قصة سيدنا محمد كتابة

…….. قصه حياة الرسول من مولدة الي و فاتة علية الصلاه و السلام ……..

……….قبل البعثة………


*مولده صلي الله علية و سلم ::


لما اتمت امنه حملها علي خير ما ينبغى و لدت محمد صلي الله علية و سلم


و كان حملها و ميلادة طبيعيين ليس بها ما يروي من اقاصيص تدور حول ما رات


فالحمل و ليله الميلاد , و خلت المصادر التاريخيه الصحيحه كابن هاشم و الطبري


و المسعودي و ابن الاثير من كهذة الاقاصيص , لما ذكر ابن هشام و احده منها


لم يكن مصدقا لها و قال (ويزعمون فيما يتحدث الناس و الله اعلم)


و تتارجح روايات المؤرخين فتحديد مولدة صلي الله علية و سلم


و هل و لد يوم الثاني او الثامن او الثاني عشر و هل كان فشهر صفراو ربيع الاول


و هل و لد ليلا او نهارا , و صيفا ام ربيعا و هل كان فعام الفيل ام قبلة ام بعده


و المشهور انه و لد ففجر يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الاول عام الفيل


و يري الباحثون ان عام الفيل غير معروف علي و جة التحديد


هل كان فعام 522م او 563م او570 او 571م فبحثوا عن تاريخ ثابت محقق


ممكن علي اساسة تحديد مولد الرسول صلي الله علية و سلم فوجدوا ان


اول تاريخ تحقيقة هو تاريخ الهجره فسنه 622م و علي ذلك ممكن التوفيق


بين راى المؤرخين و راى الباحثين بان رسول الله صلي الله علية و سلم


و لد يوم الاثنين التاسع ربيع الاول فالعام الثالث و الخمسين قبل هجرته

* رضاعته::


رضاعه صلي الله علية و سلم


و كانت عاده اشراف مكه ان يعهدوا باطفالهم الي نساء الباديه ليقمن علي رضاعتهم ,


لان الباديه اصلح لنمو اجسام الاطفال و ابعد عن امراض الحضر


التي كثير ما تصيب اجسامهم فضلا عن اتقان اللغه العربيه و تعود النطق بالفصحى


منذ نعومة اظفارهم. و كان مقدار العنايه و الرعايه بالطفل يختلف من قبيله لاخرى


لذلك حرص اشراف مكه علي ان يصبح اطفالهم عند اكثر هذة القبائل عنايه ,


و رعايه و كانت اشهر قبيله فهذا الامر هى قبيله بني سعد


و لم تقف شهره بني سعد علي امر العنايه و الرعايه بالطفل فقط ,


بل حازت الشهره فان لغتها كانت عربيه خالصه لم تشبها شائبة


فضلا عما اشتهرت بة من اخلاق كريمه طيبه لذلك حرص عبدالمطلب


علي ان يصبح محمد فبنى سعد فلما جاءت حليمه السعديه لتاخذه


و احست ذلك الحرص طمعت فجزل العطاء فتمنعت فاخذه


فلما اجزل لها اخذتة و كان رسول الله صلي الله علية و سلم يفخر برضاعته


فبني سعد فيقول : انا اعربكم انا قرشى و استرضعت فبني سعد بن بكر


و يذكر المؤرخون ان محمد عرض علي كل المرضعات اللاتى و فدن علي مكة


فابين ياخذنة ليتمة و فقره , و انهن كن يطمعن فابناء الاغنياء


و ان حليمه ما عادت الية الا لانها لم تجد طفلا غيرة و ذلك غير صحيح


فمحمد لم يكن فقيرا فهو فكفاله جده عبدالمطلب سيد مكه و كبيرها ,


و مثلة من يطمع فعطائة و ربما ذكرت المصادر ان جيش ابرهة فحملتة علي الكعبة


ربما حاز ما ئتين من الابل لعبد المطلب , كما انه فدي ابنه عبدالله بمائه من الابل ,


و ذبح مجموعه كبيره منها فزواجة لا يصد عنها انسان و لا حيوان ,


و يذكر اليعقوبي ان عبدالمطلب عند موتة لف فحلتين من حلل اليمن قيمتها


الف مثقال من الذهب فمن كان هذا حالة ايعقل ان يصبح فقيرا تترك المرضعات و لدة ؟


هذا فضلا عن ارضاع الاطفال فالباديه عاده اشرف مكه و اغنيائها ,


اما الفقير فكانت جميع ام ترضع طفلها


قضي محمد صلي الله علية و سلم فحضانه و رعايه (حليمه فتاة ابي ذؤيب السعدية)


و زوجها (الحارث بن عبدالعزى) اربع او خمس سنوات


بعدها حدث ما جعلها تعجل بارجاعة الي امة فمكه اذا اخبرها ابنها الصغير ا


ن رجلين اخذا محمدا فشقا صدرة و استخرجا قلبة و اخذا منة علقة سوداء


بعدها غسلا القلب و اعاداة الي ما كان علية ,


و ربما اختلف المؤرخين فحقيقه شق الصدر هل هو حسى ام معنوى ؟


و لكن لعلة يشير الي الحصانات التي اضفاها الله علي محمد صلي الله علية و سلم


فحصنتة ضد مساوئ الطبيعه الانسانيه و مفاتن الحياة الارضية

*وفات امة و جدة صلي الله علية و سلم::


و ظل محمد فرعايه امة و كفاله جدة حتي بلغ السادسه ,


فذهب بة امة لزياره قبر زوجها فيثرب و قدر لها ان تموت فطريق عودتها


و تدفن فالابواء (علي الطريق بين يثرب و مكه ) و يكون محمد بعدين يتيما ,


و يكفلة جدة عبدالمطلب فيحبة حبا شديدا عوضة عن حنان امة و عطف ابيه


فكان يوضع لعبد المطلب فراش فظل الكعبه لا يجلس علية احد من ابنائة الا محمدا


فكان يجلسة معة و يمسح ظهرة بيدة , و لكن القدر لم يمهل جدة طويلا فمات بعد سنتين,


فكفلة عمة ابو طالب فاحبة حبا شديدا و اخذا يتعهدة بعنايه و رعايتة ,


و لم تقتصر حمايتة له قبل البعثه بل امتدت الي ما بعدين فكان عونا للدعوه الاسلامية


و ظهرا لصاحبها علي الرغم من انه لم يسلم

*عمل الرسول::


اشتغالة صلي الله علية و سلم برعى الغنم


و لما شب محمد و اصبح فتي اراد ان يعمل و ياكل من عمل يدة ,


فاشتغل برعى الغنم لاعمامة و لغيرهم مقابل اجر ياخذة منهم ,


و يذهب البعض الي ان حرفه الرعى و قياده الاغنام علمت الرسول صلي الله علية و سلم


رعايه المسلمين و قياده الامه بعد بعثتة و ذلك و لا شك مبالغه كبيرة


فان كثيرا غيرة من الرعاه لم يصبحوا قوادا و لا ساسة


كما ان العديد من القواد و الساسه لم يعرفوا عن حرفه الرعى شيئا ,


و هنالك فرق كبير بين سياسه الحيوان و الانسان ,


لكن ممكن القول ان حرفه الرعى لما كانت تتم فالصحراء


حيث الفضاء المتناهى و السماء الصافيه و النجوم المتلالئه فالليل ,


و الشمس المشرقه فالصباح و ذلك النظام البديع فحركه الكون


استرعي جميع هذا انتباة محمد فاخذ يتامل و يتفكر و يتدبر فالكون العجيب

* اشتغالة صلي الله علية و سلم بالتجاره ::


و زاول محمد مهنه التجاره و هو فالثانيه عشره من عمره (وقيل فالتاسعة)


و انتهز فرصه خروج عمة ابي طالب بتجاره الي الشام فخرج معة و فالطريق


قابلهما راهب مسيحى راي فمحمد علامات النبوه فنصح عمة ان يعود بة الي مكة


مخافه ان يعرفة الروم و يقتلوه


و لم تنقطع صله محمد بالتجاره بعد عودتة من الشام


بل كان يتاجر بالسواق مكه او بالاسواق القريبه منها كسوق عكاظ و مجنة و ذى المجاز


لكنة لم يجعل التجاره جميع همة و اكتفي منها بما يوفر له حياة متزنه سعيدة


و كان كلما تقدم بة العمر ازداد تفكيرا و تاملا و قضي العديد من و قتة يتدبر ذلك الكون العجيب


* زواجة من السيدة خديجه رضى الله عنها::


و يبدو علي الرغم من تجاره محمد المحدوده الا انه اكتسب بها شهره كبيرة


لامانتة و شرفه المشهود له بهما فمجتمعة


و من بعدها كان العديد من تجار مكه يعرضون علية العمل لهم فتجارتهم


مقابل اجر اكبر من اقرانه


و كانت خديجه فتاة خويلد احد اشراف مكه و من اكبر تجارها


تستاجر الرجال ليتاجروا بما لها فاسواق الشام و الحبشه مقابل اجر لهم ,


و لما سمعت عن شهره محمد تمنت ان يصبح احد رجالها


–وكان يومها فالخامسه و العشرين من عمره–


فعرضت عليه ان يظهر لها فتجاره الي الشام علي ان تدفع له اجر رجلين


فقبل محمد و خرج فتجارتها و معة غلامها ميسره و ابتاع و اشترى


و عادت تجارتة رابحه باكثر مما كانت تتوقع خديجة, و اثني خادمها علي محمد ثناء مستطابا


و كانت خديجه فذلك الوقت ارملا بلا زوج


و ربما عرض العديد من اشراف مكه الزواج منها فلم تقبل لانهم يطمعون فثرواتها ,


و لكنها سمعت عن محمد صلي الله علية و سلم من حلو الشمائل و رائع الصفات


و ما اغبطها و تاكدت من هذا بعد ان عمل لها فتجارتها و رات عن قرب


من صفاتة اكثر مما سمعت و لم يك الا رد الطرف


حتي انقلبت غبطتها حبا جعلها تفكر فان تتخذة زوجا ,


و سرعان ما ظهرت الفكره الي حيز التنفيذ فعرضت علية الزواج


بواسطه احدي صديقاتها فوافق و تزوج فيها و فقا للعادات المتبعه فزواج الشرفاء


من اهل مكه حيث تبدا بخطبه من اهل العريس يوضحون بها رغبه ابنهم فالزواج من العروس


و يسمون المهر فيرد اهل العروس بخطبه اخري يوافقون بها و يباركون الزواج


و تزوج رسول الله صلي الله علية و سلم خديجة


فولدت له اولادة كلهم ما عدا ابراهيم فانة من ما ريا القبطية


و لدت له من الذكور القاسم و بة كان يكني و عبد الله و هو الملقب بالطيب و الطاهر


و قيل ان الطيب و الطاهر اسمان لولدين اخرين و لكن الاول هو الاشهر


كما و لدت له من الاناث زينب و رقيه و ام كلثوم و فاطمة


و المشهور عند المؤرخين ان محمدا صلي الله علية و سلم


تزوج خديجه و عمره خمسه و عشرين عاما و عمرها اربعين عاما,


و و وجدت خديجه فمحمد زوجا بارا كريما فوقفت بجانبة تؤازرة و تناصره


مما جعلة يثنى عليها دائما بالخير و لم يتزوج عليها طوال حياتها

* بناء الكعبة: :


يروي المؤرخون ان محمدا صلي الله علية و سلم و هو فالخامسه و الثلاثين


شارك قومة بناء الكعبه فلقد ارادت قريش ان تهدم الكعبه و تعيد بناءها من جديد


و قسمت العمل بين كل قبائلها


فكان شق الباب لبني مناف و زهره و ظهر الكعبه لبني جمح و بني سهم ,


و شق الحجر لبني عبدالدار و بني اسد و بني عدي ,


و ما بين الركن الاسود و اليمانى لبني مخزوم


و قبائل من قريش انضموا اليهم


و ترددت قريش فهدم الكعبه لانها خشيت ان يصيبهم اذي من الله ,


فاقدم الوليد ابن المغيره و هدم بعضا منها ,


و انتظر القوم حتي الصباح لينظروا ما الله فاعل بالوليد فلما اصبح علي خير,


قدموا يهدمون الكعبة


بعدها قامت القبائل بنقل الحجاره من جبال مكه و شارك علية السلام


فحمل هذة الحجاره بعدها بدات جميع جماعه فبناء


ما اسند اليها فلما ارتفع البناء مقدار قامه رجل و جاء و قت و ضع الحجر الاسود


فمكانه تنازعت القبائل جمعيها شرف و ضعة و اشتد الخلاف بينهم


و تحالفت بني الدار و بني عدي ان يحولوا بين اي قبيله و ذلك الشرف العظيم


و جاءوا بحفنه مملوءه دما و و ضعوا ايديهم بها توكيدا لايمانهم


و من بعدها سموا بلعقة الدم و باتت قريش علي اهليه و توقف البناء خمسه ايام


و يري المؤرخون ان ابا اميه بن المغيره و كان من قريش


لما راي ما و صلت اليه حال القبائل خشي ان ينفرط عقدها


فاشار عليهم بان يحكموا بينهم اول من يدخل عليهم فكان محمد علية السلام


فقالوا رضينا بالامين حكما و اخبروة الخبر ففرد ثوبا و اخذ الحجر


و وضعة و طلب من رؤساء القبائل ان ياخذ جميع منهم بطرف من اطراف الثواب


فرفعوة جميعا حتي اذا بلع موضعة و ضعه بيدة بعدها بني عليه


و مما تجدر ملاحظتة ان احتكام اهل مكه الي محمد صلي الله علية و سلم


يدل علي انه لم يكن شخصا عاديا فمجتمع مكه و انما كان انسان عظيما يستعان برايه


و قت الشده و اهتدائة الي ذلك الحل يدل علي ذكاء نادر و سرعه بديهة


كما انه لفت الية انظار العرب قاطبه فهو و ان كان الصراع داخليا بين قبائل مكة


الا ان الحدث ارتبط بالكعبه التي اليها كل العرب


و كذا نجد ان محمد صلي الله علية و سلم ربما شارك قومة حياتهم العادية


و عاش فمكه عيشه الشرفاء المهذبين و اجتمعت له جميع الصفات الانسانيه النبيلة


و بلغ فيها مرتبه الكمال و عرفة قومة بالصادق الامين و كانت عنايه الله تكلؤة و ترعاه


و تحوطة من افزار الجاهليه و تناي بة بعيدا عن مساوى البشر


و اليك بعض الامثلة


ذهب و هو طفل صغير يرعي الغنم لسماع الغناء فحفل عرس


فضرب الله علي اذنة فغلب علية النوم فنام حتي الصباح


و لما اراد ان يعاود الكره عاودة النوم كذلك فلم يعد الي مثلها ابدا


و يقول الرسول صلي الله علية و سلم:


لقد رايتنى فغلمان قريش ننقل حجاره لبعض ما يلعب بة الغلمان


كلنا ربما تعري و اخذ ازارة فجعلة علي رقبتة يحمل علية الحجارة


فانا لاقبل معهم و ادبر اذ لكمنى لاكم ما اراة لكمه و جيعة


بعدها قال شد عليك ازارك فاخذتة و شددتة بعدها جعلت احمل الحجاره علي رقبتي


و ازارى علي من بين اصحابى ايضا شملتة عنايه الله و رعايته


و نات بة بعيدا عن جميع ما يعيب شخصه


اشترك و هو كبير مع قومة فحمل الاحجار لبناء الكعبة


و كان القوم يجعلون ازرهم علي عواتقهم لتقيهم الحجارة


و كان علية السلام يحملها و هو لابس ازاره


فاشار علية العباس ان يجعل ازارة علي عاتقه ليحمية فلما هم ان يفعل


و قع مغشيا علية فما رؤى بعد هذا عريانا


و كان علية السلام يذهب الي الكعبه و يطوف فيها و لكنة لم يسجد ابدا لصنم


و كان يعيب علي قريش عبادتها لحجاره لا تنفع و لا تضر


و يقيمون لها الاحتفالات و يذبحون لها لقرابين


و كان لقريش صنما يسمي “بوانه” له احتفالات جميع عام


و كان اعمام الرسول و عماتة يشتركون فالاحتفال


و طلب ابو طالب من محمد ان يشاركهم حفلهم فرفض


فغضب منة و غضبت منة عماتة و اخذن يزين له ضروره المشاركة


و ما زالوا بة حتي ذهب معهم و غاب محمد عنهم برهه بعدها عاد مفزوعا


كان بة مس من الشيطان فسالتة عماتة عما بة فقال انني كلما دنوت من صنم منها


تخيل لى رجل ابيض الثياب يصيح بى ابتعد يا محمد لا تمسنة و لم يعد بعدين لعيد لهم


و لهذا كان محمد عازفا عما فية قومة من ضلال و احب منذ صغره


حياة التامل و التفكير و التدبير فكان يخلو لنفسة فدارة حينا


و يظهر الي الخلاء احيانا و كلما زادت بة السن ازداد بعدا عن الناس و امعانا فالتفكير


لذا التمس له غار فجبل حراء و اصبح من عادتة ان يظهر الية جميع عام معة طعامة و شرابه


ليقضى فية بعض ايام شهر رمضان سابحا فتاملة غارقا فتفكيره


و طالت تاملات محمد فالغار و طال تفكيرة فخالق الارض السماء


و اضاءت نفسة من طول النظره و اعمال الفكره و كانت تزدحم الافكار


فراسه فيسير فالصحراء ساعات بعدها يعود الي خلوتة و ربما صفت نفسة و انجلي ذهنه


::::وعندما و صل الاربعين نزل علية الوحي ::::


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


**حياته صلي الله علية و سلم بعد البعثه ::


بدات دعوتة علية الصلاه و السلام


*ايذاء قريش للنبي و اصحابة ::


فزعت قريش لهذة الدعوه الحديثة ، و هالها الامر


اذ كانت تري بها الخطر الداهم الذي يهدد كيانها المادي و الادبى


فلقد كانت الكعبه مركز عباده الاصنام و كانت محج العرب و مورد ثروتهم ،


و كان زعماء قريش يستمدون مجدهم و فخارهم و عزهم و عظمتهم علي سائر الناس


من صلتهم بالبيت الحرام ، و قيامهم علي حراسه الاصنام و سقايه الحجاج


كما كانوا يعتبرونها مورد رزق و ينبوع ثروه ، بالتجاره التي يحترفونها .


فانتصار محمد معناة ضياع سلطانهم الادبي و المادي ،


و هو اعز ما يعتمدون علية فحياتهم ، لذا عظم الامر و اشتد ،


و اخذوا يفكرون فحزم و جد فامر محمد بعد ان نال من اصنامهم جميعا


فعملوا علي اعاقه الدعوه الاسلاميه باضطهاد صاحبها و من اتبعة .

*ايذاؤهم للرسول صلي الله علية و سلم : :


روي عن طارق المحاربي انه قال :


رايت رسول الله صلي الله علية و سلم فالسوق يقول :


(يا ايها الناس قولوا لا الة الا الله تفلحوا) ،


و رجل خلفة يرمية بالحجاره ربما ادمي عقبة و قال : لا تطيعوة فانة كذاب .


فقلت من هذا؟ قالوا محمد و عمة ابو لهب .


اما امراتة ام رائع فتاة حرب اخت ابي سفيان ،


فكانت كذلك فغايه العداوه لرسول الله صلي الله علية و سلم


و كثيرا ما كانت تضع الشوك فكيفية ، و تلقي بالقاذورات النجسه امام بيتة ،


و لم تترك عملا فية ايذاء للرسول صلي الله علية و سلم الا فعلته


و حتي لم تكتف بهذا الايذاء العملي بل كانت تسب الرسول صلي الله علية و سلم و تذمة ،


و توقع العداوه بينة و بين الناس ، لعنها الله : و انزل فيها


قولة تعالي : ” و امراتة حماله الحطب (4) فجيدها حبل من مسد (5) ” . سوره المسد (1) .


اما ابو جهل لعنة الله فكثيرا ما اساء الي الرسول صلي الله علية و سلم


و ربما القي علية مره خلال صلاتة شاه مذبوحه ، فتحمل الاذى


و ذهب الي ابنتة فاطمه رضي الله عنها فازالت عنة النجاسه و الاقذار ،


و نهي الرسول صلي الله علية و سلم عن الصلاه فالبيت الحرام ،


فلما لم ينتة تعرض له بالمنع فقابلة الرسول بالشده ، و هددة ،


فقال : اتهددني و انا اكثر اهل الوادي ناديا و منزلا؟ فرد الله تعالي علية تهديدا له و وعيدا


بقولة : ” كلا لئن لم ينتة لنسفعا بالناصيه (15) ناصيه كاذبه خاطئه (16) فليدع نادية (17)


سندع الزبانيه (18) كلا لا تطعة و اسجد و اقترب (19) ” . سوره العلق


.


و كان عقبه بن ابي معيط يجاور رسول الله صلي الله علية و سلم فمنزلة ،


و مما صنعة هذا الشقي : ما رواة البخاري فصحيحة قال :


بينما النبي صلي الله علية و سلم يصلى بفناء الكعبه اذ اقبل عقبه بن ابى معيط


فاخذ بمنكب رسول الله صلي الله علية و سلم فخنقة بة خنقا شديدا ، ف


اقبل ابو بكر فاخذ بمنكبة و دفع عن رسول الله صلي الله علية و سلم و قال:


” اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله و ربما جاءكم بالبينات من ربكم ” .


و كان الاسود بن عبدالمطلب ابن عم السيده خديجه كان هو و حزبه


اذا مر عليهم المسلمون يتغامزون بهم سخريه و استهزاء ،


و فيهم نزل قولة تعالي :” ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون (29)


و اذا مروا بهم يتغامزون (30) ” . سوره المطففين .


و كان الوليد بن المغيره عم ابي جهل من اكابر قريش فالمركز الاجتماعي و المادي ،


و كان ايضا من اكابر المجرمين الذين كادوا للرسول صلوات الله و سلامة علية .


سمع القران مره من النبي صلي الله علية و سلم فقال لقومة ”


و الله لقد سمعت من محمد كلاما ،


ما هو من كلام الانس و لا من كلام الجن ،


و ان له لحلاوه ،


و ان علية لطلاوه ،


و ان اعلاة لمثمر ،


و ان اسفلة لمغدق


و انه يعلو و لا يعلي علية ”


فقالت قريش صبا و الله الوليد لتصبان قريش كلها ،


فقال ابو جهل : انا اكفيكموة ، بعدها توجة الية و جلس امامة حزينا ،


و كلمة بما حمسة ضد محمد مما جعل الوليد ياتي القوم فناديهم و يخاطبهم


قائلا : اتزعمون ان محمدا لمجنون فهل رايتموة يهوس؟


و تقولون انه كاهن فهل رايتموة يتكهن؟


و تزعمون انه شاعر فهل رايتموة يتعاطي شعرا قط؟


و تزعمون انه كذاب فهل جربتم علية شيئا من الكذب؟


فقالوا فكل هذا : اللهم لا . بعدها قالوا فما هو؟


ففكر قليلا بعدها قال : ما هو الا ساحر ،


اما رايتموة فرق بين الرجل و اهلة و ولدة .


فاهتز النادي فرحا بهذا الراى الذي سيفرق بين محمد و عشيرتة ،


و سيباعد بينة و بين الناس ،


و انزل الله ردا علية فايات بينات مخاطبا الرسول صلي الله علية و سلم :


” ذرني و من خلقت و حيدا (11) و جعلت له ما لا ممدودا (12) و بنين شهودا (13)


و مهدت له تمهيدا (14) بعدها يطمع ان ازيد (15) كلا انه كان لاياتنا عنيدا (16)


سارهقة صعودا (17) انه فكر و قدر (18) فقتل كيف قدر (19) بعدها قتل كيف قدر (20) ث


م نظر (21) بعدها عبس و بسر (22) بعدها ادبر و استكبر (23) فقال ان ذلك الا سحر يؤثر (24)


ان ذلك الا قول البشر (25) ساصلية سقر (26) ” سوره المدثر


و غير هؤلاء و هؤلاء ممن عميت بصائرهم و طمس الله علي قلوبهم و علي سمعهم


و علي ابصارهم، و ربما هلكوا جميعا بعد الهجرة


فمنهم من قتل و منهم من ابتلاة الله بالامراض الفتاكه فقضت علية .


لون احدث من الوان الايذاء (عناد قريش) :


لقد اعترضت قريش علي النبي صلي الله علية و سلم


و طلبت الية عده مطالب علي و جة العناد لا علي و جة طلب الهدي و الاقناع ،


و لذلك لم يجابوا الي كثيرا مما طلبوا


لان الله سبحانة و تعالي يعلم انهم لو اجيبوا الي ما سالوة لاستمروا فطغيانهم و كفرهم ،


قال تعالي : ” و اقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم ءايه ليؤمنن بها


قل انما الايات عند الله و ما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون (109)” ،


“ولو اننا نزلنا اليهم الملائكه و كلمهم الموتي و حشرنا عليهم جميع شىء


قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله و لكن اكثرهم يجهلون (111) ” . سوره الانعام .


و روي ان قريشا قالت للنبي صلي الله علية و سلم ادع لنا ربك


يجعل لنا الصفا ذهبا و نؤمن بك . فدعا ربة ،


فاتاة جبريل فقال له : ان ربك يقرا عليك السلام و يقول لك : ان شئت اصبح الصفا لهم ذهبا ،


فمن كفر منهم بعد هذا اعذبة عذابا لا اعذبة احدا من العالمين ،


و ان شئت فتحت لهم باب الرحمه و التوبه . قال صلي الله علية و سلم بل التوبه و الرحمه .


و ربما بلغ من عنت قريش و وقوفهم فسبيل الدعوة


ان اذاهم لم يكن مقصورا علي الرسول صلي الله علية و سلم


بل تعدوا الي المستضعفين و الارقاء الذين لم يكن لهم من يحتمون او يعتزون بعصبيته


فقبض اهل مكه علي العديد منهم كي يفتنوهم عن دينهم و يردوهم بعد ايمانهم كفارا .


و من هؤلاء :


1- بلال بن رباح الحبشي : لاقي بلال من سيدة اميه بن خلف نوعياتا من الاذي ،


و الوانا من التعذيب لا يصبر عليها الا مؤمن قوي الايمان ،


فكان اذا حميت الشمس و قت الظهيره يلقية سيدة علي و جهة و ظهرة ،


بعدها يضع حجرا علي صدرة و يقول له : ستظل كذا حتي تكفر بمحمد و تؤمن باللات ،


و لكنة احتمل جميع هذة الالام ، و صبر علي الاذي و النكال ،


و كلما التمسوا منة جوابا لا يرد عليهم الا بتلك الكلمه التي ملكت نفسة و مشاعره


(احد..احد) .وقد راة ابو بكر يوما يقاسي اشد العذاب فقال لسيدة اميه :


الا تتقي الله فهذا المسكين ، فقال انت افسدتة و فتنتة عن دين الهتنا و عباده اصنامنا ،


فعرض علية ابو بكر ثمنا له ، و ما زال يساومة حتي اشتراة منه


و اعتقة فسبيل الله بعد ان خلصة من تعذيب سيدة . و فهذا نزل قول الله تعالى


” فانذرتكم نارا تلظي (14) لا يصلاها الا الاشقي (15) الذي كذب و تولي (16)


و سيجنبها الاتقي (17) الذي يؤتي ما له يتزكي (18) و ما لاحد عندة من نعمه تجزي (19)


الا ابتغاء و جة ربة الاعلي (20) و لسوف يرضي (21) ” . سوره الليل .


2- عمار بن ياسر :وكان ابوة ياسر حليفا لبني مخزوم ،


و لما كان عمار و ابوة و امة و اقعين تحت نفوذ المشركين من بني مخزوم


فانهم اوقعوا بهم من العذاب ما لا طاقه لاحد به


فكانوا اذا اشتدت حراره الشمس البسوهم ادرع الحديد و صهروهم فالشمس ،


و يالها من قسوه بالغه اذا عرفنا حر مكه ففصل الصيف ،


و لقد مر بهم رسول الله صلي الله علية و سلم و هم فالعذاب


فقال لهم ” صبرا ال ياسر ، فان موعدكم الجنه ” ، ” و ابشروا ال عمار و ال ياسر ،


فان موعدكم الجنه ” و ربما ما ت ياسر من العذاب ،


و اما امراتة سميه فقد اغلظت القول لابي جهل فطعنها فقلبها بحربه كانت فيدة فماتت ،


و شددوا العذاب الي عمار بتعريضة للشمس المحرقه بين صخور مكه و رمالها تارة


و بوضع الصخر علي صدرة تاره اخري ، قائلين له لا نتركك حتي تسب محمدا


و تقول فاللات و العزي خيرا ففعل فتركوة ،


فاتي النبي صلي الله علية و سلم يبكي فقال : ما و رائك؟


قال شر يا رسول الله ، كان الامر هكذا و هكذا و قص علية الخبر ،


فقال : يا عمار ان عادوا فعد ، فانزل الله تعالي : ” من كفر بالله من بعد ايمانه


الا من اكرة و قلبة مطمئن بالايمان ” . النحل ايه 106 .


3- خباب بن الارت :كان من السابقين فالاسلام


و كان رسول الله صلي الله علية و سلم يحبة و يالفة قبل النبوه .


اخذة الكفار و سحبوة علي و جهة ، و عذبوة عذابا شديدا فنزعوا ثوبة عن جسده


و القوة علي الرمضاء و جاءوا بالحجاره المحماه و وضعوها علي ظهرة و لووا راسة ،


جميع هذا من اجل ان يعود فالكفر و لكنة لم يجبهم الي شىء مما ارادوا ،


و لم يزدة التعذيب الا ايمانا و تثبيتا .


4- ابو بكر الصديق :وممن اوذي فالله ابو بكر الصديق رضي الله عنه


علي الرغم من مكانتة فقريش فلقد و جة الية المشركون كثيرا من الاذي و العنت


حتي خرج مهاجرا الي الحبشه ، فلقية ابن الدغنه و هو من سادات العرب ، فسالة ،


الي اين يا ابا بكر ، فقال اخرجني قومي و انني اريد ان اسيح فالارض و اعبد ربي ،


فقال مثلك يا ابا بكر لا يظهر “وانت فجواري و حماى” فرجع مع ابن الدغنة


و عرفت قريش ان ابا بكر فجوارة و حماة فطلبت قريش من حامي الصديق


ان يامرة بعباده ربة فدارة ، و لا يجهر بصلاتة و قراءتة فانا نخشي ان يفتن نساءنا و ابناءنا ،


فلبث ابو بكر فدارة يعبد ربة ، بعدها بدا له ان يبني مسجدا بفناء دارة ، فبناة ،


و كان يصلي فية و يقرا القران ، فيهرع الية نساء المشركين و ابناؤهم


ينظرون الية و يسمعون الي ما يقرا ، و كان ابو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه


اذا قرا القران فافزع هذا اشراف قريش ، فارسلوا الي ابن الدغنة


و قالوا له ان ابا بكر ربما اخل بالشروط فابتني مسجدا و اسمع الناس صلاتة و قراءته


و ربما خشينا الفتنه علي نسائنا و ابنائنا ، فاتي ابن الدغنه و قال له :


اما ان تلتزم شرط الجوار و اما ان ترجع الي ذمتي و جواري ، فقال ابو بكر انني ارد عليك جوارك ،


و ارضي بجوار الله ، و كان سببا فان الحق بابي بكر العديد من الاذي و الاضطهاد .


ذلك الي جانب ما كانوا يسمونة من فحش القول و اللغو من الكلام اينما كانوا ،


فلم يزدهم هذا الا استمساكا بدينهم و حرصا علي عقيدتهم و لا غرو فهم


لم يدخلوا فدين الله لغرض دنيوي يرجون حصولة ، بل شرح الله صدورهم للاسلام ،


و خالطت بشاشتة قلوبهم .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه

* حمايه عمة ابي طالب له ::

صممت قريش علي مقاومه محمد صلي الله علية و سلم حتي تقتل الدعوه الاسلامية


و تموت فمهدها ، و لكنهم لم يجدوا الي هذا سبيلا ، لانة فكفاله عمة ابي طالب .


و مع انه لم يدخل فالاسلام و لم يؤمن بالله و رسولة محمد


فقد ظل حاميا لابن اخية قائما دونة معلنا استعدادة للدفاع عنه


لذا مشي رجال من اشرافهم الي ابي طالب يطلبون من ان يكف ابن اخية محمدا


عن سب الهتهم و العيب علي دينهم و شتم ابائهم ، او يخلي بينهم و بينة ،


فرد عليهم ابو طالب ردا جميلا ، دون ان يعدهم و عدا صريحا بما يعزم علية ،


فاكتفوا بذلك و انصرفوا .


و لكن الرسول محمد صلي الله علية و سلم مع علمة بهذا الاجتماع


و مطالبكبيرة المشركين لم يسكت عن دعوتة التي ملكت علية جميع قلبة ،


و لم تخفف من هجماتة علي معتقداتهم الفاسده .


و استمر ابو طالب علي الدفاع عن ابن اخية محمد قياما بالواجب عليه


نحو من تربي فكفالتة و نشا فبيتة ، مع انه ظل علي شركه


و لم يعتنق الاسلام ، لذا كان مركزة حرجا ، و مهمتة شاقه فامامة قريش متعصبه لاصنامها ،


و ربما اغضبها محمد بنشرة الاسلام و محاربتة الاصنام ، و ابن اخية محمد فجواره


حتما و لا يستطيع التخلي عنة ابدا .


و فكرت قريش فمفاوضه ابي طالب مره ثانيه ، فذهبوا الية و ذكروة بوفادتهم الاولي ،


و قالوا انهم لا يصبرون علي هذة الحال و خيروة بين ان يمنع محمد عما يقولة فالهتهم و ابائهم ،


او يعلن موافقتة علي جميع ما يقول ، و عندئذ يحاربونة و يصارحونة بالعداء


و تحرج مركز ابي طالب بهذا الانذار و اصبح فحيره !


لانة يعظم و يصعب علية فراق قومة و عداوتهم و مع ذلك


لا ترضي نفسة بخذلان محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ،


و تركة فهذا الوقت العصيب الذي و قفت فية اكابر قريش من ابن اخيه


موقفا يثير العاطفه و يحرك العبنوته .


و ارسل ابو طالب الي النبي محمد صلي الله علية و سلم و قص علية ما طلبت قريش


و قال له : ابق علي و علي نفسك و لا تحملني من الامر ما لا اطيق ،


و فهذا الوقت سكت محمد فتره من الزمن ، و ظن ان عمة ضعف عن نصرته


فهو خاذلة و مسلمة . بعدها التفت الي عمة بهذة النفس القويه بايمانها


قائلا : “يا عم و الله لو و ضعوا الشمس فيميني و القمر فيسارى


علي ان اترك ذلك الامر حتي يخرجة الله او اهلك فية ما تركته”


و ربما اهتز ابو طالب لما سمع من كلام ابن اخية و وقف حائرا امام هذة القوة


و تلك الاراده الغالبه علي جميع ما فالوجود. و امتلا قلبة ثقة


بان محمدا لن يخذل و لن يهن و لن يتراجع ،


فناداة بعد ان قام من حضرته


و قال له : “اذهب فقل ما احببت فوالله لا اسلمك لشىء مما تكرة ابدا” .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*خروجة صلي الله علية و سلم الي الطائف::


و لما زاد سفة قريش و اشتد بة الاذي ، ذهب الي الطائف بعد موت عمة باسبوعين تقريبا ،


لعلة يجد من ثقيف ) من ينصرة و يؤمن بدعوتة ، و لكنة لم يلق منها الا الاعراض و الاهانه ،


و لم يجبة الي دعوتة احد ، بل اغروا بة عبيدهم و سفهاءهم يسبونة و يصيحون و راءة ،


و يقذفونة بالحجاره حتي ابتعد عن الطائف ، فلجا الي حديقه “لعتبه بن ربيعه ،


و شيبه بن ربيعة” فاحتمي فيها و جلس فظل شجره من عنب


بعدها رفع علية الصلاه و السلام راسة الي السماء و قال : “اللهم اليك اشكو ضعف قوتى


و قله حيلتي و هواني علي الناس ، يا ارحم الراحمين ، انت رب المستضعفين و انت ربي ،


الي من تكلني ، الي بعيد يتجهمني او الي عدو ملكتة امرى؟


ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي ، و لكن عافيتك هي اوسع لي ،


اعوذ بنور و جهك الذي اشرقت بة الظلمات ،


و صلح علية امر الدنيا و الاخره من ان تنزل بي غضبك او يحل علي سخطك ،


لك العتبي حتي ترضي و لا حول و لا قوه الا بك ” .


موقف عتبه و شيبه ابني ربيعه من النبي صلي الله علية و سلم :


فلما راي ابنا ربيعه محمدا و ربما اخذ منة التعب و نال منة الجهد تحركت فيهما نخوه الكرم ،


فارسلا الية عبدهما المسيحي (عداسا) بقطف من عنب


فلما مد الرسول يدة الية قال : “بسم الله” بعدها طعام ،


فنظر عداس الي و جهة بعدها قال :”ان ذلك الكلام لا يقولة اهل هذة البلاد”


و اخذا يتحدثان ، بعدها سالة الرسول صلي الله علية و سلم عن دينة و بلده


فقال : نصراني من نينوي ، قال : امن قريه الرجل الصالح (يونس بن متى) ؟


فقال له عداس و ما يدريك ما يونس بن متى؟ قال صلي الله علية و سلم :”ذاك اخي ،


انا نبي و هو نبى” فاكب عداس علي محمد يقبل راسة و يدية و قدميه


و لما رجع عداس الي ابني ربيعه قالا له : و يلك يا عداس ، ما لك تقبل راس ذلك الرجل .


قال “يا سيدي ما فالارض من هو خير من ذلك الرجل” .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*عوده الرسول صلي الله علية و سلم الي مكه : :


و من حديقه عتبه و شيبه اتجة رسول الله صلي الله علية و سلم نحو مكة


فلما و صلها و جد قومة اشد مما كانوا علية من الخلاف و العناد ،


فلم يستطع دخولها الا فحمايه (المطعم بن عدى) الذي تسلح هو و بنوه


و توجهوا مع رسول الله صلي الله علية و سلم الي الكعبه ، فطاف بالبيت ،


بعدها انصرف الي منزلة فحراسه المطعم و اولادة .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*عرض نفسة علي القبائل : :


لقي رسول الله صلي الله علية و سلم ارهاقا شديدا من اهل مكة


و ثقيف فهم لم يسكتوا لحظه و احده عن الوقوف فسبيل الدعوه ،


بل لم تهن عزائمهم فالكيد له ،


حتي انه لم يستطع ان يدخل مكه بعد عودتة من الطائف الا فحراسه المطعم بن عدي ،


لذا نراة يتجة نحو طريق احدث لعلة يصل الي ما يريد من اداء الرسالة


و حمايتة من اهل مكه المشركين ،


فاخذ يعرض نفسة فموسم الحج علي قبائل العرب


ينتظرهم علي ابواب الطريق الموصله الي مكه ،


و يذهب اليهم فمنازلهم . و يسال عن القبائل قبيله قبيله فاسواقهم


يدعوهم الي الحق و الي الطريق المستقيم ، و يخبرهم انه نبي مرسل


و يطلب منهم ان يعينوة حتي يبلغ رساله ربة ،


فلا يجد منهم الا الساخر و المستمع مجرد الاستماع ،


و المعجب بشخصيتة و دينة دون الرغبه فاتباعة ،


و من العجب ان عمة ابا لهب لم يتركة و لم يدع القبائل تسمع له بل كان يتبعة اينما ذهب ،


و يحرض الناس علي الاعراض عنة ، و كانت النتيجة


ان قبيله بني حنيفه اهل مسيلمه الكذاب ردت علي الرسول ردا قبيحا ،


اما بنو عامر فقد طلبوا منة ان هم امنوا بة ان يجعل لهم امر الرياسة


من بعدة فلما قال لهم: “ان الامر للة يضعة حيث يشاء” انصرفوا عنه


و اعرضوا كما اعرض غيرهم . بعدها عرض الاسلام علي نفر من قبيلتي الاوس و الخزرج


سكان يثرب كانوا يحجون فذلك الموسم لكنهم و ان لم يستجيبوا له


الا انهم تحدثوا عن هذة الدعوه بعد عودتهم الي يثرب فتهيات لقبولها بعض النفوس السليمه .


فلما كان موسم الحج من العام المقبل جاء و فد من الاوس و الخزرج


و بايعوا رسول الله صلي الله علية و سلم عند مكان فمني يسمي العقبة


بعدها جاء و فد احدث فالعام الذي يلية يتكون من ثلاثه و سبعين رجلا و امراتين


و التقوا مع الرسول صلي الله علية و سلم فنفس ذلك المكان


و بايعوا الرسول صلي الله علية و سلم علي ان ينصروة و يؤازروة و يمنعوه


مما يمنعون منة نساءهم و ابناءهم و هذة هي بيعه العقبه الثانيه التي كانت


من اهم سبب الهجره النبويه المباركه .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*الاسراء و المعراج ::


روايه عبد الله بن مسعود عن الاسراء


فكان عبد الله بن مسعود – فيما بلغنى عنة – يقول :


اتى رسول الله صلي الله علية و سلم بالبراق –


و هى الدابه التي كانت تحمل عليها الانبياء قبلة ، تضع حافرها فمنتهي طرفها –


فحمل عليها ، بعدها خرج بة صاحبة ، يري الايات فيما بين السماء و الارض ،


حتي انتهي الي بيت =المقدس ، فوجد فية ابراهيم الخليل و موسي و عيسى


فنفر من الانبياء ربما جمعوا له ، فصلي بهم .


بعدها اتى بثلاثه انيه ، اناء فية لبن ، و اناء فية خمر ، و اناء فية ماء .


قال : فقال رسول الله صلي الله علية و سلم : فسمعت قائلا يقول حين عرضت على :


ان اخذ الماء غرق و غرقت امتة ، و ان اخذ الخمر غوي و غوت امتة ،


و ان اخذ اللبن هدى و هديت امتة . قال : فاخذت اناء اللبن ، فشربت منة ،


فقال لى جبريل علية السلام : هديت و هديت امتك يا محمد .


روايه الحسن عن مسراة صلي الله علية و سلم


قال ابن اسحاق : و حدثت عن الحسن انه قال :


قال رسول الله صلي الله علية و سلم : بينا انا نائم فالحجر ، اذ جاءنى جبريل ،


فهمزنى بقدمة ، فجلست فلم ار شيئا ، فعدت الي مضجعى ،


فجاءنى الثانيه فهمزنى بقدمة ، فجلست و لم ار شيئا ، فعدت الي مضجعى ،


فجاءنى الثالثه فهمزنى بقدمة ، فجلست ، فاخذ بعضدى ، فقمت معة ،


فخرج بى الي باب المسجد ، فاذا دابه ابيض ، بين البغل و الحمار ،


ففخذية جناحان يحفز بهما رجلية ، يضع يدة فمنتهي طرفة ،


فحملنى علية ، بعدها خرج معى لا يفوتنى و لا افوتة .


روايه قتاده عن مسراة صلي الله علية و سلم


قال ابن اسحاق : و حدثت عن قتاده انه قال :


حدثت ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : لما دنوت منة لاركبة شمس ،


فوضع جبريل يدة علي معرفتة ، بعدها قال : الا تستحى يا براق مما تصنع ،


فوالله ما ركبك عبد للة قبل محمد اكرم علية منة . قال : فاستحيا حتي ارفض عرقا ،


بعدها قر حتي ركبتة .


عوده الي روايه الحسن


قال الحسن فجديدة : فمضي رسول الله صلي الله علية و سلم ،


و مضي جبريل علية السلام معة ، حتي انتهي بة الي بيت =المقدس ،


فوجد فية ابراهيم و موسي و عيسي فنفر من الانبياء ،


فامهم رسول الله صلي الله علية و سلم فصلي بهم ، بعدها اتى باناءين ،


فاحدهما خمر ، و فالاخر لبن .


قال : فاخذ رسول الله صلي الله علية و سلم اناء اللبن ، فشرب منة ،


و ترك اناء الخمر . قال : فقال له جبريل : هديت للفطره ، و هديت امتك يا محمد ،


و حرمت عليكم الخمر . بعدها انصرف رسول الله صلي الله علية و سلم الي مكه ،


فلما اصبح غدا علي قريش فاخبرهم الخبر . فقال اكثر الناس : ذلك و الله الامر البين ،


و الله ان العير لتطرد ، شهرا من مكه الي الشام مدبره ، و شهرا مقبله ،


افيذهب هذا محمد فليله و احده ، و يرجع الي مكه ! قال : فارتد كثير ممن كان اسلم ،


و ذهب الناس الي ابى بكر ، فقالوا له : هل لك يا ابا بكر فصاحبك ،


يزعم انه ربما جاء هذة الليله بيت =المقدس و صلي فية و رجع الي مكه .


قال : فقال لهم (2/ 245) ابو بكر : انكم تكذبون علية ؛ فقالوا : بلي ،


ها هو ذاك فالمسجد يحدث بة الناس ؛ فقال ابو بكر : و الله لئن كان قالة لقد صدق ،


فما يعجبكم من هذا !


فوالله انه ليخبرنى ان الخبر لياتية من الله من السماء الي الارض فساعة


من ليل او نهار فاصدقة ، فهذا ابعد مما تعجبون منة ، بعدها اقبل حتي انتهي ا


لي رسول الله صلي الله علية و سلم ، فقال : يا نبى الله ،


احدثت هؤلاء القوم انك جئت بيت =المقدس هذة الليلة


قال : نعم ؛ قال : يا نبى الله ، فصفة لى ، فانى ربما جئتة –


قال الحسن : فقال رسول الله صلي الله علية و سلم : فرفع لى حتي نظرت الية –


فجعل رسول الله صلي الله علية و سلم يصفة لابى بكر ،


و يقول ابو بكر : صدقت ، اشهد انك رسول الله ، كلما و صف له


روايه عائشه عن مسراة صلي الله علية و سلم ::


قال ابن اسحاق : حدثنى بعض ال ابى بكر :


ان عائشه زوج النبى صلي الله علية و سلم كانت تقول :


ما فقد جسد رسول الله صلي الله علية و سلم ، و لكن الله اسري بروحة .


الرسول صلي الله علية و سلم يصعد الي السماء الاولي ( حديث الخدرى عن المعراج )


قال ابن اسحاق : و حدثنى من لا اتهم عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه


انه قال : سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول : لما فرغت مما كان فبيت المقدس ،


اتى بالمعراج ، و لم ار شيئا قط اقوى منة ، و هو الذي يمد الية ميتكم عينية اذا حضر ،


فاصعدنى صاحبى فية ، حتي انتهي بى الي باب من ابواب السماء ،


يقال له : باب الحفظه ، علية ملك من الملائكه ، يقال له : اسماعيل ،


تحت يدية اثنا عشر الف ملك ، تحت يدى جميع ملك منهم اثنا عشر الف ملك –


قال : يقول رسول الله صلي الله علية و سلم حين حدث بهذا الحديث :


و ما يعلم جنود ربك الا هو – فلما دخل بى ،


قال : من ذلك يا جبريل قال : ذلك محمد . قال : اوقد بعث


قال : نعم . قال : فدعا لى بخير ، و قالة .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*صفه ما لك خازن النار::


قال ابن اسحاق : و حدثنى بعض اهل العلم عمن حدثه


عن رسول الله صلي الله علية و سلم ، انه قال : تلقتنى الملائكه حين دخلت السماء الدنيا ،


فلم يلقنى ملك الا ضاحكا مستبشرا ، يقول خيرا و يدعو بة ، حتي لقينى ملك من الملائكه ،


فقال كما قالوا ، و دعا بمثل ما دعوا بة ، الا انه لم يضحك


، و لم ار منة من البشر كما رايت من غيرة ،


فقلت لجبريل : يا جبريل من ذلك الملك الذي قال لى كما قالت الملائكه و لم يضحك الى ،


و لم ار منة من البشر كالذى رايت منهم قال :


فقال لى جبريل : اما انه لو ضحك الي احد كان قبلك ، او كان ضاحكا الي احد بعدك ،


لضحك اليك ، و لكنة لا يضحك ، ذلك ما لك صاحب النار .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*من صفات جهنم اعاذنا الله منها ::


فقال رسول الله صلي الله علية و سلم : فقلت لجبريل ،


و هو من الله تعالي بالمكان الذي و صف لكم ( مطاع بعدها امين ) : الا تامرة ان يرينى النار


فقال : بلي ، يا ما لك ، ار محمدا النار . قال : فكشف عنها غطاءها ،


فقال : ففارت و ارتفعت ، حتي ظننت لتاخذن ما اري . قال : فقلت لجبريل :


يا جبريل ، مرة فليردها الي مكانها . قال : فامرة ، فقال لها : اخبى ،


فرجعت الي مكانها الذي خرجت منة . فما شبهت رجوعها الا و قوع الظل .


حتي اذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*عرض الارواح علي ادم علية السلام ، ( و عود الي حديث الخدرى عن المعراج ) ::


و قال ابو سعيد الخدرى فجديدة : ان رسول الله صلي الله علية و سلم


قال : لما دخلت السماء الدنيا ، رايت فيها رجلا جالسا تعرض علية ارواح بنى ادم ،


فيقول لبعضها اذا عرضت علية خيرا و يسر بة ، و يقول : روح طيبه خرجت من جسد طيب ؛


و يقول لبعضها اذا عرضت علية : اف ، و يعبس بوجهة و يقول : روح خبيثه خرجت من جسد خبيث .


قال : قلت : من ذلك جبريل قال : ذلك ابوك ادم ، تعرض علية ارواح ذريتة ،


فاذا مرت بة روح المؤمن منهم سر فيها . و قال : روح طيبه خرجت من جسد طيب .


و اذا مرت بة روح الكافر منهم افف منها و كرهها ، و ساءة هذا ،


و قال : روح خبيثه خرجت من جسد خبيث .


*صفه اكله اموال اليتامي ظلما ::


قال : بعدها رايت رجالا لهم مشافر كمشافر الابل ، فايديهم قطع من نار كالافهار ،


يقذفونها فافواههم ، فتخرج من ادبارهم . فقلت :


من هؤلاء يا جبريل قال : هؤلاء اكله امول اليتامي ظلما .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*صفه اكله الربا ::


قال : بعدها رايت رجالا لهم بطون لم ار مثلها قط بسبيل ال فرعون ،


يمرون عليهم كالابل المهيومه حين يعرضون علي النار ،


يطئونهم لا يقدرون علي ان يتحولوا من مكانهم هذا . قال :


قلت : من هؤلاء يا جبريل قال : هؤلاء اكله الربا .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*صفه الزناه من بنى ادم ::


قال : بعدها رايت رجالا بين ايديهم لحم ثمين طيب ، الي جنبة لحم غث منتن ،


ياكلون من الغث المنتن ، و يتركون السمين الطيب . قال :


قلت : من هؤلاء يا جبريل قال : هؤلاء الذين يتركون ما احل الله لهم من النساء ،


و يذهبون الي ما حرم الله عليهم منهن . )


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*من نسبت ابنا لزوجها من غيرة ::


قال : بعدها رايت نساء ملعقات بثديهن ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل


قال : هؤلاء اللاتى ادخلن علي الرجال من ليس من اولادهم .


قال ابن اسحاق : و حدثنى جعفر بن عمرو ، عن القاسم بن محمد


ان رسول الله صلي الله علية و سلم ،


قال : اشتد غضب الله علي امراه ادخلت علي قوم من ليس منهم ،


فاكل حرائبهم ، و اطلع علي عوراتهم .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*صعودة صلي الله علية و سلم الي السماوات الاخره ، و ما راي منها ::


بعدها رجع الي حديث ابى سعيد الخدرى ، قال : بعدها اصعدنى الي السماء الثانيه ،


فاذا بها ابنا الخاله : عيسي بن مريم ، و يحيي بن زكريا ،


قال : بعدها اصعدنى الي السماء الثالثه ، فاذا بها رجل صورتة كصوره القمر ليله البدر ؛


قال : قلت : من ذلك يا جبريل قال : ذلك اخوك يوسف ابن يعقوب .


قال : بعدها اصعدنى الي السماء الرابعه ، فاذا بها رجل


فسالتة : من هو قال : ذلك ادريس – قال : يقول رسول الله صلي الله علية و سلم :


و رفعناة مكانا عليا – قال : بعدها اصعدنى الي السماء الخامسة


فاذا بها كهل ابيض الراس و اللحيه ، عظيم العثنون ، لم ار كهلا احلى منة ؛


قالت : قلت : من ذلك يا جبريل قال ذلك المحبب فقومة هارون بن عمران .


قال : بعدها اصعدنى الي السماء السادسه ، فاذا بها رجل ادم طويل اقني ،


كانة من رجال شنوءه ؛ فقلت له : من ذلك يا جبريل


قال : ذلك اخوك موسي بن عمران . بعدها اصعدنى الي السماء السابعه ،


فاذا بها كهل جالس علي كرسى الي باب المنزل المعمور ،


يدخلة جميع يوم سبعون الف ملك ، لا يرجعون فية الي يوم القيامه . لم ار رجلا اشبة بصاحبكم ،


و لا صاحبكم اشبة بة منة ؛ قال : قلت : من ذلك يا جبريل قال :


ذلك ابوك ابراهيم . قال : بعدها دخل بى الجنه ، فرايت بها جاريه لعساء ،


فسالتها : لمن انت و ربما اعجبتنى حين رايتها ؛ فقالت : لزيد بن حارثه ،


فبشر فيها رسول الله صلي الله علية و سلم زيد بن حارثه .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*فرض الصلاه علية صلي الله علية و سلم ::


قال ابن اسحاق : و من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنة ،


عن النبى صلي الله علية و سلم ، فيما بلغنى :


ان جبريل لم يصعد بة الي سماء من السماوات الا قالوا له حين يستاذن فدخولها :


من ذلك يا جبريل فيقول : محمد ؛ فيقولون : اوقد بعث الية فيقول : نعم ؛


فيقولون : حياة الله من اخ و صاحب ! حتي انتهي بة الي السماء السابعه ،


بعدها انتهي بة الي ربة ، ففرض علية خمسين صلاه فكل يوم .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*موسي بن عمران علية السلام يطلب من النبى علية الصلاه و السلام


سؤال ربة التخفيف عن امتة فامر الصلاه ::


قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : فاقبلت راجعا ، فلما مررت بموسي بن عمران ،


و نعم الصاحب كان لكم ، سالنى كم فرض عليك من الصلاه فقلت : خمسين صلاه جميع يوم ؛


فقال : ان الصلاه ثقيله ، و ان امتك ضعيفه ، فارجع الي ربك ،


فاسالة ان يخفف عنك و عن امتك . فرجعت فسالت ربى ان يخفف عنى و عن امتى ،


فوضع عنى عشرا . بعدها انصرفت فمررت علي موسي فقال لى ايضا ؛


فرجعت فسالت ربى ، ان يخفف عنى و عن امتى ، فوضع عنى عشرا .


بعدها انصرفت فمررت علي موسي فقال لى ايضا ؛ فرجعت فسالت ربى ،


فوضع عنى عشرا . بعدها لم يزل يقول لى ايضا ، كلما رجعت الية ،


قال : فارجع فاسال ربك ، حتي انتهيت الي ان و ضع هذا عنى ،


الا خمس صلوات فكل يوم و ليله . بعدها رجعت الي موسي ،


فقال لى ايضا ، فقلت : ربما راجعت ربى و سالتة ، حتي استحييت منة ، فما انا بفاعل


.


فمن اداهن منكم ايمانا بهن ، و احتسابا لهن ، كان له اجر خمسين صلاه مكتوبه .


فمعراج رسول الله ، صلي الله علية و الة و سلم ن الي السماوات العلى ،


و مرورة بالانبياء عليهم السلام ، فقد فرضت الصلاه علي المسلمين ،


خمس صلوات فكل يوم و ليله ن بعد ان كانت قبل المعراج:


ركعتين فالصباح و ركعتين فالمساء اما عباده الليل فكانت مقتصره علي ترتيل القران الكريم ،


و فصبيحه الاسراء بين جبرائيل علية السلام لرسول الله ، صلي الله علية و الة و سلم ،


طريقة الصلاه و لذا قال ، صلي الله علية و الة و سلم :


” صلوا كما رايتمونى اصلى ” كما ان جبرائيل علية السلام ، علم رسول الله ،


صلي الله علية و الة و سلم ، اوقات الصلاة


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوات الرسول صلي الله علية و سلم::


اشهر غزواته


غزوه بدر – رمضان سنه 2 ه


سمع رسول الله صلي الله علية و سلم بقافله قريش ربما اقبلت من الشام الي مكه ،


و ربما كان يقودها ابا سفيان بن حرب مع رجال لا يزيدون عن الاربعين .


و ربما اراد الرسول علية الصلاه و السلام الهجوم علي القافله و الاستيلاء عليها


ردا لما فعلة المشركون عندما هاجر المسلمون الي المدينه ، و قال لاصحابة :


” هذة عير قريش بها اموالهم فاخرجوا اليها ” .


كان هذا فالثالث من شهر رمضان فالسنه الثانيه للهجره ،


و ربما بلغ عدد المسلمين ثلاثمائه و ثلاثه عشر رجلا ، و معهم فرسان و سبعون بعيرا .


و ترك الرسول علية الصلاه و السلام عبدالله بن ام مكتوم و اليا علي المدينه .


لما علم ابو سفيان بامر النبى صلي الله علية و سلم و اصحابه


ارسل ضمضم بن عمرو الغفارى الي اهل مكه يطلب نجدتهم .


و لم و صل ضمضم الي اهل قريش صرخ فيهم قائلا : ” يا معشر قريش ،


اموالكم مع ابى سفيان عرض لها محمدا و اصحابة لا اري ان تدركوها ” .


فثار المشركون ثوره عنيفه ، و تجهزوا بتسعمائه و خمسين رجلا معهم ما ئه فرس ،


و سبعمائه بعير .


جاءت الاخبار الي رسول الله صلي الله علية و سلم


ان قافله ابى سفيان ربما غيرت اتجاة طريقها ، و انه سيصلها غدا او بعد غد .


فارسل ابو سفيان لاهل مكه بان الله ربما نجي قافلتة ، و انه لا حاجه للمساعده .


و لكن ابا جهل ثار بغضب و قال : ” و الله لا نرجع حتي نرد بدرا ”


جمع رسول الله صلي الله علية و سلم اصحابة و قال لهم : ان الله انزل الايه الكريمه الاتية


: (( و اذ يعدكم الله احدي الطائفتين انهما لكم و تودون ان غير ذات الشوكة


تكون لكم و يريد الله ان يحق الحق بكلماتة و يقطع دابر الكافرين ))


فقام المقداد بن الاسود و قال : ” امض يا رسول الله لما امرك ربك ،


فوالله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسي :


(( قالوا يا موسي انا لن ندخلها ابدا ما داموا ليها فاذهب انت و ربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون ))


و لكن نقول لك : اذهب انت و ربك فقاتلا انا معكما مقاتلون .


فابشر الرسول علية الصلاه و السلام خيرا ، بعدها قال :


” اشيروا على ايها الناس ( يريد الانصار ) . ” فقام سعد بن معاذ و قال :


” يا رسول الله ، امنا بك و صدقناك و اعطيناك عهودنا فامض لما امرك الله ،


فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا ذلك البحر فخضتة لخضناة معك


ما تخلف منا رجل و احد” فقال الرسول صلي الله علية و سلم : ” ابشروا ،


و الله لكانى انظر الي مصارع القوم ” .


و صل المشركون الي بدر و نزلوا العدوه القصوي ، اما المسلمون فنزلوا بالعدوه الدنيا .


و قام المسلمون ببناء عريش للرسول صلي الله علية و سلم علي ربوه ،


و اخذ لسانة يلهج بالدعاء قائلا : ” اللهم هذة قريش ربما اتت بخيلائها تكذب رسولك ،


اللهم فنصرك الذي و عدتنى ؟ اللهم ان تهلك هذة العصابه اليوم فلن تعبد فالارض


” . و سقط ردائة صلي الله علية و سلم عن منكبية ، فقال له ابو بكر :


” يا رسول الله ، ان الله منجز ما و عدك “.


قام المسلمون بردم بئر الماء – بعد ان استولوا علية و شربوا منه


– حتي لا يتمكن المشركون من الشرب منة . و قبل ان تبدا المعركه ،


تقدم ثلاثه من صناديد قريش و هم : عتبه بن ربيعه ، و اخوة شيبة


، و ولدة الوليد يطلبون من يبارزهم من المسلمين . فتقدم ثلاثه من الانصار ،


فصرخ الصناديد قائلين : ” يا محمد ، اخرج الينا نظراءنا من قومنا من بنى عمنا”


فقدم الرسول علية الصلاه و السلام عبيده بن الحارث ، و حمزه بن عبدالمطلب ،


و على بن ابى طالب . فبارز حمزه شيبه فقتلة ، و بارز على الوليد فقتلة ،


و بارز عبيده عتبه فجرحا بعضهما ، فهجم حمزه و على علي عتبه فقتلاة . و اشتدت رحي الحرب ،


و حمى الوطيس . و لقد امد الله المسلمين بالملائكه تقاتل معهم .


قال تعالي : (( بلي ان تصبروا و تتقوا و ياتوكم من فورهم ذلك يمددكم ربكم


بخمسه الاف من الملائكه مسومين ))وهكذا انتهت المعركه بنصر المسلمين و هزيمه المشركين ،


حيث قتل من المشركين سبعون و اسر منهم سبعون اخرون .


اما شهداء المسلمين فكانوا اربعه عشر شهيدا .


و لقد رمي المسلمون جثث المشركين فالبئر ، اما الاسرى


فقد اخذ الرسول صلي الله علية و سلم اربعه الاف 4000 درهم


عن جميع اسير امتثالا لمشوره ابى بكر ، اما من كان لا يملك الفداء


فقد اعطة عشره من غلمان المسلمين يعلمهم القراءه و الكتابه .


و كذا انتصر المسلمون انتصارا عظيما بايمانهم علي المشركين الذين كفروا بالله و رسولة .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوه احد – شوال 3 ه::


شعرت قريش بمراره الهزيمه التي لقيتها فحربها مع المسلمين فبدر ،


و ارادت ان تثار لهزيمتها ، حيث استعدت لملاقاه المسلمين مره اخرى


ليوم تمحو عنها غبار الهزيمه .


ذهب صفوان بن اميه ، و عكرمه بن ابى جهل ،


و عبد الله بن ربيعه الي ابى سفيان يطلبون منة ما ل القافله ليتمكنوا من تجهيز الجيش ،


و لقد كان ربح القافله ما يقارب الخمسين الف دينار ، فوافق ابو سفيان علي قتال المسلمين ،


و راحوا يبعثون المحرضين الي القبائل لتحريض الرجال .


اجتمع من قريش ثلاثه الاف مقاتل مستصحبين بنساء يحضن الرجال عند حمى الوطيس .


و خرج الجيش حتي بلغ مكان ( ذو الحليفه ) قريبا من احد .


سمع رسول الله صلي الله علية و سلم تقدم المشركين اليهم فاستشار اصحابة ،


فقال الشيوخ : نقاتل هنا ، و قال الرجال : نخرج للقائهم .


فاخذ النبى صلي الله علية و سلم براى الرجال .


لبس النبى صلي الله علية و سلم حربتة و خرج يريد لقاء المشركين ،


فخرج من المدينه الف رجل ، انسحب عبدالله بن ابى المنافق بثلث الجيش


قائلا : ما ندرى علام نقتل انفسنا ؟


عسكر المسلمون عند جبل احد ، و وضع الرسول علية الصلاه و السلام خطه محكمه ،


و هى انه و ضع خمسين رجلا علي الجبل قادهم عبدالله بن جبير ،


و امرهم الرسول علية الصلاه و السلام بعدم التحرك سواء فالفوز او الخساره .


و بدات المعركه ، و قاتل حمزه بن عبدالمطلب قتال الابطال الموحشين ،


و كاد جبير بن مطعم ربما و عد غلامة و حشيا ان يعتقة ان هو قتل حمزه . يقول و حشى :


خرجت انظر حمزه اتربصة حتي رايتة كانة الجمل الاورق يهد الناس بسيفة هدا ،


فهززت حربتى ، حتي اذا رضيت عنها دفعتها الية فوقعت فاحشائة حتي خرجت من بين رجلية ،


و تركتة و اياها حتي ما ت . لقد كان استشهاد حمزه نكبه عظيمه علي المسلمين


، الا انهم قاوموا و صمدوا امام قتال المشركين .


و لقد قاتل مصعب بن عمير عن رسول الله صلي الله علية و سلم حتي قتل ،


و راح قاتلة يجرى الي قومة يخبرهم انه قتل محمدا. و راحت قريش تجر اذيال الهزيمه ثانيه ،


حيث ان اللواء ربما سقط علي الارض تطاة الاقدام .


راي الرماه من فوق الجبل هزيمه المشركين ، و قال بعضهم : ما لنا فالوقوف حاجه .


و نسوا و صيه الرسول صلي الله علية و سلم لهم ، فذكرهم قائدهم فيها ،


فلم يكترثوا بمقولتة ، و سارعوا الي جمع الغنائم . لاحظ خالد بن الوليد نزول الرماه ،


فانطلق مع بعض المشركين و التفوا حول الجبل ، و فاجئوا المسلمين من الخلف ،


فانبهر المسلمون و هرعوا مسرعين هاربين . و ارتفعت رايه المشركين مره اخري ،


فلما راها الجيش عاودوا هجومهم . و لقد رمي احد المشركين حجرا


نحو الرسول صلي الله علية و سلم ، فكسرت رباعيه الرسول علية الصلاه و السلام ،


كما انه و قع فحفره كان ابو عامر الراهب ربما حفرها بعدها غطاها بالقش و التراب ،


فشج راس النبى صلي الله علية و سلم ، و اخذ يمسح الدم قائلا :


كيف يفلح قوم خضبوا و جة نبيهم و هو يدعوهم الي ربهم !


نادي الرسول فاصحابة قائلا : هلموا الى عباد الله .. هلموا الى عباد الله .


فاجتمع ثلاثون من صحابه رسول الله صلي الله علية و سلم ، فجمع جيشة و نظمة ،


و لحق بالمشركين ليقلب نصرهم هزيمه و فرحهم عزاء . فلما ابتعدوا اكثر فاكثر ..


تركهم و عاد للمدينه .


و كذا ، ادركنا ان من خالف امر الرسول صلي الله علية و سلم ،


فلا يحسبن نفسة ناج من مصيرة الا اذا شملة الله برحمتة التي و سعت جميع شيء علما .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


* غزوه مؤته – جمادي الاولي 8 ه::


فشهر جمادي الاولي من السنه الثامنه للهجره جهز رسول الله علية و سل


م جيشا للقصاص ممن قتلوا الحارث بن عمير الذي كان رسول الله علية و سلم


ربما بعثة الي امير بصري داعيا له الي الاسلام .


و امر علي الجيش زيد بن حارثه ، و قال علية الصلاه و السلام :


” ان اصيب زيد فجعفر بن ابى طالب ، و ان اصيب جعفر فعبد الله بن رواحه ،


فان اصيب عبدالله فخالد بن الوليد” .


و انطلق الجيش و بلغ عددهم ثلاثه الاف من المهاجرين و الانصار .


و اوصاهم الرسول علية الصلاه و السلام بان لا يقتلوا امراه و لا صغيرا ،


و لا شيخا فانيا و لا تقطعوا شجرا و لا تهدموا بناء .


و وصل الجيش الي مكان يدعي ” معان ” فارض الشام .


و كان هرقل ربما حشد ما ئتى الف مقاتل لقتال المسلمين .


و التقي الجيشان غير المتكافئين عددا او عده . و قاتل المسلمون قتال الابطال .


و صمدوا امام ذلك الجيش الضخم . و قاتل زيد بن حارثه حامل اللواء حتي استشهد ،


فتولي القياده جعفر بن ابى طالب ، و حمل اللواء بيمينة فقطعت ، بعدها حملة بشمالة فقطعت ،


فاحتضنة بعضدية حتي ضربة رجل من الروم فاستشهد ، فسمى بذى الجناحين


حيث ابدلة الله بيدية جناحين يطير بهما فالجنه حيث يشاء .


بعدها اخذ الرايه عبدالله بن رواحه و قاتل حتي استشهد .


فاخذ الرايه خالد بن الوليد . و استخدم دهاءة الحربى ، حتي انحاز بالجيش ،


و انقذة من هزيمه منكره كادت تقع . فانتهز خالد فرصه قدوم الليل فغير نظام الجيش ،


فجعل ميمنه الجيش ميسره ، و ميسرتة ميمنه ، كما جعل مقدمه الجيش فالمؤخره ،


و مؤخره الجيش فالمقدمه .


فلما اطل الصباح ، انكرت الروم ما كانوا يعرفون من راياتهم ،


و سمعوا من الجلبه و قعقعه السلام ، فظنوا انهم ربما جاءهم مدد .


فرعبوا و انكشفوا ، و ما زال خالد يحاورهم و يداورهم ،


و المسلمون يقاتلونهم خلال انسحابهم بضعه ايام حتي خاف الروم


ان يصبح هذا استدراجا لهم الي الصحراء . فتوقف القتال .


و كذا تبدلت هزيمه جيش المسلمين الي نصر .


و اي نصر اكبر من صمود جيش يبلغ عددة ثلاثه الاف مقاتل امام جيش عددة ما ئتا الف مقاتل .


و انه لشيء نادر ان يقف جندى و احد امام سبعين من الجنود المحملين بالسلاح ،


و لكن قوه الايمان هى التي جعلت المسلمين يصمدون امام جيش العدو .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوه حنين – شوال 8 ة ::


بعد ان فتح المسلمون مكه ، انزعجت القبائل المجاوره لقريش من انتصار المسلمين علي قريش.


و فزعت هوازن و ثقيف من ان تكون الضربه القادمه من نصيبهم .


و قالوا لنغز محمدا قبل ان يغزونا . و استعانت هاتان القبيلتان بالقبائل المجاوره ،


و قرروا ان يصبح ما لك بن عوف سيد بنى هوازن قائد جيوش هذة القبائل التي ستحارب المسلمين .


و امر رجالة ان يصطحبوا معهم النساء و الاطفال و المواشى و الاموال


و يجعلوهم فاخر الجيش ، حتي يستميت الرجال فالدفاع عن اموالهم و اولادهم و نسائهم .


لما علم الرسول صلي الله علية و سلم بذلك خرج اليهم مع اصحابه


و كان هذا فشهر شوال من العام الثامن للهجره .


و كان عدد المسلمين اثنى عشر الفا من المجاهدين . عشره الف من الذين شهدوا فتح مكه ،


و الفان ممن اسلموا بعد الفتح من قريش .


و نظر المسلمون الي جيشهم الكبير فاغتروا بالكثره و قالوا لن نغلب اليوم من قله .


و بلغ العدو خبر خروج المسلمين اليهم فاقاموا كمينا للمسلمين عند مدخل


و ادى اوطاس ( قرب الطائف ) و كان عددهم عشرين الفا .


و اقبل الرسول صلي الله علية و سلم فاصحابة حتي نزلوا بالوادى .


و كان الوقت قبيل الفجر ، و الظلام يخيم علي و ادى حنين السحيق .


و فوجئ المسلمون بوابل من السهام تنهال عليهم من جميع مكان .


فطاش صوابها ، و اهتزت صفوفهم ، و فر عدد منهم .


و لما راي الرسول صلي الله علية و سلم هزيمه المسلمين نادي فيهم يقول :


انا النبى لا كذب انا ابن عبدالمطلب


و امر الرسول صلي الله علية و سلم العباس ان ينادى فالناس ،


فقال : يا معشر الانصار، و يا معشر المهاجرين ، يا اصحاب الشجره .


فحركت هذة العبارات مشاعر الايمان و الشجاعه فنفوس المسلمين ،


فاجابوة : لبيك يا رسول الله لبيك .


و انتظم الجيش مره اخري ، و اشتد القتال .


و اشرف الرسول صلي الله علية و سلم علي المعركه .


و ما هى الا ساعه حتي انهزم المشركون ، و ولوا الادبار تاركين النساء و الاموال و الاولاد .


و اخذ المسلمون ينهمكون فتكثيف الاسري و جمع الغنائم .


و بلغ عدد الاسري من الكفار فذلك اليوم سته الاف اسير .


و كذا تحولت الهزيمه الي نصر باذن الله تعالي .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوه الطائف – شوال 8 ة ::


بعد ان كتب الله النصر للمؤمنين فغزوه حنين ،


توجة رسول الله صلي الله علية و سلم فشوال عام 8ة قاصدا الطائف يريد فتحها ،


و انتدب لتلك المهمه خالد بن الوليد رضى الله عنة ؛ حيث جعلة علي مقدمه الجيش ،


و طلب منة ان يسير اولا لمحاصرتها .


و كانت قبيله ثقيف – و هم اهل الطائف- ربما حصنت مواقعها ، و اعدت عدتها ،


و تهيات للقتال ، و الدفاع عن ارضها.


و لما و صل رسول الله صلي الله علية و سلم الي الطائف نزل قريبا من الحصن ،


و اقام معسكرة فية ، فانتهزت ثقيف الفرصه ، و اخذت توجة سهامها الي معسكر المسلمين ،


فاصابت منهم اثنا عشر رجلا ، كان منهم : عبد الله بن ابى بكر رضى الله عنة الذي استشهد


علي اثر رميه اصابت منة مقتلا.


و استمر حصار رسول الله صلي الله علية و سلم للطائف قرابه اربعين يوما ،


تخللها الكثير من المناوشات بين المسلمين و المشركين ، و رغبه فاضعاف معنويات ثقيف ،


اخذ المسلمون فتحريق نخلهم ، فناشدوا رسول الله صلي الله علية و سلم ان يدعها للة و للرحم ،


فاستجاب لهم ، بعدها نادي منادى رسول الله صلي الله علية و سلم :


” ايما عبد نزل من الحصن و خرج الينا فهو حر” ، فخرج منهم بضعه عشر رجلا ،


فاعتقهم رسول الله صلي الله علية و سلم ، و دفع جميع رجل منهم الي رجل من المسلمين


ليقوم بشانة و احتياجاته.


و لما طال الحصار ، و اصيب عدد من المسلمين استشار الرسول صلي الله علية و سلم


بعض القوم ، بعدها قرر رفع الحصار و الرحيل ، فعن عبدالله بن عمرو


قال :حاصر رسول الله صلي الله علية و سلم اهل الطائف ، فلم ينل منهم شيئا ،


فقال : ( انا قافلون ان شاء الله ، قال اصحابة : نرجع و لم نفتتحة ،


فقال لهم رسول الله صلي الله علية و سلم : اغدوا علي القتال ، فغدوا علية فاصابهم جراح ،


فقال لهم رسول الله صلي الله علية و سلم : انا قافلون غدا ، فاعجبهم ذلك،


فضحك رسول الله صلي الله علية و سلم )


رواة البخارى و مسلم


و كذا عاد المسلمون من غزوه الطائف ، منتصرين و ان لم يفتحوا الحصن ،


منتصرين بايمانهم ، و ثباتهم ، و صبرهم ، اضافه لما حصل من استسلام بعض اهل الطائف و اسلامهم


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوه ذات الرقاع – شعبان 4 ة ::


بعدما كسرت شوكه جناحين من الاحزاب : اليهود ، و مشركى مكه من قبل المسلمين ،


بقى جناح ثالث : و هم الاعراب القساه الضاربين ففيافى نجد ،


و الذين ما زالوا يقومون باعمال النهب و السلب بين و قت و احدث .


فاراد الرسول صلي الله علية و سلم تاديبهم ، و اخماد نار شرهم ،


و لما كانوا بدوا لا بلده او مدينه تجمعهم ، بات لا يجدى معهم سوي حملات التاديب و التخويف ،


فكانت غزوه ذات الرقاع .


و جرت احداث هذة الغزوه فالسنه السابعه من الهجره ،


بعد خيبر، كما رجحة ابن القيم رحمة الله فزاد المعاد .


و بدات حين سمع النبى صلي الله علية و سلم باجتماع قبائل : انمار او بنى ثعلبه ،


و بنى محارب من غطفان ، فاسرع بالخروج اليهم باربعمائه او سبعمائه من الصحابه ،


و استخدم علي المدينه ابا ذر ، و قيل عثمان بن عفان ، و سار متوغلا فبلادهم


حتي و صل الي موضع يقال له نخل ، و لقى جمعا من غطفان ، فتوافقوا و لم يكن بينهم قتال ،


الا انه صلي بالصحابه صلاه الخوف ، فعن جابر


قال : (خرج النبى صلي الله علية و سلم الي ذات الرقاع من نخل ، فلقى جمعا من غطفان ،


فلم يكن قتال ، و اخاف الناس بعضهم بعضا ، فصلي النبى صلي الله علية و سلم ركعتى الخوف )


رواة البخارى .


و كان لكل سته بعير يتعاقبون علي ركوبة ، حتي تمزقت خفافهم


، و لفوا علي ارجلهم الخرق ؛ و لذا سميت الغزوه بذات الرقاع


، ففى الصحيحين عن ابى موسي رضى الله عنة قال :


(خرجنا مع النبى صلي الله علية و سلم فغزاه ، و نحن سته نفر بيننا بعير نعتقبة ،


فنقبت اقدامنا ، و نقبت قدماي، و سقطت اظفارى ، و كنا نلف علي ارجلنا الخرق ،


فسميت غزوه ذات الرقاع ؛ لما كنا نعصب من الخرق علي ارجلنا) .


و مما صاحب هذة الغزوه قصه الاعرابى ، ففى البخارى ، عن جابر رضى الله عنة قال :


(كنا مع النبى صلي الله علية و سلم بذات الرقاع ، فاذا اتينا علي شجره ظليله تركناها للنبي


صلي الله علية و سلم ، فجاء رجل من المشركين و سيف النبى صلي الله علية و سلم


ملعق بالشجره ، فاخترطة فقال : تخافنى ، قال : لا قال فمن يمنعك مني؟


قال: الله فتهددة اصحاب النبى صلي الله علية و سلم ، و اقيمت الصلاه ،


فصلي بطائفه ركعتين ، بعدها تاخروا و صلي بالطائفه الاخري ركعتين ،


و كان للنبى صلي الله علية و سلم اربع ، و للقوم ركعتان ).


و بهذا تم كسر اجنحه الاحزاب الثلاثه ، و ساد الامن و السلام ربوع المنطقه ،


و بدا التمهيد لفتوح البلدان و الممالك الكبيره ، لتبليغ الاسلام و نشر الخير.


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوه بنى قريظه-ذى القعده 5 ة ::


الغدر و نقض العهود و المواثيق خلق مشين ، نشا علية اليهود ، فلا يستطيعون فراقة ،


فهم كما و صفهم الله عز و جل : { او كلما عاهدوا عهدا نبذة فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون}


(البقره : 100) ،


و من كانت هذة حالة يصعب التعامل معة ، و بالتالي لا بد من استئصالة و التخلص منه


بالقتل او النفى ، حتي يبقي المجتمع نظيفا امنا .


و بنو قريظه صنف من اليهود كغيرهم ممن نقضوا العهود ، و خانوا المسلمين فاصعب الظروف ،


و تامروا مع الاحزاب ضدهم غير مكترثين بما اتفقوا علية مع المسلمين .


فبعد انتهاء غزوه الاحزاب و رجوع الرسول صلي الله علية و سلم الي المدينه ،


و فنفس اليوم ياتية الامر من جبريل بالسير الي بنى قريظه ،


و هو معهم فموكب من الملائكه لزلزله حصونهم و قذف الرعب فقلوبهم ،


فنادي النبى فاصحابة : ( لا يصلين احد العصر الا فبنى قريظة)


رواة البخاري.


و اعطي الرسول الرايه لعلى بن ابى طالب و قدمة علي الجيش ،


و استخلف علي المدينه ابن ام مكتوم و خرج الرسول مع المهاجرين و الانصار ،


و تحرك الجيش الاسلامى و ربما بلغ ثلاثه الاف ، و الخيل ثلاثين فرسا ،


و فرضوا الحصار علي بنى قريظه فحصونهم . و ربما جرت احداث هذة الغزوة


فالسنه الخامسه من الهجره .


و اشتد الحصار عليهم ، و نصحهم رئيسهم كعب بن اسد بامور منها الاسلام فلم يقبلوا منة ،


بعدها بعثوا الي رسول الله صلي الله علية و سلم يريدون ابا لبابه رضى الله عنة يستشيرونة ،


و ربما كان حليفا لهم ، فنصحهم بالنزول علي حكم الرسول . فاستسلموا و اذعنوا


و قبلوا بحكم رسول الله صلي الله علية و سلم ، فامر باعتقال الرجال ، و جمع النساء و الذرارى ،


و لما طالبت الاوس بالاحسان اليهم ، حكم فيهم رجلا منهم


و هو سعد بن معاذ الذي اصدر حكمة بان يقتل الرجال ، و تسبي النساء ،


و تقسم الاموال ، فقال الرسول صلي الله علية و سلم : (لقد حكمت فيهم بحكم الله )


متفق علية .


و امر رسول الله فحبست النساء ، و حفرت الخنادق للرجال الذين ضربت اعناقهم ،


و ربما بلغوا من الستمائه الي السبعمائه ، و قتل من النساء و احده لقتلها رجلا من المسلمين ،


و لم يقتل من المسلمين غيرة .


و اسلم من اليهود نفر قبل النزول ، فحقنوا دمائهم و اموالهم و ذراريهم .


و قسم الرسول اموال بنى قريظه بعد اخراج الخمس .


و بذلك تم الجلاء الثالث لليهود ، و لكنة يختلف عن سابقية ، فقد تم جلاؤهم هذة المره الى


الخنادق استئصالا للغدر و اهلة ، و ابعادا للخيانة و اصحابها ، و كذا تكون نهايه الظالمين الخائنين .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوه بنى قينقاع – شوال 2 ه::


غزوه قينقاع يوم السبت للنصف من شوال علي راس عشرين شهرا


حاصرهم النبى صلي الله علية و سلم الي هلال ذى القعده .


حدثنى عبدالله بن جعفر ، عن الحارت بن الفضيل عن ابن كعب القرظي


قال لما قدم رسول الله صلي الله علية و سلم المدينه ، و ادعتة يهود كلها ،


و كتب بينة و بينها كتابا . و الحق رسول الله صلي الله علية و سلم جميع قوم بحلفائهم


و جعل بينة و بينهم امانا ، و شرط عليهم شروطا ، فكان فيما شرط الا يظاهروا علية عدوا .


فلما اصاب رسول الله صلي الله علية و سلم اصحاب بدر و قدم المدينه ،


بغت يهود و قطعت ما كان بينها و بين رسول الله صلي الله علية و سلم من العهد


فارسل رسول الله صلي الله علية و سلم اليهم فجمعهم بعدها قال يا معشر يهود اسلموا ،


فوالله انكم لتعلمون انى رسول الله قبل ان يوقع الله بكم كو قعه قريش .


فقالوا : يا محمد لا يغرنك من لقيت ، انك قهرت قوما اغمارا .


و انا و الله اصحاب الحرب و لئن قاتلتنا لتعلمن انك لم تقاتل مثلنا .


فبينا هم علي ما هم علية من اظهار العداوه و نبذ العهد جاءت امراه نزيعة


من العرب تحت رجل من الانصار الي سوق بنى قينقاع ، فجلست عند صائغ فحلى لها ،


فجاء رجل من يهود قينقاع فجلس من و رائها و لا تشعر فخل درعها الي ظهرها بشوكة


فلما قامت المراه بدت عورتها فضحكوا منها . فقام الية رجل من المسلمين


فاتبعة فقتلة فاجتمعت بنو قينقاع ، و تحايشوا فقتلوا الرجل


و نبذوا العهد الي النبى صلي الله علية و سلم و حاربوا ، و تحصنوا فحصنهم .


فسار اليهم رسول الله صلي الله علية و سلم فحاصرهم فكانوا اول من سار اليه


رسول الله صلي الله علية و سلم و اجلي يهود قينقاع و كانوا اول يهود حاربت .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوه بنى النضير – ربيع الاول 4 ة ::


كان بنو النضير، و هم بطن من بطون اليهود، يسكنون فضواحى المدينه المنورة،


و لما هاجر اليها الرسول(ص) عقد معهم صلحا علي ان يكونوا علي الحياد


فحربة مع مشركى قريش.


بعد انتصار المسلمين علي قريش فمعركه بدر الكبري فرح بنو النضير فرحا شديدا،


و قالوا: “والله انه للنبى الذي و جدنا نعتة فالتوراه لا ترد له راية”،


و لكن لما هزم المسلمون يوم احد ارتابوا و نقضوا عهد رسول الله و خططوا لاغتياله.


و ربما قام تحالف بين يهود بنى النضير و قريش بمبادره من اليهود الذين قدموا الي مكة


و عاهدوا قريشا علي ان تكون كلمتهم و احد علي الرسول، و كان مبعوث اليهود كعب بن الاشرف،


و استقبلة ابو سفيان فمكة.


نزل جبرائيل و اخبر الرسول بما تعاقد علية بنو النضير و قريش،


و امرة بقتل كعب بن الاشرف، الذي خان العهد، و قيل انه هجا النبي(ص) بابيات،


و ربما قتلة احد الاصحاب و هو محمد بن مسلم الانصاري.


بعدها ساربجيشة الي بنى النضير و امرهم بالجلاء عن المدينة. و لما حاول المنافقون،


و علي راسهم عبدالله بن ابي، ان يتحالفوا مع اليهود و قالوا لهم:


“اثبتوا و نحن معكم علي محمد” اصر بنو النضير علي الحرب و طمعوا بالنصر،


ما حدا برسول الله الي ان يحاصرهم مدة 21يوما، كما فبعض الروايات،


الامر الذي اضطرهم الي الاستسلام، و صالحهم رسول الله علي الجلاء عن المدينة،


فقبلوا و ارتحلوا الي بلدان متفرقه ،كالشام و اريحا و خيبر و الحيرة.


و فسبيل تخليد تلك الواقعة، لاستخلاص الدروس و العبر منها،


انزل الله سبحانة و تعالي سوره الحشر، التي كان ابن عباس يسميها سوره بنى النضير .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*صلح الحديبيه – ذى القعده 6ة ::


خرج الرسول صلي الله علية و سلم ، يريد العمره و معة الف و اربعمائه من الصحابه ،


و ليس معهم الا سلاح السفر ، فاحرموا بالعمره من ذى الحليفه ،


فلما اقتربوا من مكه بلغهم ان قريشا جمعت الجموع لمقاتلتهم و صدهم عن المنزل .


فلما نزل الرسول بالحديبيه ارسل عثمان رضى الله عنة الي قريش


و قال له : اخبرهم انا لم نات لقتال ، و انما جئنا عمارا ، و ادعهم الي الاسلام ،


و امرة ان ياتى رجالا بمكه مؤمنين و نساء مؤمنات ، فيبشرهم بالفتح ،


و ان الله عز و جل مظهر دينة بمكه ، حتي لا يستخفي بها بالايمان .


فانطلق عثمان ، فمر علي قريش ، فقالوا : الي اين ؟


فقال : بعثنى رسول الله صلي الله علية و سلم ادعوكم الي الله و الي الاسلام ،


و يخبركم : انه لم يات لقتال ، و انما جئنا عمارا . قالوا : ربما سمعنا ما تقول ، فانفذ الي حاجتك .


و لكن عثمان احتبستة قريش فتاخر فالرجوع الي المسلمين ،


فخاف الرسول صلي الله علية و سلم علية ، و خاصه بعد ان شاع انه ربما قتل ،


فدعا الي البيعة ، فتبادروا الية ، و هو تحت الشجره ، فبايعوة علي ان لا يفروا ،


و هذة هى بيعه الرضوان التي انزل الله بها قولة :


{ لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجره } (سوره الفتح 18) .


و ارسلت قريش عروه بن مسعود الي المسلمين فرجع الي اصحابة ،


فقال : اي قوم ، و الله لقد و فدت علي الملوك -كسري ، و قيصر و النجاشي-


و الله ما رايت ملكا يعظمة اصحابة كما يعظم اصحاب محمد محمدا .


و الله ما انتخم نخامه الا و قعت فكف رجل منهم ، فدلك فيها و جهة و جلده، و اذا امر ابتدروا امرة ،


و اذا توضا كادوا يقتتلون علي و ضوئة ، و اذا تكلم خفضوا اصواتهم ،


و ما يحدون الية النظر تعظيما له ، بعدها قال : و ربما عرض عليكم خطه رشد فاقبلوها .


بعدها اسرعت قريش فارسال سهيل بن عمرو لعقد الصلح ،


فلما راة النبى صلي الله علية و سلم قال : ربما سهل لكم امركم ،


اراد القوم الصلح حين بعثوا ذلك الرجل ، فتكلم سهيل طويلا بعدها اتفقا علي قواعد الصلح ،


و هى :


الاولي : رجوع الرسول صلي الله علية و سلم و اصحابة من عامة و عدم دخول مكه ،


و اذا كان العام القادم دخلها المسلمون بسلاح الراكب ، فاقاموا فيها ثلاثا .


الثانيه : و ضع الحرب بين الطرفين عشر سنين ، يامن بها الناس .


الثالثه : من احب ان يدخل فعقد مع محمد و عهدة دخل فية ،


و من احب ان يدخل فعقد مع قريش و عهدهم دخل فية .


الرابعه : من اتي محمدا من قريش من غير اذن و لية ردة اليهم ،


و من جاء قريشا ممن مع محمد لم يرد الية .


بعدها قال الرسول صلي الله علية و سلم : هات اكتب بيننا و بينك كتابا ،


فدعا الكاتب -وهو على بن ابى طالب- فقال : اكتب : ،


فقال سهيل : اما الرحمن ، فما ادرى ما هو ؟ و لكن اكتب : باسمك اللهم كما كنت تكتب .


فقال المسلمون : و الله لا نكتبها الا ،


فقال صلي الله علية و سلم : اكتب : باسمك اللهم ،


بعدها قال : اكتب : ذلك ما قاضي علية محمد رسول الله، فقال سهيل :


و الله لو نعلم انك رسول الله ما صددناك عن المنزل ، و لكن اكتب محمد بن عبدالله،


فقال : انى رسول الله ، و ان كذبتمونى اكتب محمد بن عبدالله، بعدها تمت كتابه الصحيفه ،


و دخلت قبيله خزاعه فعهد رسول الله صلي الله علية و سلم ، و دخلت بنو بكر فعهد قريش .


فبينما هم ايضا اذ جاء ابو جندل بن سهيل ، و ربما خرج من اسفل مكه يرسف


-يمشى مقيدا- فقيودة ، حتي رمي بنفسة بين اظهر المسلمين ،


فقال سهيل : ذلك يا محمد! اول ما اقاضيك علية ان تردة الى ،


فقال النبى صلي الله علية و سلم : انا لم نقض الكتاب بعد


، فقال : اذا و الله لا اصالحك علي شئ ابدا. فقال النبى صلي الله علية و سلم : فاجزة لي،


قال : ما انا بمجيزة لك . قال : بلى، فافعل، قال : ما انا بفاعل .


قال ابو جندل : يا معشر المسلمين ! كيف ارد الي المشركين و ربما جئت مسلما؟


الا ترون ما لقيت ؟ -وكان ربما عذب فالله عذابا شديدا-


قال عمر بن الخطاب : و الله ما شككت منذ اسلمت الا يومئذ .


فاتيت النبى صلي الله علية و سلم ، فقلت : يا رسول الله ! الست نبى الله ؟


قال : بلى، قلت : السنا علي الحق ، و عدونا علي الباطل ؟ قال : بلي .


قلت : علام نعطي الدنيه فديننا ؟ و نرجع و لما يحكم الله بيننا و بين اعدائنا ؟


فقال : انى رسول الله ، و هو ناصرى ، و لست اعصية . قلت : الست كنت تحدثنا :


انا ناتى المنزل ، و نطوف بة . قال : بلي ، افاخبرتك انك تاتية العام ؟ قلت : لا،


قال : فانك اتية و مطوف بة . قال : فاتيت ابا بكر ، فقلت له


مثلما قلت لرسول الله صلي الله علية و سلم ،


و رد على كما رد على رسول الله صلي الله علية و سلم سواء ، و زاد :


فاستمسك بغرزة حتي تموت، فوالله انه لعلي الحق .


فلما فرغ من قضيه الكتاب ، قال رسول الله صلي الله علية و سلم لاصحابة :


قوموا فانحروا، بعدها احلقوا، و ما قام منهم رجل ، حتي قالها ثلاث مرات .


فلما لم يقم منهم احد ، قام و لم يكلم احدا منهم حتي نحر بدنة و دعا حالقة .


فلما راوا هذا قاموا فنحروا ، و جعل بعضهم يحلق بعضا، حتي كاد بعضهم يقتل بعضا .


بعدها جاء نسوه مؤمنات ، فانزل الله :


{يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن}(سوره الممتحنه 10) .


و فمرجعة صلي الله علية و سلم : انزل الله سوره الفتح :


{انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تاخر } الايه ،


فقال عمر : او فتح هو يا رسول الله ؟ قال : نعم ، قال الصحابه : ذلك لك يا رسول الله ،


فما لنا ؟ فانزل الله : {هو الذي انزل السكينه فقلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم}


الايتين الي قولة : {فوزا عظيما}(سوره الفتح 1-5) .


و لما رجع الي المدينه جاءة ابو بصير -رجل من قريش- مسلما ، فارسلوا فطلبة رجلين ،


و قالوا : العهد الذي بيننا و بينك ، فدفعة الي الرجلين ، فخرجا بة ، حتي بلغا ذا الحليفه .


فنزلوا ياكلون من تمر لهم . فقال ابو بصير لاحدهما: انى اري سيفك ذلك جيدا.


فقال: اجل ، و الله انه لجيد ، لقد جربت بة بعدها جربت ، فقال : ارنى انظر الية ، فقتلة بسيفة ،


و رجع ابو بصير الي المدينه ، فقال : يا نبى الله ! ربما اوفي الله ذمتك،


ربما رددتنى اليهم فانجانى الله منهم ، فقال صلي الله علية و سلم : و يل امة مسعر حرب ،


لو كان له احد . فلما سمع هذا عرف انه سيردة اليهم ، فخرج حتي اتي سيف البحر،


و تفلت منهم ابو جندل ، فلحق بابى بصير ، فلا يظهر من قريش رجل -قد اسلم- الا لحق بة ،


حتي اجتمعت منهم عصابه . فما سمعوا بعير لقريش خرجت الي الشام الا اعترضوا لها ،


فقاتلوهم و اخذوا اموالهم ، فارسلت قريش الي النبى صلي الله علية و سلم


تناشدة الله و الرحم ان اتاة منهم فهو امن .


و كان ذلك الصلح فتحا عظيما ، و نصرا مبينا للمسلمين ، و هذا لما ترتب علية من منافع عظيمه ؛


حيث اعترفت قريش بالمسلمين ، و قوتهم ، و تنازلت عن صدارتها الدنيويه و زعامتها الدينيه ،


و دخل الناس فدين الله و زاد عدد المسلمين ، و هدات حرب قريش للمسلمين .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


* غزوه الخندق(الاحزاب) – شوال 5 ة ::


عقد يهود بنى النضير علي الانتقام من النبى صلي الله علية و سلم و اصحابه


الذين اخرجوهم من ديارهم من المدينه ، و جعلوا همهم علي ان يجعلوا جبهه قوية


تتصدي امام الرسول و اصحابة .


انطلق زعماء بنى النضير الي قريش يدعوهم الي محاربه المسلمين ،


فنجحوا فعقد اتفاق بينهما . و لم يكتف بنو النضير بتلك الاتفاقيه ،


و انما انطلقوا كذلك الي بنى غطفان يرغبوهم فالانضمام اليهم و الي قريش ،


و اغروهم بثمار السنه من نخيل خيبر اذا تم النصر بنجاح .


و كذا انطلق جيش قوامة عشره الاف مقاتل يقودهم ابو سفيان بن حرب ،


و هذا فالسنه الخامسه من الهجره من شهر شوال .


لما علم الرسول الكريم صلي الله علية و سلم بالامر ، استشار اصحابة و قادتة فالحرب ،


فاشار علية سلمان الفارسى بحفر خندق فمشارف المدينه ،


فاستحسن الرسول و الصحابه راية ، و عملوا بة .


كما ان يهود بنى قريظه مدوا لهم يد المساعده من معاول و مكاتل


بموجب العهد المكتوب بين الطرفين .


كان الرسول صلي الله علية و سلم و اصحابة يتفقدون سير العمل ،


فوجدوا صخره كبيره كانت عائقا امام سلمان الفارسى ، حيث كسرت المعاول الحديديه ،


فتقدم الرسول الكريم من الصخره و قال : ” باسم الله ” فضربها فتصدعت و برقت منها برقه مضيئة


فقال : ” الله اكبر .. قصور الشام و رب الكعبه ” بعدها ضرب ضربه اخري ، فبرقت ثانيه ،


فقال : ” الله اكبر .. قصور فارس و رب الكعبه ” .


و استطاع المسلمون انهاء حفر الخندق بعد لمدة دامت شهرا من البرد و شظف العيش .


بدت طلائع جيوش المشركين مقبله علي المدينه من جهه جبل احد ،


و لكنهم فوجئوا بوجود الخندق ، حيث انهم ما كانوا متوقعين هذة المفاجاه .


لم يجد المشركون سبيلا للدخول الي المدينه ،


و بقوا ينتظرون اياما و ليالى يقابلون المسلمين من غير تحرك ،


حتي جاء حيى بن اخطب الذي تسلل الي بنى قريظه ،


و اقنعهم بفسخ الاتفاقيه بين بنى قريظه و المسلمين ،


و لما علم الرسول علية الصلاه و السلام بالامر ارسل بعض اصحابة ليتاكد من صحه ما قيل ،


فوجدة صحيحا . و كذا احيط المسلمون بالمشركين من جميع حدب و صوب ، ا


لا ان الرسول صلي الله علية و سلم و اصحابة لم يياسوا من روح الله ،


لانهم كانوا علي يقين بان عين الله ترعاهم .


استطاع عكرمه بن ابى جهل و عدد من المشركين التسلل الي داخل المدينه ،


الا ان عليا كان لهم بالمرصاد ، فقتل من قتل ، و هرب من هرب ، و كان من جمله الهاربين عكرمه .


و اخيرا ، جاء نصر الله للمؤمنين . فقد تفككت روابط جيش المشركين ،


و انعدمت الثقه بين اطراف القبائل ، كما ارسل الله ريحا شديده قلعت خيامهم ،


و جرفت مؤنهم ، و اطفات نيرانهم ، فدب الهلع فنفوس المشركين ، و فروا هاربين الي مكه .


و حين اشرق الصبح ، لم يجد المسلمون احدا من جيوش العدو الحاشده ، فازدادوا ايمانا ،


و ازداد توكلهم علي الله الذي لا ينسي عبادة المؤمنين .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوه تبوك – رجب 9 ة ::


بعد فتح مكه و دخول الحجاز كلها فالاسلام ،


خشى العرب التابعون للروم من المسلمين فبلاد الشام من قوه الاسلام .


فقرر الروم غزو المسلمين . و جهزوا جيشا كبيرا عسكروا جنوب بلاد الشام .


و صلت الاخبار الي الرسول صلي الله علية و سلم ، فدعا الي تجهيز جيش قوى يصد غزو الروم .


و كان الرسول صلي الله علية و سلم يعلم ان الظروف التي يمر فيها صعبه ،


و ان الايام ايام قيظ و قحط . فبعث الرجال يحثون القبائل علي الاشتراك فالجيش ،


و حث الاغنياء علي ان يجودوا بمالهم ،


فتبرع عثمان بن عفان بعشره الاف دينار و تسعمائه بعير ، و ما ئه فرس.


كما تبرع ابو بكر الصديق بكل ما له . و تبرع عبدالرحمن بن عوف باربعين الف دينار .


و تبرعت النساء بحليهن و زينتهن من الذهب .


و تحرك جيش المسلمين الي تبوك فشهر رجب من العام التاسع


بقياده الرسول صلي الله علية و سلم ، و كان عددهم ثلاثين الفا تقريبا .


و اعطي الرسول صلي الله علية و سلم اللواء لابى بكر الصديق .


و عسكر النبى صلي الله علية و سلم بجيشة فثنيه الوداع .


و كان الحر شديدا للغايه ، و عاني المسلمون من عسره الماء و الزاد ،


حتي اضطروا لذبح ابلهم و اخراج ما فكروشها فيعصرونة و يشربونة .


لذا سميت الغزوه بغزوه العسره .


و قضي المسلمون فتبوك حوالى عشرين يوما ،


و لكن لم يجدوا هنالك احدا من الروم الذين رجعوا من حيث اتوا ،


حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثر الموت علي الحياة .


و استشار الرسول صلي الله علية و سلم اصحابة فمجاوزه تبوك


الي ما هو ابعد منها من ديار الشام . فاشار علية الفاروق عمر بالعوده الي المدينه .


فاستحسن الرسول صلي علية و سلم راية و عادوا الي المدينه حامدين شاكرين .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*فتح مكة- سنه رمضان 8 ة ::


بعد صلح الحديبيه انضمت قبيله بكر لقريش ، و انضمت قبيله خزاعه لحلف المسلمين .


و كان بين بنى بكر و قبيله خزاعه ثارات فالجاهليه و دماء ،


و ذات يوم تعرضت قبيله خزاعه لعدوان من قبيله بكر المواليه لقريش ،


و قتلوا منهم نحو عشرين رجلا . و دخلت خزاعه الحرم للنجاه بنفسها ،


و لكن بنى بكر لاحقوهم و قتلوا منهم فالحرم .


فجاء عمرو بن سالم الخزاعى الرسول صلي الله علية و سلم يخبرهم بعدوان قبيله بكر عليهم ،


و انشد الرسول صلي الله علية و سلم شعرا :


يا رب انى ناشد محمدا حلف ابينا و ابية الاتلدا


انه قريش اخلفوك الموعدا و نقضوا ميثاقك المؤكدا


فانصر رسول الله نصرا اعتدا و ادع عباد الله ياتوا مددا


فقال له رسول الله علية و سلم : ” نصرت يا عمرو بن سالم ،


و الله لامنعنكم مما امنع نفسى منة ”


. و دعا الله قائلا ” اللهم خذ العيون و الاخبار عن قريش حتي نبغتها فبلادها “.


و ندمت قريش علي مساعدتها لبنى بكر ، و نقضها للعهد ،


فارسلت ابا سفيان الي المدينه ليصلح ما فسد من العهد ، و لكنة عاد خائبا الي مكه .


و اخذ رسول الله علية و سلم يجهز الجيش للخروج الي مكه . فحضرت جموع كبيره من القبائل .


و لكن حدث شيء لم يكن متوقعا من صحابى .


و هو ان الصحابى حاطب بن ابى بلتعه كتب كتابا بعث بة الي قريش مع امراه ،


يخبرهم بما عزم علية رسول الله علية و سلم ،


و امرها ان تخفى الخطاب فضفائر شعرها حتي لا يراها احد .


فاذا الوحى ينزل علي رسول الله علية و سلم بما صنع حاطب ،


فبعث الرسول صلي الله علية و سلم على بن ابى طالب و الزبير بن العوام ليلحقا بالمراه .


و تم القبض عليها قبل ان تبلغ مكه ، و عثرا علي الرساله فضفائر شعرها .


فلما عاتب النبى صلي الله علية و سلم حاطبا اعتذر انه لم يفعل هذا ارتدادا عن دينة ،


و لكنة خاف ان فشل رسول الله علية و سلم علي اهلة و الذين يعيشون فمكه .


فقال عمر : ” يا رسول الله ، دعنى اضرب عنق ذلك المنافق ” .


فقال رسول الله علية و سلم:


” انه ربما شهد بدرا ، و ما يدريك لعل الله ربما اطلع علي من شهد بدرا


فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ” .


و كان حاطب ممن حارب مع رسول الله علية و سلم فغزوه بدر . فعفا عنة ،


و تحرك جيش المسلمين بقياده رسول الله علية و سلم الي مكة


فمنتصف رمضان من السنه الثامنه للهجره . و بلغ عددهم نحو عشره الاف مقاتل .


و وصلوا ” مر الظهران ” قريبا من مكه ، فنصبوا خيامهم ، و اشعلوا عشره الاف شعله نار .


فاضاء الوادى .


و هنالك تقابل العباس بن عبدالمطلب و ابو سفيان .


فاخذة العباس الي رسول الله صلي الله علية و سلم . فقال له الرسول علية الصلاه و السلام :


” و يحك يا ابا سفيان اما ان لك


ان تعلم ان لا الة الا الله ؟ ” .


فقال العباس : ” و الله لقد ظننت ان لو كان مع الله غيرة لقد اغني عنى شيئا بعد ” .


قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” و يحك الم يان لك ان تعلم انى رسول الله ؟ ”


فقال : ” اما هذة فان فالنفس منها حتي الان شيئا ” .


و بعد حوار طويل دخل ابو سفيان فالاسلام .


و قال العباس : ” ان ابا سفيان يحب الفخر فاجعل له شيئا .


فقال الرسول صلي الله علية و سلم : ” من دخل دار ابى سفيان فهو امن


و من دخل المسجد فهو امن و من اغلق بابة فهو امن ” .


و اراد الرسول صلي الله علية و سلم ان يرى ابا سفيان قوه المسلمين ،


فحبسة عند مضيق الجبل . و مرت القبائل علي راياتها ، بعدها مر رسول الله صلي علية و سلم


فكتيبتة الخضراء. فقال ابو سفيان : ما لاحد بهؤلاء من قبل و لا طاقه .


بعدها رجع ابو سفيان مسرعا الي مكه ، و نادي باعلي صوتة : ” يا معشر قريش ،


ذلك محمد ربما جاءكم فيما لا قبل لكم بة . فمن دخل دارى فهو امن ،


و من اغلق علية بابة فهو امن ، و من دخل المسجد فهو امن “.


فهرع الناس الي دورهم و الي المسجد .


و اغلقوا الابواب عليهم و هم ينظرون من شقوقها و ثقوبها الي جيش المسلمين ،


و ربما دخل مرفوع الجباة . و دخل جيش المسلمين مكه فصباح يوم الجمعة


الموافق عشرين من رمضان من السنه الثامنه للهجره .


و دخل رسول الله صلي الله علية و سلم مكه من اعلاها و هو يقرا قولة تعالي :


(( انا فتحنا لك فتحا مبينا ))


و استسلمت مكه ، و اخذ المسلمون يهتفون فجنبات مكه و اصواتهم تشق عناء السماء :


الله اكبر .. الله اكبر .


و توجة رسول الله صلي الله علية و سلم الي الحرم ، و طاف بالكعبه ،


و امر بتحطيم الاصنام المصفوفه حولها . و كان يشير اليها و هو يقول :


(( و قل جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ))


و بعد ان طهرت الكعبه من الاصنام امر النبى علية الصلاه و السلام بلالا ان يؤذن فوقها .


بعدها قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” يا معشر قريش ، ما ترون انى فاعل بكم ؟


” قالوا : ” خيرا . اخ كريم و ابن اخ كريم ” . فقال علية الصلاه و السلام :


” اذهبوا فانتم الطلقاء”.


فما احلى العفو عند المقدره ، و ما احلي التسامح و البعد عن الانتقام .


و لننظر ما فعل الغالبون بالمغلوبين فالحربين العالميتين فقرننا ذلك ،


قرن الحضاره كما يقولون ، لنعلم الفرق ما بين الاسلام و الكفر .


و كذا ارتفعت رايه الاسلام فمكه و ما حولها ، و راح الناس ينعمون بتوحيد الله .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*غزوه خيبر- محرم 7 ة ::


ما كاد رسول الله علية و سلم يعود من صلح الحديبيه ،


و يستريح بالمدينه شهرا من الزمن حتي امر بالخروج الي خيبر .


فقد كان يهود خيبر يعادون المسلمين و ربما بذلوا جهدهم فجمع الاحزاب


فغزوه الخندق لمحاربه المسلمين .


و خرج رسول الله علية الصلاه و السلام فمطلع العام السابع الهجري


فجيش تعدادة الف و ستمائه رجل . و كانت خيبر محصنه تحصينا قويا بها ثمانيه حصون


منفصل بعضها عن بعض .وكان يهود خيبر من اشد الطوائف اليهوديه باسا و اكثرها و اوفرها سلاحا .


و التقي الجمعان و اقتتلوا قتالا شديدا . و اليهود يستميتون فالدفاع عنها .


و استمر التراشق بينهم ست ليال .


و فالليله السابعه و جد عمر بن الخطاب يهوديا خارجا من الحصون


فاسرة و اتي بة الرسول علية الصلاه و السلام . فقال اليهودى :


ان امنتمونى علي نفسى ادلكم علي امر منة نجاحكم. فقالوا : ربما امناك فما هو ؟


فقال الرجل : ان اهل ذلك الحصد ربما ادركهم الياس و سيخرجون غدا لقتالكم .


فاذا فتح عليكم ذلك الحصد فسالوكم علي بيت =فية منجنيق و دروع و سيوف ي


سهل عليكم فيها فتح بقيه الحصون. و قال رسول الله صلي الله علية و سلم :


(( لاعطين الرايه غدا رجلا يفتح الله علية يحب الله و رسولة و يحبة الله و رسولة ))


فبات الناس ليلتهم جميع منهم يتمني ان يعطاها . فلما اصبح الصباح قال :


” اين على بن ابى طالب ” ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينية . فدعاة ،


فبصق رسول الله صلي الله علية و سلم فعينية و دعا له فبرا باذن الله ،


فاعطاة الرايه و قال له : ” و الله لان يهدى الله بك رجلا و احدا خير لك من حمر النعم ” .


و لما ذهب على بن ابى طالب اليهم خرج مرحب اليهودى يختال فسلاحة فقتلة .


و احاط المسلين بالحصون ، و حمل المسلمون عليهم حمله صادقه .


فسقطت حصونهم حصنا بعد حصن . و استولي الياس علي اليهود


و طلبوا من النبى صلي الله علية و سلم الصلح علي ان يحقن دماءهم ،


فقبل الرسول علية الصلاه و السلام ، و صارت ارضهم للة و لرسولة و للمسلمين .


و كذا استولي المسلمون علي خيبر ، و غنموا منها الكثير من السلاح و المتاع .


و ربما قتل من اليهود فهذة الغزوه ثلاثه و تسعون رجلا و استشهد من المسلمين خمسه عشر رجلا .


و كان من بين ما غنم المسلمون منهم عده صحف من التوراه ،


فطلب اليهود ردها فردها المسلمون اليهم . و لم يصنع الرسول علية الصلاه و السلام


ما صنع الرومان حينما فتحوا اورشليم و احرقوا الكتب المقدسه بها ، و داسوها بارجلهم ،


و لا ما صنع التتار حين احرقوا الكتب فبغداد و غيرها .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


* الهجره الي الحبشه ::


الهجره الاولي الي الحبشة


السنه الخامسه من البعثه 615 م


عز علي النبي صلي الله علية و سلم ان يري اتباعة يتعرض بعضهم للسخرية


و الازدراء و بعضهم للتعذيب و الاضطهاد فاشار صلي الله علية و سلم علي اصحابه


فالسنه الخامسه من البعثه ان يتفرقوا فرارا بدينهم فسالوة اين نذهب؟


فاشار الي الحبشه المسيحيه فان بها ملكا لا يظلم احد عندة ،


فخرج بعض المسلمين اليها مخافه الفتنه و فرارا الي الله بدينهم ،


فكانت اول هجره فالاسلام . لقد خرج من مكه مهاجرا احد عشر رجلا و اربع نسوه منهم :


عثمان بن عفان و زوجتة السيده رقيه ابنه النبي صلي الله علية و سلم ، و عبد الرحمن بن عوف ،


و عثمان بن مظعون ، و الزبير بن العوام ، و عبد الله بن مسعود ، خرجوا متسللين سرا


و لما و صلوا الي البحر الاحمر ركبوا سفينه اوصلتهم الي الحبشه فاقاموا فخير جوار من


“النجاشى” و بعد ثلاثه اشهر رجعوا الي مكه ، لان الاقامه لم تتيسر لهم ، فعددهم قليل ،


و مع بعضهم نساؤهم كما بلغ مسامعهم ان المسلمين بمكه اصبحوا بمامن


من اذي قريش بعد اسلام حمزه و عمر .


اثار الهجره الاولي :


1- اقنعت قريش ان اتباع محمد يقابلون الصعاب بصدر رحب من اجل دينهم ،


و يفضلون ان يلحقهم جميع نوعيات العناء فسبيل الله و رسولة .


2- كانت مثالا باهرا فالتضحيه .


3- مهدت لفكره الهجره الكبري الي المدينه .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*الهجره الثانيه الي الحبشه ::


سنه ست من البعثه 616 م


و جد المسلمون ان موقف قريش لم يتغير بل اشتد و اخذ مظهرا جديدا


بلغ فقسوتة و عنفة مبلغا كبيرا ، و لذا فكر كثير ممن هاجر الهجره الاولى


الي الحبشه ان يعودوا اليها مره ثانيه ، كما رغب غيرهم فمرافقتهم


لان كثره الداخلين فالاسلام ربما افزعت قريش و دفعتها الي الاستبداد بالمسلمين ،


كما ان ما ترامي اليها من اخبار حسن الضيافه التي لقيها المسلمون فالحبشة


ربما اقلق قريش و جعلها تخشي تدخل الحبشه لحمايتهم ،


و عند هذا يعجزون عن القضاء علي المسلمين . و ربما رسم المسلمون لانفسهم


خطه السير الي الحبشه و استعدوا للرحله اليها لاقامه كريمه ينعمون فيها


بعباده الله و حدة امنين حتي ياتي نصر الله و يعم نور الاسلام و يعودوا الي اوطانهم .


هذا املهم بلا شك ، نصر و كرامه و عزه و سياده .


و لقد خرج فهذة الهجره الدينيه الثانيه ثلاثه و ثمانون رجلا و احدي عشره امراه ،


فوصلوا اليها و اقاموا بها لمدة طويله ، بعدها عادوا بعد ان اذن الله للرسول بالهجره الي المدينه .


موقف قريش من المهاجرين الي الحبشه :لم يطمئن اهل مكه الي خروج المسلمين ا


لي الحبشه هذة المره و من اجل هذا ارسلوا عمرو بن العاص و عماره بن الوليد


و معهما الهدايا النفيسه الي النجاشي كي يرد المسلمين الي مكه ، فلما دخلا عليه


قالا له : “ايها الملك ان نفرا من بني عمنا نزلوا ارضك ،


و رغبوا عنا و عن ملتنا و جاءوا بدين ابتدعوة لا نعرفة نحن و لا انت ،


فقد بعثنا اشراف قومهم لنردهم اليهم”


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*موقف النجاشي :


ربما ابي النجاشي ان يرد المسلمين الذين هاجروا الية حتي يسمع مقالتهم


و بعث فطلبهم ، فلما جاءوا سالهم : ما ذلك الدين الذي فارقتم فية قومكم؟


فرد علية جعفر بن ابي طالب قائلا : ايها الملك ، كنا قوم نعبد الاصنام و ناكل الميتة


و ناتي الفواحش و ياكل القوي منا الضعيف فكنا علي هذا حتي بعث الله


الينا رسولا منا نعرف نسبة و صدقة و امانتة . فدعانا الي الله لنوحدة و نعبدة و نخلع


ما كنا نعبد نحن و اباؤنا من دونة من الحجاره و الاوثان ، و امرنا بصدق الحديث


و اداء الامانه و حسن الجوار ، و نهانا عن الفواحش و قول الزور و طعام ما ل اليتيم ،


و امرنا ان نعبد الله و لا نشرك بة شيئا و اخذ يذكر لنا تعاليم الدين الجديد


فصدقنا و امنا برسالتة ، فعذبنا قومنا ليردونا الي عباده الاصنام ،


فلما ظلمونا و ضيقوا علينا خرجنا الي بلادك و اخترناك علي سواك .


فقال النجاشي هل معك مما جاء عن الله شىء تقرؤة على؟ فقال جعفر نعم :


و تلا علية سوره مريم من اولها الى


قولة تعالي : ” و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا (32)


و السلام علي يوم و لدت و يوم اموت و يوم ابعث حيا (33) ” . سوره مريم .


فقال النجاشي ان ذلك هو ما جاء بة موسي و سيدنا يسوع المسيح


انطلقا فوالله لا اسلمهم ابدا . بعدها عاد عمرو و صاحبة الي مكه دون ان ينجحا فمهمتهما .


و عاش المسلمون فجوار النجاشي فامن و دعه الي ما بعد الهجره الكبري الي المدينه .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*المقاطعه ::


مقاطعه قريش لبني هاشم و بني المطلب


كتابه الصحيفه و ما تم بها المحرم سنه سبع من البعثه – 617 م


رات قريش ان اصحاب رسول الله صلي الله علية و سلم ربما نزلوا بلدا اصابوا بة امنا و استقرارا ،


و ان النجاشي ربما منع و حمي من لجا الية ، و ان عمر ربما اسلم و اعلن علي الناس اسلامة ،


و لم يرض عن استخفاء المسلمين .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*المقاطعه و كتابه الصحيفه :


و ازاء هذا كلة فكرت قريش فكيفية حديثة تفسد فيها علي محمد و صحبة غايتهم ،


و تقضي فيها علي المسلمين و من يناصرهم و يتعصب لهم من بني هاشم و بني المطلب


فاتفقت علي مقاطعتهم مقاطعه تامه ، فلا يتزوجون من نسائهم و لا يبيعون لهم شيئا


و لا يشترون منهم و لا يخالطونهم و لا يقبلون منهم صلحا و لا تاخذهم بهم رافة


حتي يسلموا رسول الله صلي الله علية و سلم للقتل و سجلوا هذة القرارات


فصحيفه ختمت باختام و علقت فجوف الكعبه تاكيدا لاحترامها فيصبح الخروج عليها


او عدم الوفاء بما بها بمثابه الخروج علي العقيده الموروثه .


و كانوا يعتقدون ان سياسه التجويع و المقاطعه سيصبح لها من الاثر ما يحقق اغراضهم ،


و ازاء تلك المقاطعه الغاشمه الجائره انتقل جميع بني هاشم و بني المطلب و معهم الرسول ا


لي شعب كان يطلق علية “شعب ابي طالب ”


بظاهر مكه يعانون الحرمان الوانا حتي بلغ من سوء حالهم ان اكلوا اوراق الاشجار


و لم يتخلف من بني هاشم الا ابو لهب الذي اسرف فتعصبة للاصنام ،


و فجر فبغضة للاسلام فلم يرع للقرابه حرمه و لا للرحم موده .


و استمرت هذة المقاطعه المحلوه ثلاث سنوات متتابعه لم يجرؤ احد منهم خلالها ان يدخل مكه .


و لقد خفف عن الرسول صلي الله علية و سلم و صحبة قسوه المقاطعه ،


انها لم تنفذ علي الاشهر الحرم بعدها انه كانت تصلهم فبعض الاوقات


مساعدات سريه كالتي كان يقوم فيها “حكيم بن حزام”


ابن اخي خديجه اذ كان يحمل اليها الاكل فظلام الليل الي حيث يقيمون فشعبهم .


و ايضا احس بعض القرشيين بفظاعه ما ارتكبوة من ظلم و قسوة


و اتفقوا علي نقض حلف المقاطعه ، و من هؤلاء :”هشام بن عمرو القرشى”


كان ياتي بالبعير محملا بالاكل فيسير بة ليلا حتي يدخلة الشعب عليهم ،


و ”زهير بن امية” الذي ذهب فالصباح الي الكعبه ، فطاف بالبيت بعدها نادي فالناس


“يا اهل مكه اناكل الاكل و نلبس الثياب و بنو هاشم و بنو المطلب هلكى؟


و الله لا اقعد حتي تشق هذة الصحيفه الظالمة” و ايدة فهذا الراي بعض العقلاء من القوم ،


و جن جنون ابي جهل فذلك الوقت و كاد نزاع يقع لولا ان ابا جهل خاف سوء العاقبه فلم يفعل شيئا .


*ما تم فالصحيفه :


و علم الرسول صلي الله علية و سلم ان الارضه (وهي النمل الابيض)


اكلت الصحيفه و لم يبقي منها الا “باسمك اللهم”


و استبشر ابو طالب خيرا مما حصل للصحيفه و عزم علي الاستفاده مما حدث لها ،


فخرج فعدد من بني هاشم الي الكعبه بين امل يدفعة و رجاء يترقبه


للخلاص من ذلك الحصار و التخلص من هذة المحنه ،


و هنالك خاطب الحاضرين من رؤساء قريش قائلا :


“قد و صلني ان و ثيقتكم ربما اكلتها الحشرات ، فاكشفوا عنها حتي اذ تحقق قولى


كان عليكم ان تكفوا مقاطعتكم ، و ان لم يتحقق فاني اعدكم بتسليم ابن اخي ،


فوافقة الحاضرون من رؤساء قريش علي اقتراحة ،


و كشفوا عن الوثيقه فوجدوها كما قال ابو طالب ربما انمحت جميع الكتابه التي كانت عليها


عدا ذكر “باسمك اللهم” فتهلل و جة ابي طالب بشرا و عمت و جوة المشركين كابه ،


و اخذ كثير منهم يفكر فصمت ، و خيم عليهم حزن عميق . بعدها دخل ابو طالب بمن معة الكعبه ،


و تضرع الي الله ان يرفع اذي قريش و شرها ،


و ان يكشف عن محمد و الة السوء و يخلصهم من تامر قريش و عنادها ،


بعدها قفل راجعا الي الشعب . و ربما تشجع بهذة الحادثه هؤلاء الذين عقدوا النيه علي نقض الصحيفه ،


فذهبوا الي بني هاشم و بني المطلب فمكان حصارهم و طلبوا منهم


ان يرجع جميع الي بيتة فمكه امنا ، و كان خروجهم فالسنه العاشره من البعثة


و كان خروجا عزيزا ، اذ بة تاييد الرسول ايما تاييد ، و شعروا معه


بان الله يؤازر محمدا و حزبة و يخذل قريش و باطلها .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*حاله الدعوه فهذة الفتره : :


كانت قريش ترجو من و راء هذة المقاطعه ان يعتزل محمد قومة ليكون و حيد


ا و يزول خطر دعوتة ، و لكن الامر كان علي عكس ما فهموا


فلقد ازداد المسلمون ايمانا علي ايمانهم و كان النبي صلي الله علية و سلم


فزمن المقاطعه ينتهز فرصه اشهر الحج فيخرج لدعوه القبائل التاليه الي مكة


فذاع امر الدين الاسلامي الجديد بين العرب و قبائلها ، مما جعل الاسلام


ينتشر ذكرة فشبة الجزيره العربيه بعد ان كان حبيسا بين جبال مكه ،


فلقد رجعت و فود الحجيج الي بلادها تحمل خبر ظهور نبي اسمة محمد


يدعو الي الاسلام و ترك عباده الاصنام .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*وفاه عمة ابي طالب و السيده خديجه رضي الله عنها : :


لم يتمتع رسول الله صلي الله علية و سلم بذلك السلام لمدة طويله من الزمن


اذ لم تمض عده شهور علي انحلال حلف المقاطعه حتي فاجات محمدا


فعام و احد مفاجاتان اهتز لهما قلبة : و هما موت ابي طالب ،


و من بعدة زوجتة السيده خديجه رضي الله عنها و هذا فالعام العاشر من البعثه النبوية.


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*وفاه عمة ابي طالب : :


كان ابو طالب بن عبدالمطلب من اشد الناس دفاعا


عن رسول الله صلي الله علية و سلم فلقد صبر طويلا علي مناصرته


و وقف حياتة علي تاييدة و حمايتة .


و ضحي بنفسة و راحتة من اجل محمد الداعي الي دين يخالف دينة ،


كما كان درع محمد صلي الله علية و سلم عند الباس و حصنا له عندما تهم قريش بايذائة ،


و بردا و سلاما علية حين تشتعل نار العداوه و البغضاء .


فلما مرض و اشتد بة المرض و بلغ قريشا هذا اخذ رؤساؤهم يفكرون و يتساءلون


ما ذا سيصبح من امرهم بعد و فاه ابي طالب؟


و اخذوا يقولون ان حمزه و عمر المعروفين بشدتهما و بطشهما ربما اسلما ،


و دعوه محمد ربما شاعت فقبائل قريش كلها ، فذهبوا الي ابي طالب


و قالوا له : يا ابا طالب انك منا حيث ربما علمت ، و ربما حضرك ما تري ،


و ربما علمت الذي بيننا و بين ابن اخيك فادعة فخذ له منا ، و خذ لنا منة ،


ليكف عنا و لنكف عنة ، و ليدعنا و ديننا و ندعة و دينة ،


و كانهم بذلك ارادوا ان يوسطوا ابا طالب و هو فالمرحله الاخيره من حياته


للتوفيق بينهم و بين محمد .


و لقد جاء محمد صلي الله علية و سلم الي عمة ابي طالب و القوم عنده


فعرض علية ابو طالب رغبتهم فقال صلي الله علية و سلم :”يا عم ،


كلمه و احده تعطونيها تملكون فيها العرب و تدين لكم فيها العجم”


فقال ابو جهل : نعم نعم و عشر عبارات . قال : “تقولون لا الة الا الله و تتركون ما تعبدون من دونه”


فصفقوا بايديهم بعدها قالوا : اتريد يا محمد ان تجعل الالهه الها و احدا؟


ان امرك لعجيب ، بعدها قاموا ، فقال ابو طالب : “والله يا ابن اخي ما رايتك سالتهم شططا”


و ربما طمع النبي صلي الله علية و سلم فاسلام ابي طالب خاصه بعد ان راي منهم ما راي ،


و بعد ان سمع منة الكلمه الحقه : “والله يا ابن اخي ما رايتك سالتهم شططا”


و تمني النبي اسلامة فهو الذي كفلة و دافع عنة الي احدث لحظه من حياته


فقال صلي الله علية و سلم “يا عم قلها” اي الشهاده ، استحل لك فيها الشفاعه يوم القيام ،


فقال ابو طالب : لولا مخافه المنيه و ان تظن قريش انما قلتها جزعا من الموت لولا هذا لقلتها ،


و ما ت كافرا و ربما قارب الثمانين من عمرة .


و طلب الرسول صلي الله علية و سلم الرحمه من الله سبحانة و تعالي و المغفره لابي طالب ،


فانزل الله تعالي :


” ما كان للنبى و الذين امنوا ان يستغفروا للمشركين و لو كانوا اولى قربي من بعد م


ا تبين لهم انهم اصحاب الجحيم “. التوبه ايه 113.


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*وفاه السيده خديجه رضي الله عنها ::


توفيت السيده خديجه زوجه رسول الله صلي الله علية و سلم رضي الله عنها ،


فحزن عليها النبي حزنا شديدا ، و لا غرابه فذلك


فهي اول امراه صدقت النبي فيما جاء بة عن ربة ،


و اذهبت مخاوفة اول ما جاءة الوحي .وتفاءلت له و بة خيرا و بددت حيرته


حين ذهبت بة الي و رقه بن نوفل الذي بشرة بان الذي ياتية هو ملك الوحى


الذي كان ياتي الرسل من قبلة فهونت علية جميع شىء و ازالت من نفسة جميع خشيه .


و دفعت عنة العديد من الاذي لما لها من الجاة فعشيرتها بني اسد .


و ادخلت علية السكينه و الامان برقه نفسها و طهاره قلبها ، و قوه ايمانها ،


و ربما استغني الرسول صلي الله علية و سلم بما لها ليتفرغ الي اعظم رساله لهدايه البشرية


و كفاها فخرا و شرفا قول رسول الله صلي الله علية و سلم فبعض جديدة :”


و ربما امنت بي اذ كفر الناس و صدقتني اذ كذبني الناس ! و واستني بمالها اذ حرمني الناس ،


و رزقني الله و لدها اذ حرمني اولاد النساء” .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*اثر و فاه ابي طالب و السيده خديجه رضي الله عنها ::


و لقد كان لوفاه عمة ابي طالب و هو من عرفنا موقفه


من الرسول صلي الله علية و سلم و السيده خديجه رضي الله عنها من الاثر


ما جعل قريشا تطمع فالرسول ، فتتابع الاذي علية ،


و نالت قريش منة فاشتد بة الامر و رماة بعض سفهائهم بقاذورات القاها عليه


و هو فكيفية الي بيتة ، و رمي احدث التراب علي راسة فرجع الي بيته


و قامت فاطمه ابنتة و جعلت تغسل التراب عنة و هي تبكي فكان يقول لها :


“لا تبكي يا بنيه ، فان الله ما نع اباك” و تعلقت بة كفار قريش مره يتجاذبونه


و يقولون له انت الذي تريد ان تجعل الالهه الها و احدا؟ و كان صلي الله علية و سلم


يقول: “والله ما نالت مني قريش شيئا اكرة حتي ما ت ابو طالب” .


نقض قريش عهد الحديبيه :


فاواخر السنه الثامنه من الهجره كان ربما مضي علي صلح الحديبيه سنتان تقريبا ،


حافظ المتعاقدان فاثنائهما علي مواد المعاهده التي كان من شروطها


انه من احب ان يدخل فعقد مع قريش فليدخل فية ،


و من احب ان يدخل فعقد مع رسول الله (صلي الله علية و سلم) فليدخل فيه


و كانت خزاعه ربما انضمت الي الرسول (صلي الله علية و سلم)


و بنو بكر دخلت فعهد مع قريش . و كانت بينهما عداوات قديمه هدات فترات و اشتعلت اخري ،


فلما كانت الهدنه بين المسلمين و قريش انتهزتها بنو بكر فرصه و ساعدتهم جماعه من قريش ،


فهاجموا خزاعه ، و قتلوا بعضا منهم ، فلجات خزاعه الي حلفائها المسلمين


تشكو نقض قريش و بني بكر العهد ، و ارسلت و فدا الي رسول الله (صلي الله علية و سلم)


يخبرة بما يحدث لهم و يقول :


يا رب انني ناشد محمدا حلف ابينا و ابية الاتلدا


و الدا كنا و كنتم و لدا ثمت اسلمنا فلم ننزع يدا


فانصر هداك الله نصرا اعتدا و ادع عباد الله ياتوا مددا


فيهم رسول الله ربما تجردا ان سيم خسفا و جهة تربدا


ان قريشا اخلفوك الموعدا و نقضوا ميثاقك المؤكدا


و زعموا ان لست تدعو احدا و هم اذل و اقل عددا


هم بيتونا بالوتير هجدا و قتلونا ركعا و سجدا


فقال رسول الله (صلي الله علية و سلم) لزعيمهم عمرو بن سالم الخزاعى


:”نصرت يا عمرو بن سالم” و راي الرسول ان نقض قريش للعهد اسباب قوي لفتح مكه .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*الاستعداد لفتح مكه : :


راي رسول الله (صلي الله علية و سلم) الا يترك لقريش فرصه يتجهزون بها للحرب


فياخذهم علي حين غفله حتي يسلموا من غير ان تراق الدماء


، لذا اصدر الاوامر بالتعبئه العامه . و اوصي الجيش باخفاء الامر حتي لا تتسرب الاخبار


الي قريش فمكه . و فثمانيه من رمضان من السنه الثامنه للهجرة


(الموافق يناير سنه 630 م) تحرك جيش المسلمين من المدينه الي مكه ليفتحها ،


و ليضع يدة علي المنزل الحرام الذي جعلة الله مثابه للناس و امنا ،


و علي راسة الرسول (صلي الله علية و سلم) و هو موحد الغايه ،


و جميع املة ان يدخل المنزل الحرام من غير ان تراق قطره دم و احده ،


و فخلال السير انضم الية فرق من قبيله اسلم و مزينه و غطفان و غيرها


حتي بلغ عددة عشره الاف، و بعد اسبوع و صلوا “مر الظهران” فعسكر المسلمون فيه.


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*ابو سفيان يستطلع الاخبار : :


و ربما امر رسول الله (صلي الله علية و سلم) ان يوقد جميع فرد نارا


لتظهر قوه الجيش الاسلامي القريب من مكه ، فيلقي الرعب فقلوب قريش


فتاتي صاغره للتسليم ، و كان ابو سفيان بن حرب ربما خرج يلتمس الاخبار


و يستطلع مبلغ الخطر الذي شاعت انباؤة فمكه . و فجنح الظلام


و علي مقربه من نيران المسلمين لقية العباس بن عبدالمطلب فناداة ،


فوقف ابو سفيان و قال له : ما و راءك؟ قال العباس :


ذلك رسول الله (صلي الله علية و سلم) اتاكم بما لا قبل لكم بة .


قال ابو سفيان : فما الحيله فداك ابي و امى؟ قال العباس : انصحك بان تركب و رائى


(وكان يركب بغله رسول الله) فاتية بك و استامن لك .


و اردف العباس ابا سفيان و سار بة نحو خيمه رسول الله ، يقول العباس :


فلما مررت بنار عمر بن الخطاب عرف ابا سفيان ، فاسرع الي خيمه النبى


(صلي الله علية و سلم) و طلب ان يضرب عنقة ، فقال العباس : انني ربما اجرتة فقال


(صلي الله علية و سلم) : اذهب بة يا عباس الي رحلك فاذا اصبحت فاتني بة .


فلما كان الصباح جاء العباس الي النبي (صلي الله علية و سلم) و جري الحديث التالي :


– “ويحك يا ابا سفيان الم يان لك ان تعلم انه لا الة الا الله؟”


– ابو سفيان : ما احلمك و اوصلك . و الله ربما ظننت ان لو كان مع الله الة غيرة لكان اغني شيئا.


– الرسول (صلي الله علية و سلم) : “ويحك يا ابا سفيان الم يان لك ان تعلم انني رسول الله؟”


– ابو سفيان : ام هذة فوالله ان فالنفس منها حتي الان شيئا .


فتدخل العباس . و قال له : و يحك اسلم قبل ان تضرب عنقك ، فاسلم ،


فقال العباس : يا رسول الله ان ابا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا ،


قال رسول الله (صلي الله علية و سلم) :”نعم : من دخل دار ابي سفيان فهو امن ،


و من اغلق بابة فهو امن ، و من دخل المسجد فهو امن” .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*الجيش يدخل مكه ::


و بعد هذا امر الرسول العباس ان يقف مع ابي سفيان علي الطريق الضيق المؤدي الي مكة


حتي تمر علية جنود المسلمين فيراها ليحدث قومة عن قوه المسلمين ،


و مرت القبائل بابي سفيان و هو يسال عنها العباس ،


حتي قال : يا عباس ما لاحد بهؤلاء قبل و لا طاقه ، و اسرع الي مكه يصيح باعلي صوتة :


يا معشر قريش ، ذلك محمد ربما جاءكم بما لا قبل لكم بة من دخل دار ابي سفيان فهو امن ،


و من اغلق بابة فهو امن ، و من دخل المسجد فهو امن . و ركب الرسول ناقتة القصواء


و اصدر الاوامر الي قاده الجيش الا تقاتل الا اذا اكرهت علي القتال ،


و ساروا حتي دخلوا مكه و لم يحدث الا مناوشات خفيفه و اهمها ما لاقاة خالد بن الوليد


قائد الجناح الايمن فقد قتل حوالي عشرين رجلا ممن و قفوا فطريقه


و لم يقتل من المسلمين سوي اثنين . و لما تم للمسلمين الاستيلاء علي مكة


نظر الرسول (صلي الله علية و سلم) الي البلد الامين و الي الجبال التي كان ياوي اليها


حين يشتد بة اذي قريش فترقرقت فعينية دمعه شكرا لله


بعدها سار حتي بلغ المنزل الحرام فطاف بة سبعا ، بعدها استلم الحجر ،


و تكاثر الناس حولة فالمسجد فخطبهم و تلا عليهم


قولة تعالي : ” يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثي و جعلناكم شعوبا


و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ” . سوره الحجرات ايه 13 .


بعدها قال : يا معشر قريش و يا اهل مكه ،


ما ترون انني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرا ، اخ كريم و ابن اخ كريم .


قال : اذهبوا فانتم الطلقاء . و بهذة الكلمه صدر العفو العام عن اهل مكه جميعا .


و كذا سقط اكبر معقل للوثنيه فبلاد العرب ف20 رمضان سنه 8 ة .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*تطهير الكعبه من الاصنام : :


دخل رسول الله (صلي الله علية و سلم) الكعبه ،


و كان بداخلها و خارجها اصنام تعبدها قريش فاخذ يشير اليها بقضيب فيده


و يقول : “جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا”


و امر باخراجها و تحطيمها و تطهير المنزل الحرام منها .


و بعد ان استتب الامن بوجة عام اخذ النبي (صلي الله علية و سلم)


يرسل السرايا الي القبائل المجاوره لمكه يدعوها الي الاسلام


و تحطيم الاصنام فهدمت العزي و مناه و سواع ،


و بذلك ذهبت هيبه الاوثان من النفوس و زال سلطانها ،


و استنار العالم العربي بنور التوحيد الوضاء .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*نتائج فتح مكه : :


1- قضي الاسلام علي الوثنيه و الشرك فاغلب جزيره العرب ،


و انشا لها نظما و تشريعات حديثة سعدت فيها و ارتقت . 2


– قضي علي عهد الصراع بين القبائل فانصرفت الي نشر الاسلام و تعزيزة .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


ا*لعبره من فتح مكه ::


بعد ان تم فتح مكه ، و اجتمع الناس حول رسول الله (صلي الله علية و سلم) ،


نظر فراي منهم من ائتمروا بة ليقتلوة ، و من قاتلوة فبدر ، و امعنوا له العداء فاحد .


و حصروة فغزوه الخندق ، و عذبوة و اصاحبة ، نظر اليهم و هم جميعا فقبضه يدة ا


مرة نافذ فرقابهم ، و حياتهم رهن كلمه ينطق فيها ،


و مع جميع ذلك فقد نظر اليهم نظره كلها عفو و رحمه قائلا لهم :


“اذهبوا فانتم الطلقاء” فكان مثلا اعلي للعالم كلة فسمو النفس ، و العفو عند المقدرة


كما ضرب المثل فالمحافظه علي الدماء باصدار الاوامر الي قاده الجيوش الا تسفك دما


الا اذا اكرهت اكراها . و ربما كان من اثر هذة السياسه .


ان كسب الرسول قلوب اهل مكه فاقبل علي الاسلام فتيان قريش و شيوخها


و نساؤها و لم يحجم عنة الا نفر طعام الحسدقلوبهم و سيطر العناد علي افئدتهم .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*حجه الوداع ::


سنه 10 ة ، سنه 632 م


اقبل شهر ذي القعده من السنه العاشره للهجره ،


و لم يكن رسول الله (صلي الله علية و سلم) ربما ادي فريضه الحج ،


و المسلمون فحاجه الي من يرشدهم عمليا الي مناسكة ،


لهذا دعا الرسول (صلي الله علية و سلم) الناس الي الحج معة ،


فاقبلوا جماعات الي المدينه حتي بلغ عددهم ما ئه الف او يزيدون .


و فاليوم الخامس و العشرين من شهر ذي القعده تحرك ركب الحجاج من المدينة


ففرحه شامله و امامهم الرسول (صلي الله علية و سلم) الي بيت =الله الحرام ،


فلما و صلوا “ذا الحليفة” (1) باتوا بها و فالصباح احرم النبى


(صلي الله علية و سلم) و احرم المسلمون ، فنزعوا المخيط ،


و لبسوا ملابس الاحرام و توجة الرسول (صلي الله علية و سلم) الي الله


و المسلمون من و رائة داعين (لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ،


ان الحمد و النعمه لك و الملك ، لا شريك لك) فتجاوب فنواحي الصحراء صداها


حتي و صلوا مكه فاليوم الرابع من ذي الحجه ، فتوجة الرسول و المسلمون الي الكعبه ،


فاستلم (صلي الله علية و سلم) الحجر الاسود و قبلة و طاف بالبيت سبعا


بعدها سعي بين الصفا و المروه سبعا ، بعدها ذهب الي “منى” و منها الي جبل عرفات ،


فاقيمت له خيمه فاستراح حتي زالت الشمس بعدها ركب ناقتة القصواء


و نادي فالناس بصوت مرتفع يرددة من بعدة “ربيعه بن اميه بن خلف”


قائلا بعد ان حمد الله و اثني علية :


“ايها الناس اسمعوا قولي ذلك فاني لا ادري لعلي لا القاكم بعد عامي ذلك بهذا الموقف ابدا”


، “ايها الناس ان دماءكم و اموالكم عليكم حرام الي ان تلقوا ربكم كحرمه يومكم هذا


و كحرمه شهركم ذلك ، و انكم ستلقون ربكم فيسالكم عن اعمالكم ، و ربما بلغت ،


فمن كانت عندة امانه فليؤدها الي من ائتمنة عليها ” ، “وان جميع ربا موضوع


و لكن لكم رءوس اموالكم لا تظلمون و لا تظلمون” الي ان قال : “اما بعد ايها الناس ،


فان الشيطان ربما يئس من ان يعبد بارضكم هذة ابدا ، و لكنة ان يطع فيما سوي ذلك


فقد رضي بة مما تحقرون من اعمالكم فاحذروة علي دينكم” .


ايها الناس : “انما النسىء زياده فالكفر يضل بة الذين كفروا يحلونة عاما و يحرمونة عاما


ليواطئوا عده ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ، و يحرموا ما احل الله ،


و ان الزمان ربما استدار كهيئتة يوم خلق الله السموات و الارض ،


ان عده الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها اربعه حرم ، ثلاثه متواليه ،


و رجب الفرد الذي بين جمادي و شعبان” ، “اما بعد ايها الناس :


فان لكم علي نسائكم حقا و لهن عليكم حقا الا يوطئن فرشكم احدا تكرهونة ،


و عليهن الا ياتين بفاحشه مبينه ، فان فعلن فان الله اذن لكم ان تهجروهن فالمضاجع


و تضربوهن ضربا غير مبرح ، فان انتهين فلهن رزقهن و كسوتهن بالمعروف ،


و استوصوا بالنساء خيرا فانهن عندكم عوان (2) لا يملكن لانفسهن شيئا


و انكم اخذتموهن بامانه الله ، و استحللتم فروجهن بعبارات الله” ،


“فاعقلوا ايها الناس قولي ، فاني ربما بلغت ،


و ربما تركت فيكم ما ان اعتصمتم بة فلن تضلوا ابدا امرا بيننا ، كتاب الله و سنه رسوله” ،


“ايها الناس : استمعوا قولي و اعقلوة : تعلمن ان جميع مسلم اخ للمسلم ،


و ان المسلمين اخوه ، فلا يحل لامرىء من اخية الا ما اعطاة عن طيب نفس منه


فلا تظلمن انفسكم” .


“اللهم ربما بلغت؟” فاجاب الناس : نعم ، فقال (صلي الله علية و سلم) : “اللهم فاشهد” .


بعدها ترك الرسول عرفات و قضي ليله بالمزدلفه ، بعدها ذهب الي مني ،


و رمي فكيفية اليها الجمرات ، بعدها نحر الهدي . و حلق راسة ،


و بذلك ربما اتم حجة و علم الناس مناسكهم ، و ما فرض الله عليهم ،


بعدها عاد الي المدينه بعد ان بلغ الرساله و ادي الامانه ، و بين للناس معالم الحلال و الحرام ،


و اكد حرمه الدماء و الاعراض و الاموال ، و اوصي بالنساء خيرا فخطبتة الخالده الجامعة


و اعلن عن رب العزه . قال تعالي : ” اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتى و


رضيت لكم الاسلام دينا ” . سوره المائده ايه 3 .


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


**وفاه رسول الله (صلي الله علية و سلم) ::


سنه 11 ة سنه 633 م


مرض رسول الله (صلي الله علية و سلم) فاواخر صفر سنه 11 ة و اشتد علية المرض


حتي اغمي علية و راسة فحجر عائشه رضي الله عنها و كانت تدعو له بالشفاء ،


و كان يقول :”ان للموت لسكرات” قالت فاطمه لما تغشاة الكرب : و اكرب ابتاة ،


فقال (صلي الله علية و سلم) “لا كرب علي ابيك بعد اليوم” .


و فصباح يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول سنه 11 ة قبض النبي r الي رحمه ربه


و هو فالثالثه و الستين من عمرة ، قضي منها 23 سنه يجاهد فتبليغ الرساله و نشر الدعوه ،


فادرك من التوفيق و النجاح ما قرت بة عينة و عين البشريه .


فقد جاء بدين هو اروع الاديان و اكملها ، و سن شريعة


اجمع الباحثون علي انها ارقي شريعه سماويه عرفها البشر فتاريخهم ،


و اسس هيئه اجتماعيه علي دعائم ثابته من الاخاء و المساواه و الحريه ،


لا فضل لاحد بها علي احد الا بالتقوي .


قال تعالي : ” ان اكرمكم عند الله اتقاكم ” . سوره الحجرات ايه 13 .


*اللحظات الاخيره قبل و فاه الرسول محمدصلي الله علية و سلم


حياة الرسول مولدة مماتة عليه


*وفاه النبى و ما لها من اثر عجيب فالقلب،،::


لحظات و فاه النبي


قبل الوفاه كانت احدث حجه للنبى صلي الله علية و سلم حجه الوداع…


و بينما هو هنالك ينزل قول الله عز و جل


(اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الاسلام دينا)…


فبكي ابو بكر الصديق رضى الله عنة فقال الرسول صلي الله علية و سلم


” ما يبكيك فالاية” فقال : “هذا نعى رسول الله علية السلام”.


[/ورجع الرسول من حجه الوداع و قل الوفاه بتسعه ايام نزلت احدث ايه فالقران


(واتقوا يوما ترجعون فية الي الله بعدها توفي جميع نفس ما كسبت و هم لا يظلمون)


و بدا الوجع يخرج علي الرسول صلي الله علية و سلم فقال اريد ان ازور شهداء احد،


فراح لشهداء احد و وقف علي قبور الشهداء و قال: يا شهداء احد


انتم السابقون و نحن ان شاء الله بكم لاحقون و انى بكم ان شاء الله لاحق


[/ و هو راجع بكي الرسول فقالوا: “ما يبكيك يا رسول الله” قال:” اشتقت لاخواني”


قالوا: “اولسنا اخوانك يا رسول الله ” قال: “لا انتم اصحابي


اما اخوانى فقوم ياتون من بعدى يؤمنون بى و لا يروني”.


و قبل الوفاه بثلاث ايام بدا الوجع يشتد علية و كان ببيت السيده ميمونة


فقال: “اجمعوا زوجاتي” فجمعت الزوجات فقال النبى صلي الله علية و سلم :


“اتاذنون لى ان امرض ببيت عائشه فقلن اذنا لك يا رسول الله”.


فاراد ان يقوم فما استطاع فجاء على بن ابى طالب و الفضل بن العباس


فحملوا النبى فطلعوا بة من حجره السيده ميمونه الي حجره السيده عائشة


فالصحابه اول مره يروا النبى محمول علي الايادى فتجمع الصحابة


و قالوا: “مال رسول الله ما ل رسول الله” و تبدا الناس تتجمع بالمسجد


و يبدا المسجد يمتلا بالصحابه و يحمل النبى الي بيت =عائشة


فيبدا الرسول يعرق و يعرق و يعرق


و تقول السيده عائشة:” انا بعمرى لم اري اي انسان يعرق بهذة الكثافة


” فتاخذ يد الرسول و تمسح عرقة بيدة ،( فلماذا تمسح بيدة هو و ليس بيدها)


تقول عائشة: “ان يد رسول الله اطيب و اكرم من يدى ف لذا امسح عرقة بيدة هو


و ليس بيدى انا” (فهذا تقدير للنبي)


تقول السيده عائشه فاسمعة يقول: “لا الة الا الله ان للموت لسكرات،


لا الة الا الله ان للموت لسكرات” فكثراللغط اي (بدا الصوت داخل المسجد يعلو)


فقال النبى صلي الله علية و سلم: “ما هذا؟”


فقالت عائشة: “ان الناس يخافون عليك يا رسول الله” فقال: “احملونى اليهم”


فاراد ان يقوم فما استطاع، فصبوا علية سبع قرب من الماء لكى يفيق فحمل النبي


و صعد بة الي المنبر


فكانت احدث خطبه لرسول الله صلي الله علية و سلم


و احدث عبارات لرسول الله صلي الله علية و سلم و احدث دعاء لرسول الله صلي الله علية و سلم ،


قال النبى :


“ايها الناس كانكم تخافون علي” قالوا: “نعم يا رسول الله”


فقال الرسول صلي الله علية و سلم: “ايها الناس موعدكم معى ليس الدنيا،


موعدكم معى عند الحوض، و الله و لكانى انظر الية من مقامى هذا،


ايها الناس و الله ما الفقر اخشي عليكم و لكنى اخشي عليكم الدنيا


ان تتنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما اهلكتهم”


بعدها قال صلي الله علية و سلم: “ايها الناس الله الله بالصلاه الله الله بالصلاة”


تعنى (حلفتكم بالله حافظوا علي الصلاة) فظل يرددها بعدها قال: “ايها الناس اتقوا الله فالنساء،


اوصيكم بالنساء خيرا” بعدها قال: “ايها الناس ان عبدا خيرة الله بين الدنيا


و بين ما عند الله فاختار ما عند الله” فما احد فهم من هو العبد الذي يقصده


فقد كان يقصد نفسة ان الله خيرة و لم يفهم سوي ابو بكر الصديق


و كان الصحابه معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كانة علي رؤوسهم الطير


فلما سمع ابو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسة فعلا نحيبة (البكاء مع الشهقة)


و فو سط المسجد قاطع الرسول


و بدا يقول له: “فديناك بابائنا يا رسول الله فديناك بامهاتنا يا رسول الله


فديناك باولادنا يا رسول الله فديناك بازواجنا يا رسول الله فديناك باموالنا يا رسول الله”


و يردد و يردد فنظر الناس الي ابو بكر شظرا (كيف يقاطع الرسول بخطبته)


فقال الرسول: “ايها الناس فما منكم من احد كان له عندنا من فضل الا كافاناة به


الا ابو بكر فلم استطع مكافاتة فتركت مكافاتة الي الله تعالي عز و جل


جميع الابواب الي المسجد تسد الا ابواب ابو بكر لا يسد ابدا”


بعدها بدا يدعى لهم و يقول احدث دعوات قبل الوفاه :


“اراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله ايدكم الله حفظكم الله”


و احدث كلمه قبل ان ينزل عن المنبر موجة للامه من علي منبره


“ايها الناس اقرءوا منى السلام علي من تبعنى من امتى الي يوم القيامة”


و حمل مره اخري الي بيته.


دخل علية و هو بالبيت عبدالرحمن ابن ابو بكر و كان بيدة سواك


فظل النبى ينظر الي السواك و لم يستطع ان يقول اريد السواك


فقالت عائشه فهمت من نظرات عينية انه يريد السواك فاخذت السواك من يد الرجل


فاستكت بة (اى و ضعتة بفمها) لكى الينة للنبى و اعطيتة اياه


فكان احدث شى دخل الي جوف النبى هو ريقي”( ريق عائشة)


فتقول عائشة: “كان من فضل ربى على انه جمع بين ريقى و ريق النبى قبل ان يموت”.


بعدها دخلت ابنتة فاطمه فبكت عند دخولها.


بكت لانها كانت معتاده كلما دخلت علي الرسول و قف و قبلها بين عينيها


و لكنة لم يستطع الوقوف لها فقال لها الرسول: “ادنى منى يا فاطمة”


فهمس لها باذنها فبكت بعدها قال لها الرسول مره ثانية: “ادنى منى يا فاطمة”


فهمس لها مره اخري باذنها فضحكت فبعد و فاه الرسول سالوا فاطمه ”


ما ذا همس لك فبكيتى و ما ذا همس لك فضحكت!” قالت فاطمة:


“لاول مره قال لى يا فاطمه انى ميت الليلة. فبكيت!


و لما و جد بكائى رجع و قال لي: انت يا فاطمه اول اهلى لحاقا بي. فضحكت!”


بعدها قال الرسول: “اخرجوا من عندى بالبيت ” و قال “ادنى منى يا عائشة”


و نام علي صدر زوجتة السيده عائشه فقالت السيده عائشة:


“كان يرفع يدة للسماء و يقول (بل الرفيق الاعلي بل الرفيق الاعلى)


فتعرف من اثناء كلامة انه يخير بين حياة الدنيا او الرفيق الاعلى”.


فدخل الملك جبريل علي النبى و قال: “ملك الموت بالباب


و يستاذن ان يدخل عليك و ما استاذن من احد قبلك” فقال له “اذن له يا جبريل”


و دخل ملك الموت و قال: “السلام عليك يا رسول الله


ارسلنى الله اخيرك بين البقاء فالدنيا و بين ان تلحق بالله


” فقال النبي: “بل الرفيق الاعلي بل الرفيق الاعلي و قف ملك الموت عند راس النبي


(كما سيقف عند راس جميع و احد منا)


و قال: “ايتها الروح الطيبه روح محمد ابن عبدالله اخرجى الي رضى من الله و رضوان و رب ر


اضى غير غضبان”


تقول السيده عائشة: “فسقطت يد النبى و ثقل راسة علي صدرى فقد علمت انه ربما ما ت


” و تقول “ما ادرى ما افعل فما كان منى الا ان خرجت من حجرتى الي المسجد


حيث الصحابه و قلت


ما ت رسول الله ما ت رسول الله ما ت رسول الله فانفجر المسجد بالبكاء


فهذا على ابن ابى طالب اقعد من هول الخبر،


و ذلك عثمان بن عفان كالصبى ياخذ بيدة يمينا و يسارا


و ذلك عمر بن الخطاب قال: اذا احد قال انه ربما ما ت ساقطع راسة بسيفي


انما ذهب للقاء ربة كما ذهب موسي للقاء ربه


اما اثبت الناس كان ابو بكر رضى الله عنة فدخل علي النبى و حضنة و قال و ا خليلاة و ا حبيباه


و ا ابتاة و قبل النبي


و قال: طبت حيا و طبت ميتا فخرج ابو بكر رضى الله عنة الي الناس


و قال: من كان يعبد محمد فمحمد ربما ما ت و من كان يعبد الله فان الله باقى حى لا يموت

  • نهى الرسول الوقوف للتسليم


قصة سيدنا محمد كتابة