الظلم في الاسلام

بالصور الظلم فالاسلام

 

صورة-1

 



موقف الإسلام من الظلم و الظالمين


:


اخرج مسلم من حديث ابى ذر عن النبى صلي الله علية و سلم فيما روي عن الله تبارك و تعالي انه قال: “يا عبادى انى حرمت الظلم علي نفسي، و جعلتة بينكم محرما، فلا تظالموا”.


و أخرج الشيخان عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلي الله علية و سلم قال: “الظلم ظلمات يوم القيامة”، و أخرج مسلم عن جابر بن عبدالله ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال: “اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.


و فضلا عن هذا فإن الظلم يجعل الظالم فحبس دائم.. لا يسير الا و حولة حرس مدجج بالسلاح.. لا ينام و لا يصحو الا و هو متخوف من المظلوم الذي يريد ان ينتقم منه.. الظلم حين يشيع فامه لا يمكنها ان تستقر او تستريح.. ﴿ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فية الأبصار(42) مهطعين مقنعى رءوسهم لا يرتد اليهم طرفهم و أفئدتهم هواء (43)﴾ (إبراهيم)، فالله سبحانة و تعالي يعلن فكتابة العزيز الا يتصور الظالم ان الله غافل عن ذلك الظلم، فإذا كان الله يمد للظالم فالإمهال فهذا من الاستدراج، لا غفله من الله العزيز جل و علا: ﴿إنما يؤخرهم ليوم تشخص فية الأبصار﴾، بعدها يصف حال الظالم المنتفخ المتكبر المتجبر المستبد، الذي يملا الحياة ظلما، يصف حالة يوم القيامة، بأنها علي عكس ذلك الانتفاخ الذي كان فالدنيا، بعد ان كان يشمخ بأنفة الي السماء، يأتى مهطعا مقنع الرأس ﴿مهطعين مقنعى رءوسهم﴾ يضع رأسة عند قدمة ذلا و حياء و خوفا و رهبه ﴿لا يرتد اليهم طرفهم﴾؛ اي لا يستطيعون ان ينظروا بأبصارهم.. انظر و تعجب من شده الهلع و الخوف الذي ملا قلب الظالم! بسبب ما ملا قلوب الناس من خوف و رعب، يصبح جزاؤة يوم القيامه ان يملا قلبة الرعب، حتي لا يكاد ان تستقر عينة علي شيء ﴿لا يرتد اليهم طرفهم﴾، اذا نظر من شده الخوف لا يستطيع ان يغمض عيناه﴿وأفئدتهم هواء﴾؛ و قلوبهم فارغه من جميع شيء.


من جزاءات الظالمين


1- الظلم يعرض صاحبة لعذاب اليم فهذة الدنيا


مهما يطل الزمان بالظالم، فإن الله تبارك و تعالي لا بد ان يأخذة علي ام رأسه، و أن يشدد فاخذه، اخرج عن ابى موسي رضى الله عنة قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “إن الله ليملى للظالم حتي اذا اخذة لم يفلته”، قال: بعدها قرا ﴿وايضا اخذ ربك اذا اخذ القري و هى ظالمه ان اخذة اليم شديد (102)﴾ (هود).


ذلك للفرد الظالم، و ايضا للجماعه الظالمة، فقد قال الله عز و جل: ﴿فكأين من قريه اهلكناها و هى ظالمه فهى خاويه علي عروشها و بئر معطله و قصر مشيد (45)﴾ (الحج)، بعد ان كانت هذة القريه الظالمه تعيش فبحبوحه و فراحة، يجعل الله تبارك و تعالي عاليها سافلها.


2- الظالم يسلط الله تبارك و تعالي علية جنده، و ينتقم منة فالدنيا، بعدها فالآخرة


ربما يؤخر الله عقاب الظالم، و لكن اياك ان تظن ان تأخير الله غفله منة جل جلاله.


لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباة الي الندم


تنام عيناك و المظلوم منتبة يدعو عليك و عين الله لم تنم


انت تنام بعد ان ظلمت منفوخ البطن مغترا بقوتك، و المظلوم قائم بالليل ينادى ربه، و يقول: رب انى مظلوم فانتصر.. تظهر الدعوه من فم المظلوم، فلا يمنعها من الله شيء، و تفتح لها ابواب السماء؛ اخرج الشيخان عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبى صلي الله علية و سلم بعث معاذا الي اليمن، فقال: “اتق دعوه المظلوم، فإنها ليس بينها و بين الله حجاب”.


ان دعوه المظلوم تفتح لها ابواب السماء، و لا يقف لها شيء، فقد اخرج الترمذى و حسنة عن ابى هريره قال: قال رسول الله صلي الله علية و سلم: “ثلاثه لا ترد دعوتهم: الصائم حتي يفطر، و الإمام العادل، و دعوه المظلوم يرفعها الله فوق الغمام و يفتح لها ابواب السماء و يقول الرب: و عزتى لأنصرنك و لو بعد حين».


و عد من الله ان ينصر المظلوم و لو بعد حين.. حين يفرح الظالم بظلمة و يستعلي بجبروته، يقول الله عز و جل: ﴿حتي اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغته فإذا هم مبلسون (44) فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد للة رب العالمين (45)﴾ (الأعراف).


العدل هو الذي يجعل الحياة فراحة، و الظلم هو الذي يجعل الحياة قلقه مضطربة، و هو جرثومه متي فشت فامة، اهلكها الله عز و جل.


و إن اشد الناس حمقا من يجامل الظالم فظلمه؛ لأنة لم يستفد شيئا بهذة المجاملة، و إنما باع اخرتة ليكسب غيرة دنياه؛ و هذا حينما لا يقول كلمه الحق.


سنه الله فالظلم و الظالمين- قانون الظلم


اولا:معني الظلم و العدل :


الظلم اصلة الجور و مجاوزه الحد و , معناة الشرعى و ضع الشيء فغير موضعة الشرعي.


و العدل هو و ضع الشيء فموضعة الشرعي، و إعطاء جميع شيء حقة من المكانه او البيته او الحكم او العطاء.


ثانيا :الموقف القرآنى من الظلم :


فالقرآن الكريم ايات كثيره صريحه فتحريم الظلم بذكر اسمه، و آيات كثيره فتحريم الظلم بصوره غير مباشره , و هذا بالأمر بالعدل لأن الأمر بالعدل نهى عن الظلم , فمن هذا قولة تعالي ” ان الله يأمر بالعدل “، كذا امرا مطلقا بالعدل بكل ما هو عدل , و لكل انسان فلا يجوز ظلمة , و لو كان كافرا او ظالما،وقد جاء فالحديث القدسى , كما يروية النبى صلي الله علية و سلم عن ربه: “يا عبادى انى حرمت الظلم علي نفسى و جعلتة بينكم محرما فلا تظالموا”.


ثالثا:من اثار الظلم خراب البلاد :


و من اثار الظلم الذي يعجل فهلاك الدوله خراب البلاد اقتصاديا و عمرانيا ؛ لزهد الناس فالعمل و الإنتاج، و سعيهم الدائم الي الفرار و الخروج منها , و جميع ذلك يؤثر فقوه الدوله اقتصاديا و عسكريا , و يقلل مواردها الماليه التي كان ممكن ان تنفقها علي اعداد قوتها فمختلف المجالات، مما يجعل الدوله ضعيفه امام اعدائها الخارجيين , و إن بقيت قويه طاغيه علي مواطنيها الضعفاء المساكين المظلومين , و جميع ذلك يؤدى الي اغراء اعدائها من الدول القويه لتهجم عليها , و تستولى عليها،مما يعجل فهلاكها. و ربما اشار علماؤنا رحمهم الله تعالي الي اثر الظلم فخراب البلاد، ففى تفسير الآلوسى : “وروى عن ابن عباس انه قال : اجد فكتاب الله تعالي ان الظلم يخرب البيوت، و قرا قولة تعالي : “فتلك بيوتهم خاويه بما ظلموا ان فذلك لآيه لقوم يعلمون”.


رابعا :سنه الله تعالي فالظلم و الظالمين:


1- سنه الله مطرده فهلاك الأمم الظالمة:


سنه الله مطرده فهلاك الأمم الظالمة، قال تعالي : “ذلك من انباء القري نقصة عليك منها قائم و حصيد و ما ظلمناهم و لكن ظلموا انفسهم فما اغنت عنهم الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء امر ربك و ما زادوهم غير تتبيب و ايضا اخذ ربك اذا اخذ القري و هى ظالمه ان اخذة اليم شديد”


فقولة تعالي : “وايضا اخذ ربك اذا اخذ القري و هى ظالمة” اي ان عذاب الله ليس بمقتصر علي من تقدم من الأمم الظالمة، بل ان سنتة تعالي فاخذ جميع الظالمين سنه و احدة، فكل من شارك اولئك المتقدمين فافعالهم التي ادت الي هلاكهم، فلا بد ان يشاركهم فذلك الأخذ الأليم الشديد، فالآيه تحذير من و خامه الظلم، فلا يغتر الظالم بالإمهال


الظلم في الاسلام