تحريم الخمر في القران

 

صورة-1

 



اعلم ان شرب الخمر معصيه كبيره من اكبر الكبائر و ليست هى اكبر الذنوب، لان اكبر الذنوب علي الاطلاق هو الكفر بجميع نوعياتة التعطيل و التشبية و التكذيب و الاشراك، و من هذا اعتقاد ان الله جسم او نور​ بمعني الضوء​ او روح او انه يشبة شيئا من المخلوقات فو صف من الاوصاف كالحركه و الانتقال و التحيز فمكان و غير هذا فذلك كلة كفر يخلد من ما ت علية فالنار، و الكفر هو الذنب الذي لا يغفرة الله تعالي لمن ما ت علية و يغفر ما دون هذا لمن يشاء، بعدها بعد الكفر ياتى قتل النفس المؤمنه التي حرم الله الا بالحق بعدها الزنا و بعد الزنا ياتى ترك الصلاه و طعام الربا و شرب الخمر و كلها من كبائر الذنوب التي يستحق صاحبها العقوبه فالاخره ان ما ت و لم يتب منها لكنة لا يخلد فالنار ان ما ت علي الايمان حتي و ان كان مرتكبا لعده نوعيات من الكبائر.

ثم حرمه شرب الخمر معلومه من الدين بالضروره فمن انكر حرمه الخمر خرج من الاسلام لانة كذب القرءان و الحديث النبوى و الاجماع الا ان يصبح كقريب عهد باسلام ما سمع قبل ان عند المسلمين يحرم شرب الخمر فهذا اذا استحلها لا يكفر لكن يعلم يقال له الخمر فدين الاسلام حرام فان رجعت و قلت هى حلال تكفر.

والخمر ربما يصبح من العنب او التمر او العسل او الحنطه او الشعير او الذره او البصل او البطاطا او التفاح او غير ذلك. فكل شراب غير العقل مع الطرب اي مع النشوه و الفرح فهو خمر ان كان من عنب او عسل او ذره او شعير او غير هذا اما عصير العنب فيصير خمرا بعد الغليان من دون ان يخلط بة شىء، اما العسل و الشعير و الذره و الزبيب و التمر انما يصير خمرا لما يوضع فية ماء بعدها يمكث لمدة بعدها يغلى اي يرتفع و يطلع منة صوت يقال له نشيش عندئذ يصير خمرا. بعدها ان العسل اذا خلط بالماء و سد فم الاناء يصير خمرا فالبلاد الحاره فظرف خمسه ايام، اما فالبلاد البارده يتاخر، و اما ان حفظ العسل فاناء و لم يخلط بشىء و كان ذلك العسل صافيا و وضع فاناء الزجاج و نحوة يبقي سنوات طويله من غير ان يفسد. بعدها ان بعض الناس يسكرهم قليل الخمر و كثيره، و بعض الناس لا يسكرهم الا كثيره، و جميع حرام القليل و الكثيركما دل علي هذا ما سنذكرة من الاحاديث و الادله الشرعية.

الدليل علي حرمه شرب الخمر من القرءان:

1. ﴿يسالونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير و منافع للناس و اثمهما اكبر من نفعهما﴾ [البقرة: من الاية219].

2. ﴿قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغى بغير الحق و ان تشركوا بالله ما لم ينزل بة سلطانا و ان تقولوا علي الله ما لا تعلمون﴾ [الاعراف:33].

3. ﴿يا ايها الذين امنوا انما الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوة لعلكم تفلحون﴾ [المائدة:90].

وفى معني قول الله تعالى: ﴿يا ايها الذين ءامنوا انما الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوة لعلكم تفلحون [90] انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوه و البغضاء فالخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاه فهل انتم منتهون[91]﴾ [سوره المائدة/90-91] نقول:

﴿والميسر﴾ القمار، ﴿والانصاب﴾ نوع من الاوثان و هى حجاره يهريقون الدم عباده لها لانها تنصب فتعبد، ﴿رجس﴾ اي نجس او خبيث مستقذر، ﴿من عمل الشيطان﴾ لانة يحمل علي ذلك العمل فكانة عملة و الضمير ف﴿فاجتنبوه﴾ يرجع الي الرجس او الي عمل الشيطان اي فاجتنبوا الرجس او اجتنبوا عمل الشيطان، ﴿لعلكم تفلحون﴾ اكد تحريم الخمر و الميسر من و جوة حيث صدر الجمله بانما و قرنها بعباده الاصنام و جعلهما رجسا من عمل الشيطان و لا ياتى منة – اي الشيطان – الا الشر البحت، و امر بالاجتناب و جعل الاجتناب من الفلاح، و اذا كان الاجتناب فلاحا كان الارتكاب خسارا. و فقولة تعالي ﴿انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوه و البغضاء فالخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة﴾ بيان ما يتولد من الخمر و الميسر من الوبال و هو و قوع التعادى و التباغض بين اصحاب الخمر و القمار و ما يؤديان الية من الصد عن ذكر الله و عن مراعاه اوقات الصلاة. و خص الصلاه من بين الذكر لزياده درجتها، فكانة قال “وعن الصلاه خصوصا”. و قولة تعالى: ﴿فهل انتم منتهون﴾ من ابلغ ما ينهي به، كانة قيل: “قد تلى عليكم ما فيهما من نوعيات الصوارف و الزواجر فهل انتم مع هذة الصوارف منتهون ام انتم علي ما كنتم علية كان لم توعظوا و لم تزجروا”. و يفهم من الايه كذلك ان القمار من الكبائر.

فقولة تعالي ﴿فاجتنبوه﴾ مع قولة ﴿فهل انتم منتهون﴾ دليل علي حرمه شرب الخمر، و قبل نزول هاتين التالين لم تكن الخمره محرمه علي امه محمد اي اذا كانت الي القدر الذي لا يضر الجسم. و مع هذا فان الانبياء لا يحثون اممهم علي شرب الخمر لان هذا ينافى حكمه البعثه التي هى تهذيب النفوس، و قليل الخمر يؤدى الي كثيره. و ما يزعم بعضهم من ان سيدنا عيسي قال قليل من الخمر يفرح قلب الانسان فهو كذب عليه.

واما قولة تعالي ﴿يا ايها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلاه و انتم سكاري حتي تعلموا ما تقولون﴾ [سوره النساء/43] فهذا نزل قبل التحريم، و ايضا قولة تعالي ﴿يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير و منافع للناس و اثمهما اكبر من نفعهما﴾ [سوره البقرة/219] فهذا كذلك ليس تحريما، لانهم ظلوا يشربون الخمر بعد نزول هاتين الايتين بل لما نزلت هاتان الايتان قال سيدنا عمر رضى الله عنة “اللهم بين لنا فالخمر بيانا شافيا” رواة ابو داود و الترمذى و النسائي و ابن ما جه. و لم يفهم سيدنا عمر و لا غيرة من الصحابه التحريم من هاتين الايتين، و انقطعوا عن شربها لما نزل قولة تعالي ﴿فاجتنبوه﴾ مع قولة تعالي ﴿فهل انتم منتهون﴾ لانهم فهموا منة التحريم القطعي. و الله تعالي – تسهيلا عليهم حتي لا يصبح عليهم مشقه زائده فالاقلاع عن شرب الخمر – انزل التحريم شيئا فشيئا. بعدها لما نزل قولة تعالي ﴿فاجتنبوه﴾، مع قولة تعالي ﴿فهل انتم منتهون﴾ قال سيدنا عمر “انتهينا انتهينا” و اراقوا الخمر حتي جرت فالسكك. و اما قولة تعالي ﴿تتخذون منة سكرا و رزقا حسنا﴾ [سوره النحل/67] فقد قال بعضهم: السكر هو الخل و قال بعضهم هذة الايه نسخت لما نزلت ءايه التحريم.

وكما يحرم شرب الخمر يحرم بيعها و لو لغير شربها لحديث البخارى و مسلم “ان الله و رسولة حرم بيع الخمر و الميته و الخنزير و الاصنام“.

الدليل علي حرمه شرب الخمر من الحديث:

1. عن ابن عمر عن عمر قال: نزل تحريم الخمر يوم نزل و هى من خمسه اشياء: من العنب، و التمر، و العسل، و الحنطه و الشعير، و الخمر ما خامر العقل” رواة البخارى و مسلم و ابو داود فسننة و ابن حبان فصحيحه.

2. عن عمر بن الخطاب قال: لما نزل تحريم الخمر، قال عمر: “اللهم بين لنا فالخمر بيانا شفاء، فنزلت الايه التي فالبقرة: ﴿يسالونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير﴾ الايه [البقرة:219]، قال: فدعى عمر، فقرئت عليه، قال: اللهم بين لنا فالخمر بيانا شفاء، فنزلت الايه التي فالنساء: ﴿يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاه و انتم سكارى﴾ [النساء:43] فكان منادى رسول الله صلي الله علية و سلم اذا اقيمت الصلاه نادى: الا لا يقربن الصلاه سكران، فدعى عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا فالخمر بيانا شفاء، فنزلت هذة الاية: ﴿فهل انتم منتهون﴾ [المائدة:91]، قال عمر: انتهينا” رواة الترمذى و ابو داود و النسائي فالسنن.

3. عن انس قال: “كنت ساقى القوم حيث حرمت الخمر فمنزل ابى طلحة، و ما شرابنا يومئذ الا الفضيخ، فدخل علينا رجل، فقال: ان الخمر ربما حرمت، و نادي منادى رسول الله صلي الله علية و سلم فقلنا: ذلك منادى رسول الله صلي الله علية و سلم” رواة البخارى و مسلم و ابو داود فسننه.

4. عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “لعن الله الخمر و شاربها و ساقيها، و بائعها و مبتاعها، و عاصرها و معتصرها، و حاملها و المحموله اليه” رواة الترمذى و ابو داود فسننهما و ابن حبان فصحيحة و احمد فمسندة عن ابن عباس. و ليس فالحديث ان الناظر اليها ملعون كما شاع علي السنه بعض العوام بل قول هذا علي الاطلاق ضلال و كفر و العياذ بالله.

6. عن عبدالله بن عمرو: ان نبى الله صلي الله علية و سلم نهي عن الخمر و الميسر و الكوبه و الغبيراء، و قال: “كل مسكر حرام” رواة ابو داود و النسائي فسننهما.

7. عن معاويه بن ابى سفيان قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “اذا شربوا الخمر فاجلدوهم، بعدها ان شربوا فاجلدوهم، بعدها ان شربوا فاجلدوهم، بعدها ان شربوا فاجلدوهم، بعدها ان شربوا فاقتلوهم” رواة الترمذى و ابو داود و النسائي فالسنن و ابن حبان فصحيحه.

8. عن جابر بن عبدالله يقول: قال رسول الله صلي الله علية و سلم عام الفتح و هو بمكة: “ان الله و رسولة حرم بيع الخمر” رواة البخارى و مسلم و الترمذى و النسائي و ابو داود فالسنن.

9. عن انس بن ما لك ان رسول الله صلي الله علية و سلم: “نهي ان يخلط التمر بالزهو، بعدها يشرب، و ان هذا عامه خمورهم يوم حرمت الخمر” رواة مسلم و ابن حبان فصحيحه.

10. عن ابى هريره ان رسول الله صلي الله علية و سلم، قال: “لا يزنى الزانى حين يزنى و هو مؤمن، و لا يشرب الخمر حين يشرب و هو مؤمن” رواة البخارى و مسلم و الترمذى و النسائي و ابو داود فالسنن و ابن حبان فصحيحه.

11. عن ابى سعيد الخدرى ان النبى صلي الله علية و سلم: “ان الله تعالي حرم الخمر، فمن ادركتة هذة الايه و عندة منها شيء فلا يشرب، و لا يبع” رواة مسلم.

12. عن ابن عباس قال: “حرمت الخمر قليلها و كثيرها، و السكر من جميع شراب” رواة النسائي.

13. عن جابر ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال: “ما اسكر كثيرة فقليلة حرام” رواة النسائي و ابو داود فسننة و ابن حبان فصحيحه.

14. عن عائشه قالت: سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول: “كل مسكر حرام، و ما اسكر منة الفرق، فملء الكف منة حرام” رواة ابو داود و الترمذى و ابن حبان فصحيحه، و من طريق جابر بن عبدالله و غيرة رواة ابن ما جه.

15. عن عامر بن سعد بن ابى و قاص عن ابية ان رسول الله صلي الله علية و سلم نهي عن قليل ما اسكر كثيره. رواة النسائي و ابن حبان فصحيحه

16. عن عائشه رضى الله عنها ان رسول الله صلي الله علية و سلم سئل عن البتع فقال: “كل شراب اسكر حرام” (والبتع هو نبيذ العسل) رواة البخارى و مسلم و ابو داود و النسائي و ابن ما جة و الترمذى و ابن حبان فصحيحه.

الدليل علي حرمه شرب الخمر من اقول بعض المفسرين و العلماء:

1. قال القرطبى فتفسيره: “ولا خلاف بين علماء المسلمين ان سوره المائده نزلت بتحريم الخمر” اه

2. قال الخازن فتفسيرة ما نصه: “(فصل: فتحريم الخمر و وعيد من شربها) اجمعت الامه علي تحريم الخمر” اه

3. و قال الطبرى فتفسيره: “ثم نزلت: ﴿يا ايها الذين امنوا انما الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه﴾ ، فحرمت الخمر عند ذلك” اه

4. و قال الثعلبى فتفسيره: “فانزل الله تحريم الخمر فسوره المائده انما الخمر و الميسر الي ينتهون و هذا بعد غزوه الاحزاب بايام فقال عمر: انتهينا يا رب” اه

5. و قال ابن عطيه فتفسيره: “وانما حرمت الخمر بظواهر القران و نصوص الاحاديث و اجماع الامة” اه

6. و قال الرازى فتفسيره: “من الدلائل الداله علي ان الخمر هو المسكر ان الامه مجمعه علي ان الايات الوارده فالخمر ثلاثة، اثنان منها و ردا بلفظ الخمر احدهما: هذة الايه ﴿يسالونك عن الخمر و الميسر﴾ و الثانية: ايه المائده و الثالثة: و ردت فالسكر و هو قوله: لا تقربوا الصلاه و انتم سكاري [النساء: 43] و ذلك يدل علي ان المراد من الخمر هو المسكر” اه

7. و قال البيضاوى فتفسيره: “واعلم انه سبحانة و تعالي اكد تحريم الخمر و الميسر فهذة الاية، بان صدر الجمله ب انما و قرنهما بالانصاب و الازلام، و سماهما رجسا، و جعلهما من عمل الشيطان تنبيها علي ان الاشتغال بهما شر بحت او غالب، و امر بالاجتناب عن عينهما و جعلة سببا يرجي منة الفلاح، بعدها قرر هذا بان بين ما فيهما من المفاسد الدنيويه و الدينيه المقتضيه للتحريم فقال تعالى: ﴿انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوه و البغضاء فالخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاه فهل انتم منتهون﴾” اه

8. و قال النسفى فتفسيره: “اكد تحريم الخمر و الميسر من و جوة حيث صدر الجمله بانما و قرنهما بعباده الاصنام و منة الحديث شارب الخمر كعابد الوثن و جعلهما رجسا من عمل الشيطان و لا ياتى منة الا الشر البحت و امر بالاجتناب و جعل الاجتناب من الفلاح و اذا كان الاجتناب فلاحا كان الارتكاب خسارا” اة و قال ايضا: “وانما نهاهم عما كانوا يتعاطونة من شرب الخمر و اللعب بالميسر و ذكر الانصاب و الازلام لتاكيد تحريم الخمر و الميسر” اه

9. و قال القنوجى فتفسيره: “نزلت هذة الايه ﴿انما الخمر و الميسر﴾ فصارت حراما عليهم حتي كان يقول بعضهم ما حرم الله شيئا اشد من الخمر، و هذا لما فهموة من التشديد فيما تضمنتة هذة الايه من الزواجر، و فيما جاءت بة الاحاديث الصحيحه من الوعيد لشاربها و انها من كبائر الذنوب. و ربما اجمع علي هذا المسلمون جميعا لا شك فية و لا شبهة” اه

10. و قال النووى فشرحة علي صحيح مسلم: “عله تحريم الخمر كونها تصد عن ذكر الله و عن الصلاه و هذة العله موجوده فجميع المسكرات فوجب طرد الحكم فالجميع” اه

11. و قال القسطلانى فشرحة علي البخاري: “قد قام الاجماع علي ان قليل الخمر و كثيرة حرام” اه

12. قال العمرانى فالبيان: “الخمر محرم و الاصل فيه: الكتاب و السنه و الاجماع” اه

13. و قال الخطيب الشربينى فالاقناع: “وانعقد الاجماع علي تحريم الخمر” اه

14. و قال العلامه الجمل فحاشيتة علي شرح المنهج: “وقد تظاهرت النصوص علي تحريم الخمر و انعقد الاجماع عليها و هى من الكبائر” اه

15. و قال نجم الدين الصرصرى فشرح مختصر الروضة: “وعلمنا بالاجماع و جوب تحريم الخمر و اجتنابه” اه

16. و قال البزدوى فاصوله: “فان النص اوجب تحريم الخمر لعينها” اه

والله نسال ان يحفظنا من المعاصى و ان يوفقنا الي ما يحب و يرضي و سبحان الله و الحمد لله.

  • آية تحريم الخمر


تحريم الخمر في القران