علاج الغضب الشديد

بالصور علاج الغضب الشديد

 

صورة-1

 



كيف ممكن ان يتحكم الإنسان فاعصابه؟ اننى متضايق جدا جدا و حين اغضب اترك المكان و ربما تلوت بعض الأذكار و قلت (لا حول و لا قوه الا بالله) و لكن لا فائدة. فما الحل؟.

<!– ������ –>

الحمد للة الغضب نزغه من نزغات الشيطان ، يقع بسببة من السيئات و المصائب ما لا يعلمة الا الله ، و لذا جاء فالشريعه ذكر و اسع لهذا الخلق الذميم ، و ورد فالسنه النبويه علاجات للتخلص من ذلك الداء و للحد من اثارة ، فمن هذا : 1-  الاستعاذه بالله من الشيطان : عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبى صلي الله علية و سلم ، و رجلان يستبان ، فأحدهما احمر و جهة و اتفخت اوداجة ( عروق من العنق ) فقال النبى صلي الله علية و سلم : انى لأعلم كلمه لو قالها ذهب عنة ما يجد ، لو قال اعوذ بالله من الشيطان ذهب عنة ما يجد رواة البخارى ، الفتح 6/337 و مسلم/2610 . و قال صلي الله علية و سلم : اذا غضب الرجل فقال اعوذ بالله ، سكن غضبة صحيح الجامع الصغير رقم 695 . 2- السكوت : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ( اذا غضب احدكم فليسكت ) رواة الإمام احمد المسند 1/329 و فصحيح الجامع 693 ، 4027 . و هذا ان الغضبان يظهر عن طورة و شعورة غالبا فيتلفظ بعبارات ربما يصبح بها كفر و العياذ بالله او لعن او طلاق يهدم بيتة ، او سب و شتم – يجلب له عداوه الآخرين . فبالجمله : السكوت هو الحل لتلافى جميع هذا . 3- السكون : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ( اذا غضب احدكم و هو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنة الغضب و إلا فليضطجع ) . و راوى ذلك الحديث ابو ذر رضى الله عنة ، حدثت له فذلك قصه : فقد كان يسقى علي حوض له فجاء قوم فقال : ايكم يورد علي ابى ذر و يحتسب شعرات من رأسة ؟ فقال رجل انا فجاء الرجل فأورد علية الحوض فدقة اي كسرة او حطمة و المراد ان ابا ذر كان يتوقع من الرجل المساعده فسقى الإبل من الحوض فإذا بالرجل يسيء و يتسبب فهدم الحوض . ، و كان ابو ذر قائما فجلس بعدها اضطجع فقيل له : يا ابا ذر لم جلست بعدها اضطجعت ؟ قال فقال : ان رسول الله صلي الله علية و سلم …. و ذكر الحديث بقصتة فمسند احمد 5/152 و انظر صحيح الجامع رقم 694 . و فروايه كان ابو ذر يسقى علي حوض فأغضبة رجل فقعد …. فيض القدير ، المناوى 1/408 . و من فائدة ذلك التوجية النبوى منع الغاضب من التصرفات الهوجاء لأنة ربما يضرب او يؤذى بل ربما يقتل – كما سيرد بعد قليل – و قد اتلف ما لا و نحوة ، و لأجل هذا اذا قعد كان ابعد عن الهيجان و الثوران ، و إذا اضطجع صار ابعد ما ممكن عن التصرفات الطائشه و الأفعال المؤذيه . قال العلامه الخطابى – رحمة الله – فشرحة علي ابى داود : ( القائم متهيء للحركه و البطش و القاعد دونة فهذا المعني ، و المضطجع ممنوع منهما ، فيشبة ان يصبح النبى صلي الله علية و سلم انما امرة بالقعود و الاضطجاع لئلا يبدر منة فحال قيامة و قعودة بادره يندم عليها فيما بعد . و الله اعلم سنن ابى داود ، و معة معالم السنن 5/141 . 4- حفظ و صيه رسول الله صلي الله علية و سلم : عن ابى هريره رضى الله عنة ان رجلا قال للنبى صلي الله علية و سلم اوصنى قال لا تغضب . فردد هذا مرارا ، قال لا تغضب رواة البخارى فتح البارى 10/456 . و فروايه قال الرجل : ففكرت حين قال النبى صلي الله علية و سلم ، ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كلة مسند احمد 5/373 . 5- لا تغضب و لك الجنه حديث صحيح : صحيح الجامع 7374 . و عزاة ابن حجر الي الطبرانى ، انظر الفتح 4/465 . ان تذكر ما اعد الله للمتقين الذين يتجنبون سبب الغضب و يجاهدون انفسهم فكبتة و ردة لهو من اعظم ما يعين علي اطفاء نار الغضب ، و مما و رد من الأجر العظيم فذلك قولة صلي الله علية و سلم و من كظم غيظا ، و لو شاء ان يمضية امضاة ، ملا الله قلبة رضا يوم القيامه رواة الطبرانى 12/453 و هو فصحيح الجامع 176 . و أجر عظيم احدث فقولة علية الصلاه و السلام : ( من كظم غيظا و هو قادر علي ان ينفذة ، دعاة الله عز و جل علي رؤوس الخلائق يوم القيامه حتي يخيرة من الحور العين ما شاء رواة ابو داود 4777 و غيرة ، و حسنة فصحيح الجامع 6518 . 6- معرفه الرتبه العاليه و الميزه المتقدمه لمن ملك نفسة قال رسول الله صلي الله علية و سلم ، ( ليس الشديد بالصرعه ، انما الشديد الذي يملك نفسة عند الغضب ) رواة احمد 2/236 و الحديث متفق علية . و كلما انفعلت النفس و اشتد الأمر كان كظم الغيظ اعلي فالرتبه . قال علية الصلاه و السلام : ( الصرعه جميع الصرعه الذي يغضب فيشتد غضبة و يحمر و جهة ، و يقشعر شعرة فيصرع غضبة ) رواة الإمام احمد 5/367 ، و حسنة فصحيح الجامع 3859 . و ينتهز علية الصلاه و السلام الفرصه فحادثه امام الصحابه ليوضح ذلك الأمر ، فعن انس ان النبى صلي الله علية و سلم مر بقوم يصطرعون ، فقال : ما ذلك ؟ قالوا : فلان الصريع ما يصارع احدا الا صرعة قال : افلا ادلكم علي من هو اشد منة ، رجل ظلمة رجل فكظم غيظة فغلبة و غلب شيطانة و غلب شيطان صاحبة  رواة البزار قال ابن حجر بإسناد حسن . الفتح 10/519  . 7- التأسى بهدية صلي الله علية و سلم فالغضب : و هذة السمه من اخلاقة صلي الله علية و سلم ، و هو اسوتنا و قدوتنا ، و اضحه فاحاديث كثيره ، و من ابرزها : عن انس رضى الله عنة قال : كنت امشى مع رسول الله صلي الله علية و سلم ، و علية برد نجرانى غليظ الحاشيه ، فأدركة اعرابى فجبذة بردائة جبذه شديده ، فنظرت الي صفحه عاتق النبى صلي الله علية و سلم ( ما بين العنق و الكتف ) و ربما اثرت فيها حاشيه البرد ، بعدها قال : يا محمد مر لى من ما ل الله الذي  عندك ، فالتفت الية صلي الله علية و سلم فضحك ، بعدها امر له بعطاء متفق علية فتح البارى 10/375 .. و من التأسى بالنبى صلي الله علية و سلم ان نجعل غضبنا للة ، و إذا انتهكت محارم الله ، و ذلك هو الغضب المحمود فقد غضب صلي الله علية و سلم لما اخبروة عن الإمام الذي ينفر الناس من الصلاه بطول قراءتة ، و غضب لما رأي فبيت عائشه سترا فية صور ذوات ارواح ، و غضب لما كلمة اسامه فشأن المخزوميه التي سرقت ، و قال : اتشفع فحد من حدود الله ؟ و غضب لما سئل عن حاجات كرهها ، و غير هذا . فكان غضبة صلي الله علية و سلم للة و فالله . 8- معرفه ان رد الغضب من علامات المتقين : و هؤلاء الذين مدحهم الله فكتابة ، و أثني عليهم رسولة ، صلي الله علية و سلم ، و أعدت لهم جنات عرضها السماوات و الأرض ، و من صفاتهم انهم : { ينفقون فالسراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين } و هؤلاء الذين ذكر الله من حسن اخلاقهم و رائع صفاتهم و أفعالهم ، ما تشرئب الأعناق و تتطلع النفوس للحوق بهم ، و من اخلاقهم انهم : { اذا ما غضبوا هم يغفرون } . 9- التذكر عند التذكير : الغضب امر من طبيعه النفس يتفاوت فية الناس ، و ربما يصبح من العسير علي المرء ان لا يغضب ، لكن الصديقين اذا غضبوا فذكروا بالله ذكروا الله و وقفوا عند حدودة ، و ذلك مثالهم . عن ابن عباس رضى الله عنهما ان رجلا استأذن علي عمر رضى الله عنة فأذن له ، فقال له : يا ابن الخطاب و الله ما تعطينا الجزل ( العطاء العديد ) و لا تحكم بيننا بالعدل ، فغضب عمر رضى الله عنة حتي هم ان يوقع بة ، فقال الحر بن قيس ، ( و كان من جلساء عمر ) : يا امير المؤمنين ان الله عز و جل قال لنبية ، صلي الله علية و سلم : ( خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين ) و إن ذلك من الجاهلين ، فوالله ما جاوزها عمر رضى الله عنة حين تلاها علية ، و كان و قافا عند كتاب الله عز و جل رواة البخارى الفتح 4/304 . فهكذا يصبح المسلم ، و ليس ايضا المنافق الخبيث الذي لما غضب اخبروة بحديث النبى صلي الله علية و سلم و قال له احد الصحابه تعوذ بالله من الشيطان ، فقال لمن ذكرة : اتري بى بأس امجنون انا ؟ اذهب رواة البخارى فتح 1/465 . نعوذ بالله من الخذلان . 10- معرفه مساوئ الغضب : و هى كثيره ، مجملها الإضرار بالنفس و الآخرين ، فينطلق اللسان بالشتم و السب و الفحش و تنطلق اليد بالبطش بغير حساب ، و ربما يصل الأمر الي القتل ، و هذة قصه بها عبره : عن علقمه بن و ائل ان اباة رضى الله عنة حدثة قال : انى لقاعد مع النبى صلي الله علية و سلم اذ جاء رجل يقود احدث بنسعه ( حبل مضفور ) فقال : يا رسول الله ذلك قتل اخى . فقال رسول الله صلي الله علية و سلم ، اقتلتة ؟ قال : نعم قتلتة . قال : كيف قتلتة ؟ قال : كنت انا و هو نختبط ( نضرب الشجر ليسقط و رقة من اجل العلف ) من شجره ، فسبنى فأغضبنى فضربتة بالفأس علي قرنة ( جانب الرأس ) فقتلتة … الي احدث القصه رواة مسلم فصحيحة 1307 ترتيب عبدالباقى  . و ربما يحصل ادني من ذلك فيكسر و يجرح ، فإذا هرب المغضوب علية عاد الغاضب علي نفسة ، فربما مزق ثوبة ، او لطم خدة ، و قد سقط صريعا او اغمى علية ، و ايضا ربما يكسر الأوانى و يحطم المتاع . و من اعظم الأمور السيئه التي تنتج عن الغضب و تسبب الويلات الاجتماعيه و انفصام عري الأسره و تحطم كيانها ، هو الطلاق . و اسأل اكثر الذين يطلقون نساءهم كيف طلقوا و متي ، فسينبئونك : لقد كانت لحظه غضب . فينتج عن هذا تشريد الأولاد ، و الندم و الخيبه ، و العيش المر ، و كلة بسبب الغضب . و لو انهم ذكروا الله و رجعوا الي انفسهم ، و كظموا غيظهم و استعاذوا بالله من الشيطان ما و قع الذي و قع و لكن مخالفه الشريعه لا تنتج الا الخساره . و ما يحدث من الأضرار الجسديه بسبب الغضب امر عظيم كما يصف الأطباء كتجلط الدم ، و ارتفاع الضغط ، و زياده ضربات القلب ، و تسارع معدل التنفس ، و ذلك ربما يؤدى الي سكتة مميته او مرض السكرى و غيرة . نسأل الله العافية

  • علاج الغضب


علاج الغضب الشديد