فاقد الشئ لا يعطيه

 

صورة-1

 






فاقد الشيء لا يعطيه..مثال او حكمه او سموها ما تريدون…سمعناها كثيرا و صدقناها دون اي شك بانها قابله للتشكيك و التكذيب..

اسمحو لى ان احدثكم , ان اروى لكم حقيقة..واقعا..يكذب ذلك المثل..ويشكك بمصداقيته..لان فاقد الشيء يعطيه..

خلقت فجو اسرة..يملؤها النشاط و الحيوية..مدلل لاقصي درجة..منذ ان فتحت عينى و انا طلباتى اوامر..كل ما اريدة يتحقق فرمشه عين..

حياة رفاهية..دلال..مع اسره بعيده جميع البعد عن المشاكل..ام و اب تعودو ان يمنحو لابنهم جميع ما يرغب به..بل جميع ما يطلبه…لكن نسو باننى احتاج للحنان و الحب ..

ولم يحققوة لى لاننى لم اطلبة يوما..لم يعلمو باننى لكى احس بالفعل بانة حب و حنان حقيقى لست محتاجا لكى اطلبه..بل يجب ان يمنح باحساس خالى من تلبيه اي طلب..لكى احس بقيمتة و مصداقيتة و قوته..لكننى لم اجدة يوما..

لم يفكرو يوما بان ذلك الطفل..سيكبر يوما..وسيكون رجلا..وسيمر فمرحله مراهقه و سيجتازها..وسيمر فمرحله النضوج الفكرى و العقلي..وسينتهى بة الامر بالاستقرار و الزواج و تحمل المسؤوليه علي اكمل و جه..وسيحس بالاستقلال الذاتى و الروحى يوما ما ..

بل فو اقع الامر فكروا ! لكنهم تناسو بانة لكى يحقق هذة الامور يحتاج للحنان..لكى يستطيع ان يمنحة للاخرين..ان انطلقنا من مبدا فاقد الشيء لا يعطيه!!.

اتذكر عندما كنت صغير بل فمرحله المراهقه جميع ما اريدة يتحقق..لكن كنت دائما اعتمد علي نفسي..واتصرف بمسؤوليه قبل سني..لاننى علمت بان عائلتى مصدر ما لى ترفيهى فقط لا غير..ولكى احقق السعاده فيجب ان احس بتلك المشاعر بنفسي..دون اعتماد للاخرين !

ولكى احس بمشاعر الحب و الحنان فهو حلم لاطالما سعيت لكى احققه..فكلما التقى بشخص اري فعينية العديد من الحديث و الكلام..اري فية قلبا مكسورا محتاجا للحنان..احس بة لاقصي الدرجات…فاطبطب علية و اتقرب اليه..فيروى لى قصتة التعيسة..التى يغيب بها جميع احساس..فاحضنة و احدثة و امسك بيدة و انا انظر فعينه…رغم اننى افتقدت لتلك الاحاسيس..لكننى صنعتها بنفسى لكى امنحها للاخرين..لاننى اقدرهم و اتفهمهم و اعرف معني ان تعيش بدون حضن يساعدك علي الحياة..ودون ان تجد شخصا يمسح الدمعه حينما تسقط…حلم يسعي الية الكثيرون..فقط ان يجد شخصا امامة يفهمه..ويعطية اهميه و وقتا..ويمنحة حبا و حنانا..

تعودت علي الحب البعيد..تعودت علي الحواجز بين الابن و والدية فمرحله الطفوله و البلوغ و النضوج..فى ضل التقاليد و العادات..

لكننا نظل ننتمى لفصيله الانسان..الذى يسعي و يحيا هدفة ان يحقق السعادة..فنجعل من ما ضينا عبره و خبره و تجربة…ونرفض ان نعيش فنفس النظام..


الذي يغيب فية جميع ما هو روحى و يحضر فية جميع ما هو ما دي..فنعترض و نصرخ ..ونركض بعيدا..نحو غد مشرق..نحو اعالى السماء…نمنح ما لم يمنح لنا يوما..


لاننا شعرنا بة و احتجنا الية و خلقناة بانفسنا انطلاقا من ذاتنا ..لاننا علمنا ان له قيمة..وان فكل انسان قوى ذو شخصيه قيادية..قلب ان كسر .. سقط الفارس من علي جواده..جريحا محتاج لاحد يداويه..بدواء الحب و الحنان..

فلسفتى الغريبه تفرض على ان ارفض بعض الحكم و الامثال..واصرخ قائلا فاقد الشيء يعطيه..كيف لا و انا اعطيت ما لم يمنح لى يوما !

لا يعنى ذلك بان الوالدين ربما قصرو فالتربية..بل منحو ما استطاعو ان يمنح…الا ان تربيتهم التقليديه فطفولتهم التي تمركزت بين حواجز الاب و ابنه..اضطرتهم للتعامل مع اولادهم بنفس الطريقة.. لا الومهم..كيف الومهم و انا تعلمت من تجربه طفولتى و مراهقتى ما كان ممكن ان لا اتعلمة طيله حياتي… و ربما حققت الحنان و احسست بالحب..ومنحته..لكننى سعيت لكى احققة و صنعتة بنفسي..فتحيه شكر و تقدير لكل اب و ام فهذا الكون…ولنعلم بان ليس هناك تربيه بدون تعثرات .. و ليس هناك حياة خاليه من الفخاخ..


و لنحمد الله بانة مدنا بنعمه العقل…وجعلنا نفكر و نحلل و نقرر..نقرر بان نغير ما نرفضه…وان نتحدي انفسنا و نحقق هدفا..كان مجرد حلما فيوم من الايام ..لكنة تحول الي هدف بعدها الي و اقع..باراده و عزم و هدف و امل


فلنصرخ جميعا..سنصل..يوما ما ..الي ما نحلم بة ..وسنسعي لتحقيقه..طالما لدينا المستقبل..ولدينا الحلم و العزم و القوة..طالما هناك امل..فسنصل..الي اعالى السماء..مبتسمين و فرحين .مصرحين : .نعم حققنا الحلم لاننا عزمنا و كان لدينا الامل..ولنحذف كلمه المستحيل من قاموسنا..فلا مستحيل بوجود الغد و الامل..


فاقد الشئ لا يعطيه