فضل قضاء حوائج الناس

بالصور فضل قضاء حوائج الناس

 

صورة-1

 



 

السعى فقضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلاميه العاليه الرفيعه التي ندب اليها الإسلام و حث المسلمين عليها , و جعلها من باب التعاون علي البر و التقوي الذي امرنا الله تعالي بة فقال فمحكم تنزيلة : ” و تعاونوا علي البر و التقوي و لا تعاونوا علي الإثم و العدوان و اتقوا الله ان الله شديد العقاب (2)


سوره المائده .

وإن قضاء الحوائج و اصطناع المعروف باب و اسع يشمل جميع الأمور المعنويه و الحسيه التي حثنا الإسلام عليها , قال العلامه السعدى رحمة الله : اي ليعن بعضكم بعضا علي البر و هو اسم جامع لكل ما يحبة الله و يرضاة من الأعمال الظاهره و الباطنه من حقوق الله و حقوق الآدميين. تفسير السعدى : 218.


و هو نوع من الإيثار الذي مدح الله تعالي بة المؤمنين فقال : ” للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم و أموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا و ينصرون الله و رسولة اولئك هم الصادقون (8) و الذين تبوءوا الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم و لا يجدون فصدورهم حاجه مما اوتوا و يؤثرون علي انفسهم و لو كان بهم خصاصه و من يوق شح نفسة فأولئك هم المفلحون (9) سوره الحشر .

ولا يقتصر علي السعى فقضاء حوائج الناس علي النفع المادى فقط، و لكنة يمتد ليشمل النفع بالعلم، و النفع بالرأى ،والنفع بالنصيحه ، و النفع بالمشوره ،والنفع بالجاة ، و النفع بالسلطان .


و من نعم الله تعالي علي العبد ان يجعلة مفاتحا للخير و الإحسان , عن سهل بن سعد، عن النبى صلي الله علية و سلم، قال:”عند الله خزائن الخير و الشر، مفاتيحها الرجال، فطوبي لمن جعلة مفتاحا للخير، و مغلاقا للشر، و ويل لمن جعلة مفتاحا للشر، و مغلاقا للخير” .أخرجة ابن ما جه (238) و الطبراني (6/150 ، رقم 5812) الألبانى ( حسن ) انظر حديث رقم : 4108 فصحيح الجامع .

وأن يسخرة لقضاء حوائج الناس , عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: ” ان للة اقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد، و يقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها عنهم و حولها الي غيرهم ”أخرجة الطبرانى (12/358 ، رقم 13334) ، و ابن عساكر (54/5) . قال الهيثمي (8/192) : رواة الطبرانى و ضعفة ، و حسن جديدة ابن عدى. قال الألبانى 🙁 حسن لغيرة ) صحيح الترغيب و الترهيب 2/358.

قال ابو العتاهية:


اقض الحوائج ما استطعت*** و كن لهم اخيك فارج


فلخير ايام الفتي *** يوم قضي فية الحوائج


و لقد ضرب النبى صلي الله علية و سلم المثل و النموذج الأعلي فالحرص علي الخير و البر و الإحسان , و فسعية لقضاء حوائج الناس و بخاصه للضعفاء و الأيتام ,والأرامل , فلقد امرة الله تعالي بذلك فكتابة الكريم فقال : ” عن ثابت ، عن انس رضى الله عنة ان امرأه كان فعقلها شيء ، فقالت : يا رسول الله ، ان لى اليك حاجه ، فقال : يا ام فلان ، انظرى اي السكك شئت ، حتي اقضى لك حاجتك ، فخلا معها فبعض الطرق ، حتي فرغت من حاجتها.أخرجة احمد 3/285(14092) و ”مسلم” 7/79(6114) و ”أبو داود” 4819.

وعن ابى و ائل ، عن الحارث بن يزيد البكرى ، قال: خرجت اشكو العلاء بن الحضرمى الي رسول الله صلي الله علية و سلم ، فمررت بالربذه ، فإذا عجوز من بنى تميم ، منقطع فيها ، فقالت لى : يا عبدالله ، ان لى الي رسول الله صلي الله علية و سلم حاجه ، فهل انت مبلغى الية ، قال : فحملتها ، فأتيت المدينه ، فإذا المسجد غاص بأهلة ، و إذا رايه سوداء تخفق ، و بلال متقلد السيف بين يدى رسول الله صلي الله علية و سلم ، فقلت : ما شأن الناس ؟ قالوا : يريد ان يبعث عمرو بن العاص و جها . قال : فجلست ، قال : فدخل منزلة ، او قال : رحلة ، فاستأذنت علية ، فأذن لى ، فدخلت ، فسلمت ، فقال : هل كان بينكم و بين بنى تميم شيء ؟ قال : فقلت : نعم ، قال : و كانت لنا الدبره عليهم ، و مررت بعجوز من بنى تميم ، منقطع فيها ، فسألتنى ان احملها اليك ، و ها هى بالباب ، فأذن لها ، فدخلت ، فقلت : يا رسول الله ، ان رأيت ان تجعل بيننا و بين بنى تميم حاجزا فاجعل الدهناء ، فحميت العجوز و استوفزت ، قالت : يا رسول الله ، فإلي اين تضطر مضرك ؟ قال : قلت : انما مثلى ما قال الأول : معزاء حملت حتفها ؛ حملت هذة و لا اشعر انها كانت لى خصما ، اعوذ بالله و رسولة ان اكون كوافد عاد . قال : هية ، و ما و افد عاد ؟ (وهو اعلم بالحديث منة ، و لكن يستطعمه) قلت : ان عادا قحطوا ، فبعثوا و افدا لهم ، يقال له : قيل ، فمر بمعاويه بن بكر ، فأقام عندة شهرا يسقية الخمر ، و تغنية جاريتان ، يقال لهما : الجرادتان ، فلما مضي الشهر ، خرج جبال تهامه ، فنادي : اللهم ان مثل تعلم انى لم اجئ الي مريض فأداوية ، و لا الي اسير فأفادية ، اللهم اسق عادا ما كنت تسقية ، فمرت بة سحابات سود ، فنودى منها : اختر ، فأوما الي سحابه منها سوداء ، فنودى منها : خذها رمادا رمددا ، لا تبقى من عاد احدا.قال : فما بلغنى انه بعث عليهم من الريح الا قدر ما يجرى فخاتمى ذلك ، حتي هلكوا .قال ابو و ائل : و صدق . قال : فكانت المرأه و الرجل اذا بعثوا و افدا لهم قالوا : لا تكن كوافد عاد .أخرجة احمد 3/481(16049) و الترمذي” 3274 و ”النسائي” ، ف”الكبرى” 8553.

وعن انس بن ما لك ، قال:كانت الصلاه تقام ، فيكلم النبى صلي الله علية و سلم الرجل فحاجه تكون له ، فيقوم بينة و بين القبله ، فما يزال قائما يكلمة ، فربما رأيت بعض القوم لينعس من طول قيام النبى صلي الله علية و سلم له.أخرجة احمد 3/161(12670) . و عبد بن حميد (1249) . و الترمذى (518).

والسعى فقضاء حوائج الناس من الشفاعه الحسنه التي امرنا الله تعالي فيها فقال : ” من يشفع شفاعه حسنه يكن له نصيب منها و من يشفع شفاعه سيئه يكن له كفل منها و كان الله علي جميع شيء مقيتا (85) سوره النساء .

عن ابى بردةبن ابى موسي ، عن ابية ، قال:كان رسول الله صلي الله علية و سلم اذا جاءة السائل ، او طلبت الية حاجه . قال : اشفعوا تؤجروا ، و يقضى الله علي لسان نبية صلي الله علية و سلم ما شاء.


اخرجة احمد 4/ 40، و البخارى 2/ 14ومسلم 8/37 و أبو داود 5131.

وعن عكرمه عن ابن عباس قال ؛كان زوج بريره عبدا يقال له مغيث كأني انظر الية يطوف خلفها و يبكي و دموعة تسيل علي خدة فقال النبي صلي الله علية و سلم للعباس يا عباس الا تعجب من حب مغيث بريره و من بغض بريره مغيثا فقال لها النبي صلي الله علية و سلم لو راجعتية فإنة ابو و لدك قالت يا رسول الله تأمرني قال انما اشفع قالت لا حاجه لي فيه.أخرجة احمد 1/215(1844) و ”الدارمي” 2292 و ”البخاري” 7/62(5283) و ”أبو داود” 2231 و ”النسائي” 8/245 .


كما انها لون من الوان الصدقه ,عن ابى سلام ، قال ابو ذر:علي جميع نفس فكل يوم طلعت فية الشمس صدقه منة علي نفسة ، قلت : يا رسول الله ، من اين اتصدق ، و ليس لنا اموال ؟ قال : لأن من ابواب الصدقه : التكبير ، و سبحان الله ، و الحمد للة ، و لا الة الا الله ، و أستغفر الله ، و تأمر بالمعروف ، و تنهي عن المنكر ، و تعزل الشوكه عن طريق الناس ، و العظم ، و الحجر ، و تهدى الأعمي ، و تسمع الأصم و الأبكم حتي يفقة ، و تدل المستدل علي حاجه له ربما علمت مكانها ، و تسعي بشده ساقيك الي اللهفان المستغيث ، و ترفع بشده ذراعيك مع الضعيف ، جميع هذا من ابواب الصدقه منك علي نفسك ، و لك فجماعك زوجتك اجر ، قال ابو ذر : كيف يصبح لى اجر فشهوتى ؟ فقال رسول الله صلي الله علية و سلم: ارأيت لو كان لك و لد فأدرك ، و رجوت خيرة ، فمات ، اكنت تحتسب بة ؟ قلت : نعم ، قال : فأنت خلقتة ؟ قال : بل الله خلقة ، قال : فأنت هديتة ؟ قال : بل الله هداة ، قال : فأنت ترزقة ؟ قال : بل الله كان يرزقة ، قال : ايضا فضعة فحلالة ، و جنبة حرامة ، فإن شاء الله احياة ، و إن شاء اماتة ، و لك اجر. اخرجة احمد 5/168(21816) . و النسائي ف”الكبرى” 8978.

بل انها من احب الأعمال و أعلاها و أزكاها عند الله تعالي , فعن ابن عمر رضى الله عنة قال قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ” احب الناس الي الله انفعهم للناس و أحب الأعمال الي الله سرور تدخلة علي مسلم او تكشف عنة كربه او تقضي عنة دينا او تطرد عنة جوعا و لأن امشي مع اخى المسلم فحاجه احب الي من ان اعتكف فهذا المسجد شهرا و من كف غضبة ستر الله عورتة و من كظم غيظة و لو شاء ان يمضية امضاة ملا الله قلبة رضا يوم القيامه و من مشي مع اخية المسلم فحاجه حتي تتهيا له اثبت الله قدمة يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ” اخرجة الطبرانى فالأوسط (6/139 ، رقم 6026) و فالكبير (12/453 ، رقم 13646) ، و فالصغير (2/106 ، رقم 861) ابن ابي الدنيا فكتاب قضاء الحوائج (ص 47 ، رقم 36) قال الألباني( حسن ) انظر حديث رقم : 176 فصحيح الجامع .

وسبب للمغفره و تثبيت اقدام العبد علي الصراط يوم القيامه , قال الحسين : سألت ابى عن دخول النبى صلي الله علية و سلم ، فقال:كان دخولة لنفسة مأذونا له فذلك ، فكان اذا اوي الي منزلة جزا دخولة ثلاثه اجزاء ، جزءا للة ، و جزءا لأهلة ، و جزءا لنفسة ، بعدها جزا جزأة بينة و بين الناس ، فيرد هذا علي العامه بالخاصه ، و لا يدخر عنهم شيئا ، و كان من سيرتة فجزء الأمه ايثار اهل الفضل نادية ، و قسمة علي قدر فضلهم فالدين ، فمنهم ذو الحاجه ، و منهم ذو الحاجتين ، و منهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم ، و يشغلهم فيما اصلحهم و الأمه من مساءلتهم عنة ، و إخبارهم بالذى ينبغى لهم ، و يقول : ليبلغ الشاهد الغائب ، و أبلغونى حاجه من لا يستطيع ابلاغى حاجتة ، فإنة من ابلغ سلطا نا حاجه من لا يستطيع ابلاغها اياة ، ثبت الله قدمية يوم القيامه .. من جالسة ، او قاومة فحاجه صابرة ، حتي يصبح هو المنصرف ، و من سألة حاجه لم يردة الا فيها ، او بميسور من القول ، ربما و سع الناس منة بسطة و خلقة ، فصار لهم ابا ، و صاروا فالحق عندة سواء ..أخرجة ابن سعد1/422 و ”الترمذي” ، ف) الشمائل( 8 و 225 و 336 و 351 .

وسبب لأن يصبح الله تعالي فعون العبد و حاجتة كما كان فعون اخية و حاجتة , عن سالم , عن ابية , ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال:المسلم اخو المسلم لا يظلمة و لا يسلمة من كان فحاجه اخية كان الله عز و جل فحاجتة و من فرج عن مسلم كربه فرج الله عز و جل عنة فيها كربه من كرب يوم القيامه و من ستر مسلما سترة الله يوم القيامة.أخرجة احمد 2/91(5646) و ”البخاري” 3/168(2442) و 9و”مسلم” 8/18(6670) و ”أبو داود” 4893 و الترمذي” 1426 .


و اسباب لدفع السوء عن العبد , فإن صنائع المعروف تقى مصارع السوء .

فلا ينبغى علي المسلم ان تطردة الطيره عن طلب حاجتة او السعى فقضاء حاجه غيرة , فعن عبدالله بن عمرو . قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم:من ردتة الطيره من حاجه ، فقد اشرك . قالوا : يا رسول الله ، ما كفاره هذا ؟ قال : ان يقول احدهم : اللهم لا خير الا خيرك ، و لا طير الا طيرك ، و لا الة غيرك.أخرجة احمد 2/220(7045).


بل شرعت فالإسلام صلاه تسمي صلاه الحاجه , عن عبدالله بن ابي اوفي الأسلمي قال:خرج علينا رسول الله صلي الله علية و سلم فقال من كانت له حاجه الي الله او الي احد من خلقة فليتوضا و ليصل ركعتين بعدها ليقل لا الة الا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد للة رب العالمين اللهم انني اسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و الغنيمه من جميع بر و السلامه من جميع اثم اسألك الا تدع لى ذنبا الا غفرتة و لا هما الا فرجتة و لا حاجه هى لك رضا الا قضيتها لى بعدها يسأل الله من امر الدنيا و الآخره ما شاء فإنة يقدر. اخرجة ابن ما جه (1384) و الترمذي” 479 .

ولقد اقتدي الصحابه الكرام رضوان الله عليهم بالنبى صلي الله علية و سلم فالحرص علي السعى لقضاء حوائج الناس , و كانوا يكتبون الي و لاتهم بذلك , فقد كتب عمر بن الخطاب رضى الله عنة الي ابى موسي الأشعرى : انه لم يزل للناس و جوة يرفعون حوائج الناس اليهم ؛ فأكرم و جوة الناس ، فبحسب المسلم الضعيف من العدل ان ينصف فالحكم و القسمه . ابن عبدالبر : المجالسه و جواهر العلم 2/282.

عن معمر عن عاصم بن ابى النجود ان عمر بن الخطاب كان اذا بعث عمالة شرط عليهم الا تركبوا برذونا و لا تأكلوا نقيا و لا تلبسوا رقيقا و لا تغلقوا ابوابكم دون حوائج الناس فإن فعلتم شيئا من هذا فقد حلت بكم العقوبه قال بعدها شيعهم فإذا اراد ان يرجع قال انى لم اسلطكم علي دماء المسلمين و لا علي اعراضهم و لا علي اموالهم و لكنى بعثتكم لتقيموا بهم الصلاه و تقسموا فيئهم و تحكموا بينهم بالعدل فإن اشكل عليكم شيء فارفعوة الى الا فلا تضربوا العرب فتذلوها و لا تجمروها فتفتنوها و لا تعتلوا عليها فتحرموها. المصنف , لعبد الرزاق الصنعانى 11/ 324.

وعن عبدالملك بن ميسره عن النزال بن سبره ، يحدث عن على ، رضى الله عنة ، انه صلي الظهر ، بعدها قعد فحوائج الناس ، فرحبه الكوفه ، حتي حضرت صلاه العصر ، بعدها اتى بماء ، فشرب ، و غسل و جهة و يدية ، و ذكر رأسة و رجلية ، بعدها قام فشرب فضلة و هو قائم ، بعدها قال : ان ناسا يكرهون الشرب قائما ، و إن النبى صلي الله علية و سلم صنع كما صنعت.أخرجة احمد 1/78 (583) و ”البخاري” 7/143(5615) و ”أبو داود” 3718 و ”الترمذي” ف(الشمائل) 209.

عن ابى الحسن ، قال : قال عمرو بن مره لمعاويه : انى سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول:ما من امام يغلق بابة دون ذوى الحاجه ، و الخله ، و المسكنه ، الا اغلق الله ابواب السماء دون خلتة ، و حاجتة ، و مسكنته. فجعل معاويه رجلا علي حوائج الناس . اخرجة احمد 4/231(18196) و ”عبد بن حميد” 286 و ”الترمذي”1332.

كان ابو بكر الصديق رضى الله عنة يحلب للحى اغنامهم ، فلما استخلف قالت جاريه منهم : الآن لا يحلبها ، فقال ابو بكر : بلي و إنى لأرجو ان لا يغيرنى ما دخلت فية عن شيء كنت افعلة .

ولقد كان عمر يتعاهد الأرامل يستقى لهن الماء بالليل، و رآة طلحه بالليل يدخل بيت =امرأة، فدخل اليها طلحه نهارا، فإذا هى عجوز عمياء مقعده فسألها: ما يصنع ذلك الرجل عندك؟ قالت: ذلك مذ هكذا و هكذا يتعاهدنى يأتينى بما يصلحنى و يظهر عنى الأذى، فقال طلحة: ثكلتك امك يا طلحة، اعورات عمر تتبع؟.


و كان ابو و ائل يطوف علي نساء الحى و عجائزهن جميع يوم فيشترى لهن حوائجهن و ما يصلحهن.


و قال مجاهد: صحبت ابن عمر فالسفر لأخدمة فكان يخدمني.


قال الشاعر :


اقوى الي الناس تستعبد قلوبهم * * * فطالما استعبد الإنسان احسان


و كن علي الدهر معوانا لذى امل * * * يرجو نداك فإن الحر معوان


و اشدد يديك بحبل الله معتصما * * * فأنة الركن ان خانتك اركان


من كان للخير مناعا فليس له * * * علي الحقيقه اخوان و أخدان


من جاد بالمال ما ل الناس قاطبه * * * الية و المال للإنسان فتان


قيل لابن المنكدر اي الأعمال اروع ؟ قال : ادخال السرور علي المؤمن . قيل اي الدنيا احب اليك ؟ قال الإفضال علي الإخوان . اي التفضل عليهم و القيام بخدمتهم .


و قال و هب بن منبة : ان اقوى الناس عيشا من حسن عيش الناس فعيشة و إن من الذ اللذه الإفضال علي الإخوان , و كان خال القسرى يقول : علي المنبر ايها الناس عليكم بالمعروف فإن فاعل المعروف لا يعدم جوازية و ما ضعف عن ادائة الناس قوى الله علي جوازية .


قال ابن القيم – رحمة الله – فو صف شيخ الإسلام ابن تيمية : كان شيخ الإسلام يسعي سعيا شديدا لقضاء حوائج الناس .


كان على بن الحسين – رحمة الله – يحمل الخبز الي بيوت المساكين فالظلام فلما ما ت فقدوا هذا ، كان ناس من اهل المدينه يعيشون و لا يدرون من اين معاشهم فلما ما ت على بن الحسين فقدوا هذا الذي كان يأتيهم بالليل .قال الحطيئه :


من يفعل الخير لا يعدم جوازية * * * لا يذهب العرف بين الله و الناس


قال احدهم معاتبا من تباطا فقضاء حاجه له :


حوائج الناس كلها قضيت * * * و حاجتى ما اراك تقضيها


اناقه الله حاجتى عقرت * * * ام انبت الحرف فحواشيها


و الاشياء لا تطلب الا من اهل الإخلاص الذين يسعون لقضاء حوائج الناس طلبا لمرضاه الله تعالي و ليس من اجل مصلحه او و جاهه او شهره , عن طاوس، عن ابن عباس، قال: قال رجل يا رسول الله، انى اقف الموقف اريد و جة الله، و أريد ان يري موطني، فلم يرد علية رسول الله صلي الله علية و سلم حتي نزلت: { فمن كان يرجو لقاء ربة فليعمل عملا صالحا، و لا يشرك بعباده ربة احدا } [الكهف: 110] ” الحاكم فالمستدرك 2/112 و قال : ذلك حديث صحيح علي شرط الشيخين و لم يظهراه.


كما تطلب الحوائج من الكرام و ليس من اللئام , انشد ابو الأسود الدؤلي:


و إذا طلبت الي كريم حاجه * * * فلقاؤة يكفيك و التسليم


و إذا طلبت الي لئيم حاجة* * * فألح فرفق و أنت مديم


فكن – ايها الحبيب – فقضاء حوائج الناس يكن الله تعالي فقضاء حاجتك , و اسع لتفريج كرباتهم يفرج الله عنك كربات الدنيا و الآخره .


اللهم انا نسألك بنور و جهك الكريم الذي اشرقت له السموات و الأرض و باسمك العظيم ان تقبلنا و ترضي عنا رضا لا سخط بعدة ابدا , اللهم يا عظيم العفو ، يا و اسع المغفره يا قريب الرحمه ، يا ذا الجلال و الإكرام ، هب لنا العافيه فالدنيا و الآخره .

  • بالصور ناس تقضي حوايج


فضل قضاء حوائج الناس