الحياة الزوجية المملة

 

صورة-1

 



كيف تجدد حياتك الزوجية؟

حكي لى بعض الاصدقاء عن حياتة الزوجية فقال:


(انها علي ايقاع و احد، دب بها السام و الملل، حيث صوره الحركه اليوميه تتكرر باستمرار لتفتقد كثيرا من معانيها.


و قال: انه مع مرور الزمن حدث نوع من التشبع لدية هو و زوجته، و ان كلا منهما ربما تعرف الي الاخر معرفه كاملة، و وصل الي قناعه بعدم جدوي النقاش او النصيحة، فيكون التصلب هو سيد الموقف، و لم يعد ثمه من مخرج سوي التكيف و الصبر.


و لم اجد ما انصحة بة الا ان يحاول جميع طرف ان يثبت الي الاخر ان امكانات التجديد و التغيير ما زالت موجودة، و ربما تتجسد فمفاجاه جميع طرف للاخر بتغيير راية و مواقفة حيال بعض المسائل او الاشخاص او العادات، فالتنازل الذي نتفاجا بة من قبل شريكنا هو ينبوع الامل، و علينا جميعا ان نفجر ينابيع الامل و الحب و الحنين كلما امكننا ذلك)

اخي/اختى الزوجة:


بعد مرور سنوات من الزواج تكثر هذة الشكوي “حياتى الزوجية اصبحت مملة”.


كيف اجدد حياتى الرتيبة؟


و اول ما علينا ان نعرفة ان (الزواج كالكائن الحى يحتاج الي الرعايه و الارتواء، حتي يظل متمتعا بالحياة المشرقه المتجددة) [صحتك النفسيه و الجنس، د/ عبدالرحمن عيسى-على عبدالحميد سيد].


ان الشعور بالرتابه و الملل مشكله تواجة الازواج بعد مضى فتره من الزواج، فيجف بذلك نبع الموده شيئا فشيئا.


التجديد هو كلمه السر:


و علي طريق بقاء الحب و استمرارة بين الزوجين، حتي بعد مرور سنوات علي الزواج، يصبح التجديد هو كلمه السر، و الوعى باهميه بذل الجهد فالتجديد هو مفتاح الحل, و طريق البقاء للحب.


لان الاعتياد و الرتابه تقتل الحب، و بذل الجهد باستمرار هو ضمان المحافظه علي الحب.


فكم من بيوت تهدمت بعد سنوات طويلة، لان الزوجين فقدا الحب فالطريق دون ان يشعرا، و لم يقوما برى زهور الموده و الرحمه فذبلت و ما تت، و فلحظه ما ربما يبحثا عنها، و لكن بعد فوات الاوان.


ان اي حياة زوجية تخلو من التجديد و البسمات، كبيت يعانى من السوس يتفتت هيكلة ببطء، و من الخارج يبدو جميع شيء حسنا لكن هنالك شيئا ربما افلت و لا احد يدرى بفقدانه.


و انا اعرف زوجين عمرهما الزوجى فقط ثلاث سنوات، و ربما تسرب الملل و الشعور بالرتابه اليهما لدرجه التفكير فالطلاق.


و بعد استشارتى فهذة الحاله اشرت علي الزوجه بعمل بعض التجديدت البسيطة، و انرت لها اضاءات علي الطريق و قامت هى بباقى المهمه و فكرت فعمل جميع جديد و قالت بعد ذلك: (اشعر الان اننى سعيده لاننى انسانه جديدة).


ان التغييرات الصغيره فغايه الاهميه من اجل تحقيق تغيير جذري، فالسعاده الزوجية تنتج من الكثير من التغييرات الصغيره علي مدار فتره زمنيه كافية، فلا يظن الزوج و الزوجه انه لا ممكن تغيير حياتهما و اسلوبهما، الامر فقط يحتاج منكما الي تجديد مستمر للحياة.


الملل شعور نفسي:


ان المل شيء نفسي، ياتى غالبا من داخل الانسان كما قال تعالى: {ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم} [الرعد: 11].


فحاول تغيير ما بنفسك، و النظر الي الحياة نظره جديدة.


فكل يوم هنالك الجديد و راء الشمس و اعلم ان …


التجديد فية سعادة:


من المظاهر الموجوده فالشخصيه المتمتعه بالصحه النفسية، هى الشعور بالسعادة، و الشعور بالسعاده ينقسم الى:


ا. الشعور بالسعاده مع النفس:


(ودلائل هذا الشعور بالسعاده و الراحه النفسية، لما للفرد من ما ض نظيف، و حاضر سعيد, و مستقبل مشرق، و يتاتي هذا عن طريق الاستفاده من مسرات الحياة اليومية، و اشباع الدوافع و الاشياء النفسيه الاساسية، و الشعور بالامن و الطمانينه و الثقه و وجود اتجاة متسامح نحو الذات، و احترام النفس و تقبلها و الثقه بها و نمو مفهوم موجب للذات و تقدير الذات حق تقديرها) [اساسيات الصحه النفسيه و العلاج النفسي، د/ رشاد على عبدالعزيز موسى، ص(14)].


ما علاقه هذا بالحياة الزوجية؟ ان الزوجه مثلا اذا احدثت بعض التجديدات الصغيره فنفسها، فتسريحه الشعر او لون او الماكياج او العطر او شراء قطعه من الملابس جديدة، جميع هذا يدخل السعاده و السرور علي نفسها؛ لان فذلك كذلك تقديرا لذاتها و لانوثتها و ذلك يحقق لها شعور التجديد الذي معة تجد شعور السعادة.


ب. الشعور بالسعاده مع الاخرين:


(ودلائل هذا حب الاخرين و الثقه فيهم و احترامهم و تقبلهم و الاعتقاد فثقتهم المتبادلة، و وجود اتجاة متسامح نحو الاخرين, و القدره علي اقامه علاقات اجتماعيه سليمه و دائمه و الصداقات الاجتماعيه و القيام بالدور الاجتماعى المناسب، و القدره علي التضحيه و خدمه الاخرين و الاسقلال الاجتماعى و السعاده الاسريه و التعاون و تحمل المسئولية.


ان صحه الفرد النفسيه تبدو جليه و واضحه فمدي استمتاعة بالحياة و بعملة و باسرتة و اصدقائة و شعورة بالطمانينه و راحه البال، يحب الناس و يحب القيم الاخلاقيه السامية، و مع هذا فكل منا ربما يتعرض احيانا لضيق عابر او قلق عرضي، و لكن الفرد الذي يتمتع بصحه نفسيه جيده يستطيع ان يواجة كهذة الازمات و الشدائد و يحاول حلها حلا سويا سليما، و الشعور بالسعاده لا يكتمل الا باتباع ما امر الله بة سبحانة و تعالى، و تجنب ما نهي عنة عز و جل) [اساسيات الصحه النفسيه و العلاج النفسي، د/ رشاد علي عبدالعزيز موسى، ص(14)].


و علاقه ذلك الكلام بالحياة الزوجية، ان الزوجه مثلا عندما تجدد فنفسها فانها تضفى علي الاخرين، زوجها و اسرتها جوا من البهجه و السعاده الاسريه و راحه البال و الطمانينه فالبيت، فهى تستمتع بالحياة فاطار ما اباحة الله و الشرع، و تسعد الاخرين كذلك فمحيط اسرتها زوجها و اولادها و اهلها المحارم, و فذلك كذلك اتباع لما يحبة الله (ان الله رائع يحب الجمال) [صححة الالبانى فصحيح الترغيب و الترهيب، (2912)].


و هنا ياتى السؤال كيف اجدد فحياتى الزوجية؟


1. علي الزوجين اولا ان يتبنيا فكره هامه جدا جدا و هى “كيزن” و كيزن تعنى التطور المستمر، و دائما ما اردد لنفسى و لمن حولى هذة المقولة: “ما دام القلب ينبض بالحياة؛ فنحن نتعلم جميع يوم الجديد”.


2. تجديد المشاعر:


(هنالك اقتراح ربما تصعب ممارستة بعض الشيء، و لكنة علي الرغم من صعوبتة فهو يستحق جميع قطره جهد تبذل من اجله، و يقوم ذلك الاقتراح علي النظر الي الحب باعتبارة الشيء الاهم.


حين تصحو من نومك تفتح قلبك، و تذكر نفسك بعزمك علي ان تكون و دودا فكل علاقتك مع شريك الحياة، و ان تكون تصرفاتك كلها نابعه من الود و العطف و الرفق.


و لا شك ان ذلك يعنى ان تتغاضى عن نقائص شريك حياتك، و ان تبذل جهدا لكى لا تخرج انتقاداتك لهذة النقائص، بل و تكون مع هذا كريما و متواضعا و مخلصا، و انت فكل هذا لا تطلب من الاخر ان يحفظ لك جميلا، بل تفعل جميع هذا لسعاده من تحب, و انت تعلم انه لا شيء فهذة الحياة يعدل هذا الفرح الروحى الشفيف؛ الذي نجدة عندما نستطيع ان ندخل الفرح الي نفوس الاخرين) [افراح الروح، سيد قطب، باختصار و تصرف].


و علي الزوجين المحبين ان يشعر جميع منهما بمكانتة لدي الاخر، و اهميتة عندة و حبة له بالقول و بالفعل.


و لتجديد مشاعر الحب ممكن عمل التالي:


(ان يطعم احد الزوجين الاخر بيديه، او يسقية بيديه.


ان يشربا سويا من كاس و احد.


ان يقصد الزوج المكان الذي شربت منة الزوجه فيشرب منه، او اكلت منة فياكل منة كما كان يفعل النبى صلي الله علية و سلم مع ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها.


الحرص علي السلام عليها عند الدخول الي البيت و عند الخروج منه، و التقبيل احيانا) [مستفاد من زوجى انت السبب، محمد بن صالح بن اسحاق، ص(98)].


و محاوله ان (تضع نفسك و شريك حياتك فنفس الاجواء الجميلة التي كانت تجمعكما ايام العقد، تواعدا كما كنتما تتواعدان، و اقضيا معا افضل الاوقات، و ستشعرا بالسعادة، من اثناء اعاده ذكر مشاعر الحب المتبادله و تجديدها) [بلوغ النجاح فالحياة الزوجية، كلاوديا انكلمان، بتصرف، ص (69)].


و من المعروف ان المراه تشجعها العبارات و تحرك مشاعرها، فدع زوجتك تدرك بوضوح من اثناء العبارات كم انت معجب فيها الان، كما كنت فالماضي، و كما ستظل فالمستقبل، و امنحها المزيد من المؤثرات السمعيه حتي تعلم انك راض عنها، فهذا من شانة ان يشجعها، و يجعلها تفعل المزيد لارضائك ايضا ان تسمعها نشيدا عن الزوجة.


(فاذا شعرتما ان الحياة العاطفيه ربما اصابها بعض الملل فعليكما ان تغيرا شيئا ما ، و ثمه تغييرات صغيره تكون كافيه لابعاد ذلك الملل، كتخصيص عطله نهايه الاسبوع لنزهه او حوار رقيق، لا تقولا ان مشاعر الحب و الاهتمام ربما اختفت من حياتكما، فانها تعود باذن الله عندما يتغير سلوككما.


فان من الرائع و الرائع فعلا ان نمنح شريك حياتنا باستمرار مشاعر الحب و الحنان الرقيقه سواء كان هذا من اثناء الكلمات، او من اثناء الاعمال او حتي من اثناء الفكر) [بلوغ النجاح فالحياة الزوجية، كلاوديا انكلمان، ص (162)].


و لا تنس تقديم الهديه كما قال سيد البريه صلي الله علية و سلم (تهادوا تحابوا) [حسنة الالبانى فصحيح الجامع الصغير، (5315)].


3. التجديد فالملابس:


اهتمام جميع من الزوجين بمظهرهما الخارجى امام الاخر لاشك ان له اثرة الواضح علي شكل العلاقه بينهما، و الملابس لها سحرها و فتنتها، و الكلام يكثر عن المراه اكثر من الرجل فهذا المجال، و تستطيع جميع زوجه ان تبدو رائعة و حسناء فنظر زوجها من اثناء تنوع ملابسها، و ممكن للزوجه ان تغير فمظهرها بوضع لمسات بسيطه تجعل من زيها انيقا و يبدو و كانة ثوب جديد ترتدية لاول مرة، و ذلك لا يكلفهما مبالغا ما ديه بل مجرد ذوق و فن و ابتكار، فالطقم الواحد ممكن ان يكون عده اطقم اذا احدثنا فية تبديلا و اضفنا بعض الاكسسوارات التي تضفى علية مظهرا جديدا.


و لاشك ان الملابس لها اهميتها و تاثيرها الايجابى علي الحياة الزوجية و ما تجلبة من سعاده و شعور بالتجديد، و تضفى كذلك اجواء من الحيويه و النشاط و البهجه علي المراة.


(والمراه ذات الملابس الرائعة الجذابه المختاره بعناية، لاشك انها سوف تبعث فنفس زوجها حاله من الرضا و الهدوء و السكن النفسي، فضلا عن الشعور بالقناعه و الثقه فالزوجة.


و الزوجه التي تفتقر الي الملابس الجذابه و الرائعة و ذات الالوان الزاهيه التي تاسر الزوج، كما انها تفتقر الي التجديد فالشكل؛ فانها تهدد حياتها الزوجية) [مجله الفرحة، العدد 86، ص (34)].


(فاختيار الملابس و شكل الشعر و الماكياج و الصحه الشخصيه و النظافة، كلها نقاط هامه لجذب الزوج و سعادتة و الا كان هنالك خطرا علي العلاقه الزوجية) [بالمعروف، د.اكرم رضا، ص (207)].


ففى الواقع يستطيع اي من الزوجين باختيارة لشكل و لون و ملمس و تناسق ملبسه؛ ان يعبر عن مدي اهتمامة بشريك حياته، فاهمال الملبس يعطى للزوج احساسا بان زوجتة لا تهتم بة و لا تحرص علي سعادتة و العكس، كما ان الاهتمام بالملبس يعنى ان الزوجه تحافظ علي مشاعر زوجها و تهتم بوجودة فحياتها، و تحرص علي ان يراها جميلة.


فقد قال صلي الله علية و سلم: (ان الله رائع يحب الجمال) [صححة الالبانى فصحيح الترغيب و الترهيب، (2912)]، و جعل من صفات المراه الصالحه ان اذا نظر اليها زوجها سرته، و الزوج مدعو الي التزين لزوجته، و رحم الله ابن عباس حين قال: (والله انى لاحب ان اتزين لزوجتى كما احب ان تتزين لي)، و قال تعالى: {ولهن كالذى عليهن بالمعروف} [البقرة: 228].


و زينه الرجل لزوجتة تكون بما يناسبة و يليق به، و تجوز له، و تناسب سنه، و اخيرا ادعوا المراه ان تكون حريصه علي التغيير المستمر؛ حتي تخرج جميع يوم بشكل جديد (فتسعي دائما الي خلق جو متجدد دائما فالاسرة، فيمكنها ان تخلق جوا من الحديث الجديد بحيث تنوع فاسلوبها فالحديث، و ذلك يعتمد بلا شك علي درجه ثقافتها و علي لباقتها، و يصبح لديها القدره علي ان تخرج مع جميع موقف مناسب بالصفه و العاده و السلوك و الملبس المناسب، و ذلك ما يجعل منها امراه متغيره متجدده امام زوجها فتغير فنفسها، و تغير فيما حولها) [الغام فالبيت المسلم، مصطفي الازهري، ص (35-36)، بتصرف].


4. التجديد فنظام و ترتيب حجرات البيت، و وضع اللمسات الرقيقه علي الاثاث و كذلك، تغيير اماكن الاثاث من و قت لاخر ان امكن، و ضع المفارش و الزهور و اللمسات الانيقه للمراه فالمنزل، و تجديدها من و قت لاخر يضفى علي المنزل جوا من البهجه و السرور و السعادة.


5. التجديد حتي فالطعام: كان تتعلم الزوجه طبخات حديثة تنوع فيها كيفية الاكل الروتينى اليومي، فهذا له اثرة علي التجديد فالحياة الزوجية.


6. و لا ننسي الجانب الترفيهى كالقيام بالرحلات و الخروج معا بعيدا عن الاولاد، فمن لا يحسن فن الراحه لا يحسن فن العمل، و فهذا كذلك اهتمام بالجانب الصحى للزوجية، كان يقوم الزوجان بعمل تمارين بشكل مشترك فصاله المنزل، او يمشيان علي الشاطئ او فحديقه البيت او غير هذا من الانشطه الترفيهيه التي تجدد الحياة الزوجية.


و ما ذا بعد الكلام؟


ادعوك اخي/اختى الزوجه الي تجديد حياتكما الزوجية؛ فليحاول جميع منكما ان يصبح متجددا فحياتة و فمظهره، و فكيفية معيشتة مع شريك حياته، بحيث تقضيان علي الروتين و الملل اللذين يقتلان الحب.


الحياة الزوجية المملة