اسباب نزول سورة المزمل

 

بالصور سبب نزول سوره المزمل



 

عن جابر رضى الله عنة قال: اجتمعت قريش فدار الندوه فقالوا: سموا ذلك الرجل اسما يصد الناس عنه، فقالوا: كاهن، قالوا: ليس بكاهن، قالوا: مجنون، قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر، قالوا: ليس بساحر، فتفرق المشركون علي ذلك، فبلغ هذا النبى صلي الله علية و سلم فتزمل فثيابة و تدثر فيها، فاتاة جبريل علية السلام، فقال: {يا ايها المزمل}، {يا ايها المدثر} “”اخرجة الحافظ البراز””.

يامر تعالي رسولة صلي الله علية و سلم ان يترك التزمل، و هو التغطي، و ينهض الي القيام لربة عز و جل، كما قال تعالى: {ومن الليل فتهجد بة نافله لك عسي ان يبعثك ربك مقاما محمودا}، فقال تعالى: {يا ايها المزمل . قم الليل الا قليلا}، قال ابن عباس {يا ايها المزمل} يعنى يا ايها النائم، و قال قتادة: المزمل فثيابه، و قال ابراهيم النخعي: نزلت و هو متزمل بقطيفة، و قولة تعالى: {نصفه} بدل من الليل {او انقص منة قليلا . او زد عليه} اي امرناك ان تقوم نص الليل بزياده قليلة، او نقصان قليل، لا حرج عليك فذلك، و قولة تعالى: {ورتل القران ترتيلا} اي اقراة علي تمهل، فانة يصبح عونا علي فهم القران و تدبره، و ايضا كان يقرا صلوات الله و سلامة عليه، قالت عائشة: كان يقرا السوره فيرتلها، حتي تكون اطول من اطول منها، و فصحيح البخارى عن انس انه سئل عن قراءه رسول الله صلي الله علية و سلم فقال: كانت مدا، بعدها قرا: {} يمد بسم الله و يمد الرحمن و يمد الرحيم “”اخرجة البخاري””، و عن ام سلمه رضى الله عنها انها سئلت عن قراءه رسول الله صلي الله علية و سلم فقالت: كان يقطع قراءتة ايه اية: { . الحمد للة رب العالمين . الرحمن الرحيم . ما لك يوم الدين} “”اخرجة احمد و ابو داود و الترمذي””، و فالحديث: (يقال لقارئ القران: اقرا و ارق و رتل كما كنت ترتل فالدنيا فان منزلتك عند احدث ايه تقرؤها) “”اخرجة احمد و رواة الترمذى و النسائي””. و ربما قدمنا فاول التفسير الاحاديث الداله علي استحباب الترتيل، و تحسين الصوت بالقراءة، كما جاء فالحديث: (زينوا القران باصواتكم) و (ليس منا من لم يتغن بالقران). و قال ابن مسعود: لا تنثروة نثر الرمل، و لا تهذوة هذ الشعر، قفوا عند عجائبة و حركوا بة القلوب، و لا يكن هم احدكم احدث السوره “”رواة البغوى عن ابن مسعود موقوفا””، و قولة تعالى: {انا سنلقى عليك قولا ثقيلا} قال الحسن و قتادة: اي العمل به، و قيل: ثقيل و قت نزولة من عظمته، كما قال زيد بن ثابت رضى الله عنه: انزل علي رسول الله صلي الله علية و سلم و فخذة علي فخذي، فكادت ترض فخذي، روي البخارى عن عائشه رضى الله عنها ان الحارث


بن هشام سال رسول الله صلي الله علية و سلم كيف ياتيك الوحي؟ فقال: (احيانا ياتى فمثل صلصله الجرس، و هو اشد على فيفصم عنى و ربما و عيت عنة ما قال، و احيانا يتمثل لى الملك رجلا فيكلمنى فاعى ما يقول) قالت عائشة: و لقد رايتة ينزل علية الوحى صلي الله علية و سلم فاليوم الشديد البرد فيفصم عنة و ان جبينة ليتفصد عرقا “”اخرجة البخارى فاول صحيحه””. و روي الامام احمد عن عائشه رضى الله عنها قالت: ان كان ليوحي الي رسول الله صلي الله علية و سلم و هو علي راحلتة فتضرب بجرانها “”الجران: باطن العنق””.

وقولة تعالى: {ان ناشئه الليل هى اشد و طا و اقوم قيلا} قال عمر: الليل كلة ناشئة، و قال مجاهد: نشا اذا قام من الليل، و فروايه عنه: بعد العشاء، و الغرض ان {ناشئه الليل} هى ساعاتة و اوقاته، و جميع ساعه منة تسمي ناشئة، و الم قصود ان قيام الليل هو اشد مواطاه بين القلب و اللسان، و اجمع علي التلاوة، و لهذا قال تعالى: {هى اشد و طا و اقوم قيلا} اي اجمع للخاطر فاداء القراءه و تفهمها من قيام النهار، لانة و قت انتشار الناس و لغط الاصوات و اوقات المعاش، و لهذا قال تعالى: {ان لك فالنهار سبحا طويلا}، قال ابو العاليه و مجاهد: فراغا طويلا، و قال قتادة: فراغا و بغيه و متقلبا، و قال السدي: {سبحا طويلا} تطوعا كثيرا، و قال عبدالرحمن بن زيد {سبحا طويلا} قال: لحوائجك فافرغ لدينك الليل، و ذلك حين كانت صلاه الليل فريضة، بعدها ان الله تبارك و تعالي من علي عبادة فخففها، و وضعها. روي الامام احمد، عن زراره بن اوفى، عن سعيد بن هشام قال، قلت: يا ام المؤمنين انبئينى عن خلق رسول الله صلي الله علية و سلم؟ قالت: الست تقرا القران؟ قلت: بلى، قالت: فان خلق رسول الله صلي الله علية و سلم كان كالقران، فهممت ان اقوم، بعدها بدا لى قيام رسول الله صلي الله علية و سلم، قلت: يا ام المؤمنين انبئينى عن قيام رسول الله صلي الله علية و سلم؟ قالت: الست تقرا هذة السورة: {يا ايها المزمل}؟ قلت: بلى، قالت: فان الله افترض قيام الليل فاول هذة السورة، فقام رسول الله صلي الله عل ية و سلم و اصحابة حولا حتي انتفخت اقدامهم، و امسك الله خاتمتها فالسماء اثنى عشر شهرا، بعدها انزل الله التخفيف فاخر هذة السوره فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضه “”اخرجة الامام احمد، و هو جزء من حديث طويل، و ربما رواة مسلم فصحيحة بنحوه””. و روى عن عائشه رضى الله عنها قالت: كنت اجعل لرسول الله صلي الله علية و سلم حصيرا يصلى علية من الليل، فتسامع الناس بة فاجتمعوا فخرج كالمغضب و كان بهم رحيما فخشى ان يكتب عليهم قيام الليل فقال: (ايها الناس اكلفوا من الاعمال ما تطيقون فان الله لا يمل من الثواب حتي تملوا من العمل و خير الاعمال ما ديم عليه) و نزل القران: {يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا . نصفة او انقص منة قليلا . او زد عليه} حتي كان الرجل يربط الحبل و يتعلق، فمكثوا بذلك ثمانيه اشهر فراي الله ما يبتغون من رضوانة فرحمهم فردهم الي الفريضه و ترك قيام الليل.

وقال ابن جرير: لما نزلت {يا ايها المزمل} قاموا حولا حتي و رمت اقدامهم و سوقهم حتي نزلت: {فاقرءوا ما تيسر منه} قال: فاسترح الناس.

وقولة تعالى: {واذكر اسم ربك و تبتل الية تبتيلا} اي اكثر من ذكره، و انقطع اليه، و تفرغ لعبادتة اذا فرغت من اشغالك، كما قال تعالى: {فاذا فرغت فانصب} اي اذا فرغت من اشغالك فانصب فطاعته، و عبادتة لتكون فارغ البال، {وتبتل الية تبتيلا} اي اخلص له العبادة، و قال الحسن: اجتهد و ابتل الية نفسك، و قال ابن جرير: يقال للعابد متبتل، و منة الحديث المروي: نهي عن التبتل يعنى الانقطاع الي العباده و ترك التزوج، و قولة تعالى: {رب المشرق و المغرب لا الة الا هو فاتخذة و كيلا} اي هو المالك المتصرف فالمشارق و المغارب الذي لا الة الا هو، و كما افردتة بالعباده فافردة بالتوكل فاتخذة و كيلا، كما قال تعالى: {فاعبدة و توكل عليه}، و كقوله: {اياك نعبد و اياك نستعين} .

 

  • سورة المزمل علي جابر


اسباب نزول سورة المزمل