التسرع في الحكم على الاخرين

بالصور التسرع فالحكم علي الاخرين

 

صورة-1

 



المسلم مطالب بوجوب التثبت من الاخبار , و بخاصه الاخبار الكاذبه التي لا يعلم مصدرها , او تكون من مصادر غير موثوقه , قال تعالي : {يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين} (6) سوره الحجرات.


قال ابن كثير رحمة الله فتفسير هذة الاية: ذكر كثير من المفسرين ان هذة الايه نزلت فالوليد بن عقبه بن ابى معيط حين بعثة رسول الله صلي الله علية و سلم علي صدقات بنى المصطلق، و ربما روى هذا من طرق احسنها ما رواة الامام احمد فمسندة من روايه ملك بنى المصطلق، و هو الحارث بن ضرار و الد جويريه فتاة الحارث ام المؤمنين رضى الله عنها، قال الامام احمد حدثنا محمد بن سابق حدثنا عيسي بن دينار حدثنى ابى انه سمع الحارث بن ضرار الخزاعى رضى الله عنة قال: قدمت علي رسول الله صلي الله علية و سلم فدعانى الي الاسلام فدخلت فية و اقررت به، و دعانى الي الزكاه فاقررت بها، و قلت: يا رسول الله ارجع اليهم فادعوهم الي الاسلام و اداء الزكاة، فمن استجاب لى جمعت زكاتة و ترسل الى يا رسول الله رسولا ابان هكذا و هكذا لياتيك بما جمعت من الزكاة، فلما جمع الحارث الزكاه ممن استجاب له و بلغ الابان الذي اراد رسول الله صلي الله علية و سلم ان يبعث الية احتبس علية رسول الله و لم ياته، و ظن الحارث انه ربما حدث فية سخطه من الله تعالي و رسولة فدعا بسروات قومة فقال لهم: ان رسول الله صلي الله علية و سلم كان و قت لى و قتا يرسل الى رسولة ليقبض ما مثل ان عندى من الزكاه و ليس من رسول الله صلي الله تعالي علية و سلم الخلف، و لا اري حبس رسولة الا من سخطة، فانطلقوا بنا ناتى رسول الله صلي الله علية و سلم، و بعث رسول الله صلي الله علية و سلم الوليد بن عقبه الي الحارث ليقبض ما كان عندة مما جمع من الزكاة، فلما ان سار الوليد حتي بلغ بعض الطريق فرق اي خاف، فرجع حتي اتي رسول الله صلي الله علية و سلم فقال: يا رسول الله ان الحارث ربما منعنى الزكاه و اراد قتلي، فضرب رسول الله صلي الله علية و سلم البعث الي الحارث رضى الله عنه، و اقبل الحارث باصحابة حتي اذا استقبل البعث و فصل عن المدينه لقيهم الحارث فقالوا: ذلك الحارث: فلما غشيهم قال لهم: الي من بعثتم؟ قالوا: اليك، قال: و لم؟ قالوا: ان رسول الله صلي الله علية و سلم بعث اليك الوليد بن عقبه فزعم انك منعتة الزكاه و اردت قتله، قال رضى الله عنه: لا و الذي بعث محمدا صلي الله علية و سلم بالحق ما رايتة بته و لا اتاني، فلما دخل الحارث علي رسول الله صلي الله علية و سلم قال: منعت الزكاه و اردت قتل رسولي؟ قال: لا و الذي بعثك بالحق ما رايتة و لا اتاني، و ما اقبلت الا حين احتبس على رسول رسول الله صلي الله علية و سلم خشيت ان يك و ن كانت سخطه من الله تعالي و رسوله، قال: فنزلت الحجرات: يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبا… الي قولة حكيم، و رواة ابن ابى حاتم عن المنذر بن شاذان التمار عن محمد بن سابق به، و رواة الطبرانى من حديث محمد بن سابق به، غير انه سماة الحارث بن سرار و الصواب انه الحارث بن ضرار. تفسير ابن كثير 7/370 , سبب النزول , للواحدى 379 , لباب النقول فاسباب النزول , للسيوطى 180.


قال الامام الحسن البصرى – رحمة الله -: المؤمن و قاف حتي يتبين.


و قال ابن الجوزى – رحمة الله -: ما اعتمد احد امرا اذا هم بشيء كالتثبت، فانة متي عمل بواقعه من غير تامل للعواقب، كان الغالب علية الندم، و لهذا امر الانسان بالمشاورة، لان الانسان بالتثبت يطول تفكيره، فتعرض علي نفسة الاحوال، و كانة شاور، و ربما قيل: خمير الراى خير من فطيره. و اشد الناس تفريطا من عمل مبادره فو اقعه من غير تثبت و لا استشارة، خصوصا فيما يوجب الغضب، فانة ينزقة طلب الهلاك و استتبع الندم العظيم، فالله الله، التثبت، التثبت فكل الامور، و النظر فعواقبها. انظر: صيد الخاطر ص 374.


فالمسلم لا يتسرع فالحكم علي الناس و لا يجعل من المظاهر سندا للحكم عليهم او تصنيفهم , فعن سهل بن سعد الساعدى , قال:مر رجل علي رسول الله صلي الله علية و سلم رجل. فقال النبى : ما تقولون فهذا ؟ قالوا : رايك فهذا.نقول : ذلك من اشرف الناس , ذلك حرى , ان خطب , ان يخطب ، و ان شفع , ان يشفع ، و ان قال : ان يسمع لقولة , فسكت النبى صلي الله علية و سلم , و مر رجل احدث , فقال النبى صلي الله علية و سلم : ما تقولون فهذا ؟ قالوا : نقول : و الله يا رسول الله , ذلك من فقراء المسلمين , ذلك حرى , ان خطب , لم ينكح , و ان شفع , لا يشفع ، و ان قال , ان لا يسمع لقولة , فقال النبى صلي الله علية و سلم : لهذا خير من ملء الارض كهذا.اخرجة البخارى 7/9(5091) و ”ابن ما جة” 4120 .


قال الشاعر :


لا يغرنك من المرء قميص رقعة * * * او ازارا فوق كعب الساق منة رفعه


او جبين لاح فية اثر ربما قلعة * * * و لدي الدرهم فانظر غية او و رعه


و قال احدث :


لا تحمدن احدا حتي تجربه***ولا تذمنة من غير تجريب


فحمدك المرء ما لم تبلة خطا***وذمك المرء بعد الحمد تكذيب


و لذلك حينما جاء رجل يشهد لرجل بالصلاح عند امير المؤمنين عمر رضى الله عنة فقال له: اانت جارة الادني الذي يعرف مدخلة و مخرجه؟ قال: لا، قال: اسافرت معة فسفر طويل يسفر عن اخلاق الرجال؟، قال: لا، قال: اعاملتة بالدينار و بالدرهم الذي بة يخرج و رع المرء من شرهة ؟ قال: لا، قال: لعلك رايتة فالمسجد يمسك بالمصحف، يقرا القران، يرفع راسة تاره و يخفضها تارة؟ قال: نعم يا امير المؤمنين، قال: اذهب فلست تعرفه، و قال للرجل: ائتنى بمن يعرفه.احياء علوم الدين 2/83.


و مما يحكي ان رجلا عجوزا كان جالسا مع ابن له يبلغ من العمر خمسه و عشرون عاما فالقطار. و بدا العديد من البهجه و الفضول علي و جة الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة.


اخرج يدية من النافذه و شعر بمرور الهواء و صرخ ”ابى انظر كل الاشجار تسير و رائنا”!! فتبسم الرجل العجوز متماشيا مع فرحه ابنه.


و كان يجلس بجانبهم زوجان و يستمعان الي ما يدور من حديث بين الاب و ابنه. و شعروا بقليل من الاحراج فكيف يتصرف شاب فعمر الخمسه و العشرين عاما كالطفل!!.


فجاه صرخ الشاب مره اخرى: ”ابي، انظر الي البركه و ما بها من حيوانات، انظر يا ابى ..الغيوم تسير مع القطار”. و استمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مره اخرى.


بعدها بدا هطول الامطار، و قطرات الماء تتساقط علي يد الشاب، الذي امتلا و جهة بالسعاده و صرخ مره اخري ”ابى انها تمطر ، و الماء لمس يدي، انظر يا ابي”.


و فهذة اللحظه لم يستطع الزوجان السكوت و سالوا الرجل العجوز” لماذا لا تقوم بزياره الطبيب و الحصول علي علاج لابنك؟”.


هنا قال الرجل العجوز:” اننا قادمون من المستشفي حيث ان ابنى ربما اصبح بصيرا لاول مره فحياتة ”.


ارايت كيف تسرع هذان الزوجان فالحكم علي ذلك الشاب قبل معرفه الحقيقه , و قبل انتظار النتيجه .


ان بعض الناس ربما لا ينتبة الي تسرعة فالحكم علي الناس .. ذلك التسرع الذي ربما يعد من سوء الظن المنهى عنة .


فحقق قبل ان تحكم , و دقق قبل ان تصنف .. و تثبت قبل ان تنشر

  • التسرع في الحكم


التسرع في الحكم على الاخرين