كل نفس ذائقة

بالصور جميع نفس ذائقة

 

صورة-1

 



تفسير قولة تعالى


{كل نفس ذائقه الموت و انما توفون اجوركم يوم القيامه }ال عمران185 الاية


فضيله الشيخ زيد بن مسفر البحري

فمما تلى فهذة الليله قول الله تعالي :


{ جميع نفس ذائقه الموت و انما توفون اجوركم يوم القيامه فمن زحزح عن النار و ادخل الجنه فقد فاز و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور }ال عمران185


الله جل و علا حكم فهذة الايه بان جميع منفوسه اتيها الموت و لا محاله ، طال الزمن او قصر ، و لذا اتي بصيغه ( جميع ) و هى تعد عند العلماء من اعظم صيغ العموم { جميع نفس ذائقه الموت } حتي ان ذلك الموت اذاق بدن و روح النبى صلي الله علية و سلم ، فقد قال علية الصلاه و السلام لما كان يعانى من سكرات الموت كما عند البخارى ( كان عندة ركوه من ماء فكان يضع يدة فهذا الماء و يمسح علي و جهة و يقول لا الة الا الله ، ان للموت لسكرات ) و فروايه عند الترمذى كان يقول ( اللهم اعنى علي سكرات الموت )


و لو قال قائل : ذلك النبى صلي الله علية و سلم يعانى من الموت و شدتة ، و ربما جاء فالحديث الذي فحديث البراء الطويل كما عند الترمذى ( ان المؤمن اذا اخذت روحة تقول له الملائكه اخرجى ، فتخرج كما تظهر القطره ففى السقاء ) يعنى كما تظهر قطره الماء من القربه ، و ما اسهل خروجها ، فلماذا شدد علي النبى صلي الله علية و سلم فهذا الموت ؟


قال العلماء : كما نقل القرطبى رحمة الله هذا : لان الله سبحانة و تعالي اراد من ذلك امورا ، منها : ان يبين للخليقه ان للموت شده ، و لا ممكن ان يحصل ذلك الا بان يحصل فعليا علي اعظم البشر ، و هو الرسول صلي الله علية و سلم ، لا شك ان الخبر من الله و من الرسول صلي الله علية و سلم اتانا بشده سكرات الموت ، لكن كون هذا يقع علي النبى صلي الله علية و سلم يصبح اعظم بيانا و اوضح صوره .


و منها : ان الله سبحانة و تعالي اراد ان يشدد علي النبى صلي الله علية و سلم فالموت حتي ترتفع درجتة اعلي و اعلي ، لا لذنب او لخطايا ، و انما لرفعه منزلتة صلوات ربى و سلامة علية ، و ذلك ربما يحصل للمؤمنين ، ربما يحصل لهم من الشده و العناء عند سكرات الموت ما يرفع الله فيها درجاتهم ، بينما اخرون لا يحصل لهم كهذا .


قال تعالي : { جميع نفس ذائقه الموت } و عبر هنا بالذوق ، لان الذوق هو اشد ما يصبح علي الانسان ، كون الانسان يذوق شيئا ، ذلك اشد ما يصبح علية ، و لذا قال { جميع نفس ذائقه الموت } و لذا لما استبطات كفار قريش موت النبى صلي الله علية و سلم نزل قولة تعالي { انك ميت و انهم ميتون } الزمر30 ، بعدها ما النهايه ؟ ما ذا قال بعدين عز و جل { بعدها انكم يوم القيامه عند ربكم تختصمون }الزمر31 ، فريق فالجنه ، و فريق فالنار ، و لذا لما قالوا ان محمدا سيموت و تذهب رسالتة و تزول دعوتة ، ما ذا قال سبحانة و تعالي { و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد افان مت فهم الخالدون }الانبياء34 ، لو مت اهم سيخلدون ؟! الجواب : لا ، بعدها ما الذي قال بعدين فسوره الانبياء ؟ { جميع نفس ذائقه الموت و نبلوكم بالشر و الخير فتنه و الينا ترجعون }الانبياء35 ، يعنى ما يصيب الناس فهذة الدنيا من خير ، كصحه و نعمه و رزق و ما ل و اولاد و زوجات ، او ما اصابة من شر او مما لا يلائمة من مرض او بليه او محنه او هم او قلق او ما شابة هذا ، جميع هذا مقدر ، و لكن اراد الله بهذا ان يبتلى الناس ، من اتاة الله نعمه هل سيشكر ؟ من احل الله بة نقمه هل سيصبر ؟ فمن اصابتة نعماء او اصابتة ضراء ، المصير الي ما ذا ؟ الي الموت .


{ جميع نفس ذائقه الموت و انما توفون اجوركم يوم القيامه فمن زحزح عن النار و ادخل الجنه فقد فاز } و مهما طال عمر الانسان فانة ذاهب لا محاله ، و ربما جاء عند البخارى و مسند الامام احمد و غيرهما ( ان الله سبحانة و تعالي لما اراد ان يقبض روح موسي علية السلام بعث الية ملك الموت ) و كان الانبياء يخيرون قبل ان تقبض ارواحهم ، يعنى ما ياتية الموت فجاه – لا – ياتى الملك و يقول للرسول ساقبض روحك اتريد ان تموت ؟ فان شاء ان يؤجلة اجلة ( فلما جاء ملك الموت الي موسي ليقبض روحة ، قام موسي فصك و جة ملك الموت ففقا عينة ، فلما رجع ملك الموت الي الله سبحانة و تعالي ، و هو اعلم بما دار بينهما ، قال ارسلتنى الي عبد لا يريد الموت ، فلما رجع و ربما قال الله سبحانة و تعالي له اذهب الي موسي و قل له يضع يدة علي ظهر ثور و له بما غطت يدة بكل شعره سنه يعيشها ، فذهب ملك الموت و اخبر موسي ، فقال موسي علية السلام بعدها ما ذا ؟ ) يعنى اذا ذهبت هذة السنون ما الذي بعدين ( قال الموت ، قال اذا الان ) ما دام ان النهايه هى الموت فمن الان ، و العجيب ان الانسان لو هرب من انسان او هرب من شيء قد ينجو منة و قد لا ينجو منة ، لكنة فالغالب انه ينجو منة باذن الله تعالي ، الا الموت ، و لذا قال تعالى{ قل ان الموت الذي تفرون منة فانة ملاقيكم }الجمعة8 ، يعنى تفر من ذلك الطريق و انت تعلم ان ملك الموت مع طريق احدث ، لابد ان يلاقيك ملك الموت لا محاله ، و لذا انظر الي ذلك التعبير{ قل ان الموت الذي تفرون منة فانة ملاقيكم بعدها تردون الي عالم الغيب و الشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون }الجمعة8


بعدها ما النهايه بعد ذلك الموت ؟ لو كانت النهايه الي تراب و تتحلل العظام و تزول هذة الابدان و ينتهى الامر و يذهب جميع انسان بما عمل لكان الامر هينا ، و لكن كما قال تعالي { فمن زحزح عن النار و ادخل الجنه فقد فاز } ما نوعيه ذلك الفوز ، ما صفتة ؟ اقرا الايات الاخري ، اقرا سوره البروج {ان الذين امنوا و عملوا الصالحات لهم جنات تجرى من تحتها الانهار هذا الفوز الكبير }البروج11، ذلك اكبر فوز ان تنال الجنه و ان تنجو من النار ، بعدها انظر الي السياق { فمن زحزح عن النار و ادخل الجنه فقد فاز } لم يقل ( فمن زحزح نفسة ، او نجا نفسة ، او ادخل نفسة الجنه ) لا ، { فمن زحزح عن النار و ادخل الجنه فقد فاز } يعنى ذلك بفضل من الله و كرم ، مهما عملت يا ابن ادم من اعمال صالحه فانها لا توفى قيمه الجنه ، لكن الله سبحانة و تعالي لما ذكر جزاء المتقين و بين انهم دخلوا الجنه { جزاء بما كانوا يعملون }الاحقاف14 ، انما ذلك العمل الصالح اسباب فدخولهم الجنه ، و الا لو و جميع الانسان الي عملة ما و فقيمه الجنه ، و لكن ذلك فضل من الله و كرم { فمن زحزح عن النار و ادخل الجنه فقد فاز } ما النهايه ؟


{ و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور } متاع ، يستمتع فيها الانسان


{ الغرور } الباطل ، يعنى كم من نعمه او لذه تلذذنا فيها بعدها ذهبت و زالت ، فكان الله سبحانة و تعالي يبين لنا و يرشدنا الي ان نستفيد من هذة الدنيا فنستعين فيها علي طاعه الله سبحانة و تعالي ، لم ؟ لانها ذاهبه و زائله ، فنسال الله سبحانة و تعالي ان يعيننا علي انفسنا و ان يوفقنا لكل خير و ان يجنبنا جميع شر ، و الله اعلم و صلي الله و سلم و بارك علي نبينا محمد .

 

 

بالصور جميع نفس ذائقة

 

صورة-2

 



  • كل نفس ذائقه الموت
  • صور جميع نفس


كل نفس ذائقة