صورة-1
حكيم بن حزام
“ان بمكه لاربعه نفر اربا بهم عن الشرك و ارغب لهم فالاسلام… احدهم حكيم بن حزام”
(محمد رسول الله صلي الله علية و سلم )
حكيم بن حزام رضى الله عنة هو الصحابى الذي و لد فجوف الكعبه ، نصف علي ذلك
مسلم فصحيحه: فقال: و لد حكيم بن حزام فجوف الكعبه و عاش مئه و عشرين سنة.
مسلم – كتاب البيوع – باب : المتصدق فالبيع و البيان .
صحابى جليل و لد فجوف الكعبه و اشتري دارا فالجنة
هل اتاك نبا ذلك الصحابي؟!.
لقد سجل التاريخ انه المولود الوحيد الذي و لد داخل الكعبه المعظمة…
اما قصه و لادتة هذه، فخلاصتها ان امة دخلت مع طائفه من اترابها الي جوف الكعبه للتفرج عليها…
و كانت يومئذ مفتوحه لمناسبه من المناسبات.
و كانت و الدتة انذاك حاملا به، ففجاها المخاض و هى فداخل الكعبة، فلم تستطع مغادرتها…
فجيء لها بنطع فوضعت مولودها عليه…
و كان هذا المولود حكيم بن حزام بن خويلد…
و هو ابن اخى ام المؤمنين السيده خديجه فتاة خويلد رضى الله عنها و ارضاها.
* * *
نشا حكيم بن حزام فاسره عريقه النسب، عريضه الجاه، و اسعه الثراء.
و كان الي هذا عاقلا سريا فاضلا، فسودة قومه، و اناطوا بة منصب الرفادة.
فكان يظهر من ما له الخاص ما يرفد بة المنقطعين من حجاج بيت =الله الحرام فالجاهلية…
و ربما كان حكيم صديقا حميما لرسول الله صلوات الله و سلامة علية قبل ان يبعث.
فهو و ان كان اكبر من النبى الكريم – صلي الله علية و سلم – بخمس سنوات، الا انه كان يالفه، و يانس به، و يرتاح الي صحبتة و مجالسته، و كان الرسول – صلي الله علية و سلم – يبادلة و دا بود، و صداقه بصداقة.
ثم جاءت اصره القربي فوثقت ما بينهما من علاقة، و هذا حين تزوج النبى – صلي الله علية و سلم – من عمتة خديجه فتاة خويلد رضى الله عنها.
* * *
و ربما تعجب بعد جميع الذي بسطناة لك من علاقه حكيم بالرسول علية الصلاه و السلام اذا علمت ان حكيما لم يسلم الا يوم الفتح، حيث كان ربما مضي علي بعثه الرسول صلوات الله و سلامة علية ما يزيد علي عشرين عاما!!.
فقد كان المظنون برجل كحكيم بن حزام حباة الله هذا العقل الراجح، و يسر له تلك القربي القريبة من النبى صلوات الله عليه، و ان يصبح اول المؤمنين به، و المصدقين لدعوته، و المهتدين بهديه.
و لكنها مشيئه الله…
و ما شاء كان…
* * *
و كما نعجب نحن من تاخر اسلام حكيم بن حزام، فقد كان يعجب هو نفسة من ذلك.
فهو ما كاد يدخل الاسلام و يتذوق حلاوه الايمان، حتي جعل يعض بنان الندم علي جميع لحظه قضاها من عمرة و هو مشرك بالله مكذب لنبيه.
فلقد راة ابنة بعد اسلامة يبكي، فقال: “ما يبكيك يا ابتاه؟!.”
قال: “امور كثيره كلها ابكانى يا بني:
اولها بطء ديني مما جعلنى اسبق الي مواطن كثيره صالحه حتي لو اننى انفقت ملء الارض ذهبا لما بلغت شيئا منها.
ثم ان الله انجانى يوم “بدر” و “احد” فقلت يومئذ فنفسي:
لا انصر بعد هذا قريشا علي رسول الله – صلي الله علية و سلم – و لا اخرج من مكة، فما لبثت ان جررت الي نصره “قريش” جرا.
ثم اننى كنت كلما هممت بالاسلام، نظرت الي بقايا من رجالات قريش لهم اسنان و اقدار متمسكين بما هم علية من امر الجاهلية، فاقتدى بهم و اجاريهم…
و ياليت انى لم افعل..
فما اهلكنا الا الاقتداء بابائنا و كبرائنا…
فلم لا ابكى يا بني؟!!.”
* * *
و كما عجبنا نحن من تاخر اسلام حكيم بن حزام، و كما كان يعجب هو نفسة من هذا ايضا، فان النبى صلوات الله و سلامة علية كان يعجب من رجل له كحلم حكيم بن حزام و فهمه، كيف يخفي علية الاسلام ،و كان يتمني له و للنفر الذين هم علي شاكلتة ان يبادروا الي الدخول فدين الله.
ففى الليله التي سبقت فتح مكه قال علية الصلاه و السلام لاصحابه:
(ان بمكه لاربعه نفر اربا بهم عن الشرك، و ارغب لهم فالاسلام)
قيل: “و من هم يا رسول الله؟“.
قال: (عتاب بن اسيد، و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و سهيل بن عمرو.)
و من فضل الله عليهم انهم اسلموا جميعا…
* * *
و حين دخل الرسول صلوات الله و سلامة علية مكه فاتحا، ابي الا ان يكرم حكيم بن حزام فامر منادية ان ينادي:
“من شهد ان لا الة الا الله، و حدة لا شريك له، و ان محمدا عبدة و رسولة فهو امن…
و من جلس عند الكعبه فوضع سلاحة فهو امن..
و من اغلق علية بابة فهو امن…
و من دخل دار ابى سفيان فهو امن…
و من دخل دار حكيم بن حزام فهو امن…”
و كانت دار حكيم بن حزام فاسفل مكة، و دار ابى سفيان فاعلاها.
* * *
اسلم حكيم بن حزام اسلاما ملك علية لبه، و امن ايمانا خالط دمة و ما زج قلبه…
و الي علي نفسة ان يكفر عن جميع موقف و قفة فالجاهلية، او نفقه انفقها فعداوه الرسول – صلي الله علية و سلم – بامثال امثالها.
و ربما بر بقسمه…
من هذا انه الت الية دار الندوه و هى دار عريقه ذات تاريخ…
ففيها كانت تعقد قريش مؤتمراتها فالجاهلبة، و بها اجتمع سادتهم و كبراؤهم لياتمروا برسول الله – صلي الله علية و سلم – .
فاراد حكيم بن حزام ان يتخلص منها – و كانة كان يريد ان يسدل ستارا من النسيان علي هذا الماضى البغيض – فباعها بمئه الف درهم، فقال له قائل من فتيان قريش:
“لقد بعت مكرمه قريش يا عم“.
فقال له حكيم: “هيهات يا بني، ذهبت المكارم كلها و لم يبق الا التقوى، و انى ما بعها الا لاشترى بثمنها بيتا فالجنة…
و انى اشهدكم اننى جعلت ثمنها فسبيل الله عز و جل.”
* * *
و حج حكيم بن حزام بعد اسلامه، فساق امامة مئه ناقه مجلله بالاثواب الزاهيه بعدها نحرها جميعها تقربا الي الله…
و فحجه اخري و قف فعرفات، و معة مئه من عبيدة و ربما جعل فعنق جميع و احد منهم طوقا من الفضة، نقش عليه:
عتقاء للة عز و جل عن حكيم بن حزام.
ثم اعتقهم جميعا…
و فحجه ثالثه ساق امامة الف شاه – نعم الف شاه – و اراق دمها كلها ف“منى”، و اطعم بلحومها فقراء المسلمين تقربا للة عز و جل.
* * *
و بعد غزوه “حنين” سال حكيم بن حزام رسول الله – صلي الله علية و سلم – من الغنائم فاعطاه، بعدها سالة فاعطاه، حتي بلغ ما اخذة مئه بعير – و كان يومئذ حديث اسلام – فقال له الرسول صلوات الله و سلامة عليه:
“يا حكيم:
ان ذلك المال روعه خضرة…
فمن اخذ بسخاوه نفس بورك له فيه…
و من اخذة باشراف نفس لم يبارك له فيه، و كان كالذى ياكل و لا يشبع…
و اليد العليا خير من اليد السفلى”
فلما سمع حكيم بن حزام هذا من الرسول علية الصلاه و السلام قال:
“يا رسول الله، و الذي بعثك بالحق لا اسال احدا بعدك شيئا…
و لا اخذ من احد شيئا حتي افارق الدنيا…”
و بر حكيم بقسمة اصدق البر.
ففى عهد ابى بكر دعاة الصديق اكثر من مره لاخذ عطائة من بيت =ما ل المسلمين فابي ان ياخذه…
و لما الت الخلافه الي الفاروق دعاة الي اخذ عطائة فابي ان ياخذ منة شيئا ايضا…
فقام عمر فالناس و قال:
“ اشهدكم يا معشر المسلمين انى ادعو حكيما الي اخذ عطائة فيابى.”
و ظل حكيم ايضا لم ياخذ من احد شيئا حتي فارق الحياة…