الشيخ كشك خطب

بالصور الشيخ كشك خطب

 

صورة-1

 



السيره النبويه 1

 

ملخص الخطبة

1 بعض من حال العرب فالجاهلية. 2 ابرهه يغزو مكه لهدم الكعبة3 و لاده النبى صلي الله علية و سلم و نشأتة فباديه بنى سعد4 حادثه شق صدرة صلي الله علية و سلم5 بعض علامات تميزة صلي الله علية و سلم فصغره6 زواجة من خديجة7 بناء الكعبه و دورة صلي الله علية و سلم فو ضع الحجر الأسود


الخطبه الأولى

فى جو مشحون بزيف الباطل، و ركام الجاهلية، يسوس الناس جهلهم، و يحكمهم عرفهم و عاداتهم، قتل و زنا، عهر و خنا، و أد للبنات، تفاخر بالأحساب و الأنساب، ساد فالبقاع قانون الغاب، فالبقاء للقوي، و التمكين للعزيز، تغير القبيله علي الأخري لأتفة الأسباب، تقوم الحروب الطاحنة، تزهق بها الأرواح، و تهلك الأموال، و تسبي النساء و الذراري، و تدوم السنون، و تتعاقب الأعوام، و الحرب يرثها جيل بعد جيل، و أصلها بعير عقر، و فرس سبقت اخرى، او قطيع اغنام سيق و سرق.

ساد فذلكم المجتمع عادات غريبه عجيبة، فعند الأشراف منهم كانت المرأه اذا شاءت جمعت القبائل للسلام، و إن شاءت اشعلت بينهم نار الحرب و القتال، بينما كان الحال فالأوساط الأخري نوعيات من الاختلاط بين الرجل و المرأة، لا نستطيع ان نعبر عنة الا بالدعاره و المجون و السفاح و الفاحشة.

كانت الخمر ممتدح الشعراء، و مفخره الناس، فهى عندهم سبيل من سبل الكرم، ناهيك عن صور الشرك و عباده الأوثان، التي تصور كيف كان اولئك يعيشون بعقول لا يفكرون بها، و بأعين لا يبصرون بها، و أذان لا يسمعون فيها ان هم الا كٱلأنعٰم بل هم اضل [الفرقان: 44].

فى هذة الأثناء حدث حادث عجيب لمكه و حرمها، رأي ابرهه الصباح نائب النجاشى علي اليمن ان العرب يحجون الكعبة، فبني كيسه كبيره بصنعاء ليصرف حج العرب اليها، و سمع بذلك رجل من بنى كنانة، فدخلها ليلا و لطخ قبلتها بالعذرة، و لما علم ابرهه بذلك ثار غضبة و سار بجيش عرمرم عددة ستون الف جندى الي الكعبه ليهدمها، و اختار لنفسة فيلا من اكبر الفيلة، و كان فالجيش قرابه ثلاثه عشر فيلا، و تهيا لدخول مكه فلما كان فو ادى محسر بين المزدلفه و مني برك الفيل و لم يقم، و كلما و جهوة الي الجنوب او الشمال او الشرق قام يهرول، و إذا و جهوة قبل الكعبه برك فلم يتحرك، فبينما هم ايضا اذ ارسل الله عليهم طيرا ابابيل امثال الخطاطيف مع جميع طائر ثلاثه احجار كالحمص، لا تصيب احدا منهم الا تقطعت اعضاؤة و هلك، و هرب من لم يصبة منها شيء يموج بعضهم فبعض، فتساقطوا بكل طريق، و هلكوا علي جميع مهلك، و أما ابرهه فبعث الله علية داء تساقطت بسببة انامله، و لم يصل الي صنعاء الا و هو كالفرخ، و انصدع صدرة عن قلبة بعدها هلك.

وكانت هذة الوقعه قبل مولد النبى بخمسين يوما او تزيد، فأضحت كالتقدمه قدمها الله لنبية و بيته، و بعد ايام من هلاك ذلكم الجيش اشرقت الدنيا و تنادت ربوع الكون تزف البشري و لد سيد المرسلين، و إمام المتقين، و الرحمه للعالمين فشعب بنى هاشم بمكه صبيحه يوم الإثنين التاسع من ربيع الأول لعام الفيل، و لد خير البشر، و سيد و لد ادم، و لد الرحيم الرفيق بأمتة اطل علي هذة الحياة محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمى القرشي، روي ابن سعد ان ام رسول الله قالت: لما و لدتة خرج من منى نور اضاءت له قصور الشام، و أرسلت علي جدة عبدالمطلب تبشرة بحفيده، فجاء مستبشرا و دخل بة الكعبة، و دعا الله و شكر له، و اختار له اسم محمد، و هو اسم لم يكن معروفا فالعرب، و ختنة يوم سابعة كما كانت العرب تفعل، و ربما و لد يتيما حيث توفى و الدة قبل و لادتة و قيل بعدين بشهرين، و أول من ارضعتة بعد امة امنه ثويبه مولاه ابى لهب بلبن ابن لها يقال له مسروح، و كانت العاده عند حاضره العرب ان يلتمسوا المراضع لأولادهم، ابتعادا علي امراض الحواضر و لتقوي اجسامهم، و تشتد اعصابهم، و يتقنوا اللسان العربى فمهدهم، و لنترك الحديث لمرضعتة حليمه السعديه تحدثنا عن قصه رضاعها اياه، قالت: خرجت مع زوجى و ابنى فنسوه من بنى سعد بن بكر، نلتمس الرضعاء قالت: و هذا فسنه شهباء لم تبق لنا شيئا فخرجت علي اتان لى قمراء ضعيفة، معنا شارف لنا، و الله ما تبض بقطرة، و ما ننام ليلنا اجمع من بكاء صبينا من الجوع، و ما فثديى ما يغنيه، و ما فضرع شارفنا ما يغذيه، و لكن كنا نرجو الغيث و الفرج حتي قدمنا مكه نلتمس الرضعاء، فما منا امرأه الا و ربما عرض عليها رسول الله فتأباة اذا قيل لها انه يتيم، و هذا انا كنا نرجو المعروف من ابى الصبي، فكنا نقول: يتيم و ما عسي ان تصنع امة و جده، فما بقيت امرأه قدمت معى الا اخذت رضيعا غيري، فلما اجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي: و الله انى لأكرة ان ارجع من بين صواحبى و لم اخذ رضيعا، و الله لأذهبن الي هذا اليتيم فلأخذنه، قال: لا عليك ان تفعلي، عسي الله ان يجعل لنا فية بركة، قالت: فذهبت الية فأخذته، و ما حملنى علي اخذة الا انى لم اجد غيرة قالت: فلما اخذتة رجعت بة الي رحلي، فلما و ضعتة فحجرى اقبل علية ثدياى بما شاء من لبن، فشرب حتي روي، بعدها ناما، و ما كنا ننام معة قبل ذلك، و قام زوجى الي شارفنا تلك، فإذا هى حافل، فحلب منها و شربت معة حتي انتهينا ريا و شبعا، فبتنا بخير ليلة، قالت: بعدها خرجنا و ركبت اتاني، و حملتة معى عليها، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر علية شيء من حمرهم، حتي ان صواحبى ليقولن لي: يا ابنه ابى ذؤيب: و يحك، اربعى علينا اليست هذة اتانك التي كنت خرجت عليها فأقول لهن: و الله انها لهى هي، فيقلن: و الله ان لها شأنا قالت: بعدها قدمنا منازلنا من بلاد بنى سعد و ما اعلم ارضا من ارض الله اجدب منها، فكانت غنمى تروح على حين قدمنا بة معنا شباعا لبنا، فنحلب و نشرب، و ما يحلب انسان قطره لبن، و لا يجدها فضرع حتي كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم، و يلكم اسرحوا حيث يسرح راعى فتاة ابى ذؤيب، فلم نزل نتعرف من الله الزياده و الخير حتي مضت سنتاة و فصلته، و كان يشب شبابا لا يشبة الغلمان، فلم يبلغ سنتاة حتي كان غلاما جفرا: قالت: فقدمنا بة علي امة و نحن احرص علي مكثة فينا، لما كنا نري من بركتة فكلمنا امه، و قلت لها: لو تركت ابنى عندى حتي يغلظ فإنى اخشي علية و باء مكة، و بقى رسول الله فبنى سعد، و وقع حادث عجيب له فسنتة الرابعه او الخامسة، روي مسلم عن انس ان رسول الله اتاة جبريل، و هو يلعب مع الغلمان فأخذة فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب فاستخرج منة علقه، فقال: ذلك حظ الشيطان منك بعدها غسلة فطست من ذهب بماء زمزم، بعدها لأمة بعدها اعادة الي مكانه، و جاء الغلمان يسعون الي امة فقالوا: ان محمدا ربما قتل، فاستقبلوة و هو منتقع اللون. و بعد هذة الحادثه خشيت علية حليمه فردتة الي امة و لما بلغ سنتة السادسه توفيت امة فكان عند جدة عبدالمطلب، فحن علية كأشد ما يصبح الحنو، بل اثرة علي اولاده، فكان رسول الله يأتى و هو غلام فيجلس علي فراش جدة فظل الكعبه و أعمامة حول الفراش فيقول جده: دعوا ابنى ذلك فوالله ان له لشأنا و لما تخطي سنتة الثامنه توفى جدة الذي عهد بكفالتة الي عمة ابى طالب شقيق ابيه، فكان يولية من العنايه ما لا يجعلة لأبنائه، و يخصة بفضل احترام و تقدير و مكانة.

ومن اياتة و كراماتة ما اخرجة ابن عساكر عن جلهمة عن عرفطة قال: قدمت مكه و هم فقحط، فقالت قريش يا ابا طالب: اقحط الوادى و أجدب العيال، فهلم فاستق فخرج ابو طالب و معة غلام، كأنة شمس دجن، تجلت عنة سحابه قثماء، حولة اغيلمة، فأخذة ابو طالب فألصق ظهرة بالكعبة، و لاذ بأصبعة الغلام، و ما فالسماء قزعة، فأقبل السحاب من ههنا و ههنا، و أغدق و اغدووق، و انفجر الوادي، و أخصب النادى و البادي. و إلي ذلك اشار ابو طالب بقوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهة ثمال اليتامي عصمه للأرامل

ولما بلغ رسول الله اثنتى عشره سنه ارتحل بة ابو طالب تاجرا الي الشام حتي و صل الي بصرى، و كان بها راهب يقال له بحيرا، فلما نزل الركب، خرج و أكرمهم و كان لا يظهر اليهم قبل ذلك، و عرف رسول الله بصفته، فقال و هو اخذ بيده: ذلك سيد العالمين، ذلك يبعثة الله رحمه للعالمين، فقال ابو طالب: و ما علمك بذلك فقال: انكم حين اشرفتم من العقبه لم يبق حجر و لا شجر الا و خر ساجدا، و لا تسجد الا لنبي، و إنى اعرفة بخاتم النبوه اسفل غضروف كتفة كالتفاحة، و إنا نجدة فكتبنا، و سأل ابو طالب ان يرده، و لا يقدم بة الي الشام، خوفا علية من اليهود فبعثة عمة مع بعض غلمانة الي مكة.

وكان علية السلام فبدايه حياتة ربما رعي الغنم بعدها لما بلغ خمسا و عشرين سنه خرج تاجرا الي الشام فما ل لخديجه مع غلامها ميسره فحدثها عن خلالة العذبة، و شمائلة الكريمة، و ما اوتى من فكر راجح و منطق صادق، و نهج امين، ففاتحت خديجه صديقتها نفيسه فتاة منبة برغبتها الزواج من محمد فعرضت نفيسه علي رسول الله الأمر، فرضى بعدها كلم اعمامة فذهبوا الي عم خديجه و خطبوها اليه، و أصدقها عشرين بكره و كانت اروع نساء قومها نسبا و ثروه و عقلا، و هى اول امرأه تزوجها، و لم يتزوج غيرها حتي ما تت. فرضى الله عنها و أرضاها.

الخطبه الثانية

ولخمس و ثلاثين سنه من مولدة علية الصلاه و السلام جرف مكه سيل عرم، انحدر الي المنزل الحرام، فأوشكت الكعبه منة علي الانهيار، فعزمت قريش علي بناءها و ألا يدخلوا فما لها الا طيبا فهدموها حتي بلغوا قواعد ابراهيم، بعدها ارادوا الأخذ فالبناء، فجزأوا الكعبة، و خصصوا لكل قبيله جزءا منها، فلما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود، اختلفوا فيمن يمتاز بشرف و ضعة فمكانة و استمر النزاع اربع ليال او خمسا، و كاد ان يتحول الي حرب ضروس فارض الحرم الا ان ابا اميه بن المغيره المخزومى عرض عليهم ان يحكموا اول داخل من باب المسجد فارتضوه، و شاء الله ان يصبح اول داخل هو رسول الله فلما رأوة هتفوا: ذلك الأمين رضيناه، ذلك محمد، فأمر برداء و وضع الحجر و سطة و طلب من رؤساء القبائل رفع الرداء الي موضع الحجر الأسود فوضعة بيدة الشريفة.

هذا هو النبى و هذة هى حياتة قبل مبعثه، جمع خير ما فطبقات الناس من ميزات، كان طرازا رفيعا، و واحدا فريدا، ذا نظره سديده و فكر صائب، و فطنه و حسن خلق، نفر مما كان علية قومة من خرافات و عبادات، ما و جدة حسنا شارك فيه، و ما كان قبيحا مشينا عافة و نفر منه، و عاد الي عزلتة العتيدة، فكان لا يشرب الخمر، و لا يأكل مما ذبح علي النصب، و لا يحضر للأوثان عيدا و لا احتفالا. و لا شك ان الله جل و علا ربما احاطة بعنايتة فحال بينة و بين امور الجاهلية.

روي البخارى عن جابر بن عبدالله رضى الله عنة قال: لما بنيت الكعبه ذهب النبى و عباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبى : اجعل ازارك علي رقبتك يقيك من الحجاره فخر الي الأرض، و طممت عيناة الي السماء، بعدها افاق فقال: ازاري، ازارى فشد علية ازاره.

كان اروع قومة مروءة، و أحسنهم خلقا، و أعزهم جوارا، و أعظمهم حلما، و أصدقهم حديثا، و ألينهم عريكة، و أعفهم نفسا، و أكرمهم خيرا، و أبرهم عملا و أوفاهم عهدا، و آمنهم امانه حتي سماة قومة الأمين.

والحديث موصول ان شاء الله تعالي فسلسله مباركه اسابيع اخرى. فو قفات مع سيره المصطفي .

اللهم صل علي محمد…

 

  • تحميل خطب الكشك عن الخمر
  • خطب كشك عن بحيره الراهب
  • خطبة كشك عن الكرم


الشيخ كشك خطب