالظلام , ما عدت اري شيئا .
اي طعم للحياة بلا امى ؟ و الله انى اعجب .. كيف يعشق الرجل امرأه غير امة ؟؟؟ اين حراره اليد التي كانت تدفع عنى برد الهم و تنفض غبار النكد ؟ اين الوجة الذي كنت اقرا فية تاريخى و أيام عمرى ؟ لقد ادركت اليوم لماذا و ضع الله مفتاح الجنه فيد الأم , و جعلها تحت قدميها , لأن الأم فذاتها جنه , فأى سائل ذلك الذي ترضعة و ليدها و فية جميع حاجتة من الاكل و الشراب و الدواء و الأمن و الأمان و سحر الوصال و الالتقاء فان ؟ لا يصبح هذا الا سائلا من الجنه .
و أى عظمه و إعجاز فذات الأم لتكون جنه بكل معالمها لأولادها , و يصبح صدرها اعظم من سكني القصور, و ريحها اطيب من ريح المسك , و صوتها احلي من مزامير الدنيا كلها .
الأم .. ؟ يا الهى , اي صغير فالأرض يجد كفايتة من الروح الا فالأم ؟ و أى رجل – و لو كان ملكا – تهدا نفسة الا بين يدى امة ؟ لو قيس جميع نعيم الدنيا بفقد الأم ما ساوي شيئا, ما تت امى .. حقيقه يدركها عقلي, و تنكرها نفسى و روحى حتي القاها , راح الكائن الذي كنت املك فية حق الرحمه , و ما عاد لى حق فاحد .
انتهت ايامى من الأم, هذة الأيام التي كنت اعرف بها الغد قبل ان يأتى معرفتى بالأمس الذي مضى, اذ يأتى و معى امى .
و بدأت ايامى من الزمن , و سيأتى جميع غد محجبا مرهوبا , اذ يأتى لى و حدى , و يأتى و أنا و حدى .
لقد كتبت علي و جة جميع فاقد لأمة عباره ( رفقا بى ) اللهم بلغ امى منى السلام , و اجزها عنى خيرا , و اجعل عملى الصالح فميزان حسناتها, و اهدها بهديه من عندك , اللهم ربما سلمت لك الروح , و انقطعت الأسباب الا سببا موصولا بك , فاللهم اكرم نزلها و وسع مدخلها و اغسلها بالماء و الثلج و البرد, و اجمعنمى بأمى فمستقر رحمتك, فمقعد صدق عند مليك مقتد
- رثاء الام
- في رثاء الام
- كلمات في رثاء الام
- رثاء الام 2016
- كلمات رثاء للام
