المغفرة والتوبة

 

صورة-1

 



استغفر الله و اتوب اليه


الاستغفار هو طلب المغفره ، و المغفره هى و قايه شر الذنوب مع سترها ،


اي ان الله عز و جل يستر علي العبد فلا يفضحة فالدنيا


و يستر علية فالاخره فلا يفضحة فعرصاتها و يمحو عنة عقوبه ذنوبة بفضلة و رحمتة . و ربما كثر ذكر الاستغفار فالقران ، فتاره يؤمر بة كقولة تعالي (واستغفروا الله ان الله غفور رحيم)(المزمل/20) و تاره يمدح اهلة كقولة تعالي : (والمستغفرين بالاسحار)(ال عمران/17) ، و تاره يذكر الله عز و جل انه يغفر لمن استغفرة كقولة تعالي : (ومن يعمل سوءا او يظلم نفسة بعدها يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) (النساء/110) .


و كثيرا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبه فيصبح الاستغفار حينئذ عباره عن طلب المغفره باللسان ، و التوبه عباره عن الاقلاع عن الذنوب بالقلب و الجوارح ، و حكم الاستغفار كحكم الدعاء ، ان شاء الله اجابة و غفر لصاحبة لاسيما اذا خرج من قلب منكسر بالذنوب ، او صادف ساعه من ساعات الاجابه كالاسحار و ادبار الصلوات ، و اروع الاستغفار ان يبدا بالثناء علي ربة ، بعدها يثنى بالاعتراف بذنبة ، بعدها يسال ربة بعد هذا المغفره ، كما فحديث شداد بن اوس عن النبى صلي الله علية و سلم قال : ” سيد الاستغفار ان يقول العبد : اللهم انت ربى لا الة الا انت خلقتنى ، و انا عبدك ، و انا علي عهدك ، و وعدك ما استطعت ، اعوذ بك من شر ما صنعت ، ابوء لك بنعمتك على ، و ابوء بذنبى ، فاغفر لى فانة لا يغفر الذنوب الا انت “(رواة البخاري) .

وقولة : ” ابوء لك بنعمتك على ” اي اعترف لك ، و ” ابوء بذنبى ” اي اعترف و اقر بذنبى . و فحديث عبدالله بن عمرو ان ابا بكر قال : يا رسول الله علمنى دعاء ادعو بة فصلاتى ، قال : قل : ” اللهم انى ظلمت نفسى ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب الا انت ، فاغفر لى مغفره من عندك و ارحمنى انك انت الغفور الرحيم “(رواة مسلم) .

ومن اروع الاستغفار ان يقول العبد : ” استغفر الله العظيم الذي لا الة الا هو الحى القيوم و اتوب الية ” . و ربما و رد عن النبى صلي الله علية و سلم ان من قالة : ” غفر له و ان كان فر من الزحف ” .

وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال : ان كنا لنعد لرسول الله صلي الله علية و سلم فالمجلس الواحد ما ئه مره يقول : ” رب اغفر لى و تب على انك انت التواب الغفور “(رواة الترمذى و ابو داود و الحاكم) .

وعن ابى هريره رضى الله عنة عن النبى صلي الله علية و سلم انه قال : ” و الله انى لاستغفر الله و اتوب الية فاليوم اكثر من سبعين مره “(رواة احمد و ابو داود و ابن ما جة) .

وعن النبى صلي الله علية و سلم قال : ” انه ليغان علي قلبى و انى لاستغفر الله فاليوم ما ئه مره “(رواة البخارى و مسلم) .

وقد و رد فحديث انس اهم الاسباب التي يغفر الله عز و جل فيها الذنوب ، فقال صلي الله علية و سلم قال الله تعالي : ” يا ابن ادم انك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك ما كان منك و لا ابالى ، يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء بعدها استغفرتنى غفرت لك ، يا ابن ادم لو اتيتنى بقراب الارض خطايا بعدها لقيتنى لا تشرك بى شيئا لاتيتك بقرابها مغفره “(رواة الترمذي) .

وقد تضمن ذلك الحديث ثلاثه سبب من اعظم سبب المغفره :


احدها : الدعاء مع الرجاء : فان الدعاء ما مور بة موعود علية بالاجابه ، كما قال تعالي : (وقال ربكم ادعونى استجب لكم )(غافر/60) ، فالدعاء اسباب مقتض للاجابه مع استكمال شرائطة و انتفاء موانعة ، و ربما تتخلف الاجابه لانتفاء بعض شروطة او و جود بعض موانعة ، و من اعظم شرائطة حضور القلب و رجاء الاجابه من الله تعالي ، فمن اعظم سبب المغفره ان العبد اذا اذنب ذنبا لم يرج مغفره من غير ربة ، و يعلم انه لا يغفر الذنوب و ياخذ فيها غيرة فقولة : ” انك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك ما كان منك و لا ابالى ” يعنى علي كثره ذنوبك و خطاياك ، و لا يتعاظمنى هذا و لا استكثرة .

وفى الصحيح عن النبى صلي الله علية و سلم قال : ” اذا دعا احدكم فليعظم الرغبه ، فان الله لا يتعاظمة شيء “(رواة مسلم) . فذنوب العباد و ان عظمت فان عفو الله و مغفرتة اعظم منها ، كما قال الامام الشافعى عند موتة :


و لما قسا قلبى و ضاقت مذاهبى جعلت الرجا منى لعفوك سلما تعاظمنى ذنبى فلما قرنتة بعفوك ربى كان عفوك اعظم

الثاني : الاستغفار : فلو عظمت الذنوب و بلغت الكثره عنان السماء و هو السحاب ، و قيل : ما انتهي الية البصر منها بعدها استغفر العبد ربة عز و جل ، فان الله يغفرها له .

روى عن لقمان انه قال لابنة : يا بنى عود لسانك اللهم اغفر لى فان للة ساعات لا يرد بها سائلا .

وقال الحسن : اكثروا من الاستغفار فبيوتكم و علي موائدكم و فطرقكم و فاسواقكم و فمجالسكم و اينما كنتم ، فانكم ما تدرون متى تنزل المغفره .


الثالث : التوحيد : و هو الاسباب =الاعظم و من فقدة حرم المغفره ، و من اتي بة فقد اتي باعظم سبب المغفره .

قال الله تعالي : (ان الله لا يغفر ان يشرك بة و يغفر ما دون هذا لمن يشاء)(النساء/166) ، قال ابن القيم رحمة الله فمعني قولة : ” يا ابن ادم لو اتيتنى بقراب الارض خطايا بعدها لقيتنى لا تشرك بى شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة” يعفي لاهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوة بالشرك ما لا يعفي لمن ليس ايضا ، فلو لقي الموحد الذي لم يشرك بالله البته ربة بقراب الارض خطايا اتاة بقرابها مغفره ، و لا يحصل ذلك لمن نقص توحيدة ، فان التوحيد الخالص الذي لا يشوبة شرك لا يبقي معة ذنب ؛ لانة يتضمن من محبه الله و اجلالة و تعظيمة و خوفة و رجائة و حدة ما يوجب غسل الذنوب ، و لو كانت قراب الارض ، فالنجاسه عارضه ، و الدافع لها قوى ، و معني ” قراب الارض ” ملؤها او ما يقارب هذا ، و لكن ذلك مع مشيئه الله عز و جل ، فان شاء غفر بفضلة و رحمتة ، و ان شاء عذب بعدلة و حكمتة ، و هو المحمود علي جميع حال .

قال بعضهم : الموحد لا يلقي فالنار كما يلقي الكفار ، و لا يبقي بها كما يبقي الكفار ، فان كمل توحيد العبد و اخلاصة للة فية و قام بشروطة كلها بقلبة و السانة و جوارحة او بقلبة و لسانة عند الموت اوجب هذا مغفره ما سلف من الذنوب كلها و منعة من دخول النار بالكليه ، فمن تحقق بكلمه التوحيد قلبة اخرجت منة جميع ما سوي الله محبه و تعظيما و اجلالا و مهابه و خشيه و رجاء و توكلا ، و حينئذ تحرق ذنوبة و خطاياة كلها و لو كانت كزبد البحر ، و قد قلبتها حسنات ، فان ذلك التوحيد هو الاكسير الاعظم ، فلو و ضعت ذره منة علي جبال الذنوب و الخطايا لقلبتها حسنات ، قال ابن عباس رضى الله عنهما : كما ان الله عز و جل لا يقبل طاعات المشركين فنرجو ان يغفر الله عز و جل ذنوب الموحدين او معناة .


الاثار ففضل الاستغفار :

قالت عائشه رضى الله عنها : طوبي لمن و جد فصحيفتة استغفارا كثيرا . و قال على رضى الله عنة : ما الهم الله سبحانة عبدا الاستغفار و هو يريد ان يعذبة .

وقال قتاده رحمة الله : ان ذلك القران يدلكم علي دائكم و دوائكم ، فاما داؤكم فالذنوب ، و اما دواؤكم فالاستغفار .


نسال الله المغفره و العفو و العافية.


بقلم الشيخ احمد فريد

اللهم انى اسالك بعزك و ذلى


و بغناك عني و فقري اليك


هذة ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك


عبيدك سواي كثير و ليس لي سيد سواك


اسالك مساله المساكين


و ابتهل اليك ابتهال الخاضع الذليل


و ادعوك دعاء الخائف الضرير


من ذل لك قلبة و رغم لك انفة و خضعت لك رقبتة و فاضت لك عيناه


ان تغفر لي ذنبى

  • طلب المغفره


المغفرة والتوبة