رواية الملعونة pdf

 

صورة-1

 



روايه الملعونة

روايه رومانسيه جريئة

اتمني تعجبكم


البداية


تشابه الاسماء و الاحداث بالواقع مجرد صدفه ، ربما تعنى جميع شيء ، و ربما لا تعنى شيئا .


لذلك لا تبحثوا عن الواقع فالخيال .

الملعونه بقلم الكاتبه سعوديه اميره المضحي

جريده اليوم


همسات من قلبي


………………………

عينى لم تنساك بعد …وقلبى لم ينساك بعد


ما زلت محفورا علي عمري


ما زلت مزروعا علي جفني


تشبة الريحان و الياسمين


و اشجار العنب و التين


رائع .. طاهر.. و شهي


ما زال اسمك مكتوب علي جبيني


و مرسوم بالوشم علي كتفي


و قلبك ينبض فقلبى و رائحتك تعطرني


يا رجلا يسكن فقلبى ..

كاميليا الناصر


هذة الرساله الاولي .. و البقيه تاتي


…………………………………..

الفصل الاول

بلع ريقة .. و رجفه عنيفه تجتاح قلبة و هو يسترق السمع لكلامها و شكواها بعد منتصف الليل ، صوتها يشبة خرير الماء فينبوع صب فقلبة مباشره .


كيف يصبح للصوت تاثير علي قلب الانسان و روحة و جسدة .


شعر بانة سيغمي علية و هى تقول بصوتها الرقيق :


– اريدة قريب منا و يستمع لمشاكلنا .. هو مشغول باستمرار و لا يريدنا ان نزعجة .. قليل الكلام و لا يتحدث معنا الا فالامور التي تهمة .. و برغم انشغالة فعملة الا ان سلطتة و قسوتة لا تفارقنا .. و قوانينة يريدها قائمه دون الالتفات لنا .

تجمدت يدة و احس بنبضات قلبة تتسارع ، و سال نفسة (من تكون هذة الشاكيه فساعات الفجر الاولي ؟).


تردد امام عبارات صاحبه الصوت الرقيق . هل يستمع اكثر ، ام يغلق السماعه و كانة لم يسمع شيئا . احس بضروره اغلاق السماعه فورا فالحديث يبدو خاصا و الاستماع له ليس اخلاقيا و يتعارض مع مبادئة . و عندما اراد هذا جاء صوتها من جديد ، و قالت بعد تنهيده عميقة:

_ امرة يحيرنى فهو يلبى لنا حاجتنا دائما و يوفر لنا جميع ما نريد .. نعيش برفاهيه تحسدنا عليها الكثيرات .. انا لا افهم و الدى .. هو غاضب و عنيد معظم الوقت .. عنفنى بصوتة المرتفع و صراخة و هددنى بالضرب لو اتصلت ب”ناهد” .. منذ ان بدات بالكتابه فالجريده و نشرت اسمها و والدى جن جنونة .. يقول بانها ثوريه و متمرده و تفتعل ازمه للسعوديات .

– اقطعى علاقتك فيها .


اطلقت من قلبها اهه حزينه و قالت :


– لا استطيع .. هى قادره دائما علي احتوائى و لا اتردد ابدا فاخبارها اي شيء و برغم السنوات الست التي تفصلنا الا اننا صديقتين حميمتين .. هى كاتبه مثقفه و محترمه و لها عدد من القصص و الكتب التي تجمع بها مقالاتها .. هى بعيده عن التهم التي يلصقها و الدى فيها .. و لا تعمل علي سلخ الفتاه السعوديه من جلدها كما يقول .. يريدها ان تكتب فالدين و الحجاب و الشجره و اسبوع المرور .. يريدنى ان اقطع علاقتى فيها لانها اختارت العيش بكرامه بعيدا عن زوجها و ذنبها الوحيد انها كاتبه و مطلقه .

اغلق “عماد” سماعه الهاتف ببطء و راح يسترجع عبارات صاحبه الصوت الرقيق ، صوتها كعزف ناى شجى تغلغل فاعماق روحة . فكر من تكون ؟ .. لابد انها مقربه جدا جدا لاختة “نسرين” لتبثها امورا خاصه و عائليه و تشتكى لها من سلطه و الدها .

فتح نافذه غرفتة المطله علي الكورنيش ، و بقى للحظات يراقب سيارات الماره ما زالت الحركه مستمره و نشطه فمدينه القطيف و السيارات تتحرك فجميع الاتجاهات اغمض عينية و فلحظه قرر الخروج من البيت فهذا الوقت نزل بسرعه و قطع الشارع ليلاقى البحر فالليل شعر باحساس غريب و هو يخلع حذائة و ماء البحر يغسل قدمية ، و الهواء الحار يداعب قسمات و جهة و يحرك خصلات شعرة الاسود الناعم


.

تنهد و اغمض عينية و استنشق الهواء بعمق و هو يسترجع عبارات صاحبه الصوت الرقيق و عقلة يحاول كشف هويتها ، هى صديقه لنسرين و لابنه عمة “امل” كذلك لان صداقتهما مشتركه ، و هما تتحدثان عن صديقاتهن دائما هنالك “كاميليا” صديقتهما من الطفوله ، و ”سماح” التي تعرفنا عليها فالمرحله الثانويه ، و هنالك شقيقه خطيبتة السابقه و لكن العلاقه بينهما انتهت بعد ان فسخ الخطوبه قبل ثلاث سنوات و اصبح فهذة الحاله من ضجر و الوحده .فبقدر ما انجذب ل “سوسن” بشده عندما راها اول مره بقدر ما كرهها عندما اصبحت خطيبتة . كان يشعر بالسوء من تلك المرحله و خصوصا عندما اتهمة صديقة “ماجد” بالاستهتار و هو بعيد عنة كليا، فلطالما كان جادا و رصينا الا انه لم يستطيع ان يستمر مع سوسن اكثر من شهر ، فتح عينية علي صوت بوق سياره ما ره فالشارع و تمني لو يصرخ بقوه تعادل صوتة فربما يستيقظ فية شيء ما و يغير حياتة الرتيبة.


عاد لمنزله و الاثر الذي تركتة فية صاحبه الصوت الرقيق يحيرة ، يا لهذة الفيزياء اللعينه ، ما الذي احدثة فية و لماذا احب صوتها ؟.


كان لرنين صوتها اثرا فرو حة و لا يعرف لماذا تخيل و جة ما جد يقول له بيت =من الشعر الشهير ( يا قوم اذنى لبعض الحى عاشقه و الاذن تعشق قبل العين احيانا ). العشق مره و احده ، و هو اعلي درجات الحب و اخطرها ، و من اين سياتية الحب و هو منطوى علي نفسة و سال نفسة لماذا لم يدق قلبة لاحد بعد ؟.


لو كان تزوج بكيفية تقليدية


فربما يشعر بالسعاده مع امراه ما كان مدركا و مقتنعا


فقرارة نفسة بان الوقت ربما حان ليلقى بنفسة بين يدى امراه تحتوية و تحبة لذاتة فقط، و ان كان لا يعترف بذلك علنا فكر فحياتة فهو احد ابناء عائله عريقه و معروفه بالتجاره و المال و الثراء ابا عن الجد يعيش ففيلا فخمه و كبيره فحى “المجيدية”، و يمتلك احداث السيارات التي يسعي لتبديلها سنويا للمحافظه علي و جاهه العائله كما تطلب منة امة هذا يحسدة الكل علي ما يملك ، رغم كونة لا يملك صديقا يستطيع الاتصال بة فمنتصف الليل.


*******


اشعل الضوء الخافت و استلقي علي سريرة و تدثر بلحافة الفاخر و راح ينظر لغرفتة تحت ظلال الضوء الصفر الخفيف الذي يضفى جوا من الدفء علي الغرفه الواسعه و الرائعة باثاث خشبى و طلاء جدار اصفر دافئ و ستائر مخمليه داكنه ، و كل مستلزمات الرفاهيه بها ، و لكنها لا تهمة ما دام لا يشعر بالسعاده ، تنهد و سرعان ما نهض بسرعه و وضع فمشغل الاقراص اسطوانه لجاره القمر ، و بدا صوتها يشيع فارجاء الغرفه ..

“تسال على كتير و بتحبني


بعرف هالحكي.. حافظه هالحكي


جميع الحكى حلو .. و مع انه حلو


ليش بيضلو احساس يقلى لا


فشيء بدو يصير .. فشيء عم بيصير ”


استلقي علي السرير لكن عينية لم تغمضان . احس بانة فحاجه لشيء ما ، فهذة الليله ليست ككل الليله ، هنالك شيء ما يشعر بة و قلبة يدق بايقاع جديد و مختلف . شعر بالحاجه للحديث مع احد ، من يسمعة فهذا الوقت المتاخر ؟ لمن يشكو و لمن يتحدث ؟ فكر باختة الكبري “ندى” ..لابد انها نائمه بجانب زوجها . كم كنا صديقين و شقيين و كثيرى الشجار لكنهما يتصالحان بسرعه .


و كثيرا ما يجعلان امهما تفقد اعصابها بسبب شجاراتهما الدائمه ، و رغم هذا كان جميع و احد منهما داعم للاخر و محامى عنة امام و الديهما . ما زال يتذكر الضرب بالحذاء بحذائها و كانت المره الوحيده التي يتذكر بها بانها ضربتة ، اما ابوة فلم يمد يدة علية هو و اخواتة ابدا.

تذكر شقيقة “علاء” الشعله المشعه بالسعاده و التفاؤل و الحيويه و الذي يشكل معة ثنائيا اخويا رائعا انطفا قبل عشر سنوات و بسرعه كبيره تنقلت الصور فراسة لتعيد امام عينية صوره علاء و هو جثه هامده بلا حراك و الدم يغطى راسة و وجهة بعد ان انتشلة بنفسة من بين يدى زميلة الذي تشاجر معة و ارداة قتيلا امام باب منزلهم القديم ف“القلعة” شعر بالاسي و هو يتذكر بكاء امة كلما دخلت ترتب غرفتة التي اصرت علي اعدادها له فالمنزل الجديد بعد و فاتة باشهر.


********************************


استيقظ صباحا علي صوت المنبة . غسل و جهة و حلق ذقنة ،وارتدي ملابسة الانيقة. بذله كحليه اللون و قميص ابيض و ربطه عنق بالوان مبهجه ، و قف امام المراه و وضع القليل من العطر و ابتسم عندما تذكر صديقة الذي يتهمة بالبعد عن التقاليد ، ابتداء باللباس و الناهيه لا يعرفها .


كان صاحبة يحاول اقناعة باستمرار بلبس الثوب و الغتره التقليديه ، و يجيبة دائما بانة يرتدى ما يعجبة و يناسبة ، لا ما يرضى الناس و تراث البلد . اغمض عينية فجاه و هو يستحضر عبارات صاحبه الصوت الرقيق ، و عاود تلاوه الافكار نفسها فراسة و هو يفكر بصديقات اختة .


شارك و الدية تناول الافطار و طعام التوست المحمصه بالزبده التي اعدتها له امة و هى تتحلطم من عدم جديه نسرين فالمذاكره و رغبتها الفاتره بالالتحاق بكليه الطب اكدت علي زوجها الصامت للمره الالف ضروره البحث عن و اسطه جيده ليقوم باللازم ، و انهت كلامها له ببعض الاتهامات الضمنيه باللامبالاه و الانشغال عن المنزل و عدم الاهتمام بدارسه ابنته. ظل و الدة صامتا و اكتفي بنظره حيادية . هو هادئ و صامت ، ترك قياده دفه الاسره لزوجتة التي تتهمة بالسلبيه و لا تجرؤ ان تقول بان شخصيتة ضعيفه امام شخصيتها .


اخذ حقيبتة و خرج متجها الي الشركه . شركه “الغانم” للاسمنت و مواد البناء و الخرسانه الجاهزه التي اسسها و الدة و عمة سويا بجدهما و كدهما حتي كونا اسما قويا فسوق المحليه ، و كونا ثروه ما ليه يعتزان فيها من الشركه و المصنع التابع لها ، اضافه الي محطات البنزين التي يمتلكونها . كان يرغب بدراسه اداره الاعمال فكاليفورنيا و لكن و الدة لم يحبذ هذا بعد و فاه علاء ، فوافقة و درس فجامعه الملك فهد للبترول و المعادن بالرغم من اعتراض امة ، و بعد تظهرة من كليه الاداره استلم اداره الشركه يدا بيد مع ابن عمة و زوج اختة فيصل ، و تفرغ و الدة و عمة للعمل سويا فالاستثمار بجميع مجالاتة تاركين اداره الشركه للشابين الطموحين ليكملا المسيره . قاد سيارتة و هو يستمع لاغنيه السيده فيروز ..

“كنا نتلاقي من عشية


و نقعد علي الجسر العتيق


و تنزل علي السهل الضباب


تمحى المدي و تحمى الطريق


ما حدا يعرف بمطرحنا


غير السماء و ورق تشرين..”


كان يحب فيروز و اغانيها و صوتة و شموخها ، و يردد دائما بان الغناء مباح لها فقط و حرامة علي الجميع ، و يحتفظ بجميع اسطوانتها و اشرطتها يستمع لها فالسياره و البيت . لم يكن يستمع لاى مطربه اخري و دائما يردد بانها مطربه النخبه و لعامه الناس مطربيهم ، فالطبقيه موجوده فكل شيء حتي فالغناء و الموسيقي . لم يكن مؤمنا خالصا بالطبقيه الاجتماعيه رغم اعترافة فيها ، و قد اعترافة ناتج من كونة و لد لعائلة عريقه من عائلات القلعه القطيفيه ساهمت امة فجعلها متميزة اجتماعيا

الفصل الثاني


تمددت كاميليا علي سريرها و هى تفكر بما حدث فمنزل صديقتها و تشعر بالندم لما قالتة عن شقيقها . لم تتخيل ان عفويتها ربما توقعها يوما بمشكله مع نسرين التي ظلت منزعجه برغم ما كان فجلستهما من ضحك و رقص و غناء .احست بالضيق الشديد و تنهدت عينيها العسليتين بالدموع و سال خط الكحل الملازم لعينيها و هى تسترجع نظرات عماد لها .


نظراتة كانت غريبه و كانة يريد ان يعريها من ملابسها و اقنعتها و يري جوهر حقيقتها . قضت و قتها و هى علي سريرها بعباءتها و حقيبه يدها .


جاءت اختها “شذى” التي تصغرها بعام و احد . جلست بجانبها و اندهشت عندما و جدتها مغمضه العينين و الدموع تسيل علي خديها ممتزجه بالكحل الاسود . سالتها بقلق عما حدث ، ففتحت عينيها و مسحت دموعها بطرف اصبعها و راحت تخبرها بما حدث.


ذهبت مع صديقاتها الي بيت =امل و هنالك قابلت عماد شقيق نسرين الذي لم ترة منذ فتره طويله .تنبهت لوجودة ، و خصها بنظرات ملفته و غريبه . التقت عينيها بعينية السوداويين و افترسها من اعلي راسها مبتدءا بعينيها العسليتين و حتي اسفل قدميها غير ابة بوجود احد .


-شعرت بالانزعاج و اخبرت الجميع بذلك الا ان امل و نسرين دافعتا


عنة ..و..


توقفت عن الكلام و دموعها تخنقها . مسحتها بيديها و اكملت تخبر اختها برده فعل نسرين التي تضايقت منها و اصبح الجو متوترا برغم محاولات سماح و امل جعل الامور طبيعية.وبختها اختها من تبعات لسانها الفلتان ، فاغمضت عينيها و هى تشعر بشيء ما فد حصل لها من جراء نظراتة القويه . احست بان نظراتة و عينية السوداويين افقدتها صوابها . عينية اخترقتاها و اشعرتها بالدوار ، فلم تكن نظراتة عابره . كانت مليئه بالفضول و الرغبه و حاجات لا تعرفها ، و ما زال راسها يدور كلما تذكرت كيف نظر لها بعمق و كانة يستشفها من الداخل.


جلست علي مكتبها و هى تعيد رسم صورتة امام عينيها.


و سيم و شعرة الاسود مصفف بكيفية انيقه ، عينية سوداويين و غامضتين و ساحرتين و حاجبية طويلين و كثيفين و شاربة محفوف باناقة.كانت دائما تراة رجلا و هى طفله لكنها لم تعد تلك الطفله او الفتاه الصغيره .


و ضعت شريط ” نجوي كرم ” فمسجلتها..


“عم بيقولوا انو غيابك قادر انو يتعبني


صحح معلومات اصحابك غيابك بدو يموتني”

ونجوي تختم اغنيتها تنهدت كاميليا و هى تفكر بنسرين الغاضبه ، و قررت ان تتصل فيها و تعتذر لها . ستخبرها بانها لا تقصد الاساءه لاخيها و لكنها تكلمت بعفويه و صراحه دون نيه سيئه . امسكت بهاتفها و اتصلت فيها فلم تجبها ، شعرت بالاسف لما قالتة عن عماد فهى لا تريد ان تتاثر صداقتهما.


قضت و قتها فالحديث مع اختها عن القليل الذي تعرفانة عن عماد و لا تعرف لماذا اصبحت فجاه تتوق للحديث عنة و تذكر جميع صورة القديمه فذاكرتها.فكرت بة ، لماذا نظر اليها بهذة الكيفية فهى ليست المره الاولي التي يراها بها . راها قبلا مرات عديده ، و هو يعرفها و كثيرا ما ركبت معة فسيارتة و اوصلها مع نسرين الي بيت =امل,واصطحبها مره الي المدرسه المتوسطه ليحضرن شهادتهن عندما تظهرن.


كما انها ركبت معة بصحبه خطيبتة السابقه الذي اقيمت حفله خطوبتهما بعد امتحانات العام الدراسى الاول فالمرحله الثانوية.


يومها ظلت تراقب لحظات السكوت بينهما و استغربت رؤيتها لخطيبين مغلفان بالصمت . هى ما زالت تتذكر يوم خطوبتهما , ذهبت مع نسرين و امل لمركز الترائع و قمن ثلاثتهن بحف حواجبهن لاول مرة.ذهبت لمنزل خطيبتة السابقه و رقصت مع صديقاتها علي انغام الموسيقي الصاخبه .


و هو يعرفها فلماذا لم يهتم بالنظر اليها بهذة الكيفية قبلا , و هل كانت فنظرة طفلة.


تذكرت عينية و نظراتة ، لم تكن عابره ، او نهمه كالتى تجدها فعيون الشباب الجائعة. كانت معتاده علي مضايفه الشباب لها و لصديقاتها فالاسواق و الاماكن العامه ، يلاحقونهم و يرمون الاوراق الصغيره المحتويه علي ارقام هواتفهم .او يتبعونهم و هن يسرن فالشارع مع السائق و لم يؤثر فيها هذا ، لكن عماد كان مختلفا فنظراتة القويه اخترقت قلبها المحصن و جعلتها تذرف الدموع و تفكر بة و بنظراتة طوال الليل .


كانت اقلهن جراه و عندما ذهبت مره مع سماح الي احد المجمعات و لحق بهما شابان من محل لاخر ، و طلبت سماح لهما رجال الامن من داخل المحل و جاءوا و اقتادهما الي مقر الشرطه فالمجمع.خافت جدا جدا عندما طلب منهما رجل الامن التوقيع علي بعض الاوراق من اجل استكمال التحقيق معهما رسميا و ايصال الامر لهيئه الامر بالمعروف و النهى عن المنكر فرفضت خوفا من و الدها لو بلغة الامر و خوفا من رجال الهيئة

اشعلت شمعه معطره و هى تفكر و لم تشعر بالراحه الا بعد ان اتصلت بنسرين و اعتذرت منها .


لم تكن نسرين غاضبه بقدر ما كانت مندهشه فشقيقها يمثل لها قيمه و امثوله خاصه و لا تستطيع اساءه التفكير بة و لو بشيء بسيط .ولهذا انتظرت عودتة للبيت و تحدثت معة و استفزتة عندما شبهت نظراتة بنظرات الذئاب الذين يرتادون الاسواق و المجمعات بحثا عن الفتيات .


صوب عليها عينية السوداويين و اعلن لها البراءه من جهل الشباب و سطحيتة ، و دافع عن نفسة فهو صاحب روح و قلب و عقل و مبادئ مطبوعه بفكر و ثقافه خاصه كونها بنفسه.


ظلت كاميليا تتقلب ففراشها تفكر بعماد و نظراتة الساحره ، و لا تعلم بانة يتقلب ففراشه كذلك و يفكر فيها .


احتلت تفكيرة منذ ان سمع صوتها عبر الهاتف تلك الليله بالصدفه و اطلق عليها صاحبه الصوت الرقيق .


بذل جهدا ليكشف هويتها و عندما عرفها ذهب متعمدا لبيت عمة ليراها و يري كيف اصبحت بعد سنوات ، و منذ ان راها و صورتها لا تفارق خيالة .


يتذكرها و هى تدخل امامهمن باب بيت =عمة ، و كم هى رائعة و حبه الخال مستقره بهدوء و سعاده فزاويه فمها.. و عينيها الذابحتين ..وبشرتها المشرقه البراقه بسمره شفافه .


ظل يفكر بتلك الفتاه الصغيره التي كبرت فجاه و بدت احلى .


لم يكن قادرا علي النوم بعد ان راها ، كانت مختلفه عن الصوره التي رسمها لها فمخيلتة معتمدا علي صورتها و صوره قديمه يحتفظ فيها فذاكرتة .


لم يعرف لماذا احس بان قلبة سيخرج من صدرة عندما راها .

الفصل الثالث


” احدث ايام الصيفيه و البنوته شويه شويه و صلت على ساحه ميس الريم و انقطعت بها العربية


احدث ايام المشاوير فغيمه زرقه و برد كتير


و حدى منسيه بساحه رماديه انا و الليل و غنية


تاخرنا و شو طالع بالايد حبيبى و سبقتنا المواعيد


انا لو فيى زورك بعينى و عمرها ما تمشى العربيه ”


اوقف سيارتة فحديقه منزلهم الكبيره و ظل ينتظر انتهاء الاغنيه حتي يترجل فهو لا يحب ان ينقطع صوت فيروز . كان ينوى شرب كاس من الشاى و اخذ الاوراق التي يحتاجها قبل الذهاب الي البنك . لكن لقاءة بنسرين عند البوابه غير مسارة . نزع نظارتة الشمسيه عن عينية و سالها :


– الي اين تذهبين ؟

اخبرتة بانها تريد الذهاب لمنزل كاميليا لاخذ بعض الاوراق المهمه فالفيزياء و نسخها فالقرطاسيه ، فابتسمت عينية فهذة فرصه جيده لرؤيه كاميليا او لسماع خبر عنها . طلب منها ان تركب معة ليوصلها بنفسة لكنها رفضت فهى ستذهب الي محل الاشرطه الغنائيه مع صديقتها ف“سوق مياس” ابتلع ريقة قبل ان يبدا فالكذب و قال :


_ سيذهب السائق الي المطبعه ليحضر اوراقا خاصه بى و لن يعود قبل ساعه .

ركبت نسرين بجانب اخيها الذي ارتسمت علي و جهة ابتسامه رضا لم تفهم مغزاها و هو يستمع لصوت فيروز . كان سعيدا فالفرصه مواتيه لرؤيتها من جديد و بدون ان يتدخل كما فعل فمنزل عمة .


توقف امام بيت =كاميليا بواجهتة الحجريه الانيقه فحى “الخامسة” و قلبة يرقص فرحا . ظل ينتظر ظهورها و خلال اغماض جفنية خرجت من باب البيت هى تمسك بحقيبتها . اقتربت من السياره بتردد فالسياره التي امامها ليست سياره السائق ، و الجالس اما المقود هو عماد بكل جاذبيتة و رجولته. احست بقلبها يرتعش بين اضلاعها و قدميها ثقيلتين و لا تستطيع تحريكهما و نسرين تلوح لها بيدها . بقيت ساكنه و عماد يترجل من سيارتة و يفتح لها الباب الخلفى بكل احترام . تفادت النظر الية و ركبت ، فحرك السياره و هو يستمع باصغاء شديد للحديث الدائر بين اختة و بينها ، قالت نسرين :


– اين الاوراق ؟ اريد رؤيتهم .

اخرجت كاميليا الاوراق من حقيبتها و اعطتها لنسرين و عبر مراه السياره التقت عينيها العسليتين بعينى عماد السوداويين ، فاشاحت و جهها عنة و هى تشعر بالدوار من عمق نظراتة و عينية اللتين جعلتاها تسرح و تفكر دونما اسباب ، و سالتها نسرين :


– هل ستذكرين اليوم ؟


رطبت شفتيها بلسانها و قالت :


– اليوم الاربعاء و انا اريد ان ارتاح بعد اسبوع شاق من المذاكره و الامتحانات لذلك سانام الليله مبكرا و غدا اذاكر.

سكتت كاميليا و هى تفكر .. لماذا يرتعش قلبها و يخفق بهذة الكيفية ؟.


ما ذا حدث لهذا القلب الصغير عند راتة و هى تشعر بان دنيا رائعة و خاصه جمعتها مع عماد لدقائق. ما ذلك الشعور و الانجذاب له ؟ كانت خائفه و دقات قلبها تزيد النار اضطراما فقلبها الذي صانتة دائما و عينت عينيها حارسين مكلفين بحراستة حتي لا يستسلم لاحد بسهوله و نصبت عقلها حاكما يطيعة القلب و العينين . و لكن اين هى هذة السلطه القوية.


لم تكن موجوده و هى تسترق النظر لعماد بين لحظه و اخري و تتذكر كلام معلمه الدين و هى تحذرهن من النظر المباشر للرجل الاجنبى فهى تسبب الفتنه ، و اي رجل تنظر الية الان . انه عماد الذي لم يكن يعنى لها شيئا فالماضى ، و الذي حضرت حفله خطوبتة و رقصت مشاركه نسرين فرحتها ، و شاركتها دموعها عندما قرر الانفصال عن سوسن . ظلت ساكته فالسياره البادره و صوت فيروز يعطى دفئا و حياة ..

“كان الزمان و كان فدكانه بالفي


و بنيات و صبيان نيجى نلعب عالمي


يبقي حنا السكران قاعد خلف الدكان


يغنى و تحزن فتاة الجيران


اوعى تنسينى و تذكرى حن السكران”

اوقف عماد سيارتة امام المكتبه الذهبيه و اعطتة نسرين الاوراق و طلبت منة ان ينسخها لها و لامل و لسماح . و عندما ترجل من السياره قالت كاميليا لصديقتها موبخه :


– لماذا لم تخبرنى بانك ستاتى مع شقيقك ؟ .. انت تحرجينني.


استدارت نسرين الي الخلف و قالت :


– لقد ارسل السائق الي المطبعه .. لذلك اصطحبنى هو.

جاء عماد و اعطي اختة الاوراق و طلبت منة التوجة الي سوق مياس ، قلب القطيف التجارى ، ففية البنوك و محلات الصاغه (بائعو الذهب) ، و الاجهزه الالكترونيه و الازياء و الاقمشه و العطور و الترائع و الساعات . هز راسة موافقا و عينية فالمراه تراقب كاميليا التي تتحاشاة و تنظر الي الشارع. تنهدت بقوه و هى تشعر بانها خائره القوي و سيغمي عليها و تترجاة فسرها بان يتوقف عن النظر اليها بعينية القاتلتين .اوقف سيارتة فالمواقف و ذهبت اختة و صديقتها لشراء شريط “نجوي كرم ” الجديد و ظل هو يراقب الناس. النساء المتشحات بالسواد يظهرن من محل و يدخلن احدث ، بعضهن يقف امام البسطات التي تبيع البخور و العطور المقلده , و بعضهن فسوق “ام عشرة” حيث جميع شيء يباع بعشره ريالات , و عدد من بنات يقفن امام نافذه محل الاشرطه الغنائيه حيث دخولهن ممنوع , و الاكثريه يدخلن المجمع التجارى القريب . ظل يراقب الناس و كانة يزور المكان لاول مره ,وانهي تاملاتة عندما جاءت اختة و كاميليا و ركبتا السياره متوجهين لمنزل سماح و هما تناقشان اغانى “نجوى” الجديدة.

ظلت كاميليا تنظر الية من العين الزجاجيه فالباب حتي اختفي من امام عينيها و قلبها يخفق بقوه . اسرعت تصعد الدرج لتخبر اختها شذي بما حدث، و السعاده المختلطه باحاسيس كثيره ظاهره علي محياها ، بدت مرتبكه و سعيده و خائفه ، و فالصاله العلويه التقت بوالدها يظهر من غرفتة و بيدة بعض الاوراق و ما ان راها حتي سالها بوجهة العابس :


– هل نسخت الاوراق التي تريدينها ؟


هزت راسها ايجابا، فسالها :


– و مع من ذهبت؟


-مع نسرين.


و سالت و الدها:


-ومتي سياتى سائقنا ؟.. سافر منذ اكثر من شهر و لم يعد بعد .


زم شفتية و طلب منها ان تتدبر امورها مع صديقتها و هو سيستمر باصطحابها مع اختها للمدرسه و ختم جديدة :


– نحن نعيش فعوز بسبب سفر السائق المفاجئ .. ما تت امة و تورطنا لا اعرف متي سيسمحون لكن بالقياده لنرتاح و نتفرغ لاعمالنا .


سالتة باستغراب :


– و هل ستوافق ؟


– نحن البلد الوحيد الذي تمنع النساء فية من القياده .. و مع الضوابط سيكون جميع شيء بخير فلسنا و حدنا المسلمين .


بلعت كاميليا ريقها و دخلت غرفتها و قلبها ما زال ينبض بقوة، لم تكن تفكر بحديث و الدها رغم انها مناصره للمراه فانتزاع كل حقوقها ، و كانت ابنه خالها تقول لها دائما بان التغيير يجب ان يبدا بالنساء انفسهن فاذا لم يطالبن بحقوقهن و ينتزعها فلن يقدمها لهن احد علي صينيه من الذهب .


كانت مشغوله بعماد و لقائها بة و تشعر بان و الدها سمع نبضات قلبها و كشف امرها . هى منجذبه لشاب ، و ذلك ما لن يتسامح بة مهما حدث .


لم ترد التفكير فالامر اكثر و قالت لاختها بصوت منخفض :


– لقد رايتة يا شذي .. لقد اوصلنا عماد الي المكتبه و من بعدها الي سوق مياس .. لقد نظر الى بكيفية غريبه .. احسست بان قلبى سيتوقف عندما تقابلت عيوننا عبر مراة السياره .. اة لو رايتة كيف يتكلم و كيف فتح لى باب السياره بكل ادب و ذوق لا ممكن ان تجدية فشاب سعودى ابدا فهو لا يفتح الباب لاحد الا اذا كان خائفا علي الباب .


تنهدت و اردف تقول :


– اشعر بانى ثمله من نظرات عينية .. يا لهما من عينين لم اري مثلهما فحياتى .. هو متميز فكل شيء حتي فادق تفاصيلة .. يضع فخنصر يدة اليمني خاتما بة حجر كريم احمر اللون لا اعرف ما هو .. لابد اننى موعوده بة .. و سيصبح ذلك الرجل لى .. و ذلك و عد علي نفسى .

طلبت منها شذي ان تتمهل قليلا و ذكرتها بانها فالقطيف فهى مقتنعه بان الحب فهذة المدينه مصيرة احد امرين . اما ان يموت فقلب المحب بدون ان يعبر عنة ، او مشنوقا بحكم الظروف و المجتمع و الناس هى لا تعيش فمدينه رومانسيه و اهلها يتمتعون برقه المشاعر . بل علي العكس ، الحب و العاطفه و رقه المشاعر هى عيب و قله ادب و كلام فاضى .


انفعلت كاميليا و قالت لاخيها :


– لاتهمنى القطيف .. و هل كتب الله على ان اتزوج من رجل لا اعرفة و مغطي بملابسة و مظهرة الكاذب الذي يخفى سيئاتة و عيوبة .. لما لا اتزوج برجل اعرفة و ارتاح له و احبة .. لن اتزوج برجل ( خبط لزق ) و لا اكشف الا بعد الزواج و لن يسمح لنا بتصحيح ذلك الخطا بسهوله .


– و او .. قويه .


– ساختار الرجل الذي اريدة ..

كانت تدافع عن شيء لا تدرى ما هو ، و عن علاقه لا تعرفها و لم تدخلها بعد . رغم تايدها للتعارف قبل الزواج فهو الكيفية الصحيحه لاكتشاف طبيعه الاخر ، و لا تحبذ التعارف بعد الزواج او الملكه ( عقد القران ) ففسخ ذلك المشروع صعب و له ثمن محسوب فحياة الشاب و الفتاه بنفس القيمه .


عاد عماد و اختة لمنزلهما و جدا جدا امهما جالسه مع ندي و ابنتها ، شربوا الشاى و بعد ان صعدت نسرين لغرفتها لتذاكر ، ظل هو يتحدث مع امة و اختة .

سالهما عن الزواج عندما يقارب الفرق بين الزوجين تسع او ثمان سنوات ، فتفكيرة و انجذابة بكاميليا اثناء الايام الفائته جعلة يفكر فيها كامراه تعيش بجانبة ، و طبعا ستكون زوجتة .


اجابت امة عن سؤالة بان الفارق فالعمر ليس مهما و ضربت له مثلا فوالدة يكبرها بعشره اعوام و زواجها ناجح .. سالتة اختة باهتمام :


– و لماذا تسال ؟.. هل هنالك فتاه ما فراسك ؟


سكت عماد محرجا و اضطر لتلفيق كذبه فمنذ عرف كاميليا و هو يكذب فقال :


– هنالك شاب اعرفة و سيتزوج من فتاه تصغرة بثمان سنوات .. و انا احسست بان الفارق كبيره بينهما .


قالت ندي و هى تسكت لها الشاى :


– المهم هو التفاهم و ان كان الفارق عشرين سنه .. و انت متي تفكر بالزواج ؟

ابتسم و السعاده تشع من عينية و قال :


– قد اقول لكم بانى قررت الزواج فالايام القادمه .. سافكر بالمقال جديا .


شربت امة رشفه من الشاى و قالت له بنظره فاحصه :


– عليها ان تكون من عائله مرموقه و ابنه هامور قطيفي.


ابتسم و طلب من امة ان تدعو له بالتوفيق خلال صلاتها ، فهو يشعر بالخوف من السعاده التي يعيشها الان . دائما يدفع ضريبه باهظه للفرح و يحزن بشده بعد هذا . بقدر ما كان سعيدا بخطوبتة من سوسن بقدر ما كان الحزن و التعاسه تنتظرة عندما قرر الانفصال عنها .


و عندما تظهر من الثانويه بنسبه مرتفعه و فرح بشده لانة سيدرس فامريكا قتل علاء فاليوم الاتي و بقى هنا و اكمل دراستة فالظهران . و افقتة امة و طلبت منة التفكير بجديه ، قالت له :


– ما الذي ينقصك يا و لدى ؟ .. لديك الشركه تحت يدك و لديك قطعه ارض كبيره و قريبه منا و تستطيع البناء عليها فاى و قت .. و اذا اردت ان تسكن معنا فالعين اوسع لك من المنزل .. كما ان سوسن ستتزوج فنهايه الصيف و سيشمت بنا اهلها .. لو اطعتنى و تزوجت بسرعه لكان لك طفل يمشى و احدث علي كتفك الان .

توجة عماد لغرفتة تاركا امة و اختة مذهولتين من كلامة عن الزواج بهذة الايجابيه ، فلقد تعودتا منة التافف و الانزعاج و الرفض المسبق فالكلام عن ذلك الامر ، اما الان فهو سعيد و عينية تبشران بفرح و زهو لم يعيشة منذ فتره طويله . سعيد بالاحساس الذي دغدغ قلبة منذ ان سمع صوت كاميليا و احبة ، و راها و احبها اكثر ، و احب قربها و علاقتها المميزه باختة و عائلتة . سعيد بتفكيرة و انشغالة فيها و برغبتة لرؤيتها و لسماع صوتها . لقد عرف ما يريد من لحظه و احده و هاهو نصيبة قريب منة . هو محظوظ لانة عرف ما يريد فلحظات و لم يحتاج للعمر كلة ليعرف غايتة . اتصل بماجد و راح يتفلسف علية و يشرح له نظريه النصيب و الحياة و الزواج من المراه المناسبه ، و ضحك عندما قال لها صديقة ( حتي فالفلسفه و الهذره .. فتش عن المراه )

*********

قلبت الصفحه بعد ان عجزت عن حل المساله الفيزيائيه و هى مشغوله الفكر بعماد . تريد معرفه ما و راء نظراتة لها فاللقاء الاول فمنزل امل و لقاءهما الثاني فالسياره . كثيرا ما تعانقت نظراتهما فثوانى قليله جعلتها خارج حدود الزمان و المكان . كان قلبها يدق بقوه فالسياره و هى قريبه منة يفصلهما ظهر المعقد . تراة عن قرب و تشم رائحه عطرة . كم كان انيقا ببذلتة البنيه و قميصة الازرق ، و كم كان لطيفا و هو يفتح لها باب السياره بكل لباقه تنهدت و بدات تكتب ..


” انت تشغل تفكيري


افكر بك رغما عني


اري و حهك الرائع امامي


عينيك السوداويين تحاصرني


و لا ادرى لماذا ؟


اسمك لا يبرح لساني


اصبح اسمك اغنياتي


اناديك باسمك دائما


و انادى الجميع باسمك


و لا ادرى لماذا ؟؟..”

كتبت هذة العبارات فالدفتر الذي تحل فية المسائل الفيزيائيه . تعودت كتابه ابيات شعريه فاى و رقه تكون بين يديها ، فكتبها و دفاترها الدراسيه مليئه بالعديد من الخواطر و الذكريات و الاحلام و ابيات شعريه متنوعه و اغنيات نجوي كرم . و ما تكتبة هى تجمعة بين فتره و اخري فدفتر خاص لا يعلم بوجودة احد فهى تعتبرة كتابا خاصا فيها و لذكرياتها فقط . قرات ما كتبتة بصوت هامس و ارادت ان تكمل و لم تستطيع فرمت بالقلم و بالدفتر ارضا . اغمضت عينيها و اسندت راسها الي الوراء و هى تقول لنفسها ( كفي .. تعبت من التفكير و اريد التركيز فالمذاكره .. ما الذي يحدث لى ؟.. لا استطيع سوي التفكير بة و ترديد اسمة فسرى ) .


جاءت شذي و راتها جالسه خلف مكتبها الصغير و راسها بين يديها ، فسالتها بقلق اذا ما كانت متعبه . ظلت ساكته و لم ترد علي اسئله اختها فعاودت سؤالها :


– هل انت مرهقه ؟.. ما رايك باخذ قسط من الراحه تعالى معى لنشرب كوبا من الشاى لنجدد نشاطنا فانا تعبت من المذاكره كذلك .


رفعت كاميليا راسها و قالت :


– و هل انا اذاكر لكى اخذ قسطا من الراحه ؟ .. منذ ساعات و انا فالدرس نفسة .

نهضت من كرسيها و تناولت دفترها و قلمها من الارض و وضعتها علي الطاوله و هى تشعر بالتعب و كان راسها سينفجر من التفكير . نظرت لنفسها فالمراه بصمت و بدات بوضع القليل من الكريم المرطب علي و جهها و شذي تطمئنها :


– لم يبقي علي انتهاء الامتحانات سوي يومين و جميع شيء سيصبح علي ما يرام و ستحصلين علي نسبه عاليه بعون الله .. و الواسطه موجودة.

نزلت مع اختها الي المطبخ الواسع المطل علي الصاله و اعدتا الشاى و جلستا . سكبت كاميليا لها الشاى و وضعت عددا من مكعبات السكر لم تعرف عددها و قالت و هى تذوبها بالملعقه :


– منذ اكثر من اسبوعين و انا افكر بة .. لا يفارق مخيلتى و انا اذاكر و انا طعام .. و انا اجيب علي اسئله الامتحان فالمدرسه .. حتي و انا نائمه احلم بة .


سالتها باستغراب :


– و بمن تفكرين ؟


و بنبره غاضبه اجابت اختها :


– من غير عماد .. احاول ان اقصيه عن تفكيرى و لكنى لا استطيع .


كانت تشعر بالضعف كلما تذكرت عينية ، فتنفست بعمق و اكملت تقول :


– انا مدركه بان حياتى بعد هذا اليوم فمنزل امل ليست كحياتى قبلة .. مر اكثر من اسبوعين و ما زالت نظراتة و عينية السوداويين تلاحقانى .. انا لا اعرف ما الذي يجرى لى .


تلفتت شذي حولها و طلبت من اختها ان لا تتكلم فهذا المقال فالمطبخ فلو سمعها احد و الديها ستحدث كارثه فهذا الكلام لا يقال الا فغرف النوم . شربت كاميليا رشفه من الشاى الساخن و قالت لاختها :


– انا فامتحانات الثانويه العامه و افكر برجل يكبرنى بثمان سنوات لمجرد نظر لى بكيفية ساحره .. انا هبله بامتياز .


لم تكن تريد اكمال الحديث فضميرها يؤنبها لان ذهنها مشتت و عبثا تحاول التركيز فالمذاكره ، فسكتت و طلبت من اختها تاجيل الحديث عن عماد لما بعد الامتحانات .

*******


عماد الذي احس الجميع بتغيرة حتي ان صديقة ما جد حاصرة عده مرات ليخبرة عن اسباب تغيرة و عدم الخروج معة الي المقهي كالسابق فجاء لزيارتة فمنزلة و جلس معة فالمجلس الداخلى المجهز بجلسه عربيه فخمه و مريحه . جلبت الخادمه الشاى الفاكهه و المكسرات و بدءا يتحدثان و هما يشاهدا التلفزيون بصوت منخفض جدا جدا ، قال عماد لصاحبه بحماس :


– انت تعرف بانى امتلك قطعه ارض كبيره ف” المجيدية”و قريبه من بيت =و الدى سابدا ببنائها و ساتزوج .. الفكره تشغلنى هذة الايام .


سالة ما جد و هو يتناول حبه خوخ و بدا يقطعها اذا ما كان ينوى الزواج باحدي قريباتة فقال من خارج العائله طبعا .. مد له صديقة بقطعه خوخ و سالة :


– و ما الذي غير رايك ؟ .. لقد كنت رافضا للفكره فالامس القريب و الان اراك متحمسا بشده ؟

اراد ان يقول له بانة و جد الفتاه التي خفق لها قلبة منذ ان سمع صوتها صدفه ، و عندما راها احس بانة مشدود لها بكيفية عجيبه لكن لسانة لم ينطق ليخبره. يريد البوح للعالم باسرة بما يحتاج قلبة من مشاعر و لدت فقلبة منذ لمدة ، و لكن حرصة الشديد علي كاميليا منعة و فضل ان تبقي مختبئه فقلبة حتي ياتى الوقت المناسب ليعلنها ملكه علي عرش حياتة و بمرسوم ملكى يذيعة علي الجميع . ابتسم و قال له :


– الزواج له و قتة المناسب .. و اظن بان الوقت ربما حان .. انه النصيب


ربت ما جد علي كتفة و قال مبتسما و مشجعا فالوقت ذاتة :


– ادخل الدنيا .. صدقنى ان الحياة مع امراه شيء ممتع فمعها ستكتشف عالما جديدا و هو عالم المراه الغريب و الرائع .. لها شخصيه غريبه لن تفهمها ابدا و لن تعرف ما ذا تريد منك .. و لن ترضيها و لو فرشت لها الشوارع و رودا و رياحين .. و مع هذا فهى حنونه و رقيقه و اذا غضبت منك تحتاج الي العديد من الجهد لارضائها فعليك ان تشبع غنجها و تدللها و تحبة دائما .


ضحك و من بعدها اكمل جديدة :


– سمعت احدهم يقول بان الرجل بحاجه للزواج من الف امراه لكى يفهم طبيعه الانثى.. اما المراه فهى بحاجه لرجل و احد لتفهم جميع الرجال .. كما ان الامام على قال ان المراه عقرب حلو اللبسه ..اى روعه المعاشره .

ضحك من قلبة و هو يستمع لصديقه المستمر بالحديث عن المراه و عن عوالمها و اسرارها و العديد من الحكايات . و ودعة بعد ان تناول العشاء معة بعدها ذهب لغرفه اختة نسرين ليتحدث معها قليلا فربما ياتى الحديث بسيره كاميليا . طرق الباب و لم تجبة فانتظر قليلا بعدها دخل و لم يجد احدا مع ان انوار الغرفه مضاءه ، و عندما هم بالخروج لمح هاتفها الجوال ملقي علي السرير فاقترب منة بخطي بطيئه و مد يدة بتردد و بسرعه بدا بالبحث عن اسم كاميليا فقائمه الاسماء و سرعان ما و جدة . دون الرقم علي و رقه صغيره و وضع الهاتف مكانة و خرج بسرعه متوجها لغرفتة و ظل يتامل الرقم و هو يفكر .. ( هل اتصل فيها ؟ .. و اذا اتصلت .. ما ذا ساقول ؟ .. و اخبرها بانى سميتها صاحبه الصوت الرقيق لانى لم اعرفها و انى فعلت المستحيل لاكشف هويتها و اعرف المزيد عنها .. هى طبعا ستندهش من اتصالى و قد تسيء التفكير بى .. و قد تقفل الخط عندما اخبرها من اكون .. لن اتصل فيها لكنى ساحتفظ بالرقم ).

ظل يفكر بكاميليا و الحيره تجذبة فكل الاتجاهات و تعرض له كل الاحتمالات و الافكار و الحلول حتي غط فنوم عميق . اغمض عينية و فتحهما بسرعه ، لم يكن مصدقا ، فربما يتهيا ، يتخيل ، او يحلم . كانت و اقفه امامة و قطرات الماء البارده الخارجه من فتحات رشاش الماء تغنى بنعومه علي جسدها الممشوق و هى تستحم . شعرها البنى الداكن المبلل منسدل علي ظهرها و هو يراقبها و هى لا تراة . يراقبها بسعاده و هى تغمر ليفتها الطريه بالصابون و الماء و تفرك فيها بشره جسمها الناعمه ، و فقاعات الصابون الملونه و الفراشات الرقيقه تطير من حولها . نهض من مكانة و اقترب منها لم تلتفت الية . كانت تغنى بصوت منخفض و هى تمرر ليفتها علي ساقيها و بطنها و ذراعيها بانسيابيه . كلمها بهمس لم تسمعة . مد يدة ليلمسها باصابعة و هو يشعر بنشوي بالغه و كانة مراهق يرى انثي عاريه لاول مره ، لكن اطراف اصابعة لمست الرغوه فقط و اختفت هى من امام عينية . فتح عينية علي غرفتة المظلمه و نهض بسرعه و توجة للحمام . فتح الباب فربما يراها تستحم حقا ، لكنة و جد الحمام خاليا فابتسم و هو يشعر بالاسف لان ما حصل كان حلما فقط و عاد لسريرة و نام

الفصل الرابع


انتهت الامتحانات و لم يبقي سوي انتظار ظهور النتائج فالصفحه المحليه بعد ايام .هذا ما كانت تفكر بة كاميليا و الذنب يلازمها لانشغالها بعماد طيله الامتحانات .كانت تخشي ان تنخفض نسبتها المئويه و لا تقبل فجامعه الملك فيصل كما ان و الدها رفض فكره دراستها فالرياض او جده عندما ناقشتة بالامر . كانت تخشي ان لا تقبل فالجامعه و تضطر للدراسه فكليات البنات و تقضى مستقبلها فدراسه الرياضيات او الفيزياء .ولكنها اقتنعت بان النسبه المئويه ليست بتلك الاهميه علي قبولها فالواسطه اهم من اي شيء اخر.

اخرجها رنين هاتفها الجوال من افكارها .كانت سماح هى المتصله و تريد ان تذهب معها لزياره الطبيبه النسائيه فمجمع العيادات الطبيه فمنذ شهرين و الميعاد الشهرى متاخر .حاولت ان تطمئنها بان الاسباب =هو قلق الامتحانات طبعا لكن سماح اصرت علي الذهاب فوافقت علي الذهاب معها . فالسياره اعترفت لها بانها تخشي ان تكون حاملا فهى تقابل خطيبها بين فتره و الاخر بعد عقد قرانها دون علم و الديها و اشقائها . اجرت الطبيبه فحوصها و كانت النتيجه ايجابيه فهى حامل منذ اكثر من شهرين .بكت سماح و لم تستطيع العوده لمنزلها فدعت لاجتماع طارئ مع بقيه الصديقات فمنزل امل و بختها بعنف و ايضا نسرين و كاميليا و طلبن منها ان تخبر خطيبها اولا و ليشارك فمواجهه الامر . جلس يحدثان فالامر و ساد الجو الكابه عندما بدات سماح تنشج بالبكاء و امل تحسب لها شهور الحمل عندما تتزوج ، ستكون فالشهر الرابع و سينكشف امرها طبعا ،ولن تتمكن من اخفاء الامر علي عائلتها .


كان اجتماعهن كئيبا علي غير العاده ، فهن كن دائما يستمتعن بمشاهده الافلام او يغنين و يرقصن ، و احيانا يخترن موضوعا تعليق بحقوقهن المسلوبه و يناقشن فيه، كالسفر و تصريح و لى الامر ، و اختيار شريك الحياة ، و قياده السياره ، الا ان احاديثهن فالفتره الماضيه انصبت علي الاستعداد لزواج سماح . لم تستمتع كاميليا بجو الاجتماع فقد كان حزينا و جعلهن يناقشن قضيه الزواج مع و قف التنفيذ الذي عانت منها الكثيرات و ها هى صديقهن احدي ضحاياه،وقررن ان يجتمعن فاليوم الاتي فربما تتحسن حاله سماح النفسيه و يعتدل مزاجها

*****

جلست كاميليا فغرفتها قلقه و خائفه و سعيده و حزينه ، كانت مضطربه المشاعر و الافكار ، مشغوله التفكير فجزء من افكارها فنتائج الامتحانات ، و جزء مع سماح و حملها ، و الجزء الاكبر مع من سرق عقلها و قلبها فجاه . لم تكن تؤمن بالحب من اول نظرة فهى لم تجدة الا فالافلام الهنديه و لكنها لم تفهم ما احدثتة نظرات عماد . هل احبتة من النظره الاولي ؟.. لا .. لم يكن حبا ، قد هو اعجاب ، او انجذاب او (حاجة كده) لا تعرفها . قد يصبح حبا ، فلم يكن هذا اللقاء هو الاول و لا النظره الاولي فهى تعرفة منذ طفولتها . و لكن لماذا لم تفكر بة قبلا و بنفس الكيفية .لماذا الان تتوق لرؤيتة لتامل ملامح و جهة و عينية . خطرت ببالها اخبار ناهد بالامر لترشدها و اجلت هذا عندما اتصلت فيها نسرين تدعوها لجلسه فضفضه , فذهبت لامها الجالسه فالمطبخ و هى تخبز كعكه التمر اللذيذه ، جلست علي الطاوله و اخبرتها بانها ستذهب لمنزل نسرين ، فطلبت منها ان تستاذن من و الدها قبل ان تظهر . تاففت فقالت لها امها :


– اخبرية يا ابنتى فانا لا اريد مشاكل معة .. لو خرجت بدون علمة سيوبخنى و انا لست ناقصه .. و قد يظن بانك ذهبت لزياره ناهد.

شعرت بفرح يغمرها و لاول مره تضع نصب عينيها هدفا احدث من زيارتها لنسرين ،فربما تري عماد .شعرت بالتوتر قليلا و لكنها سرعان ما اخمدتة و بدات تصفف شعرها و تضع الكحل الاسود و القليل من احمر الشفاة البراق ، و زادت جرعه عطرها . تساءلت عن اسباب لفتها علية ، و عن زينتها التي ارادت لفت نظرة فيها ، ارتدت عباءتها و دعت ربها ان تراة و لو من بعيد . ارادت ان تفتنة او تثير فنفسة عاطفه ما . ابتسمت امام المراه و شعرت بان نيتها شيطانيه . لم ترد ان يصبح حلما فخيالها و لا تطاولة بيدها .لابد ان تدير راسة و تتاكد من نظراتة .

كان عماد جالسا مع و الدية و اختة و زوجها بعد ان تناولا الغذاء ككل يوم جمعه .رجف قلبة بقوه عندما طلبت اختة منهم الانتقال لمجلس الرجال قبل و صول صديقاتها ، و راح يخطط بكيفية ما تمكنة من رؤيه كاميليا التي جاءت بصحبه شذي و سماح و استقبلتهن نسرين فغرفه استقبال النساء المطله علي الصاله الكبيره .


جلسن يتحدثن عن دراستهن فقالت كاميليا:


– و الدى يريد منى الالتحاق بالحقل الطبى و انا كذلك اريد هذا .. , و افكر جديا بالمختبرات الطبيه .. لكنى خائفه فادائى فالامتحانات لم يكن بمستوي الذي اطمع الية .


قالت امل :


– رئيس التحرير فجريده ” اليوم” صديق لاخى .. لذلك ساطلب منة ان يخبرنا بالنتائج و قت ظهورها و خصوصا بان الاشاعه المنتشره هذة السنه بان الاسماء ستعلن مع التقدير و مجموع الدرجات .


اومات نسرين معلنه موافقتها ، و قالت كاميليا و هى تضحك :


– ارجوكم ..انا صديقتكم المخلصه .. تذكرونى و طمانونى فاعصابى لا تحتمل .

ضحكت نسرين و اخبرتهن بان ما يحدث لها هو الادهي فوالدتها تصر علي التحاقها بكليه الطب رغما عنها و هى لا تستطيع مخالفتها .ووالدها سيبذل المستحيل من اجل تحقيق هذا و هو مستعد لدفع اي مبلغ لاى شخص يساعد فذلك . تحدثن و ظلت سماح صامتة فلا شيء يهمها ، لا معدل و لا الجامعات و الواسطات و تشعر بتفاهه حديث صديقاتها .كان لديها همها الاكبر ، حملها و حفل زفاف الذي اصبح فخبر كان فوالديها الغيا جميع ما كنت تستعد له منذ عام .


لقد اصبحت امراه و صديقتها ما زلن يناقشن مقالات لا تهمها و تقدمت عنهن بعديد .

ظل عماد حائر لا يريد الخروج من البيت و كاميليا موجوده ، و هى قريبه منة و لا يستطيع ان يراها . صعد لغرفتة و استحم و هو يفكر فيها .لبس ملابسة ، بنطلون و قميص ابيض اللون و شعرة مصفف بكيفية انيقه .جلس ينظر الي نفسة فالمراه و هو ممسك بالورقه التي كتب عليها رقم هاتفها و سرعان ما خباها فجيبة عندما جاءت امة . جلست علي السرير و قالت له بابتسامة :


_ اراك متغيرا هذة الايام .. ما الذي بحدث لك ؟


ابتسم و قال برضا :


– ما يحدث باننى قررت ان اغير مجري حياتى الرتيبه ..وربما فالاسابيع القادمه اطلب منك الذهاب لخطبه الفتاه .


ارادت ان تستدرجة فسالتة :


-واى فتاه ؟.. اراهن بانك تعرف و لا تريد اخباري..الست امك ؟.. لماذا لا تصارحنى .


ضحك و طمانها بانة سيجد الفتاه المناسبه له و لها و سيطلب منها ان تذهب و تخطبها . تركتة فغرفتة فاخذ محفظتة و خرج ، مشي بخطوات بطيئه نحو المصعد الكهربائى و راها و هى تصعد الدرج ، نظر لها مبتسما و هى مطاطئة راسها و خائفه ان يري احد ملامح و جهها التي تغيرت عندما راتة .


لم يشعر بوجود احد معها ، رجع خطوتين الي الوراء و راها تشيح بوجهها عنة و تدخل غرفه نسرين .

****


فالمقهي القريب من شاطئ الدمام بجلستها العربيه المفتوحه ، الناس جالسون يشربون الشاى ، و المشروبات البارده ، و البعض يدخن الشيشه و بغضهم يستمتع بالوجبات الخفيفه المقدمه رغم الجو الحار ، و صوت فيروز يصدح بكبرياء و عزة ..

” اعطنى الناى و غنى فالغناء سر الوجود


و انين الناى يبقي بعد ان يغنى الوجود


هل اتخذت الغاب مثلى منزلا دون القصور


فتتبعت السواقى و تسلقت الصخور


هل تحممت بعطر و تنشفت بنور


و شربت الفجر خمرا فكؤوس من اثير ”

جلس عماد مع فيصل و ما جد فالمقهي يشربون القهوه التركيه و هم يتحدثون ، كان عماد يشرب فنجان القهوه دفعه و احد و يطلب غيرة و هو مشغول الفكر و لا يشاركهما احاديثهما الا بابتسامه تائهه لا تدل علي شيء .


لاحظ صاحباة شرودة ، فقد كان يستمع لفيروز بصمت و الابتسامه تعلو و جهة و فجاه نطق بطرب :


– اة .. كم انت عظيمه يا فيروز.


ضحك ما جد و قال له :


– ما بك ؟.. اري ان هذة الاغنيه اطربتك بشده .


اكمل يمازحه:


– هل قطعوا سرك فلبنان ؟ .. لقد اثرت علي العاملين هنا فاصبحوا يضعون اغنيات فيروز اذا جئت تسهر هنا .


قال فيصل بابتسامه و هو يغمز لماجد :


– لا اعرف ما الذي حل بابن عمى المسكين .


خاطبه ما جد ممازحا:


– الا تمل من فيروز .. استمع لغيرها يا اخى .


تحسس شاربة و قال بابتسامة :


– الطبقه موجوده فكل شيء حتي فالغناء و الذي يستمع لفيروز يختلف عن الذي يستمع للطقاقات .

اغاظهما فضحكا و عاد هو لصمتة و شرودة و صاحبية يتحدثان و يضحكان .ظل مشغول الفكر طوال الوقت و حتي عندما خرج من المقهي مشي بسيارتة بدون هدي . قطع شارع الخليج ذهابا و ايابا مرتين و هو شارد الذهن .


ذهب الي جزيره المرجان و جد المكان خال و مظلم لا اثر بة لاحد و النور القادم من اضواء الشارع و السيارات يبعث القليل من الضوء.


ترجل من السياره و مشي بخطي بطيئه نحو البحر ، تخطي حاجز الصخر الكبيره و التقط حجر صغير رماة بقوه . تنهد و صوره كاميليا تخرج امام عينية ، و احس بالحاجه لسماع صوتها و للحديث معها . عاد لمنزلة و القي نفسة علي السرير و هو ممسك بهاتفة ، قال فنفسة (لو يمكننى الحديث معها .. لو استطيع ان اتصل فيها و اخبرها بانى اقضى ليلى سهرا منذ رايت عينيها .. و حياتى انقلبت راسا علي عقب).


ظهرت فجاه و وقف من بعيد ، كانت هى بكل تاكيد ، عينيها و الكحل الاسود و الرموش السواء الطويله ، و حبه الخال الناعمه .


اقترب منها اكثر و امواج البحر تفصلة عنها .. و رجل مخيف يريد الاقتراب منها .. كانت خائفه و تلك الصخره ستسقط عليها من اعلي المنحدر الجبلى ..اراد ان يتكلم لكنة لم يستطع ..اراد ان يحذرها او يومئ لها و لم يتمكن .. طلبت منة المساعده و لم يلبيها .. كانت ترجوة بدموع حاره و هو صامت و يدية مكبلتين .. و فجاه سقط هو فالماء و سقطت الحجاره من فوقة و ظل يعوم فالماء .


استيقظ عماد من النوم فزعا ، و تلفت فالغرفه و عرف بان ما راة كان حلما مزعجا و لا بد ان كاميليا نائمه فمنزلها براحه .نهض من سريرة و هو يستعيذ بالله . نظر الي الساعه و هى تشير الي الثالثه فجرا ، خرج من غرفتة و مر بغرفه نسرين و سمع صوت التلفزيون عال جدا جدا .


دخل و اثار النعاس و الانزعاج ظاهر علية فسالتة امل باندهاش :


– الم تنم بعد ؟


لوي فمة و اخبرهما بانة نام و استيقظ مذعورا بسبب حلم مزعج ، و سالهما:


– و انتما ما الذي تفعلانة فهذا الوقت ؟


اجابتة اختة :


– كنا ننتظر اتصال فيصل .. و اتصل بنا قبل ساعتين و اخبرنا باننا نجحنا بتقدير جيد جدا جدا و المعدلات لم يعلن عنها .. و سيبدا التسجيل فالجامعةالاسبوع المقبل .

********

استلقت كاميليا علي سريرها تراقب الشمعه التي اشعلتها و هى تفكر بعماد و تتساءل عن انجذابها له . ما ذا لو كانت مخطئه و دقه قلبها له مجرد اعجاب بشاب بمواصفاتة .ربما كانت تتخيل نظراتة التي تحاصرها ، و هو لم يعتمد النظر اليها هذا اليوم و انها الفت جميع هذة الحكايه و صدقتها .ربما لم تكن موعوده بة و جميع ما حدث لها مجرد صدفه . قد نظراتة و سحرها هى من توهمتها ، كانت نظرات عاديه و هى من جعل منها نظرات ساحره . قد كانت تتخيل جميع هذة الحكايه و تختلق جميع ما حدث كاى فتاه سعوديه بلهاء سرعان ما تفسر نظره الشاب العاديه لها بانها حب و غرام و تنسج قصه حب خرافيه تتمناها او تحلم بها. جل ما كانت تخشاة هو ان تكون فتاه و اهمه فسرت نظرات عابره لرجل له عينين سوداويين قويتين و اسرتين لخيال و قصه و روايه من تاليفها .


و قد و قعت ففخ نظراتة و نجح فاصطيادها بمحاوله اظهار نفسة بالصوره الذي راتة بها . نهضت و اقتربت من الشمعه و لهبها يتراقص فنفخت بها بفمها و عادت الي سريرها . تقلبت و هى تفكر بة ، و تمنت لو تعرف ما الذي يدور فخلدة عنها . هل لفتت انتباهة و كيف يفكر فيها . تمنت لو تكون بين يديها قوه خارقه تستطيع الدخول من خلالها الي قلبة و معرفه ما يدور فية .لو يخبرها عن قلبة منجم او ساحر او عالم فلك ليفك لها سر نظراتة القويه و الساحره و ليكشف لها الغيب المختبئ و راءة و وراء جاذبيتة و اندفاعها نحوه.

الفصل الخامس


( ما بة ذلك الرقم يتكرر فهاتفى ..من يتصل بي؟ ..سارد علية هذة المره ) ، ذلك ما كنت تفكر بة كاميليا و هى جالسه فغرفتها و ممسكه بهاتفها تنظر الي الرقم المجهول فقائمه المكالمات التي لم يرد عليها .فكرت باخبار اختها فذهبت اليها و علامات الحيره ترتسم علي و جهها ،قالت لها:


– لدى رقم يتكرر منذ ثلاثه ايام ..نفس الرقم و نفس الوقت .. فالتاسعه مساءا


– ربما يصبح خطا ..احقرية .


هزت كتفيها بلامبالاه لكنها التفتت بسرعه الي هاتفها الذي رن يعلمها باستلام رساله نصيه ، و قراتها فضول ..( مساء الخير كاميليا ..اتصلت بك عده مرات و لسوء الحظ لم تجيبنى ..اود الحديث معك بامر هام و ساتصل فتمام العاشره .. شكرا) .وضعت يدها علي فمها و قالت لاختها باستغراب :


– انه يعرف اسمى ..لقد ارسل رساله هذة المره ..من يصبح يا ربى ؟


اخذت شذي الهاتف و قرات الرساله و قالت لاختها :


-الساعه الان تشير الي التاسعه و الربع ..بقى خمس و اربعون دقيقه ..اجيبى لنعرف من المتصل .


مرت خمس و اربعون دقيقه و كانها خمس و اربعون سنه ،مرت بثقلها و طول شهورها و ايامها السوداء و البيضاء و الملونه . كانت تنظر الي الساعه جميع حين و تمنت لو كانت لها سلطه علي الوقت لاجبرتة علي المرور بمشيئتها ، و علي ذلك الحال مرت الدقيقة و الساعه الان تشير الي تمام العاشره . اقتربت شذي من اختها و ظلتا تترقبان الاتصال و رن الهاتف و ظهر الرقم المجهول علي الشاشه . ترددت كاميليا فالاجابه و تحت اصرار اختها اجابت :


– الو


– مساء الخير كاميليا .. الف مبروك لنجاحك و نيلك شهاده الثانويه . بلعت ريقها و هى تفكر بهذا الصوت الذي سمعتة قبل الان سالتة بتحفظ شديد عن هويتة فقال:


– عذرا .. نسيت ان اعرفك بنفسى ..انا عماد الغانم .. شقيق نسرين. سكتت و كان احد سكب عليها ما ءا باردا ، كانت مندهشه و عينيها الواسعتين تدلان علي هذا . ظلت صامته و عماد ساكت كذلك بعدها قالت له بعد لحظات :


– و ما ذا تريد ؟ ..لماذا تتصل بي؟


اعتذر علي جراتة بالاتصال فيها و قال :


– صدقينى رقم هاتفك بحوزتى منذ لمدة و انا متردد فالاتصال .. اخشي فهمك الخاطئ لى .


و بنبره غاضبه سالتة :


– من اعطاك رقم هاتفى ؟.. و لماذا تتصل بى ؟


سكت مترددا بعدها قال :


– اخذت الرقم من هاتف اختى دون ان تدرى .. انا لست عابثا و من حقى ان اتكلم و يجب ان تصغى لي.


ظلت كاميليا ساكته و عماد مسترسل فالكلام :


– لقد سمعت صوتك صدفه عبر الهاتف .. و صدقنى بانى لم انم ليلتها و نغمه صوتك ترن فاذنى .. تعمدت الذهاب لمنزل عمى عندما عرفت بذهابك ..اردت ان اري صاحبه الصوت الذي تغلغل فاعماق روحى .. و منذ هذا اليوم و انا مشدود لك بقوه لا اجد لها تفسيرا .. سكنت فايامى و اصبحت حياتى رائعة .


تنهد و ظلت ساكته و مذهوله و لا تعرف ما الذي تقولة امام كلماتة التي تسللت الي قلبها بدون ممانعه . احست بصدقة و لم تجد خيارا سوي هذا ، لكنها قالت :


– و ما الذي تريدة منى الان ؟


– انا عازم علي اخبار و الدى بالامر لكى اتقدم لخطبتك ..واثرت الاتصال بك اولا فربما تكونين مرتبطه او لك راى اخر..كما ان فارق السن اقلقنى ..ارجوك اجيبينى و اعلمى بان ذلك الحديث الذي دار بيننا لن يعرف بة مخلوق .. نحن علي ابواب الالفين و ليس من المعقول ان اذهب لخطبه فتاه كما خطب جدى جدتى .


ظلت ساكته للحظات فسالها :


– هل انت مرتبطه ؟


لم تتمكن من الكلام و قلبها يدق بقوه عجيبه ، و بصعوبه نطقت و اخبرتة بانها غير مرتبطه ، و بسرعه لا مت نفسها لانها تجيب علي سؤال رجل اتصل و قال لها بانة مشدود لها و يريد الزواج منها و هى صدقتة . لكنها احست بسعاده و هو يقول :


– ذلك من حسن حظى .


لم تنطق بكلمه فتابع جديدة بثقه :


– ستجدين فكل ما تتمنية .. لن تجدى من يحبك مثلى .. انا الصديق الذي ستجدين معة نفسك كلما احتجت الية و الذي سيقف بجانبك دائما ..والحبيب الذي ستشعرين بعاطفتة و حبة و تعتمدين علية فكل الاحوال .


ترددت بعدها قالت له رغم فرحتها باتصالة :


– انت تتكلم بثقه ..هل انا مضطره لتصديقك ؟


استغرب كلامها فقال لها بانفعال حاول ان يخفية :


– قلبى دلنى عليك و اظنة صادق ..لا تستغربى اندفاعى نحوك فانا لا اعرف ما الذي يحدث لى ..انة النصيب .


لم تعرف ما ذا تقول امام كلماتة التي اخترقت اذنيها و وصلت لقبلها مباشره ، لكنها اثرت صدة حتي لا يظنها فتاه خفيفه تذوب امام اول كلمه تسمعها من شاب . قالت له باختصار :


– لست مضطره لان اصدق كلامك .. اعذرنى على ان انهى المكالمه .


تنهد بغضب لصدها بعدها قال :


– لن اخبرك بانى صادق فهذا يجب ان تكشفية بنفسك ..اسف لازعاجك و سامحينى علي اتصالى .. مع السلامه .

شعرت بانها خائره القوي و كانها ريشه او و رقه تحركها الرياح فكل الاتجاهات . رمت نفسها علي السرير و هى تقول لاختها بانها لا تصدق ما يحصل لها فلابد ان تعيش فحلم . قرصت شذي خذها و سالتها عما يريدة عماد منها فاجابتها :


– لست مجنونه و لا مهووسه و لا موهومه .. لم اكن و حدى مشغوله الفكر .


سالتها اختها عما قالة لها فقالت :


– حصل علي رقم هاتفى من جوال نسرين و بقى مترددا لفتره .. ذلك فقط .


امسكت شذي بيد اختها بقوه و قالت :


– هل بدات تخفين عنى امورك؟ مضت اكثر من ربع ساعه و انت ممسكه بالجوال و ذلك ما قالة فقط ..؟


– قال بانة يريد ان يمضى عمرة معى .. و يريد ان يتقدم لخطبتى .


سالتها اذا ما كانت اختة تعرف بالامر فقالت :


– لا اظن هذا فلقد و عدنى بان مخلوقا لن يعرف بحديثنا .. لا اريد ان يسيء احد التفكير بى حتي اننى اخبرتة بانى لست مضطره لصديق كلامه.

حذرتها اختها فقد يصبح متلاعبا ، و سجل مكالمتها ليقوم بامر ما فنفسة ، فهى لا تستبعد شيئا عن اولاد ابليس ، لكن كاميليا دافعت عنة فهى تعرف بانة مختلف عن الجميع .


-عماد غير .. هو عاقل و رزين .


قالت هذا دون ان تخفى حماسها لمعرفتة عن قرب، لتعرف ما ذا فقلبة و عقلة و افكارة فلن تكتفى بحب عينية . تخيلت نفسها تعيش قصه حب معة . كانت متلهفه لمعرفتة اكثر ، بيد ان لهفتها لم تبدد خوفها من ان تكون و احده ممن يتحدث عنهم الناس ، كم هو بشع ان تصبح فتاه حديث المجتمع و الناس فالقطيف . سيروون قصتها مع حبيبها و سيحرفونها و سيغيرونها و سيضيفون عليها احداثا لم تحدث . تخاف ان تعرف صديقتها بذلك و ينتقدانها كما ينتقدن سماح التي تعرفت علي خطيبها فاحدي منتديات الانترنت و من بعدها قابلتة عده مرات و هما الان خطيبين و سيتزوجان قريبا و سينجبان طفلهما الاول.

ظلت كاميليا تتحدث مع اختها بشان عماد و اتصالة المفاجئ حتي جاءت امهما تدعوها لتناول العشاء و تتذمر من جلوسهما فغرفهما معظم الوقت و اردفت :


– هيا تعالا معى لتناول العشاء فوالدكما و عمكما ينتظران .


قالت شذي بتذمر :


– اف .. عمى عبدالعزيز هنا .


حذرتها امها :


– احفظى لسانك يا ابنتى و ذلك عمك الكبير و الوحيد ..وكونى لبقه فالحديث عنة حتي لا يغضب و الدك منا


تبادلت كاميليا و شذي النظرات و تبعتا امهما التي توجهت الي المطبخ لتساعداها . و ضعت كاميليا الاطباق علي طاوله التقديم و بدات تدفعها الي غرفه الاكل و شذي تتبعها ، رتبتا الاطباق و بعدين ذهبت الام تدعو زوجها الجالس مع اخية يتحدثان بموضوعات تتعلق بعملها . تفادت كاميليا النظر لوالدها الاتى بصحبه عمها و شقيقها الصغيره (هديل ) و سلمت علي عمها و تبعتها شذي كذلك . رحبت بهما العم عبدالعزيز بابتسامة:


– اهلا بابنتى اخى ..وزوجتى و لدى ايضا


و الفت عبدالعزيز لاخية و اكمل يقول :


– ها يا احمد ما ذا تقول ؟ .. كاميليا زوجه لناصر و شذي زوجه لرائد .. فتيات العائله لا يظهرن من العائله ابدا .


ضحك الاخوين بسعاده ، لكن احمد دعاة للجلوس علي المائده و قال له بانة موافق شريطه ان يتم الزواج بعد ان تنهى كاميليا دراستها الجامعيه بنجاح و تتخرج و ايضا شذي ايضا.قال العم لاخية :


– و ما رايك بالخطوبه اذن الزواج حالما تنتهى كاميليا من دراستها . فابنى ناصر سيسافر اخيرا لينال الماجستير فامريكا بعد اشهر .. انت تعرف بانة طموح و ربما عرضت علية الشركه السفر للدراسه منذ السنوات لكنة رفض .. و الان غير راية و النجاح لا يكتمل بدون الدراسه لذلك سيسافر و انا شجعتة علي ذلك.


هز راسة و قال :


– لكل حادث حديث .


– اخشي ان تخطب كاميليا لشخص احدث خلال غياب و لدى .. فالكلام ربما يتغير لاحقا.


و عدة بان كاميليا ستكون لناصر مهما طال غيابة ، و ضحكا بسعاده و كانهما ربما انجزا الاتفاق علي صفقه رابحة. تضايقت كاميليا من كلام و الدها و عمها و بان الضيق علي ملامح و جهها و هى تراهما ياكلان بسعاده . ظلت ساكته و هى ممسكه بالملعقه تفكر فسرها و لا تعرف ما ذا تفعل (ما ذلك الذي يحدث لى يا ربى ؟ .. يتصل بى عماد و يخبرنى بمشاعرة نحوى و بانة يريد الزواج منى و فالليله ذاتها يتفق و الدى و عمى علي بيعى و شرائى و لكن بالدافع المؤجل .. و بدون اي اعتبار لى و كان ليست لى اي علاقه بالموضوع). رمت الملعقه علي الصحن الفارغ بقوه فاحدثت صوتا و نهضت بسرعه و سط اندهاش الجميع ، و لحقت فيها شذي .

جلست علي سريرها و الدموع تفيض من عينيها ، قالت لشذي بانفعال :


– يتفقان علي جميع شيء و بدون ان يسالانى رايى بالامر .. لماذا يحدث لى ذلك فاليوم الذي يتصل بى عماد و يخبرنى بانة يريد الزواج بى ؟.. يريدان تزويجى بالمنحط ناصر .


جاءت الام فسكتت كاميليا لكن الدموع استمرت فالتدفق من عينيها العسليتين ، احتضنتها و طمانتها بهدوء :


– لا احد يستطيع ان يزوجك رغما عنك يا حبيبتى .. كما ان و الدك قال لعمك بانة لا زواج و لا خطوبه قبل ان تنهى دراستك .. و ذلك الكلام سابق لاوانة .


قالت لامها و هى تبكى بانها لن تتزوج من ناصر لا الان ، و لا بعد الف سنه فهو يكبرها باربعه عشر عاما و سبق له الزواج مرتين و عندما تنهى دراستها سيصبح ربما بلغ الاربعين . ضمتها امها لصدها و مسحت دموعها و طلبت منها ان تتصرف و كان شيئا لم يحدث ، و خرجت .


مسحت كاميليا دموعها و بدات تعدل الكحل الذي خربتة الدموع ، و قالت شذي :


-ماذا اقول لعماد لو اتصل بى .. فهو سيخبر امة و سيطلب منها التقدم لخطبتى باسرع و قت .. و ما ذا سيرد علية ابى ؟ .. و قد يرفضة .


– اطلبى منة ان ينتظر .. و اذا كان من الذين يقولون كلاما لمجرد الكلام فليذهب بالف سلامه .

تنهدت و هى تفكر بعماد . هل سينتظرها اربع او خمس سنوات فاثناء ايام تتغير امور كثيره فحياة الانسان و قلبة ..فماذا يحدث اثناء سنوات ؟.


قالت لها شذي بان ذلك اكبر اختبار لصدقة و حسن نواياة و اقتنعت بذلك .

الفصل السادس

( لا احد اتحدث معة و لا احد ابوح له بما افكر .. لماذا لا استطيع اخبار ما جد او فيصل بانى و جدتها .. ما الذي يمنعنى ؟ .. هل اخبر امى و اختى ؟.. هما لن تعودا قبل الفجر فهذا حالهما منذ ان بدات الاجازه …ساخبرها بانى اريد الزواج .. متي تعود امى لاخبرها فهذا ما تتمناة و ستفرح بكل تاكيد ).


ذلك ما كان يفكر بة عماد و هو مستلق علي سريرة ، ادار التلفزيون و بدا يقلب المحطات بحثا عما يشاهدة ، لكن عبثا فالليل ربما انتصف و لا شيء يبث غير الاخبار و الاغانى و البرامج الممله . اطفا التلفزيون و قام يبحث بين اسطوانات فيروز التي يرتبها فحامل اسطوانات انيق و يحتفظ ببعضها فسيارتة .ادار الجهاز و استلقي علي سريرة و بدا يستمع ..

نحنا و القمر جيران بيتو خلف تلالنا


بيطلع من قبالنا يسمع الالحان ..


نحنا و القمر جيران عارف مواعدنا


و تارك بقرميدنا احلى الالوان..

فتح عينية فالرابعه فجرا و امة تربت علي كتفة و توقظة ، فلقد نام بمبلابسة و الغرفه مضاءه و مشغل الاسطوانات ما زال يصدح بصوت جاره القمر . اخبرها بانة ينتظرها و لم يخبرها بالاسباب =. و بعد ان صلي الفجر استلقي علي سريرة و هو يفكر كاميليا و كيف سيفاتح امة بمقال خطبتها ، لابد انها ستسالة لماذا اختارها بالذات ، حتي نسرين و امل ستستغربان هذا . فكر باجابه يقولها لهن ، سيقول بانة يريد الزواج باحدي صديقات نسرين و عندما تعدد له نسرين صديقتها سيختار كاميليا من بينهن ليوهمن بانة لا يعرفها قبلا . نام علي افكارة لكن الوقت قصير جدا جدا فسرعان ما رن الجوال يعلمة بضروره الاستيقاظ للعمل .

اخبرة فيصل بانة تحدث مع الدكتور عبدالكريم ، و وعد بمساعدتة فتسهيل قبول نسرين و امل ، فطلب من ابن عمة الانتظار فلدية شخص يعزة و يود مساعدتة فتسجيل اختة . مضت ساعات الدوام مثقله بالعمل و المواعيد و هو مشغول البال يفكر و يخطط . كيف سيخر و الدية ، و متي يحدد موعد الزواج و يفكر فالسكن و بناء الارض التي يمتلكها . خرج من الشركه عائدا الي البيت و فالطريق خطرت ببالة فكره الاتصال بكاميليا ليسالها عن التخصص الذي تريدة برغم الغضب الذي اعتراة فالحديث اليتيم الذي جري بينهما عندما قالت له بانها ليست مضطره لتصديقة . عذرها فهى لا تستطيع ان تخرج له تجاوبها و انجذابها له فهذا المجتمع الفضائحى المحافظ . فكر بان اتصالة فيها سيثبت لها جديتة و حسن نواياة . ازدادت دقات قلبة و هو يستمع لرنه الهاتف .. الاولي و الثانيه و الثالثه . كان خائفا من ان لا ترد علية لكنها اجابتة :


-الو .


تنفس الصعداء و هو يسمع صوتها ، فسالها بلهفه ممتزجه بالحذر :


– مرحبا .. كيف حالك كاميليا .


اجابت باقتضاب :


-بخير و الحمد الله .


لم يحبذ اخبارها عن مشاعرة و عن الغضب الذي يعترية كلما تذكر ما قالتة ، فقد كانت اول مره يتصل بفتاه انجذب لها و تصده. قال لها بتحفظ :


– اعذرينى علي الازعاج .. و لكن ..


بلع ريقة و سكت ، شعر بانة غير قادر علي الكلام امام صمتها فتنفس بعمق و استجمع جراتة و سالها :


– اريد معرفه التخصص الذي ترغبين بدراستة ؟


سالتة باستغراب :


– و لماذا ؟


– تعرفين بان القبول فجامعه الملك فيصل ليس سهلا .. لذلك نحن سنتدخل فاتمام الامر و الباقى علي الله ..اود ان احقق لك امنيه تحملين فيها فما يسعدك يسعدنى بكل تاكيد .


– شكرا .. لدي و الدى و اسطه جيده .


– زياده الخير خيرين .


اضطرت لاخبارة بانها تريد دراسه المختبرات الطبيه و سكتت ، لكنة لم يستطيع لجم عنان مشاعرة فقال لها بنبرة مفعمة بالشوق و الصدق :


-ربما لاتشعرين بما يشتعل فقلبى من عاطفه اشعر فيها للمره الاولي فحياتى .. لا اعرف سببها و الي ما تهدف .. الي انى سعيد جدا


لم يرد ان يقول لها بانة يحبها رغم ايمانة العميق بذلك ، فكلمه الحب لها و قت و زمان و ظروف معينه لم تات بعد ، تذكر كلام ما جد بان الاعتراف بالحب يحتاج الي معامله ( حكوميه طويله و معقده ) . سكتت كاميليا و الدهشه من كلام عماد منعتها من التنفس براحه فبدا نفسها مضطربا و هى تستمع لجديدة المسترسل :


– كنت افكر بك البارحه طوال الليل و ظلت انتظر و الدتى حتي تعود من حفل الزواج الذي تحضرة و غفوت قبل و صولها .. ساخبرها اليوم .


ظلت كاميليا ساكته و هى ترتعش رعشه غريبه ، ليست رعشه خوف او برد انما رعشه مختلفه ، فباغتها بسؤالة :


– كاميليا .. هل تسمعيننى ؟


– نعم طبعا .. و لكن ..


احس بارتباكها فقال :


– و لكن ما ذا ؟!


– لا تتقدم لخطبتى الان .. دعنا نؤجل الامر قليلا.


انتفض و قال بخوف :


– و لماذا .. ما الذي حدث ؟


احس بانة مشتت بين ما تقولة و بين قياده فاوقف سيارتة فجانب الطريق . قالت له:


– و الدى يرفض فكره الزواج قبل انهاء دراستى الجامعيه .. و ذلك مبدا عندة و لا ممكن ان يغير راية .. هو يرفض الخطوبه كذلك فلقد رفض خطوبتى لابن عمى رغم اقتناعة بة كزوج مثالى لى .


حاول ان يقنعها بان رفض و الدها لابن عمها لا يمنعة من المحاوله ، و لكنها فضلت ان لا تعرضة لموقف محرج . سكت للحظات بعدها سالها :


– و انا .. ما ذا على ان افعل ؟


اخبرتة بالحقيقه التي ستفيدها لتتيقن من صدق نواياة :


– ساقول لك ما قالة و الدى لعمى .. انتظرنى حتي اتخرج من الجامعه .. صدقنى ذلك اروع .


– انتظرك !؟ .. و لكن .. من هو ابن عمك ؟


– لا عليك منة .. عليك من المبدا نفسة و والدى لن يغير كلامة .


سادت لحظات صمت بدت طويله قطعتة تنهيده خيبه اطلقها من صدرة و تابع الصمت حتي قالت كاميليا :


– انا لا اجبرك علي انتظارى فالامر يعود لك.


ارتفع صوتة و هو يري المرور تقترب منة :


– بالطبع سانتظرك .. انا لم اصدق باننى و جدت الفتاه التي اريدها شريكه لحياتى و ذلك لم احصل علية بسهوله .


طلب منها ان يظلا علي اتصال، فهو يريد سماع صوتها و اخبارها و الاقتراب منها و التعرف علي شخصيتها فهما ربما زرعا نبته صغيره فتربه صالحه و هذة النبته تحتاج الي العنايه و الماء و الغذاء ، و ختم كلامة :


– دعينى اتعرف عليك اكثر .


اعجبها كلامة فلطالما كانت قضيه اختيار الشريك المناسب قضيتها و تاثرت فيها و تبنتها منذ طلاق ناهد .

**********


تافف و هو يفكر بالسنوات التي ستفصلة عن كاميليا ، اربع سنوات بكامل شهورها و ايامها و ساعاتها و دقائقها و ثوانيها . فرك جبينة باصبعة و فكره انها تكذب بشان ابن عمها تنخر فعقلة .لكنة تراجع عن هذا بسرعه فلو انها لا تريدة فلا داعى لتجيب علي اتصالة . و فجاه توقف عن التفكير لان باب غرفتة يطرق . دخلت امة و هى ممسكه بكاس من الماء ، جلست بجانبة و قالت له :


– اخبرنى و الدك بان فيصل تحدث مع احد معارفة من اجل التحاق نسرين و امل بالجامعه .


هز راسة و طمانها بثقه بان جميع شيء سيصبح علي ما يرام فالرجل نافذ و واسطتة جيده . شربت سميره رشفه من الماء و وضعت الكاس جانبا و قالت :


– اذا ظهرت النتيجه و التحقت نسرين بكليه الطب ساقيم حفله كبيرة


كان ذهنة مشغول بكاميليا و امر تاجيل الخطوبه فلوي فمة و قال :


– جيد


عضت سميره علي شفتيها و قالت لابنها بحنق :


– و لماذا تتكلم معى بدون نفس ؟


اوما راسة نافيا هذا ، فسالتة اذا كان سيخرج مع ما جد الليله فهى تعرف بانة لا يحب الذهاب لمكتب و الدة كثيرا . تنهد بقوه و اجابها :


– مزاجى سيء و لا يسمح لى برؤيه احد .


رمت امة بكاس الماء الذي بيدها و تساقط علي رخام الغرفه و تحول الي شظايا متناثره و قالت لابنها بغضب :


– و لماذا لا يسمح لك مزاجك؟ ..انت لا تعجبنى ابدا و تتصرف و كانك مريض نفسيا.


تنهدت و اردفت و الدموع تملا عينيها :


– انا تجاوزت اكبر معضله صادفتنى فحياتى كلها .. عندما قتل علاء احسست بان الدنيا بالنسبه لى انتهت و بانى لن اري يوما سعيدا لبقيه عمرى ..ظلت خمس سنوات و انا اتعذب و عندما اعدم هذا البائس احسست بالراحه و تجاوزت هذة المحنه بقوتى و صمودى .. عشر سنوات مضت و انا ما زالت اتذكر جميع شيء و كانة حدث البارحه لكنى يجب ان استمر فالحياة من اجل اولادى و زوجى ..وهذا لا يمنعنى من تذكر علاء و البكاء علية يوما ..وانت ما زلت مكتئبا لانفصالك عن امراه ستتزوج بعد لمدة و جيزه.

لم يتمكن من الرد علي كلام امة فظل ساكتا و هو يري دموعها بدات تترقرق من عينيها السوداويين التي و رث سوداهما عنها ، و اكملت تقول :


– لا تحاول ايهامى بان انفصالك عن سوسن ليس سببا لحالتك هذه


اقترب منها و ضمها الية و هى تبكى علي صدرة ، فقال لها متاثرا :


– كونى متاكده بان سوسن لا تعنينى البته .


مسح دموعها بيدية و قال لها مطمئنا :


– لا تقلقى على و ساتزوج بفتاه اروع منها و لكن ليس الان ..سابدا ببناء البيت و ساؤثثة و من بعدها ساخطب الفتاه المناسبه و نتزوج بدون تاخير .


زمت شفتيها و سالته:


– و متي ؟


ابتسم و قال :


-ربما احتاج لاربع سنوات ليصبح جميع شيء جاهزا .


– انت تستطيع ان تنتهى من هذا قبل اربع سنوات ..فلما الانتظار ؟


قبل يدها و اجابها :


– و هل تظنين بانى سابنى منزلا عاديا ؟!.. سيصبح منزلى تحفه فنيه تخطف الانظار ..اريدة احلى بيوت القطيف لذلك يحتاج و قت طويل .


هزت راسها و اخبرتة بانها ستخرج مع زوجه عمة و ستطلب من الخادمه ان تاتى لتنظيف الزجاج المتناثر . خرجت امة فاقفل الباب و امسك بهاتفة ليتحدث مع كاميليا و لكنها لم ترد ، فبقى يتساءل ..لمذا لا ترد ؟ و مع من كانت تتحدث قبل قليل ؟ .. هل تشعر بالذى يشعر بة و هو جالس لا يعرف ما ذا يفعل ؟

*****


نالت كاميليا مباركه ناهد التي تلت عليها ما قالة جبران خليل جبران (اذا اوما الحب اليكم فاتبعوة ، و ان كان و عر المسالك ، زلق المنحدر . و اذا بسط عليكم جناحة فاسلموا له القياد ، و ان جرحكم سيفة المستور بين قوادمة ) . فكرت بعماد و بالسنوات التي ستفصلهما ، و تخشي ان تاخذة هذة السنوات بعيدا عنها فليس بينهما رابط او و عد ، فهى سمعت عن العديد من العلاقات التي دامت اقواها سنه . و دائما ما تكون علاقه عبثيه قائمه علي التسليه و الفراغ القاتل لفتاه و شاب لا يجدا ما يفعلاة فحياتهما . لم تسمع بعلاقه حب حقيقه . علاقه صادقه بين قلبى عاشقين تحلم فيها اي فتاه و تعرف بانها لن تجدها و فالاخر ستزوج بكيفية تقليديه بكل تاكيد . لم تكن مدركه لما تشعر بة و لا التفكير الذي يسيطر عليها ليلا و نهارا . و فجاه فكرت بوالدها العصبى المزاج الذي يخفى طيبتة عنهم . ما ذا لو عرف بانها تتحدث مع شاب فماذا ستكون رده فعلة . لو عرف ان فتيات القطيف اللاتى لهن علاقات مع شباب ازددن و احده . لم ترد ان تتخيل ما الذي ممكن ان يفعلة فيها و توقفت عن التفكير عندما و صلت نسرين و خرجت معها .

قضت و قتا طويلا مع امل و نسرين فالتسوق و لم تذهب سماح المتازمه بسبب موقف عائلتها و اخوتها من حملها . عادت الي البيت قبل ان ينتصف الليل فغدا ستذهب الي الجامعه للتسجيل و سيصطحبها و الدها بنفسة .جلست فغرفتها الزهريه اللون كاحلامها التي اصطبغت باللون ذاتة عندما رات عماد لاول مره ، قالت لاختها و هى ترتب اوراقها فملف اخضر :


– لقد اخبرت عماد بان و الدى رفض خطوبتى بابن عمى قبل ان انهى دراستى الجامعيه .. و علية ان ينتظرنى اذا كان جادا فيما يقول .


تنهدت و اردفت:


– انا لااعرف ما ذا افعل ؟..بقيت افكر بة و انا مع نسرين و امل ..صورتة لا تفارق مخيلتى ..ماذا لو عرفت نسرين بما بيننا ؟

اقتربت شذي منها و حذرتها من اخبارهما فهما ستنتقدانها بكل تاكيد فدائما ما كانتا توبخان سماح لعدم تحفظها فعلاقتها مع خطيبها . حتي كاميليا كانت مثلهما بالامس القريب و لكن عماد غير جميع افكارها . رتبت اوراقها و كتبت موافقه و لى الامر مطلوبه و وقعتها نيابه عن و الدها و هى تشعر بالسخافه . رن هاتفها و كان عماد هو المتصل ، كانت متلهفه علي الرد، فردت:


-الو


جاءها صوتة مفعما باللهفه و القلق فلقد اتصل فيها مرتين و لم تجبة ، قال لها :


– اين كنت يا كاميليا؟


ابتسمت و هى تستشعر قلقة عليها ، فسكت للحظه و من بعدها قال :


-هل تفكرين بى كم افكر بك؟..لا اعرف ما الذي يحصل لى منذ هذا اليوم الذي سمعت فية صوتك بالصدفه . لا بد اننى موعود بك.


كانت تصغى له و هو مسترسل فالكلام :


– سانتظرك حتي تنهى دراستك ..ولن اضيع الوقت فلدى قطعه ارض قريبه من بيت =و الدى و سابدا بالتخطيط لبنائها و من بعدها تاثيثها لتكون جاهزه و نتزوج بعد تظهرك مباشره .. هل انت موافقه ؟


و افقتة و هى تتذكر ناهد عندما قالت لها ( عيشى لك يومين حلوين ) ، و بتردد طلبت منة ان لا يخبر احد بشانها و ان تبقي سرا فحياتة لا يعلم بة احد ، و سكتت للحظه و من بعدها قالت له بانها تقصد نسرين و امل .


-اه..عماد غير..كامل و الصلاه علي محمد.


تنهدت و قالت هذا لاختها بعد ان انهت حديثهما معة ، فسالتها شذي :


– ليش غير ؟


راحت تشرح لاختها ما تقصدة ، فسالتها بفذلكه :


– ما هى طموحات اي شاب قطيفى ؟


– فلوس ..سيارة..مغازله البنات ..والزواج من قطه مغمضه تطيعة حتي لو طلب منها ان ترمى نفسها فالبحر .


و افقتها و زادت علي هذا بان الشاب ايا كان ، يقضى فتره المغازله فالقطيف و ضواحيها اذا كان فقيرا ، و اذا ظروفة اقوى بقليل تجدة يتابط ذراع الروسيات فالبحرين و دبى ، و يمشى بثوبة و غترتة و معة شقراء بتنوره قصيره تشاركة العشاء و السهره و الفراش . و تجدينهم فالقاهره و المغرب و دمشق و بيروت كذلك و اذا كان ثريا فيسافر الي لندن و (ادجوار رود ) يغص بهم ، الي ان و صل الايدز القطيف ببركتهم . اغمضت شذي عينيها و قالت بقرف:


– و على .. الله يغربلهم .


– لهذا انا احب عماد و متمسكه بة .. نبيل و نظيف و رومانسي..وانا استحق و احد مثلة .


اذا الرجل المطوع اروع ؟


– كلا .. فهذا يعرف الكثيرات و لكن بزواج المتعه ..تجدينة يتنقل من امراه مطلقه لاخري ارمله بموجب و رقه يكتبها له شيخ ..واة من الشيوخ و من و رائهم .


قاطعتها بانفعال : – لا الصايعين و لا المطوعين .. و الحل ؟


– ان نتعرف علي النصف الاخر جيدا قبل الارتباط به..اعرفية و افهمية و احبية .. علمونا ان الرجل هو العدو علينا الابتعاد عنة و هنا مربط الفرس.


كانت كاميليا مقتنعه بان سياسه الفصل التام بين الجنسين المفروضه هى اسباب المشاكل العائليه و الزوجية و الحياة العامه . فالرجل لا يعرف بمن سيتزوج سوي صوره عارضه ازياء رائعة راها قبل عقد قران . و المراه تتزوج برجل بمواصفات عنتره بن شداد و تكتشف لاحقا ان قلبة قلب بعوضه . لقد ابعدوا المراه و همشوها و ظلموها عندما قرروا ان يصبح صوتها و وجهها و اسمها و عملها و وجودها فالحياة العامه عوره .


الفصل السابع

استيقظ عماد من نومة ، صلي و بدل ملابسة و توجة للصاله لم يجد احد . اتصل بامة فاخبرتة بانها بصحبه زوجه عمة فمنزل احدي الصديقات ، و بعدين ستذهبان لمنزل عمتة فلقد رجع “عصام و ريم ” من كندا فجر اليوم و طلبت منة ان ياتى لرؤيه عمتة التي قرت عينيها بعوده و لديها التوام . راح يبعث فجوالة و ارسل لكاميليا رساله نصيه (اصبحت الحياة فنظرى رائعة منذ اعتلائك عرش قلبى ..ايامى جميلة منذ رايتك ..واصبح لعمرى ثمن غالى ) . ذهب مع ما جد الي سوق السمك فهو يحب شراء سمك الهامور و الكنعد الطازج ، و من بعدها دعة ليذهب لمنزل عمتة . استقبلتة عمتة بعناق حار و عاتبتة علي عدم زيارتها ، لكنة استطاع التملص منها بحجه انشغالة بالعمل . جلس يتحدث مع عصام الذي استاذنة لاستقبال احد اصدقاءة ، فامضي الوقت يتحدث مع ريم مما لفت نظر امة التي لم تخف اعجابها بريم خريجه كليه الطب من اعرق جامعات كندا.

قضي بعض الوقت فمنزل عمتة و من بعدها عاد مع امة التي ابدت له رغبتها الملحه فقبول نسرين فكليه الطب ، و تذكر رده فعلها عندما تراجع عن السفر للدراسه فامريكا بعد مقتل علاء ، كانت غاضبه و مصدومه و حزينه و يومها اتهمت و الدة بانة من حرضة علي التراجع . خشى ان يتكرر الامر و لكن بصوره مختلفه قليلا فوالدة يرفض خروج نسرين من المنطقه الشرقيه للدراسه .ابتسم عماد و طمانها :


– سيصبح جميع شيء علي ما يرام .. و نسرين اجابت علي اسئله امتحان القبول بكيفية جيده .


تنهدت سميره و قالت:


– لا تاخذ كلامها علي محمل الجد ..لقد كانت تقول بانها تجيب علي اسئله الامتحانات الثانويه بشكل جيد و من بعدها تكون نسبتها اربعه و ثمانون بالمائه فقط ..وامل لا تفرق عنها كثيرا .. كاميليا احرزت ثمانيه و ثمانون ..وسماح المشغوله بخطيبها تفوقت عليهن و احرزت ثلاثه و تسعون .

استاذن امة و صعد لغرفتة ليتصل بكاميليا ردت بصوتها الرقيق ، فقال لها بسعاده لم تخلو من العتب :


– الم تر الرساله التي ارسلتها .


اعجبتها كلماتة و شعرت بان لها موسيقي جميلة ، و اكثر ما اعجبها هو اعتلائها عرش قلبة ، فسالتة بدلال :


– و ما هى لمدة اعتلائى العرش ؟


– انت الملكه ..وهواك سلطان على و علي قلبى مدي الحياة ..منذ العام 1999 و حتي النهاية.

تحدثا عن بدايه تعارفهما و كيف جمعت بينهما الصدفه . ضحكت و سالتة ما الذي جذبة لصوتها تلك الليله بالذات و هى صديقه اختة منذ الطفوله .عرفها طفله و فتاه مراهقه و احبها شابه صغيره تصغرة بثمان سنوات . سالها اذا ما لفت انتباهها قبلا فقالت له بعفويتها المعهوده بانها لم تفكر بة كرجل يوما و قد فارق السن هو الاسباب =. فعندما كانت طفله كان مراهقا ،وكبرت و هى لا تراة كثيرا رغم ترددها الدائم علي بيت =و الدة . عندما نظر اليها تلك الليله بتامل بان و اضحا فنظراتة التي اغضبتها احست بان شيئا ما ربما تغير بها و انجذابها له كان قويا . قالت له:


– جذبتنى عيناك السوداويين و قوتهما و شخصيتك الرصينه و ثقتك بنفسك ..لطالما احببت الارتباط برجل رزين و لم احلم بمن يكرنى بعامين او ثلاثه و يصبح مراهقا بعد .


كان يود ان يقول لها بانة يحبها لكنة و جد صعوبه فقولها صريحه ، فلم يقلها لاحد ابدا .بدا حدثيه:


– اشعر براحه و انا اتحدث معك ..


بلع ريقة بعدها قال:


– انا ..


توقف للحظات قبل ان يتم عبارتة ، بعدها قال:


– انا احبك.


شهقت كاميليا و لكن بصمت. شعرت بانها تحلق فالسماء و تطير بغير جناحين ، لم تسمع ما قالة لها بعد هذا .انهت حديثها و ركضت الي اختها تخبرها بالحدث الاهم . اعترف لها عماد بحبة ، و هى الان لا تعرف ما الذي تحسة نحوة . تتوق لرؤيتة و لعناق عينية فهو صاحب احلى عينين سوداويين راتهما فحياتها . قد تحبة و لكنها ظلت تشك و لذلك طلبت من ناهد الاتصال بة و اختبارة . و عندما نجح فالاختبار بعدم قبولة دعوه ناهد للتعارف و اغلق الخط فرحت كثيرا . طارت من السعاده عندما اتصل فيها يخبرها بقدومة ليحضر لها شيئا لم يخبرها ما هيتة . اختارت له و قتا يصبح فية و الديها خارج البيت و طلبت من الخادمه ان تفتح له الباب . كانت سعيده بهديتة ، قنينه عطر “الور” من شانيل ، و باقه من و رود الكاميليا البيضاء كتب علي البطاقه المرفقه (الكاميليا ملكه الورود و انت ملكه حياتى ..احبك كثيرا و علي الوعد سابقي ).

شعرت بمصداقيتة و نبلة عندما قبلت مع صديقتها فكليه العلوم الطبيه لدراسه مختبرات ، لم تكن قادره علي التعبير عن سعادتها فقد و فبوعدة .لابد انها موعوده بة و بان السعاده ستعيشها بجانبة . شغلت المسجله التي اذاعت لها صوت نجوي كرم فارجاء غرفتها و راحت ترقص بفرح امام المراه حتي تعبت .

“كنت صغيره و كان يوصينى بيي


صرت كبيره و عم بمشى على الوصية


اذا بعشق ..بعشق مضبوط


ما بغلط لو بدى اموت


سمونى الوفية..”

اتصلت بة تشكرة و الامتنان يغمرها . شعرت بانها تحبة و تجرب طعما لم تذقة قبلا و تحسة تحت لسانها كطعم العسل . لم تغمض عينيها من السعاده و ظلت تتحدث مع اختها حتي و قت متاخر و لم تنم الا بعد شروق الشمس . استيقظت ظهرا علي اتصال امل تخبرها بذهابهن الي بيت =سماح لوداعها ففجر الغد تسافر . كان الوداع كئيبا و سماح حزينه و تشعر بالنقمه علي الدنيا كلها ، ابتداء باخوتها و نهايه بالمجتمع باكملة فلو عرف احد بحملها لاصبحت حديث الناس.

الفصل الثامن

جامعه فيصل ، حلم الصديقات الثلاث نسرين و امل و كاميليا . ظلت نسرين معهما و لم تفلح محاولات امها فجعلها تدرس الطب خارج المملكه . افتقدن سماح بعد ان سافرت مع زوجها الي “ميتشغان” للدراسه . اصبحن ثلاثه فقط كما كن قبل ان يتعرفن عليها فالصف الثاني ثانوى . ارتبطت بهن كثيرا اثناء العامين الماضيين و ما ان ابتعدت حتي خف و هج هذة الصداقه . كانت تتصل بهن بين و قت و احدث و سرعان ما تناقصت مكالماتها تدريجيا حتي انقطعت بعد مرور سته اشهر علي سفرها .

احست كاميليا بالغربه فعالم منفتح و مختلف عن المدرسه و وجودها مع صديقتيها خفف من و طاه ذلك الشعور عليها . بدات تتغير يوما عن يوم و نسرين و امل لاحظتا تغيرها و قالتا لها عده مرات (نري عينيك ترقصان يا ملعونه و الاسباب =اما الحب ،او الهبل ). كانت تتساءل دائما و هل ترقص العينين علي ايقاعات القلب ؟ .. يا لهاتين العينين الفاضحتين و الثرثارتين . اخبرتا الجميع دون اذن صاحبتها بما حدث فذلك القلب الصغير، لم تكونا امينتين عليها و علي قلبها ابدا . كانت تتساءل باستمرار ، ما الذي حدث لها و كيف غزا عماد قلبها و اقتحمة بهذة السهوله . لماذا لم تقاومة كما يقوم ابناء الوطن الاوفياء الغزاه الغاشمين . كيف و صل لقلبها و عقلها و احتلهما و رفع راياتة علي حياتها بهذة السرعة. ما هى قدره اسلحتة التي لم تستطيع التصدى لها فهو لم يستعمل غير اللطف و اللباقه و جاذبيتة العجيبه و عينين سوداويين غامضتين و اسرتين .

توطدت علاقتها بعماد اكثر ، و اصبح يتصل فيها مرتين يوميا فاليوم يخبرها عن يومياتة و عن عملة و عن حياتة التي تغيرت منذ سمع صوتها لاول مرة، و تخبرة هى عن دراستها و محاضراتها . كان يجلب لها الكتب الدراسيه الغير متوفره فالمكتبات المحليه يطلبها من الرياض او الاردن و احيانا من امريكا لاختة و ابنه عمة و لها. و سرعان ما زادت عدد المكالمات و بدا يخبرها عن حياتة و افكارة و خططة المستقبليه . كانا يتحدثان عن نفسيهما و شخصيتهما . تعرفت علية اكثر و اخبرتة عن حياتها و والديها و اختيها .فهى ابنه عائله نص متحرره كعائلتة بالنسبه لعموم مجتمع القطيف المغلق ابو و جة و وجة ، تبيح امور و لا تغفر امورا اخري . و الدها احد و كلاء الاجهزه الالكترونيه يسمح لها بالخروج مع سائقها لاى مكان تريدة و حدها او مع اختها او مع صديقتيها حسب مزاجة . يسمح لها بكشف و جهها و التنزة فالاسواق و الذهاب الي المطاعم و المقاهى التي بدات تنتشر فالخبر و الدمام ، و لا يسالها عن مكان ذهابها . و الدها المتفتح فالعديد من الامور ، لن يغفر لها لو تعرفت علي احدهم و ارتبطت بة باى علاقه مهما كانت . كان يحذرها دائما من العلاقات المختلطه و خاصه بعد التحاقها بكليه العلوم الطبيه و هو مجال تحتك فية بالرجال العاملين فالحقل الطبي،ويردد علي مسمعها هى و اختها بان الذئب لا يؤتمن علي الغنم ابدا . كانت دائما ما تفكر بان و الدها لو عرف بشان اتصالاتها بعماد لاخرجها من الجامعه و حبسها فالمنزل .


احبت دودى (عماد) كثيرا كما تحب ان تدللة ، من شده تاثرها بقصه حب الاميره ديانا و المصرى عماد الفايد و التي ادت لمقتلها . لم تكن سعيده فقط بوجودة فحياتها ، بل كانت منتشيه و السعاده لا تستوعب ما تشعر بة . كانت تحبة جميع يوم اكثر كلما اثبت لها صدق نواياة و جديتة معها و ابعد عنها طيفا من شكوكها الطبيعيه التي تنتاب اي فتاه تتعرف علي شاب فمجتمع مغلق بشبكه حديديه اكلها صدا ابهرها برقتة و رجولتة و تفتحة لم تستطيع غير الوثوق بة و تصديقة و لم يبقي فعقلها اي نوع من الشكوك . كيف تشك بة و هو الذي ساعدها فالقبول فالجامعه . و عندما اخبرتة عن بيت =الاحلام الذي تريد العيش فية ، ارادت بيت =اسطورى علي هيئه بنائين متداخلين تفصلها حديقه داخليه و وافقها و ذهب لاستشاره الكثير من المهندسين لتنفيذ هذة الفكره و كان مستعدا لجلب مهندسين من الخارج لو لزم الامر.

احبتة بكيفية لم تتخيلها و لا تستوعبها و لا تصدقها . لم يطرا علي بالها بانها ستحب رجلا يوما ما بهذا القدر. كانت متيقنه بانها ستتزوج من رجل تعرفة منذ ان يتقدم لخطبتها ، و ان عرفتة قبلا فستراة بالصوره المثاليه التي يحاول اي شاب سعودى رسمها لنفسة . رجل طموح و مثالى يقدر المراه و يقدس الحياة الزوجية و تنكشف صورتة الحقيقه المختلفه مع الوقت . ففتره الخطوبه سيختار صوره السوبرمان صاحب البطولات الخارقه و القدرات العجيبه فالحياة و المواقف ، و الشهم و النبيل و المستعد بالتضحيه بحياتة من اجل حبيبتة .او الدون جوان صاحب العلاقات الكثيره ترتمى الفتيات بين قدمية و هو يختارها من بينهن كقصه حب سخيفه لم يسمع عن غيرها فحياتة . كانت تتمني ان تحظي علي الاقل بالمثالى و تحبة منذ ان يتقدم لخطبتها كما كانت تري البنات التي تعرفهن ، حيث يكون اسمة الحبيب منذ اول يوم تراة فية . و بعد عقد القران تنشا قصه حب خرافيه و غريبه بين يوم و ليله ، و ترغم نفسها علي التصرف كعاشقه ففتره الخطوبه . كانت تكرة صاحب البطولات المزيفه كما تكرة اللاهث و راء النساء . كانت مؤمنه بان قصص الحب الحالمه التي تشاهدها فالافلام و تقرا عنها فالروايات لا ممكن ان توجد فالسعوديه و فالقطيف تحديدا.

اشد ما تكرة الزواج برجل ازدواجى كغالبيه الرجال الذي يظنون انفسهم حراسا للفضيله . يثابرون علي صلاه الجمعه ، و يحرمون الغناء ، و يلوكوا عرض الفتيات جميع حسب هواة و يتحكموا بلباسهن ، فمنهم من يرفض عباءه الكتف و منهم من يرفض كشف الوجة ، او عمل الفتاه المختلط بحجه العادات و التقاليد التي يجب ان تداس بحذاء ذو كعب عالى برايها . و ما ان يصبحوا فالخارج تجدهم يتلذذون الشرب فالمراقص ، و ينثرون الورد علي اجساد الراقصات ، و يلعبون القمار فالكازينوهات و يرتادوا الفنادق المشبوهه ، حتي عندما يسافرون الي سوريا لزياره السيده زينب نهارا تكون للسهرات و الحفلات نصيب فالزياره كذلك و لكن فاخر الليل ، بعد ان ينام الدين و العادات و التقاليد المطبقه علي النساء فقط داخل البلد .

كانت تشك بوجود حب فبلادها ، تشك بوجود مشاعر تجتاح قلب الانسان و تغير افكارة و حياتة . مشاعر قويه و غير مفهومه كالتى اصابتها منذ رات عماد فذلك اليوم . لم تدرك و قتها بانة الرجل الذي سيلغي جميع افكارها القديمه و سيحيل كفرها بالحب الي ايمان لا تشوبة شائبه من الشك ، فهو سحر لم تستطيع فهمة و تفسيرة و فكة . و عندما فاجاها باولي هداياة عطر “الور ” و عبرت له عن اعجابها بة اصبح يضيفة لاى هديه اخري يجلبها . لديها الكثير من زجاجات العطر و اخرها احضرها فعلبه انيقه ضمت زجاجات العطر و ساعه ثمينه اخرجتهما من بين اوراق الورد الملونه فتلك اللعبه . بدت متغيره ، ساهمه و ابتسامه الحب البلهاء تزين و جهها دائما ، و تتحدث طويلا عبر الجوال و كلما اتصلتا فيها صديقتها تخبرها النغمه بانها تتحدث . كانت سعيده و تغنى لفيروز دائما و هى التي تحب نجوي كرم بصوتها الجبلى و مواويلها و عنفوانها ، و كثيرا ما سالتاها صديقاتها ان كانت تعرف احدا ، او تحب احدا ..تنفى هذا و لكن انفعالاتها و تصرفاتها تكذبانها علي الدوام . اصرت علي جعل علاقتها بعماد سريه ليصبح لها طابعا خاصا . لم تخبر احدا غير ناهد التي باركت لها ذلك الحب لم ترد اكتساب سمعه سيئه كالبنات اللاتى يتفاخرن بمعرفتهن فلان و علان .او تسجيل نفسها فموسوعه زميلتهن سعاد الذي تجمع بها اسم جميع فتاه بخويها او صاحبها .ارادت جعل حبها مثالا جيدا لما يجب ان يصبح علية الحب فالقطيف و السعوديه ، فليست جميع العلاقات عبثيه و مصيرها الفشل او الوقوع فالاخطاء و تجاوز الخطوط الحمراء . كانت فرحه لان حبها طاهر و هى تغالب نفسها و لهفتها لحبيبها و ترفض لقاءة فاى مكان عام.

الفصل التاسع


يوم شتائى بارد من ايام شهر فبراير و السماء ملبده بالغيوم و كاميليا جالسه مع صديقاتها بسعاده فكافتيريا الجامعه المتواجده فالطابق الثاني من المطعم . نظرت الي الطالبات و هن يتحركن فجميع الاتجاهات و يدخلن الي المبانى المختلفه بعد ان بدات السماء تلقى بالقليل من قطرات المطر المنعشه . احتست الشاى الساخن الذي تتلذذ بة شتاءا و قالت بابتسامه :


– ذلك اول شتاء لنا فالجامعه ..واريد ان امشى تحت ذلك المطر المنعش


– ستبتلين ..وربما تمرضين كذلك .


و ضعت دفترها و اقلامها فحقيبتها و قالت لهما بابتسامه و هى تنظر لنفسها فالمراه بان المطر لا يبللها . و ضعت القليل من عطر “الور” خلف اذنيها و نزلت بسرعه لتستمتع بهذة الزخه المنعشه من قطرات المطر . و حالما ابتعدت عنها شربت امل رشفه من الشاى و قالت لنسرين بتعجب:


-لا يبللها المطر .. بعلمى انها لا تحب جميع ما هو شتائى .. هى غربيه الاطوار و تخفى عنا شيئا ما .


و افقتها نسرين و ذكرتها بان عماد و لد فيوم ممطر و لذلك هو يحب الخروج تحت زخات المطر الخفيفه و المنعشه دائما يقول بان المطر لا يبللة . كانت متاكده و هى تقول :


-اصبحت الاحظ عينيها و هما سعيدتين و الحب هو الاسباب =.. و لكن تحب من يا تري ؟.. فهى لا تطيق ابناء عمها ..حتي ناصر الذي يريد الزواج فيها ..وليست لها اي قرابه اخري و اشقاء ناهد كلهمكبيرة و متزوجون ..اراهن بانها و اقعه فحب احدهم .

ظلت كاميليا تتمشي و حدها و السماء ترشها بقطرات مطر خفيفه و هى تفكر بعماد و قلبها يرقص من حبها له . كانت سعيده و لا تجرؤ علي البوح بمشاعرها الصادقه لصديقتيها المقربتين ، و تود لو تصرخ تحت المطر بذلك دون ان يعتبرها احد مجنونه . توقفت السماء فجاه عن انعاشها بقطرات المطر ، فنظرت الي ساعه يدها المشيره الي العاشره و هو و قت المحاضره . مشت ببطء متجهه نحو المبني الرئيسى . استوقفتها امل و نسرين اللتين جاءتا خلفها بسرعه ، و قالت لها امل بخبث :


– لقد تبلل شعرك ..لم اعهدك تحبين المطر كذا !


ابتسمت و قالت و فعينيها بريق خاص :


– انا احب المطر و كنت اتمني لو و لدتنى امى فيوم ممطر .

تبادلت نسرين و امل النظرات باندهاش ،ورفعت كاميليا شعرها البنى الداكن و ذهبت معها الي القاعه بعد ان خبات صوره عماد فقلبها بدلا من عينيها حتي لا يراة احد. تذكرت كيف كان ينظر لها عندما كانت فسيارتة و صوت فيروز يصدح بسعاده ، و راحت تدندن :


– كان الزمان و كان فدكانه بالفى ..وبنيات و صبيان نجى نلعب على المي.


فتحت ذراعها لعناق لفحه هواء بارده و هى تغنى :


– لالالا لا ..لالالا لا اوعي تنسينى و تذكرى حنا السكران.


تبادلت نسرين و امل النظرات باستغراب من تصرف صديقتها ، فسالتها امل :


– و منذ متي تحبين فيروز و تغنين لها ؟.. و حنا السكران بعد .


ضحكت و اجابتها :


– احبها من زمان .


ابتسمت امل و قالت بمكر :


– بعلمى تحبين نجوي كرم ..ولم تكونى تغنين غير “ما بسمحلك “و”روح روحى “ومؤخرا “عيون قلبي” ..ستغضب منك نجوي كثيرا . ظلت كاميليا ساكته و علي و جهها ابتسامه غامضه ، فضحكت نسرين و قالت:


– يا لعينه انت متغيره و تخفين عنا شيئا ما .


و راحت كاميليا تكمل دندنتها بنشوى:


– روعه فبيت الجيران راحت فليله عيد ..وانهدت الدكان و اتعمر بيت =جديد.. و بعدو حنا السكران علي حيطان النسيان .. عم بيصور فتاة الجيران.


امسكت نسرين بذراعها و قالت :


– دعينا نذهب للمحاضره فالدكتوره جويريه لا تتاخر ..بلا حنا السكران بلا خرابيط.

جلست فاخر القاعه و هى تردد اسم عماد فقلبها . تحبة و تراة جاد فحبها و لا تستطيع التشكيك فصدقه، كانت تحبة كثيرا و تتساءل دائما اذا كان يحبها بالقدر الذي تحبة هى او اقل او قد اكثر . عماد الذي اخبرها بانة يراها حبيبيه و زوجتة و ام اولادة ، و شرع فبناء البيت الذي ارادتة . كانت فرحه سعيده جدا جدا لموافقتة علي فكرتها و وعدها بتنفيذها بلا تردد.تاكدت من حبة لها و هى سعيده بهذا الحب و دائما تتساءل عندما تنفرد بنفسها ليلا علي الوساده (الهذا الدرجه تكون


الحياة كريمه معى فتمنحنى رجلا يحبنى بهذا القدر؟!..ومنذ و عدة لى بانتظارى حتي انتهاء دراستى و هو لا يتوانى عن الاتصال بى و السؤال عنى و مساعداتى بالقدر الذي يمكنة بعيدا عن عيون كل الناس . اة يا عماد .. كم انت رجل نبيل و كم احبك و فخوره بك .. لم تتواني عن بناء بيت =الزوجية الذي اردتة انا و لا روابط رسميه بيننا ..الروابط التي يعترف فيها الناس و انا متاكده ان ما بينى و بينك اقوي من جميع الروابط فبيننا حب كبير لم اقرا عنة و لم اسمع عنة قبلا .. و ذلك يكفى )

تنبهت و الدكتوره جويريه تناديها و تطلب منها الاجابه علي سؤال طرحتة . تلعثمت و سكتت بخجل و الدكتوره تقول لها بلهجتها السودانيه المحببه :


– الظاهر انك و صلت للغريقه ..وانا عماله اشرح من الصبح و انت مو معايا .


احست بخجل و زميلاتها ينظرن اليها و هن يضحكن ، فعماد اخذ الجزء الاكبر من تفكيرها .


الفصل العاشر.


“عندى ثقه فيك.. عندى امل فيك


و بكفى شو بدك يعنى اكثر بعد فيك ؟!


عندى حلم فيك .. عندى و لع فيك


و بكفى شو بدك انو يعنى موت فيك ؟!”

استلقت كاميليا علي سريرها بعد منتصف الليل تستمتع للاسطوانه التي اهداها اياها عماد . كانت تفكر بما قالة لها البارحه فمكالمتها الرابعه او الخامسه او قد اكثر فهى غير متاكده من عدد المكالمات بيتهما فاليوم و الليله . طلب منها اللقاء بعيدا عن اتفاقهما بالاكتفاء بالهاتف كرابطه الوصل الوحيده . قال لها بشوق بالغ ( ارجوك و افقى و دعينا نلتقى فاى مكان عام كاى متحابين علي هذة الارض..لن اكلك و لن اخطفك)

ترددت كثيرا ، كانت تريد لقاءة و الخوف يمنعها . تخاف من و الدها لو علم عن علاقتها بة فماذا سيفعل . تخاف من المغامره و الدخول فمتاهه اللقاءات العاطفيه ، و تذكرت ما قالة احد رجال الدين فاحدي محاضراتة عن ذلك المقال . قال بان الحب كعاطفه و مشاعر قلبيه امر مباح ، و يكون محرما عندما يتحول الي افعال و ممارسات ، كلمسه اليد و القبله و العناق فربما يؤدى الي ارتكاب معصيه لا تحمد عقبها . كانت تريد لحبهما ان يبقي طاهرا و حلالا بلا ريبه . و لكن بلوغ ذلك الحب عامه الاول اصبح عماد يطلب منها اللقاء فالاماكن العامه و لو مره جميع شهر ،فرؤيتها من بعيد عند باب المنزل او فالسياره لا تكفية .


ظلت تفكر بنشوي فهذة العاطفه التي تتملكها نحو عماد و تجهل كيف بدات و اثرت فيها بهذة القوه حتي اخرجها عمادها من دوامه الافكار باتصالة . اجابتة و هى مستلقيه علي فراشها و عينيها تتجولان فجدار غرفتها الزهريه ، قالت له بنعومه :


– كنت افكر بك.


– اخبرنى حدسى و لذلك اتصلت بك .


ضحكت و سالتة :


– و منذ متي حدسك يخبرك عنى ؟


سكت للحظات مترددا فيما يود قولة . كان مشتاقا لرؤيتها فطلب منها ملاقاتة فاى مكان هى تريدة ، و اقترح عليها تناول العشاء فاحد المطاعم العائليه او احد المقاهى فالخبر فرفضت بحجه المسافه ، و عندما عرض عليها اللقاء فمطعم المجمع التجارى علي الاقل سالتة بدلال :


– و كيف نذهب سويا ؟!


حاول اقناعها فراح يخبرها بان جلساتة العائليه هادئه و سينتظرها فمواقف السيارات و تاتى فالموعد و يدخلا سويا . سكتت فقال لها:


– لا تعتذرى حبيبتى ..سانتظرك مساء الغد فالساعه الثامنة.


لم تنم تلك الليله و هى تفكر بعماد و بلقائهما الاول و تخاف لو راها احد او علم و الدها باى كيفية فهو قادر علي ذبحها . اوصلها سائقها قبل الموعد و جلست تنتظرة فسيارتها . كان قلبها يدق بقوه و هى تنتظرة و تفكر فو الدها لو عرف بانها جالسه فهذا المكان لتواعد حبيبها ، تنتظر عمادها الذي افقدها صوابها . اقصت و الدها عن افكارها و فتحت حقيبتها و اخرجت المراه و راحت تصحح الكحل الاسود ، و تضع علي شفتيها احمر الشفاة اللامع . رشت القليل من عطر “الور ” علي جانبى حجابها و فمعصميها . جاء عماد علي الموعد فترجلت من سيارتها لاستقبالة و الدخول معة فقسم العائلات فالطابق الثاني من المجمع. كانا صامتين و ساكنين و اول ما فعلة هو الامساك بيدها برقه اظهرت حبة و اشتياقة لها ، فمنذ اكثر من سنه و هو لا يراها سوي من بعيد فمنزلهم ، و احيانا تمر عده ايام لا يراها فيضطر الي انتظارها بالقرب من منزلهم ليراها و هى تهبط من السياره و تدخل متظاهره بعدم رؤيتها له.تذكرت كلام الشيخ ، و ارادت ان تبعد يديها عن يدية و لكنها لم تستطيع . شعرت بانها معة مسيره لا مخيره . قال لها بابتسامه :


– انا احبك كاميليا.. و سعيد جدا جدا لوجودنا معا.


اكتفت بابتسامه خجوله فقال لها و عينية السوداويين تتفحصان و جهها بشوق:


– انت رائعة جدا جدا .


و بصوت منخفض و خجول قالت:


– دودى ..وكانك ترانى لاول مره .


كانت هذة اول مره يراها بهذا القرب بعد سنه و عده اشهر . بدت عينيها ذابحتين و الكحل يعطى نظراتها عمقا خاصا . توقفت عن الكلام للحظه و الابتسامه تعلو و جهة بعدها قال:


– عندما سمعت صوتك لاول مره رسمت لك صوره مختلفه ..وعندما عرفت بانك كاميليا تذكرتك و انت طفله ..انت الان احلى بعديد . استرسل فغزله:


– و حبه الخال فزاويه فمك تقتلنى .. انت تبدين كقطعه سكر .

هددتة بدلال بانة ستخرج من المطعم اذا و اصل كلامة و غزالة الذي لم يفتعلة و يقولة بتلقائيه .. سكت و هو يتفحص و جهها الحبيب بلهفه ، و يمسك بيدها بحب و رقه ، و عندما رفع يدة و قربها لشفتية ليقبلها ، سحبت يدها فهذا ما كانت تخشاة . لمسات و قبلات و يكون الحب الطاهر الذي تتفاخر بة نوع احدث . قال لها بابتسامه :


– حتي لو لم تسمحى لى بطبع قبله علي يدك الناعمه فانا اضمك و اعانقك بعيني.


و جاء النادل يجلب لهما الكولا المثلجه و قطعتين من الكعك . بسط عماد يدة علي الطاوله فامعنت النظر ليدة و لفت نظرها اصبعة الخنصر المزين بخاتم فضى بة حجر احمر اللون . سالتة :


– خاتمك رائع .. ما لسم ذلك الحجر الكريم ؟


اجابها و هو يحرك خاتمة المزين بالياقوت الاحمر الذي يلبسة دائما و يتفاءل به، و يعتقد بانة يقوى القلب و يعدل المزاج كما قال ارسطو فطلبت منة بدلال و احد مثلة . ابتسم و قال:


– غدا اذهب لزوج عمتى فهو تاجر مجوهرات كبير و الاحجار الكريمه تخصصة و ساشترى لك اجود حجر ياقوت و اصوغة خاتما جميلا ليدك الحبيبه .


و بمزيد من الدلال اكملت :


– اريدة فخنصر يدى اليمني ليتصل بخاتمك و احدثة و يخبرنى عنك.


ضحكت و اردفت ممازحه :


– و ليتجسس عليك و ينتقل لى اخبارك كذلك .


قال لها بحماس :


– امهلينى يومين فقط و يصبح الخاتم علي باب منزلك.


ضحكت و قالت :


– شكرا..

طلب منها ان لا تشكرة فلها فضل كبير علية . اصبحت حياتة رائعة منذ ان سكنت بها ،واصبح ينام دون ان تبتلعة دوامه الافكار و التفكير فالماضى و الهموم و الاحزان . عندما يضع راسة ليلا علي الوساده لا يفكر الا بالمستقبل و هى بجانبة . ضحك و اردف :


– اتخيل نفسى انام علي سرير و انت بقربى و بعد دقيقة يبكى احد اطفالنا ..واحيانا اتخيل نفسى عائدا من الشركه و انت فاستقبالي.


اغمضت عينيها للحظه و فتحتهما عندما اودع يديها بين يدية و رجف قلبها و هو يضغط عليها ، و سالها بابتسامه و هو يلثم يديها بشفتية :


– كم طفلا ستنجبين لي؟


اخرجت يديها من بين يدية بلطف ،وقالت له بانها تتمني ان تنجب ثلاثه بنوته و جميعهم يشبهونة و لهم عينية السوداويين و شعرة الفاحم الحريرى ، و شخصيتة الجذابه و لطفة و لباقتة . ابتسم و مرر اصابعة فشعرة و قال:


– انا اريدهم بنات ليشبهنك.. و لهن عينيك الذابحتين و رقتك .وساكون اسعد رجل فالدنيا اذا استيقظت من النوم و رايتك مباشره و الصغيرات يلعبن هنا و هناك.


ضحكت و سالتة :


– و الحل ؟.. فتيات ام صبيان .


– ثلاث فتيات و ثلاث صبيان لنتعادل.


ضحكت و هى تقول له بان ذلك مستحيل . كان مفتونا فيها و هى تضحك امامة و تتحدث و لم تشعر بالوقت و هو يمر بسرعه . و عندما اتصلت فيها اختها تعلمها بضروره عودتها الي البيت ، استاذنتة . خرجا سويا من المطعم و كانهما زوجين او خطبين امام الناس ، و خارج المجمع افترقا . ركبت سيارتها و ذهبت، و ركب سيارتة و مشي خلفها الي ان و صلت الي بيتها بسلام.

*****


ظلت ذكريات اللقاء الاول بكل لحظاتة الرائعة فذاكره كاميليا و لا تريد لها مفارقه خيالها . صوره عماد و عينية و يدة القويه و كلماتة و حبة . بعد ليلتين احضر لها الخاتم مصحوب بالورود البيضاء و عطر ” الور ” و ضعت الخاتم فخنصر يدها و اتصلت بة تشكرة فهذا الخاتم هو اثمن هديه تلقتها فحياتها . استلقت علي السرير و هى تحدثة و السعاده تغمرها . اغمضت عينيها و قلبها يخفق بقوه و هى تستمع لصوتة و هو يقول لها بانة يحبها حتي الموت . فتحت عينيها و وجدتة بجانبها و علي سريرها فغرفتها الزهريه و الشموع المضاءه فكل زاويه .ظلت ساكته بذهول و يدة تلثم و جهها . كانت يدة ففى اصبعة خاتمة الياقوتى ، و عينية السوداويين هما نفسهما .ارادت ان تسالة كيف دخل اليها و هى فمنزل و الديها و لم تستطع . ظلت ساكته و لم تنبس ببنت شفه و عماد يقترب منها اكثر.اصبح قريبا ، و تشعر بدفء انفاسة ، و تستنشق عطرة و رجولتة و لطفة . مد يدة اسفل و سادتها و اخرج منها تفاحه . ظلت ساكته بذهول و هو يقربها لشفتيها و يدعوها لتاكل منها . عندما نطقت و حذرتة بانهما سيطردان من الجنه . لم يبالى و دعاها مجددا لتاكل منها ، فرضخت لطلبة .قضمت التفاحه و هو يقضمها من جانبها الاخر ، و فجاه احست بانها تهوى من السماء السابعه . صرخت بقوه و استيقظت فزعه . لم تجد عماد بجانبها و لم تجد الشموع فغرفتها فلقد كان حلم .

الفصل 11

سنتين من الصدفه و الوعد انقضتا و اواصر الحب تقوي و تكبر بين كاميليا و عماد ، الان هو يحبها اكثر و متعلق فيها اكثر و يريدها قريبه منة علي الدوام . يريد ان يلقاها باستمرار ليبثها حبة و شوقة ، لكنها ترفض و تطلب منة الاكتفاء بوصل الهاتف بعد اللقاءات المعدوده لهما فمطعم المجمع التجارى علي فترات متباعده .


لم يلتقيا منذ ما يزيد علي شهرين عندما لمحت كاميليا احدي زميلاتها تدخل المطعم الذي كانت فية مع عماد و خافت بان تكون ربما راتها معة فهى تخشي علي حبها ان تشوبة شائبه ،او تنالها تهمه او شائعه فشخصها او سمعتها . تخاف ان تلوكها افواة القطيفيين المعتاده علي مضغ الفتيات و بصق شرفهن ، فالمجتمع بمجملة مهما اختلف تياراتة و ثقافتة مجتمع فضائحى و هذة القصص لها نصيب كبير فاحاديثهم و مناقشاتهم و اجتماعاتهم فليس لديهم ما يتحدثون عنة سوي الحديث عن الناس و الفتيات خاصه .


طلب منها ملاقاتة ليقدم لها هديه بمناسبه عيد ميلادها ، و رفضت فاضطر لوضع الهديه فكيس و رقى انيق و وضعة امام باب منزلها عصر هذا اليوم و تسللت هى و اخذتها دون ان يلحظها احد . كانت الهديه عباره عن زجاجه عطر”الور”وقرطين ما سيين رائعين ، جعلاها تعيد التفكير بلقائة فاى مكان عام من جديد.


عرض عليها اللقاء فالقلعه الترفيهيه فرفضت ، فلقد سمعت العديد من القصص التي تحدث هنالك ، اتفقا علي الذهاب الي المطعم التجارى . استمتعت بشرب العصير و هو يحدثها عن المنزل ، و اخرج لها كتالوج جلبه من محل الادوات الصحيه لتختار السيراميك و اطقم الحمام و المغاسل . اختارت ما اعجبها و قالت له:


– سيكون المنزل تحفه فنيه فخمه .


هز راسة و قال بثقه :


– ذلك ما يقولة المهندس كذلك .. لقد عرض على فكره استقدام رسام ايطالى ليرسم لوحات رائعة فاسقف البيت بالكامل .. ما رايك بالفكره ؟


– مدهشه .. و لكنها مكلفه طبعا .


– انا عماد الغانم .


– بدات تتفاخر بعائلتك !


ضحك و قال:


– من حقى ان اعيش بسعاده مع قطعه السكر التي احبها فبيت يليق فيها و يرضيها .


ضحكت و هو يخبرها بانة سيشترى كل اجهزه البيت من محلات و الدها المنتشره فالمنطقه الشرقيه . بعدها اخبرها بنيتة شراء مزرعه فلطالما احب الطبيعه و الهدوء , و المزرعه ستصبح مكانا جيدا للاستجمام و الضيافه . تلفتت لساعتها فقد اتفقت مع امها ان لا تتاخر فهى استاذنتها بالخروج الي القرطاسيه لنسخ محاضره هامه للامتحان .


عادت لبيتها و اضاءت الشمعه المعطره و ادخلت شريط نجوي كرم فالمسجل ، و بدات نجوي تصدح بصوتها ..


” يا عيون قلبى كيف بدى نام


لمحه بصر هالعمر و اللى بحب ما بينلام


هالكون صار صغير حملنى حبيبى و طير


علي عالم تانى يصبح كلو غرام ”

ظلت تفكر بعماد و هى ممسكه بالمحاضره و تعرف بانها ستحصل علي علامه منخفضه فهى ساهمه طوال محاضرات الكيمياء الحيويه و خصوصا عندما تلقى المحاضره الدكتوره مني بهدوئها الغريب فتنام احيانا ، و اذا ظلت مستيقظه فيصبح عقلها و تفكيرها معه.

*****


اشتري عماد مزرعه ف“الجيش” احدي قري القطيف الرائعة . كانت مزرعه ببعض نوعيات النخيل كالخلاص و الخنيزى و الغري ، و عدد من شجر الكنار و اللوز و اشجار الليمون و العديد من اشجار الزينه . فيها استراحه مجهزه بغرفتين نوم و حمامين و مطبخ صغير و مجلس كبير بة جلسه عربيه انيقه و غرفتين للحارس و العاملين . فيها اسطبل صغير للخيول كان صاحب المزرعه الاول يربى فية ثلاثه خيول عربيه اصليه اشتراهم مع المزرعه و قرر الاشراف علي تربيتهم و العنايه بهم و اكتساب هوايه جديدة. اصبح يقضى و قت فراغة فالمزرعه بهدوء و بعيدا عن الناس و العمل ، و ينام هنالك نهايه الاسبوع و يتمتع بامتطاء الخيل و العنايه بهم رغم كونة لم يفعل هذا قبلا ، و كثيرا ما يزورة ما جد و يتسلي معة . تغيرت حياتة الرتيبه ، اصبح بها امراه يفكر فيها علي الدوام ، يحبها و يري بها زوجتة و شريكة فمشوار الحياة ، و عملة و هذة المزرعه التي يستريح بها نهايه الاسبوع .

ذات نهار ربيعى مشمس جلس فاستراحه مزرعتة يراقب الحقول عبر النافذه و العمال يقومون برى الاشجار و المزروعات فالصباح الباكر من يوم الجمعه ، و تناول فطورة الذي اعدة بنفسة ، فاصوليا حمراء مع الفلفل الاسود و عصير الليمون و الخبز و عددا من حبات الرطب التي قطفها بنفسة . شعر بالهدوء و قمه التصالح مع نفسة و اصوات الطيور هى و حدها المسموعه فهذا المكان البعيد عن ضوضاء المدينه . خرج يتمشي بين اشجار الليمون و هو يفكر فالسنتين اللتين انقضتا سريعا ، سنتين من الانجازات علي الصعيدين العاطفى و العملى .ظل يفكر بكاميليا التي كانت منذ البدايه حافزا مهما له فكل جوانب حياتة ، جعلتة متفائلا و سعيدا و لا يهدا ليلا و نهارا من العمل و التخطيط و التفكير بالمستقبل ، و كما يقول الجميع بانة رجع لسابق عهدة و لكنهم لا يعرفون السبب.

احس بشوق كبير لصاحبه الصوت الرقيق . ظل ينتظر الوقت ليتقدم اكثر و يتصل فيها ، و عندما اشارت الساعه الي العاشره اتصل فيها ليقول لها عما يشعر بة فتلك اللحظه . رن الهاتف الرنه الاولي و الثانيه و الثالثه و الرابعه و بعد الخامسه استيقظت من نومها و اجابتة . قال لها بشوق :


– احبك كثيرا .. و لا اعتقد بوجود رجل علي الارض يحب امراه كما احبك انا .


ضحكت بسعاده و قالت و هى تتثاءب:


– صباح الخير دودي.


– صباح النور يا قطعه السكر ..انا جالس و حدى فالمزرعه و ليس لدى ما افعلة غير التفكير بك.


عاتبتة بدلال لانها تعرف بان عائلتة ستذهب لزيارتة فالمزرعه و لم يدعوها ، و اغلقت السماعه بعد ان طلبت منة ان ينتظر قدوم نسرين فستجلب له رساله منها . ظل ينتظر و الدية و اختة فالمزرعه علي احر من الجمر و يحصل علي رسالتها . اراد ان يتحايل علي الوقت ليمر بسرعه فاشرف علي العمال و هم يضعون ثمار الليمون و الرطب الناضجه فصناديق فلينيه لياخذها معة مساءا و يوزعها علي عائلتة ، بعدها ذهب لاسطبل الخيول و امتطي احب هذة الخيول الي نفسة ، الخيل الاصليه السمراء اللون بشعر و ذيل اشقر و راح يتمشي فارجاء المزرعه .

فى الواحده ظهرا لمح سياره و الدة العائليه تدخل من بوابه المزرعه و يقودها السائق فاتجة نحوها . حيا و الدية الذين نزلا من السياره و لمح كاميليا جاءت بصحبه نسرين و امل و لم يكن مصدقا بانها فعلا امام عينية فهى لم تخبرة بقدومها عندما اتصل فيها صباحا .


ارتسمت الابتسامه علي و جهة و هو يحاول ان يخفى اثر المفاجاه الساره ، و بسرعه نزلت كاميليا و هى تخفى عينيها بنظارتها الشمسيه و مرت بجوارة دون ان تلتفت الية . لم يكن مستغربا من قدومها مع عائلتة فهى صديقه مقربه لاختة و لابنه عمة و لكنها تعمدت عدم اخباره.اقتربت منة امل و نسرين تتحدثان معة و تطلبان منة ان يساعدهما علي امتطاء الخيل لاحقا ، و اقتربت منهم كاميليا و هى ما زالت تتحاشي النظر لعينية دخلن الاستراحه بينما هو يتحدث مع احد العمال ، و امة مع الخادمه تستعدان لتجهيز الاكل .

جلسوا سويا علي الارض حول السفره لتناول الاكل كبسه اللحم ، و نسرين توزع صحون السلطه ، و عماد يقطع البطيخ و كاميليا تسترق النظر الية . لم تاكل كثيرا و اكتفت بعدد قليل من معالق الارز ، و من بعدها اكلت السلطه و البطيخ .اعد عماد الشاى و سكب للجميع . شرب و هو يتحدث مع و الدة الذي احتسي كوبة و نام مباشره . استند عماد علي احد المساند ممدا رجلية علي الارض ، و ممسكا بالجريده و عينية علي كاميليا الجالسه بين امة و اختة و ابنه عمة يتحدثون بصوت منخفض ، فظنهن يتحدثن بامور حريميه لا يجب ان يسمعها ،او حش (نميمة) من الوزن الثقيل علي احد . نهض و خرج من الاستراحه و عينى كاميليا و راءة ، فلحقت بة امل تطلب منة ان يحضر الفرس و يساعدهن فركوبها

خرجت كاميليا مع نسرين و امل خارج الاستراحه ينتظرن قدوم عماد، لكنها احست بالغيره من امل لقربها من عماد و هى تمازحة و تحدثة عن الفارسيه . و لا تعرف كيف طرا ببالها لحظه بان امل تحمل فقلبها عاطفه ما نحوة ، و قد تحبة كذلك و تتمني الزواج بة . اقترحت علي صديقتيها المشى بين اشجار الليمون المتقاربه .ارادت الابتعاد عنة حتي لا يري و جهها و اثار الغيره و اضحه علية .غطت عينيها بنظارتها الشمسيه عندما احست بدمعة تتارجح علي رمشيها ، و عندما سمعن صهيل الخيل خرجن من بين الاشجار و وقفن عند نخله متوسطه الطول و جاء عماد . امتطت نسرين الفرس بمساعده عماد ، و ابتعدا تاركين كاميليا تتحدث مع امل ، و بعد دقيقة عادا لنقطه الانطلاق حيث نزلت نسرين و اقتربت امل من الفرس و ركبت و سار عماد معها .

ابتعد تاركا كاميليا تغلى غيره لا تستطيع الافصاح عنها ، فهى لا تريد احد ان يقترب منة .اخذت نفسا عميقا و هى تقول فسرها ( ذلك الرجل لى و لا اسمح لاحد ان يقترب منه) ، و بعد دقيقة عادات امل و عماد خلفها ممسكا بلجام الفرس . دعتها لركوب الفرس فاجابت بنبره غاضبه بانها لا تحب الحيوانات . قالت جملتها و استدارت لنسرين و امل و طلبت منهما المشى بين الاشجار، و ذهبن مبتعدين عن عماد الذي امتطي الفرس و اتجة للاسطبل بعدها عاد الي الاستراحه ليجلس بصحبةامة .وعندما بدات الشمس تستعد للغروب استاذنها للخروج لرؤيه الشمس و هى تذوب بين احضان السماء ، كان يعشق غروب الشمس و منظر شروقها و يري فيهما اعجازا الهيا كبيرا . خرج يتمشي ببطء و يراقب الشمس الغاربه و تفكيرة محصور بكاميليا . احس بان حبة لها ليس عاديا و بان قلبة الصغير يحمل


حبا كبيرا و لهفه يشعر فيها للمره الاولي فحياتة . تمني لو يصرخ باسمها و يسمعة الجميع و يعرفون بحبه، تمني لو يذهب اليها و يضمها بين ذراعية لتذوب بين احضانة كما تذوب الشمس بين احضان السماء امام اعين الناس جميعا بدون خجل .

عاد لمنزلة بعد يوم ممتع قضاة فمزرعتة و ما اسعدة اكثر هو المفاجاه الساره التي اعدتها له كاميليا عندما جاءت مع عائلتة . تناول عشاءة مع و الدية و صعد لغرفتة و بدا يستعد للنوم ، و قبل ان ينام امسك بالهاتف ليحادث كاميليا ، كان يريد اخبارها بانة غارق فحبها حتي اذنية ، لكن لهجتها فالحديث بدت متغيره . لم تكن قادره علي منع نفسها من الشعور بالغيره رغم اقتناعها بان عماد و امل كالاشقاء تماما . اخبرتة بذلك و طمانها و اكد لها بان امل كنسرين و ندي تماما و استسلم للنوم بعد حديث طويل . استيقظ خائفا قبل شروق الشمس بلحظات عندما راي كاميليا فالمنام تتمشي علي شاطئ البحر و الامواج تفصلها عنة و هى تهرب من رجل بشع المنظر ،كانت تنادية و تطلب مساعدتة و هى تبكى بحرقه و هو لا يستطيع مساعدتها و بعدين سقطت الحجاره من فوقة . بلع ريقة و تعوذ من الشيطان و نهض من السرير و شرب كوبا من الماء و عاد الي سريرة مجددا و هو يفكر بهذا الحلم الذي يراة للمره الثالثه و يتكرر بنفس تفاصيلة .


الفصل 12

استيقظت كاميليا من نومها قرابه الخامسه عصرا ، غسلت و جهها بالماء البارد و وضعت الكريم المرطب برفق. كانت تنتظر اتصال عماد بعد ما ينتهى من زياره المهندس المشرف علي التصميم البيت داخليا . اخرجت من حقيبتها محاضره ما ده الاحياء الدقيقه و بدات تقراها و هى تتذكر صوره الدكتور عبدالرحمن و هاله الرعب التي يحيط فيها نفسة . كان يخيفهن و يهددهن بانهن لن يتمكن من الاجابه علي اسئلتة فالامتحان ، و حالما رن هاتفها و عماد هو المتصل القت المحاضره جانبا و اجابتة . اخبرها باتفاقة مع المهندس فتاثيث البيت بطابع ايطالى كلاسيكى بفخامه فوافقتة . حدثا ككل يوم و طلب منها ملاقاتة فاعتذرت برصانه و ذكرتة بانهما يعيشان فالقطيف و ليسا فباريس . سالها عن الفرق بين الحب فالقطيف و باريس ، فاخبرتة بان الفرنسيين هم اكثر شعوب الارض حريه فالتعبير عن مشاعرهم ، و السعوديين اقلهم . لم يقتنع بكلامها فالحب بالنسبه له لا يتاثر بالجنسيه . قالت له بعفوية:


– لقد زرت باريس مره و انا فالمرحله المتوسطه و ذهلت عندما رايت عاشقان يتطارحان الغرام تحت ظل شجره فاحدي الحدائق و ودت لو طلبت لهما الشرطه .


لم يكن عماد يحب السفر كثيرا . زار القاهره و سوريا و بيروت مع عائلتة ، و قبرص و اثينا فطفولتة .اصبح السفر مع عائلتة هو الاروع بالنسبه الية ، فسمعه الرجال السعوديين الذين يسافرون لوحدهم بالخارج سيئه و يعتبرها تهمه لا يريد ان تلتصق بة ، كان يذهب الي دبى للمشاركه فالاستثمارات العقاريه و الماليه بين و قت و اخر.سكت للحظات و تذكر المقال الذي كانا يتحدثان بة قبل الحديث عن السفر ، فسالها:


– و لماذا لا تودين لقائى ؟


بلعت ريقها و قالت:


– هربا من عيون المتلصصين ..فهم .. يعتقلون الحب .. و قد يغتالونة كذلك .


سكت للحظه و هو يفكر بما قالتة و احس بان عبارتها قاسيه ، و اكملت :


-انها الحقيقه و لذلك اريد ان اجعل حبنا سرا .. يقولون بان اصعب حب هو الذي لا تستطيع البوح بة .. فمدينتنا هو عيب و قله ادب و علينا ان نخفية .

فلحت هذة المره فالتملص من لقاءة برغم اشتياقها الية . تريد من ذلك الحب ان يكبر اكثر و يبقي حرا و طاهرا و نقيا . لا تريدة كالحب الذي تسمع عنة . شاب مراهق يلقى برقم هاتفة فو رقه علي مجموعه بنات و اي و احده تلتقطة و تحادثة تكون حبيبتة .او حب فتاه تعجب بشاب يدرس معها كما يحصل لزميلاتها و تختارة حبيبا و تبدا قصه حب بائسه تحسدها عليها طالبات الاقسام النظريه و كليات البنات اللاتى ضاعت من بين ايديهن فرصه التعرف بشاب ربما يكون زوج المستقبل . حبها لعماد مختلف فلقد التقت عيونهما و ارواحهما فنقطه و احده ، كنقطه التقاء السماء بالبحر .

كان عماد فطريق عودتة الي البيت عندما اتصل بكاميليا مباشره و اخبرتة بانها ستذهب مع شذي الي المكتبه لشراء جهازى كمبيوتر محمول لكل منهما . عرض عليها فكره الذهاب الي هنالك ليراها فرفضت لانها ستمر بنسرين و ستذهب معها . تنهد و اكتفي ببعض التوصيات بشان مواصفات الجهاز المناسبه و انهي المكالمه و فكره الذهاب لرؤيتها هنالك تداعب تفكيرة . سيذهب و اذا راتة نسرين و سالتة سيلفق لها اي اجابه . حسم امرة و ذهب الي المكتبه الواقعه فكورنيش الدمام .اوقف سيارتة فالموقف و دخل متجها بسرعه لقسم الكمبيوتر.


بحث عنها بعينية و هو يصطنع النظر باهتمام لبعض الاجهزه المعروضه و ينتقل من جهاز لاخر حتي و جدها و هى تتحدث مع احد الموظفين الفلبينيين و بصحبتها نسرين و شذي . اقترب منهن اكثر و راح يسال احد الموظفين عن برنامج حمايه جيد للكمبيوتر . التفتت جميع من نسرين و كاميليا له فاللحظه ذاتها ابتسم و هو يتصنع المفاجاه . سال اختة اذا ما كانت بحاجه لشيء ما فاخبرتة بانها جاءت من اجل كاميليا التي اشاحت بوجهها عنة و ذهبت مع اختة لقسم المحاسبه . اشتري البرنامج الذي سال عنة و دفع ثمنة و خرج دون ان يحظي بكلمه او نظرة.


عاد لمنزلة و جلس علي مكتبة و هو ينتظر اتصالها . لم ينم كالمعتاد و لم يقرا جريدتة و ظل ينتظرها . اتصلت بة فالتاسعه و وبختة للحاقة فيها فهو لم يجد فرصه مناسبه ليكلمها و سرعان ما هربت منة عندما راتة . اعتذر منها فهو لم يتمكن من لجم عنان نفسة عن الذهاب الي المكان الذي توجد فية ليراها و لو للحظه .اخبرها بانة يحبها و مستعد لرؤيتها حتي لو كانت ثانيه و احده . ظل يتحدث معها حتي نام دون ان يتناول غذاءة و عشاءة .


الفصل 13

تمددت كاميليا علي سريرها فغرفتها المظلمه ، و نور الشمعه المعطره برائحه الخزامي تبعث بضوء خافت و رائحه عطره تركت اثرها فارجاء الغرفه . كانت تفكر بعماد و كيف ستسافر عنة و تتركة لاسبوعين . تمنت لو ان ذلك السفر يلغي لاى سبب. تمنت لو يتاخروا عن موعد الطائره و تقلع عنهم لتبقي هنا و لا تبتعد عنة ابدا ، حتي و لم تراة فيكفى بان تحسة قريبا منها و تجمعهما مدينه و احده . لم تتخيل انها ستسافر خارج البلاد بعيده عنها و تفصلها عنة الاف الاميال ، و كيف ستقضى اربعه عشر يوما فمدينه العشق و الرومانسيه و حبيبها بعيد عنها . ستحسد باريس طبعا و عشاقها ياتوها من جميع مكان و هى و حيده و من تحبة سيبقي بعيدا عنها . احست تلك الليله بانها لا تحبة فالحب قليل ، و هى تعشقة و مجنونة بهواة لدرجه لا تصدقها .

تلك الليله بالذات اقرت و اعترفت بخشوع و طمانينه امام نفسها و امام شمعه التي تراقص لهيبها بسبب لفحات هواء المكيف بانها تحب عماد بشكل يخرق حدود الطبيعه . حب هى لم تتوقعة و لم تفكر بة . حب خارج عن المالوف كمن تحبة تماما فهو رجل غير عادى فكل شيء ، بتفكيرة و باخلاقة و نبلة . ظلت تنتظر اتصالة و هى تعد الساعات المتبقيه لها قبل ان تقلع الطائره فالتاسعه صباحا . ظلت تنتظر اتصالة و الوقت يتقدم و الشمس توشك ان تشرق . نهضت من سريرها و رفعت ستاره نافذتها لتنظر الي الشمس و هى تبعث نورها تدريجيا علي جميع الدنيا.وعندما فقدت الامل فاتصالة فيها امسكت بهاتفها و اتصلت بة عده مرات و لم يجبها . تساءلت اذا ما كان نائما ، و لكن كيف يستطيع النوم بدون سماع صوتها و خصوصا انها مسافره للخارج .

رجعت الي فرشفها و ظلت تتقلب و هى تراقب الشمعه التي بدات تذوب تدريجيا . احست بقبلها يذوب مثلها و القلق بدا يزداد فنفسها .. تتساءل عن اسباب عياب عماد و عدم اتصالة و هو الذي لم يفعلها يوما . ثلاث سنوات و هو يتصل فيها صباحا ، و بين المحاضرات ، و بعد عودتها من الجامعه و قبل ان تنام .

ظلت يقظه حتي استيقظ الجميع فرحين بالسفر لقضاء اجازه الصيف فباريس بعد انقطاع السفر منذ خمس سنوات . جاءتها الصغيره هديل تدعوها لتناول الفطور معهم . لم تكن كاميليا قادره علي التفكير بالطعام و هى لا تعرف عن عماد منذ الامس . ذهبت الي غرفه شذي بقلقها ، و قالت لها و الدموع متردده فالخروج من عينيها المتعبتين من السهر :


– هذة المره الاولي التي يتصرف معى بهذة الكيفية ..انا خائفه و لا اعرف ما الذي حدث له ؟..اخشي ان مكروها ربما اصابه.

اقترحت شذي عليها الاتصال بنسرين فاذا كان عماد مصابا باذي لا سمح الله ستخبرها ،واتصلت فيها و ردت عليها بمرحها المعتاد و اخبرتها بانها فالمنزل تشاهد فيلما مع امل . تمنت لو تسالها عن عماد لتطمان علية و لكنها لا تستطيع فهى لا تعلم شيئا عن علاقتها بة . مضت الساعه الاخيره بسرعه و بدات تستعد للخروج و هى تنتظر لهاتفها جميع حين لتتاكد من عدم و جود مكالمات لم يرد عليها ، فربما اتصل فيها عماد و هى لم تنتبة . ركبت السياره و توجهوا الي مطار الدمام و بدا و الدها باجراءات السفر و هى و امها و اختيها جالسات علي المقاعد ، و فجاه رن هاتفها فاخرجتة بسرعه من حقيبتها الا ان المتصله كانت امل . تحدثت معها و مع نسرين و بدات تنتظر اتصال عماد فقد كان احدث حديث بينهما عصر الامس .

ذهبت مع عائلتها الي صاله المسافرين و جلسوا ينتظرون موعد ركوب الطائره ، و هى ما زلت مشغوله الفكر فاخرجت هاتفها و لتصلت بعماد لم يرد كذلك . ركبت الطائره و جلست بجانب شذي فالجانب ايمن من الطائره ، و الديها و هديل فالمقاعد الوسطي ، و بدا المضيف بطلب من الركاب ربط احزمه الامان و اغلاق كل اجهزه الجوال ، فاغلقت هاتفها مرغمه بعد ان يئست من اتصال عماد

مضت ساعه علي اقلاع الطائره و كاميليا ما زالت قلقه و تفكر بعماد و تحاول ايجاد مبرر لتصرفة الغريب معها ، و بعد قليل جاء المضيف يوزع عليهم سماعات الاذن و الصحف فاخذت منة نسخه من جريده اليوم علها تمنع نفسها من التفكير و لو قليلا . قرات الصفحه الاولي فقط و وضعتها فجيب الكرسى الذي امامها . و ضعت سماعه الاذن و راحت تتسلي بسماع الاغانى ، و عندما بثت اغنيه السيده فيروز ، تذكرت عماد الذي فاجاها بهذا الجفاء . دعت ربها ان يصبح بخير و نذرت بالاستغفار الف مره ان كان عماد يخير و لم يهجرها .


” بعدك علي بالى يا قمر الحلوين


يا سهر بتشرين يا ذهب الغالي


بعدك علي بالى يا حلو يا مغرور


يا حبق و منتور علي سطح العالي”

تذكرتة رغما عنها و الدمعه الحائره ما زالت ترقص بين رمشيها حتي غفت ، و استيقظت علي صوت شذي و هى تعلمها بنزول الطائره فمطار بيروت قبل اكمال الرحله الي باريس. امضت ساعتين مع عائلتها فصاله الانتظار بالتفكير و القلق بعكس اختها التي ظلت تبحث عن فنان او فنانه للتصوير معهم .جلست ساهمه و افكارها فالقطيف تسال عن عماد و عن اسباب الجفاء المفاجئ . هبت مسرعه من مقعدها و اختها تقترب منها و تقول لها بانها رات نجوي كرم فصالهكبيرة الشخصيات ، و ابتسمت و الديها و اختها يضحكون عليها فلقد شربت المقلب بسهوله . مضت الدقيقة الاخيره و هاهم الان يستعدون لركوب الطائره من جديد متجهين الي باريس . دخلت الطائره و اعطت المضيفه تذكره الصعود لتدلها علي مقعدها . مشت قليلا الي الداخل راتة يجلس فمقعد خلفها باربعه مقاعد ينظر اليها بابتسامتة و بجاذبيتة و سحرة . لم تكن مصدقه بانها تراة الان فالطائره بعد طول الانتظار و القلق و الحيره و الخوف من اصابتة بمكروة . تمنت لو تضربة باى شيء بعد ما فعلة لكنها لا تستطيع حتي اطاله النظر له و الديها بقربها . كانت تريد ان تعرف كيف لحق فيها و لماذا لم تراة فمطار الدمام . لم تعرف بانة كاد يجن عندما لم يراها و عائلتها علي متن الطائره المغادره من الدمام فلقد اراد ان يفاجئها و خاف ان ينقلب السحر علي الساحر . ظل قلقا و تنفس الصعداء عندما لمحها فصاله الانتظار فمطار بيروت بعد ان خفت زحمه المسافرين .

هبطت الطائره فمطار ” شارل ديغول” فباريس ، و ركبت كاميليا مع عائلتها فسياره اجره متوجهين للفندق و كانت الشمس توشك علي الغروب . تشتت نظرها بين باريس المفعمه بالحركه و الممتده علي ضفاف نهر السين الذي يقسمها لضفتين ، و بين عماد الذي يتبعهم بسياره اجره اخرى. خافت ان ينتبة لها و الدها ، فسخرت عينيها للنظر الي شوارع باريس الفسيحه و معالمها السياحيه و جسورها و منتزهاتها و ابنيتها الفخمه و العريقه . و صلت مع عائلتها الي “فندق كوست” القابع فشارع ” سانت اونورية ” الواقع علي مسافه قصيره من ساحه ” الفاندوم” الانيقه فذلك الحى المحاط بالمتاجر الفخمه .

دخلت الي الجناح الذي حجزة و الدها و المكون من صاله و غرفتين نوم و شرفه صغيره تطل علي الشارع . رتبت ملابسها فالدولاب مع شذي و فرحتا لان هديل ستنام مع و الديها و لن تزعجهما . كانت تريد الاتصال بعماد لتتحدث معة و لتعرف اذا ما كان سيقيم معهم فالفندق ذاتة فهى لمحتة و هو ينزل حقيبتة من سياره الاجره و يتوجة الي موظف الاستقبال . ظلت مع اختها تتحدثان فغرفتهما حتي اتصل فيها عماد . كادت تطير من الفرح و هى تسمع صوتة ، قال لها بدفء بانة فعل المستحيل لكى يصبح قريبا منها و يقطن فالغرفه الملاصقه لجناحهم . ضحكت بدلال و قالت له:


– فاجاتنى .. و حتي هذة اللحظه لست مصدقه بانك معى فباريس .


– جئت لاعلن لك حبي.. و من اعلي برج ايفل ساصرخ امام الناس جميعا بانى احب كاميليا الناصر .. و ساجدد و عدى لك فانت الملكه و هواك سلطان علي قلبي.


سالتة عن لمدة اقامتة فهى تعرف بانة لا يحب السفر ، اخبرها بانة سيبقي لاسبوع فلدية العديد من العمل كما ان رحلتة لم يكن مخططا لها . سالها بشوق :


– هل ستخرجون لتناول العشاء فالخارج ؟..اريد ان اراك.


– و الدى متعب قليلا و يفضل تناول العشاء فمطعم الفندق .. و غدا سنبدا جولتنا فالمدينة.


و عدها بان تجدة اقرب من ظلها اليها فهو سيتبعها لاى مكان تزوره. و عندما نزلت مع عائلتها الي المطعم و جدتة امامها يراقبها و هى خائفه ان يكتشف و الدها امرهما .


انتصف ليل باريس و كاميليا ما زالت يقظه تفكر بعماد و هى مستلقيه علي سريرها . شعرت بسعاده تغمرها للحاقة فيها ، كانت و اثقه من ان الشوق و الحب هما الدافع . رن هاتفها الجوال و اتصل فيها من تفكر بة يطلب منها ملاقاتة فبهو الفندق . رفضت فبادئ الامر و سرعان ما رضخت لالحاحة ، و بعد ان تاكدت من نوم و الديها و شقيقتيها و ضعت الحجاب المزركش علي راسها و لبست عباءتها التي قررت الاستغناء عنها فباريس فلم تحبذ ان يراها بملابس النوم . توجهت ببطء اللصوص نحو باب الجناح و قلبها يخفق بقوه و كانها ترتكب جريمه و سيحكم عليها بالاعدام عندما يفتضح امرها . و ما ان فتحت الباب و تقدمت خطوه و احده خارج الجناح الخاص بهم حتي راتة امامها يقف علي بعد خطوات يمسك بورود بيضاء . اقترب منها و اعطاها اياها ، قال لها بابتسامه :


– حتي و رود الكاميليا الباريسيه ..انت احلى منها . شكرتة بابتسامه حب ممزوجه بالوجل ، و قالت له هامسه :


-سادخل الان ..انا خائفه و قلبى ينبض بقوه ..اشعر بان صوتة مسموع فباريس كلها .


حاول ان يقاوم نفسة و هو يرغب بضمها الية ، فاقترب منها و امسك بكتفيها و قال لها برقه :


– انا احبك .. و تعبت من طول الانتظار.


كان و جهة قريبا منها و لاول مره تراة بهذا القرب . راحت تتامل عينية السوداويين و هما تتفحصان و جهها بشوق و تشعر بحراره انفاسة . اغمضت عينيها و هو يقترب منها اكثر و يلثم و جنتيها برقه . شعرت بانها ستفقد الوعى و هو يقبل زاويه فمها بشغف ، فابتعدت عنة بسرعه و دخلت و اقفلت الباب بدون ان تنطق بكلمه و تودعة .

استلقت علي سريرها و غطت نفسها باللحاف و هى تتذكر نفسها بين يدية و كيف قطف منها اول قبله . لم يعد حبهما طاهرا كما قال الشيخ ،و لكنها اصرت علي ان حبهما طاهر رغما عن الشيخ و المجتمع و رغما عن الدنيا باسرها ، ما دامت هى مقتنعه بانها لم تخطئ . خبات الورود تحت لحافها و اغمضت عينيها لتجبرهما علي النوم بعد هذة المفاجاه و الورود و القبله .

يتببع ..

  • العدو والحبيب
  • تحميل رواية الملعونة كامله pdf
  • رواية الصديقه الملعونه
  • من شدة حماسها بالرقص كانت هتقلع هدومها


رواية الملعونة pdf