اغرب الاشياء

هؤلاء الذين يموتون فجاة، و يتحير الاطباء فكتابه تقرير الوفاة. يتردد القلم فايديهم و هم يكتبون:«سكته قلبيه مفاجئة». او «هبوط مفاجئ فالدوره الدمويه و التنفسية». و هم يعلمون يفسرون الماء بالماء! القلب توقف فلماذا توقف؟ التنفس تعثر فلماذا تعثر؟. و يبقي اللغز قائما: ما الذي شاهدوة فاخر لحظة، و تعذرت بعدة الحياة؟!.

حينما عاد الي بيتة لم يكن يعلم انه بعد قليل سوف يكون و احدا من هؤلاء. سوف تدخل زوجتة بعد قليل الي الغرفه فتجدة ممددا علي الارض ممسكا بصدرة و ربما فارق الحياة. فالصباح التالى، حينما ينتشر الخبر، سوف يضرب الزملاء كفا علي كف. ما ت! كان معنا بالامس بصحه طيبه فكيف ما ت!.

كل ذلك سيحدث فيما بعد. اما الان فهو يجلس فغرفه الجلوس مرتديا البيجامة، و هو يشاهد التليفزيون. كان و حدة فالغرفه تماما حينما و جد زوجتة تخرج فجاه داخل الغرفه الموصده الابواب! لم يدر كيف دخلت و متى! و احس كذلك انها لا تشعر بوجوده. تسير بجانبة و لكنها لا تراه.

بعد لحظه راي الشىء الذي لم يتصور انه سيشاهدة فحياته. راي نفسة يدخل الغرفه و لكن بثياب الخروج. و كانة يعيد المشهد الذي حدث منذ ساعه و احدة. بعدها يضع الحقيبه بجوار المنضدة، و يغادر الغرفه فهدوء.

قبل ان يفيق من دهشتة شاهد نفسة يدخل الغرفه مره اخري و هو يحمل طبق الغذاء. و بعدين شاهد نفسة يظهر حاملا الطبق لغسل يديه. رباه! لماذا تتكرر المشاهد، الواحد تلو الاخر، نسخ عديده من نفسه، و لا تشاهد احداها الاخرى.

لحظه و دخل ابنة حاملا طبق فاكهه تناولوها بالامس. بعدين ظهر صديقة الذي زارة منذ يومين. و توالي ظهور مئات النسخ منه، و ازدحمت غرفه الجلوس بشكل غير مسبوق.

نظر حولة فرعب! عدد الموجودين بالغرفه يفوق المائة. ما الذي يحدث بالضبط؟ هل حدث شرخ فجدار الزمن، الذي يفصل الازمنه عن بعضها فتداخلت فنفس المكان.

انتفض قائما محاولا الهرب. لكن الثغره راحت تتسع. اصطدم بالاف النسخ التي راحت تتوالى. هو بالامس و قبل الامس و فالاسبوع الماضي و منذ شهور و سنين. كلها تخرج من الماضي بغته و تتشارك الجلوس. و بدا يخرج السكان القدامي الذين سكنوا ذلك المنزل من قبله، بعدها اختفت الجدران و ارتفعت بيوت و زالت بيوت. بعدها تراجع الزمن اكثر و شاهد النباتات تنمو حوله، و الاشجار تنتصب، حينما كان ذلك المنزل جزءا من ارض زراعيه قبل ان يتم البناء عليها. بعدها شاهد الرمال تتراكم فانحاء الغرفة. بعدها مستنقعات مبلله و طائر عجيب، الشكل يحط علي ارض الغرفه فهدوء. بعدها لطمتة موجه ما لحه فادرك ان هذة الغرفه كانت يوما جزءا من قاع البحر عند بدء الخليقة.

كل هذا حدث فو مضه خاطفه و هو يتحاشي التصادم بمن حولة و يحاول الخروج. تكدست الغرفه بملايين الذين قطنوها فيوم ما . و قع علي الارض ممسكا بصدره. انسحب الهواء من رئتيه، و احس انه يختنق. شعر بضغط هائل علي قلبة و روحه، فادرك انه يموت.

• اغرب الاشياء
• الذين يموتون فجأة