دعاء حسبي الله ونعم الوكيل فيك

 

صورة-1

 



السؤال:


ما معني دعاء ( حسبى الله و نعم الوكيل ) و ما هى مرتبتة عند الله سبحانة و تعالي ، هل هى اعلي رتبه فدعوه المظلوم علي الاطلاق ، و متي يقولة المسلم ، و هل قولة فحق المسلم فعل شنيع . سمعت شيخا من العلماء يقول انه ” لا يجوز الطعن فهذا الدعاء بعد قولة “، اي – علي حسب فهمى – لا يجوز الرجوع علي ذلك الدعاء ، فقولة يعد نهائيا ، اذا كان ذلك الكلام صحيحا فماذا بقى للظالم الذي رفع ضدة ذلك الدعاء ان يفعلة مع نفسة و المظلوم ، هل من كفاره ، هل لمن له حظ من العلم بخطوره ذلك الدعاء ان يقول ” ارجو من الله ان لا يقولة فحقى بشر ابدا ” ؟

الجواب :


الحمد لله


” حسبى الله و نعم الوكيل ” من اعظم الادعيه الوارده فالكتاب و السنه الصحيحه ، و يمكننا تفصيل الحديث عن ذلك الدعاء فالمطالب التاليه :


اولا : دليل مشروعيته


وردت مشروعيتة فالقران الكريم فحكايه الله عز و جل عن الصحابه الكرام فاعقاب معركه احد ، ف” حمراء الاسد “، و هذا حين خوفهم بعض المنافقين بان اهل مكه جمعوا لهم الجموع التي لا تهزم ، و اخذوا يثبطون عزائمهم ، فلم يزدهم هذا الا ايمانا بوعد الله ، و تمسكا بالحق الذي هم علية ، فقالوا فجواب كل هذة المعركه النفسيه العظيمه : حسبنا الله و نعم الوكيل .


يقول عز و جل : ( الذين استجابوا للة و الرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم و اتقوا اجر عظيم . الذين قال لهم الناس ان الناس ربما جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل . فانقلبوا بنعمه من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم ) ال عمران/172-174.


بل و رد فصحيح البخارى رحمة الله (رقم/4563) ان تلك الكلمه كانت علي لسان اولى العزم من الرسل ، قالها ابراهيم علية السلام فاعظم محنه ابتلى فيها حين القى فالنار ، و قالها سيد البشر محمد صلي الله علية و سلم فمواجهه المشركين ف” حمراء الاسد “.


عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما قال :


( حسبنا الله و نعم الوكيل : قالها ابراهيم علية السلام حين القى فالنار ، و قالها محمد صلي الله علية و سلم حين قالوا : ( ان الناس ربما جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل )

ثانيا : معني ذلك الدعاء


يقول العلماء ان معني : حسبنا الله : اي الله كافينا ، فالحسب هو الكافى او الكفايه ، و المسلم يؤمن بان الله عز و جل بقدرتة و عظمتة و جلالة يكفى العبد من جميع ما اهمة و اصابة ، و يرد عنة بعظيم حولة جميع خطر يخافة ، و جميع عدو يسعي فالنيل منة .


واما معني : ( نعم الوكيل )، اي : امدح من هو قيم علي امورنا ، و قائم علي مصالحنا ، و كفيل بنا ، و هو الله عز و جل ، فهو اروع و كيل ؛ لان من توكل علي الله كفاة ، و من التجا الية سبحانة بصدق لم يخب ظنة و لا رجاؤة ، و هو عز و جل اعظم من يستحق الثناء و الحمد و الشكر لذا .


يقول شيخ الاسلام ابن تيميه رحمة الله :


” اي : الله و حدة كافينا كلنا ” انتهي من ” منهاج السنه النبويه ” (7/204)


ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمة الله :


” ( حسبنا ) اي : كافينا فمهماتنا و ملماتنا ، ( و نعم الوكيل ) انه نعم الكافى جل و علا ، فانة نعم المولي و نعم النصير .


ولكنة انما يصبح ناصرا لمن انتصر بة و استنصر بة ، فانة عز و جل اكرم الاكرمين و اجود الاجودين ، فاذا اتجة الانسان الية فامورة اعانة و ساعدة و تولاة ، و لكن البلاء من بنى ادم ، حيث يصبح الاعراض كثيرا فالانسان ، و يعتمد علي الامور الماديه دون الامور المعنويه ” انتهي من ” شرح رياض الصالحين ” (1/542)


وانظر جواب السؤال رقم : (11184)

ثالثا : فضل ذلك الدعاء .


هو من اعظم الادعيه فضلا ؛ و اعلاها مرتبه ، و اصدقها لهجه ؛ لانة يتضمن حقيقه التوكل علي الله عز و جل ، و من صدق فلجوئة الي ربة سبحانة حقق له الكفايه المطلقه ، الكفايه من شر الاعداء ، و الكفايه من هموم الدنيا و نكدها ، و الكفايه فكل موقف يقول العبد فية هذة الكلمه يكتب الله عز و جل له بسببها ما يريدة ، و يكتب له الكفايه من الحاجه الي الناس ، فهى اعتراف بالفقر الي الله ، و اعلان الاستغناء عما فايدى الناس .

ومع هذا ، فننبة الي انه لم يرد فحديث خاص ان من قالها كان له من الاجر هكذا و هكذا ، لكن قول الله سبحانة و تعالي : ( و من يتوكل علي الله فهو حسبة ان الله بالغ امرة ربما جعل الله لكل شيء قدرا ) الطلاق/3، ؛ دليل علي ان من توكل علي الله حق التوكل ، و عدة الله سبحانة ان يكفية ما اهمة ، و يصبح حسيبة و حفيظة ، فلا يحتاج الي شيء بعدة ، و كفي بذلك فضلا و ثوابا ؛ فان من كفاة الله سعد فالدنيا و الاخره بقدره الله و عزتة و حكمتة ، و لذا قال تعالي فالايه الاخري : ( و من يتوكل علي الله فان الله عزيز حكيم ) الانفال/49، بل كان جزاء المؤمنين فاعقاب ” احد ” حين قالوا هذة الكلمه ان رجعوا بفضل الله عز و جل و كرامتة و حفظة : ( فانقلبوا بنعمه من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم ) ال عمران/174. ينظر: ” زاد المعاد ” (2/330)

رابعا : مواضع مناسبه الدعاء ب ” حسبنا الله و نعم الوكيل ”


يناسب ذلك الدعاء جميع موقف يصيب المسلم فية هم او فزع او خوف ، و ايضا جميع ظرف شده او كرب او مصيبه ، فيصبح لسان حالة و مقالة الالتجاء الي الله ، و الاكتفاء بحمايتة و جنابة العظيم عن الخلق اجمعين .


وقد و رد فذلك حديث ضعيف جدا جدا عن ابى هريره رضى الله عنة ان النبى صلي الله علية و سلم قال : ( اذا و قعتم فالامر العظيم فقولوا : حسبنا الله و نعم الوكيل ) رواة ابن مردوية ، انظر ” سلسله الاحاديث الضعيفه ” (رقم/7002).


واروع حالا منة حديث يروية سيف ، عن عوف بن ما لك ، انه حدثهم ان النبى صلي الله علية و سلم قضي بين رجلين ، فقال المقضى علية لما ادبر : حسبى الله و نعم الوكيل . فقال النبى صلي الله علية و سلم : ( ان الله يلوم علي العجز ، و لكن عليك بالكيس ، فاذا غلبك امر فقل حسبى الله و نعم الوكيل ) رواة ابوداود (رقم/3627) .


والحديث ضعيف كذلك ، ضعفة العلماء بسبب جهاله سيف ، قال النسائي : سيف لا اعرفة . كما ف” السنن الكبري ” (6/160) و ان كان العجلى قال فية : شامى تابعى ثقه ، و لكن العلماء لا يعتمدون علي توثيق العجلى ، و ضعفة الالبانى ف” ضعيف ابى داود “.


ولكن معناة صحيح ، تشهد له الاحاديث الصحيحه الوارده فالباب ، منها حديث ابى سعيد الخدرى رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم : ( كيف انعم و صاحب القرن ربما التقم القرن و استمع الاذن متي يؤمر بالنفخ فينفخ ، فكان هذا ثقل علي اصحاب النبى صلي الله علية و سلم ، فقال لهم : قولوا : حسبنا الله و نعم الوكيل ، علي الله توكلنا )


رواة الترمذى (رقم/2431) و قال : ذلك حديث حسن، و ربما روى من غير و جة ذلك الحديث عن عطية، عن ابى سعيد الخدري، عن النبى صلي الله علية و سلم نحوه. و صححة الالبانى ف” صحيح الترمذى “، و ف” السلسله الصحيحه ” (رقم/1079)


و لذا بوب النسائي علي ذلك الدعاء بقولة : ” ما يقول اذا خاف قوما ” انتهي من ” عمل اليوم و الليله ” (ص/392)


وذكرة ابن القيم رحمة الله ف” الفصل التاسع عشر فالذكر عند لقاء العدو و من يخاف سلطانا و غيرة ” انتهي من ” الوابل الصيب ” (ص/114)

ونلاحظ مما سبق ان ذلك الدعاء ممكن ان يقال فمواجهه المسلم الظالم ، و ليس فقط الكافر ، كما ممكن ان يلجا الية المهموم او المكروب او الخائف بسبب تعدى احد المسلمين .

واما الظالم الذي قيل فحقة ذلك الدعاء فليس له الا التوبه الصادقه ، و طلب العفو ممن ظلمهم و انتهك حقوقهم ، و رد المظالم الي اهلها ؛ و الا فان الله عز و جل سيصبح خصمة يوم القيامه ، و غالبا ما يعجل له العقوبه فالدنيا ، فان دعوه المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب .


والله اعلم .

  • حسبى الله و نعم الوكيل
  • حسبى الله و نعم الوكيل فيك
  • صوره كﻻم حسب الله نعمه الوكيل
  • تحميل صورة فيها كلمة حسبي الله نعم الوكيل
  • دعاء حسبنا الله ونعم الوكيل
  • خلفيات واتس عن حسبى الله ونعم الوكيل
  • حسبي الله ونعم الوكيل في كل من قال كلمه وحشه ف حقي
  • حسبي الله و نعم الوكيل
  • تحميل صوره حسبى الله ونعم الوكيل
  • تحميل صور مع كلام حسب الله ونعم الوكيل com
  • تحميل صور فيها حسبنا الله و نعم الوكيل
  • من قال حسبي الله ونعم الوكيل في حق مسلم


دعاء حسبي الله ونعم الوكيل فيك