خيركم من تعلم القران وعلمه

 

صورة-1

 



هذا الحديث رواة البخارى و مسلم و توضيح معناة يقتضينا ان نتحدث عن معني الخير، و عن الاسباب =الذي من اجلة كان تعلم القران و تعليمة بهذة البيته العالية، و عن الاثار الوارده ففضل التعلم و التعليم، و عن و اجبنا نحو القران الكريم.


فمعني “خيركم من تعلم القران و علمه” افضلكم من انتسب الي القران عن هذة الصلة، و هل هو اروع الناس علي الاطلاق، او اروع جماعه معينه منهم؟ لقد و رد مثلا قولة صلي الله علية و سلم “خيركم خيركم لاهله” رواة الترمذى و النسائي و الحاكم فهل الرجل الذي هو خير لاهلة اروع الناس جميعا؟ توفيقا بين التعبيرات الوارده فبيان الافضليه قال العلماء: ان الافضليه هنا نسبيه او بالاضافه الي جماعه معينه من الناس . فاروع المشتغلين بالعلم هم المشتغلون بالقران، و اروع المتعاملين مع الناس بالخير هم المتعاملون بالخير مع اهلهم، فكل فبابة افضل، و بالنسبه لجماعتة و نوعة اشرف.


و لماذا كانت اشرف مهمه علميه هى ما كانت متصله بالقران الكريم؟ الجواب ان القران كلام الله، و جميع ما كان متصلا بالله كان اشرف شيء فالوجود، و ان القران دستور الحياة المثاليه دنيا و اخرى، و جميع ما كان ايضا كانت الصله بة اشرف ، و الانتساب الية اكرم .وكلام الله عند تلاوتنا له و تفقهنا فية يزيدنا ايمانا بالله و ادراكا لعظمته.


و دستور الحياة السعيده كلما تعمقنا فحفظة و دراستة قويت الرغبه فاحترامة و العمل علي الافاده من هدايتة . و المعرفه عن طريق القران معرفه صادقة، و التطبيق علي اساسها مضمون النتيجة، و قال تعالي (فمن اتبع هداى فلا يضل و لا يشقى) (سوره طة : 123) و قال (كتاب انزلناة اليك لتخرج الناس من الظلمات الي النور باذن ربهم الي صراط العزيز الحميد) (سوره ابراهيم : 2).


و تعليمنا للقران نشر لهدايته، و توعيه للناس بدستورهم، و اساس لمعرفه حقوقهم و واجباتهم، و المعرفه هى طريق العمل، و الثقافه داعيه النهوض بالمجتمع. و القران بالذات جماع الثقافات الصحيحه و المعرفه الصادقه ، و دعوتة دعوه للحضاره الاصيله الشاملة، فهو ليس كتابا روحانيا محضا يرتل للعباده فحسب، بل هو نظام حياة كامله فجميع قطاعاتها الماديه و الروحية، انه يدعو الي العلم و العمل و التطور و النهوض، و يربي جيلا قوى العقيدة، مستقيم الفكر، صافى النفس، متين الخلق، جديرا بحياة كلها قوه و رخاء و ازدهار.


و لاهميه القران و ضرورتة للحياة السعيده جاءت النصوص الكثيره مرغبه فالاقبال عليه، محذره من التجافى عنه. ففى مجال تعلمة و قراءتة و تدبرة و دراستة و التفقة فية جاء قول النبى صلي الله علية و سلم (ان ذلك القران ما دبه الله فاقبلوا علي ما دبتة ما استطعتم، ان ذلك القران حبل الله المتين، و النور المبين، و الشفاء الناجع، عصمه لمن تمسك به، و نجاه لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، و لا يعوج فيقوم، و لا تنقضى عجائبه، و لا يخلق من كثره الرد. اتلوة فان الله ياجركم علي تلاوته، جميع حرف عشر حسنات.اما انى لا اقول : الم حرف، و لكن الف حرف و لام حرف، و ميم حرف” رواة الحاكم بسند صحيح عن عبدالله بن مسعود.


و قال عقبه بن عامر: خرج علنيا رسول الله صلي الله علية و سلم و نحن فالصفة، فقال: “ايكم يحب ان يغدو جميع يوم الي بطحان او الي العقيق، فياتى منة بناقتين كوماوين فغير اثم و لا قطع رحم”؟ فقلنا: يا رسول الله كلنا يحب ذلك. قال : “افلا يغدو احدكم الي المسجد فيعلم او يقرا ايتين من كتاب الله عز و جل، خير له من ناقتين، و ثلاث خير من ثلاث، و اربع خير من اربع و اعدادهن من الابل” رواة مسلم . و فالحديث الشريف: “يا ابا ذر لان تغدو فتتعلم ايه من كتاب الله خير لك من ان تصلى ما ئه ركعة” رواة ابن ما جة باسناد حسن. و فية كذلك “ومن سلك طريقا يبتغى بة علما سهل الله بة طريقا الي الجنة” رواة مسلم “ان الملائكه لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع” رواة الترمذى و صححه.


و فجانب تعليم القران و نشر هدايتة جاءت نصوص كثيره مرغبه فيه، منها قولة صلي الله علية و سلم “بلغوا عنى و لو اية” رواة البخاري. و هو نفسة كان معلما و مرشدا كبقيه الانبياء و المرسلين.وكفي بذلك شرفا. قال تعالى: (يا ايها النبى انا ارسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا. و داعيا الي الله باذنة و سراجا منيرا) (سوره الاحزاب : 45، 46) و جاء فحديث ابى ذر “ولان تغدو فتعلم بابا من العلم، عمل بة او لم يعمل، خير من ان تصلى الف ركعة” رواة ابن ما جة و حسنة و جاء فالاجتماع علي طلب العلم و تعليمه، “ما اجتمع قوم فبيت من بيوت الله يتلون كتابة الله و يتدارسونة بينهم الا نزلت عليهم السكينة، و غشيتهم الرحمه و حفتهم الملائكه ، و ذكرهم الله فيمن عنده” رواة مسلم. و جاء فمعلم الناس الخير بوجة عام قولة صلي الله علية و سلم: “من دعا الي هدي كان له من الاجر كاجور من تبعه، لا ينقص من اجورهم شيئا” رواة مسلم.


و بعد، فاننا نهيب بالمسلمين جميعا فمشارق الارض و مغاربها ان يعنوا بالقران الكريم تلاوه و حفظا و تدبرا و دراسه و تطبيقا و تنفيذا، فبالقران تستقيم الالسنه باللغة، و تقوي العقيده بالايمان، و تتسع المدارك بالثقافة، و تزكو النفوس بالاخلاق و يقوي المجتمع بالعمل، و تنهض الامه بالنظام.


عليهم ان يعنوا بالقران الكريم ليسدوا منافذ العدو الي العقائد و الاخلاق، و لتبطل محاولات الاستعمار فالاعتداء علي الاوطان، و لينهض المجتمع بما يدعو الية من عمل علي اساس العلم و الايمان.


لقد عني بة السلف الصالح فعزوا، و لا يصلح احدث هذة الامه الا بما صلح بة اولها. اقرءوا القران فانة ياتى شفيعا لاصحابة يوم القيامة، و يقال لقارئ القران: اقرا و ارتق و رتل كما كنت ترتل فالدنيا، فان منزلتك عند احدث ايه تقرؤها، علموة اولادكم حتي يلبسكم الله تاجا من نور يوم القيامة، كما و ردت بذلك الاحاديث و لا تتخذوة مهجورا، بل طبقوا مبادئة تسعدوا فدنياكم و اخراكم، قال تعالى: (قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين. يهدى بة الله من اتبع رضوانة سبل السلام و يظهرهم من الظلمات الي النور باذنة و يهديهم الي صراط مستقيم) (سوره المائده : 15،16).

  • ما المقصود ب خيركم من تعلم القران و علمه
  • معنى وشرح خيركم من تعلم القرآن وعلمه


خيركم من تعلم القران وعلمه