صورة-1
لقد اورد كثير من المؤرخين و المفسرين اخبارا عجيبه و روايات غريبه عن ياجوج و ما جوج، ذكروا فهذة الروايات و الاخبار اصلهم، و نسبهم، و اشكالهم، و الوانهم، و مكانهم!!
وهذة الاخبار و الروايات لا تعدو ان تكون مجرد خرافات و اوهام و خيالات و اساطير، لانها اخذت من الاسرائيليات.
اخذت من غير المصادر اليقينيه اي القران و السنه النبويه الصحيحة، فلا يجوز لاحد بحال ان يتكلم فمثل هذة الامور الغيبيه الا بالدليل الصريح من القران او بالدليل الصحيح من سنه النبى علية الصلاه و السلام.
فلسنا فحاجه علي الاطلاق لان نلهث و راء الاسرائيليات و الاخبار العجيبه و الموضوعه لنتكلم عن ياجوج و ما جوج او عن ذى القرنين ،وانما يجب علينا جميعا ان نقف عند النص اليقينى فكتاب ربنا و فسنه الحبيب نبينا ففية الغنى.
ياجوج و ما جوج امتان من البشر من ذريه ادم علية السلام يتميزان عن بقيه البشر بالاجتياح المروع و الكثره الكاثره فالعدد و التخريب و الافساد فالارض بصوره لم يسبق لها مثيل.
وقال المحققون من اهل اللغه نقلا عن ابن منظور فلسان العرب و غيرة قالوا :
ياجوج و ما جوج اسمان اعجميان مشتقان من اجيج النار اي من التهابها و من الماء الاجاج و هو الشديد الملوحه و الحراره .
فشبهوهم بالنار المضطرمه المتاججه و بالمياة الحاره المحرقه المتموجه لكثره تقلبهم، و اضطرابهم، و تخريبهم، و افسادهم فالارض .
هذا هو التاصيل اللغوى الذي لابد منة بدايه حتي لا نطلق لخيالنا العنان لنلهث و راء الخرافات و الاساطير و الاوهام .
لذا اخبرنا المصطفي ان ياجوج و ما جوج هم بعث النار يوم القيامه و ذلك هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء:
ثانيا: بعث النار:
ففى الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدرى رضى الله عنة ان النبى قال: ((يقول الله يوم القيامة: يا ادم فيقول ادم: لبيك و سعديك و الخير فيديك فيقول الله جل و علا: اخرج بعث النار فيقول ادم علية السلام: و ما بعث النار يا رب؟، فيقول الملك: من جميع الف تسعمائه و تسعه و تسعون الي جهنم، و واحد الي الجنة)) فشق هذا علي اصحاب النبى المختار، و فروايه ((فيئس القوم حتي ما ابدوا بضاحكة))، و فروايه ((فبكي اصحاب الرسول و قالوا: يا رسول الله و اينا هذا الواحد))؟ فقال المصطفي (ابشروا! ابشروا! فمن ياجوج و ما جوج تسعمائه و تسعه و تسعون و منكم و احد)) بعدها قال المصطفي : ((والذى نفسى بيدة انى لارجو ان تكونوا ربع اهل الجنة)) فكبرنا. قال: ((والذى نفسى بيدة انى لارجو ان تكونوا ثلث اهل الجنة)) فكبرنا . فقال المصطفي فالثالثة: ((والله لارجو ان تكونوا نص اهل الجنة)).
امه النبى امه مرحومة.. امه النبى امه ميمونه .
و كدت باخمصى اطا الثريا
ومما زادنى فخرا و تيها
وان ارسلت احمد لى نبيا
دخولى تحت قولك يا عبادي
اسجد له شكرا انك من امه الحبيب محمد ، فامه المصطفي امه مرحومه اثني عليها ربها و اثني عليها نبيها .
قال الله لها: كنتم خير امه اخرجت للناس .
قال الله لها: و ايضا جعلناكم امه و سطا لتكونوا شهداء علي الناس و يصبح الرسول عليكم شهيدا [البقرة: 143] .
وفي الحديث الذي رواة الترمذى و احمد و ابن ما جة بسند حسن قال المصطفي : ((انتم موفون سبعون امه انتم خيرها و اكرمها علي الله جل و علا))([2]).
انتم خير الامم.. انتم اكرم الامم علي الله جل و علا .
بل و فصحيح البخارى من حديث ابي سعيد الخدرى ان الحبيب النبى قال: ((يدعي نوح يوم القيامه فيقال له: يا نوح هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم يا رب. فيدعي قومة و يقال لهم: هل بلغكم نوح؟ فيقول قوم نوح: لا ما اتانا من نذير، و ما اتانا من احد، فيقول الحق جل و علا: و هو اعلم، من يشهد لك يا نوح؟ فيقول نوح: يشهد لى محمد و امته، يقول المصطفى: فتدعون فتشهدون له بالبلاغ بعدها ادعي فاشهد عليكم ))([3]).
وذلك قول الله جل و علا : و ايضا جعلناكم امه و سطا لتكونوا شهداء علي الناس و يصبح الرسول عليكم شهيدا .
بل و من الاحاديث الممتعه التي تبين فضل السابقين و اللاحقين من امه سيد النبيين ما رواة البخارى و مسلم من حديث ابي هريره ان النبى اتي المقبره يوما فقال: (( دار قوم مؤمنين انتم السابقون و انا ان شاء الله بكم لاحقون)) بعدها قال الحبيب 0: ((وددت انا ربما راينا اخواننا)) فقال الصحابة: او لسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال : ((انتم اصحابي، و اخواننا قوم لم ياتوا بعد)) فقال الصحابة: فكيف تعرف من لم يات بعد من امتك يا رسول الله؟ فقال المصطفي : ((ارايت لو ان رجلا له خيل غر محجله بين ظهرى خيل دهم بهم (اى سود) الا يعرف خيله))؟ قالوا: بلي يا رسول الله، فقال المصطفي : ((فانهم ياتون غرا محجلين من الوضوء ))([4]).
احبتى فالله:
اقف الان و حضراتكم مع ذلك الحوار الرائع بين ذى القرنين و قوم تعرضوا للفساد و الايذاء علي ايدى ياجوج و ما جوج و ذلك هو عنصرنا الثالث بايجاز .
ثالثا: ذو القرنين و ياجوج و ما جوج:
لقد حكي الله قصه ذى القرنين فسوره و احده من سور القران الا و هى سوره الكهف قال الله تعالى: و يسالونك عن ذى القرنين قل ساتلو عليكم منة ذكرا انا مكنا له فالارض و ءاتيناة من جميع شيء سببا فاتبع سببا حتي اذا بلغ مغرب الشمس و جدها تغرب فعين حمئه و وجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين اما ان تعذب و اما ان تتخذ فيهم حسنا قال اما من ظلم فسوف نعذبة بعدها يرد الي ربة فيعذبة عذابا نكرا و اما من ءامن و عمل صالحا فلة جزاء الحسني و سنقول له من امرنا يسرا بعدها اتبع سببا حتي اذا بلغ مطلع الشمس و جدها تطلع علي قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ايضا و ربما احطنا بما لدية خبرا بعدها اتبع سببا حتي اذا بلغ بين السدين و جد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا ياذا القرنين ان ياجوج و ما جوج مفسدون فالارض فهل نجعل لك خرجا علي ان تجعل بيننا و بينهم سدا قال ما مكنى فية ربى خير فاعينونى بقوه اجعل بينكم و بينهم ردما ءاتونى زبر الحديد حتي اذا ساوي بين الصدفين قال انفخوا حتي اذا جعلة نارا قال ءاتونى افرغ علية قطرا فما اسطاعوا ان يخرجوة و ما استطاعوا له نقبا قال ذلك رحمه من ربى فاذا جاء و عد ربى جعلة دكاء و كان و عد ربى حقا [الكهف:83-98].
هذة هى قصه ذى القرنين مع ياجوج و ما جوج و اقول لك ان قصه ذى القرنين هى الاخري ربما نسج حولها من الاساطير و الخرافات و الخيالات و الاوهام ما يندي له جبين التحقيق خجلا و حياء.
لا يجوز لاحد يحترم علمة و عقلة ان يتجاوز النص القرانى فقصه ذى القرنين فما ذكرة الله فالقران عن ذى القرنين فية الغني و فية الكفاية، و لسنا فحاجه لان نلهث و راء الاسرائيليات لننسج حول شخصيه ذي القرنين الاساطير و الخرافات و الاوهام .
والان ادعوك لنتجول سويا لنتعرف علي قصه ذى القرنين مع ياجوج و ما جوج بالنص القرانى و التفسير اليسير.
ذو القرنين عبد صالح اختلف اهل التفسير فنبوتة لكن لا يستطيع احد ان يجزم بذلك.
والقصه تبدا بسؤال المشركين للنبى المصطفي و ياتى الجواب من الله جل و علا: “قل” يا محمد، و كلمه “قل” يسميها علماء التفسير و علماء اللغه قل التلقينية اي القصه ليست من عند رسول الله بل هى و حى من عند الله جل و علا: قل ساتلو عليكم منة ذكرا : كلمه ” منة ” التبعيضية: اي ساتلوا عليكم بعض الشيء من قصه ذى القرنين و لو علم الله فالزياده عن النص القرانى خيرا لذكرها لنا فلنقف عند ما و رد فالقران و ما ثبت فحديث النبى علية الصلاه و السلام: انا مكنا له فالارض : تدبر … فمن الذي مكن لذى القرنين؟
فالتمكين ان نقبت عنة فالقران ستري انه فكل مره و ردت لفظه التمكين تنسب الي الله رب العالمين، و هذة القاعده البلاغيه تؤصل فالقلوب قاعده ايمانيه .
فالذى ممكن للدول و الامم و الشعوب هو الله، فيجب علينا جميعا ان نعلق قلوبنا بالملك الذي يفعل جميع شيء، مع الاخذ بالاسباب فهذا من حقيقه التوكل علي الله .
لا تسود امه الا باذن الله و لا تزول امه الا باذن الله .
قال تعالى: قل اللهم ما لك الملك تؤتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك علي جميع شيء قدير [ال عمران:26].
انا مكنا له فالارض و ءاتيناة من جميع شيء سببا فاتبع سببا . اخذ بهذة الاسباب و الوسائل للتمكين و النصر و الفتح و الظهور .
الذين ان مكناهم فالارض اقاموا الصلاه و ءاتوا الزكاه و امروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و للة عاقبه الامور [الحج:41].
فهنالك من الامم من ممكن الله لها فتاخذ باسباب التمكين فيزيدها الله ثباتا و تمكينا فان فرطت اذهب الله عنها التمكين. و هنالك من الناس من اذا مكن الله له اخذ بوسائل التمكين فزادة الله رفعه و نصرا فان فرط فهذة الاسباب و الوسائل امر الله عز و جل بزاولة و هلاكة .
وءاتيناة من جميع شيء سببا . اعطاة من الاسباب ما يستطيع ان يفتح و ان ينتصر و ان يجوب البلاد شرقا و غربا .
يبدا ذو القرنين الرحله الجهاديه الاولي فسبيل الله نحو المغرب .
حتي اذا بلغ مغرب الشمس و جدها تغرب فعين حمئه و وجد عندها قوما .
ومن المعلوم انه ليس للشمس مشرقا و احدا و لا مغربا و احدا بل لها عده مشارق و مغارب .
قال الله تعالى: فلا اقسم برب المشارق و المغارب انا لقادرون [المعارج:40].
فالشمس لها مشارق و مغارب بحسب فصول السنه و ايامها و شهورها، لها مشارق و مغارب بحسب المكان، لها مشارق و مغارب بحسب رؤيه الرائى الي قرص الشمس خلال الشروق او الغروب .
قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب و اما ان تتخذ فيهم حسنا .
فبين ذو القرنين منهجة العادل و دستورة الحكيم، فقال كما ذكر فكتاب ربنا: قال اما من ظلم فسوف نعذبة بعدها يرد الي ربة فيعذبة عذابا نكرا و اما من ءامن و عمل صالحا فلة جزاء الحسني و سنقول له من امرنا يسرا .
واما من ظلم نفسة بالشرك و عدم اتباعى فسوف اعذبة و له عند الله العذاب العظيم، اما من اتبعنى و امن بما جئت بة و وحد الله و استقام علي منهج الله فلة الحسني و هي الجنة، اما من ناحيتى فسنقول له يسرا .
ثم انطلق نحو المشرق فرحله ثانيه :
حتي اذا بلغ مطلع الشمس و جدها تطلع علي قوم لم نجعل لهم من دونها سترا . لا يحمي هؤلاء الناس و القوم شيء علي الاطلاق، لا يحول بينهم و بين الشمس شيء.
ايضا و ربما احطنا بما لدية خبرا : اي علم الله عز و جل جميع ما يدور فقلبة و فنفسه.
وتبدا الرحله الثالثه التي هى محل الشاهد فموضوعنا:
حتي اذا بلغ بين السدين و السدين: الجبلين العظيمين .
وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا .
لا يعرفون لغه ذى القرنين او لا يستطيعون ان ينفتحوا علي غيرهم من الامم، فهم قوم منعزلون علي انفسهم، تعرضوا الي اشد الهجمات و اعنف الضربات علي يدى ياجوج و ما جوج، فلما راوا ذا القرنين الملك الفاتح العادل توسلوا الية و انطلقوا و قوفا بين يدية و قالوا: يا ذا القرنين ان ياجوج و ما جوج مفسدون فالارض فهل نجعل لك خرجا علي ان تجعل بيننا و بينهم سدا .
هؤلاء القوم يقولون لذى القرنين هل نبذل لك من اموالنا ما تشاء و ما تريد علي ان تبني لنا سدا منيعا يحمينا من ياجوج و ما جوج .
فرد عليهم بزهد و ورع و قال: قال ما مكنى فية ربى خير .
لقد اعطانى الله عز و جل من و سائل التمكين ما اغناني بة عن ما لكم و لكنة لمح فيهم الكسل، فاراد ان يشركهم فهذا المشروع العظيم و فهذا العمل الضخم، فقال لهم و لكن!
فاعينونى بقوه اجعل بينكم و بينهم ردما . اي قال بلغه العصر: التخطيط الهندسى و المعمارى و الانفاق المادى لبناء ذلك السد و لاقامه ذلك المشروع، سنتكفل نحن بذلك، و لكننا فحاجه الي العمال، فحاجه الي عماله يحملون و يبنون و يقيمون ذلك العمل: فاعينونى بقوه اجعل بينكم و بينهم ردما .
وبدا ذو القرنين المهندس البارع الذي سبق علماء الهندسه المعاصرين بعده قرون .
امر بالبدء فالمرحله الاولي من مراحل ذلك المشروع .
ءاتونى زبر الحديد : اي اجمعوا لى قطع الحديد الضخمه و امرهم بوضع هذة القطع فمكان ضيق بين هذين السدين، فلما و ضعت قطع الحديد حتي ساوت قمه الجبلين قال: انفخوا النار المشتعله التي تصهر ذلك الحديد، و لك ان تتصور حجم هذة النيران التي اشتعلت لتصهر اطنانا من الحديد لا يعلم و زنها الا العزيز الحميد، اشتعلت النيران تحت ذلك الحديد بين السدين فمكان ضيق، يريد ان يسد علي ياجوج و ما جوج الطريق الذي ينفذون منة الي هذة الامم المسكينه المغلوبه علي امرها .
فاشعل النيران حتي انصهر الحديد و ذاب بين السدين اي بين الجبلين، فامر ذو القرنين ان يدخلوا فالمرحله الثانيه من مراحل البناء، الا و هى ان يذيبوا النحاس حتي ينصهر .
فلما انصهر النحاس امرهم بصب النحاس علي الحديد فتخلل النحاس الحديد فاصبح النحاس و الحديد معدنا و احدا ليزداد صلابه و قوه فلا تستطع يدي ياجوج و ما جوج ان تتسلقة او ان تنقبة .
وبذلك يصبح ذو القرنين ربما سبق العلم المعاصر فتقويه الحديد بالنحاس فلما ساوي بين الصدفين بهذا الحديد و بهذا النحاس ليبين لنا سمات القياده الفذه الناجحه التي تستطيع ان تجمع بين الخيوط و الخطوط .
التى تستطيع ان تجمع بين المواهب و الطاقات و القدرات و الامكانيات لتستغل الموارد و الطاقات اعظم استغلال.
ذو القرنين يبين لنا سمات القياده الناجحة، و ما احوج الامه الي هذة القياده الفذة، فلما نظر الي ذلك السد العظيم لم تسكرة نشوه القوه و العلم، لم يقل فن الادارة!!
لم يقل: انما اوتيتة علي علم عندي!! و انما نسب الفضل لصاحب الفضل جل و علا فقال: قال ذلك رحمه من ربى فاذا جاء و عد ربى جعلة دكاء و كان و عد ربى حقا
درس عظيم .. ذلك رحمه من ربى بعدها بين للحضور معتقدة الصافى فالايمان بالبعث و الايمان بيوم القيامه فقال لهم ان الذي امر ببناء ذلك السد هو الله، و ان الذي امر بحجز ياجوج و ما جوج هو الله، و ان الذي سياذن لهم بالخروج هو الله، و حتما سياتى يوم علي ذلك السد المنيع ليجعلة الله عز و جل دكاء اي ليسوية بالارض و هذا لا يصبح الا بين يدى الساعه كما سيسوي جبال الارض كلها بالارض .
فاذا جاء و عد ربى جعلة دكاء و كان و عد ربى حقا .
هكذا يبين ذو القرنين العقيده الصافيه فالايمان بالبعث، فالايمان بيوم القيامه و علامتة الكبري حين ياذن الحق تبارك و تعالي لياجوج و ما جوج فالخروج حينئذ يستطيعون ان ينفذوا ذلك السد و يظهروا و ذلك هو عنصرنا الرابع من عناصر ذلك اللقاء:
رابعا: خروجهم بين يدى الساعة:
فى صحيح البخارى من حديث زينب فتاة جحش رضى الله عنها: ان النبى دخل عليها يوما فزعا و هو يقول: ((لا الة الا الله، لا الة الا الله و يل للعرب من شر ربما اقترب، فتح اليوم من ردم ياجوج و ما جوج كهذه)) و حلق باصبعة السبابه و الابهام فقالت زينب فتاة جحش: يا رسول الله انهلك و فينا الصالحون فقال المصطفى(نعم اذا كثر الخبث))(4).
يهلك الصالح و الطالح و يبعث الله الصالحين و الطالحين علي نياتهم .
وتدبر معى ذلك الحديث: الذي رواة احمد و الترمذى و ابن ما جة و ابن حبان و الحاكم فالمستدرك و صحح الحاكم الحديث علي شرط الشيخين و اقر الحاكم الذهبى و الالبانى فالسلسله الصحيحه من حديث ابى هريره ان الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوي قال: ((ان ياجوج و ما جوج يحفرون السد جميع يوم، حتي اذا كادوا يرون شعاع الشمس قالوا: ارجعوا فستحفرونة غدا فيرجعون فيعيد الله السد اشد مما كان، حتي اذا اراد الله ان يبعثهم خرجوا يحفرون السد فقال الذي عليهم اذا ما راوا شعاع الشمس: ارجعوا و ستحفروة غدا ان شاء الله تعالي فيعودون فيرون السد كهيئتة التي تركوة عليها فيحفرونة و يظهرون))(5)
وفى روايه مسلم فحديث النواس بن سمعان ((فيمرون علي بحيره طبريه فاذا مر اوائل ياجوج و ما جوج شربوا ماء البحيره كلة فاذا مر اخرهم قال: لقد كان فهذة البحيرة ما ء)).
فيخرجون فيخاف الناس و يتحصنون منهم فالحصون، يتركون لهم الشوارع و الطرقات لا قدره لاحد بقتالهم كما ساذكر فروايه النواس بن سمعان قال المصطفي : ((اوحي الله الي عيسى: يا عيسي انى ربما بعثت قوما (اى ياجوج و ما جوج) لا يدان لاحد بقتالهم (اى لا طاقه لاحد بقتالهم) فحرز عبادى الي الطور اي اجمع عبادى من المؤمنين الي جبل الطور فسيناء)). و يتحصن الناس منهم فحصونهم فيقول ياجوج و ما جوج: لقد قتلنا اهل الارض تعالوا لنقتل اهل السماء.
انظر الي الفجور!! و بهذة العباره فقط تستطيع ان تتصور حجم الفساد فالارض اذ تجرا هؤلاء و فكروا فان يقاتلوا اهل السماء و بالفعل يوجهون النشاب (اى السهام) الي السماء فيريد الملك ان يبتليهم فيرد الله عليهم نشابهم ملطخه دما فتنه من الله تعالي فيقولون قهرنا اهل الارض و علونا اهل السماء. فالوقت الذي تبتلي فية الارض بهذة الفتنه تكون فتنه اخري عصفت باهل الارض عصفا الا و هي فتنه الدجال فينزل عيسي علية السلام .
خامسا: عيسي بن مريم و الدعاء المستجاب:
ينزل الله تعالي عيسي علية السلام كما فحديث النواس بن سمعان الذي رواة مسلم قال المصطفى: ((فبينما هو ايضا (اى الدجال) اذ انزل الله عز و جل عيسي بن مريم عند المناره البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين (اي ثوبين مصبوغين) و اضعا كفية علي اجنحه ملكين اذا طاطا راسة قطر و اذا رفعة تحدر منة جمان كاللؤلؤ)) اذا رفع نبى الله عيسي راسة تقطر منها الماء كحبات اللؤلؤ الابيض .
يقول المصطفي : ((فيطلب عيسي بن مريم الدجال حتي يدركة بباب لد (مدينه بفلسطين) )). فيقتل عيسي بن مريم الدجال علية لعنه الله: ((ثم ياتى عيسي بن مريم قوم ربما عصمهم الله منة فيمسح عن و جوههم و يبشرهم بدرجاتهم فالجنه فبينما هو ايضا اذ اوحي الله: الي عيسي انى ربما اخرجت عبادا لى لا يدان لاحد بقتالهم فحرز عبادى الي الطور)) (اى لا طاقه و لا قدره لاحد بقتالهم) يقول المصطفي : ((ويبعث الله ياجوج و ما جوج، و هم من جميع حدب ينسلون)). ينتشرون، يغطون و جة الارض من فوق المرتفعات و الجبال.
فيمر اوائلهم علي بحيره طبريه فيشربون ما فيها، و يمر اخرهم فيقولون: لقد كان بهذة مره ماء و يحصر نبى الله عيسي علية السلام و اصحابة فيرغب نبى الله عيسي و اصحابة ان يتضرعوا الي الله عز و جل ان يهلك ياجوج و ما جوج فيستجيب الله دعاء عيسي و اصحابة من امه النبى محمد .
اسمع ما ذا قال المصطفي : ((فيرسل الله علي ياجوج و ما جوج النغف)) النغف: هو الدود الصغير.
تدبر قدره الملك و عظمه الملك، و الله ما احوج الامه الي ان تمتلئ قلوبها يقينا بقدره الملك جل جلاله.
ما احوجنا الي ان نتعرف علي عظمه الله و علي جلال الله، و علي قوه الله، و علي قدره الله، فان امر الله بين الكاف و النون .
فيرسل الله عليهم النغف اي الدود الصغير فرقابهم فيهلكهم الحق جل و علا فيقول المصطفي : ((فيصبحون فرسي (اى قتلى) كموت نفس و احدة)) فروايه ((يطلب نبي الله عيسي و احدا من هؤلاء المتحصنين الخائفين ان يظهر و ان يبذل نفسة ليري ما ذا فعل ياجوج و ما جوج فالارض فيخرج و هو مستعد للقتل و الهلاك فيري هذة الكرامه و المعجزه و الايه فيرجع لنبى الله عيسي و ينادى علية و علي اصحابه: ابشروا لقد اهلك الله ياجوج و ما جوج )). يقول المصطفي : ((ثم يهبط نبى الله عيسي مع اصحابة فلا يجدون موضع شبر الا ملاة زهمهم و نتنهم (الزهم: الدهن و الشحم) لا يقوي الناس علي هذة الرائحه الكريهه النتنة. فيرغب نبى الله عيسي و اصحابة الي الله ان يطهر الارض من هذة النتن، فيرسل الله عز و جل طيرا كاعناق البخت (اى كرقاب الابل) فتحملهم فتطرحهم حيثما شاء الله بعدها يرسل الله مطرا لا يكن منة بيت =مدر و لا و بر فيغسل الارض حتي يتركها كالزلقه (اى تصبح الارض كالمراه فصفائها و نقائها) و حينئذ يقال للارض انبتى ثمرتك و ردي بركتك)). يقول المصطفي : ((فبينما هم ايضا اذ بعث الله ريحا طيبه تاخذ الناس تحت اباطهم فتقبض هذة الريح روح جميع مؤمن و مسلم و يبقي شرار الناس يتهارجون فالارض تهارج الحمر (اى الحمير) و عليهم تقوم الساعة)).
وبذلك يصبح ربما انهيت الحديث عن ياجوج و ما جوج من المصادر اليقينيه من كتاب الله و السنه الصحيحة، و انصح احبابى ان لا يقفوا بعد هذا و راء الاساطير و الاوهام و الاسرائيليات التي و ردت فذلك.
