صورة-1
“الرجولة” كلمه يساء فهمها كثيرا فزمننا الحاضر. و ربما تلاحظ عند بعض الشباب تعريفات شائعه عن الرجولة، الا انها مع الأسف خاطئة. اذكر لك منها:
- الرجل هو الذي لا يترك خطيبتة تذهب بمفردها فمشاويرها، بل يرافقها دائما.
- الرجل هو الذي يدخن و يشرب.
- الرجل هو الذي يفرض سيطرتة علي افراد عائلتة و يرفع صوتة علي اخواتة او ربما يضربهن فبعض الأحيان.
- الرجل هو من يتمسك برأية و يتجاهل تماما ما يقولة الآخرون.
- الرجل هو من يظهر عبارات بذيئه من فمة و يسب الآخرين و يلعنهم.
- الرجل هو من يأخذ حقة بذراعة حتي لو اضطرة هذا دخول السجن.
- الرجل هو من يخدع فتاه – و اعدا اياها بالزواج، و يشوة سمعتها و صيتها.
- الرجل هو من يصرف جميع اموالة علي اصدقائة و السهر.
- الرجل هو من يخون زوجته.
- الرجل هو من يستعمل سلاحا للاعتداء علي الآخرين محدثا لهم عاهات مستديمة.
- الرجل هو الذي يمنع اخواتة من التعلم و الذهاب الي المدارس.
لا ادرى اذا كنت ستوافقنى ام لا، الا اننى اعتقد بأن حلم الرجوله هو شغل الأطفال الشاغل. فمنذ الصغر يهتم الذكور من الأطفال بحقيقه انهم سيصبحون رجالا. فنراهم يقلدون اباءهم او يعجبون ببعض نجوم الإعلام فيتخذونهم امثله للرجوله و يطمحون لأن يشابهونهم فكبرهم.
ومع مرور السنين، نري اولئك الأطفال يتباهون و يفتخرون بازدياد اطوالهم و بتقدمهم فالدراسة. معظمهم يشعر بسعاده فائقه لمجرد ملاحظتهم النمو السريع لأجسادهم و تغير اصواتهم او ظهور شواربهم و لحاهم بالإضافه الي بعض التغييرات الجسميه الأخري التي تطرا عليهم اذ يدخلون طور المراهقه الرجولة.
ولكن هل ذلك هو جميع ما تعنية الرجوله الحقيقية؟ هل الرجوله الحقيقيه تتعلق بالنمو الجسمانى فقط؟ هل هى مجرد رمز يسعي اليها الأطفال ليصلوا اليها و يحققوها فالمستقبل؟
اسمح لى ان اوضح لك من البدايه بأن التغييرات الجسديه التي ذكرت بعضها هامه بالتاكيد للتأكيد علي الرجوله من الناحيه الجسدية، و لكن، هنالك اكثر من هذا بعديد فيما يتعلق بالرجول الحقيقية. فبالإضافه الي نمو و تغير الجسم، هنالك بعض الأشياء الهامه التي تجعل من الطفل او المراهق او الشاب رجلا حقيقيا.
من الحرى بك ان تعرف بأن مواقف الحياة تعلمنا الكثير، و ربما تخرج فينا او قد تكسبنا صفاتا حديثة – منها الحميد او الخبيث، و ما عليك الا ان تسمح لنفسك ان تتعلم و تكتسب جميع ما هو مفيد و ترفض جميع خبيث لتنمو بالنتيجه نحو رجوله حقيقيه كاملة.
أحد الأشياء التي تعلمتها علي مر السنين هو ان الحياة تعلم الإتضاع. مع الأسف لا تولد صفه الاتضاع فينا منذ الطفولة، الا اننا من الممكن ان نكتسبها اثناء حياتنا. اما اذا قاومنا الاتضاع و لم نتبناة فالمواقف التي كان يتوجب علينا ان نتبناة فيها، فلن نكتسب هذة الصفه لاحقا!
قبل ان نتقدم فمفهوم الرجوله الحقيقية، علي جميع مراهق او شاب ان يتعرف علي نقاط القوه و الضعف فشخصيته. ليس ذلك فقط، بل علي الشاب كذلك ان يفكر فيما ممكن ان يقدمة الي العالم المحيط به. ليس من رجل كامل علي هذة الأرض، فالكمال للة و حده. الا اننا جميعا نسعي للكمال، و ذلك ما يجب عليك ان تفعله. ذكر نفسك يوميا بأنك تسعي للرجوله الحقيقية، فهذا التفكير سيفسح لك المجال للنمو و التقدم.
إليك عزيزى بعض الصفات العامه التي يتميز فيها الرجل الحقيقي:
- الحكمه و التواضع
- احترام الآخرين و احترام و جهات نظرهم و عدم استصغار شأنهم
- التشجيع و النقد البناء
- الشهامه و المروءة
- صون عفه و طهاره الفتيات
- إكرام الوالدين و حسن معاملتهم
- الكياسه (الأدب) و الرقة
- تحمل المسؤوليه و عدم القاء اللوم علي الآخرين
- قبول الإرشاد و التعليم او حتي النقد بروح و ديعة
- إدراك قيمه العمل
- القدره علي التمييز بين الخطا و الصواب و السعى دائما صوب اتخاذ القرارات الحكيمة
من البديهى ان يتميز الرجل الحقيقى بصفات كالتى ذكرناها، و لكن ما ذا عن التفاصيل و بواطن الأمور؟ اليك بعض النقاط التي تمكنك من استيعاب و تبنى بعض المفاهيم بصوره ابسط و أوضح. لم ارغب فاطاله القائمه عليك، الا اننى اخترت و أوردت ما يلى – لا للحصر بل لمجرد العرض و التذكير.
- الرجل الحقيقى يعامل المرأه باحترام. اما الرجل الذي لا يعامل المرأه باحترام، فهو ليس رجلا. قال احدهم: “كيف تتوقع من سيده ان تكون سعيده مع رجل يصر علي معاملتها و كأنها نكرة!”.
- الرجل الحقيقى يدرك جيدا ان السعاده تكمن فمساعده الآخرين و ليس فالتركيز علي الذات و الأنانية.
- الرجل الحقيقى لا يقف ساكنا فمكانة غير متفاعل مع العالم من حوله! علية ان يسعي دائما لينخرط فمجتمعة بهدف الخدمه و المساعدة، مكرسا جهودة و مستفيدا مما حولة لتحسين مجتمعة و تطويره.
- الرجل الحقيقى اما ان يصبح قياديا او تابعا – ليس من فرق ما بين الاثنين. فالقيادى له رؤيه و حلم و مهاره تمكنة من قياده عائلتة او اصدقائة او مجتمعه. اما الرجل التابع، فهو الذي يساند القائد فتحقيق الحلم و الرؤيه لصالح المجتمع، و هو الذي يدعم و يجعل بالإمكان تحقيق الهدف. لا ممكن لمسيره الحياة ان تستمر لو ابتغي جميع رجل ان يكون قائدا! فالرجوله لا تنحصر فدور القيادة.
- الرجل الحقيقى يعتمد علية بكل ما فالكلمه من معنى.
- من اقوال جاليليو جاليلي، عالم الفلك و الفيلسوف و الفيزيائى الإيطالي: “لا تستطيع ان تعلم رجلا اي شيء، و لكنك تستطيع ان تساعدة علي اكتشاف هذا الشيء”. ان طبيعه الرجل لا تسمح له بالتغير الا فحالات نادرة. و يمكننا القول بأن الرجل “لا يتغير” بل “يتطور” او “يتقدم”. و لذلك، علي المرأه الا تحاول تغيير زوجها، بل عليها ان تساعدة علي تطوير و تنميه ذاته.
- الرجل الحقيقى لا يلجا الي المشاجرات او الصياح او استعمال القوه و لا حتي التفوة بعبارات بذيئه لغرض حمايه عائلتة و الدفاع عنها. الا ان علية ان يصبح حريصا اشد الحرص علي توفير الأمن و الراحه و السعاده لأفراد عائلتة من اثناء طرق اخرى.
- علي جميع رجل حقيقى ان يسعي لتحقيق هدف بعيد جميع البعد عن مطامعة و مكاسبة الشخصية.
- قال حكيم: “إن الكثير من الإنجازات العظيمه فالعالم تم تحقيقها بواسطه رجال اختبروا الفشل و التعب و الإحباط، الا انهم استمروا فالعمل”. ممكن للرجل الحقيقى ان يحبط و يحزن و يفكر فالتراجع و الاستسلام، لكنة لن يتراجع و لن يستسلم حتي لو اشتدت الأزمات و زادت المحن.
- الرجل الحقيقى لا يلوم الآخرين و لا يوجة النقد اللاذع لهم.
- الرجل الحقيقى لا يخجل من نفسة و من مظهرة و الكيفية التي يعيش فيها حياته. الا ان ذلك لا يعنى ان يتغاضي عن تحسين و ضعة و الاهتمام بمظهرة و كيفية حياتة قدر الإمكان.
- إن الرجل الذي يتمتع بالرجوله ليس بمنأي عن مواجهه المخاوف، الا انها لا تسيطر علية و لا تتحكم فيه.
- الرجل الحقيقى يتعلم من اخطائة و يجعلها تعود فالنهايه لفائدته.
- الرجل الحقيقى لا يستحى بإيمانه، و لكنة يسعي دائما لتطبيق المبادئ القويمه الموجوده فيه. فعلي سبيل المثال، علي المؤمن الحقيقى ان يطبق مثال السيد المسيح فمحبه الآخرين و حتي محبه الأعداء، لا بالقول فقط بل بالعمل ايضا.
- رجوله شاب
