زوجة مفروسة

 

صورة-1

 



يشكو الرجل من ان زوجتة نكدية. و ان بيتة قطعه من الجحيم. يعود الي بيتة فتداهمة الكابة، اذ يطالعة و جة زوجتة الغاضبه الحاد النافر المتجاهل الصامت. بيت =خال من الضحك و السرور و يغيب عنة التفاؤل مثلما تغيب الشمس عن بيتة فتلتهمة الامراض. يقول فبيتى مرض اسمة النكد. و يرجع الاسباب =كلة الي زوجتة و يدعى انه لا يفهم لماذا هى نكديه لماذا تختفى الابتسامه من و جهها معظم الوقت و يحل محلها الغضب و الوعيد؟ و لماذا هى لا تتكلم ؟ لماذا لا ترد ؟ و الحقيقه ان ذلك الزوج لا يعرف ان زوجتة بصمتها الغاضب انما هى تدعوة للكلام. انها تصدر الية رساله حقيقيه انها رساله سلبيه و لكن هذة طريقتها لانهما لم يتعودا معا – الزوج و الزوجه – علي كيفية اكثر ايجابيه فالتفاهم. و يقلق الزوج. يكتئب هو كذلك . بعدها يغلى فداخلة . بعدها ينفجر . و تشتعل النيران و بذلك تكون الزوجه ربما نجحت فقد استفزتة الي حد الخروج عن توازنة . لانها ضغطت علي اهم شيء يوجع رجولتة و هو التجاهل . اي عدم الاعتراف بوجودة . اي اللامبالاه . و لكن هذة ليست حقيقه مشاعرها فهى تغلى كذلك لانها غاضبه . غاضبه من شيء ما . و لكنها لا تستطيع ان تتكلم فهذا هو طبعها و قد يمنعها كبرياؤها فهذا الزوج يخطئ فحقها و هو لا يدرى انه يخطئ و ان اخطاءة قد تكون غير انسانيه . قد يتجاهلها عاطفيا ، قد يتجاهلها فراشيا . قد بخلة يزداد . قد بقاؤة خارج المنزل يزداد من دون داع حقيقى . قد اصبح سلوكة مريبا .. قد و قد و قد و هنالك عشرات الاحتمالات. و لكنة هو لا يدرى او هو غافل . او يعرف و يتجاهل . و هو لا يدرى انها تتالم . اي انه فقد حساسيته. و لكنها لا تتكلم.


لا تفصح عن مشاعرها الغاضبة. و قد لانها امور حساسه و دقيقة. قد لان هذا يوجع كرامتها . قد لانهما لم يعتادا ان يتكلما. و لهذا فهى لا تملك الا هذة الوسيله السلبيه للتعبير. و هى فالوقت نفسة و سيله لعقاب التجاهل. و اذا بادل الزوج زوجتة صمتا بصمت و تجاهلا بتجاهل فان هذا يزيد من حده غضبها و قد تصل لمرحله الثوره و الانفجار فتنتهز فرصه اي موقف و ان كان بعيدا عن القضيه الاساسيه لتثير زوبعة. لقد استمر فالضغط عليها حتي دفعها للانفجار.


ضغط علها بصمتة و تجاهلة ردا علي صمتها و تجاهلها و تلك اسوا النهايات او اسوا السيناريوهات فهى – اي الزوجه – تصمت و تتجاهل لتثير و تحرق اعصابة و تهز كيانة و تزلزل احساسة بذاتة ليسقط ثائرا هائجا و قد محطما. و هنا تهدا الزوجه داخليا و يسعدها سقوطة الثائر ، حتي و ان زادت الامور اشتعالا و شجارا تتطاير فية الاطباق و ترتفع فية الاصوات و ذلك هو شان التخزين الانفعالى للغضب . و تتراكم تدريجيا مشاعر الغضب حتي يفيض الكيل و تتشقق الارض قاذفه بالحمم و اللهب فتعم الحرائق.


ربما يستمر ذلك الاسلوب فالتعامل و التفاعل سنوات و سنوات و ذلك يؤدى الي تاكل الاحاسيس الطيبه و يقلل من رصيد الذكريات الزوجية الروعه و يزيد من الرصيد السلبى المر. و يعتادان علي حياة خاليه من التفاهم و خاليه من السرور و يكون المنزل فعلا قطعه من جحيم فتنطوى الزوجه علي نفسها و يهرب الزوج من المنزل. و تتسع الهوه كان من الممكن الا توجد لو كان هنالك اسلوب ايجابى للتفاهم.


و تشخيصا للموقف نستطيع ان نقول : اننا امام زوج لا يعرف ما يضير و يضايق و يؤلم زوجتة ، و ذلك الزوج يتمادي فغية مع الوقت ، و هو كذلك ربما فقد حساسيتة تجاة زوجته.

واننا امام زوجه تكتم انفعالاتها و تخزن اشجانها. و تحترق بالغضب. و هذة الزوجه تلجا الي اسلوب سلبى فالرد علي زوجها و هذا باشاعه جو النكد فالبيت لتحرم زوجها من نعمه الهدوء و الاستقرار و السلام و نعمه الاحساس بذاته.


و تظل الزوجه تستفز زوجها حتي يثور. و لكنهما لا يتعلمان ابدا بل يستمران فنفس اسلوب الحياة الذي يهدد بعد هذا و بعد سنوات امن و استقرار المنزل ، و استمرار حاله الاستنفار معناة تراجع الموده و الرحمة.


و هناك الف و سيله تستطيع الزوجه عن طريقها استفزاز زوجها، و ايضا هنالك اكثر من الف كيفية يستطيع فيها الزوج استفزاز زوجتة اهمها كما قلنا الصمت و التجاهل و الوجة الغاضب و العبارات اللاذعه الساخره و الناقده و الجارحه او يتعمد اي منهما سلوكا يعرف انه يضايق الطرف الاخر. او ربما يلجان الي اسوا نوعيات الاستفزاز و هى اثاره الغيره و الشك.


و العناد هو نوع من نوعيات البغى و التمادى و التحدى . و التحدى هو اسوا سلوك زوجى و التحدى يخلق عداوه و العداوه تؤدى الي العدوانيه و بذلك يحدث تصلب و تخشب و تحجر و تفتقد المرونه و تضيع روح التسامح و التواضع و التساهل و التنازل. و استمرار الزوجين فالعناد معناة عدم النضج او معناة ان احدهما يعانى الما نفسيا حقيقيا و ان الطرف الثاني يتجاهل عن عمد او عن غير عمد ذلك الالم.


و ذلك معناة اننا امام مشكله زوجية تحتاج الي رعايه .. فكلاهما يعانى . و كلاهما غاضب. و كلاهما خائف . و جميع منهما يتهم الاخر و يحملة النصيب الاكبر من المسؤوليه و يري نفسة ضحيه . اي لا يوجد استبصار و لا يوجد بصيرة.


الخطا الاكبر الذي يقع فية الزوجان ان يجعلا المشاكل تتراكم من دون مواجهة. بدون توضيح بدون حوار بصوت عال هادئ بدون ان يواجة جميع منهما الاخر باخطائة اولا باول . بدون ان يعبر جميع منهما عن قلقة و مخاوفة و توقعاتة و الامة و همومة .. يجب ان يرفع جميع منهما شكواة الي الاخر بعبارات و اضحه و صوت مسموع و نبره و دوده و يجب الاستمرار و المثابره و الالحاح فعرض الشكوي حتي تصل الي ضمير الطرف الاخر.


ربما يصبح تجاهل الزوج لمتاعب الزوجه ليس عن قصد او سوء نيه او خبث. و لكن لانة لا يعرف ، لا يعلم لانها لم تتحدث الية لانها لم تعبر بشكل مباشر . قد لانها تعتقد بانة يجب ان يراعى مشاعرها دون ان تحتاج هى ان تشير له الي ذلك. قد تود ان يصبح هو حساسا بالدرجه الكافيه قد تتمني هى ان يترفع هو عن افعال و سلوكيات تضايقها و تحرجها. و ذلك رائع و حقيقي، رائع ان يصبح لديها هذة التصورات و هذة الامنيات المثاليه و لكن الامر يحتاج كذلك الي تنبية رقيق – اشاره مهذبه – تلميح راق عبارات تشح ذوقا و حياء دون مباشرة. و لا ما نع خاصه فالامور الهامه و الحساسه و الدقيقه من المواجهه المباشره و الحوار الموضوعى . فهذا حق جميع منهما علي الاخر و ذلك هو و اجب جميع منهما تجاة الاخر و ذلك هو اصل المعني فالموده و الرحمه . لان الزوجين اللذين و صلا الي هذة المرحله من الاستفزاز المتبادل يصبح ربما غاب عنهما تماما المعني الحقيقى للموده و الرحمة. و الحقيقه ان اي انسان مقدم علي الزواج – رجلا او امراه – يجب ان يصبح متفهما و بعمق و بقلبة و عقلة و روحة المعانى الحقيقيه لاعظم كلمتين : الموده و الرحمة.

 


زوجة مفروسة