قصص كليلة ودمنة مكتوبة

 

صورة-1

 



قصه كليله و دمنة

( الغراب و الثعبان )

زعموا ان غرابا كان له و كر فشجره علي جبل , و كان قريبا منة جحر ثعبان اسود , فكان الغراب اذا فرخ عمد الثعبان الي الفراخ فاكلها , فبلغ هذا من الغراب و احزنة , فشكا هذا الي صديق له من فتيات اوي . و قال له : اريد مشاورتك فامر ربما عزمت عليه.

قال له : و ما هو؟ قال الغراب : ربما عزمت ان اذهب الي الثعبان اذا نام فانقر عينية فافقاهما لعلى استريح منة . قال ابن اوي : بئس الحيله التي احتلت , فالتمس امرا تصيب بة بغيتك من الثعبان من غير ان تغرر بنفسك و تخاطر فيها , و اياك ان يصبح مثلك كالعلجوم ( و هو طائر ) الذي اراد قتل السرطانه فقتل نفسة .

قال الغراب : و كيف كان ذلك؟ قال ابن اوي : زعموا ان علجوما عشش فبحيره كثيره السمك , فعاش فيها ما عاش , بعدها كبر فالسن فلم يستطع صيدا , فاصابة جوع و جهد شديد , فجلس حزينا يلتمس الحيله فامرة , فمربة سرطان فراي حالتة و ما هو علية من الكابه و الحزن فدنا منة و قال : ما لى اراك ايها الطائر كذا حزينا كئيبا ؟

قال العلجوم : و كيف لا احزن و ربما كنت اعيش من صيد ما ههنا من السمك , و انى ربما رايت اليوم صيادين ربما مرا بهذا المكان , فقال احدهما لصاحبة : ان ههنا سمكا كثيرا افلا نصيدة اولا اولا ؟ , فقال الاخر : انى ربما رايت فمكان هكذا سمكا اكثر من ذلك فلنبدا بذلك فاذا فرغنا منة جئنا الي ذلك فافنيناة . فانطلق السرطان من ساعتة الي جماعه السمك فاخبرهن بذلك , فاقبلن الي العلجوم فاستشرنة و قلن له : انا اتيناك لتشير علينا فان ذا العقل لا يدع مشاوره عدوة . قال العلجوم : اما مكابره الصيادين فلا طاقه لى فيها , و لا اعلم حيله الا المصير الي غدير قريب من ههنا فية سمك و مياة عظيمه و قصب , فان استطعتن الانتقال الية كان فية صلاحكن و خصبكن .

فقلن له : ما يمن علينا بذلك غيرك .


فجعل العلجوم يحمل فكل يوم سمكتين حتي ينتهى بهما الي بعض التلال فياكلهما حتي اذا كان ذات يوم جاء لاخذ السمكتين فجاء السرطان فقال له : انى كذلك ربما اشفقت من مكانى ذلك و استوحشت منة فاذهب بى غلي هذا الغدير .

فاحتملة و طار بة حتي اذا دنا من التل الذي كان ياكل السمك فية نظر السرطان فراي عظام السمك مجموعه هنالك , فعلم ان العلجوم هو صاحبها و انه يريد بة ايضا , فقال فنفسة : اذا لقى الرجل عدوة فالمواطن التي يعلم بها انه هالك سواء قاتل ام لم يقاتل كان حقيقا ان يقاتل عن نفسة كرما و حفاظا . بعدها اهوي بكلبتية علي عنق العلجوم حتي ما ت , و تخلص السرطان الي جماعه السمك و اخبرهن بذلك .

وانما ضربت لك ذلك المثل لتعلم ان بعض الحيله مهلكه للمحتال , و لكنى ادلك علي امر ان انت قدرت علية كان فية هلاك الثعبان من غير ان تهلك بة نفسك و تكون فية سلامتك .


قال الغراب : و ما ذاك؟


قال ابن اوي : تنطلق فتبصر فطيرانك لعلك ان تظفر بشيء من حلي النساء , فتخطفة , فلا تزال طائرا بحيث تراك العيون , حتي تاتى جحر الثعبان فترمى بالحلي عندة , فاذا راي الناس هذا اخذوا حليهم و اراحوك من الثعبان .

فانطلق الغراب محلقا فالسماء فوجد امراه من فتيات العظماء فوق سطح تغتسل و ربما و ضعث ثيابها و حليها جانبا , فانقض و اختطف من حليها عقدا و طار به. فتبعة الناس و لم يزل طائرا و اقعا بحيث يراة جميع احد حتي انتهي الي جحر الثعبان فالقي العقد علية و الناس ينظرون الية , فلما اتوة اخذوا العقد و قتلوا الثعبان

وفى الاخير جميع ما يمكننى قولة لكم هو اعمال الفكر مليا فهذا المثل فانك و لا شك ستبصر معانى ذلك المثل فضلا عن كونك ربما ضحكت او عجبت منة .

 


قصص كليلة ودمنة مكتوبة