صورة-1
إن علامات الساعه هي: الدلائل و الوقائع التي تقع قبل قيام الساعة، و تدل علي اقترابها. لحكمه الله تعالي انه لم يخبر احدا بوقت قيام الساعة؛ لينال جميع عبد جزاءة و عقابة بعدل مطلق، فقيام الساعه من الأمور الغيبه التي لا يعلم و قتها الا الله و حده: ” ان الله عندة علم الساعه و ينزل الغيث و يعلم ما فالأرحام “. و تقسم تلك الأمارت (العلامات) الي علامات صغري و علامات كبرى، حيث ذكر القرآن الكريم عددا منها، و أشار النبى – علية الصلاه و السلام- اليها و فصل الحديث عنها .
فرحمه الله تعالي اقتضت ان يحذرنا بهذة العلامات لنعتبر و نتجهز لقيام الساعة، فمن حاد عن طريق المستقيم علية ان يعود الية قبل فوات الأوان . و علامات الساعه الصغري هي: اشراط كثيره تسبق تلك الكبرى، و تقسم لجزئين: جزء منها ربما ظهر و انقضي قديما، مثل: بعثه النبى – صلي الله علية و سلم- و وفاته، و انشقاق القمر، و موت الصحبه الكرام – رضوان الله عليهم- و غيرها . ” اقتربت الساعه و انشق القمر ” .
والجزء الآخر ظهر بعضه، و يستمر فالظهور الي يومنا هذا؛ كتطاول البنيان، و عقوق البنت لأمها، و تأمين الخائن، و تخوين الأمين، و تصديق الكاذب، و تكذيب الصادق، و انتشار الكذب، و سياسه الرويبضات للناس، و تكلمهم فامر العامة، و تأمير السفهاء، و بذلك تضيع الأمانة، و ايضا موت العلماء، و ظهور الجهل، و الفساد، و الفتن، و الفواحش بكثرة، و كثره القتل، فلا يدرى المقتول لم قتل، و قطيعه الأرحام، و سوء الجوار، كثره موت الفجأة، و كثره النساء مقارنه بأعداد الرجال القليلة، و كثره الكوارث الطبيعيه كالزلازل، و استحلال الخمور و المعازف، و ترك الحكم بالكتاب و السنه النبوية، و غيرها من الأشراط، و كلها بائنه الوضوح فعصرنا و كثيره الانتشار .
وايضا الكبري لم تخرج بعد كالنار التي ستخرج من اليمن، و طلوع الشمس من المغرب، و غيرها من العلامات التي ذكرها النبى الكريم – علية الصلاه و السلام- انها فتن كبيره يفتن فيها العديد من الناس، الا من رحم الله، فمن لجا الي ربة و عمل صالحا و اتبع هدى نبية و قاة الله تعالي تلك الفتن العظيمه و جنبة الوقوع فيها و ربما بينت الاحاديث النبويه كيف يتجنبها جميع من شهدها. فنعوذ بالله تعالي من جميع الفتن صغيرها و كبيرها، ما ظهر منها و ما بطن .
إن علي المسلم ان يتخذ الحيطه و الحذر، و يستعد لقيام الساعه فلا يدرى متي تتظهر علامات الساعه الكبرى، فقد تخرج جمله و احدة، و ربما تكون قريبه الوقوع، حينها لن تنفع التوبه و الأوبه الي الله تعالي ” حتي اذا جاءتهم الساعه بغته قالوا يا حسرتنا علي ما فرطنا بها “.
