صورة-1
ولا تخزنى يوم يبعثون * يوم لا ينفع ما ل و لا بنون * الا من اتي الله بقلب سليم [([1]).
هذة الدعوه المباركه تكمله لدعوات خليل الرحمن، فقوله: ﴿ولا تخزنى يوم يبعثون﴾: الخزي هو: الذل، و الهوان .
يقال: خزى الرجل: لحقة انكسار اما من نفسة و اما من غيره([2]).
اى اعصمنى من الذل و الهوان يوم القيامة، يوم بعث الخلائق لمحاسبتهم، فتضمن ذلك الطلب السلامه من الفضيحه بالتوبيخ علي الذنوب، و العقوبه عليها. و ذلك الدعاء من خليل الرحمن، كان من دعاء نبينا محمد صلي الله علية و سلم ((اللهم لا تخزنى يوم القيامة، و لا تخزنى يوم الباس، فان من تخزة يوم الباس فقد اخزيته))([3]).
ثم ذكر العله فسؤالة لذاك اليوم: ﴿يوم لا ينفع ما ل و لا بنون * الا من اتي الله بقلب سليم﴾: اي لا يقى المرء من عذاب الله و لو افتدي بملء الارض و من عليها ذهبا و بشرا، الا من اتي الله بقلب سليم من جميع المساوئ، و العيوب من امراض الشبهات، كالشرك، و الشك، و النفاق، و الاصرار علي البدع و الضلالات، و من امراض الشهوات كحب الدنيا، و غرورها، و بالجمله السالم من الخصال الذميمة، المتصف بالصفات الجميلة، و خص القلب بالذكر لانة الذي اذا سلم سلمت الجوارح كلها، و اذا فسد فسدت سائر الجوارح، و ذلك المطلب المهم كان من مطالب النبي صلي الله علية و سلم ((اللهم انى اسالك الثبات فالامر، و العزيمه علي الرشد، و اسالك شكر نعمتك، و حسن عبادتك، و اسالك قلبا سليما، و لسانا صادقا))([4]).
تضمنت هذة الدعوات الجليلات جملا من الفائدة :
1 – يحسن بالداعى ان يجمع فدعائة من خيرى الدنيا و الاخرة، و ان تكون الدار الاخره هى مقصده، و مطلبة الاعظم .
2 – ينبغى للداعى ان يسال الله تعالي ان يزيدة من العلم و الحكمه لما ينفعة فدينة و دنياة و اخرتة .
3 – ينبغى للعبد ان يسال الله تعالي ان يرزقة مرافقه الصالحين فالدنيا و الاخرة.
4 – و ايضا ان يرزقة الثناء الحسن فالدنيا لما يترتب علية من الفائدة التالية:
ا – الدعاء له .
ب _ الاقتداء، و التاسى بة .
ج _ القبول عند المخاصمة، و الوعظ، و غير هذا .
5 – اهميه التوسل بصفات الله تعالى، و منها صفه (الهبة) الفعلية، كما فعديد من الادعيه القرانية؛ فان بها من كمال الادب، و التعظيم، و الثناء علي الله تعالي حال السؤال، و الدعاء.
6 – ان ذكر العله فالسؤال من حسن الدعاء، كما افاد قوله:
ا – ﴿يوم لا ينفع ما ل و لا بنون * الا من اتي الله بقلب سليم﴾([5]).
ب – و كقولة تعالى: ﴿واغفر لابى انه كان من الضالين﴾([6]).
7 – يحسن بالداعى ان يدعو لوالدية و ان كانوا علي غير صلاح، و لا هدى.
8 – ان كل الانبياء و المرسلين مشفقون من يوم القيامه .
9 – ان القلب هو اعظم مضغة، فان صلحت صلح سائر الجسد، و ان فسدت فسد سائر الجسد؛ لهذا خصها علية الصلاه و السلام بالذكر دون غيرها.
10 _ ينبغى للعبد ان لا يغتر بعمله، فاذا كان امام الانبياء يخاف من هذا اليوم علي ما اوتى من الخصال الحميدة، فمن باب اولي من كان دونه.
([1]) سوره الشعراء، الايات: 87- 89.
([2]) مفردات الفاظ القران، ما ده (خزي).
([3]) عمل اليوم و الليله لابن السني، برقم 128، و علل الحديث لابن ابى حاتم، برقم 2065، و الدعاء الاول منة فمسند احمد، 29/ 596، برقم 18056، و الجملتان الاوليتان فالمعجم الكبير للطبراني، 3/ 20، و مسند الفردوس للديلمي، 1/ 143، و روايه الامام احمد صححها الارناؤوط فمسند احمد، 29/ 596.
([4]) سنن النسائي، كتاب السهو، نوع احدث من الدعاء، برقم 1304، و السنن الكبري له ايضا، 1/ 387، كتاب صفه الصلاة، نوع اخر، برقم 1228، و مسند احمد، 28/ 338، برقم 17114، و مصنف ابن ابى شيبة، 10/ 241، و المعجم الكبير للطبراني، 6/ 450، و حسنة لغيرة الارناؤوط فتعليقة علي المسند، 28/ 338، و سياتى فالدعاء رقم 132 احدث الكتاب.
([5]) سوره الشعراء، الايتان: 88- 89.
([6]) سوره الشعراء، الاية: 86.
- الا من اتي الله بقلب سليم
- صور الا من اتى الله بقلب سليم
- صور وما اتى ربه بقلب سليم
- سورة الايه اﻻ من اتي الله بقلب