اهمية الاخلاص في العبادة

 

بالصور اهميه الاخلاص فالعبادة



 


اهميه الإخلاص فالعباده و العمل و الحياة


يحكي انه كان فبنى اسرائيل رجل عابد، فجاءة قومه، و قالوا له: ان هنالك قوما يعبدون شجرة، و يشركون بالله؛ فغضب العابد غضبا شديدا، و أخذ فأسا؛ ليقطع الشجرة، و فالطريق، قابلة ابليس فصوره شيخ كبير، و قال له: الي اين انت ذاهب؟


فقال العابد: اريد ان اذهب لأقطع الشجره التي يعبدها الناس من دون الله. فقال ابليس: لن اتركك تقطعها.


و تشاجر ابليس مع العابد؛ فغلبة العابد، و أوقعة علي الأرض. فقال ابليس: انى اعرض عليك امرا هو خير لك، فأنت فقير لا ما ل لك، فارجع عن قطع الشجره و سوف اعطيك عن جميع يوم دينارين، فوافق العابد.


و فاليوم الأول، اخذ العابد دينارين، و فاليوم الثاني اخذ دينارين، و لكن فاليوم الثالث لم يجد الدينارين؛ فغضب العابد، و أخذ فأسه، و قال: لابد ان اقطع الشجرة. فقابلة ابليس فصوره الشيخ الكبير، و قال له: الي اين انت ذاهب؟ فقال العابد: سوف اقطع الشجرة.


فقال ابليس: لن تستطيع، و سأمنعك من ذلك، فتقاتلا، فغلب ابليس العابد، و ألقي بة علي الأرض، فقال العابد: كيف غلبتنى هذة المرة؟! و ربما غلبتك فالمره السابقة! فقال ابليس: لأنك غضبت فالمره الأولي للة -تعالى-، و كان عملك خالصا له؛ فأمنك الله مني، اما فهذة المرة؛ فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين، فهزمتك و غلبتك.


***


هاجرت احدي الصحابيات من مكه الي المدينة، و كان اسمها ام قيس، فهاجر رجل اليها ليتزوجها، و لم يهاجر من اجل نصره دين الله، فقال صلي الله علية و سلم: (إنما الأعمال بالنيات، و إنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرتة الي الله و رسوله؛ فهجرتة الي الله و رسوله، و من كانت هجرتة لدنيا يصيبها او امرأه ينكحها (يتزوجها)؛ فهجرتة الي ما هاجر اليه) [متفق عليه].


ما هو الإخلاص؟


الإخلاص هو ان يجعل المسلم جميع اعمالة للة -سبحانه- ابتغاء مرضاته، و ليس طلبا للرياء و السمعة؛ فهو لا يعمل ليراة الناس، و يتحدثوا عن اعماله، و يمدحوه، و يثنوا عليه.


الإخلاص و اجب فكل الأعمال:


علي المسلم ان يخلص النيه فكل عمل يقوم بة حتي يتقبلة الله منه؛ لأن


الله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال الا ما كان خالصا لوجهة تعالى. قال تعالي فكتابه: {وما امروا الا يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة: 5]. و قال تعالى: {ألا للة الدين الخالص} [الزمر: 3]. و قال صلي الله علية و سلم: (إن الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا، و ابتغى بة و جهه) [النسائي].


و الإخلاص صفه لازمه للمسلم اذا كان عاملا او تاجرا او طالبا او غير ذلك؛ فالعامل يتقن عملة لأن الله امر بإتقان العمل و إحسانه، و التاجر يتقى الله فتجارته، فلا يغالى علي الناس، انما يطلب الربح الحلال دائما، و الطالب يجتهد فمذاكرتة و تحصيل دروسه، و هو يبتغى مرضاه الله و نفع المسلمين بهذا العلم.


الإخلاص صفه الأنبياء:


قال تعالي عن موسي -علية السلام-: {واذكر فالكتاب موسي انه كان مخلصا و كان رسولا نبيا} [مريم: 51]. و وصف الله -عز و جل- ابراهيم و إسحاق و يعقوب -عليهم السلام- بالإخلاص، فقال تعالى: {واذكر عبادنا ابراهيم و إسحاق و يعقوب اولى الأيدى و الأبصار . انا اخلصناهم بخالصه ذكري الدار . و إنهم عندنا من المصطفين الأخيار} [ص: 45-47].

الإخلاص فالنية:ذهب قوم الي رسول الله صلي الله علية و سلم؛ فقالوا: يا رسول الله، نريد ان نخرج معك فغزوه تبوك، و ليس معنا متاع و لا سلاح. و لم يكن مع النبى صلي الله علية و سلم شيء يعينهم به، فأمرهم بالرجوع؛ فرجعوا محزونين يبكون لعدم استطاعتهم الجهاد فسبيل الله، فأنزل الله -عز و جل- فحقهم قرآنا يتلي الي يوم القيامة: {ليس علي الضعفاء و لا علي المرضي و لا علي الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا ما نصحوا للة و رسولة ما علي المحسنين من سبيل و الله غفور رحيم . و لا علي الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم علية تولوا و أعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون}.


[التوبة: 91-92].


فلما ذهب صلي الله علية و سلم للحرب قال لأصحابه: (إن اقواما بالمدينه خلفنا ما سلكنا شعبا و لا و اديا الا و هم معنا فية (يعنى يأخذون من الأجر مثلنا)، حبسهم (منعهم) العذر) [البخاري].

الإخلاص فالعبادة:


لا يقبل الله -تعالى- من طاعه الإنسان و عبادتة الا ما كان خالصا له، و قال صلي الله علية و سلم فالحديث القدسى عن رب العزة: (أنا اغني الشركاء عن الشرك، من عمل عملا اشرك فية معى غيري، تركتة و شركه) [مسلم].


فالمسلم يتوجة فصلاتة للة رب العالمين، فيؤديها بخشوع و سكينه و وقار، و هو يصوم احتسابا للأجر من الله، و ليس ليقول الناس عنه: انه مصل او مزك او حاج، او صائم، و إنما يبتغى فكل اعمالة و جة ربه.

الإخلاص فالجهاد:إذا جاهد المسلم فسبيل الله؛ فإنة يجعل نيتة هى الدفاع عن دينه، و إعلاء كلمه الله، و الدفاع عن بلادة و عن المسلمين، و لا يحارب من اجل ان يقول الناس انه بطل و شجاع، فقد جاء رجل الي النبى صلي الله علية و سلم و قال له: يا نبى الله، انى اقف مواقف ابتغى و جة الله، و أحب ان يري موطنى (أي: يعرف الناس شجاعتي). فلم يرد الرسول صلي الله علية و سلم حتي نزل قول الله تعالى: {فمن كان يرجوا لقاء ربة فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعباده ربة احدا}.


[الكهف: 110].


و جاء اعرابى الي النبى صلي الله علية و سلم فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، و الرجل يقاتل ليذكر (يشتهر بين الناس)، و الرجل يقاتل ليري مكانة (شجاعته)، فمن فسبيل الله؟ فقال صلي الله علية و سلم: (من قاتل لتكون كلمه الله هى العليا فهو فسبيل الله) [متفق عليه].


جزاء المخلصين:


المسلم المخلص يبتعد عنة الشيطان، و لا يوسوس له؛ لأن الله ربما حفظ المؤمنين المخلصين من الشيطان، و نجد هذا فيما حكاة القرآن الكريم علي لسان الشيطان: {قال رب بما اغويتنى لأزينن لهم فالأرض و لأغوينهم اجمعين . الا عبادك منهم المخلصين} [الحجر: 39-40]. و ربما قال الله تعالي فثواب المخلصين و جزائهم فالآخرة: {إلا الذين تابوا و أصلحوا و اعتصموا بالله و أخلصوا دينهم للة فأولئك مع المؤمنين و سوف يؤت الله المؤمنين اجرا عظيما} [النساء: 146].

الرياء:هو ان ينشط المرء فعمل الخيرات اذا كان امام الناس، و يكسل اذا كان و حده، و يجتهد اذا اثني علية الناس، و ينقص من العمل اذا ذمة احد، و ربما ذكر الله صفات هؤلاء المرائين المنافقين، فقال تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله و هو خادعهم و إذا قاموا الي الصلاه قاموا كسالي . يراءون الناس و لا يذكرون الله الا قليلا} [النساء: 142].


فالرياء صفه من صفات المنافقين، و المسلم ابعد ما يصبح عن النفاق، فهو يخلص قلبة و نيتة دائما لله، قال النبى صلي الله علية و سلم: (إن الله لا ينظر الي اجسادكم و لا الي صوركم، و لكن ينظر الي قلوبكم) [مسلم].


الرياء شرك بالله:


المسلم لا يرائي؛ لأن الرياء شرك بالله -سبحانه-، قال صلي الله علية و سلم: (إن اخوف ما اتخوف علي امتى الإشراك بالله، اما انى لست اقول: يعبدون شمسا و لا قمرا و لا و ثنا، و لكن اعمالا لغير الله و شهوه خفية) [ابن ما جه]. و قال صلي الله علية و سلم: (إن اخوف ما اخاف عليكم الشرك الأصغر). قالوا: و ما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال صلي الله علية و سلم: (الرياء، يقول


الله -عز و جل- يوم القيامه -إذا جزى الناس بأعمالهم-: اذهبوا الي الذين كنتم تراءون فالدنيا؛ فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟) [أحمد].


و هكذا.. لا يأخذ المرائى جزاء علي عمله؛ لأنة اراد بعملة الحصول علي رضا الناس و مدحهم و المكانه بينهم، فليس له من اجر يوم القيامة.

المرائى فالنار:


اخبر النبى صلي الله علية و سلم بعض اصحابة فاحدي الغزوات ان فلانا سيدخل النار، و كان فلان ذلك يقاتل مع المسلمين، فتعجب الصحابة، و راقبوا الرجل ليعرفوا حاله؛ فوجدوة يقاتل قتالا شديدا؛ فازداد عجب الصحابة، و لكن بعد قليل حدث امر عجيب؛ فقد جرح ذلك الرجل؛ فأخذ سيفه، و طعن بة نفسه؛ فقال له بعض الصحابة: و يلك! اتقتل نفسك، و ربما كنت تقاتل قتالا شديدا؟ فقال الرجل: انما كنت اقاتل حميه (عزه للنفس)، و ليري الناس شجاعتي، بعدها ما ت الرجل، و صدق فية قول الرسول صلي الله علية و سلم.


و ربما اخبرنا النبى صلي الله علية و سلم ان المرائين اول الناس عذابا يوم القيامة؛ فأول ثلاثه يدخلون النار: عالم، و قارئ للقرآن، و شهيد؛ لأنهم كانوا لا يخلصون اعمالهم لله، و لا يبتغون فيها و جهه.


الرياء يبطل العبادات:


اذا ادي الإنسان عبادته، و ليس بها اخلاص لله، فإنة لا يأخذ عليها اجرا و لا ثوابا، بل علية الوزر و العقاب؛ لأنة لم يخلص للة رب العالمين. قال الله -تعالى-: {فويل للمصلين . الذين هم عن صلاتهم ساهون . الذين هم يراءون . و يمنعون الماعون} [الماعون: 4-7].


و الذين يتصدقون، و لكن يمنون بأعمالهم، و لا يخلصون بها لله، فإنهم لا يأخذون علي صدقتهم اجرا من الله، و تصبح كالأرض الصلبه التي لا تظهر زرعا كما و صف القرآن الكريم المرائى بقولة تعالى: {فمثلة كمثل صفوان علية تراب فأصابة و ابل فتركة صلدا لا يقدرون علي شيء مما كسبوا} [البقرة: 264].


كما جعل الله -عز و جل- عباده المرائين عديمه الفوائد لهم، يقول تعالى: {وقدمنا الي ما عملوا من عمل فجعلناة هباء منثورا}

  • أهمية الاخلاص
  • لايقبل الله أعمال المنافقين المرائين


اهمية الاخلاص في العبادة