قصص الف ليلة وليلة الاصلية

 

صورة-1

 



حكايات الملك شهريار و اخية الملك شاة زمان[عدل] .. حكى و الله اعلم انه كان فيما مضي من قديم الزمان و سالفر و الاوان مينلك من ملوك ساسان بمغرب الهند و الص صاحب جند و اعوان و خدم و حشم له و لدان احدهما كبير شتاق الكبير الي اخية الصغير فامر و زيرة ان يسافر الية و يحضر بة فاجابة بالسمع و الطاعه و سافر حتي و صل بالسلامه و دخل علي اخية و بلغة السلام و اعلمة ان اخاة مشتاق الية و قصدة ان يزورة فاجابة بالسمع و الطاعه و تجهز و اخرج خيامة و بغالة و خدمة و اعوانة و اقام و زيرة حاكما فبلادة و خرج طالبا بلاد اخيه. فلما كان فنصف الليل تذكر حاجه نسيها فقصرة فرجع و دخل قصرة فوجد زوجتة راقده ففراشة معانقه عبدا اسود من العبيد فلما راي ذلك اسودت الدنيا فو جهة و قال فنفسه: اذا كان ذلك الامر ربما و قع و انا ما فارقت المدينه فكيف حال هذة العاهره اذا غبت عند اخى لمدة بعدها انه سل سيفة و ضرب الاثنين فقتلهما فالفراش و رجع من و قتة و ساعتة و سار الي ان و صل الي مدينه اخية ففرح اخوة بقدومة بعدها خرج الية و لاقاة و سلم علية و الاخر صغير و كانا بطلين و كان الكبير افرس من الصغير و ربما ملك البلاد و حكم بالعدل بين العباد و احبة اهل بلادة و مملكتة و كان اسمة الملك شهريار و كان اخوة الصغير اسمة الملك شاة زمان و كان ملك سمرقند العجم و لم يزل الامر مستقيما فبلادهما و جميع و احد منهما فمملكتة حاكم عادل فرعيتة لمدة عشرين سنه و هم فغايه البسط و الانشراح. لم يزالا علي هذة الحاله الي ان اففرح بة غايه الفرح و زين له المدينه و جلس معة يتحدث بانشراح فتذكر الملك شاة زمان ما كان من امر زوجتة فحصل عندة غم زائد و اصفر لونة و ضعف جسمة فلما راة اخوة علي هذة الحاله ظن فنفسة ان هذا بسبب مفارقتة بلادة و ملكة فترك سبيلة و لم يسال عن ذلك. بعدها انه قال له فبعض الايام: يا اخى انا فباطنى جرح و لم يخبرة بما راي من زوجتة فقال: انى اريد ان تسافر معى الي الصيد و القنص لعلة ينشرح صدرك فابي هذا فسافر اخوة و حدة الي الصيد. و كان فقصر الملك شبابيك تطل علي بستان اخية فنظروا و اذا بباب القصر ربما فتح و خرج منة عشرون جاريه و عشرون عبدا و امراه اخية تمشى بينهم و هى غايه فالحسن و الجمال حتي و صلوا الي فسقيه و خلعوا ثيابهم و جلسوا مع بعضهم و اذا بامراه الملك قالت: يا مسعود فجاءها عبد اسود فعانقها و عانقتة و واقعها و ايضا باقى العبيد فعلوا بالجوارى و لم يزالوا فبوس و عناق و نحو هذا حتي و لي النهار. فلما راي اخو الملك فقال: و الله ان بليتى اخف من هذة البليه و ربما هان ما عندة من القهر و الغم و قال: ذلك اعظم مما جري لى و لم يزل فاكل و شرب. و بعد ذلك جاء اخوة من السفر فسلما علي بعضهما و نظر الملك شهريار الي اخية الملك شاة زمان و ربما رد لونة و احمر و جهة و صار ياكل بشهيه بعدما كان قليل الطعام فتعجب من هذا و قال: يا اخى كنت اراك مصفر الوجة و الان ربما رد اليك لونك فاخبرنى بحالك فقال له: اما تغير لونى فاذكرة لك و اعف عنى اخبارك برد لونى فقال له: اخبرنى اولا بتغير لونك و ضعفك حتي اسمعه. فقال له: يا اخى انك لما ارسلت و زيرك الى يطلبنى للحضور بين يديك جهزت حالى و ربما بررت من مدينتى بعدها انى تذكرت الخرزه التي اعطيتها لك فقصرى فرجعت فوجدت زوجتى معها عبد اسود و هو نائم ففراشى فقتلتهما و جئت عليك و انا متفكر فهذا الامر فهذا اسباب تغير لونى و ضعفى و اما رد لونى فاعف عنى من ان اذكرة لك. فلما سمع اخوة كلامة قال له: اقسمت عليك بالله ان تخبرنى بسبب رد لونك فاعاد علية كل ما راة فقال شهريار لاخية شاة زمان: اجعل انك مسافر للصيد و القنص و اختف عندى و انت تشاهد هذا و تحققة عيناك فنادي الملك من ساعتة بالسفر فخرجت العساكر و الخيام الي ظاهر المدينه و خرج الملك بعدها انه جلس فالخيام و قال لغلمانة لا يدخل على احد بعدها انه تنكر و خرج مختفيا الي القصر الذي فية اخوة و جلس فالشباك المطل علي البستان ساعه من الزمان و اذا بالجوارى و سيدتهم دخلوا مع العبيد و فعلوا كما قال اخوة و استمروا ايضا الي العصر. فلما راي الملك شهريار هذا الامر طار عقلة من راسة و قال لاخية شاة زمان: قم بنا نسافر الي حال سبيلنا و ليس لنا حاجه بالملك حتي ننظر هل جري لاحد مثلنا او لا فيصبح موتنا خير من حياتنا فاجابة لذلك. بعدها انهما خرجا من باب سرى فالقصر و لم يزالا مسافرين اياما و ليالى الي ان و صلا الي شجره فو سط مرج عندها عين بجانب البحر المالح فشربا من تلك العين و جلسا يستريحان. فلما كان بعد ساعه مضت من النهار و اذا هم بالبحر ربما هاج و طلع منة عمود اسود صاعد الي السماء و هو قاصد تلك المرجة. فلما رايا هذا خافا و طلعا الي اعلي الشجره و كانت عاليه و صارا ينظران ما ذا يصبح الخبر و اذا بجنى طويل القامه عريض الهامه و اسع الصدر علي راسة صندوق فطلع الي البر و اتي الشجره التي هما فوقها و جلس تحتها و فتح الصندوق و اخرج منة علبه بعدها فتحها فخرجت منها بنوته بهيه كانها الشمس المضيئه كما قال الشاعر:

اشرقت فالدجي فلاح النهار و استنارت بنورها الاسحار


تسجد الكائنات بين يديها حين تبدو و تهتك الاستار

واذا اومضت بروق حماها هطلت بالمدامع الامطار


قال: فلما نظر اليها الجنى قال: يا سيده الحرائر التي ربما اختطفتك ليله عرسك اريد ان انام قليلا بعدها ان الجنى و ضع راسة علي ركبتيها و نام فرفعت راسها الي اعلي الشجره فرات الملكين و هما فوق تلك الشجره فرفعت راس الجنى من فوق ركبتيها و وضعتة علي الارض و وقفت تحت الشجره و قالت لهما بالاشاره انزلا و لا تخافا من ذلك العفريت فقالا لها: بالله عليك ان تسامحينا من ذلك الامر فقالت لهما بالله عليكما ان تنزلا و الا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شر قتله فخافا و نزلا اليها فقامت لهما و قالت ارصعا رصعا عنيفا و الا انبة عليكما العفريت فمن خوفهما قال الملك شهريار لاخية الملك شاة زمان: يا اخى افعل ما امرتك بة فقال: لا افعل حتي تفعل انت قبلى و اخذا يتغامزان علي نكاحها فقالت لهما ما اراكما تتغامزان فان لم تتقدما و تفعلا و الا نبهت عليكما العفريت فمن خوفهما من الجنى فعلا ما امرتهما بة فلما فرغا قالت لهما اقفا و اخرجت لهما من جيبها كيسا و اخرجت لهما منة عقدا فية خمسمائه و سبعون خاتما فقالت لهما: اتدرون ما هذة فقالا لها: لا ندرى فقالت لهما اصحاب هذة الخواتم كلهم كانوا يفعلون بى علي غفله قرن ذلك العفريت فاعطيانى خاتميكما انتما الاثنان الاخران فاعطاها من يديهما خاتمين فقالت لهما ان ذلك العفريت ربما اختطفنى ليله عرسى بعدها انه و ضعنى فعلبه و جعل العلبه داخل الصندوق و رمي علي الصندوق سبعه اقفال و جعلنى فقاع البحر العجاج المتلاطم بالامواج و يعلم ان المراه منا اذا ارادت امر لم يغلبها شيء كما قال بعضهم:

لا تامنن الي النساء و لا تثق بعهودهن


فرضاؤهن و سخطهن ملعق بفروجهن

يبدين و دا كاذبا و الغدر حشو ثيابهن

بحديث يوسف فاعتبر متحذرا من كيدهن

او ما تري ابليس اخرج ادما من اجلهن


فلما سمعا منها ذلك الكلام تعجبا غايه العجب و قالا لبعضهما: اذا كان ذلك عفريتا و جري له اعظم مما جري لنا فهذا شيء يسلينا. بعدها انهما انصرفا من ساعتهما و رجعا الي مدينه الملك شهريار و دخلا قصره. بعدها انه رمي عنق زوجتة و ايضا اعناق الجوارى و العبيد و صار الملك شهريار كلما ياخذ بنتا بكرا يزيل بكارتها و يقتلها من ليلتها و لم يزل علي هذا لمدة ثلاث سنوات فضجت الناس و هربت ببناتها و لم يبق فتلك المدينه فتاة تتحمل الوطء. بعدها ان الملك امر الوزير ان ياتية فتاة علي جرى عادتة فخرج الوزير و فتش فلم يجد بنتا فتوجة الي منزلة و هو غضبان مقهور خائف علي نفسة من الملك.

وكان الوزير له بنتان ذاتا حسن و جمال و بهاء و ربما و اعتدال الكبيره اسمها شهرزاد و الصغيره اسمها دنيازاد و كانت الكبيره ربما قرات الكتب و التواريخ و سير الملوك المتقدمين و اخبار الامم الماضيين. قيل انها جمعت الف كتاب من كتب التواريخ المتعلقه بالامم السالفه و الملوك الخاليه و الشعراء فقالت لابيها: ما لى اراك متغيرا حامل الهم و الاحزان و ربما قال بعضهم فالمعني شعرا:

قل لمن يحمل هما ان هما لا يدوم

مثل ما يفني السرور كذا تفني الهموم


فلما سمع الوزير من ابنتة ذلك الكلام حكي لها ما جري له من الاول الي الاخر مع الملك فقالت له: بالله يا ابت زوجنى ذلك الملك فاما ان اعيش و اما ان اكون فداء لفتيات المسلمين و سببا لخلاصهن من بين يدية فقال لها: بالله عليك لا تخاطرى بنفسك ابدا فقالت له: لا بد من هذا فقال: اخشي عليك ان يحصل لك ما حصل للحمار و الثور مع صاحب الزرع فقالت له: و ما الذي جري لهما يا ابت؟

  • قصص الف ليلة وليلة الاصلية
  • قصص ألف ليله و ليله مع التفصيل الممل


قصص الف ليلة وليلة الاصلية