تحميل المصحف المعلم للاطفال

 

صورة-1

 



تفسير سوره التين

عدد اياتها 8 ( ايه 1-8 ) و هى مكيه { 1 – 8 } { و التين و الزيتون * و طور سينين * و ذلك البلد الامين * لقد خلقنا الانسان فاقوى تقويم * بعدها رددناة اسفل سافلين * الا الذين امنوا و عملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون * فما يكذبك بعد بالدين * اليس الله باحكم الحاكمين } (التين) هو التين المعروف، و ايضا { الزيتون } اقسم بهاتين الشجرتين، لكثره منافع شجرهما و ثمرهما، و لان سلطانهما فارض الشام، محل نبوه عيسي ابن مريم علية السلام. { و طور سينين } اي: طور سيناء، محل نبوه موسي صلي الله علية و سلم. { و ذلك البلد الامين } و هي: مكه المكرمة، محل نبوه محمد صلي الله علية و سلم. فاقسم تعالي بهذة المواضع المقدسة، التي اختارها و ابتعث منها اروع النبوات و اشرفها. و المقسم علية قوله: { لقد خلقنا الانسان فاقوى تقويم } اي: تام الخلق، متناسب الاعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج الية ظاهرا او باطنا شيئا، و مع هذة النعم العظيمة، التي ينبغى منة القيام بشكرها، فاكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم، مشتغلون باللهو و اللعب، ربما رضوا لانفسهم باسافل الامور، و سفساف الاخلاق، فردهم الله فاسفل سافلين، اي: اسفل النار، موضع العصاه المتمردين علي ربهم، الا من من الله علية بالايمان و العمل الصالح، و الاخلاق الفاضله العالية، { فلهم } بذلك المنازل العالية، و { اجر غير ممنون } اي: غير مقطوع، بل لذات متوافرة، و افراح متواترة، و نعم متكاثرة، فابد لا يزول، و نعيم لا يحول، اكلها دائم و ظلها، { فما يكذبك بعد بالدين } اي: اي: شيء يكذبك ايها الانسان بيوم الجزاء علي الاعمال، و ربما رايت من ايات الله الكثيره ما بة يحصل لك اليقين، و من نعمة ما يوجب عليك ان لا تكفر بشيء مما اخبرك به، { اليس الله باحكم الحاكمين } فهل تقتضى حكمتة ان يترك الخلق سدي لا يؤمرون و لا ينهون، و لا يثابون و لا يعاقبون؟ ام الذي خلق الانسان اطوارا بعد اطوار، و اوصل اليهم من النعم و الخير و البر ما لا يحصونه، و رباهم التربيه الحسنة، لا بد ان يعيدهم الي دار هى مستقرهم و غايتهم، التي اليها يقصدون، و نحوها يؤمون. تمت و للة الحمد.

 

تفسير سوره الضحي عدد اياتها 11 ( ايه 1-11 )


و هى مكية

{ 1 – 11 } { و الضحي * و الليل اذا سجي * ما و دعك ربك و ما قلي * و للاخره خير لك من الاولي * و لسوف يعطيك ربك فترضي * الم يجدك يتيما فاوي * و وجدك ضالا فهدي * و وجدك عائلا فاغني * فاما اليتيم فلا تقهر * و اما السائل فلا تنهر * و اما بنعمه ربك فحدث }

اقسم تعالي بالنهار اذا انتشر ضياؤة بالضحى، و بالليل اذا سجي و ادلهمت ظلمته، علي عناية الله برسولة صلي الله علية و سلم فقال: { ما و دعك ربك } اي: ما تركك منذ اعتني بك، و لا اهملك منذ رباك و رعاك، بل لم يزل يربيك اقوى تربية، و يعليك درجه بعد درجة.

{ و ما قلا } مثل الله اي: ما ابغضك منذ احبك، فان نفى الضد دليل علي ثبوت ضده، و النفى المحض لا يصبح مدحا، الا اذا تضمن ثبوت كمال، فهذة حال الرسول صلي الله علية و سلم الماضيه و الحاضرة، اكمل حال و اتمها، محبه الله له و استمرارها، و ترقيتة فدرج الكمال، و دوام عناية الله به.

واما حالة المستقبلة، فقال: { و للاخره خير لك من الاولي } اي: جميع حاله متاخره من احوالك، فان لها الفضل علي الحاله السابقة.

فلم يزل صلي الله علية و سلم يصعد فدرج المعالى و ممكن له الله دينه، و ينصرة علي اعدائه، و يسدد له احواله، حتي ما ت، و ربما و صل الي حال لا يصل اليها الاولون و الاخرون، من الفضائل و النعم، و قره العين، و سرور القلب.

ثم بعد ذلك، لا تسال عن حالة فالاخرة، من تفاصيل الاكرام، و نوعيات الانعام، و لهذا قال: { و لسوف يعطيك ربك فترضي } و ذلك امر لا ممكن التعبير عنة بغير هذة العباره الجامعه الشاملة.

ثم امتن علية بما يعلمة من احوالة [الخاصة] فقال:

{ الم يجدك يتيما فاوي } اي: و جدك لا ام لك، و لا اب، بل ربما ما ت ابوة و امة و هو لا يدبر نفسه، فاواة الله، و كفلة جدة عبدالمطلب، بعدها لما ما ت جدة كفلة الله عمة ابا طالب، حتي ايدة بنصرة و بالمؤمنين.

{ و وجدك ضالا فهدي } اي: و جدك لا تدرى ما الكتاب و لا الايمان، فعلمك ما لم تكن تعلم، و وفقك لاقوى الاعمال و الاخلاق.

{ و وجدك عائلا } اي: فقيرا { فاغني } بما فتح الله عليك من البلدان، التي جبيت لك اموالها و خراجها.

فالذى ازال عنك هذة النقائص، سيزيل عنك جميع نقص، و الذي اوصلك الي الغنى، و اواك و نصرك و هداك، قابل نعمتة بالشكران.

[ولهذا قال:] { فاما اليتيم فلا تقهر } اي: لا تسيء معامله اليتيم، و لا يضق صدرك عليه، و لا تنهره، بل اكرمه، و اعطة ما تيسر، و اصنع بة كما تحب ان يصنع بولدك من بعدك.

{ و اما السائل فلا تنهر } اي: لا يصدر منك الي السائل كلام يقتضى ردة عن مطلوبه، بنهر و شراسه خلق، بل اعطة ما تيسر عندك او ردة بمعروف [واحسان].

وهذا يدخل فية السائل للمال، و السائل للعلم، و لهذا كان المعلم ما مورا بحسن الخلق مع المتعلم، و مباشرتة بالاكرام و التحنن عليه، فان فذلك معونه له علي مقصده، و اكراما لمن كان يسعي فنفع العباد و البلاد.

{ و اما بنعمه ربك } [وهذا يشمل] النعم الدينيه و الدنيويه { فحدث } اي: اثن علي الله بها، و خصصها بالذكر ان كان هنالك مصلحة.

والا فحدث بنعم الله علي الاطلاق، فان التحدث بنعمه الله، داع لشكرها، و موجب لتحبيب القلوب الي من انعم بها، فان القلوب مجبوله علي محبه المحسن.

 


تفسير سوره الطارق عدد اياتها 17 ( ايه 1-17 )


و هى مكية

{ 1 – 17 } { و السماء و الطارق * و ما ادراك ما الطارق * النجم الثاقب * ان جميع نفس لما عليها حافظ * فلينظر الانسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يظهر من بين الصلب و الترائب * انه علي رجعة لقادر * يوم تبلي السرائر * فما له من قوه و لا ناصر * و السماء ذات الرجع * و الارض ذات الصدع * انه لقول فصل * و ما هو بالهزل * انهم يكيدون كيدا * و اكيد كيدا * فمهل الكافرين امهلهم رويدا }

يقول [الله] تعالى: { و السماء و الطارق }

ثم فسر الطارق بقوله: { النجم الثاقب }

اي: المضيء، الذي يثقب نوره، فيخرق السماوات [فينفذ حتي يري فالارض]، و الصحيح انه اسم جنس يشمل سائر النجوم الثواقب.

وقد قيل: انه ” زحل ” الذي يخرق السماوات السبع و ينفذ بها فيري منها. و سمى طارقا، لانة يطرق ليلا.

والمقسم علية قوله: { ان جميع نفس لما عليها حافظ } يحفظ عليها اعمالها الصالحه و السيئة، و ستجازي بعملها المحفوظ عليها.

{ فلينظر الانسان مم خلق } اي: فليتدبر خلقتة و مبداه، فانة مخلوق { من ماء دافق } و هو: المنى الذي { يظهر من بين الصلب و الترائب } يحتمل انه من بين صلب الرجل و ترائب المراة، و هى ثدياها.

ويحتمل ان المراد المنى الدافق، و هو منى الرجل، و ان محلة الذي يظهر منة ما بين صلبة و ترائبه، و لعل ذلك اولى، فانة انما و صف الله بة الماء الدافق، و الذي يحس [به] و يشاهد دفقه، هو منى الرجل، و ايضا لفظ الترائب فانها تستخدم فالرجل، فان الترائب للرجل، بمنزله الثديين للانثى، فلو اريدت الانثي لقال: ” من بين الصلب و الثديين ” و نحو ذلك، و الله اعلم.

فالذى اوجد الانسان من ماء دافق، يظهر من ذلك الموضع الصعب، قادر علي رجعة فالاخرة، و اعادتة للبعث، و النشور [والجزاء] ، و ربما قيل: ان معناه، ان الله علي رجع الماء المدفوق فالصلب لقادر، و ذلك – و ان كان المعني صحيحا – فليس هو المراد من الاية، و لهذا قال بعده: { يوم تبلي السرائر } اي: تختبر سرائر الصدور، و يخرج ما كان فالقلوب من خير و شر علي صفحات الوجوة قال تعالى: { يوم تبيض و جوة و تسود و جوة } ففى الدنيا، تنكتم كثير من الامور، و لا تخرج عيانا للناس، و اما فالقيامة، فيظهر بر الابرار، و فجور الفجار، و تصير الامور علانية.

{ فما له من قوه } يدفع فيها عن نفسة { و لا ناصر } خارجى ينتصر به، فهذا القسم علي حاله العاملين و قت عملهم و عند جزائهم.

ثم اقسم قسما ثانيا علي صحه القران، فقال: { و السماء ذات الرجع و الارض ذات الصدع } اي: ترجع السماء بالمطر جميع عام، و تنصدع الارض للنبات، فيعيش بذلك الادميون و البهائم، و ترجع السماء كذلك بالاقدار و الشئون الالهيه جميع و قت، و تنصدع الارض عن الاموات، { انه } اي: القران { لقول فصل } اي: حق و صدق بين و اضح.

{ و ما هو بالهزل } اي: جد ليس بالهزل، و هو القول الذي يفصل بين الطوائف و المقالات، و تنفصل بة الخصومات.

{ انهم } اي: المكذبين للرسول صلي الله علية و سلم، و للقران { يكيدون كيدا } ليدفعوا بكيدهم الحق، و يؤيدوا الباطل.

{ و اكيد كيدا } لاظهار الحق، و لو كرة الكافرون، و لدفع ما جاءوا بة من الباطل، و يعلم بهذا من الغالب، فان الادمى اضعف و احقر من ان يغالب القوى العليم فكيده.

{ فمهل الكافرين امهلهم رويدا } اي: قليلا، فسيعلمون عاقبه امرهم، حين ينزل بهم العقاب.

تم تفسير سوره الطارق، و الحمد للة رب العالمين.

 

تفسير سوره الانسان عدد اياتها 31 ( ايه 1-31 )


و هى مكية

{ 1 – 3 } { هل اتي علي الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * انا خلقنا الانسان من نطفه امشاج نبتلية فجعلناة سميعا بصيرا * انا هديناة السبيل اما شاكرا و اما كفورا }

ذكر الله فهذة السوره الكريمه اول حاله الانسان و مبتداها و متوسطها و منتهاها.

فذكر انه مر علية دهر طويل و هو الذي قبل و جوده، و هو معدوم بل ليس مذكورا.

ثم لما اراد الله تعالي خلقه، خلق [اباه] ادم من طين، بعدها جعل نسلة متسلسلا { من نطفه امشاج } اي: ماء مهين مستقذر { نبتلية } بذلك لنعلم هل يري حالة الاولي و يتفطن لها ام ينساها و تغرة نفسه؟

فانشاة الله، و خلق له القوي الباطنه و الظاهرة، كالسمع و البصر، و سائر الاعضاء، فاتمها له و جعلها سالمه يتمكن فيها من تحصيل مقاصده.

ثم ارسل الية الرسل، و انزل علية الكتب، و هداة الطريق الموصله الي الله ، و رغبة فيها، و اخبرة بما له عند الوصول الي الله.

ثم اخبرة بالطريق الموصله الي الهلاك، و رهبة منها، و اخبرة بما له اذا سلكها، و ابتلاة بذلك، فانقسم الناس الي شاكر لنعمه الله عليه، قائم بما حملة الله من حقوقه، و الي كفور لنعمه الله عليه، انعم الله علية بالنعم الدينيه و الدنيوية، فردها، و كفر بربه، و سلك الطريق الموصله الي الهلاك.

ثم ذكر تعالي حال الفريقين عند الجزاء فقال:

{ 4 – 22 } { انا اعتدنا للكافرين سلاسلا و اغلالا و سعيرا * ان الابرار يشربون من كوب كان مزاجها كافورا }

الي احدث الثواب اي: انا هيانا و ارصدنا لمن كفر بالله، و كذب رسله، و تجرا علي المعاصى { سلاسل } فنار جهنم، كما قال تعالى: { بعدها فسلسله ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوة }.

{ و اغلالا } تغل فيها ايديهم الي اعناقهم و يوثقون بها.

{ و سعيرا } اي: نارا تستعر فيها اجسامهم و تحرق فيها ابدانهم، { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب } و ذلك العذاب دائم لهم ابدا، مخلدون فية سرمدا.

واما { الابرار } و هم الذين برت قلوبهم بما بها من محبه الله و معرفته، و الاخلاق الجميلة، فبرت جوارحهم ، و استخدموها باعمال البر اخبر انهم { يشربون من كوب } اي: شراب لذيذ من خمر ربما مزج بكافور اي: خلط بة ليبردة و يكسر حدته، و ذلك الكافور [فى غايه اللذة] ربما سلم من جميع مكدر و منغص، موجود فكافور الدنيا، فان الافه الموجوده فالاسماء التي ذكر الله انها فالجنه و هى فالدنيا تعدم فالاخره .

كما قال تعالى: { فسدر مخضود و طلح منضود } { و ازواج مطهره } { لهم دار السلام عند ربهم } { و بها ما تشتهية الانفس و تلذ الاعين }.

{ عينا يشرب فيها عباد الله } اي: هذا الكاس اللذيذ الذي يشربون به، لا يخافون نفاده، بل له ما ده لا تنقطع، و هى عين دائمه الفيضان و الجريان، يفجرها عباد الله تفجيرا، انني شاءوا، و كيف ارادوا، فان شاءوا صرفوها الي البساتين الزاهرات، او الي الرياض الناضرات، او بين جوانب القصور و المساكن المزخرفات، او الي اي: جهه يرونها من الجهات المونقات.

وقد ذكر جمله من اعمالهم فاول هذة السورة، فقال: { يوفون بالنذر } اي: بما الزموا بة انفسهم للة من النذور و المعاهدات، و اذا كانوا يوفون بالنذر، و هو لم يجب عليهم، الا بايجابهم علي انفسهم، كان فعلهم و قيامهم بالفروض الاصلية، من باب اولي و احرى، { و يخافون يوما كان شرة مستطيرا } اي: منتشرا فاشيا، فخافوا ان ينالهم شره، فتركوا جميع اسباب موجب لذلك، { و يطعمون الاكل علي حبة } اي: و هم فحال يحبون بها المال و الطعام، لكنهم قدموا محبه الله علي محبه نفوسهم، و يتحرون فاطعامهم اولي الناس و احوجهم { مسكينا و يتيما و اسيرا } .

ويقصدون بانفاقهم و اطعامهم و جة الله تعالى، و يقولون بلسان الحال: { انما نطعمكم لوجة الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا } اي: لا جزاء ما ليا و لا ثناء قوليا.

{ انا نخاف من ربنا يوما عبوسا } اي: شديد الجهمه و الشر { قمطريرا } اي: ضنكا ضيقا، { فوقاهم الله شر هذا اليوم } فلا يحزنهم الفزع الاكبر، و تتلقاهم الملائكه [هذا يومكم الذي كنتم توعدون].

{ و لقاهم } اي: اكرمهم و اعطاهم { نضره } فو جوههم { و سرورا } فقلوبهم، فجمع لهم بين نعيم الظاهر و الباطن { و جزاهم بما صبروا } علي طاعه الله، فعملوا ما امكنهم منها، و عن معاصى الله، فتركوها، و علي اقدار الله المؤلمة، فلم يتسخطوها، { جنه } جامعه لكل نعيم، سالمه من جميع مكدر و منغص، { و حريرا } كما قال [تعالى:] { و لباسهم بها حرير } و لعل الله انما خص الحرير، لانة لباسهم الظاهر، الدال علي حال صاحبه.

{ متكئين بها علي الارائك } الاتكاء: التمكن من الجلوس، فحال الرفاهيه و الطمانينه [الراحة]، و الارائك هى السرر التي عليها اللباس المزين، { لا يرون بها } اي: فالجنه { شمسا } يضرهم حرها { و لا زمهريرا } اي: بردا شديدا، بل كل اوقاتهم فظل ظليل، لا حر و لا برد، بحيث تلتذ بة الاجساد، و لا تتالم من حر و لا برد.

{ و دانيه عليهم ظلالها و ذللت قطوفها تذليلا } اي: قربت ثمراتها من مريدها تقريبا ينالها، و هو قائم، او قاعد، او مضطجع.

ويطاف علي اهل الجنه اي: يدور [عليهم] الخدم و الولدان { بانيه من فضه و كاسات كانت قواريرا } { قوارير من فضه } اي: ما دتها من فضة، [وهي] علي صفاء القوارير، و ذلك من اعجب الاشياء، ان تكون الفضه الكثيفه من صفاء جوهرها و طيب معدنها علي صفاء القوارير.

{ قدروها تقديرا } اي: قدروا الاوانى المذكوره علي قدر ريهم، لا تزيد و لا تنقص، لانها لو زادت نقصت لذتها، و لو نقصت لم تف بريهم . و يحتمل ان المراد: قدرها اهل الجنه بنفوسهم بمقدار يوافق لذاتهم، فاتتهم علي ما قدروا فخواطرهم.

{ و يسقون بها } اي: فالجنه من كاس، و هو الاناء المملوء من خمر و رحيق، { كان مزاجها } اي: خلطها { زنجبيلا } ليطيب طعمة و ريحه.

{ عينا بها } اي: فالجنة، { تسمي سلسبيلا } سميت بذلك لسلاستها و لذتها و حسنها.

{ و يطوف } علي اهل الجنة، فطعامهم و شرابهم و خدمتهم.

{ و لدان مخلدون } اي: خلقوا من الجنه للبقاء، لا يتغيرون و لا يكبرون، و هم فغايه الحسن، { اذا رايتهم } منتشرين فخدمتهم { حسبتهم } من حسنهم { لؤلؤا منثورا } و ذلك من تمام لذه اهل الجنة، ان يصبح خدامهم الولدان المخلدون، الذين تسر رؤيتهم، و يدخلون علي مساكنهم، امنين من تبعتهم، و ياتونهم بما يدعون و تطلبة نفوسهم، { و اذا رايت بعدها } اي: هنالك فالجنة، و رمقت ما هم فية من النعيم { رايت نعيما و ملكا كبيرا } فتجد الواحد منهم، عندة من القصور و المساكن و الغرف المزينه المزخرفة، ما لا يدركة الوصف، و لدية من البساتين الزاهرة، و الثمار الدانية، و الفواكة اللذيذة، و الانهار الجارية، و الرياض المعجبة، و الطيور المطربه [المشجية] ما ياخذ بالقلوب، و يفرح النفوس.

وعندة من الزوجات. اللاتى هن فغايه الحسن و الاحسان، الجامعات لجمال الظاهر و الباطن، الخيرات الحسان، ما يملا القلب سرورا، و لذه و حبورا، و حولة من الولدان المخلدين، و الخدم المؤبدين، ما بة تحصل الراحه و الطمانينة، و تتم لذه العيش، و تكمل الغبطة.

ثم علاوه هذا و اعظمة الفوز برؤيه الرب الرحيم، و سماع خطابه، و لذه قربه، و الابتهاج برضاه، و الخلود الدائم، و تزايد ما هم فية من النعيم جميع و قت و حين، فسبحان الملك المالك، الحق المبين، الذي لا تنفد خزائنه، و لا يقل خيره، فكما لا نهايه لاوصافة فلا نهايه لبرة و احسانه.

{ عاليهم ثياب سندس خضر } اي: ربما جللتهم ثياب السندس و الاستبرق الاخضران، اللذان هما اجل نوعيات الحرير، فالسندس: ما غلظ من الديباج و الاستبرق: ما رق منه. { و حلوا اساور من فضه } اي: حلوا فايديهم اساور الفضة، ذكورهم و اناثهم، و ذلك و عد و عدهم الله، و كان و عدة مفعولا، لانة لا اصدق منة قيلا و لا حديثا.

وقوله: { و سقاهم ربهم شرابا طهورا } اي: لا كدر فية بوجة من الوجوه، مطهرا لما فبطونهم من جميع اذي و قذى.

{ ان ذلك } الجزاء الجزيل و العطاء الرائع { كان لكم جزاء } علي ما اسلفتموة من الاعمال، { و كان سعيكم مشكورا } اي: القليل منه، يجعل الله لكم بة من النعيم المقيم ما لا ممكن حصره.

وقولة تعالي لما ذكر نعيم الجنه { انا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا } فية الوعد و الوعيد و بيان جميع ما يحتاجة العباد، و فية الامر بالقيام باوامرة و شجميلة اتم القيام، و السعى فتنفيذها، و الصبر علي ذلك. و لهذا قال: { فاصبر لحكم ربك و لا تطع منهم اثما او كفورا } اي: اصبر لحكمة القدري، فلا تسخطه، و لحكمة الديني، فامض عليه، و لا يعوقك عنة عائق. { و لا تطع } من المعاندين، الذين يريدون ان يصدوك { اثما } اي: فاعلا اثما و معصيه و لا { كفورا } فان طاعه الكفار و الفجار و الفساق، لا بد ان تكون فالمعاصي، فلا يامرون الا بما تهواة انفسهم. و لما كان الصبر يساعدة القيام بعباده الله ، و الاكثار من ذكرة امرة الله بذلك فقال: { و اذكر اسم ربك بكره و اصيلا } اي: اول النهار و اخره، فدخل فذلك، الصلوات المكتوبات و ما يتبعها من النوافل، و الذكر، و التسبيح، و التهليل، و التكبير فهذة الاوقات.

{ و من الليل فاسجد له } اي: اكثر [له] من السجود، و لا يصبح هذا الا بالاكثار من الصلاه . { و سبحة ليلا طويلا } و ربما تقدم تقييد ذلك المطلق بقوله: { يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا } الايه [وقوله] { ان هؤلاء } اي: المكذبين لك ايها الرسول بعد ما بينت لهم الايات، و رغبوا و رهبوا، و مع ذلك، لم يفد فيهم هذا شيئا، بل لا يزالون يؤثرون، { العاجله } و يطمئنون اليها، { و يذرون } اي: يتركون العمل و يهملون { و راءهم } اي: امامهم { يوما ثقيلا } و هو يوم القيامة، الذي مقدارة خمسون الف سنه مما تعدون، و قال تعالى: { يقول الكافرون ذلك يوم عسر } فكانهم ما خلقوا الا للدنيا و الاقامه فيها.

{ 28 } بعدها استدل عليهم و علي بعثهم بدليل عقلي، و هو دليل الابتداء، فقال: { نحن خلقناهم } اي: اوجدناهم من العدم، { و شددنا اسرهم } اي: احكمنا خلقتهم بالاعصاب، و العروق، و الاوتار، و القوي الظاهره و الباطنة، حتي تم الجسم و استكمل، و تمكن من جميع ما يريده، فالذى اوجدهم علي هذة الحالة، قادر علي ان يعيدهم بعد موتهم لجزائهم، و الذي نقلهم فهذة الدار الي هذة الاطوار، لا يليق بة ان يتركهم سدى، لا يؤمرون، و لا ينهون، و لا يثابون، و لا يعاقبون، و لهذا قال: { بدلنا امثالهم تبديلا } اي: انشاناكم للبعث نشاه اخرى، و اعدناكم باعيانكم، و هم بانفسهم امثالهم. { ان هذة تذكره } اي: يتذكر فيها المؤمن، فينتفع بما بها من التخويف و الترغيب. { فمن شاء اتخذ الي ربة سبيلا } اي: طريقا موصلا اليه، فالله يبين الحق و الهدى، بعدها يخير الناس بين الاهتداء فيها او النفور عنها، مع قيام الحجه عليهم ، { و ما تشاءون الا ان يشاء الله } فان مشيئه الله نافذة، { ان الله كان عليما حكيما } فلة الحكمه فهدايه المهتدي، و اضلال الضال. { يدخل من يشاء فرحمتة } فيختصة بعنايته، و يوفقة لاسباب السعاده و يهدية لطرقها. { و الظالمين } الذين اختاروا الشقاء علي الهدي { اعد لهم عذابا اليما } [بظلمهم و عدوانهم]. تم تفسير سوره الانسان – و للة الحمد و المنة

  • غيرممنون اي إن الله يعطيك بلا توسط


تحميل المصحف المعلم للاطفال