احدث خطب الشيخ محمد حسان

 

بالصور اخر خطب الشيخ محمد حسان



قال تعالى: و إن من امه الا خلا بها نذير [فاطر:24].

لو اوكل الله البشريه الي عقولها لضلت. و لما كان الله سبحانة ارحم بعبيدة من عبيدة بأنفسهم اجتبي من البشر رسلا و أنبياء يبلغون و حى الله الي الناس و يعطون الصوره العمليه للالتزام فهم القدوه و المثل.

فما الرسل و الأنبياء؟ و ما هى مهمتهم؟ و ما الفرق بين محمد بن عبدالله و سائر الأنبياء و الرسل؟

الرسل جمع رسول و الأنبياء جمع نبي، و النبي: هو ذكر من بنى ادم، اوحي الله تعالي الية بأمر، فإن امر بتبليغة فهو نبى و رسول، و إن لم يؤمر بتبليغة فهو نبى غير رسول: و علي ذلك فكل رسول هو نبى و ليس جميع نبى هو رسول.

وينبغى ان تعلم:

أن الرسل و الأنبياء بعثوا بالتوحيد الخالص للة عز و جل قال تعالى: و ما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحى الية انه لا الة الا انا فاعبدون [الأنبياء:25].

والانحرافات التي حدثت بعد هذا انما هى من فعل الأتباع من احبار و رهبان سوء بدلوا و حرفوا و غيروا قال تعالى: و قالت اليهود عزير ابن الله و قالت النصاري المسيح ابن الله هذا قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انني يؤفكون اتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما امروا الا ليعبدوا الها و احدا لا الة الا هو سبحانة عما يشركون [التوبة:30-31].

وعدد الرسل و الأنبياء كما جاء فحديث ابى ذر : قلت يا رسول الله اي الأنبياء كان اول؟ قال: ((آدم قلت: يا رسول الله انبى كان؟ قال: نعم، نبى مكلم، قلت: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: ثلثمائه و خمسه عشر جما غفيرا)) و فلفظ: ((كم و فاء عدد الأنبياء؟ قال: ما ئه الف و أربعه و عشرين الفا، الرسل منهم ثلثمائه و خمسه عشر جما غفيرا))([1]).

والإيمان بهم جميعا ركن من اركان الإيمان و الكفر بأحدهم يعتبر كفرا بالجميع.

وأولوا العزم من الرسل الذين نوة القرآن بذكرهم و فضلهم فقال: فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل [الأحقاف:35]. جاء فايه اخري التصريح بأسمائهم فقال سبحانه: و إذ اخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و إبراهيم و موسي و عيسي ابن مريم [الأحزاب:7].

فهم محمد و نوح و إبراهيم و موسي و عيسي عليهم الصلاه و السلام.

وأما مهمتهم:

1- تبليغ و حى الله للناس: قال تعالى: ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما انتم علية حتي يميز الخبيث من الطيب و ما كان الله ليطلعكم علي الغيب و لكن الله يجتبى من رسلة من يشاء فآمنوا بالله و رسلة و إن تؤمنوا و تتقوا فلكم اجر عظيم [آل عمران:179].

وعن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبى خرج الي البطحاء فصعد الجبل فنادى: ((يا صباحاه، فاجتمعت الية قريش :فقال ارأيتم ان حدثتكم ان العدو مصبحكم او ممسيكم اكنتم تصدقوني؟ قالوا: نعم، قال: فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد))([2]).

فتأمل بعض العلماء ذلك الموقف حيث صعود النبى اعلي الجبل فهو يري ما امامة و ما خلفة بحكم موضعة فاعلي الجبل و قريش عندما اجتمعت امام الجبل لا يرون ما رواء الجبل بحكم موضعهم انهم امام الجبل فأبصارهم لا تنفذ الي ما و رواء الجبل. فلما سألهم رسول الله اهم يصدقون قولة ان اعلمهم ان و راء الجبل عدو قالوا: نعم، فقال فإنى رسول الله و ربما اطلعنى ربى علي ما هو غيب بالنسبه لكم فكان و قوفة عمليه توضيحيه لأمر الرسول و الرسالة.

2- الإجابه علي الأسئله الثلاث التي ضلت البشريه يوم ان و ضعت لها الإجابات البشريه القاصره الضاله المنحرفة، و هى كيف جئنا؟ و لماذا جئنا؟ و إلي اين المصير؟

أ- كيف جئنا؟ جاءت نظريه داروين بأن مصدر و جودنا انما هى الأميبا الحى و الصدفه و نظريه النشوء و الارتقاء الي قرد بعدها الي انسان بعد هذا فإذا كان الأصل اصلا حيوانيا فلماذا البحث عن الفضائل بعد ذلك.

وجاءت اجابه الرسل عن الله ان مصدر الخلق هو الله: و لقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس بة نفسة [ق:16]. و أن الأمر بدا بخلق ادم علية السلام.

وأسجد الله له الملائكه فحفل عظيم فأى تكريم للإنسان من الله سبحانه: و إذ قال ربك للملائكه انى جاعل فالأرض خليفه [البقرة:30]. و إذ قلنا للملائكه اسجدوا لآدم [البقره :34].

ب- و لماذا جئنا؟ جاءت نظريه فرويد ان غايه الوجود انما هو الجنس و جميع قيد علي الجنس يعتبر قيدا باطلا فلا دين و لا خلق و لا عرف كريم.

وجاءت اجابه الرسل عن الله ان غايه الوجود انما هى العبادة. للة الواحد القهار: و ما خلقت الجن و الإنس الا ليعبدون [الذاريات:56].

ج- و إلي اين المصير؟

جاءت نظريه ما ركس (لا الة و الحياة ما دة) فلا جنه و لا نار و لا حساب و لا عقاب و إنما هى حياة فقط تنتهى بموتك.

جاءت الرسل بإجابه عن الله ان المصير الي الله و حدة حيث يجازي المحسن علي احسانة و المسيء علي اساءته: و أن الي ربك المنتهي [النجم:42].

فمن يعمل مثقال ذره خيرا يرة و من يعمل مثقال ذره شرا يرة [الزلزلة:6-8].

إعطاء الصوره العمليه التطبيقيه للمنهج: قال تعالى: لقد كان لكم فرسول الله اسوه حسنه [الممتحنة:6]. و عن عائشه رضى الله عنها قالت: ((كان خلق نبى الله القرآن))([3]). و فذلك اعلام ان المنهج البيت من عند الله عز و جل فطاقه البشر و قدرتهم التعامل معة و الالتزام بة و تطبيقة فانفسهم و فو اقع حياتهم. كيف لا و رسل الله و أنبياؤة هم من البشر قال تعالى: قل انما انا بشر مثلكم [الكهف:110]. و ما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحى اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون [النحل :43].

وما عندهم من احاسيس و مشاعر و طاقات كلها بشرية: طة ما انزلنا عليكم القرآن لتشقي [طه:1]. فلعلك باخع نفسك علي اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا [الكهف:6]. يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فالكفر [المائدة:41].

وفى غزوه احد شج رأسة و كسرت رباعيتة و دخلت حلقتان من حلق المغفر فو جنتية علية الصلاه و السلام، و منهم من قتل: ففريقا كذبتم و فريقا تقتلون [البقرة:87].

وأما الفرق بين رسول الله و سائر الأنبياء و الرسل؟

فاعلم ان الأنبياء و الرسل كلهم صادقون مرسلون من عند الله عز و جل، و المؤمنون يؤمنون بأن الله و احد احد، و يصدقون بجميع الأنبياء و الرسل و الكتب البيته من السماء علي عباد الله المرسلين و الأنبياء و لا يفرقون بين احد منهم فيؤمنون ببعض و يكفرون ببعض بل الجميع عندهم صادقون راشدون و إن كان بعضهم ينسخ شريعه بعض بإذن الله حتي نسخ الجميع بشرع محمد و قال تعالى: جميع امن بالله و ملائكتة و رسلة لا نفرق بين احد من رسلة [البقرة:285]. فلا فرق بين رسول الله و الأنبياء و المرسلين من قبلة فصدقهم و رسالتهم و بعثهم، و إنما الفرق من ثلاثه و جوة هى ادله ختم النبوه و الرساله فلا نبوه بعد رسول الله و لا رسالة.

أ- ارسل الأنبياء و الرسل الي امم خاصه اما محمد فقد ارسل الي العالمين قال تعالى: و ما ارسلناك الا رحمه للعالمين [الأنبياء:107]. فلا نبى او رسول بعده.

ب- تعرضت الكتب السابقه الي التحريف و التبديل و أما القرآن فقد تولي الله حفظة بنفسة فقال: انا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون [الحجر:9] لا حاجه لمجيء كتاب جديد.

ج- كانت الكتب السابقه تعالج جوانب محدوده فحياة الناس العمليه او الأخلاقيه فقط اما الكتاب الذي جاء بة محمد بن عبدالله ففية المعالجه الكامله لحياة الناس فشتي الجوانب: ما فرطنا فالكتاب من شيء [الأنعام:38]. فلا حجه لمن يأتى بمنهج يعالج فية امرا ربما استكمل بيانة فالإسلام.

وفى الحديث: ((إن الرساله و النبوه ربما انقطعت فلا رسول بعدى و لا نبي))([4])، و البشريه مدعوه للإيمان بة قال تعالى: و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منة و هو فالآخره من الخاسرين [آل عمران:85].

وللحديث: ((لا يسمع بى يهودى و لا نصرانى بعدها لا يؤمن بى الا حرم الله علية الجنة))([5]) .

فالأنبياء و الرسل جاءوا لهدايه البشريه فاطوارها المختلفه و هذا شبية بأساتذه المراحل التعليميه فالجميع معلمون و الكل يكمل بعضهم بعضا فتلبيه حاجه العقل البشرى بمراحلة حتي انتهي الأمر ببعثه المصطفي الذي جمع الكمالات الإنسانيه و المنهج الكامل المحفوظ.

وأما الذي ينبغى ان تدركه:

ا – ان الرسل و الأنبياء المذكورين فكتاب الله خمسه و عشرون نبيا و رسولا علما ان الله تعالي ابتعث (124000) ما ئه و أربعه و عشرين الفا فلماذا اخفيت اسماؤهم؟

قال العلماء:

ا – حتي تتربي الأمه علي الإخلاص فليست العبره بذكر الأسماء و إنما بقبول العمل قال تعالى: و جاء من اقصا المدينه رجل يسعي [يس:20]. انهم فتيه امنوا بربهم و زدناهم هدي [الكهف:13]. من هم لا ندري؟ ما هى اسماؤهم؟.

ب- عزاء لكل مجاهد مجهول يمضى لا يلتفت له الناس بل ربما يتعرض للعنت و الاضطهاد و القتل فلة فرسل الله و أنبيائة عزاء.

ج- توجية للهمم الي الاقتداء بالأعمال لا التنقيب عن الأسماء و المسميات التي لا طائل تحتها و لا نفع، و لو علم الله فالأمر خيرا لأخبرنا به.

إن الله يؤيد رسلة بالمعجزات: و هى الأمر الخارق للعاده الذي يجرية الله سبحانة علي يدى نبى مرسل ليقيم الدليل القاطع علي صدق نبوتة فهذا ابراهيم الخليل كانت معجزتة بأن كانت النار بردا و سلاما عليه: قالوا حرقوة و انصروا الهتكم ان كنتم فاعلين قلنا يا نار كونى بردا و سلاما علي ابراهيم [الأنبياء:68-69].

وهذا عيسي علية السلام و ربما شاع فزمنة الطب فكانت معجزتة فالإبراء و الشفاء بأمر الله بل و إحياء الموتي بإذن الله: و أبرئ الأكمة و الأبرص و أحيى الموتي بإذن الله [آل عمران:49].

وهذا موسي علية السلام و ربما شاع فزمنة السحر فكانت ايه العصا معجزه له فانقلابها الي حيه تسعى: فألقاها فإذا هى حيه تسعي [طه:20]. و المتأمل فمعجزات الأنبياء و الرسل انها كانت حسيه و قتيه لا يعلم فيها الا من رآها و عاصرها.

وأما معجزه المصطفي فكانت عقليه دائمه و هى القرآن العظيم و ما فية من اعجاز فاللغه و الأحكام و الحقائق العلميه و التاريخيه و النفسيه و الجغرافيه و الحسابيه و غير هذا كثير فلا تنقضى عجائبة و كلما ازدادت البشريه ازدادت علما بجهلها و إدراكها للسبق العظيم الدال علي عظيم كتاب الله سبحانة كيف لا و مصدرة اللطيف الخبير جل جلالة سبحانه.

  • خطب الشيخ محمد حسان
  • اقوى خطب لشيخ محمد حسان
  • تحميل خطب تفسير احلام
  • تحميل خطب محمد حسان


احدث خطب الشيخ محمد حسان