قصة سورة المسد

 

صورة-1

 



القول فتأويل قولة جل ثناؤة و تقدست اسماؤة : ( تبت يدا ابى لهب و تب ( 1 ) ما اغني عنة ما له و ما كسب ( 2 ) سيصلي نارا ذات لهب ( 3 ) وامرأتة حماله الحطب ( 4 ) فى جيدها حبل من مسد ( 5 ) ) .

يقول تعالي ذكرة : خسرت يدا أبى لهب ، و خسر هو . و إنما عنى بقولة : ( تبت يدا ابى لهب ) تب عملة . و كان بعض اهل العربيه يقول : قولة : ( تبت يدا ابى لهب ) : دعاء علية من الله .

و أما قولة : ( و تب ) فإنة خبر . و يذكر ان هذا فقراءه عبد الله : “تبت يدا ابى لهب و ربما تب” . و فدخول “قد” فية دلاله علي انه خبر ، و يمثل هذا بقول القائل لآخر : اهلكك اللة ، و ربما اهلكك ، و جعلك صالحا و ربما جعلك .

و بنحو الذي قلنا فمعني قولة : ( تبت يدا ابى لهب ) قال اهل التأويل .

ذكر من قال هذا :

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتاده ( تبت يدا ابى لهب ) : أى خسرت و تب .

حدثنى يونس ، قال : اخبرنا ابن و هب ، قال : قال ابن زيد ، فى قول الله : ( تبت يدا ابى لهب و تب ) قال : التب : الخسران ، قال : قال أبو لهب للنبى صلي الله علية و سلم : ما ذا اعطي يا محمد إن امنت بك ؟ قال ؟ “كما يعطي المسلمون” ، فقال : ما لى عليهم فضل ؟ قال : “وأى شيء تبتغى ؟ ” قال : تبا لهذا من دين تبا ، ان اكون انا و هؤلاء سواء ، فأنزل الله : ( تبت يدا ابى لهب ) يقول : بما عملت ايديهم .

حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتاده ( تبت يدا ابى لهب ) [ ص: 633 ] قال : خسرت يدا أبى لهب وخسر .

و قيل : ان هذة السوره نزلت فأبى لهب ، لأن النبى صلي الله علية و سلم لما خص بالدعوه عشيرتة ، اذ نزل علية : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وجمعهم للدعاء ، قال له ابو لهب : تبا لك سائر اليوم ، الهذا دعوتنا ؟

ذكر الأخبار الوارده بذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو معاويه ، عن الأعمش ، عن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : صعد رسول الله صلي الله علية و سلم ذات يوم الصفا ، فقال : “يا صباحاة ! ” فاجتمعت الية قريش ، فقالوا : ما لك ؟ قال : “أرأيتكم ان اخبرتكم ان العدو مصبحكم او ممسيكم ، اما كنتم تصدقوننى ؟ ” قالوا : بلي ، قال : “فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد” ، فقال أبو لهب : تبا لك ، الهذا دعوتنا و جمعتنا ؟ ! فأنزل الله : ( تبت يدا ابى لهب ) إلي اخرها .

حدثنى أبو السائب ، قال : ثنا ابو معاويه ، عن الأعمش ، عن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، مثلة .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن نمير ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مره ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) قام رسول الله صلي الله علية و سلم علي الصفا ثم نادي : “يا صبحاه” فاجتمع الناس الية ، فبين رجل يجيء ، و بين احدث يبعث رسولة ، فقال : “يا بنى هاشم ، يا بنى عبدالمطلب ، يا بنى فهر ، يا بنى . . . يا بنى ارأيتكم لو اخبرتكم ان خيلا بسفح ذلك الجبل” – يريد تغير عليكم – صدقتمونى ؟ ” قالوا : نعم ، قال : “فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد” ، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، الهذا دعوتنا ؟ فنزلت : ( تبت يدا ابى لهب و تب ) ” .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو اسامه ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مره ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما نزلت هذة الآيه : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ورهطك منهم المخلصين ، خرج رسول الله صلي الله علية و سلم ، حتي صعد الصفا ، فهتف : “يا صباحاه” . فقالوا : من ذلك الذي يهتف ؟ فقالوا : محمد ، فاجتمعوا الية ، فقال : “يا بنى فلان ، يا بنى فلان ، يا بنى عبدالمطلب ، يا بنى [ ص: 677 ] عبد مناف ، فاجتمعوا الية ، فقال : “أرأيتكم لو اخبرتكم ان خيلا تظهر بسفح ذلك الجبل اكنتم مصدقى ؟ ” قالوا : ما جربنا عليك كذبا ، قال “فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد” ، فقال أبو لهب : تبا لك ما جمعتنا الا لهذا ؟ بعدها قام فنزلت هذة السوره : “تبت يدا ابى لهب و ربما تب” كذا قرا الأعمش إلي احدث السوره .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، فى قولة : ( تبت يدا ابى لهب ) قال : حين ارسل النبى صلي الله علية و سلم الية و إلي غيرة ، و كان أبو لهب عم النبى صلي الله علية و سلم ، و كان اسمة عبد العزي ، فذكرهم ، فقال أبو لهب : تبا لك ، فهذا ارسلت الينا ؟ فأنزل الله : ( تبت يدا ابى لهب ) .

و قولة : ( ما اغني عنة ما له و ما كسب )

يقول تعالي ذكرة : اي شيء اغني عنة ما له ، و دفع من سخط الله علية ( وما كسب ) وهم و لدة . و بالذى قلنا فذلك قال اهل التأويل

ذكر من قال هذا .

حدثنا الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر ، قال : ثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن خيثم ، عن أبى الطفيل ، قال : جاء بنو أبى لهب إلي ابن عباس ، فقاموا يختصمون فالبيت ، فقام ابن عباس ، فحجز بينهم ، و ربما كف بصرة ، فدفعة بعضهم حتي و قع علي الفراش ، فغضب و قال : اخرجوا عنى الكسب الخبيث .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبى بكر الهذلى ، عن محمد بن سفيان ، عن رجل من بنى مخزوم ، عن ابن عباس أنة رأي يوما و لد أبى لهب يقتتلون ، فجعل يحجز بينهم و يقول : هؤلاء مما كسب .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد ( ما اغني عنة ما له و ما كسب ) قال : ما كسب و لدة .

حدثنى محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثنى الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ، فقول الله : ( وما كسب ) قال : و لدة هم من كسبة .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ، فقول الله ( وما كسب ) قال : و لدة . [ ص: 678 ]

و قولة : ( سيصلي نارا ذات لهب )

يقول : سيصلي ابو لهب نارا ذات لهب .

و قولة : ( وامرأتة حماله الحطب )

يقول : سيصلي أبو لهب وامرأتة حماله الحطب ، نارا ذات لهب . و اختلفت القراء فقراءه ( حماله الحطب ) فقرا هذا عامه قراء المدينه والكوفه والبصره : “حماله الحطب” بالرفع ، غير عبد الله بن ابى اسحاق ، فإنة قرا هذا نصبا فيما ذكر لنا عنة .

و اختلف فية عن عاصم ، فحكى عنة الرفع بها و النصب ، و كأن من رفع هذا جعلة من نعت المرأه ، و جعل الرفع للمرأه ما تقدم من الخبر ، و هو “سيصلى” ، و ربما يجوز ان يصبح رافعها الصفه ، و هذا قولة : ( فى جيدها ) وتكون “حمالة” نعتا للمرأه . و أما النصب فية فعلي الذم ، و ربما يحتمل ان يصبح نصبها علي القطع من المرأه ، لأن المرأه معرفه ، و حماله الحطب نكره .

و الصواب من القراءه فذلك عندنا : الرفع ، لأنة افصح الكلامين فية ، و لإجماع الحجه من القراء علية .

و اختلف اهل التأويل ، فمعني قولة : ( حماله الحطب ) فقال بعضهم : كانت تجيء بالشوك فتطرحة فطريق رسول الله صلي الله علية و سلم ، ليدخل فقدمة اذا خرج الي الصلاه .

ذكر من قال هذا :

حدثنى محمد بن سعد ، قال : ثنى ابى ، قال : ثنى عمى ، قال : ثنى ابى ، عن ابية ، عن ابن عباس ، فقولة : ( وامرأتة حماله الحطب ) قال : كانت تحمل الشوك ، فتطرحة علي طريق النبى صلي الله علية و سلم ، ليعقرة و أصحابة ، و يقال : ( حماله الحطب ) : نقاله للحديث .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبى اسحاق ، عن رجل من همدان يقال له يزيد بن زيد ، ان امرأه أبى لهب كانت تلقى فطريق النبى صلي الله علية و سلم الشوك ، فنزلت : ( تبت يدا ابى لهب وامرأتة حماله الحطب ) .

حدثنى أبو هريره الضبعى ، محمد بن فراس ، قال : ثنا أبو عامر ، عن قره بن [ ص: 679 ] خالد ، عن عطيه الجدلى . فى قولة : ( حماله الحطب ) قال : كانت تضع العضاة علي طريق رسول الله صلي الله علية و سلم ، فكأنما يطا بة كثيبا .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، فقولة : ( وامرأتة حماله الحطب ) كانت تحمل الشوك ، فتلقية علي طريق نبى الله صلي الله علية و سلم ليعقرة .

حدثنى يونس ، قال : اخبرنا ابن و هب ، قال : قال ابن زيد ، فى قولة : ( وامرأتة حماله الحطب ) قال : كانت تأتى بأغصان الشوك ، فتطرحها بالليل فطريق رسول الله صلي الله علية و سلم .

و قال اخرون : قيل لها هذا : حماله الحطب ، لأنها كانت تحطب الكلام ، و تمشى بالنميمه ، و تعير رسول الله صلي الله علية و سلم بالفقر .

ذكر من قال هذا :

حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا المعتمر بن سليمان ، قال : قال أبو المعتمر : زعم محمد أن عكرمه قال ( حماله الحطب ) : كانت تمشى بالنميمه .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد : ( وامرأتة حماله الحطب ) قال : كانت تمشى بالنميمه .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا الأشجعى ، عن سفيان ، عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ، مثلة .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثلة .

حدثنى محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثنى الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ( حماله الحطب ) قال : النميمه .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتاده ( وامرأتة حماله الحطب ) : أى كانت تنقل الأحاديث من بعض الناس الي بعض .

حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتاده ( وامرأتة حماله الحطب ) قال : كانت تحطب الكلام ، و تمشى بالنميمه .

و قال بعضهم : كانت تعير رسول الله صلي الله علية و سلم بالفقر ، و كانت تحطب فعيرت بأنها كانت تحطب . [ ص: 680 ]

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ( وامرأتة حماله الحطب ) قال : كانت تمشى بالنميمه .

و أولي القولين فذلك بالصواب عندى ، قول من قال : كانت تحمل الشوك ، فتطرحة فطريق رسول الله صلي الله علية و سلم ، لأن هذا هو اظهر معني هذا .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن عيسي بن يزيد ، عن ابن اسحاق ، عن يزيد بن زيد ، و كان الزم شيء لمسروق ، قال : لما نزلت : ( تبت يدا ابى لهب ) بلغ امرأه أبى لهب أن النبى صلي الله علية و سلم يهجوك ، قالت : علام يهجونى ؟ هل رأيتمونى كما قال محمد أحمل حطبا ؟ ” ( فى جيدها حبل من مسد ) ” ؟ فمكثت ، بعدها اتتة ، فقالت : ان ربك قلاك و ودعك ‘ ، فأنزل الله : ( والضحي و الليل اذا سجي ما و دعك ربك و ما قلي ) .

و قولة ( فى جيدها حبل من مسد )

يقول فعنقها; و العرب تسمى العنق جيدا ; و منة قول ذى الرمه :

فعيناك عيناها و لونك لونها وجيدك الا انها غير عاطل

و بالذى قلنا فذلك قال اهل التأويل .

ذكر من قال هذا :

حدثنى يونس ، قال : اخبرنا ابن و هب ، قال : قال ابن زيد ، فى قول الله : ( فى جيدها حبل ) قال : فرقبتها .

و قولة : ( حبل من مسد ) اختلف اهل التأويل فذلك ، فقال بعضهم : هى حبال تكون بمكه .

ذكر من قال هذا :

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فقولة : ( فى جيدها حبل من مسد ) قال : حبل من شجر ، و هو الحبل الذي كانت تحتطب بة .

حدثنى محمد بن سعد ، قال : ثنى ابى ، قال : ثنى عمى ، قال : ثنى ابى ، عن ابية ، [ ص: 681 ] عن ابن عباس ( حبل من مسد ) قال : هى حبال تكون بمكه ; ويقال : المسد : العصا التي تكون فالبكره ، و يقال المسد : قلاده من و دع .

حدثنى يونس ، قال : اخبرنا ابن و هب ، قال : قال ابن زيد : فى قولة : ( حبل من مسد ) قال : حبال من شجر تنبت فاليمن لها مسد ، و كانت تفتل; و قال ( حبل من مسد ) : حبل من نار فرقبتها .

و قال اخرون : المسد : الليف .

ذكر من قال هذا :

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن السدى ، عن يزيد ، عن عروه ( فى جيدها حبل من مسد ) قال : سلسله من حديد ، ذرعها سبعون ذراعا .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن السدى ، عن رجل يقال له يزيد ، عن عروه بن الزبير ( فى جيدها حبل من مسد ) قال : سلسله ذرعها سبعون ذراعا .

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن يزيد ، عن عروه بن الزبير ( فى جيدها حبل من مسد ) قال : سلسله ذرعها سبعون ذراعا .

حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن ابية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ( من مسد ) قال : من حديد .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ( فى جيدها حبل من مسد ) قال : حبل فعنقها فالنار كطوق طولة سبعون ذراعا .

و قال اخرون : المسد : الحديد الذي يصبح فالبكره .

ذكر من قال هذا :

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( فى جيدها حبل من مسد ) قال : الحديده تكون فالبكره .

حدثنى محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثنى الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ( حبل من مسد ) قال : عود البكره من حديد .

حدثنى الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن ابى نجيح ، عن مجاهد ( حبل من مسد ) قال : الحديده للبكره . [ ص: 682 ]

حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتاده ، قال : ثنا المعمر بن سليمان ، قال : قال أبو المعتمر : زعم محمد أن عكرمه قال : ( فى جيدها حبل من مسد ) إنة الحديده التي فو سط البكره .

و قال اخرون : هو قلاده من و دع فعنقها .

ذكر من قال هذا :

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتاده ( فى جيدها حبل من مسد ) قال : قلاده من و دع .

حدثنا ابن عبدالأعلي ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتاده ( حبل من مسد ) قال : قلاده من و دع .

فذلك عندى بالصواب ، قول من قال : هو حبل جمع من نوعيات مختلفه ، و لذا اختلف اهل التأويل فتأويلة علي النحو الذي ذكرنا ، و مما يدل علي صحه ما قلنا فذلك قول الراجز :

ومسد امر من ايانق     صهب عتاق ذات مخ زاهق


[ ص: 683 ]

فجعل امرارة من شتي ، و ايضا المسد الذي فجيد امرأه أبى لهب ، امر من حاجات شتي ، من ليف و حديد و لحاء ، و جعل فعنقها طوقا كالقلاده من و دع; و منة قول الأعشي :

تمسى فيصرف بابها من دوننا     غلقا صريف محاله الأمساد


يعنى بالأمساد : جمع مسد ، و هى الحبال .


قصة سورة المسد