تعريف المشاعر

 

 

صورة-1

 



«بوسع الانسان ان يقاوم اشتياقة لمن يحب، لكن لا يمكنة ان يقاوم الشفقه عليه» كانت هذة الجمله بمثابه الحد الفاصل لسنوات من المعاناه عاشها زوجان لم يكن بوسعهما ان يعيشا معا و لا ان يحتملا الم الفراق، و فكل مره يقع الانفصال تعود المياة لمجاريها المسدوده مدفوعه باسباب خارجيه لم تكن الزوجه تعيها حتي جلست امام المستشاره النفسيه تحكى لها انها هذة المره كانت ربما اختارت الطلاق عن قناعه تامه و تجاوزت شوقها الي زوجها و افتقادها لبيتها حتي علمت بانة علي و شك اشهار افلاسة و اغلاق شركاتة بالاضافه الي حالتة الصحيه التي تدهورت و حالتها النفسيه التي انتكست.

كانت علي ما يبدو تلتمس عذرا امام نفسها للعوده بعدها تعود و تفكر فيما سيتبع هذا و تتردد لكن ما ان سمعت الجمله اعلاة حتي شهقت و كانها استيقظت من كابوس مزعج و قفزت من مقعدها و صافحت المستشاره النفسيه و شكرتها قائلة: «لقد حسمت القرار»، فبادرتها المستشاره بقولها: «لست متاكده ما هو قرارك و لكن ما يهمنى هو ان تتخذى القرار السليم بعد ان تصلى للتعريف الصحيح لمشاعرك اولا» فاجابتها: «حبى له كان اعتيادا، و شوقى الية كان ادمانا لنمط حياتى السابقه و خوفا من بدايه جديدة، و غيرتة على كانت حب امتلاك، اما ازمتة الصحيه فلم تكن بسبب الم فراقى بل كانت بسبب ضياع امواله، الواقع الوحيد هو اننى كنت اشفق علية فكل مره دون ان ادرك بان الاحساس الذي يعترينى و يدفعنى للعوده هو الشفقة». و صدر حكمها الاخير علي حياتها الزوجية بالطلاق لعدم اكتفاء ادله استئناف الحياة معة و عدم و جود محفزات لتقديم التنازلات كالاطفال مثلا.

استمعت الي تلك القصه و ادهشتنى فكره «تعريف المشاعر»، فلا توجد قواميس لتفسير مفرداتها و لا دليل لتحديد الاعراض المصاحبه لكل احساس مع توضيح الفوارق بينها و لا مجس للكشف عن حقيقه المشاعر و صدقها و لم يكن بامكان المستشاره المتخصصه نفسها بالرغم من خبرتها ان تجزم بتعريف محدد لمشاعر تلك السيده التي بدورها كانت تخلط بين الحب و الشوق و الشفقه و الادمان و التضحيه فظلت تتخذ قرارات خاطئه مستنده الي تعريف خاطئ لسنوات، مما يؤكد اهميه نشر ثقافه خاصه هى ثقافه المشاعر التي تختلف عن الثقافه العامه كونها تتطلب تنميه مهارات اتصال الانسان بعقلة الباطن.

الوعى فهذا المجال الغامض اعتقد انه يبدا باستيعاب حقيقه علميه هامه تقول ان (افكارك تصنع مشاعرك، و مشاعرك تصنع تصرفاتك). و هى حقيقه تدحض الاعتقاد الشائع بان المشاعر ربما تسبق التفكير. فالواقع ان الافكار التي نحملها او نختزنها هى التي تحرك مشاعرنا باتجاة دون غيره، و بالتالي لا توجد مشاعر مجنونه و لكن يوجد و راءها -اذا ضلت الطريق- افكار بحاجه الي الاحتواء و التقويم.

اما الافكار فبعضها يطفو علي سطح الوعى لنجد الانسان يعرفها و يرددها و ينشغل بالتفكير فيها، بينما البعض الاخر يسكن فاللاوعى كترسبات من تجارب الماضى و قد اوهام و اضغاث احلام تصنعها الروايات الواقعيه و الخياليه التي ربما تتوق النفس لتمارس دور بطولتها او يسقطها الانسان علي نفسة و علي حياتة و الاشخاص المحيطين بة دون ان يدري، و لا زلت اذكر تضحيه جليله قامت فيها احدي السيدات لتقف الي جانب زوج لم تحبة يوما و لم يحسن اليها ابدا، فقالت فمشهد درامى حزين و بكل فخر و اعتزاز: «انا سعيده بتضحيتى و اشعر اننى كغاده الكاميليا» ليخرجنى هذا التشبية من سياق تعاطفى معها فاناشدها ان تبحث لنفسها عن دور احدث تلعبة فالحياة هذا ان غاده الكاميليا كانت غانية!!.

اذا امنا بان الافكار تصنع المشاعر ندرك بان المشاعر هى ردود افعال طبيعيه لافكار الوعى التي نعرفها، و اللاوعى الذي يرسل اشارات ربما تكون مضلله للمشاعر، و الامر ليس بحاجه الي تحليل و تفسير و تعبير و طبيب او مستشار نفسى يقوم بكل هذا ففى الواقع المطلوب هو التامل الذي يمنح الانسان فرصه للاتصال بافكارة و مشاعرة و اختبار صحتها.

تبقي المعضله التي حيرتنى و هى الطريقة التي تمكنت بواسطتها صاحبه القصه الاولي من اكتشاف ان احساسها هو عباره عن شفقه و اذ تقول: «نزعت من المشهد الحال الذي ال الية فكان قرارى الا اعود، و ادركت ان ما كنت احملة له فتلك اللحظه شفقه ستنتهى صلاحيتها بمجرد تجاوزة للازمه و معاودتة لسلوكة السابق و ذلك ما اضعت سنوات عمرى فيه» و تضيف: «لقد اكتشفت امرا احدث عندما اختليت بنفسى و بدات افسر المشاعر التي احملها له فانزع و احده و اختبر الاخري حتي اكتشفت ان ما جمعنا لم يكن حبا و لكن كان فحياة جميع منا صفحه من سؤال و احد هو (املا الفراغ العاطفى الاتي بالاسم المناسب) كتب اسمى عليها و كتبت اسمة عليها و اتضح ان الاجابه خاطئه لاننا لم نستذكر دروس الحياة الزوجية قبل ان نتاهل للاختبار، و ان كنت ربما تعلمتها و احترمتها لاحقا فبذلت الجهد لتستمر الحياة بيننا الا انه تمسك بان اظل اسما علي هامش صفحه حياتة التي يملاها بالاخطاء و يرفض تصحيحها».

  • تعريف المشاعر


تعريف المشاعر