انواع النظافة الشخصية

 

صورة-1

 






اهتمام الاسلام بالنظافه بانواعها و الحض عليها:


اهتم ديننا الاسلامى الحنيف بنظافه الانسان و صحه جسمه، و حرص اشد الحرص علي النظافه بشكل عام و بين فضلها، و ذلك ما نجدة فالسنه النبويه الشريفة؛ فمن يتصفح السنه النبويه و الاحاديث الصحيحه الوارده فذلك سيجد احاديث كثيره تدعو الي النظافة، و لا توجد امه علي سطح الارض اشد حرصا علي نظافتها من امه سيدنا محمد صلي الله علية و سلم، فالاسلام حض اتباعة علي النظافه و امر فيها بشكل عام، من هذا مثلا قولة صلي الله علية و سلم: “ان الله تعالي طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا افنيتكم و لا تشبهوا باليهود”. سنن الترمذي. هذة دعوه من النبى صلي الله علية و سلم الي ان يحرص الانسان المسلم علي النظافة؛ لان الله سبحانة و تعالي يحب من كانت النظافه صفه له، ايضا و رد فحديث سيدنا جابر بن عبدالله رضى الله عنة انه قال: اتانا رسول الله صلي الله علية و سلم زائرا فمنزلنا، فراي رجلا شعثا ربما تفرق شعره، فقال علية الصلاه و السلام: “اما كان يجد ذلك ما يسكن بة شعره؟!”. صحيح ابن حبان. و راي رجلا احدث علية ثياب و سخة، فقال علية الصلاه و السلام: “اما كان ذلك يجد ما يغسل بة ثوبه؟!”. صحيح ابن حبان. فلم يرض من الرجل ان يترك شعرة هملا من غير تنظيف او تسريح او عناية، و لا ان يلبس ثوبا و سخا.


*الطهاره شرط لعديد من العبادات:


اهتم الاسلام كثيرا بنظافه الانسان حسا و معنى، لذا جعل الطهاره شرطا لعديد من العبادات، كالصلاة، و الطواف بالبيت الحرام، و قراءه القران… فهذة امور لا تصح العباده فيها الا اذا كان المسلم طاهرا، متوضئا، حريصا علي نظافه جسمة و بدنة و ثوبة و مكانه، و لاجل هذا امر المسلم ان يتطهر بعد قضاء الحاجة، و ربما بين لنا النبى صلي الله علية و سلم ان من سبب عذاب القبر عدم تنزة المرء من بوله. ايضا نقرا جيدا فكتب الفقهاء احكام الغسل من الجنابه و الحيض و النفاس، و ايضا الامر بالغسل جميع يوم جمعة، حتي انه جاء فبعض الاحاديث ان غسل الجمعه و اجب علي جميع محتلم[1]، و قال النبى صلي الله علية و سلم: “حق للة علي جميع مسلم ان يغتسل فكل سبعه ايام، يغسل راسة و جسده”. صحيح مسلم.


* طهاره البدن:


يقول سيدنا محمد صلي الله علية و سلم: “طهروا هذة الاجساد طهركم الله”. مجمع الزوائد. و البدن يعكس حقيقه ما علية الانسان من طهاره معنويه كما يقول الامام ابن الجوزى رحمة الله تعالى: “اما البدن فليست الصوره داخله تحت كف الادمي، بل يدخل تحت كفة تحسينها و تزيينها”. اي ان الانسان الذي يزين من ظاهرة و يزين من ثيابة فهذا يعكس زينه باطنه، و يعكس صلاح قلبة و نقاءة و صفاءه.


ا- التطهر لاقامه الصلوات الخمس:


من ابرز ما يحرص علية المسلم فطهارتة انه يتطهر لاقامه الصلوات الخمس، و فذلك فضل كبير؛ فالمسلم عندما يتوضا يحقق شرطا من شرائط صحه الصلاة، الا و هو طهاره البدن, لكنة فالوقت نفسة يحقق امرا اعظم من هذا بكثير، الا و هو مغفره السيئات و الذنوب و المعاصى التي ارتكبها، فقد بشر النبى صلي الله علية و سلم المتطهرين و المتوضئين بمغفره الذنوب، فقال علية الصلاه و السلام: “ارايتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منة جميع يوم خمس مرات، هل يبقي من درنة شيء؟”. قالوا لا يبقي من درنة شيء. قال: “فذلك كالصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا”. صحيح مسلم. فاذا توضا الانسان و صلي يغفر له ما كان بين الصلاتين من الذنوب الصغائر طالما انه اجتنب المعاصى الكبيره و العياذ بالله تعالى. فروايه اخري يقول النبى صلي الله علية و سلم: “اذا توضا العبد المسلم او المؤمن فغسل و جهة خرج من و جهة جميع خطيئه نظر اليها بعينة مع الماء او مع احدث قطر الماء”. صحيح مسلم. فاذا غسل يدية خرج من يدية جميع خطيئه كانت بطستها يداة مع الماء او مع احدث قطر الماء، فاذا غسل رجلية خرجت جميع خطيئه مشتها رجلاة مع الماء او مع احدث قطر الماء، حتي يظهر نقيا من الذنوب.


فالوضوء الذي يغسل فية المسلم و جهة و يديه، و يمسح راسة و اذنيه، و يغسل رجلية جميع يوم خمس مرات – و ذلك الوضوء هو شرط من شروط الصلاه – ذلك الوضوء هو الاسباب =فمغفره هذة الذنوب. لذا كان جميع مسلم ملزما بالطهاره و النظافه فكل يوم خمس مرات، مع ما يتبع اركان الوضوء من سنن و اداب؛ كالمضمضة، و الاستنشاق، و تخليل اللحيه و غسل الاصابع، حيث تتجمع الاوساخ تحت الاظافر، و نحو ذلك.


ايها الاخوه القراء! الاسلام عنى كثيرا بطهاره البدن، و ربما عبر النبى صلي الله علية و سلم عن المؤمنين الذين يكثرون من الطهاره و يحرصون علي الوضوء انهم بحرصهم علي نقاء بدنهم و وضاءه و جوههم و نظافه اعضائهم يبعثون يوم القيامه غرا محجلين من الوضوء، اي تبدو عليهم علامه تميزهم عن غيرهم ممن لا يتوضا و لا يتطهر، لذا كرم الاسلام بدن الانسان، و جعل طهارتة التامه اساسا لا بد منة لكل صلاة. يقول الله سبحانة و تعالى:[]يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الي الصلاه فاغسلوا و جوهكم و ايديكم الي المرافق و امسحوا برؤوسكم و ارجلكم الي الكعبين و ان كنتم جنبا فاطهروا[] سوره المائده (6).


ب- الحض علي نظافه الفم و الاسنان:


ايضا امر الاسلام بتنظيف الفم و العنايه به، فكان النبى علية الصلاه و السلام يستعمل السواك و يقول: “لولا ان اشق علي امتى لامرتهم بالسواك مع جميع صلاة”. صحيح البخاري. و ينصح الاطباء باستعمال معجون الاسنان قبل النوم، و بعد الاستيقاظ، و بعد تناول و جبات الاكل حرصا علي الحفاظ علي اسنان الانسان، فالسواك يقوم بهذا العمل، بل ان فية من الفائدة – و خاصه عود الاراك – الشيء العديد ما جمعها بعض الاطباء و المخبريين بفائدة تزيد علي ستين من حيث النتائج الايجابيه التي تنعكس علي الانسان الذي يستعمل السواك بشكل دائم، و من هنا ندرك قول النبى صلي الله علية و سلم: “لولا ان اشق علي امتى لامرتهم بالسواك مع جميع صلاة”. لما فالسواك من هذة الفائدة العظيمة.


فالسواك فية فائدة كثيرة، و فية معان اخري غير هذة الفائدة الصحية، لذا قال علية الصلاه و السلام: “السواك مطهره للفم، مرضاه للرب”. صحيح ابن حبان. فبالاضافه الي ان السواك يطهر الفم، و ينظف الاسنان، و يقوى اللثة، ففية رضا و طاعه للة سبحانة و تعالى.


و قس علي هذا ما جاء من احاديث تدعو الي ان يعني الانسان بخصال الفطرة؛ كتقليم الاظافر، و قص الشارب، و نتف الابط، و حلق العانة، و جميع خصال الفطره التي و رد النص فيها فكلام النبى صلي الله علية و سلم.


ج- العناية بالنظافه عند تناول الطعام:


كذلك اوجب الاسلام الحرص علي نظافه الطعام، فعلي الانسان ان يتخلص من جميع الفضلات و اثارها و روائحها، و ذلك يعد من باب النقاء و التطهير للمسلم. عن سيدنا سلمان الفارسى رضى الله عنة ان النبى صلي الله علية و سلم قال: “بركه الاكل الوضوء قبلة و الوضوء بعده”. سنن ابى داود. و المقصود بالوضوء هنا غسل اليدين قبل الاكل و بعده، فالوضوء لغه هو مطلق الغسل.


ء- العناية بصحه الجسم:


حتي العلاج و الدواء الذي يتناولة الانسان هو جزء مما دعا الية اسلامنا العظيم. فقد قال النبى صلي الله علية و سلم امرا بالتداوى من باب العنايه بالصحة: “ما انزل الله عز و جل داء الا انزل له دواء”. مسند احمد. و التداوى جزء من حفظ المسلم لقوه بدنة القوه المادية:[]واعدوا لهم ما استطعتم من قوة…[] سوره الانفال (60). و من باب القوه الادبيه ايضا. فقد امرنا علية الصلاه و السلام بالتداوي، و امرنا ان نعني بصحه ابداننا من اثناء العنايه بنظافتها، حتي ان الاسلام و صل الي امر ابعد من هذا فتشريعاتة و دعوت؛ فقد و ضع لنا قواعد فالحجر الصحى لمن اصابة مرض معد او سار او غير ذلك، فاذا ظهر مرض معد فبلد ما منع الدخول فية او الخروج منة حتي تذهب رقه الداء الي اضيق نطاق. يقول النبى صلي الله علية و سلم: “اذا سمعتم بالطاعون بارض فلا تدخلوها، و اذا و قع بارض و انتم فيها فلا تظهروا منها”. مسند احمد. و هذا من باب الحرص علي الا ينتقل ذلك المرض الي مكان اخر.


ه- العناية بالزينه و التطيب:


عنى ديننا العظيم عنايه كبيره بزينه الانسان و جماله. قال تعالى:[]يا بنى ادم خذوا زينتكم عند جميع مسجد…[] سوره الاعراف (31). و قال النبى صلي الله علية و سلم: “من كان له شعر فليكرمه”. سنن ابى داود. و قال كذلك علية الصلاه و السلام: “ان الله رائع يجب الجمال”. صحيح مسلم. و كان علية الصلاه و السلام يعني بنظافه ثوبة و الطيب كذلك، و هو الذي يقول: “حبب الى من الدنيا النساء و الطيب، و جعلت قره عينى فالصلاة”. مسند احمد.


و من لطيف ما و رد عن سيدنا رسول الله صلي الله علية و سلم ما تخبرنا بة السيده عائشه رضى الله تعالي عنها ان النبى صلي الله علية و سلم كان يدنى اليها راسة فتغسله، بعدها ترجله[2] و هى فحجرتها و النبى صلي الله علية و سلم فالمسجد، و ربما و رد فروايات اخري عن شمائل النبى صلي الله علية و سلم ان السيده عائشه رضى الله عنها كانت تطيب شعر رسول الله صلي الله علية و سلم و تسرحة و ترجله، حتي ان الطيب كان يري فمفرق شعرة علية الصلاه و السلام، و ذلك دليل علي جواز التطيب بالنسبه للرجال، و ان يحرص الرجل علي هيئتة الحسنة، و النبى صلي الله علية و سلم اشار كما اسلفنا انه “حق للة علي جميع مسلم ان يغتسل فكل سبعه ايام”. فطالما اننا ما مورون بالنظافه و بان ناخذ زينتنا عند الدخول الي المسجد، فالامر بزينه الثوب و زينه البدن هو جزء من النظافه العامه التي يحلم فيها جميع انسان، فالحياة فهذا الكون من غير نظافه لا تطاق، و حرص الانسان علي نظافه جميع ما يستعملة جزء من ذلك الدين، و جزء من حب الانسان لشريعتة السمحاء.


* طهاره الثوب:


ا- العناية بنظافه الثياب:


الاسلام عنى بنظافه الانسان بشكل عام؛ نظافه الطريق و المنزل و الثياب، فلا بد ان يعني المسلم بثيابة و نظافتها و طيبها، فقد اخبر سيدنا جابر رضى الله تعالي عنة ان هذا الرجل الذي كان يلبس ثيابا و سخه لم تعجب النبى صلي الله علية و سلم فقال: “اما كان ذلك يجد ما يغسل بة ثوبه؟!”. صحيح ابن حبان. يحرص النبى علية الصلاه و السلام بذلك علي ضروره نظافه الثوب، و ان يصبح ثوبنا نظيفا و انيقا بشكل دائم. جاء فحديث احدث عن رجل يقال له “ابو الاحوص” قال: اتيت النبى صلي الله علية و سلم فثوب دون[3] فقال: “الك ما ل؟”. فقلت: نعم. قال: “من اي المال؟”. قال ربما اتانى الله تعالي من الابل و الغنم و الخيل و الرقيق. فقال النبى صلي الله علية و سلم: “فاذا اتاك الله ما لا فلير اثر نعمه الله عليك و كرامته، ان الله تعالي يحب من احدكم اذا انعم الله علية نعمه ان يري اثر نعمتة عليه”. قال تعالى:[]واما بنعمه ربك فحدث[] سوره الضحي (11). فطالما ان الله سبحانة و تعالي ربما اتاك ما لا كثيرا و متنوعا و متعددا فالبس ثيابا حديثة و نظيفه حتي ترية سبحانة و تعالي اثر نعمتة عليك.


ب- عناية النبى صلي الله علية و سلم بنظافه ثيابه:


ايها الاخوه القراء! العنايه بالثياب امر ضروري، و هو جزء من شخصيه المسلم التي ينبغى علي جميع مسلم ان يبرزها بصوره لائقه و محببة، و ربما كان النبى صلي الله علية و سلم يعني هو شخصيا بثيابه؛ فقد كان له جبه يمانيه يلبسها يوم العيدين، و يلبسها يوم الجمعة، و يلبسها اذا استقبل الوفود. و ربما كان له ثياب اخري يلبسها مع اهلة و عياله، و ثياب اخري يلبسها فالجهاد فسبيل الله تعالى.


ج- الحض علي لبس البياض:


كان علية الصلاه و السلام يحب لبس البياض، فقد و رد عنة صلي الله علية و سلم نصف صريح ففضل لبس الثياب البيضاء و خاصه فالصيف حيث قال: “البسوا البياض فانها اطهر و اطيب، و كفنوا بها موتاكم”. سنن الترمذي. فالثياب البيضاء تعكس النظافه و الجمال الذي يفترض ان يصبح علية جميع مسلم، و خاصه انها ايسر فالتنظيف و لا تحمل الوسخ؛ لان الوسخ يخرج عليها بشكل سريع. و ربما و رد عن بعض الحكماء قولهم: “من نظف ثوبة قل همه، و من طاب ريحة زاد عقله”. و فذلك دعوه الي العنايه بنظافه الثوب و طيب الرائحه و هو جزء من توجية النبى صلي الله علية و سلم.


* طهاره المكان:


ا- العناية بنظافه المسجد:


المساجد هى البيوت المعده لاداء الصلاة، و هى الاماكن المعده للقاء المسلمين، بها يتلي كتاب الله تعالى، و يدرس حديث رسول الله صلي الله علية و سلم، و بها يتفقة بالدين، لذا كانت العنايه بالمساجد مؤكده اكثر من غيرها، فكما ان علي الانسان ان ينظف بيتة مؤكدة، فايضا علية ان يحرص علي طهاره بيت =الله سبحانة و تعالي من ان يصيبة اذى، او ان يلحق بة شيء من الجراثيم، او الغبار، او الامراض التي ممكن ان تتجمع فالاماكن العامة. من اجل هذا نجد كثيرا من الوصايا من النبى صلي الله علية و سلم حرصا علي نظافه المنزل و المسكن و المسجد بشكل عام.


و رد عن سيدنا ابى هريره رضى الله عنة ان رجلا اسود – او امراه سوداء – كانت تقم المسجد فماتت، فسال النبى صلي الله علية و سلم عنها، فقالوا: ما تت. فقال علية الصلاه و السلام: “افلا كنتم اذنتموني! دلونى علي قبره”. متفق عليه. فاتي النبى صلي الله علية و سلم قبرها فصلي عليها. ان هذة العنايةه و ذلك التكريم من الرسول صلي الله علية و سلم لامراه سوداء – او لرجل اسود – كان من شانهم كنس المسجد انما هو دليل علي حرصة علية الصلاه و السلام علي النظافه و علي اعلاء شانها، فهذا الرجل – او تلك المراه – الذي كان ينظف المسجد كان يقوم بعمل من صلب الدين، و من صلب هذة الشريعه السمحاء.


فالعنايه بالمساجد مما امر بة النبى صلي الله علية و سلم، حتي انه نهانا عن امر ربما يعدة بعض الناس يسيرا، الا و هو البصاق فالمسجد. فقد قال النبى صلي الله علية و سلم: “البصاق فالمسجد خطيئة، و كفارتها دفنها”. متفق عليه.


ب- العناية بنظافه المسكن:


و من نوعيات النظافه التي ركز عليها الاسلام نظافه المسكن؛ فالنفس تنشرح عندما تري مكانا نظيفا، و تشمئز عندما تري مكانا قذرا، و بيتنا الذي نقيم فية هو بيت =للعباده و الطاعه قبل ان يصبح بيتا للنوم و الاكل و الشراب، فالله سبحانة و تعالي ربما طهر بيتة (البيت الحرام) و عهد الي سيدنا ابراهيم و سيدنا اسماعيل عليهما السلام ان يحرصا علي طهاره المنزل الحرام، و ان يظل مهيا للراكعين و الطائفين و الساجدين، فقال الله سبحانة و تعالى:[]وعهدنا الي ابراهيم و اسماعيل ان طهرا بيتى للطائفين و العاكفين و الركع السجود[] سوره البقره (125). فهذا التطهير يشمل التطهير من القذر، و من مظاهر الشرك و الوثنية، فقد طهر الله سبحانة و تعالي المنزل الحرام من الاصنام و الاوثان التي كانت حوله، و ربما اصبح المنزل من فضل الله تعالي نظيفا و طاهرا من حيث الظاهر و الباطن.


ج- العناية بنظافه الطريق:


لقد اعلي النبى علية الصلاه و السلام من شان النظافة، حتي انه مره ذكر لاصحابة انه راي رجلا يتقلب فالجنه فشجره قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذى الناس. فالله تعالي اعطاة ثوابة عظيما و اجرا كبيرا.


فما افضل ان يظل الطريق نظيفا بعيدا عن جميع اذى، و عن جميع نوعيات الاوساخ و الاقذار التي تلقي فالشوارع، لا بد ان نعني بنظافه شوارعنا حرصا علي الصحه و المظهر العام، و ان نذهب الاذي عنها، فقد عد النبى صلي الله علية و سلم اماطه الاذي عن الطريق شعبه من شعب الايمان، فقال علية الصلاه و السلام: “الايمان بضع و سبعون، فافضلها قول ((لا الة الا الله))، و ادناها اماطه الاذي عن الطريق، و الحياء شعبه من الايمان”. متفق عليه.


ايها الاخوه القراء! سمعت احد مشايخنا – جزاهم الله عنا جميع خير – يقول: “من اراد ان يجمع بين اعلي شعبه من شعب الايمان و ادني شعبه من شعب الايمان، فاذا اماط اذي عن الطريق (حجرا او شوكا او نحوه) فليقل: ((لا الة الا الله، محمد رسول الله))”. كذا يجمع بين اعلي و ادني شعب الايمان، و ليس فالاسلام شيء دنيء او و ضيع، انما هذة رتب، فالانسان يدخل فالدين بقولة ((لا الة الا الله)). و من اولي و اهم ما ينبغى ان يحرص علية الانسان المتدين ان يزيل الاذي من طريق المسلمين.


و قال النبى صلي الله علية و سلم فبيان فضل اماطه الاذي عن الطريق، و انها من اروع اعمال الامه التي تلقي فيها و جة الله سبحانة و تعالى: “عرضت على اعمال امتي؛ حسنها و سيئها، فوجدت فمحاسن اعمالها الاذي يماط عن الطريق، و وجدت فمساوئ اعمالها النخامه تكون فالمسجد لا تدفن”. صحيح مسلم.


فالوقت نفسة انكر النبى صلي الله علية و سلم علي المسلمين و الناس بشكل عام ان يجعلوا الطريق مكانا لالقاء فضلاتهم. يقول علية الصلاه و السلام: “اتقوا اللاعنين”. قالوا: و ما اللاعنان يا رسول الله؟! قال: “الذى يتخلى[4] فطريق الناس او ظلهم”. صحيح مسلم.


جاء فحديث احدث قولة صلي الله علية و سلم: “بينما رجل يمشى بطريق و جد غصن شوك علي الطريق فاخره، فشكر الله له فغفر له”. متفق عليه. فالله سبحانة و تعالي غفر لهذا الرجل بعمل يسير.


هذة الامور قد لا يبالى فيها كثير من الناس؛ لانها من الامور الحساسه جدا، فلنتنبة ايها الاخوه الي ان فعلنا لهذة الامور المخالفه يوجب علينا التوبه و الاستغفار منها، و ان عنايتنا بنظافه البدن و الثوب و المكان جزء من ديننا، و من التجمل الذي امر بة ربنا سبحانة و تعالى، فالله تعالي رائع يحب الجمال، و طيب يحب الطيب.


* طهاره القلب:


لا شك ايها الاخوه ان عنايه الاسلام بالبدايه كانت بطهاره القلب؛ طهاره القلب من الشرك، فقد امرنا ان تكون عقيدتنا سليمة, و قلوبنا طاهره من الاحقاد و الادران التي تكدر صفوها، فالقلب كما قال النبى صلي الله علية و سلم: “الا و ان فالجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله، و اذا فسدت فسد الجسد كله، الا و هى القلب”. متفق عليه.


و ربما اخبر النبى علية الصلاه و السلام اصحابة ذات مره عن نتائج سلامه القلب و الصدر، و ان ذلك النقاء هو احد الاسباب الموجبه لدخول الجنه ان شاء الله تعالى، فقال علية الصلاه و السلام: “يطلع عليكم رجل من اهل الجنة”. سنن الترمذي. فدخل رجل من الانصار, ربما علق نعلة فشماله, و ماء الوضوء يتقاطر من لحيته. فاليوم الثاني كرر النبى صلي الله علية و سلم قوله, فخرج الرجل نفسه. و فاليوم الثالث كرر الرسول صلي الله علية و سلم بشارتة لذا الرجل, فقام عبدالله بن عمر – و فروايه عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهم اجمعين – الي هذا الرجل فقال له: انى لاحيت و الدي[5], فان رايت ان تضيفنى جزاك الله خيرا. فقال له الرجل: نعم. و رحب به. فمكث عندة عبدالله ثلاث ليال لم ير منة مزيد صلاه و لا مزيد عبادة, غير انه اذا تعار فالليل[6] ذكر الله تعالى، و استيقظ الي صلاه الفجر. فلما انقضت الليالى الثلاث اخبرة عبدالله بما جاء به، و ان الرسول صلي الله علية و سلم ربما بشرة بالجنه ثلاث مرات متتالية. فقال له: و الله يا عبدالله! ما رايت منك مزيد عمل، فحدثنى ما ذا تفعل؟ فقال الرجل: “والله ما هو الا ما رايت مني، غير انى لا اجد لاحد من المسلمين فقلبى غشا، و لا حسدا علي خير اعطاة الله اياه، و لم ابت ليلا ضاغنا علي مسلم”. و فروايه اخرى: “فانى ابحت عرضى لجميع المسلمين”. ذلك الرجل ربما نال هذة البيته العظيمه لانة سامح و عفا عن جميع من اساء اليه، و طهر قلبة حسا و معني من جميع الانواع التي تبعدة عن الله سبحانة و تعالى. هذة الطهاره المعنويه حرص عليها الاسلام كما كان حريصا علي الطهاره الحسيه و الجسدية.


* الطهور – ظاهرا و باطنا – شطر الايمان:


ايها الاخوه القراء! ان الله تعالي كمل المسلم للايمان، و كمال الايمان لا يتم الا بالطهور، و هو النظافة، فقد قال النبى صلي الله علية و سلم: “الطهور شطر الايمان”. صحيح مسلم. اي ان يجمع المسلم بين طهاره الظاهر بالوضوء و الاغتسال و نظافه الثوب و نظافه البدن, و طهاره الباطن بالايمان بالله سبحانة و تعالى، عند هذا تفتح ابواب الجنه الثمانيه للانسان بعد ان يتوضا و يقول: “اشهد ان لا الة الا الله و اشهد ان محمدا عبدة و رسوله”؛ لانة بذلك يصبح ربما جمع بين طهاره الظاهر، و طهاره الباطن من كلمه الشرك، و اعلانة لكلمه التوحيد.


* الاسلام هو دين النظافه باوسع معانيها:


ايها الاخوه القراء! الاسلام هو دين النظافه باوسع معانيها، نظافه العقيده بلا شك من الخرافات، نظافه الاخلاق من الرذائل و المنكرات، نظافه اللسان من الفحش و الكفر و الشتم، نظافه القلم من الكذب و الطغيان و الفجور و الضلال، نظافه الجسد و الثياب من الاوساخ، نظافه المسجد، نظافه الطريق، نظافه المنزل و فناء الدار، نظافه سائر جوانب الحياة التي يستعملها الانسان فليلة و نهاره؛ حتي يبدو المسلم كانة شامه بين الناس. يقول النبى صلي الله علية و سلم: “انكم قادمون علي اخوانكم، فاصلحوا رحالكم و اصلحوا لباسكم؛ حتي تكونوا كانكم شامه فالناس، فان الله لا يحب الفحش و لا التفحش”. رواة ابو داود باسناد حسن.


* دعوه الي النظافة:


ايها الاخوه القراء! الاسلام دين الطهاره و النظافه و اللطافه و الجمال و الكمال، و الطهاره امر و قائي، بل ركن اساسى للابتعاد عن الامراض الساريه و المعدية، فلنحرص جميعا علي التخلق باخلاق الاسلام، و علي تنظيف بيوتنا من الظاهر و الباطن، و علي تنظيف ابداننا، و ثيابنا، و مكان جلوسنا و نومنا، و مكان تناول طعامنا؛ لان هذا من تمام الايمان و الاخلاق. فالنظافه و التجمل و الصحه و الطهاره اسس لا بد منها لكل مسلم؛ حتي تنهض هذة الامه بواجباتها.


اللهم! اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه، و صلي الله علي سيدنا محمد، و علي الة و صحبة و سلم، و الحمد للة رب العالمين.

 

  • انواع النظافة
  • انواع النظافة
  • انواع النظافة الشخصية
  • ما انواع النظافة
  • ماانواع النظافة
  • ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻆﺎﻓﻪ


انواع النظافة الشخصية