كلمات عن العمل التطوعي

 

صورة-1

 



تحت عنوان (مكانه و اهميه التطوع فمجال التعليم تجربه ما ليزيا) القي رئيس و زراء ما ليزيا الاسبق الدكتور مهاتير محمد، محاضره حول مكانه و اهميه التطوع فالتعليم بالتطبيق علي النموذج الماليزي، و هذا فجلسه عمل ضمن فعاليات المنتدي العالمى للعمل التطوعى 2009م المقام فمدينه ابها، برئاسه معالى و زير الشؤون الاجتماعيه الدكتور يوسف العثيمين، و ايمانا من (الاسلام اليوم) باهميه المحاضر و المحاضره فاننا ننشر ترجمه لنصها الكامل:

حضره صاحب السمو الملكى الامير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز امير منطقه عسير


سعاده الاخوه و الاخوات


و الساده ضيوف المؤتمر


و المشاركون


و بركاته


فالبدايه اود ان اشكر منظمى ذلك المؤتمر، و مؤسسه الملك خالد الخيريه علي هذة الدعوه للتحدث حول (مكانه و اهميه العمل التطوعى فمجال التعليم – تجربه ما ليزيا).


علي الرغم من ان التعليم فما ليزيا مدعوم اليوم بصوره كبيره من قبل الحكومة، و بعض الشيء من قبل المؤسسات الخاصة، فقد مر و قت خلال الفتره الاستعماريه كانت فية بعض المدارس و المؤسسات التدريبيه تملكها و تديرها هيئات تطوعية.  ومع هذا كانت معظم المدارس التطوعيه الخاصه تديرها هيئات تنصيرية، لم يكن هدفها مقتصرا فقط علي توفير التعليم، لكن كذلك نشر الدين المسيحي.

ووفقا لمعاهده مع الدوله الماليزية، لم يكن مسموحا لهم بتنصير المسلمين، لذا استثنوا الماليزيين المسلمين من حضور فصول الدين المسيحي. و لان الماليزيين كانوا يدينون بالاسلام، فقد كان هنالك عدد ضئيل جدا جدا من الماليزيين فتلك المدارس التنصيرية. علي الجانب الاخر كانت المدارس التي تديرها منظمات دينيه تقدم فقط المناهج الدينية، حتي اذا ارادت تلك المدارس تدريس نفس المواد الدراسيه غير الدينيه التي تدرسها المدارس التي تسمي ب “العلمانية”، فانهم فالواقع لم يكونوا يستطيعون ذلك؛ نظرا لعدم توافر المدرسين الاكفاء. و للاسف لم يكن لدي هؤلاء المدرسين- المؤهلين لتدريس المناهج الدينيه فقط- فرص كبيره للتوظيف سوي كمدرسى دين او كموظفين فمجال الشؤون الدينية.

الفقر

عقبه كؤود اخري تقف فطريق التعليم التطوعى بين المسلمين تكمن ف(الفقر). فقليل جدا جدا من بين هؤلاء الاشخاص و هذة المنظمات من كان قادرا علي تقديم التعليم المجاني، و لو كان اسلاميا. كما كانت البعثات التعليميه قليله جدا، اللهم الا من كانت تمنحهم الحكومه الاستعماريه فرصه تلقى التعليم فالمدارس الحكومية، او فالخارج. بشكل عام يمكننا القول ان العمل التطوعى كان يلعب دورا متواضعا فالتعليم بماليزيا اثناء فتره الحكم الاستعماري.

ماليزيا دوله متعدده الاعراق و الاديان، فبينما يدين الماليزيون بالاسلام، فان الصينيين و الهنود يدينون بالبوذيه و الهندوسية، و كان من بينهم كذلك قليل ممن تحولوا الي المسيحية.

وبينما كان بامكان غير المسلمين الذهاب الي المدارس التنصيريه التي تديرها منظمات مسيحية، كان عدد قليل جدا جدا من الماليزيين المسلمين يلحقون اولادهم بهذة المدارس. و ربما كانت مخاوفهم من ان يتم تنصير اولادهم غير مبرره الي حد ما ؛ فلم يتنصر طفل و احد طيله 200 عام من الحكم الاستعماري.

وكانت النتيجه ان اعداد المسلمين الماليزيين المتعلمين، علي الرغم من توافر المدارس الحكوميه الانجليزية، كانت قليله مقارنه بغير الماليزيين، ما يعتبر نقطه سلبيه بالنسبه لمسلمى ما ليزيا اثناء الحقبه الاستعمارية.

ولم يكن التعليم فالفتره الاستعماريه اجباريا، و كانت هنالك مدارس ابتدائيه دشنتها الحكومة، لكنها لم تكن قادره علي استيعاب كافه الماليزيين. و كان التعليم فهذة المدارس الابتدائيه مجانيا، و سيرة بطيئا، و كان بامكان من يستكمل تعليمة الابتدائى ان يعمل فقط كمدرس ابتدائي، او فالمكاتب الحكومية. اما الشركات الاوروبيه الكبيره فكانت ترفض توظيفهم؛ لان كافه اعمالها كانت تتم باللغه الانجليزيه التي لم يكن يتقنها هؤلاء.

وقد التحق كثير من هؤلاء الطلاب بقوات الشرطه او اشتغلوا بالاعمال اليدويه او القيادة.


و كانت و احده او اثنتين من المدارس الابتدائيه الصينيه تقدم تعليما ثانويا، و كانت هذة المدارس مملوكه للمجتمع الصيني، و لم تكن تتلقي اي دعم حكومي.

الاستقلال

وفى عام 1957 استقلت اندونيسيا، و وضعت النخبه التي كانت تلقت تعليمها الانجليزى فجامعات بريطانيا، التعليم علي راس اولوياتها. و بدا الذهاب الي انجلترا و استراليا و نيوزيلندا و الهند، و كان للازهر فمصر حظ و افر فتقديم التعليم الديني. و فورا بدات حكومه الاستقلال فاعداد البعثات الدراسيه الي الجامعات فالخارج.

وكان الهدف الاساسى من هذة البعثات الخارجيه ان يتوافر موظفون ما ليزيون يصبح بامكانهم العمل بدلا من الموظفين البريطانيين، و بالفعل تمكنوا من ذلك، علي الرغم من بعض الصعوبات التي و اجهتهم، بل تحسنت الاداره حينما تسلموا زمام الامور بدلا من البريطانيين.

وتزايد الطلب علي التعليم بسرعه مع مرور الوقت، و اعدت الحكومه خطه تعليميه شاملة، و وفرت الدعم للمدارس من المرحله الابتدائيه و حتي الجامعة. و كانت معظم البعثات الدراسيه ممنوحه من الدولة.

وسريعا اصبحت الجامعات التقنيه قادره علي سد حاجه السوق المتزايدة، لكن نتيجه لبعض الصعوبات التي و اجهت الدوله فهذا السياق كان من الضرورى ارسال المزيد من البعثات الي الخارج. و كان علي الطلاب الماليزيين تعلم لغات اوروبيه اخري بالاضافه الي اليابانيه ليتمكنوا من اقتحام الجامعات الاجنبيه الناطقه بغير الانجليزية. و كانت الحكومه تتاكد من حسن سير التعليم و رفع الكفاءه اللذين تقوم بهما الجامعات الاجنبيه لمبعوثيها.

الانجليزيه و التعليم

وتحدث مهاتير عن التطور العلمى المذهل الذي يشهدة العالم، و كيف ان الباحثين يسطرون جميع يوم الكثير من الاوراق حول هذة الاكتشافات الجديدة، كلها باللغه الانجليزية، ما يتطلب الماما تاما بهذة اللغة. مضيفا: المشكله ان اللغه التقنيه التي تكتب فيها هذة الاوراق تتطلب لفهمها درايه تامه بهذا المجال. اما ترجمتها فتتطلب ثلاث مهارات: التمكن من الانجليزيه و الماليزيه بالاضافه الي المعرفه الوثيقه بالمقال المترجم، هذة المعرفه لا يكفى بها الثقافه العامه بل ينبغى ان يصبح المترجم علي درايه باسسة العلمية. و من الصعوبه بمكان ان تجد من تتوافر فية هذة المهارات الثلاث، و بدون ترجمه جيده فلن يتمكن الطلاب الذين لا يتقنون الانجليزيه من فهم محتوي هذة الاوراق البحثية.

ولاهميه هذة المعلومات للبلاد، قررت الحكومه الماليزيه مؤخرا تدريس ما دتى العلوم و الرياضيات باللغه الانجليزية.

ماض مشرق

اود ان اذكر انفسنا جميعا بان المسلمين كانوا اكثر شعوب الارض تقدما فمجالات العلوم و الرياضيات و الطب و الفلك… الخ، اثناء القرون الاولي من الحضاره الاسلامية. و تعلموا لغات اجنبيه ليتمكنوا من الاطلاع علي علوم الامم غير العربية.

وقد اقيمت المكتبات العظيمه فبلدان دينيه كقرطبه و بغداد، و كان علي الاوروبيين ان يتعلموا اللغه العربيه ليتمكنوا من الاطلاع علي هذة العلوم الكثيرة. و نحن نعلم بالطبع ان المسلمين اليوم يعانون، و ان الحضاره الاسلاميه لم تعد فموقع الرياده كما كانت فقرون النهضه الاسلامية. و سبب هذا تعود الي تراجع المسلمين عن طلب العلم، و اقبال الاوروبيين علي العلوم العربيه و اغترافهم من مكتباتها التي كانت منتشره فالبلدان الاسلامية. و بهذة العلوم تقدمت حضارتهم بسرعة، عن طريق قيامهم بالكثير من الابحاث و تطوير علوم جديدة. و يدرك التربويون الماليزيون ضروره ان يستعيد المسلمون تلك العلوم التي فقدوها، و استفاد منها الاوروبيون.

ويتم التركيز اليوم فما ليزيا علي فروع العلوم و الرياضيات و التكنولوجيا، كما تقوم الجامعات الخاصه بالتخصص فهذة المجالات، و يشجع الطلاب علي دراسه هذة المواد.

وكما ترون لم نعد نفكر فالتعليم التطوعى بماليزيا، و ربما كان هذا مفيدا و ضروريا فالسابق. اما اليوم فقد اصبح التعليم ضروره ملحة، تحتم علي الحكومات ان تدعمة كاولوية. بحيث لا يمكننا ان ننتظر الاشخاص ليتطوعوا فمجال التعليم. كذلك يجب ان يكون التعليم اجباريا علي الجميع، و ان يكون كذلك تعليما مستمرا (Lifelong Learning ).

وجوب التعليم

كما ينبغى ان يصبح دعم المؤسسات التعليميه من مسؤوليات الحكومة، و يجب الا يقدم التعليم بوساطه المتطوعين، بل يجب ان يدرب المدرسون، و يتلقوا رواتب جيدة. بالطبع يجب علينا الا نتجاهل دراسه ديننا، لكن تحصيل العلم فمجالات اخري يجب كذلك الا تتجاهلة المجتمعات الاسلامية. و ربما حث القران المسلمين علي دراسه العلوم و الرياضيات و غيرهما. و علي سبيل المثال كان المسلمون الاوائل يعدون العده للدفاع عن انفسهم، و فعهد النبى كانت الاسلحه عباره عن سيوف و رماح و دروع، اما اليوم فهذة الاسلحه لم تعد صالحه لتطبيق و صيه القران فاعداد العده للدفاع عن انفسنا، لكننا بحاجه اليوم الي دبابات و طائرات مقاتله و سفن حربيه و مسدسات و صواريخ باليستية، و غيرها كثير من الاسلحه المعقدة.

صحيح انه بامكاننا شراء جميع هذة الاسلحه بالمال، لكن اعداءنا لن يبيعونا الاسلحه التي ستساعدنا علي هزيمتهم. لذا يجب علينا البحث و الاختراع و تصميم و انتاج اسلحتنا الخاصه التي تمكننا كما و كيفا من الدفاع عن انفسنا ضد العدو. و لنقوم بذلك نحتاج الي العلوم الرياضيه و غيرها، هذة العلوم ليست علوما دنيويه (Secular Knowledge )؛ لاننا نستخدمها لتطبيق و صايا القران. و من بعدها فان تحصيل هذة العلوم، و البحث الذي يجب علينا القيام بة مقصود لكى يمكننا من الدفاع عن انفسنا، كما و رد فالقران.

الفهم مفتاح العمل

وهذا حقا يعتبر فرض كفاية، و سناثم جيمعا اذا لم نحصل العلوم التي تمكننا من الدفاع عن انفسنا. و فالاسلام لا توجد علوم دنيوية، فكل العلوم بما بها العلوم الدينيه تحمل صفه الوجوب لاحتياجنا اليها فتحقيق و اجباتنا تجاة الامه (وما لا يتم الواجب الا بة فهو و اجب). اذا فهمنا ان الاسلام يامرنا بهذا التعليم، سنكون اكثر استعدادا للقيام بذلك. و الاهم من ذلك  اننا سنكون مستعدين للتعليم حتي اذا لم نتلق مقابلا لذلك.

بعبارات اخرى.. ينبغى علينا ان نجعل هذة المعرفه متاحه للمسلمين عن طريق بناء المدارس، و تدريب المدرسين، و اجراء الابحاث، و تطوير العمل التطوعي.

هنالك مفهوم شائع ان الذين يمارسون العمل التطوعى ينبغى ان يعطوا المال فقط من اجل التعليم الديني، لاعتقادهم ان الثواب فالاخره لا يصبح الا علي هذة الاعمال، و لهذا يقصرون الانفاق علي المدارس و المؤسسات الدينيه فقط، و هم بذلك لا يعملون علي تحقيق الواجب القرانى بالدفاع عن انفسهم.

امه و احدة

وتستطيع حكومات بعض البلدان الاسلاميه الصرف علي المدارس لتحصيل العلوم التي ذكرتها. لكن المسلمين جميعا ينتمون الي امه و احدة، و الي مجتمع ديني و احد، سواء كانوا عربا ام ما ليزيين ام افارقة، فماداموا مسلمين فهم جميعا اخوة. لذا فواجبنا بدعم الفقراء من المسلمين لا يقتصر علي محيط بلداننا فقط، بل يتعداة ليشمل الدول المسلمه الاخري كذلك.

لا احب عقد المقارنات، لكننا نعلم ان المسيحيين ينفقون اموالهم لصالح الحملات التنصيريه و المدارس التي تقوم بهذة المهمة. اكثر من هذا هم مستعدون للذهاب لاى مكان فالعالم، و ان لم يكن مكانا مريحا، ليس فقط ليقدموا التعليم الدينى بل كذلك العلوم الفرعيه الاخرى، و جميع المدرسين فهذة المدارس التنصيريه متطوعون. و هم يخاطرون بحياتهم من اجل ذلك العمل التطوعي.

اما الاسلام فلا يطلب منا ذلك النوع من التطوع و التضحيه بالحياة، بل يكفى توفير العلم الذي يحتاجة فقراء المسلمين بهدف تحقيق الواجب الذي يفرضة عليهم دينهم.

التربيه علي التضحية

ومن الواضح ان هنالك الكثير من الايات القرانيه تحثنا علي التضحيه من اجل الصالح الشخصى و العام للامة، بل ان القيام بالتضحيات هو احد اهم صفات الاسلام؛ فالتطوع فالاساس عباره عن القيام بالتضحيات، لذا فالتطوع من صلب الاسلام، و لهذا الاسباب =يوجد فما ليزيا ذلك النوع من المؤسسات، كجمعيه الاغاثه الطبيه الماليزيه (ميرسى ما ليزيا) (MERCY Malaysia )، و حينما حدثت كارثه تسونامى هب الماليزيون لتقديم يد العون ليس فقط بتقديم المساعده الطبية، لكن كذلك باعاده بناء المدارس التي دمرها تسونامي، و تدريب مدرسين جدد ليحلوا محل من قضوا نحبهم فتلك الكارثة.

هنالك الكثير من المنظمات التطوعيه المشابهه فبلدان دينيه عديدة، و بين الجاليات الاسلاميه فالدول الغربية. و للاسف غالبيه التعليم الذي يقدم بها يركز علي المناهج الدينيه و العلوم الاساسيه فقط. نريد بقيه المسلمين ان يتطوعوا لتدشين جامعات فكل البلدان الاسلامية، و كذلك فالبلدان غير الاسلاميه التي استقر بها المسلمون. و ينبغى ان تقدم الجامعات و المدارس ما يطلق علية “التعليم الدنيوي”، بجانب التعليم الديني. كما ينبغى اشراك غير المسلمين فذلك ايضا.

لقد انشات الحكومه الماليزيه “الجامعه الاسلاميه العالميه بماليزيا” (International Islamic University Malaysia )، حيث التعليم الدينى اجبارى فالمراحل الاولى، لكن كذلك يجب عل جميع الطلاب دراسه العلوم و الهندسه و المعمار و المحاسبه و غيرها. كما تتاح المنح الدراسيه للمسلمين الاجانب من (90) دولة. و المطلوب توفير جامعات كهذة تقدم التعليم الدينى و الدنيوي، و تديرها هيئات تطوعيه مسلمة.

فريضه القوة

وتحدث عن ضروره تطوير العمل التطوعى لمؤازره الحكومات فتحقيق الفروض الكفائيه التي امرنا فيها الاسلام، مضيفا: “صحيح اننا نؤدى الزكاة، لكن اهدافنا تكون ضيقة. فالزكاه يجب الا تكون فقط لصالح من حولنا، لكن لصالح جميع المجتمعات الاسلاميه فالعالم، و يجب ان ينظر للصدقات و الزكوات بهذا المنظور. و هذا سيساعد المسلمين حول العالم لتحقيق ما امرهم الله به، و سيخرجهم من الجهل ليصبحوا امه دينيه قوية.

يجب علينا ان نهتم بالمساجد حول العالم ليتمكن المسلمون من الصلاة، لكن هذا و حدة لن يصبح كافيا، بل يجب علينا كذلك ان نوفر التعليم الذي يضمن فالنهايه تامين احتياجات المسلمين ليس فقط فحاله الحرب بل فكل المجالات. اذا ما تعلم المسلمون و درسوا طريقة حرب الاعداء سيقوي ايمانهم، اما اذا كنا ضعفاء و فقراء فربما نفقد كذلك الايمان، و سنقع فبراثن الارهاب و غيرة من الممارسات غير الاسلاميه لتغذيه شعورنا بالغضب.

ان شاء الله بهذة الاعمال التطوعيه فمجال التعليم يمكننا استعاده مجد حضارتنا الاسلاميه القديمة

  • عبارات تطوعية
  • عبارات عن العمل التطوعي بالانجليزي


كلمات عن العمل التطوعي