الحوار داخل الاسرة وخارجها

 

صورة-1

 



هل ما زالت الاسره موضع الامان و الاطمئنان بالنسبه اليهم؟ هل ما زالت المكان الذي يلجاون الية فالاوقات الصعبة؟ ابناؤكم كيف هى حياتهم داخل البيت؟ و اي جو يسيطر علي علاقتكم؟


ان و جود اختلاف فو جهات النظر داخل الاسره الواحده امر طبيعي. و السبيل الي تخطى هذا هو اللجوء الي “الحوار”. الا ان ما يجب معرفتة هو ان الحوار لا ياتى فليله و احدة، انما هو سلسله متتابعه تبدا من الاهل و تنتقل تدريجيا الي الابناء! و لا شك فان اصعب مرحله هى المراهقة.. لماذا؟ متي يبدا الحوار داخل الاسرة؟ كيف يستمر؟ و ما هى مقومات نجاحه؟


تعريف الاسره و الحوار


الاسره عباره عن و حده اجتماعيه تتالف من عدد من الاشخاص يعيشون فالمنزل نفسه، و يتقاسمون و ظائف اجتماعيه مختلفة، اضافه الي اعتبارها و حده نفسيه تقوم علي المشاعر الشخصيه و الروابط العاطفية. الحوار هو عباره عن تلاق مع الشخص نفسه، او مع الاشخاص الاخرين، اي هو عباره عن اتصال او تواصل مع النفس و مع الاخرين، لانشاء نمو سلوكى عند الفرد، و بذلك يعتبر الحوار اداه لاكتشاف الاخر (افكارة اتجاهاتة احاسيسه، مشاعره).


و تجدر الاشاره الي ان الحوار لا يقتصر علي الكلام فقط ، انما يتعدي ذلك، فقد يصبح من اثناء نظرة، ابتسامة، حركة، رد فعل، كتابة، قراءة…


متي يبدا الحوار داخل الاسرة؟


م


ن


ق


و


ل


ان مساله الحوار تختلف باختلاف مراحل العمر، و ما لا يعلمة البعض انه يبدا منذ تكون الجنين فالرحم!


ذلك الحوار عباره عن رغبه الام فالحمل و الانجاب، و ذلك ما يدفعها الي الاهتمام بالجنين من اثناء اشباع حاجاتها، و تامين اشياء و مستلزمات الحمل و الولادة، و مرحله ما بعد الولادة، و ذلك الاهتمام يجب ان يشعر بة الجنين من خلال:


محادثتة و مداعبته، الاستماع الي الموسيقي الهادئة، المعاينه الصحيه (فحوصات – صور اشعة).


كل هذة الامور تعد نوعا من الحوار الايجابى فهذة المرحلة. البكاء، الصراخ، النوم، الرضاعة، المشى .. كل هذة الامور هى شكل من اشكال التواصل، الذي يعتبر محطه اساسيه من الحوار، و ذلك ما يفسر ان الحوار لا يصبح دائما بالكلام، فالكلام احد اشكال الحوار.


الحوار مع الاطفال


فمرحله الطفوله يعتبر الحوار و سيطا بين الاهل، الاولاد، و المرحله التي يعيشونها، اذ ان علي الاهل استثمار ذلك الحوار لخلق الاندفاع و المهارات عند الطفل، و فهذة المرحله نشدد علي ضروره التزام الاهل بالنصائح التربويه التي نوجهها اليهم، لا سيما ما يخص “العبارات” اذ ان الاطفال غالبا ما يرددون كلاما طفوليا اي كلمات غير صحيحه لغويا، و ذلك ما يفرح الاهل، و هنا تكمن المشكلة!


فهذة المرحله يجب ان تكون بمثابه تحضير للمرحله المقبلة، و بالتالي يجب ان يصبح لفظهم سليما، و اكثر ما يميز هذة المرحله هو مبادره الاطفال انفسهم الي اختيار المقال و مناقشته، و ذلك يصبح اكثر متعة بالنسبه اليهم! فالطفل يمر بالكثير من المحطات، و تتميز جميع محطه بمجموعه من التغيرات و التطورات. و يعتبر عمر 3 او 4 سنوات من ابرز المحطات التي يمر فيها الطفل، حيث يبدا بطرح الكثير من الاسئلة، و حقة فالحصول علي اجوبه و اضحه و صادقة. تخرج اهميه الحوار اللفظى و معرفه طريقة استقطاب الاولاد حتي يصبح الامر سهلا و مبسطا فمرحله المراهقة.


الحوار اللفظي


يعتبر الحوار مدخلا اساسيا لبناء تربيه ديموقراطية، فبالاضافه الي الراحه النفسية- الاجتماعيه التي يكتسبها الفرد فهنالك ثروه من المعلومات و العبارات يختزنها و يستخدمها لاحقا، و هنا تبرز اهميه الحوار اللفظى لما يؤمنة من مهارات لفظيه و نطقيه اضافه الي مهاره الاستماع، و النقاش، فجميع هذة الامور لا تاتى بالفطرة، انما يستمدها الاولاد من مناقشات الاهل و كيفية حوارهم.


الحوار مع المراهق


ان المراهقه ليست مرحله مستقلة، انما هى امتداد للمراحل السابقة، و ذلك ما يتطلب من الاهل ابقاء نافذه الحوار مفتوحه مع ابنائهم فمختلف المراحل، و السعى الي انشاء مشاركه فعليه منذ الصغر، و ليس فهذة المرحله فقط، غير ان ذلك الامر يتوقف علي مدي معرفه الاهل و وعيهم و ثقافتهم، و ذلك ما نفتقدة حاليا فمجتمعاتنا، اذ انه غالبا ما ياخذ الحوار مع المراهق صفه التحقيق، فحين ان الامور و تحديدا فهذة المرحلة، يجب ان تكون عكس ذلك!


فالتلقائية، العفوية، الصراحة، الصدق، الصداقة، و غيرها من الصفات يجب ان توجد و بشكل و اضح فالحوار مع المراهق، و هنا يبرز دور الاهل من اثناء تحليهم بهذة الصفات و نقلها الي و لدهم المراهق، و الاهم من هذا هو تحليهم بالادراك و الوعي، و وضع هدف اساسى امامهم لمعرفه الافكار و المعتقدات الخاطئة، و ايضا الخط الذي يسلكة الاولاد و بالتالي طريقة التعامل معهم، و تامين الغذاء الفكري، الروحى و الاجتماعى لهم، الي ان يكون الاهل المكان الاكثر امانا بالنسبه اليهم.


المشاكل .. و المحاورة


ان التطرق الي مشاكل المراهقين من اثناء الحوار، مبادره جيده من قبل الاهل، لكن ما ذا ستكون النتائج؟ فالحوار يزيل الكثير من المشاكل السلوكية، النفسية، الاجتماعيه التي تخرج بشكل و اضح فمرحله المراهقة، اذ انه (الحوار) يشكل التنفس الوحيد للمراهقين، لذا يجب ان يتحلي الاهل بقدره علي الاقناع و الاقتناع، كي لا يصبح هنالك حلقه ناقصة، و بالتالي عدم الوصول الي نتيجه ايجابيه و نتيجه هذا تبرز ظاهره انقطاع التواصل او الحوار بين الابناء و الاهل، و هو امر خطير جدا، الا انه بالرغم من هذا نجدة سائدا فالمجتمعات العربيه تحديدا، لذا اتوجة الي الاهل تحديدا بضروره عدم قطع الحوار مع اولادهم مهما كانت الظروف و المواقف لان هذا يعنى التهرب من و اقع معين، و انقطاع الحوار هو اسوا من الحوار الذي لا يؤدى الي نتيجه و تجدر الاشاره الي انه مع جميع حوار هنالك قواسم مشتركه و وجهات نظر حديثة تخرج ربما تساعد علي الوصول الي نقطه مشتركة، و بذلك نورث الاولاد الكثير من الصفات الحسنة، منها التسامح، الصبر، المثابرة، التروي.. و التي بدورها لا تاتى دفعه و احدة، انما علي مراحل و من اثناء عده جلسات حواريه داخل العائلة.


العلاقه بين الزوجين


ما هو تاثير العلاقه الزوجية علي الجلسات الحوارية؟


لا شك فان طبيعه العلاقه الزوجية تنعكس مباشره و بشكل و اضح علي حياة الابناء، تحديدا خلال النقاش و الحوار. فاذا كان الزواج ناجحا، و يقوم علي الاحترام، التبادل، الاصغاء و المناقشة، فلا بد ان توجد هذة الصفات تلقائيا عند الاولاد، و يذلك يكون الزوجان مثالا و قدوه يتمثل بهما الاولاد خلال النقاش و المحاورة، سواء داخل الاسره او خارجها.


اهميه الحوار فبناء الشخصية


اضافه الي جميع ما سبق و ذكرناة من نقاط ايجابيه لاهميه الحوار العائلي، لا بد ان نسلط الضوء علي فائدتة فبناء الشخصيه و تنميتها فمختلف ابعاده.


و بما ان العائله هى المجتمع الصغير، فالحوار فداخلها يؤهل الطفل القدره علي الانخراط فالمجتمع الكبير، و هذا لما يكتسبة الطفل من هذة الجلسات من صفات مثالية، كالثقه بالنفس، الشخصيه الاجتماعية، الشجاعة، الجراه الخ.


تتركز اهميه الحوار الذاتى او الحوار مع النفس، باكتشاف الشخصيه الداخليه للفرد بمختلف ابعادها، و يتم هذا من اثناء طرح اسئله فمختلف المواقف و المحطات التي يمر بها، مثلا: لماذا فعلت ذلك؟ ما ذا سافعل؟ ما ذا اقول؟


ان الحوار الناجح لا ياتى من عبث، فهنالك العديد من العوامل تساعد و تساهم فانجاحه، و منها:


الاحترام.


الاصغاء


عدم التسرع فالاجابة.


الهدوء.


الحكمة.


الخلفيه الثقافيه الاجتماعية.


الموضوعية.


الصراحه – الصدق – الثقة.


الديمقراطية.


الموده و الاهتمام بالاخر.


ان يصبح مبنيا علي اسلوب علمي


الحوار داخل الاسرة وخارجها