صورة-1
احترام الوقت
د.إبراهيم الفقي
التعريف بالكاتب :
و لد فالخامس من اغسطس عام الف و تسعمائه و خمسين . حصل علي الدكتوراة فالتنميه البشريه ، و من ابرز كتبة قوه التفكير و البرمجه العبنوته و فن الاتصال اللا محدود ، و المفاتيح العشره للنجاح ، توفي فالعاشر من فبراير عام 2023م .
تمهيد:
يعد الوقت قيمه كبيره فحياة جميع منا ، فعمر الإنسان يقاس بالثوانى و الدقيقة و الساعات ، و التفريط فالوقت اهدار لعمر الإنسان ، و لذا ينبغى الاستفاده من الوقت؛ و هذا بالتخطيط الجيد حتي يستطيع الإنسان تحقيق التقدم المنشود لنفسة و لوطنة .
المقال :
تمر بنا سريعا ، و تكر (تمر سريعا) الأيام تباعا ، فنذهل عن تعاقبها كالمحدق بالكره الدائره يحسبها ساكنه ، و الحق انا لفى غفله و سبات عميق .
مما لاشك فية لدي جميع ذى عقل لبيب ان القرآن الكريم و السنه النبويه الشريفه ربما عنيا بالوقت اشد العنايه ، و فمقدمه هذة العنايه بيان اهميتة و أنها من اعظم نعم الله التي من فيها علينا ، و لبيان هذا اقسم الله – جل و تعالي شأنة – فمطالع سور عديده من القرآن بأجزاء معينه ك” الليل ” و ” النهار ” ، و ” الفجر ” ، و ” الضحي ” ، و ” العصر “. و من المعروف لدي المفسرين بل فنظر المسلمين اجمعين ، ان الله اذا اقسم بشيء من خلقة فما هذا الا ليلفت انظارهم الية ، و ينبههم لجليل منفعتة و عظيم اثاره.
و جاءت السنه النبويه تؤكد قيمه الوقت ، و تقرر مسئوليه الإنسان عنة امام الله – جل و علا – يوم القيامه ، فعن معاذ بن جبل – رضى الله عنة – ان النبي –
صورة-2
– قال: ” لا تزول قدما عبد يوم القيامه حتي يسال عن اربع : عن عمرة فيما افناة ، و عن جسدة فيما ابلاة ، و عن ما له من اين اكتسبة و فيما و ضعة ، و عن علمة ما ذا فعل بة ” سنن الدرامي.
و للوقت ميزات يتميز فيها ، يجب علينا ان ندركها حق ادراكها ، فهو سريع الانقضاء . يمر مر السحاب ، و يجرى جرى الريح . و اعلم ان ما مضي من الوقت لا يعود ، و هذة ميزه اخري من ميزات الوقت ، فكل و قت يمضى ، و جميع ساعه تنقضى ، و جميع لحظه تمر ، ليس بالإمكان استعادتها ، و لا ممكن تعويضها .
و لما كان الوقت سريع الانقضاء ، و كان ما مضي منة لا يعود ، و لا يعوض بشيء كان انفس ما يملك الإنسان ، و ترجع نفاستة (أى قيمتة الغالية) الي انه و عاء لكل عمل و جميع انتاج ، فهو فالواقع رأس المال الحقيقى للإنسان فردا و مجتمعا .
السؤال الصعب : ما الذي ستفعلة اذا اكتشفت ان امامك سته اشهر فقط ستحياها علي سطح الأرض ؟
هل فكرت اذا كان المتبقى من عمرك من الأيام المعدوده مع من ستقضيها ؟ و كيف ستقضيها ؟ ما الأعمال التي ستسرع بفعلها ؟ و ما الأمور التي ستهب بلا ابطاء لإنجازها ، او اصلاحها ، او تعديلها ؟
اجابتك عن ذلك السؤال ستضيء لك جانبا مظلما من تفكيرك . ستخبرك ان هنالك عملا يجب انجازة ، و صديقا بحاجه الي مصالحتة ، و أقارب مر زمن بغير ان تزورهم . سيجعلك تنظر الي حاجات مهمه تخشي ان تنهى حياتك بدون اتمامها و الانتهاء منها .
للأسف الشديد كثير منا ربما اعتاد مواجهه حاله الطوارئ فالثانيه الأخيره ، او اثناء فتره السماح ، و كم من حاجات تضيع و تهمل فظل فوضي الحياة المؤلمه .
ذات يوم زارنى صديق و أخبرنى بعزمة علي تأليف كتاب فسألتة متي تبدا ؟
فأخبرنى انه سوف يبدا فانجازة (إتمامه) بعد سنتين!! فسألتة : و هل ذلك الكتاب مفيد ، و ينفع الناس ؟ فأجابنى : بالتاكيد بكل تأكيد . فقلت له : لماذا اذن تنتظر سنتين كاملتين قبل ان تبدا بة ما دام ذلك الكتاب مهما و نافعا .
فقال الإجابه الشهيره : لأنة ليس لدى الوقت الكافى . و ذلك نموذج احدث لمن يضيعون فكرهم فيما اسمية (سجن الوقت) يؤجل مشاريعة و فكرة و مهماتة ؛ لآن ليس لدية الوقت الكافى و إلي ان يأتية الوقت ، هو فانتظار دائم ، و تأجيل مستمر .
صورة-3